فتحت الدولة العثمانية مصر عام 1517، في أعقاب الحرب العثمانية المملوكية (1516–1517) وضم سوريا للدولة العثمانية عام 1516.[2] كانت مصر تحكم كأيالة تابعة للدولة العثمانية (تركية عثمانية: ایالت مصر; Eyālet-i Miṣir) من عام 1517 حتى 1867، عدا فترة الاحتلال الفرنسي حن 1798 حتى 1801.

إيالة مصر

إيالة مصر
Mısır Eyaleti
1517–1867
علم مصر
العلم
إيالة مصر عام 1833.
إيالة مصر عام 1833.
المكانةإيالة عثمانية
العاصمةالقاهرة
اللغات الشائعةالعربية،[أ] العثمانية
الدين السنة
السلطان 
• 1517–1520
سليم الأول (الأول)
• 1861–1867
عبد العزيز الأول (الأخير)
الوالي 
• 1517–1522
خاير بك (الأول)
• 1863–1867
إسماعيل بك (last)
الصدر الأعظم 
• 1857–1858
ذو الفقار باشا (الأول)
• 1866–1867
محمد باشا (الأخير)
الحقبة التاريخيةالفترة المعاصرة المبكرة
22 يناير 1517
1798–1801
1801–1805
1820–1822
1831–1833
8 يونيو 1867
التعداد
• 1700
2335000[ب]
• 1867
6076000
Currencyالقرش،
(حتى 1834)
الجنيه
(1834–1867)
سبقها
تلاها
سلطنة المماليك (القاهرة)
سلطنة سنار
الدولة السعودية الأولى
خديوية مصر
إمارة نجد
ولاية الحجاز
Today part of مصر
 إرتريا
 إثيوپيا
 جيبوتي
 إسرائيل
 الأردن
 لبنان
 ليبيا
 السعودية
 جنوب السودان
 السودان
 سوريا
 الصومال
 تركيا
 اليمن
^ أ. أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة عام 1863.[1] ^ ب. الأرقام مأهوذة من موقع Populstat.info .

طالما كانت مصر إيالة صعبة السيطرة على السلاطين العثمانيين، نظراً لأنها جزء من القوى والنفوذ المستمرة للمماليك، التنظيم العسكري المصري الذي حكم البلاد لقرون. لهذا، فقد ظلت مصر تتمتع بحكم شبه ذاتي في عهد المماليك حتى غزتها القوات الفرنسية في عهد ناپليون الأول عام 1798. بعد خروج الفرنسيين، استولى محمد علي باشا على الحكم عام 1805، وكان قائد عسكري ألباني في الجيش العثماني في مصر.

ظلت تحت حكم أسرة محمد علي وتتبع اسمياً الدولة العثمانية. ومُنحت حالة ولاية تابعة ذاتية الحكم أو خديوية عام 1867. حكم إسماعيل وتوفيق باشا مصر كدولة شبه مستقلة تحت السيادة العثمانية حتى الاحتلال البريطاني عام 1882. ومع ذلك، فقد ظلت خديوية مصر (1867–1914) إيالة عثمانية باعتراف القانون حتى 5 نوفمبر 1914،[3] عندما أُعلنت كمحمية بريطانية كرد فعل على قرار تركيا الفتاة العثمانية الإنضمام للحرب العالمية الأولى إلى جانب قوى المحور.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الفترة العثمانية المبكرة

 
الإيالة عام 1609

بعد غزو مصر، ترك السلطان العثماني سليم الأول البلاد. وعُين الصدر الأعظم يونس باشا باي‌لرباي على مصر. ومع ذلك، فسرعان ما اكتشف السلطان أن يونس باشا يتلقى الرشاوى، فأسند المنصب إلى حيدر باي، الحاكم المملوكي السابق لحلب، وساهم في انتصار العثمانيين في معركة مرج دابق.[4]

شهد التاريخ المبكر لمصر العثمانية تنافس على السلطة بين المماليك وممثلي السلطان العثماني.

لم يتغير النظام الذي كان فيه جزء كبير من الأراضي إقطاعية للمماليك، مما سمح بعود المماليك سريعاً لمراكزهم ذات النفوذ الكبير. كان لابد للأمراء المماليك الاحتفاظ بمناصبهم كرؤساء للسنجاق الإثنى عشر، التي كانت مصر تنقسم إليهم؛ وتحت ولاية السلطان، سليم الأول، وتأسست حجرتين، الديوان الأكبر والديوان الأصغر، وكانا يمثلان السلطة العسكرية والدينية، لمساعدة الباشا بمشاوراتهم. وشكل السلطان سليم الأول 6 أفواج لحماية مصر؛ أضاف إليه الفوج السابع، من الشركس.

وكان الباب العالي قد اعتاد تغيير حاكم مصر على فترات متقاربة، بعد عام أو أقل. الحاكم الرابع، أحمد باشا الخائن، سمع أن أنباء الإطاحة به قادمة من القسطنطينية، فحاول أن يؤسس حكماً مستقلاً لنفسه وصح عملات باسمه. وقد أحبطت مخططاته من قبل أميرين كان قد سجنهم ثم فروا من السجن، وهاجموهم في حمامه وحاولوا قتله؛ بالرغم من أن أحمد باشا قد فر جريحاً، إلا أن القوات العثمانية سرعان من أوقعت به وأُعدم.

1527 إلى 1610

عام 1527، أجرى العثمانيون أول مسح لمصر، وكانت النسخة الرسمية للسجلات السابقة قد التهمتها النيران؛ لو يستخدم هذا المسح الجديد حتى عام 1605. كانت الأراضي المصرية مقسمة إلى أربع تصنيفات: أملاك السلطان، الإقطاعيات، أراضي الجيش، وأراضي مقام عليها المؤسسات الدينية.

ويبدو أن التغييرات المستمرة التي كانت تجريها الحكومة قد أخرجت الجيش عن نطاق السيطرة في فترة مبكرة من الاحتلال العثماني، وفي بداية القرن السابع عشر أصبحت التمردات شائعة؛ عام 1605، كان الحاكم صوفي ابراهيم باشا المقتول (فيما بعد ابراهيم باشا) قد قتله جنوده، وعلقت رأسه على باب زويلة، ولهذا أُطلق عليه المقتول. كان سبب هذه التمردات محاولات الباشوات المتتالية لوقع الابتزاز الذي كان يطلق عليه الطُلبة، وهي مدفوعات كانت القوات تجبيها بالقوة من السكان لسداد ديون وهمية، مما أدى إلى إنفجار الأوضاع.

عام 1609، اندلع ما يشبه الحرب الأهلية بين الجيش والباشا، الذي إنحاز إلى جانبه الأفواج العسكرية الملكية والبدو. واختار الجنود الولاء للسلطان، مما أدى إلى تقسيم مؤقت للقاهرة فيما بينهم. هزمهم الحاكم محمد باشا، الذي، في 5 فبراير 1610، دخل القاهرة منتصراً، وأعدم الجنود المتأمرين، ونفى آخرين إلى اليمن. يروي المؤرخون عن هذا الحدث على أنه غزو ثاني لمصر من قبل العثمانيين.[ممن؟] بعدها أجرى محمد باشا اصلاحات مالية كبيرة، تم فيه تعديل الأعباء المفروضة على الشرائع المجتمعية المصرية حسب إمكانياتها.

1623 إلى 1656

في ظل المشكلات التي تعاني منها المدن العثمانية، أصبح احترام الحكام العثمانيين المعينين للمصريين يتناقص باستمرار. في يوليو 1623، أتى أمر من الباب العالي بعزل مصطفى باشا، وتعيين علي باشا حاكماً على مصر. التقى الضباط بنائب الحاكم الجديد مطالبين بالمكافأة المعادة؛ عندما رفض النائب، أرسلوا خطاب إلى الباب العالي معلنين أن يريدون مصطفى باشا وليس عليا باشا، حاكماً. في تلك الأثناء، وصل علي باشا إلى الإسكندرية، وكان في استقباله وفد من القاهرة يعلمه بأنه غير مرغوب فيه. He returned a mild answer، عندما وصلته مذكرة تعقيبية تحمل نفس محتوى الرسالة الأولى، فقام بالقبض على رئيس الوفد وسجنه. بعدها هاجمت حامية الإسكندرية القلعة وحررت السجناء، بعدها باشر علي باشا عمله. بعد فترة وجيزة، وصل مرسوم من القسطنطينة يؤكد أن مصطفى باشا هو حاكم البلاد. خلف مصطفى باشا بيرم باشا عام 1626.

