الإسلام في الصين

(تم التحويل من Islam in China)

علاقة العرب بالصين قديمة ، ترجع إلي صلات تجارية كانت سابقة على الإسلام. أرسل الخليفة الثالث عثمان بن عفان مندوباً إلى مدينة تشانگ آن عاصمة أسرة تانگ الملكية حينئذٍ في العام الثاني من حقبة يونگ هوي أثناء عهد الامبراطور قاو تسون من أسرة تانگ، ويعتبر ذلك بداية علاقة رسمية بين الدول العربية والصين ونشر الدين الإسلامي في الصين. وجاء إلي مدينة تشيوانتشو إثنان من علماء المسلمين وقاما بنشر الإسلام في المدينة في القرن السابع، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المدينة احدى المدن الشرقية المرغوبة أكثر لدى العرب. وكانت تعتبر الجالية العربية المدينة تشيوانتشو بلدهم الثاني، ولا يزال يقطن فيها أكثر من 60 ألف من أفراد الجالية العربية حتى الآن.[1]

صورةُ حفلِ افتتاحِ (الجامعة الإسلامية)، أو (دار العلوم الحميدية) بمدينة بكين في بلاد الصين، التي تمَّ انشاؤُها عامَ: 1908م بأمرِ خليفةِ المسلمين عبد الحميد الثاني أراد بها ربطَ أطرافِ العالم الإسلامي، وزرعَ التآخي بينَ الأعراقِ المختلفة، وأَرفدها بمئاتِ الكتب بعلومٍ شتى .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دخول الإسلام إلى الصين

وصل الإسلام إلى الصين عن طريق محورين :


المحور البري

جاء إليها من الغرب ، وتمثل في فتح التركستان الشرقية ، في منطقة كاشغر ، فقبل أن ينتهي القرن الهجري الأول وصلت فتوحات (قتيبة بن مسلم الباهلي ) الحدود الغربية للصين ، وعلى الرغم من أن الفتوحات الإسلامية لم تتوغل في أرض الصين ، ألا أن طريق القوافل بين غرب آسيا والصين كان لة أثره في انتشار الإسلام عن طريق التجار في غربي الصين ، ولقد عرف هذا بطريق الحرير كما أن لمجاورة الإسلام في منطقة تركستان بوسط آسيا للحدود الغربية للصين أثره في بث الدعوة في غربي البلاد .

المحور البحري

وقد تمثل في نقل الإسلام إلى شرقي الصين ، ففي نهاية عصر الخلفاء الراشدين ، في عهد عثمان بن عفان ، وصل مبعوث مسلم إلى الصين في سنة 21هـ ، ثم توالت البعثاث الإسلامية على الصين حتي بلغ 28 بعثة في الفترة بين سنتي (31هـ -651 م ) و (184 هـ - 800 م ) ، وتوالت على الصين عبر هذا المحور البحري اليعثاث الدبلوماسية والتجارية وأخد الإسلام ينتشر عبر الصين من مراكز ساحلية نحو الداخل .

المسلمون عبر تاريخ الصين

في عصر حكم أسرتي تانغ وسونغ : أطلق الصنيون اسم (التاشي ) على البعثات الإسلامية ، وأضيف إليها اسم (أصحاب الملابس البيضاء ) أثناء الحكم الأموي ، وأطلق اسم (أصحاب الملابس السوداء ) أثناء الحكم العباسي ، واستقرت بعض الجماعات المسلمة من التجار ورجال الدين على ساحل الصين الجنوبي في منطقة خوان فو (كانتون ) حالياً ووصل المسلمون إلى عاصمة (تشانگ ان ) وأخدا ينتشرون في مناطق عديدة . وهكذا ظهرت مناطق إسلامية في عهد أسرتي تانغ وسونغ ومن أشهر الآثار الإسلامية مسجد ذكري النبي عليه الصلاة والسلام في كانتون ومسجد الطاهر في تشوان تشو ، وفي هذا المسجد حجر مكتوب فيه اسم مؤسسه وهو تاجر عربي يدعي عجيب مظهر الدين . وكان للمسلمين مساجدهم ومدارسهم وأنشطتهم التجارية والإقتصادية الأخرى.

المسلمون في عصر يوان

  • المغول : 676هـ -1286م ، 769 هـ -1377 م ، نهض المسلمون في عصر المغول نهضة سريعة ، وزاد نفودهم وشغلوا مناصب عديدة في الدولة وتقلد شمس الدين عمر عدة مناصب منها (حاكم ) ولاية يونـّان في سنة (673 هـ - 1274 م ) وعمل أثناء حكمه على تثبيث أقدام المسلمين بهذه الولاية، وكذلك عمل أولاده ، الذين تولوا مناصب مهمة بالدولة ، وبلغ عدد الحكام المسلمين 30 ، وتولي المسلمون حكم 8 ولايات ، وكانت الصين مقسمة إلى 12 ولاية .

أحوال المسلمين في عهد أسرة منغ

 
كلمة "محمد(صلى الله عليه وسلم) باللغة الصينية #穆罕默德 في قصيدة "مائة رمز" التي أمر الإمبراطور هونگ وو مؤسس أسرة مينغ الملكة بنظمها لمديح رسول الله عز وجل عام 1373 هجريًا.

اندمج المسلمون في المجتمع الصيني منذ عهد المغول ، ولكنهم حافظوا على تقاليدهم الإسلامية، واكتسب الإسلام أتباعاً جدداً بالمصاهرة بين الأسر من أصل عربي أو إيراني وبين الأسر الصينية، وظل المسلمون محتفظون بمناصب مهمة في الدولة ، وكان للإسلام احترام عظيم، وظهرت الفنون الإسلامية في الفن المعماري الصيني.

المسلمون في عهد ألمانشو ( المنشوريون )

تغيرت أوضاع المسلمين في هذا العصر فكان عهد ظلم واستبداد وذلك لجهل الموظفين المنشوريين بعادات المسلمين ، وظهرت عدة (انتفاضات ) في شمال الصين ، وتركستان ، وفي ولاية يونان ، وراح ضحيتها الآلاف من المسلمين ، وفي هذه الفترة ، في سنة (1279 هـ -1862 م ) ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلي اللغة الصينية .


