طريق الحرير

طريق الحرير (بالصينية التقليدية: 絲綢之路، بالصينية المبسطة: 丝绸之路, بالفارسية: راه ابریشم) هي مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً تشآن (والتي كانت تعرف بتشانغ آن) في الصين مع أنطاكية في سوريا بالإضافة إلى مواقع أخرى. كان تأثيرها يمتد حتى كوريا واليابان. أخذ مصطلح طريق الحرير من الألمانية (زايدنشتراسه Seidenstraße)، حيث أطلقه عليه الجغرافي الألماني فريديناند فون ريتشتهوفن في القرن التاسع عشر.

طريق الحرير
طريق الحرير الذي يمتد من جنوب أوروبا عبر السعودية, الصومال, مصر, بلاد فارس, الهند, جزيرة جاوة و ڤيتنام حتى وصولها إلى الصين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نظرة عامة

Woven silk textile from Tomb No. 1 at Mawangdui, Changsha, Hunan province, China, 2nd century BCE, Han Dynasty


أصل الاسم

سمي طريق الحرير بهذا الاسم لكميات الحرير الصيني الكبيرة التي كانت تنقل عبره. كان الصينيون أول من تعلم صناعة الحرير، واستطاعوا المحافظة على سر المهنة. فقد ظلت الصين المورد الوحيد للحرير حتى القرن السادس الميلادي، حين اكتشفت الدول الغربية كيفية صناعة المنسوجات الحريرية.

طرق

طريق الحرير

 
طريق الحرير في القرن الأول الميلادي

كانت المدن الواقعة على امتداد طريق الحرير، توفر الطعام والماء وأماكن الراحة للمسافرين، بالإضافة إلى السلع المعدة للتبادل التجاري. واشتهرت خوتان (الآن هوتان بالصين) من بين هذ المدن، بأحجار اليشب الكريمة. كما اشتهرت منطقة [فرغانة] في أوزبكستان الحالية، بخيولها القوية.

يمتد طريق الحرير من المراكز التجارية في شمال الصين حيث ينقسم إلى فرعين شمالي وجنوبي. يمرّ الفرع الشمالي من منطقة بلغار-كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان ووصولاً بالبندقية. أمّا الفرع الجنوبي فيمرّ من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين وكردستان والأناضول ومن ثمّ في أنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر بلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.

الصين-ميانمار

 
الصين-ميانمار.

طريق الحرير الصين-ميانمار، هو إحدي الطرق التي تستخدمها الصين للنقل، وإستخدمته الصين لترسل البضائع إلي ماليزيا وسنغافورة مع توقف غالبية حركتي البحر والجو بسبب جائحة كوڤيد-19.


طرق بحرية

حملت قوافل الجمال معظم السلع عبر المناطق الوعرة والجافة الممتدة على طول طريق الحرير. وبحلول القرن التاسع الميلادي، بدأت الحركة تقل على الطريق، حينما تحول التجار إلى السفر عبر الطرق البحرية الأكثر أمنًا. وتلت ذلك فترة أخيرة من الاستخدام المكثف للطريق، خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، عندما حكم المغول آسيا الوسطى والصين.

ما قبل التاريخ

كان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة كالحضارة المصرية والصينية والهندية والرومانية حتى أنها أرست القواعد للعصر الحديث.

رحلات عبر القارات

المواصلات والتجارة قبل التاريخ

 
Model of a paddling funerary boat from the tomb of Meketre. From the time of the Twelfth dynasty of Egypt, early in the reign of Amenemhat I, circa 1931-1975 BCE.

التجارة البحرية المصرية

التجارة عبر الصحرا

مقال رئيسي: التجارة عبر الصحراء.

 
Chinese jade and steatite plaques, in the Scythian-style animal art of the steppes. 4th-3rd century BCE. المتحف البريطاني.
 
A Scythian horseman from the general area of the Ili river, Pazyryk, c.300 BCE.

الاتصال بالصين وآسيا الوسطى

Iranian and Scythian connections

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الطريق الفارسي الملكي

 
Achaemenid Persian Empire at its greatest extent.


التاريخ

فى الفترة ما بين القرن الثانى قبل الميلاد والقرن الثانى الميلادى كان على طول طريق الحرير اربع دول امبراطورية كبرى وهى روما في اوربا وبارثيا في غرب آسيا ( ايران القديمة ذات النظام العبودى) و كوشان في آسيا الوسطى ( الدولة تسيطر على آسيا الوسطى و شمال الهند) واسرة هان الصينية في شرق آسيا. وان تشكيل طريق الحرير جعل هذه الحضارات العريقة تتبادل وتتاثر بعضها بالبعض وبعد ذلك تتطور اية حضارة بصورة منعزلة.