كان يتم تعيين ضباط الجيش المصري العثماني محلياً من المليشيات المختلفة، وكان تربطهم علاقات وثيقة بالطبقة الأرستقراطية المصرية.[5] بناء على ذلك، تمكن الأمير المملوكيرضوان بك من الاستيلاء على السلطة في مصر بحكم الأمر الواقع من عام 1631 حتى 1656.[5] عام 1630 عُين موسى باشا حاكماً جديداً، وشرع الجيش في الإطاحة به، اعتراضاً على اعدامه كيتس بك، ضابط كان قائداً للقوات المصرية التي تخدم في فارس. خُير موسى باشا بين أن يسلم للجلاد، أو يتنحى من منصبه؛ وبعدما رفض ذلك، تم تسليمه للجلاد. عام 1631 جاء مرسوم من القسطنطينية، يصدق على ما فعله الجيش ويقضي بتعيين خليل باشا حاكماً جديداً. ليس فقط كل حاكم غير مرضي عنه من السلطان لصالح الجيش، لكن كان على كل حاكم جديد دفع غرامة منتظمة على ولاية سلفه المنتهية، تحت اسم أموال تدفع للخزانة؛ ولا يسمح للحاكم السابق مغادرة مصر حتى يدفع ما عليه من غرامات. بالإذافة إلى الإبتزاز الذي كان يمارس، كانت البلاد تعاني في تلك القرون من المجاعة والأوبئة. في ربيع 1619، يقال أن الأوبئة تسببت في مصرع 635.000 شخص، وفي عام 1643، دُمرت 230 قرية بالكامل.[بحاجة لمصدر]

الفترة العثمانية المتأخرة

1707 إلى 1755

بحلول القرن الثامن عشر، تراجعت أهمية الباشاوات في مقابل الباكوات المماليك؛ وكان منصب شيخ البلد وأمير الحج - الذي كان يتقلده المماليك - يمثل القيادة الحقيقية في البلاد. هذه العملية يحيط بها الغموض، حيث لا يوجد تسلسل تاريخي للفترة التركية في التاريخ المصري. عام 1707، كان شيخ البلد، قاسم عويس، رئيس إحدى الفصائل المملوكية، Qasimites and the Fiqarites, between whom the seeds of enmity were sown by the pasha of the time, with the result that a fight took place between the factions outside Cairo, lasting eighty days. At the end of that time, Qasim Iywaz was killed and the office which he had held was given to his son Ismail. Ismail held this office for 16 years, while the pashas were constantly being changed, and succeeded in reconciling the two factions of Mamelukes. In 1724, Ismail was assassinated through the machinations of the pasha, and Shirkas Bey—of the opposing faction—was elevated to the office of Sheikh al-Balad in his place. He was soon driven from his post by one of his own faction called Dhu-'l-Fiqar, and fled to Upper Egypt. After a short time, he returned at the head of an army, and in the last of the ensuing battles Shirkas Bey met his end by drowning. Dhu-'l-Fiqar was himself assassinated in 1730. His place was filled by Othman Bey, who had served as his general in this war.

عام 1743، أجبر عثمان بك على الفرار من مصر بعد المؤامرات التي حاكها ابراهيم ورضوان بك، بعد نجاح مخططهم بمذبحة البكوات ومن كان يعتقدون معارضته لهم. حكم ابراهيم ورضوان بك مصر معاً، وتقلدوا منصبي شيخ البلد وأمير الحج لسنوات بالتناوب. حاول أحد الباشاوات الإطاحة بهم عن طريق انقلاب فشل بسبب ولاء أنصار البكوات المسلحين، الذين أطلقوا سراح ابراهيم ورضوان من السجن وأجبروا الباشا على الفرار إلى القسطنطينة. حدثت محاولة من باشا آخر، وفقاً لأوامر سرية صدرت من القسطنطينية، ونجح في قتل بعض البكوات. هرب ابراهيم ورضوان وأجبر الباشا على الاستقالة والعودة للقسطنطينية. اغتيل ابراهيم بعد فترة قصيرة من قبل شخص كان يطمح في شغل منصب الباي الشاغر، الذي أسند بدلاً منه لعلي بك، الذي لعب دوراً هاماً في التاريخ المصري. قُتل ابراهيم بك في 1755، ولقى رضوان حتفه في نزاعات لاحقة.

ظهرت مهارة علي بك لأول مرة عند دفاعه عن قافلة في شبه الجزيرة العربية من هجمات قطاع الطرق، وحمل على عاتقه مهمة الثأر لسيده ابراهيم بك. قضى ثمان سنوات في شراء المماليك، مما أثار شكوك شيخ البلد خليل بك، الذي قام بالهجوم عليه في شوارع القاهرة مما أدى لهربه إلى صعيد مصر. في هذا الوقت، التقى صليب بك، الذي كان قد يتمنى الانتقام لمقتل ابراهيم بك، ونظم الإثنان قوة عادا بها للقاهرة وهزما خليل بك. أُجبر خليل بك على الفرار إلى Iaifla، حيث تخفى فيها لفترة؛ وفي النهاية انكشف أمرهن وأرسل إلى الإسكندرية، ثم شنق. بعد انتصار علي بك عام 1750، أصبح شيخ البلد. أعدم علي بك قتلة سيده ابراهيم بك؛ لكنه تسبب استياء البايات من اجراءه هذا في أن يضطر للفرار إلى سوريا، حيث فاز بصداقة حاكم عجا، ضاهر العمر، الذي حصل له على رضا الباب العالي وأعاده لمنصب شيخ البلد.

 
مراد بك رسم دوترتر في وصف مصر، 1809.
 
علم مصر (1793–1844)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

1766 إلى 1798

عام 1766، بعد نصيره، الصدر الأعظم راغب باشا، اضطر للفرار مرة أخرى من مصر إلى اليمن، لكن في العام التالي علم أن موقفه في القاهرة كان قوياً بما يكفي للسماح بعودته. واستمر في منصبه، ورقى 18 من أصدقائه إلى رتبة باي- من بينهم ابراهيم ورماد، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للشئون-وكذلك محمد أبو الدهب، الذي كان على مرتبطاً ارتباطأ وثيقاً بعلي بك. استخدم علي بك تدابير صارمة لقمع أعمال السرقات التي يقوم بها البدو في مصر السفلى. ويقال أنه سعى لحل جميع القوات عدا تلك الموجودة تحت سيطرته.

عام 1769، جاء لعلي بك طلب بقوة مكونة من 12.000 رجل، ليقوم الباب العالي بنشرهم في الحرب الروسية التركية 1768–1774. واقترح في القسطنطينية، أن علي بك سيستخدم هذه القوات بعد جمعها في الحصول على استقلاله. وكان علي بك على معرفة بهذا الرسول بواسطة عملائه في القسطنطينية، وأمر بقطع الطريق عليه وقتله. تم الاستيلاء على الرسالة وقرأها علي بك قبل اجتماعه بالبايات، who were assured that the order for execution applied to all alike, and he urged them to fight for their lives. His proposals were received with enthusiasm by the beys whom he had created. Egypt was declared independent, and the pasha given 48 hours to quit the country. Daher El-Omar Pasha of Acre, to whom official information of the step taken by Ali Bey was sent, promised his aid and kept his word by compelling an army sent by the pasha of Damascus against Egypt to retreat.

The Porte was not able to take active measures at the time for the suppression of Ali Bey, who endeavoured to consolidate his dominions by sending expeditions against marauding tribes in both north and south Egypt, reforming the finance, and improving the administration of justice. His son-in-law, Abu-'l-Dhahab, was sent to subject the Hawwarah, who had occupied the land between Aswan and Asyut, and a force of 20,000 men was sent to conquer Yemen. An officer named Ismail Bey was sent with 8,000 men to acquire the eastern shore of the Red Sea, and Ilasan Bey was sent to occupy Jidda. In six months, the greater part of the Arabian peninsula was subject to Ali Bey, and he appointed a cousin of his own as Sharif of Mecca—who bestowed on Ali by an official proclamation the titles Sultan of Egypt and Khan of the Two Seas. In 1771, in virtue of this authorisation, he then struck coins in his own name and ordered his name to be mentioned in public worship.