المسلمون في العهد الجمهوري

 
طلبة أويغور في السكن الجامعي للأزهر الشريف، القاهرة، 1947.

(1329 هـ -1911 م) أعلن الحكم الجمهوري أن الأمة الصينية تتكون من خمسة عناصر يشكل المسلمون إحداها ، وكان علم الجمهورية يتكون من خمسة ألوان ، للمسلمين اللون الأبيض ، ونال المسلمين حقوقهم بعد أن عاني الظلم ثلاثة قرون ، وأدخلت الشوائب على العقيدة الإسلامية .

عام 1932 سافر مجموعة من الطلبة الصينين إلى مصر للدراسة في منحة في الأزهر، وأقاموا في تكية إبراهيم الكلشني (التي تم هدمها لاحقًا في القرن العشرين) واستطاع أحد الصحفيين إجراء مقابلة معهم، وقال الصحفي أنهم كانوا لا يختلطون بأحد وكانوا منشغلين فقط بدراستهم وقالوا أن ذلك يرجع إلى رغبتهم في عدم دعوة العديد من الناس الذين لا يشاركوهم نفس الأخلاق، لذا كان الصحفي محظوظ لموافقتهم على إجراء المقابلة. وبصرف النظر عن الحديث عن وضع الإسلام في الصين (فأن هولاء الطلاب لم يكونوا متفائلين بدرجة معرفة عامة المسلمين بالإسلام لكنهم قالوا أن هناك 50 مليون مسلم يعيشون في الصين) ودار أغلب الحوار الصحفي عن رحلتهم من مقاطعة يونان الصينية إلى القاهرة. وقالوا أنها كانت رحلة شاقة وأن أداء الشعائر الدينية كان صعبًا، وقد استقلوا القطار للعبور من خلال الجبال للوصول إلى مرفئ هاي فونگ ومن هناك صعدوا إلى مركب للوصول إلى هونگ كونگ، وقال رئيس البعثة أنها كانت أصعب ثلاثة أيام في حياته. فقد كان البحر هائجًا، ولك يغادروا قمراتهم على الإطلاق، وقاموا بأداء الصلاوات حيثما كانوا جالسين، وعند صعودهم إلى السفينة الفرنسية أندري ليون في هونگ كونگ كان الجو أكثر وداعة لكن كانت هناك عقبات أخرى أن اللحوم الوحيدة التي كانوا يقدمونها على متن السفينة كانت من لحم الخنزير. ولم يكونوا متأكدين إذا ما كانت تلك اللحوم مطهوة بدهن الخنزير أو إذا ما كانت مطهوة بطريقة حلال أم لا، وهكذا لم يتذوقوا أي شيء حتى وصولهم إلى مدينة سايگون (هو تشي منه حاليا) وهناك نزلوا من السفينة ووجدوا جزار وبقال مسلم، وبعدها توجهوا إلى سنغافورة وهناك استراحوا لبعض الوقت. وهناك ذهبوا إلى مكاتب مجلة "الإسلام الحقيقي" والتي كانت أشهر المجلات الدينية في شرق أسيا، وبعدها توجهوا إلى كولومبو و عدن، وفي جيبوتي التقوا بمصريين لأول مرة (عشرة مصريين كانوا يعملون في شرق أفريقيا) وأخيرا وصلوا بعدها إلى بورسعيد.[2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المسلمون الصينيون في عهد الحكم الشيوعي

(النصف الثاني من القرن العشرين) استولي الشيوعيين على حكم الصين في سنة ( 1369 هـ - 1949 م) وهادن الشيوعيون المسلمين أول الأمر، وذلك كجزاء لمساعدتهم ومعاناتهم أثناء الحرب الأهلية، وقد وزعت نشرات عن منح الحكم الذاتي للمسلمين في الصين ضمن 34 مقاطعة، وكلها (مزيفة) ولقد فرض على المسلمين نظام الزواج المختلط، ونظام الكميونات، ونظام المعيشة المشتركة وصودرت أملاك الأوقاف الإسلامية، وقضي على مرتبات الوعاظ والمدرسين، فاضطروا للعمل داخل الكميونات، وقاوم المسلمبن في ولايات جانصو، وتسنغاي، والتركستان الشرقية، والتبت، فقبض الشيوعيون على زعماء المسلمبن وأودعوا السجن وأحرقت الكتب الإسلامية وأغلقت المساجد، وهدم الكثير منها، كما أغلقت المدارس ، وشرد علماء الدين وفر العديد منهم إلى الخارج . ويمكن اختصار هذه الفترة في المراحل التالية


من (1369هـ -1949 م) إلى (1378هـ -1958 م)

كانت مرحلة مهادنة لأنها سايرت الأعداد لتأسيس الدولة، وقد أقلق وضع المسلمين في الصين العالم الإسلامي فحاولت السلطة الحاكمة إرضاء العالم الإسلامي، وظهرت الجمعية الإسلامية الصينية الشعبية في سنة (1373هـ - 1953 م) كجمعية وحيدة تمثل المسلمين شكلا لاموضوعاً، وألغيت الجمعيات الإسلامية السابقة، وعقد أول مؤتمر للمسلمين في ظل النظام الجديد في نفس السنة، ثم صدرت مجلة باسم مسلمي الصين في العام التالي له، كما تم إنشاء معهد إسلامي في عام (1375 هـ - 1955 م)، وكانت هذه المرحلة مرحلة تأميم نشاط الدعوة الإسلامية لفرض هيمنة النظام الشيوعي على النشاط الإسلامي.