تكثفت الاتصالات بين الشرق والغرب عبر طريق الحرير المكون من شبكة طرق معقدة. وتقول سجلات تاريخية صينية ان الجوز و الخيار والفلفل الاسود جلبت من الغرب. وفى فترة اسرة تانغ ما بين القرن السابع والقرن التاسع الميلادى ازدهر طريق الحرير اكثر حيث جلبت الى الصين الطيور و الحيوانات النادرة والمجوهرات والتوابل والاوانى الزجاجية والعملات الذهبية والفضية من الغرب والموسيقى والرقص والاطعمة والازياء وزخارفها من غرب آسيا وآسيا الوسطى وفى نفس الوقت صدرت المحصولات والمنتجات والتكنولوجيا الصينية مثل الحرير وصناعة الورق و فن الطباعة والاوانى المطلية باللك والاوانى الخزفية والديناميت والبوصلة الى الخارج عبر طريق الحرير مما قدم مساهمة هامة للحضارة العالمية.

بينما تطورت التجارة الصينية نشط التبادل الثقافى عبر طريق الحرير ودخلت البوذية كاحدى الاديان الثلاثة الكبرى في العالم الى الصين في اواخر اسرة هان الغربية (عام 206 –عام 220 ق م) وان مسار دخول البوذية من الهند الى الصين سجل في رسوم حائطية تبلغ مساحتها حوالى عشرة الاف متر مربع وما زالت موجودة في معبد الكهف الحجرى الذى بنى في القرن الثالث الميلادى بقيزر في شينجيانغ.وعبر طريق الحرير دخلت البوذية من الهند الى قيزر بشينجيانغ ودون هوانغ بقانسو ثم الى المناطق الداخلية بالصين وان الكهوف الحجرية البوذية المتبقية عبر طريق الحرير مثل كهوف موقاو بدون هوانغ وكهوف لونغ مين الحجرية بلويانغ تتميز باساليب الفنون الشرقية والغربية دلالة على التبادل الثقافى بين الصين و الغرب عبر طريق الحرير وتعتبر كلها من التراث الثقافى العالمى.

ومع تغير الخارطة السياسية والاقتصادية في اوربا وآسيا بعد القرن التاسع الميلادى وخاصة تقدم تكنولوجيا الملاحة برز دور النقل البحرى في التبادل التجارى اضمحل دور طريق الحرير البرى التقليدى هذا و في القرن العاشر قلما اعتبر طريق الحرير هذا طريقا تجاريا. [1]


الفترة اليونانية


استكشاف الصين لآسيا الوسطى

 
A Chinese Western Han Dynasty (202 BC – 9 CE) bronze rhinoceros with gold and silver inlay

قبل اكثر من الفى سنة فتحت الصين طريق الحرير التجارى المشهور في العالم والذى كان يعتبر جسرا يربط بين الصين ودول اوربا وآسيا وافريقيا مما قدم اسهاما هاما في التبادلات المادية والحضارية بين الشرق والغرب.

ان طريق الحرير ممر كانت الصين تمر به في تبادلها التجارى البرى مع جنوب آسيا وغرب آسيا واوربا وشمال افريقيا ويسمى بطريق الحرير بسبب نقل حجم كبير من الحرير والمنسوجات الحريرية الصينية الى الغرب عبر هذا الطريق. واكتشف علماء الاثار ان طريق الحرير تشكل اساسا في اسرة هان الصينية في القرن الاول قبل الميلاد وحينئذ اتجه طريق الحرير الجنوبى الى افغانستان واوزبكستان وايران غربا حتى مدينة الاسكندرية المصرية والطريق الاخر مر بباكستان وكابول الافغانية حتى رأس الخليج ويمكن الوصول منه الى ايران وروما عن طريق البحر.