Abu-'l-Dhahab was sent with a force of 30,000 men in the same year to conquer Syria, and agents were sent to negotiate alliances with Venice and Russia. Reinforced by Ali Bey's ally Daher El-Omar, Abu-'l-Dahab easily took the chief cities of Palestine and Syria, ending with Damascus, but at this point he appears to have entered into secret negotiations with the Porte, by which he undertook to restore Egypt to Ottoman suzerainty. He proceeded to evacuate Syria, and marched with all the forces he could collect to Upper Egypt, occupying Assiut in April 1772. Having collected additional troops from the Bedouins, he marched on Cairo. Ismail Bey was sent by Ali Bey with a force of 3,000 to check his advance, but Bastin Ismil and his troops joined Abu-'l-Dhahab. Ali Bey intended at first to defend himself as long as possible in the citadel at Cairo, but receiving information that his friend Daher El-Omar of Acre was still willing to give him refuge, he left Cairo for Syria on 8 April 1772, one day before the entrance of Abu-'l-Dhahab.

At Acre, Ali's fortune seemed to be restored. A Russian vessel anchored outside the port and, in accordance with the agreement which he had made with the Russian empire, he was supplied with stores, ammunition, and a force of 3,000 Albanians. He sent one of his officers, Ali Bey al-Tantawi, to recover the Syrian towns evacuated by Abu-'l-Dhahab now in the possession of the Porte. He himself took Jaffa and Gaza, the former of which he gave to his friend Daher El-Omar of Acre. On 1 February 1773, he received information from Cairo that Abu-'l-Dhahab had made himself Sheikh al-Balad, and in that capacity was practising unheard-of extortions, which were making Egyptians call for the return of Ali Bey. He accordingly started for Egypt at the head of an army of 8,000 men, and on 19 April met the army of Abu-'l-Dhahab at Salihiyya. Ali's forces were successful at the first engagement, but when the battle was renewed two days later, he was deserted by some of his officers and prevented by illness and wounds from himself taking the conduct of affairs. The result was a complete defeat for his army, after which he declined to leave his tent; he was captured after a brave resistance and taken to Cairo, where he died seven days later.

After Ali Bey's death, Egypt became once more a dependency of the Porte, governed by Abu-'l-Dhahab as Sheikh al-Balad with the title pasha. He shortly afterwards received permission from the Porte to invade Syria, with the view of punishing Ali Bey's supporter Daher El-Omar, and left Ismail Bey and Ibrahim Bey as his deputies in Cairo—who, by deserting Ali at the battle of Salihiyya, had brought about his downfall. After taking many cities in Palestine, Abu-'l-Dhahab died, the cause being unknown; Murad Bey, another of the deserters at Salihiyya, brought his forces back to Egypt on 26 May 1775.

Ismail Bey now became Sheikh al-Balad, but was soon involved in a dispute with Ibrahim and Murad—who, after a time, succeeded in driving Ismail out of Egypt and establishing a joint rule similar to that which had been tried previously (as Sheikh al-Balad and Amir al-Hajj, respectively). The two were soon involved in quarrels, which at one time threatened to break out into open war, but this catastrophe was averted and the joint rule was maintained until 1786, when an expedition was sent by the Porte to restore Ottoman supremacy in Egypt. Murad Bey attempted to resist, but was easily defeated. He, with Ibrahim, decided to flee to Upper Egypt and await the trend of events. On 1 August, the Turkish commander entered Cairo, and—after violent measures had been taken for the restoration of order—Ismail Bey was again made Sheikh al-Balad and a new pasha installed as governor. In January 1791, a terrible plague raged in Cairo and elsewhere in Egypt, to which Ismail Bey and most of his family fell victims. Owing to the need for competent rulers, Ibrahim and Murad Bey were sent for, and resumed their dual government. They were still in office in 1798 when Napoleon Bonaparte entered Egypt.

الاحتلال الفرنسي

هدف الغزو

The ostensible object of the الحملة الفرنسية على مصر was to reinstate the authority of the Sublime Porte and suppress the Mamluks; in the proclamation, printed with the Arabic types brought from the Propaganda press and issued shortly after the taking of Alexandria, Bonaparte declared that he revered God, the prophet Muhammad, and the Qur'an far more than the Mamluks revered them, and argued that all men were equal except so far as they were distinguished by their intellectual and moral excellences—of which the Mamluks had no great share. In the future, all posts in Egypt were to be open to all classes of the inhabitants; the conduct of affairs was to be committed to the men of talent, virtue, and learning; and to prove that the French were sincere Moslems, the overthrow of the papal authority in Rome was suggested.

That there might be no doubt of the friendly feeling of the French to the Porte, villages and towns which capitulated to the invaders were required to hoist the flags of both the Porte and the French republic, and in the thanksgiving prescribed to the Egyptians for their deliverance from the Mamluks, prayer was to be offered for both the sultan and the French army. It does not appear that the proclamation convinced many Egyptians of the truth of these professions. After the Battle of Embabeh (also commonly known as the Battle of the Pyramids), at which the forces of both Murad Bey and Ibrahim Bey were dispersed, the populace readily plundered the houses of the beys. A deputation was sent from al-Azhar to Bonaparte to ascertain his intentions; these proved to be a repetition of the terms of his proclamation, and—though the combination of loyalty to the French with loyalty to the sultan was unintelligible—a good understanding was at first established between the invaders and the Egyptians.

A municipal council was established in Cairo, consisting of persons taken from the ranks of the sheiks, the Mamluks, and the French. Soon after, delegates from Alexandria and other important towns were added. This council did little more than register the decrees of the French commander, who continued to exercise dictatorial power.

 
ثورة القاهرة الأولى ضد الاحتلال الفرنسي.

معركة النيل

تدمير الأسطول الفرنسي في معركة النيل، وفشل القوات الفرنسية في الوصول لمصر العليا (حيث وصلوا للشلال الأول) للاستيلاء على ممتلكات مراد بك، زعزع إيمان المصريين بقوتهم. In consequence of a series of unwelcome innovations, the relations between conquerors and conquered grew more strained daily, until at last—on the occasion of the introduction of a house tax on 22 October 1798—an insurrection broke out in Cairo. The headquarters of the insurrection were in the University of Azhar. On this occasion, the French general Dupuy, lieutenant-governor of Cairo, was killed. The prompt measures of Bonaparte, aided by the arrival from Alexandria of General Jean Baptiste Kléber, quickly suppressed this rising; but the stabling of French cavalry in the mosque of Azhar gave great and permanent offence.

In consequence of this affair, the deliberative council was suppressed, but on 25 December a fresh proclamation was issued reconstituting the two divans which had been created by the Turks; the special divan was to consist of 14 persons chosen by lot out of 60 government nominees, and was to meet daily. The general divan was to consist of functionaries, and to meet on emergencies.

In consequence of despatches that reached Bonaparte on 3 January 1799, announcing the intention of the Porte to invade the country with the object of recovering it by force, Bonaparte resolved on his Syrian expedition, and appointed governors for Cairo, Alexandria, and Upper Egypt, to govern during his absence.

هزيمة الجيش العثماني

He returned from that ill-fated expedition at the beginning of June. Murad Bey and Ibrahim Bey had taken advantage of this opportunity to collect their forces and attempt a joint attack on Cairo, but Bonaparte arrived in time to defeat it. In the last week of July, he inflicted a crushing defeat on the Turkish army that had landed at Aboukir, aided by the British fleet commanded by Sir Sidney Smith.

Shortly after his victory, Bonaparte left Egypt, having appointed Kléber to govern in his absence—which he informed the sheiks of Cairo was not to last more than three months. Kléber regarded the condition of the French invaders as extremely perilous, and wrote to inform the French republic of the facts. A double expedition was sent by the Porte shortly after Bonaparte's departure for the recovery of Egypt: one force being despatched by sea to Damietta, while another under Yousuf Pasha took the land route from Damascus by al-Arish. The first force had some success, in consequence of which the Turks agreed to a convention on 24 January 1800, by virtue of which the French were to quit Egypt. The Turkish troops advanced to Bilbeis, where they were received by the sheiks from Cairo; the Mamluks also returned to Cairo from their hiding-places.