من سنة (1378 هـ -1968 م) إلى 1386 هـ - 1966 م)

كان في هذه المرحلة مساس بشعور المسلمين ن وظهر هذا في تطبيق نظام (الكوميونات)، فقد شمل التطبيق رجال الدين ووزعوا علي المزارع والمصانع الجماعية، وظهرت في الصحف الصينية مقالات تهاجم وجود العدد الكبير من المساجد، بل والإلحاح على استخدامها لأغراض (اقتصادية)، وكانت هذه الحملة مقدمة لإغلاق المساجد منذ سنة 1369 هـ - 1949 م) فقد أدى هذا إلى تعطيل قيام المسلمين بشعائر دينهم، وتلى ذلك توقف المعهد الإسلامي الذي أنشىء في المرحلة السابقة، وكان النافدة الوحيدة للمسلمين في الصين، كما توقف (سفر بعثات الحج) ثم (تهجير) المسلمين من مناطق الكثافة الإسلامية العلية إلى مناطق أخري، وتهجبر غير المسلمين إلى مناطق المسلمين، ونبنت الحكومة سياسة تحويل الهوية الإسلامية إلى هوية شيوعية، وقد واجه المسلمين هذا بكفاح كما حدث في التركستان الشرقية في سنة (1392 هـ - 1962 م).

من سنة (1386 هـ - 1966 م) إلى (1396 هـ - 1976 م)

وهي أشد مراحل العنف، وتسمى بمرحلة الانتفاضة الثقافية، حيث ضرب رجال الدين في الشوارع وأقتحمت البيوت، وأخدت المصاحف والكتب الدينية و(أحرقت) علانية في الشوارع، وفقد المسلمون الصينيون مخطوطات نادرة وأغلقت المساجد وحول البعض إلى (ورش ومخازن) في سنة (1386 هـ - 1966 م)، وأبقوا على مسجد واحد في بكين ليصلي فيه الدبلوماسيون المسلمون، وألغيت العطلات الإسلامية، ومنع المسلمون من ارتداء ثيابهم القومية، وأجبروا على ارتداء الملابس الزرقاء، وألغيت تصاريح صرف (أكفان الموتي) وتظاهر المسلمون في ولاية (يونان ) مطالبين بعطلة يوم الجمعة، وفي هذه المرحلة حاول النظام الشيوعي مسخ الشخصية الإسلامية وخصائصها الفردية.

من سنة 1396 هـ - 1979 إلى الآن

كانت هذه المرحلة عبارة عن صراع على السلطة، واستغرق هذا عامين، وبدأت مرحلة جديدة مع عام (1389 هـ - 1978 م)، وأوجد قانون ينص على عدم انتهاك أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية ن ووعد بإعادة فتح المعهد الإسلامي، إعادة إصدار مجلة (المسلمين)، واستئناف بعثات الحج، وإعادة فتح المساجد المغلقة وهى أكثر من 1900 مسجد في التركستان الشرقية وحدها، وعدد المساجد في الصين (40327) مسجداً، وإعادة العطلات الإسلامية. وساهمت الحكومة بنفقات إصلاح المساجد، وسمحت بدخول أعداد من المصاحف من الدول العربية، وزار وفد من مسلمي الصين باكستان، والبحرين، والكويت، وعمان، واليمن الشمالي، وإيران. وفي سنة (1400 هـ - 1980 م) وأرسلت الجمعية الإسلامية الصينية مندوبين عنها لحضور المؤتمر الإسلامي في باكستان، كما عقد مؤتمراً إسلامياً في تركستان الشرقية وأعلن عن مشروع لطبع القرآن الكريم والكتب الدينية.


<embed width="240" height="190" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=fd0ece03148e62e461e" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>


بعثات دراسية

 
تشيانگ وحرمه سونگ ماي-لينگ في مسجد السلطان حسن في زيارة للقاهرة في نوفمبر 1943.
 
تشيانگ وسونگ في مسجد السلطان حسن في زيارة إل مصر خلال الحرب العالمية الثانية.

في الثلاثينيات من القرن العشرين، وصلت مجموعات من الطلاب المسلمين من الصين للدراسة في جامعة الأزهر في القاهرة. هؤلاء الأزهريون الصينيون لاغ عددهم 35، وجميعهم من مجتمع سينوفون هوي باستثناء اثنين، ساهم هؤلاء الطلاب في إقامة روابط دائمة بين الصين مصر والدول الإسلامية الأخرى في الشرق الأوسط. كما تركوا إرثًا ثقافيًا كبيرًا، بما في ذلك ترجمات لنصوص مهمة من التقاليد الإسلامية والصينية.

بعد عودتهم إلى الصين، أصبح العديد من الأزهريين قادة فكريين وسياسيين لمجتمع الهوي، واستمروا في لعب الأدوار في كل من البر الرئيسي في الصبن وتايوان بعد إنشاء دولتين صينيتين متنافستين في عام 1949. كل من جمهورية الصين وجمهورية الصين الشعبية استغلت الصين هؤلاء الرجال المتعلمين تعليماً عالياً في العمل الدبلوماسي، مما وضع زملائهم السابقين على جانبين متعارضين من الانقسام السياسي العميق. ومع ذلك، وبغض النظر عن جنسيتهم بعد عام 1949، ظل الأزهريون الصينيون موالين لرؤية مماثلة للإسلام الصيني الحديث. بالاعتماد على مثال "النقاء العربي" الذي تعلموه في مصر، سعوا إلى التوفيق بين المكونات الإسلامية والصينية لهوية الهوي واستخدام موارد كلتا الحضارتين لصالح الدولة القومية الصينية بأكملها.

كان هذا المشروع الوطني الذي له سبب مشترك نتيجة عقود من الهياج الفكري داخل الأوساط العلمية الصينية المسلمة. كان الأزهرون الصينيون نتاج المدارس الإسلامية الحديثة التي كان أدباء هوي منشغلون في إنشائها منذ أواخر عهد أسرة تشينگ كان أحد الأهداف الرئيسية للنخب الإسلامية الحداثية هو نقل المهارات اللغوية الكافية للقادة الشباب - الدينية والعلمانية والمعرفة بالعالم الإسلامي الحديث حتى يتمكنوا من العمل كوسطاء بين الصين والإسلام. كان من المأمول أن يقوم هؤلاء القادة الصاعدون بحقن الممارسات الإسلامية الصينية بأفكار جديدة قائمة على فهم أفضل للإسلام "الأصلي" الموجود في الشرق الأوسط.