Before the preparations for the departure of the French were completed, orders came to Smith from the British government forbidding the carrying-out of the convention unless the French army were treated as prisoners of war. When these orders were communicated to Kléber, he cancelled the orders previously given to the troops and proceeded to put the country in a state of defence. His departure, with most of the army, to attack the Turks at Mataria led to riots in Cairo, in the course of which many Christians were slaughtered. The national party was unable to gain possession of the citadel, and Kléber, having defeated the Turks, was soon able to return to the capital. On 14 April he bombarded Bulaq, and proceeded to bombard Cairo itself, which was taken the following night. Order was soon restored, and a fine of 12 million francs was imposed upon the rioters. Murad Bey sought an interview with Kléber, and succeeded in obtaining the government of Upper Egypt from him. Murad Bey died shortly afterwards and was succeeded by Osman Bey al-Bardisi.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاغتيال

On 14 June, Kléber was assassinated by Suleiman of Aleppo, said[ممن؟] to have been incited to the deed by a Janissary refugee at Jerusalem, who had brought letters to the sheikhs of the Azhar. Although they gave him no support, three of the sheikhs were executed by the French as accessories-before-the-fact. The assassin himself was tortured and impaled, despite the promise of a pardon if he named his associates. The command of the army then devolved on General J.F. (Baron de) Menou, a man who had professed Islam, and who endeavoured to conciliate the Muslim population by various measures—such as excluding all Christians (with the exception of one Frenchman) from the divan, replacing Copts who were in government service with Muslims, and subjecting French residents to taxes. Whatever popularity might have been gained by these measures was counteracted by his declaration of a French protectorate over Egypt, which was to count as a French colony.

In the first weeks of March 1801, the English under Sir Ralph Abercromby effected a landing at Abu Qir, and proceeded to invest Alexandria, where they were attacked by Menou; the French were repulsed, but the English commander was mortally wounded in the action. On the 25th, fresh Turkish reinforcements arrived with the fleet of the Kapudan Pasha Hüseyin. A combined English and Turkish force was sent to take Rashid. On 30 May, General A. D. Belliard, the French commander in Cairo, was assailed on two sides by British forces under General John Hely Hutchinson and Turks under Yusuf Pasha; after negotiations, Belhiard agreed to evacuate Cairo and to sail with his 13,734 troops to France. On 30 August, Menou was compelled to accept similar conditions, and his force of 10,000 left Alexandria for Europe in September. This was the termination of the French occupation of Egypt. The chief permanent monument of the occupation was the Description de l'Egypte, compiled by the French savants who accompanied the expedition.

مصر تحت حكم محمد علي

استيلاء محمد علي على السلطة

بدأت عملية استيلاء محمد علي على السلطة في مصر بالموازاة لثلاث حروب أهلية بين الأتراك العثمانيين والمماليك المصريين، والمرتزقة الألبان. انتهت بانتصار الألبان تحت قيادة محمد علي باشا.

هكذا كانت الحال في مصر حينما اخذ محمد علي يطمح الى منصب الولاية. ولا يستبعد ان تكون تلك الحال نفسها حملته على الطموح إلى هذا المنصب بعد اقتناعه بعدم اقتدار أحد من كبار الرجال المشتركين في النزاع على التغلب على منازعيه والاستئثار بالحكم وادارة شؤون البلاد بالحكمة والحزم. أما النزاع بين الوالي والمماليك ، فكان لابد من دخوله سريعا في دور حاد لأن الوالي كان مدفعوا الى الاسراع في منازلة المماليك بالأوامر التي وردت عليه من الآستانة، وبشدة حاجته الى المال لدفع مرتبات الجنود. على أنه ما كاد ينازل المماليك حتى تبين له خصم جديد من قواد جيشه، وهو محمد علي الذي كان قبلا من أصدقائه المقربين، لكنه لما اختبر ما عند محمد علي من المقدرة والطموح صار يرى فيه صديقا مخيفا، ولم يكن مخطئا في رأيه كما سنرى.[6]

عندما تسلم خسروا باشا منصب الولاية في القاهرة، كان المماليك مسؤولين عن الوجه القبلي من الديار المصرية وعلى معظم الوجه البحري، فوجه اليهم فرقتين من الجند احداهما بقيادة يوسف بك، والثانية بقيادة محمد علي. فنازل المماليك فرقة يوسف بك وهزموها شر هزيمة قبل أن يصل محمد علي بفرقته الى ساحة القتال، فنسب انكسار فرقة يوسف بك إلى تعمد محمد علي التأخر في نجدتها، فاستدعاه خسرو باشا ليلا الى مقره في القلعة زاعما انه يرغب في مفاوضته في أمر هام، وهو انما كان يقصد الايقاع به، فأدرك محمد علي قصد خسرو باشا، وجاوبه انه سيحصر لمقابلته نهارا على رأس فرقته. وعلى أثر ذلك ثار الجنود على الوالي طالبين مرتباتهم المتأخرة، ولم يستطع الوالي دفع المتأخر لهم، فرغب طاهر باشا كبير قواد الجيش التوسط بينه وبين الجنود الثائرين، فرفض خسرو باشا مفاوضته، فانحاز طاهر باشا الى الجند وسار بهم الى القلعة، فألجأ خسرو باشا الى الفرار، وتولى الحكم بعده بالوكالة سنة 1803.

منذ ابتداء الحوادث صار معلوما أن هنالك محركا غير منظور يدير من وراء الستار حركات الجنود والطامعين بالولاية في بحذاقة لاعب الشطرنج البارع وكان ذلك المحرك محمد علي، لكنه رغما عن طموحه الشديد الى منصب الولاية، لم يتعجل الأمر بل اتبع خطة تضمن له الوصول الى الولاية بعد أن تقضي على سائر المرشحين لها والطامعين فيها، وتزيل من طريقه العناصر المعادية. وبمقتضى تلك الخطة أصبح كل من يتولى الحكم عرضة للقتل أو العزل العاجل، بعد أن ينال محمد علي بواسطته بعد مآربه. فعليه بعد أن تولى طاهر باشا اعمال الولاية، حمله محمد علي على مراسلة البرديسي أحد زعيمي المماليك الكبيرين ليتقرب من المماليك، ويأمن شرهم في أثناء العراك القائم بسبب الولاية ، لكن عهد ظاهر باشا بالولاية لم يطل لأن الإنكشارية ثاروا عليهم مطالبين بمرتباتهم، فأدى ذلك الى خصام بين الباش والضباط الذين انتدبهم الإنكشارية لمفاوضته، وانتهى الخصام بقتل طاهر باشا، واغتنم محمد علي الفرصة فاتفق مع المماليك.

وكان في مصر حينئذ أحد وزراء الدولة العثمانية المدعو أحمد باشا قاصدا الى المدينة المنورة التي عين واليا عليها فأراد الإنكشارية إجلاسه على كرسي ولاية مصر، غير أن محمد علي لم يوافقهم على ذلك. وبالاتفاق مع المماليك طردوا أحمد باشا من القاهرة، ثم بطش الألبانيون بالإنكشارية باغراء محمد علي، ولم يبق في مصر من الرجال المنتمين الى حكومة الآستانة الذي يخشى محمد علي شرهم سوى خسرو باشا الوالي السابق الذي كان مقيما في دمياط فهاجمه محمد علي وعثمان بك البرديسي برجالهما وأحضراه الى القاهرة. وهكذا لم يبق لمحمد علي خصم ظاهر من رجال الآستانة، كما أن عثمان بك البرديسي صارت اليه السلطة العليا بين المماليك، لأن مناظره محمد بك الألفي كان قد ذهب الى انجلترا طامعا بالاستقلال بالحكم في مصر بمساعدة انجلترا.

واتصلت بالدولة العثمانية أخبار الحوادث المصرية، فراعها اتحاد المماليك والألبانيين، فوجهت علي باشا الجزائري واليا وأصبحته بألف جندي وبعد مناورات لا محل لذكها، اعترضت الجنود الألبانية علي باشا في طريقه من الاسكندرية الى القاهرة ففتكت بجنوده وقادته أسيرا الى القاهرة ثم وجهوه الى سوريا لكنهم قتلوه في الطريق.

وفي أوائل سنة 1804 عاد محمد بك الألفي من انكلترا، حاملا الكثير من التحف والأموال، وصعد نحو القاهرة في النيل. ولما كان وجوده في مصر يهدد محمد علي وعثمان بك البرديسي على السواء، اتفقا على مقاومته فاعترضه رجالهما في النيل ونهبوا الأموال والتحف التي جاء بها، أما هو فبادر الى النزول الى البر ونجا بنفسه واختبأ عند العرب.

يظهر للقارئ مما تقدم أن محمد علي كان له نصيب كبير في تدبير جميع الحوادث التي سلف ذكرها، غير أنه مع هذا كان بعيدا عن كل مسئولية تجاه الشعب والجند. فكان اذا تأخر دفع مرتبات الجند وقعت المسئولية على من يتولى ادارة البلاد وثارت الجنود عليه لا على قائد الجند، واذا فرضت الأموال على الأهلين واستثقلوا وطأتها نقموا على الحكام الذين فرضوها. أما محمد علي فكان في تلك الأحوال يشارك الجند والشعب في التوجع لما أصابهم، ويظهر الاهتمام بتحصيل حقوقهم وتخفيف كروبهم، فأصبح صديق الجند والشعب. وهذه أهم النتائج التي يبغي الحصول عليها قبلما يرشح لمنصب الولاية، لأن على الجند والشعب يتوقف تثبيت قدمه في البلاد.

واتفق أن مرتبات الجنود كانت متأخرى فثار الألبانيون على عثمان بك البرديسي وطالبوه بدفعها، ففرض على أهل القاهرة ضرائب فادحة ليتمكن من دفع مرتبات الجنود، فأغضب ذلك الأهالي، ونزعوا الى الثوةر، فتدخل محمد علي في الأمر، وأظهر عطفا شديدا على الأهلين ووعدهم بالمساعدة لرفع هذه المظلمة عنهم، فثابوا إلى السكون. وكان المماليك قد أخذوا يشعرون أن محمد علي يبطن لهم العداء، والحقيقة أنه كان حينئذ في غنى عنهم بل صار اضعافهم خيرا له، فبدأ المشادة بين الفريقين.

وتجددت الثورة في القاهرة على المماليك باتفاق الأهالي والألبان، وحدث قتال عنيف وبرز محمد علي نفسه الى ميدان القتال، فتغلب على المماليك، وألجأ جميع أمرائهم الى الفرار من القاهرة. فعندئذ أصبح محمد علي صاحب العقد والحل في القاهرة لأن زمام الجند والشعب كان في يده، غير أنه لم يتسرع في طلب الولاية لنفسه، ولعله حاول هذه المرة اثبات اخلاصه للدولة العثمانية حتى لا تناوئه متى آن أون ترشيحه للولاية. وكان لا يزال موجودا في القطر المصري اثنان من الباشوات العثمانيين، أحدهما خسرو باشا والثاني أحمد خورشيد باشا حاكم الاسكندرية.

فدعا محمد علي علماء البلد وأعيانها الى اجتماع أظهر لهم في اثنائه وجوب المبادرة الى تعيين وال على البلد، واقتراح اخراج خسرو باشا من معتقله وتقليده منصب الولاية، فوافق العلماء والأعيان على ذلك. غير أن الزعماء الألبانيين اعترضوا على هذا التعيين وطلبوا من محمد علي اخراج خسروا باشا من البلاد، فأذعن الى طلبهم وأعاد خسرو باشا الى الآستانة. ولا يخفى أن الألبانيين كانوا رجال محمد علي الذين عليهم جل اعتماده ولديهم تودع أسراره، فلا يعقل والحالة هذه انه كان يجهل شعور زعمائهم نحو خشرو باشا عندما اقترح رده الى منصب الولاية، بل يستشف من عمله التواطؤ مع الزعماء الالبانيين على اتخاذ ترشيح خسرو باشا لمنصب الولاية واخراجه من معتقله، كان وسيلة لاخراجه من القطر المصري، فيقرب محمد علي خطوة جديدة من الولاية بدون أن يكون في مظهره ما يغضب الباب العالي. والمشهور أن خسرو باشا كان يعتقد سوء النية في محمد علي، فأظهر نحوه أشد العداء بعد عودته الى الآستانة وتوليه المناصب العالية فيها. وكان للعداء بينهما شأن عظيم في النزاع الذي وقع بعد ذلك بين السلطان محمود ومحمد علي. فبعد اخراج خسرو باشا من القطر المصري، لم يبق فيه من كبار العثمانيين من يصح تعيينه واليا سوى خورشيد باشا، فاتفق العلماء والأعيان وزعماء الجند على تعيينه واليا وتعيين محمد علي قائم مقام له. ووافق الباب العالي على ذلك في سنة 1804 ، أما خورشيد باشا فلقى ما لقى أسلافه من الصعوبات في الحصول على الأموال، وفي دفع مرتبات الجنود، فقرض الأموال الطائلة على أهل القاهرة، وابتز كثيرا منها من بعض الأفراد وخصوصا من المنتسبين الى المماليك، فشمل الاستياء منه جميع الطبقات. وكان في الوقت عينه يشعر بعدم اخلاص محمد علي، وبشدة وطأته، وظن أنه يتخلص منه باشغاله بمحاربة المماليك، غير ان انتصارات محمد علي في تلك المحاربة، وشدة عطفه على الأهلين والجند، زاده رفعة في عيون الجميع، ووطد مكانته في البلد خصوصا لدى العلماء والأعيان.

فرأى الوالي انه لابد له من قوة من رجال الدولة العثمانية تقف بجانبه وتعزز مقامه، والا أضحى بين يدي محمد علي كريشة في مهب الريح، ففاوض رجال الدولة في ذلك، بينما كان محمد علي بعيدا عن القاهرة مشتغلا بمحاربة المماليك، فوجهوا اليه ثلاثة آلاف مقاتل من طائفة الدالاتية، غير أن وجودهم في القاهرة لم يزد موقفه الى ضعفا وارتباكا، لأنهم عمدوا الى السلب والنهب وارتكاب شتى المنكرات والمحرمات، فزاد سخط الأهالي على خورشيد باشا، لأنه لم يشأ أو لم يستطع كف أذى الجند عنهم. كما أن محمد علي لما بلغه قدوم الدالاتية الى القاهرة عاد اليها، وأخذ يدس الدسائس على الوالي ويستميل عنه حتى رجاله الدلاتية. وبما أن تأخر دفع مرتبات الجنود كان من القواعد المطردة في ذلك الزمن، ثار الألبانيون عليه مطالبين بدفع مرتباتهم، فوقف الدالاتية على الحياد، فوجد خورشيد باشا نفسه في موقف حرجا عما كان عليه قبل قدوم الدالاتية.

وفي أثناء ذلك ورد مرسوم من الآستانة بتولية محمد علي باشا على جدة. وانما جرى ذلك بناء على مخابرات سابقة بين الباب العالي وخورشيد باشا درءا للخطر الذي خشيا وقوعه عليهما فيما لو بقى في مصر، فأظهر محمد علي استعداده لتنفيذ مرسوم الآستانة، وأخذ يتأهب للسفر، غير أن الجند والشعب الساخط على الوالي رجوا منه أن يبقى في مصر لاقتناعهم بأنهم لن يجدوا حاكما أرأف من محمد علي بحالتهم أو أقدر منه على انالتهم حقوقهم أو أكثر كفاءة لتولىي الاحكام، فاتفق زعماء الجند والعلماء والأعيان على اسقاط خورشيد باشا من منصب الولاية، وانتخاب محمد علي بدلا منه. وكتبوا الى الآستانة في ذلك، فأجيب ملتمسهم، وتلقى محمد علي مرسوما بذلك في يوليو سنة 1805. أما خورشيد باشا فانه قاوم هذا التعيين ، لكنه اضطر اخيرا للتسليم وأعيد الى الآستانة.

وما كاد محمد علي يفرغ من مناهضة الباشوات العثمانيين حتى برز الإنكليز لمقاومته، طالبين من الباب العالي اسقاطه، وتسليم ادارة الأحكام للماليك، بزعامة صديقهم محمد بك الألفي الذي ذكرنا قبلا علاقته بإنكلترا، فأرسل الباب العالي القبطان باشا بأسطوله الى مصر لتنحية محمد علي باشا عن كرسي الحكم، غير أنه وجد الشعب والجند يؤيدانه، ورأى الشقاق سائدا على المماليك، كما أنه أطلع على غرض إنكلترا من عزل محمد علي واعادة حكم المماليك، وبناء على ذلك وعلى ما عرضه المصريون الى الباب العالي بواسطة ابراهيم باشا ابن محمد علي الذي أوفدوه الى الآستانة، صدر مرسوم جديد بتثبيت محمد علي في منصبه، فوصل هذا المرسوم الى مصر في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1806. وقد كان لمساعي قنصل فرنسا في الاسكندرية لدى القبطان باشا ولسفير فرنسا في الآستانة وللمال والهدايا التي يبعث بها محمد علي الى الآستانة تأثير عظيم على هذا التثبيت.