رواد يون‌نان

كان الأزهر يقف في قلب السعي الصيني الإسلامي إلى الإسلام العربي الأصيل منذ عام 1845 على الأقل ، عندما زار يوسف ما دشين (1794-1874)، العالم الإسلامي الشهير من يون‌نان، الجامعة ودرس هناك لفترة وجيزة. وصف ما الفترة التي قضاها في الأزهر وأهميته بالنسبة للفقه الإسلامي في العمل المؤثر للغاية "سجل رحلة الحج" (Chaojin Tuji) ، وهو أول "دليل" عملي للطرق التي تربط الصين بالعالم الإسلامي. سار تلميذه ما ليانيوان (1841-1903) على خطى معلمه وبقي في الجامعة في سبعينيات القرن التاسع عشر. بالنظر إلى الإرث الفكري والعملي لما دشين، لم يكن مفاجئًا أن يكون الجالية المسلمة في يون‌نان في طليعة جهود المسلمين الصينيين لإرسال الطلاب إلى الأزهر

في عام 1928، تأثرًا باحترام ما للأزهر باعتباره السلطة القانونية المركزية في العالم الإسلامي، سعى مسلمو يوننان إلى حكم الجامعة في صراع بين التقليديين (أتباع ما يسمى بـ "التعليم القديم" أو Gedimu) معارضتهم الكتابية ("الإخوان المسلمون ،" أو ييهواني). ودعت المراجع الشرعية في الأزهر في ردها المسلمين الصينيين إلى تسوية خلافاتهم والتخلي عن الخلافات حول الأمور التافهة. أقنع هذا المنظور الشرق أوسطي الجديد للانقسامات الداخلية في هوى النخب المحلية بأن توثيق العلاقات مع الأزهر قد يوفر علاجًا للصراع المتصاعد حول الأصالة الإسلامية.

على الرغم من الزيارات المتفرقة إلى الأزهر التي قام بها علماء الهوي الأفراد من أجزاء أخرى من البلاد في عشرينيات القرن العشرين (وعلى الأخص من قبل الإمامين وانگ جينگ تشاي من تيانجين وها ديشنگ من شنغهاي)، إلا أنه في عام 1930 فقط كان الفصل اليون‌ناني من التقدم الإسلامي الصيني. اتخذت جمعية (Zhongguo Hujiao Jujinhui) خطوات ملموسة لتنظيم الوفد. مستوحاة من زيارة الباحث الأزهري الأفغاني دجا محمد، طلبت الجمعية مساعدته في ترتيب الاتصال بسلطات الأزهر، الذين وافقوا على استضافة أربعة طلاب من مدرسة "منجدي" الإسلامية التابعة للجمعية لبرنامج دراسي كامل.

 
طلاب صينيون من يون‌نان في بعثة للدراسة في جامعة الأزهر، القاهرة.

ضمت المجموعة الطلابية، التي غادرت إلى مصر في أواخر عام 1931، رجلين أصبحا فيما بعد باحثين صينيين بارزين في الإسلام والثقافة العربية: ما جيان (1906-1978) ونا ژونگ (1909-2008). خلال السنوات التي قضاها في القاهرة، أجرى الأول اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين وناشريها. في عام 1934، نشرت دار النشر السلفية كتاب ما جيان، نظرة عامة على تاريخ الإسلام في الصين وأحوال المسلمين فيه، وهو أول عرض بطول المجلد لتاريخ المسلمين الصينيين باللغة العربية. بعد مرور عام، أصدرت نفس دار الناشر منشورًا هامًا آخر، وهو ترجمة مختارات كونفوشيوسية لما جيان إلى العربية، والتي أعطت الجماهير في الشرق الأوسط فرصتهم الأولى للتعرف على هذا المصدر المهم للتقاليد الصينية.

أثناء وجوده في القاهرة، قام ما أيضًا بترجمة رسالة التوحيد وتفسير المنار، وكلاهما لمحمد عبده على الرغم من أن الأخير قد أنهاه من قبل تلميذه رشيد رضا (أحد معارفه الشخصية). في عام 1939، عاد ما إلى الصين وواصل جهوده بصفته باحثًا عربيًا رائدًا في الصين، حيث عمل أولاً على ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الصينية (في البداية بمساعدة ها ديشنگ حتى وفاة الإمام في عام 1943)، والذي ظل خيارًا شائعًا للقراء. لنهجها اللغوي الصارم. في عام 1946، أصبح أستاذًا للغة العربية والدراسات الإسلامية في قسم اللغات الشرقية وآدابها في جامعة بكين، وهي أول جامعة حكومية صينية تقدم تخصصًا في اللغة العربية.

ظل ما ناشطًا سياسيًا طوال حياته المهنية، وبعد انتصار الشيوعيين وتأسيس جمهورية الصين الشعبية، تم انتخابه ليكون عضوًا في المؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي الصيني (CPCC) في عام 1949. وبفضل مهاراته العربية القوية، عمل كثيرًا كمترجم للغة العربية لقادة الدولة المهمين، بما في ذلك ماو تسي تونگ وتشو إنلاي وليو شاوقي. على الرغم من الاضطرابات السياسية في الحقبة الماوية، احتفظ ما بمنصبه كنائب للحزب الشيوعي الصيني وأستاذ في جامعة بكين حتى وفاته في عام 1976 حيث قام بتدريب جيل كامل من العلماء الصينيين العرب والمسلمين.

أصبح زميل ما جيان من يون‌نان من المجموعة الأزهرية الصينية الأولى، نا ژونگ، أكاديميًا راسخًا عند عودته إلى الصين. أثناء وجوده في القاهرة، درس التاريخ العربي والإسلامي وترجم العديد من الكتب عن تاريخ المسلمين إلى اللغة الصينية. عاد بعد ذلك إلى الصين في عام 1942، وقام بالتدريس أولاً في تشونگ‌چينگ ثم انتقل إلى جامعة يون‌نان في عام 1947. في يون‌نان، أسس نا برنامج اللغة العربية ودرّس دون انقطاع خلال الحرب الأهلية والنصر الشيوعي. في عام 1958، طلبت منه حكومة جمهورية الصين الشعبية الانتقال إلى بكين، حيث ظل أستاذ اللغة العربية بجامعة الشؤون الخارجية حتى تقاعده. مثل ما جيان، قام نا ژونگ بتدريب جيل كامل من علماء اللغة العربية الصينيين، وكثير منهم من خلفيات غير مسلمة، ليصبح أحد الآباء المؤسسين للدراسات العربية والإسلامية الصينية.

ساعدت الروابط اليون‌نان ية القوية مع الأزهر على جعل طلاب المقاطعة أكبر فرقة منفردة بين الأزهريين الصينيين. بالإضافة إلى الأعضاء الخمسة للمجموعة الأولية، تبعهم خمسة آخرون كأعضاء في الوفود الأربعة اللاحقة - مجموعة واحدة في عام 1932، واثنتان في عام 1934، والأكبر في عام 1938.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

امتداد البعثات

بعد رواد يونان ، الدوائر الإسلامية الحداثية في شرق الصين - المتمركزة حول المدارس في بكين (مدرسة تشنگدا للمعلمين) وشنگهاي (مدرسة شنگهاي الإسلامية العادية) - برنامجها الخاص لإرسال الطلاب إلى الأزهر. ولدتان، وربطهما ببعض العلاقات الشخصية والروابط، وربطهم ببعضهم البعض وربطهم ببعضهم البعض.

درس ما جيان في مدرسة شنگهاي من عام 1929 إلى عام 1931 وعرف عميد مدرسة تشنگدا ، الإمام ما سونگتينگ (1895-1992). كانت مجلة يوهوا المؤثرة التابعة لمدرسة تشنگدا تنشر تقارير أرسلها أول أزهري يوناني منذ بداية إقامتهم في مصر مما أدى إلى رغبة طلاب المدرسة في الدراسة في القاهرة.

 
أول مجموعة من تشنگدا تسافر إلى مصر وكانت برفقة ما سونگتينگ وكانوا خمس أفراد.

في عام 1932، غادرت المجموعة الأولى المكونة من خمسة طلاب من تشنگدا إلى مصر برفقة ما سونغتينغ [انظر الصورة رقم 2 على اليسار]، الذي التقى ليس فقط مع رئيس جامعة الأزهر، محمد الأحمدي الظواهري، ولكن أيضًا مع الملك فؤاد.

ووعد الملك بحماية الطلاب الصينيين الذين يزورون الأزهر ودعوة المزيد منهم في المستقبل. كما قرر إيفاد اثنين من شيوخ الأزهر للتدريس في تشنگدا حيث مكثوا أربع سنوات حتى الغزو الياباني عام 1937.

 
مكتبة تشنگدا والتي سميت بمكتبة فود (أي: فؤاد) تكريمًا للملك فؤاد.

خلال اجتماعاته عام 1932 في القاهرة، تم تقديم أكثر من 400 كتاب عربي إلى ما سونگ تينگ، والتي أصبحت نواة مجموعة مكتبة تشنگدا. تم تشييد مبنى خاص بين عامي 1934 و 1936 على أرض مسجد دونگسي (مقعد تشنگدا) لإيواء المجموعة المتزايدة. سميت المكتبة بمكتبة فود (أي فؤاد) تكريما للملك الراحل الذي توفي في أبريل 1936.

في أواخر عام 1936، زار ما سونگ تينگمصر مرة أخرى للقاء ابن فؤاد وخليفته، الملك فاروق، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالمسلمين الصينيين ووعد بتغطية نفقات السفر والدراسة في الأزهر لـ 20 طالبًا صينيًا إضافيًا.

هذه المجموعة المسماة "مجموعة فاروق" في النهاية كان لديها 16 عضوًا وغادرت الصين في ظروف مأساوية في عام 1938، متهربين من قوات الغزو اليابانية. قادها بانگ شيكيان (1902-1958) ، إمام هيناني أصبح (مثل ما جيان قبل عدة سنوات) مؤلفًا منشورًا في مصر. أثار كتابه "الصين والإسلام" الصادر عام 1945، والذي طبعه الإخوان المسلمون، ضجة كبيرة بين القراء في الشرق الأوسط، وقد لقي استحسانًا أفضل من مساهمة ما جيان السابقة.

بقي پانگ في مصر لمدة تسع سنوات، حيث تعاون بشكل وثيق مع جماعة الإخوان المسلمين، مما جعله موظفًا في قسم التوعية بها. نُشرت مذكرات تصف الفترة التي قضاها في مصر في عام 1951 ولا تزال مصدرًا مهمًا للمعلومات حول الأزهريين الصينيين، على الرغم من تشويهها إلى حد ما بسبب سياسات جمهورية الصين الشعبية المبكرة.

مع الحرب الصينية اليابانية التي دمرت بلادهم، بدأ الأزهريون الصينيون بنشاط في نشر الدعاية الصينية المضادة، والعمل على إحباط المحاولات اليابانية لكسب دعم العالم الإسلامي. في عام 1939، نظم الطلاب الصينيون في الأزهر مهمة حج ناجحة لتلقي بظلالهم على الحج الذي قام به المتعاونون المسلمون برعاية يابانية من شمال الصين. في نفس العام، تم إنشاء قنصلية صينية في جدة، وتم تعيين وانگ شي مينگ (1910-1997)، وهو حديث تخرج من الأزهر وعضو في مجموعة تشنگدا عام 1932، نائبًا للقنصل.