الحملة على السعودية (1811–1818)

بدأت هذه الحرب في سنة 1811، وانتهت في سنة 1818. قاد حملتها الأولى طوسون باشا من سنة 1811 الى 1815، وأصيبت جنوده في بادئ الأمر بانكسار شنيع، لكن عاد فاستولى على مكة والمدينة وجدة، والطائف بعد متاعب وأخطار جمة، ثم ذهب محمد علي بنفسه الى الحجاز في آب (أغسطس) 1813 ليشرف على الأعمال الحربية فمكث هناك الى شهر حزيران (يونيه) سنة 1815.

ثم تولى قيادة الحملة الوهابية ابراهيم باشا من أواخر سنة 1816 الى أن انتهت في أواخر سنة 1814، فقهر الوهابيين واستولى على مدنهم، وأكره زعيمهم عبد الله بن السعود على التسليم والذهاب الى مصر، ومنها أرسل الى الآستانة فقتلته الحكومة العثمانية على أثر وصوله. فكان للقضاء على الوهابيين فرح عظيم في العالم الاسلامي اقترن به ذكر محمد علي بالاعجاب والتكريم. وظهرت في أثناء هذه الحرب كفاءة ابراهيم باشا وصفاته العسكرية الممتازة، وبها ابتدأت شهرته التي طبقت الآفاق في ما تلاها من الحروب ومكافأة له على انتصاراته الباهرة أنعم عليه السلطان بولاية جدة.

وعدا الشهرة الواسعة التي نالها محمد علي في البلدان الأجنبية لتغلبه على الوهابيين، ازدادت سلطته رسوخا في القطر المصري، وخصوصا على رجال الجيش، لأن محاربة عدو باسل مدة سبع سنين في بلاد مقفرة أهلكت عددا كبيرا من الضباط والجنود المشاغبين، إما قتلا في المحاربة أو موتا بالأمراض، كما أن الانكسارات الأولى التي أصابت الجيش قضت على خيلاء بعض كبار ضباطه، بل أذلتهم ونزعت من الجنود الثقة بهم، فاغتنم محمد علي هذه الفرصة لتمكين قبضته لضباطهم، فكان اذا انتقل الضابط من جهة الى أخرى انتقلت جنوده معه، كأنما هم مماليكه ولا علاقة لهم مباشرة بالقيادة العامة.

الاصلاحات (1808–1823)

ان أظهر صفات محمد علي على بعد النظر والحزم والمرونة السياسية. أدرك برأيه الصائب أن اقتباس الأنظمة الأوروبية ومجاراة الأوروبيين في الأساليب العمرانية أمور لابد منها لرقي بلاده، وتثبيت دعائم حكومته التي كانت حكومة الآستانة تعمل على تقويضها، فلما أخفق في محاولته تنظيم الجيش للمرة الأولى ستر اخفاقه بلباقته السياسية، لكنه بقى مصرا على العودة الى التنظيم عند سنوح أول فرصة، وتمهيدا لذلك استمال اليه بوسائل مختلفة بعض كبار الضباط المعارضين. وجهز حملة لفتح السودان بقيادة ابنه اسماعيل باشا اقصت الباقين من هؤلاء الضباط ومن تابعهم من الجنود.

جعل محمد علي للحملة على السودان ثلاث غايات وهي: التخلص من الضباط والجنود الذين كانوا يقاومون التنظيم العسكري والقضاء على المماليك الذين فروا من القطر المصري الى دنقلة بعد مذبحة القلعة المشهورة، والحصول على مصادر جديدة للثروة والتجنيد. والسودانيون قوم بسل، ظن محمد على أنه يستطيع ان يؤلف منهم جيشا يحل محل الألبانيين وغيرهم. فبلغت الحملة غرضيها الأولين، لكنها لم تأت بالفائدة المادية المرجوة ولا حققت الآمال في التجنيد ، نظرا لعدم مناسبة جو مصر للسودانيين.

فعمد الى تجنيد الفلاحين المصريين وانتدب لتنظيم الجيش ضابطا فرنساويا قديرا وهو الكولونيل ساف Seve المعروف باسم سليمان باشا الفرنساوي، وأنشأ المدارس الحربية وبنى الأسطول. ومع اصلاحاته هذه نمت الصناعة في البلاد، واستعان على القيام بكل ذلك برجال الفنون والصنائع الأوروبيين ، وكان أكثرهم من الفرنسويين لحسن علائقه السياسية بهم واقبالهم على بلاده. واهتم ايضا بنشر المعارف في البلاد وتحسين الأحوال الصحية، فأنشأ المدارس والمستشفيات ، وأرسل البعثات العلمية الى أوروبا، واستقدم منها أرباب الاختصاص.

ومن اصلاحات محمد علي المشهورة وانشاء قوة منظمة من البوليس، واقرار الأمن في جميع انحاء البلاد حتى ضاهت مصر في ذلك البلدان الأوروبية الراقية.

ووجه اهتماما عظيما الى الاصلاح الاقتصادي ، لأن جميع مشاريعه لاقوام بها الا بالمال، فنشط الزراعة والتجارة فدرت عليه الخيرات، وبذل الجهد المستطاع في سبيل ترقية الصناعة، لكنها لم تكن رابحة. أما أعماله الزراعية، فأهما زراعة القطن الأمريكي والنيلة، واستيلاؤه على أكثر أملاك القطر المصري بطرق جائرة وتسخيره العمال لاجل القيام بمشاريعه الزراعية التي وضعها تحت مراقبة رجال الحكومة في المديريات، فنجحت أعماله وكثرت أرباحه، لكنه أنزل الضنك بعدد عديد من الملاكين، والعمال باغتصابه الأملاك وتسخير الرجال. وزاد على هذه المظالم استعمال منتهى الشدة في تحصيل الأموال الأميرية وفرض ضريبة جديدة وهي الفردة أو ضريبة الرؤوس، وكانت تجبي من رجال البلاد على اختلاف مذاهبهم.

لكن رغما عن هذه المظالم، فان اصلاحاته الجمة وتسامحه الديني جعله محترما في عيون الأوروبيين، فازدادت العلائق بين البلدان الأوروبية والمصرية، وكثر عدد مريديه والمعجبين به من الأوروبيين، نظرا لما كان يبديه من البشاشة في استقبالهم والحذق في أحاديثه الممزوجة بالظرف والفكاهة.

غزو ليبيا والسودان (1820)

In 1820 Muhammad Ali gave orders to commence the conquest of eastern Libya. Ali's intentions for Sudan was to extend his rule southward, to capture the valuable caravan trade bound for the Red Sea, disperse Mamluks who have fled south, and to secure the rich gold mines which he believed to exist in Sennar. He also saw in the campaign a means of getting rid of his disaffected troops, and of obtaining a sufficient number of captives to form the nucleus of the new army.

The forces destined for this service were led by Ismail, the youngest son of Muhammad Ali. They consisted of between 4000 and 5000 men, being Turks and Arabs. They left Cairo in July 1820. Nubia did not put up much of a fight, the Shagia Arabs immediately beyond the province of Dongola were defeated, the remnant of the Mamluks dispersed, and Sennar was destroyed.

ثورة أحمد (1824)

In 1824 a native rebellion broke out in Upper Egypt headed by Ahmed, an inhabitant of al-Salimiyyah, a village situated a few miles above Thebes. He proclaimed himself a prophet, and was soon followed by between 20,000 and 30,000 insurgents, mostly peasants, but some of them deserters from the Nizam Gedid, for that force was yet in a half-organized state. The insurrection was crushed by Muhammad Ali, and about one fourth of Ahmad's followers perished, but he himself escaped. The subsequent years saw an imposition of order across Egypt and Ali's new highly trained and disciplined forces spread across the nation.