عندما أجبر الانتصار الشيوعي في عام 1949 العديد من الصينيين على اتخاذ خيارات دراماتيكية، اختار وانگ شي مينگ وأربعة أزهريين آخرين الابتعاد عن الصين الماوية الجديدة ومواصلة خدماتهم للقوميين. عمل وانگ ودينگ تشونگ مينگ (1913-2005) كدبلوماسيين من جمهورية الصين في الشرق الأوسط قبل أن يصبحا أئمة متفرغين يخدمان الجالية المسلمة الشابة في تايوان. دينگ، مثله مثل ما جيان ونا زونج في القارة، عمل كأكاديمي جامعي، حيث قام بتدريس اللغة العربية وترأس قسم اللغة العربية بجامعة تشنگتشي من 1979 إلى 1987.[3]

الجماعات العرقية

أكبر قومية من قوميات المسلمين في الصين هي قومية الأويغور وإلى جانب قومية الأويغور توجد تسع قوميات أخرى تدين بالإسلام، وهي:

[4]

  • الأوزبك والطاجيك: ذوى الاصول البدوية واللغة الأوزبكية
  • التتار: متمثلين في من اجتازوا حدود تتارستان الحالية والقبائل التركية في السابق
  • الهوي: الممثلة في العرب والفرس القدماء الوافدين مع الفتح الإسلامي للصين، وهم منتشرون في شين‌جيانگ ومقاطعات خبى وخنان وشاندونج وإقليم منغوليا ذي الحكم الذاتي.[5][6][7] الهوي مثلهم مثل قومية الهان، قدموا عشرات آلاف من الشهداء لقضايا أرض الوطن (الصين) في مختلف الحروب. فلا يُنظر لهم من جانب الهان إلا باعتبارهم أبناء الصين المسلمين..[8]
  • قومية سالار تستوطن محافظة شيونهوا ذاتية الحكم ولهم لغتهم الخاصة وهي السالار المنطوقة.
  • دونج شيانگ: وتقطن مقاطعة قانسو، وهم من أصول منغولية ويعتبرون أول من اعتنق الإسلام من المنغول..[8]
  • باوآن: ويقطنون أيضا مقاطعة قانصو، وهم فرع من المنغول ولغتهم تنتمي إلى أرومة اللغة المغولية..[8]
  • القيرغيز، من أصول تركية جاءوا من قرقيزستان. وللقرقيز في الصين ولاية ذات حكم ذاتي في إطار منطقة كيسنجيانغ.[8]

تصيين الإسلام


 
يانگ‌فا مينگ 杨发明، الرئيس العاشر للرابطة الإسلامية في الصين، في الجلسة العامة للجمعية العامة في المؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي الصيني الثالث عشر، 10 مارس 2018، بكين.

في العاشر من مارس 2018، ألقى يانگ‌فا مينگ 杨发明، الرئيس العاشر للرابطة الإسلامية في الصين، في الجلسة العامة للجمعية العامة في المؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي الصيني الثالث عشر، خطاباً يمكن وصفه بـ"تصيين الإسلام". قال فيه أنه طوال التاريخ الإنساني، فإن بقاء ونمو أي دين يحدث بالترافق مع نمو بلدانه، وبتوافقه الاجتماعي وتكامله الثقافي مع شعوبه. ومع دخوله عصر حديث، فإن المستقبل الإسلامي للصين سوف يلتزم دوماً باتجاه الصين، وتجذّره المحلي بشكل مطلق هو الطريق الوحيد للاستمرار.[9]

وأضاف يانگ‌فا مينگ أنه في سياق التنمية الصينية، فإن الإسلام قد أثرى التجربة الصينية بدلالات جديدة وترك آثاراً إيجابية، شكـّلت السمات القيـِّمة للعقلانية والسلام والتسامح، وأضاف التجربة الصينية إلى نماذج صلاحية الإسلام للعالمين في جميع أرجاء المعمورة. إلا أنه في السنوات الأخيرة، بتأثير من الوضع العالمي المتغير والمعقد، فهناك بعض المشاكل التي لا يمكن تجاهلها في المجال الإسلامي في الصين، مثل تعميم مفهوم "الحلال" وتدخل الدين في الحياة الدنيوية للمجتمع.

ويقول يانگ‌فا مينگ أن الالتزام بنهج التوطين الإسلامي هو ملخص التجربة الإسلامية الناجحة في الصين وأساساً متيناً للتنمية الصحية للقضية الإسلامية في الظروف التاريخية الجديدة. متمسكون بالتوجه الإسلامي في الصين، علينا أن نرفع عالياً الحب الوطني ونعلم الراية الكبرى، الحلم الصيني بتحقيق التجديد العظيم بنفس القوة، علينا أن نستخدم الثقافة التقليدية الصينية المتميزة لنشر الإسلام، وحماية الوطن الروحي للأمة الصينية.

مبادرة منظمة الصين-العراق: تعليم القيم الاشتراكية الأساسية في المساجد؛ "درس الوطنية المسلمة" في المساجد، الآداب الدينية، الثقافة الدينية، العمارة الدينية، يجب أن تجسد السمات الصينية، الطراز الصيني، الأنماط الصينية، وسيعمل المجتمع الإسلامي على دخض ومنع التطرف الديني باعتباره الجزء الأكثر أهمية في العمل، وتبديد الشر وترسيخ الجذور.


ويضيف يانگ‌فا مينگ أن المفتاح الرئيسي لتعزيز توطين الإسلام هو دعم الوحدة الوطنية وحب التعليم. تسعى الغالبية العظمى من المسلمين إلى تحقيق تجديد الأمة الصينية العظيم للحلم الصيني والمصالح الوطنية والقومية، القلب والروح، التماسك، والانضمام بنشاط إلى ركب الإصلاح والانفتاح والتحديث الاشتراكي.

مراحل التعليم الإسلامي بالصين

ينقسم التعليم الإسلامي في الصين إلى المراحل التالية :

  • المرحلة الإبتدائية ويقتصر التعليم فيها على المدارس القرآنية المتعلقة بالمساجد ، ويدرس فيها الطالب مبادىء اللغة العربية والقرآن الكريم
  • المرحلة المتوسطة ويدرس الطالب فيها مبادىء النحو ، والبلاغة وبعض العلوم الدينية من الحديث والتفسير ، ومنهج هذه المرحلة في حاجة إلى تعديل .
  • المرحلة العلية ، وفيها يدرس الطالب علوم الفقه ، والتفسير ، والتوحيد ، وبعض العلوم الأخري ، ومدة هذه المرحلة طويلة وهدفها تخريج دعاة ومدرسين . والحاجة ماسة للكتاب الإسلامي و إعادة النظر في المناهج وإصلاحها ، وتشكلت لجنة سعودية في سنة 1409 هـ ، ومهمتها مساعدة المسلمين في الصين مادياً وعلمياً ودراسة متطلباتهم التعليمية والثقافية .

المنظمات الإسلامية

من أقدمها ( جمعية التقدم الإسلامي ) ويبلغ عدد فروعها 300 فرع وكان لها العديد كم المدارس ، (جمعية الأدب الإسلامي في الصين ) ومهمة هذه الجمعية تبسيط فهم العقيدة الإسلامية ، والنهوض بالتعليم الإسلامي ومساندة الأعمال الخيرية ، وترجمة معاني القرآن ، وأصدرت الجمعية مجلة شهرية ، كما خصصت منح دراسية للطلاب المسلمين للدراسة في البلدان الإسلامية ، وأنشأت عدة مراكز بالصين . ( الجمعية الاتحادية لعموم الصين ) نشطت في توثيق صلة المسلمين بالعالم الإسلامي ، و (الجمعية الإسلامية في الصين )هيئة تكفلها الحكومة الصينية سنة 1986 م ، وتقوم ببعض الأعمال الإسلامية ، ولكن هناك شعور مضاد لها ، ومقرها في بكين .


المجلات الإسلامية قبل الحكم الشيوعي

أصدرت جمعية التقدم الإسلامي مجلة ( المنبه الإسلامي ) وأصدرت الجمعيات الإسلامية الأخري عدة مجلات منها مجلة ( نضارة الهلال ) صدرن في بكين ، ومجلة (نور الإسلام ) صدرت في تينجان ، ومجلة ( العلوم الإسلامية ) صدرت في كانتون .


المطبوعات الإسلامية

 
لوحة للخطاط الصيني نور الدين گوانگ گيانگ فيها آية الكرسي

على الرغم من أحداث النصف الأول من القرن العشرين إلا أن هذه الفترة كانت من أخصب فترات نشاط الدعوة الإسلامية ، ففيها تم طبع القرآن الكريم بالعربية أربع مرات ، وترجمت معاني القرآن الكريم في سنة ( 1365 هـ - 1945 م ) ، وكذلك أصدر القاموس العربي الصيني ، وترجم كتاب (العمدة ) أح كتب الفقه الشائعة بالصين ، وترجم إلى الصينية كتاب (تاريخ التشريع الإسلامي )وكتاب ( رسالة الإسلام في الصين . والشيخ محمد تواضع هو أول من جلب حروف الطباعة العربية إلى الصين .

مشكلات المسلمين في الصين

مشكلات الأويغور

تاريخ اضطهاد الأويغور المسلمين في الصين قديم ويرجع إلى سنة 1873 في عهد أسرة كينج ثم إلى سنة 1933 وسنة 1945. وبعد إعلان جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 قرر قادة مسلمون التوجه بالطائرة إلى بكين للبحث مع قادتها في وضع تركستان الصينية. ولكن الطائرة تحطمت أثناء رحلتها وتحوم شكوك حول دور للسلطات في الأمر.

في سنة 1962 اندلعت ثورة للمسلمين في مدينة إيلي بتشجيع من السوفيت وقررت بكين وضع حد لنفوذ الروس في منطقة الحدود فاتخذت إجراءات قمعية ضد المسلمين وفر كثير منهم إلى داخل الأراضي السوفيتية.

ليس المسلمون أقلية في الصين فقط بل أصبحوا أقلية في أرضهم سنجيانج أيضًا. وقد شعروا بمزيد من الاستياء عندما قررت السلطات سنة 1989 حصر الولادات بمعدل 3 أولاد في الريف للأسرة الواحدة وولدين فقط للأسرة التي تعيش في المدينة وكل مخالفة يجبر صاحبها على دفع حوالي 500 دولار أمريكي وهو مبلغ خيالي بالنسبة للسكان. ويرى الإيغور أن هذا الإجراء مخالف للإسلام وهو تعبير عن "الشوفينية" الصينية أو التمسك بالقومية. وكثيرًا ما حدثت مصادمات بين هؤلاء وبين موظفي تحديد النسل الصينيين.

أيضا من دواعي الاستياء الإسلامي ظهور خطر تلوث البيئة في سنجيانج جراء أشغال استخراج المعادن وإجراء التجارب الذرية الصينية أيضا وذلك منذ إجراء أول تجربة في 16 أكتوبر 1964 في صحراء لوبنور الواقعة شرقي تركستان الصينية. وقد تسببت هذه العوامل في تزايد حالات سرطان الجلد وتشوه الولادات.

ممارسة الشعائر الدينية

 
أساتذة من كلية الطب في أورومكي في شين‌جيانگ يوزعون البطيخ على الطلبة الأويغور في رمضان، يوليو 2015.

على حسب ما نشرته فرانس 24 في يوليو 2015، فمنذ بداية رمضان 2015، زادت السلطات الصينية من التدابير الرامية إلى دفع المسلمين الأويغور إلى إفطار رمضان. وفي هذا الصدد، نظمت عملية توزيع للبطيخ في عز النهار في كلية الطب في أورومكي في شين‌جيانگ، وهي منطقة يعيش فيها عدد كبير من المسلمين الأويغور.[10]

الإسلام ليس ممنوعا في الصين ولكن السلطات في هذه المنطقة الحساسة تحد من وجوده أكثر فأكثر. وتوزيع البطيخ الذي حصل ليس المثال الوحيد للضغوط التي تمارس على الأويغور أثناء رمضان. وحسب العديد من المواقع الرسمية الصينية وحسب تقارير اجتماعات الحزب الشيوعي في شين‌جيانگ، فإن هذه التدابير التقييدية تستهدف الموظفين بالخصوص. فتمنع ممارسة الشعائر الدينية التقليدية المرتبطة برمضان مثل الصوم أو صلاة الجماعة. وعليهم أيضا "مسؤولية تثبيط أقاربهم وأصدقائهم وزملائهم عن ممارسة الشعائر الدينية أو "المرتبطة بالمعتقدات". بموازاة ذلك، أكدت العديد من المنابر الإعلامية الرسمية أن عدم الأكل قد يؤدي إلى مشكلات صحية في رمضان.