حملة اليونان (1824–1828)

تحت إمرة إبراهيم باشا باشرت قوات محمد علي بغزو اليونان، حيث حطت سفنهم في ميثوني واستولت على مدينة كالاماتا وسوتها مع الأرض. ومع كل التشويش والفوضى التي عمت في المعسكر اليوناني تمكن إبراهيم باشا من وضع يده على شبه جزيرة المورة وقام بنهبها وتدميرها، وبعد مقاومة شجاعة من قبل اليونانيين سقطت ميسولونغي أمام جيشه في أبريل 1826، بعد ذلك حاول إبراهيم باشا اجتياح نافبليو ولكنه لم يتمكن من نيل مبتغاه فيها، في غضون ذلك كانت قواته قد تمكنت من اكتساح وتخريب الريف اليوناني. عندها حول إبراهيم باشا انتباهه للمكان الوحيد الذي كان لايزال حراً في بيلوبونيس وهو شبه جزيرة ماني.

قام إبراهيم باشا بإرسال مبعوث منه لأهالي ماني يطالبهم بالإستسلام والخضوع لمشيئة السلطان، وإن رفضوا فإنه سيقوم بتدمير أرضهم كما فعل مع بقية أجزاء شبه جزيرة بيلوبونيس، ولكن بدلا من الإستسلام أرسل المانويين له جوابهم التالي:

من يونانيي ماني وبقية اليونانيين المقيمين فيها إلى إبراهيم باشا. لقد تلقينا رسالتك التي حاولت فيها بث الرعب والخوف في نفوسنا قائلاً إنه إن لم نستسلم لك فسوف تقوم بقتل المانويين ونهب ماني، من أجل هذا فها نحن هاهنا ننتظرك وننتظر جيشك. نحن سكان ماني نوقع وننتظرك.


الحرب مع السلطان (1831–1841)

خسرت مصر حوالي ثلاثين ألف جندي، وفقدت معظم أسطولها البحري، بعد الضربة القاصمة التي أنزلها التحالف الأوروبي بالأسطول المصري والعثماني في موقعة نفارين البحرية سنة (1243هـ = 1827م)، فأحجم محمد علي باشا والي مصر عن الاستمرار في مجابهة الأوروبيين، ورجعت بقايا الأسطول المصري المحطم إلى الإسكندرية، تاركة خلفها الدولة العثمانية لتواجه الدول الأوروبية الكبرى التي أرادت إخراج العثمانيين نهائيا من أوروبا.

وساءت العلاقات بين السلطان العثماني "محمود الثاني" ومحمد علي باشا، وعملت الدول الأوروبية على إذكاء روح هذا العداء فكانت فرنسا تشجع محمد علي على إعلان الاستقلال التام عن الدولة العثمانية، والمناداة بأن الخلافة من حق العرب أولا، أما الإنجليز فكانوا ينقلون إلى السلطان العثماني رغبة محمد علي في الاستقلال، ووضعوا أسطولهم القوي في خدمة العثمانيين لاستخدامه ضد مصر؛ لأنهم رأوا في مصر القوية تهديدا لطرق تجارتهم مع الهند.

وتصور محمد علي باشا أن الصراع بين فرنسا وإنجلترا صراع إستراتيجي، لا يوحي بإمكانية وجود تفاهم بينهما على اقتسام الغنائم على حساب البلدان الأخرى، ولم يدرك الرجل أن التناقض بين الدول الاستعمارية هو تناقض مصلحي لا إستراتيجي.


سعت الدول الأوروبية وبخاصة إنجلترا إلى إثارة الحرب والصراع بين العثمانيين ومحمد علي، وسعت أيضا إلى إطالة أمد هذه الحرب بين الجانبين لإضعافهما واستنزاف قوتهما المالية والبشرية حتى تتحقق الأطماع الأوروبية الاستعمارية في اقتسام تركة الرجل الأوروبي المريض (الدولة العثمانية).

وكانت بداية الحرب بين الدول العثمانية ومصر، عندما منح السلطان العثماني جزيرة "كريت" لمحمد علي كتعويض عما فقدته مصر في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، ورأى محمد علي أن يضم بلاد الشام إلى دولته الشابة حتى يظفر بمواردها من الخشب والفحم والنحاس، ويجنّد شبابها في جيشه فيزداد بهم قوة، وساعده على ذلك ضعف الدولة العثمانية بعد الحرب اليونانية، ثم الحرب الروسية سنة (1245هـ = 1829م) وكثرة الثورات والاضطرابات داخل الدولة المترامية الأطراف، وانتشار الفوضى داخل الجيش العثماني بعد إلغاء فرقة الإنكشارية سنة (1242هـ = 1826م) التي كانت قوام الجيش العثماني، يضاف إلى ذلك أن محمد علي استطاع أن يجذب إليه الأمير "بشير الشهابي" كبير أمراء لبنان، وبذلك لم يخش مقاومة الشاميين للجيش المصري.

واستغل محمد علي إيواء والي صيدا "عبد الله باشا" لعدد من الفلاحين المصريين الهاربين من الضرائب والخدمة العسكرية، ليجرد حملة عسكرية لتأديبه بقياده ابنه إبراهيم باشا في جمادى الأولى (1247هـ = أكتوبر 1831). وقد سانده الأسطول المصري بقياة اللواء ابراهيم يكن، الذي حط في يافا.

واستطاعت القوات المصرية أن تحقق انتصارات عظيمة في بلاد الشام، فسيطرت على غزة ويافا وحيفا، وصور وصيدا وبيروت وطرابلس والقدس، وفشلت محاولات الدولة العثمانية في وقف الزحف المصري لذا حشد العثمانيون عشرين ألف مقاتل وزحفوا لملاقاة المصريين، والتقى الجمعان في سهل الزراعة قرب حمص في ذي القعدة (1247هـ = إبريل 1832م) وانتصر المصريون، ثم فتحوا مدينة عكا الحصينة، ثم دمشق، وانتصروا على العثمانيين في موقعة حمص (صفر 1248هـ = يوليه 1832م) وكانت خسائر الجيش العثماني في هذه المعركة 2000 قتيل و2500 أسير، ولم تزد خسائر الجيش المصري عن 102 قتيل.. وتعتبر هذه المعركة من أهم المعارك الجيش المصري؛ لأنها أول معركة يتقاتل فيها المصريون ضد الأتراك وجها لوجه، وأظهرت تفوق الجيش المصري الحديث.

وبعد هذه المعركة تقدم الجيش المصري فاحتل حماة وحلب، وانتصر على العثمانيين في موقعة بيلان جنوبي الإسكندرونة، واجتاز حدود سوريا الشمالية، ودخل إبراهيم باشا بقواته ولاية أدنه في بلاد الأناضول، وعبر نهري جيحون وسيحون، ودخل طرطوس وأوروفا، وعينتاب ومرعش وقيصرية.

كانت ولاية أدنه مفتاح الأناضول، وصلة المواصلات البحرية بين مصر وجيشها. لم تنكسر عزيمة السلطان محمود أمام الهزائم التي حاقت بجيشه، وأعد جيشا جديدا بقيادة الصدر الأعظم "محمد رشيد باشا"، وبلغ قوام هذا الجيش 53 ألف مقاتل، ونشبت معارك شرسة بين الفريقين، انتصر فيها المصريون، وكان أهمها موقعة قونية (27 رجب 1248هـ = 21 ديسمبر 1832م) التي فتحت الطريق أمام المصريين إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية، التي لا تبعد عنهم سوى مسيرة ستة أيام من البوسفور، في طريق ليس به جيش ولا مقاومة.

إنتهاء حكم محمد علي

أصبح حكم مصر وراثياً في أسرة محمد علي عام 1841. وضعت قيود مختلفة على محمد علي، ليصبح منصبه تابعاً. حُرم محمد علي من تأسيس أسطول وألا يتعدى قوام جيشه 18.000 رجل. ولم يعد الباشا رمزاً في السياسة الاوروبية، لكنه استمر في سياسته الاصلاحية في مصر. الحروب الطويلة بالإضافة للطاعون الذي أصاب الماشية في عام 1842، وكذلك فيضان النيل المدمر. وعام 1843، دمر الجراد جميع القرى وهجرت من سكانها.

عام 1844-45 ظهر بعض التحسن في حالة البلاد نتيجة للاصلاحات التي أدخلها الباشا. محمد علي، الذي كان قد منح رتبة الصدر الأعظم عام 1842، قام بزيارة إسطنبول عام 1846، حيث تصالح مع عدوه القديم خسرو باشا، الذي لم يراه منذ أن كان يعيش في القاهرة عام 1803. عام 1847 وضع محمد علي حجر الأساس لجسر عظيم على النيل عند الدلتا. قرب نهاية 1847، بدأ الباشا المسن يفقد عقله الحاد بعد إصابته بالخرف، وفي يونيو التالي لم يعد قادراً على ادارة الحكومة. في سبتمبر 1848، أعلن الباب العالي ابراهيم باشا باشا لمصر، لكنه توفى في نوفمبر.

خلفاء محمد علي

بعد وفاة ابراهيم باشا في نوفمبر 1848، تولى الحكم ابن أخيه عباس الأول، ابن طوسون باشا. وضع عباس الأول نهاية لنظام الاحتكار التجاري، وفي عهده أمر بانشاء سكك حديدية من القاهرة للإسكندرية بتحريض من الحكومة البريطانية. على عكس الأساليب الاوروبية، عاش عباس في عزلة كبيرة. بعد ست سنوات من حكمه، قتل في يوليو 1854 على يد إثنان من عبيده.

خلفه عمه سعيد باشا، الابن المفضل لمحمد علي، الذي كان يفتقد قوة العقل والصحة التي كانت مطلوبة لتنفيذ مشروعاته. كان له اهتمام حقيقي بحياة الفلاحين، ووضع قانون الأراذي عام 1858 ليضمن لهم الملكية الحرة لأراضيهم.

وقع سعيد باشا تحت التأثير الفرنسي، وفي عام 1854 منح امتياز للمهند الفرنسي فرديناند دليسپس لحفر قناة السويس. في يناير 1863 توفى سعيد باشا وخلفه ابن أخيه إسماعيل، ابن ابراهيم باشا.

عهد إسماعيل، الذي امتد من 1863 حتى 1879، كان يمثل حقبة جديدة للوصول إلى مصر الحديثة. حاول إسماعيل باشا القيام بمشروعات إصلاح واسعة، لكن استوقفه أسلوبه الذي اتصف بالبذخ مما أدى إلى الإفلاس، والجزء الأخير من حكمه كان له أهمية تاريخية حيث كان بداية للتدخل الاوروبي، واحتلال مصر.

عام 1866 أصدر السلطان فرمان بزيادة الجزية التي يستوجب على إسماعيل دفعها من 376.000 جنيه إلى 720.000 جنيه. في العام التالي صدر فرمان بمنحه لقب خديوي بدلاً من والي، فلم تصبح مصر إيالة العثمانية.

حكم إسماعيل خديوية مصر حتى خلعه عام 1879. ارتبط عهده بإنشاء قناة السويس.

خليفته، رفض التصديق على امتيازات شركة قناة السويس التي أصدرها سعيد، وأحيلت القضية لتحكيم ناپليون الثالث عام 1864، الذي منح 3.800.000 جنيه للشركة تعويضاً على خسائرها. عندما افتتحت القناة، أقام إسماعيل حفلاً باهراً، دعا فيها كبار الشخصيات العالمية.

هذه التطورات، بالإضافة إلى الحرب المكلفة على يوحنس الرابع من إثيوبيا، تركت مصر تعاني من الديون المرتفعة للقوى الاوروبية. وصل الدين القومي إلى أكثر من مائة مليون جنيه إسترليني (مقابل ثلاث ملايين عندما تولى الحكم) استدانها الخديوي، الذي كانت فكرته هي تسوية الديون عن طريق الاقتراض بفوائد متراكمة. وعندما لم يتمكن من اقتراض المزيد من الأموال، باع أسهم قناة السويس (عام 1875) للحكومة البريطانية مقابل 3.976.582؛ وكان هذا بداية التدخل الأجنبي في مصر.

في ديسمبر 1875، أرسل ستفن كيڤ من قبل الحكومة البريطانية للتحقيقي في الشؤون المالية المصرية، وفي أبريل 1876 نشر تقريره، الذي جاء فيه أنه نظراً للإسراف والبذخ كان من الضروري أن تتدخل القوى الغربية لاستعادة أموالها. كانت النتيجة تأسيس لجنة للدين العام.

لم يكن هذا التدخل مقبولاً لدى الكثير من المصريين، الذي اتحدوا خلف أحمد عرابي. واندلعت الثورة العرابية في مصر. في الوقت الذي كان عرابي يسيطر على البلاد، ضغطت الحكومة البريطانية والفرنسية على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لخلع إسماعيل باشا، وتم ذلك في 26 يونيو 1879. وجاء توفيق باشا الأكثر مرونة، ابن إسماعيل، خليفة له.

خرجت مظاهرة عسكرية كبيرة في سبتمبر 1881 أجبرت الخديوي توفيق على عزل رئيس وزراءه. في أبريل 1882 أرسلت فرنسا وبريطانيا العظمى سفن حربية للإسكندرية لدعم الخديوي. إنتقل توفيق للإسكندرية خوفاً على حياته بعدما بدء ضباط الجيش بقيادة عرابي السيطرة على الحكومة. في يونيو كانت مصر في أيدي الوطنيين المعارضين للهيمنة الاوروبية على البلاد. قصفت البحرية البريطانية الإسكندرية وكان لهذا تأثير محدود على المعارضة مما أدى إلى إرسال قوات بريطانية للتدخل السريع على نهايتي قناة السويس في أغسطس 1882. نجح البريطانيون في هزيمة الجيش المصري في التل الكبير في سبتمبر وسيطروا على البلاد وأرجعوا توفيق للحكم. ظلت خديوية مصر تحت الاحتلال العسكري البريطاني حتى تأسست الحماية البريطانية على مصر عام 1914.

التقسيمات الادارية

بعد غزو مصر، احتفظ العثمانيون بالتقسيمات الادارية في عهد المماليك، والتي قسم مصر إلى 14 قسم يتألف كل منها من 24 قيراط.[7] على عكس ما كان سارياً في الولايات العثمانية، مصطلح سنجق لم يكن يحمل نفس الدلالات الاقليمية، كذلك لم يطبق نظام التيمار.[8] كانت رتبة سنجق-باي، والتي كانت معتمدة في الدولة العثمانية، لم تستخدم في مصر.[9]

كانت مصر تنقسم إلى 13 قسم:[7]

  1. المنوفية
  2. قليوب
  3. الغربية
  4. المنصورة
  5. الشرقية
  6. البحيرة
  7. الجيزة
  8. الفيوم
  9. أطفيح
  10. الأشمونين
  11. منفلوط
  12. البهنسا
  13. جرجا

قائمة الصدور العظام في مصر (1857–1878)

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Holes, Clive (2004). Modern Arabic: Structures, Functions, and Varieties. Georgetown Classics in Arabic Language and Linguistics (2nd ed.). Washington, D.C.: Georgetown University Press. p. 43. ISBN 978-1-58901-022-2. OCLC 54677538. Retrieved 2010-07-09.
  2. ^ Faroqhi, Saraiya (2008). The Ottoman Empire: A Short History. Shelley Frisch, translator. Princeton, New Jersey: Markus Wiener Publishers. p. 60. ISBN 978-1-55876-449-1. OCLC 180880761.
  3. ^ Full text of the Treaty of Lausanne (1923): Article 17 of the treaty refers to Egypt and Sudan.
  4. ^ D. E. Pitcher (1972). An Historical Geography of the Ottoman Empire: From Earliest Times to the End of the Sixteenth Century. Brill Archive. p. 105. Retrieved 2 June 2013.
  5. ^ أ ب Raymond, André (2000) Cairo (translated from French by Willard Wood) Harvard University Press, Cambridge, Massachusetts, page 196, ISBN 0-674-00316-0
  6. ^ أبو عز الدين, سليمان (2009). ابراهيم باشا في سوريا. القاهرة، مصر: دار الشروق. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  7. ^ أ ب Jane Hathaway (2002-04-04). The Politics of Households in Ottoman Egypt: The Rise of the Qazdaglis. Cambridge University Press. p. 9. ISBN 978-0-521-89294-0. Retrieved 2013-06-10.
  8. ^ M. W. Daly; Carl Forbes Petry (1998-12-10). The Cambridge History of Egypt. Cambridge University Press. p. 10. ISBN 978-0-521-47211-1. Retrieved 2013-06-10.
  9. ^ Michael Winter (1992). Egyptian Society Under Ottoman Rule: 1517-1798. Routledge. p. 20. ISBN 978-0-415-02403-7. Retrieved 2013-06-10.

تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.



قراءات إضافية

Coordinates: 30°03′N 31°13′E / 30.050°N 31.217°E / 30.050; 31.217