هذه القيود سارية بوجه خاص في شين‌جيانگ وهي المنطقة الواقعة في شمال شرق الصين والتي يعيش فيها 45% من شعب الأويغور المسلم السني المتحدث باللغة التركية وعدة أقليات قومية مسلمة. منذ الخمسينات وضعت مشروعات استثمار حكومية مختلفة وكانت محفزا للشباب الصينيين من قومية هانس التي تشكل الأغلبية في البلد على الاستقرار في هذه المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي والنفط. وهم اليوم يمثلون نسبة 40% من السكان. ومنذ نحو عقد، أصبح مشروع إدخال القوميات الصينية بالقوة محل انتقاد من الأويغور وأثار توترات حادة وعدة أعمال شغب وتنفيذ هجوم في ساحة تيانانمين في أكتوبر 2013 على يد جماعة انفصالية من الأويغور وأدى إلى سقوط 5 قتلى و38 جريحا.

في رمضان 2014، ظهر صور تبين عمليات توزيع المياه في جامعة كاشغار وانتشرت كثيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصينية. وإذا رفض الطلاب فهم معرضون لفقدان شهاداتهم وقد تتعرض عائلاتهم للخطر. وفي الجامعات يدعو الأساتذة الطلاب في رمضان إلى احتساء الشاي أو الأكل معهم. وفي المساء يتفقدون الأنوار في المهاجع بالسكن الجامعي...وإذا وجد الطلاب وهم يفطرون يعاقبون ويعاقب الأساتذة أيضا. وهناك بعض الطلبة يتناولون وجبة الإفطار خلسة في الظلام في مهاجعهم ولكن الأمر لا يخلو من الخطر.

نظريا، يفترض ألا تفرض أي قيود على القطاع الخاص أو الحرفيين أو أصحاب الشركات أو عمال القطاع الخاص. لكن الشعائر الدينية سمعتها سيئة في الواقع لدرجة أن الجميع يخاف. والدتي لم تعمل أبدا طوال حياتها، لكنها لا تتجرأ على الاحتفاظ بنسخة من القرآن في البيت. في الصين القارية الناس أكثر حرية. والحكومة ليست بالضرورة ضد الإسلام ولكنها تخاف من أن يتّحد الأويغور حول ديانتهم. عموما وبشكل رسمي لا ينصح بممارسة الشعائر الدينية في شين‌جيانگ، لكن قبل أن يصبح الوضع متوترا كانت المراقبة أقل بكثير.

 
بيان حكومي ينفي التضييق على المسلمين في شين‌جيانگ أثناء شهر رمضان، يوليو 2015.

وفي اليوم نفسه نشرت نشرت السفارة الصينية بماليزيا على موقعها الرسمي بياناً ينفي ما تداولته وسائل الإعلام الأجنبية وشخصيات حول منع الصين مسلمي شين‌جيانگ من الصوم وآداء الشعائر الدينية الأخرى . وذكر البيان، أن شين‌جيانگ تشهد تناغما دينيا خلال شهر رمضان.

وقال البيان أن الحكومة الصينية تحمي الأنشطة الدينية العادية. حيث ينص الدستور الصيني بوضوح على الحرية الدينية للمواطنين. وأنه لا يحق لأي مؤسسة حكومة أو أي فئة إجتماعية أو أي شخص إكراه المواطنين على الإيمان بالدين أو عدم الإيمان به، كما يمنع الميز بين المواطنين المؤمين وغير المؤمنين بالأديان. وقد ظلت حكومة إقليم شينجيانغ ذاتي الحكم على مر السنوات تولي أهمية كبيرة للحرية الدينية للمسلمين وتحترمها وتقدم لها الضمانات.[11]

وقبل شهر رمضان، عقدت حكومة شين‌جيانگ إجتماعا طالبت وأكدت فيه بوضوح على ضرورة تفهم وإحترام وحماية مشاعر المؤمنين والحاجيات الإيمانية والعادات والتقاليد خلال شهر رمضان، وعدم التدخل في الأنشطة الدينية العادية مثل الصوم، والصلاة الجماعية وموائد الإفطار، والإحترام الكامل للتقاليد العادية وعادات لجمهور المؤمنين في كل منطقة؛ وترك إختيار فتح المطاعم خلال شهر رمضان لأصحاب المطاعم أنفسهم، وعدم إجبارهم على ذلك.

مرئيات

قصيدة مئة رمز الصينية لمديح الرسول (ص).

مسجد شاديان، أكبر مساجد جنوب الصين.

المصادر

  • الأقليات المسلمة في آسيا واستراليا – سيد عبد المجيد بكر.
  1. ^ "مدينة تشيوانتشو -- نقطة انطلاق لطريق الحرير البحري القديم". موقع وكالة أنباء شينخوا.
  2. ^ "In 1932 a group of Chinese students arrived in Egypt on a scholarship to study at Al-Azhar". الدنيا المصورة. 1932-01-13. Retrieved 2020-12-22.
  3. ^ {{Cite web | url =https://www.mei.edu/publications/bringing-china-and-islam-closer-first-chinese-azharites | title = Bringing China and Islam Closer: The First Chinese Azharites | date = 2015-04-28 | publisher = [[mei] | accessdate = 2022-08-04}}
  4. ^ القوميات الصينية Archived 2018-01-20 at the Wayback Machine
  5. ^ Israeli 2002, p. 284
  6. ^ 2010 Islam by province, page 29. Data from: Yang Zongde, Study on Current Muslim Population in China, Jinan Muslim, 2, 2010. Archived 2017-10-11 at the Wayback Machine
  7. ^ GREAT ENTERPRISE. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  8. ^ أ ب ت ث مسعود الخوند، الأقليات المسلمة في العالم، Universal Publishing ، بيروت، 2006 ط 2 ص 110
  9. ^ Yu Xiaojie Shanan (2018-03-10). "Young Inventor: Insisting on the Direction of Islamic China in China". وكالة أنباء شين‌خوا.
  10. ^ "الصين: إجبار مسلمي الأويغور على أكل البطيخ في النهار بشهر رمضان". فرانس 24. 2015-07-03. Retrieved 2015-07-06.
  11. ^ "الصين تنفي منع مسلمي شينجيانغ من الصوم". cntv.cn. 2015-07-02. Retrieved 2015-07-06.

{الدين في الصين}}