لقد تقدم في صحراء غوبي المترامية الأطراف موكب من المسافرين الذين يرتدون أزياء من عهد أسرة هان الغربية متجها إلى الغرب. وكان المسافرون يمشون في تمهل بعد أن أجهدهم السير الطويل، وأضناهم الحر والعطش، ولفحت وجوههم أشعة الشمس المحرقة. ونظر قائدهم وقد علت على وجهه علائم القلق إلى أوعية الماء الفارغة على ظهور الجمال متسائلا: متى يمكنهم العثور على واحة ؟

لقد وقع هذا المشهد على الطريق المؤدية إلى المناطق الغربية قبل 2100 سنة. اما هذا القائد فهو تشانغ تشيان المكتشف المشهور من عهد أسرة هان الغربية في الصين. وفي عام 138 قبل الميلاد قاد تشانغ تشيان وفده المكون من 100 شخص إلى المناطق الغربية وذلك بأمر من الامبراطور هان وو دي. وبعد الرحلة الشاقة والتغلب على ما لا يحصى من الصعوبات والمخاطر نجح في شق طريقه من وسط الصين إلى المناطق الغربية وهذه هي طريق الحرير الذائع صيته في العالم منذ قديم الزمان.

إن تشانغ تشيان (؟ - 114ق م) رحالة فذ من عهد أسرة هان الغربية (206ق م ¨C 25م)، كان قد ارتحل إلى الغرب مرتين على التوالي. وبالنسبة لتاريخ ميلاده لم يسجل في الكتب التاريخية، بل ذكر فيها أنه أصبح رجلا مفتول العضل حين دخلت أسرة هان الغربية الحقبة الذهبية من عهد تولى الامبراطور هان وو دي العرش (140-87 ق م). حينذاك كان تشانغ تشيان من حاشية هان وو دي ، وكان مسؤولا عن حراسة أبواب القصور الامبراطورية في الأيام العادية. وكان مشرفا على تهيئة العربة والحصان للامبراطور حين يرحل إلى الخارج. ورغم أن مكانته وراتبه منخفضان الا أن كفاءته الفائقة حظيت باهتمام وإعجاب هان وو دي. ولذلك عندما قرر الامبراطور إقامة الاتصال مع المناطق الغربية اختار تشانغ تشيان رسولا له .

وفي عهد أسرة هان الغربية كانت المناطق الغربية تعني مناطق غرب وسط الصين، أي منطقة شينجيانغ حاليا، أو المناطق الواسعة في آسيا الوسطى والغربية غرب قلعة يويمن في مقاطعة قانسو، وبعض المناطق في أوروبا اليوم . وفي تلط الأيام فصلت الجبال الشاهقة المتراصة وصحراء غوبي المترامية الأطراف بين وسط الصين والمناطق الغربية الوسعة.

وفي عام 138ق م وجه الامبراطور هان وو دي رسوله تشانغ تشيان لأول مرة إلى المناطق الغربية لاستنهاض أهل قومية داروتشي هناك (قومية بدوية عاشت على شواطئ نهر ييلي اليوم) للمقاومة معا ضد شيونغنو (الهون).

وشيونغنو قومية بدوية قوية في شمال الصين في التاريخ القديم، كانت تعتدي على وسط الصين من حين لآخر منذ أوائل أسرة هان الغربية، وقد سيطرت على ممر خشي منفذ وسط الصين إلى المناطق الغربية، مما شكل تهديدا خطيرا على أسرة هان الغربية. ولذلك قرر الامبراطور هان وو دي شن الحرب ضد هذه القومية الخطرة. ولكن قبل تنفيذ هذه الأعمال العسكرية أرسل تشانغ تشيان إلى المناطق الغربية للاتحاد مع الأقليات القومية الأخرى هناك.

وفي هذه المرة قاد تشانغ تشيان 100 شخص متجها إلى الغرب، وكان دليلهم قان فو من عبيد قومية شيونغنو. وانطلق من تشانغآن عاصمة أسرة هان الغربية، وسار على امتداد نهر ويخه، واجتاز جبل تشينلين، ثم عرج على الشمال الغربي، وعبر النهر الأصفر، حتى وصل إلى منطقة ممر خشي.

وعندما مروا بأرض شيونغنو قبض تشان يوي زعيم شيونغنو عليهم، فحجزوا هناك عشر سنوات. وخلال هذه القترة زوج الزعيم تشان يوي رسول أسرة هان الغربية تشانغ تشيان من احدى نساء شيونغنو محاولا استمالته اليه. وفيما بعد أنجبت زوجته له ولدا. ولكن هذا لم يوهن عزيمة تشانغ تشيان الرامية إلى تأدية رسالته الشريفة.

وفي عام 129 ق م هرب تشانغ تشيان مع وفده من أيدي جنود شيونغنو مستغلا إهمالهم بحراستهم. ثم واصل السير نحو الغرب، فمر بتشاشي في حوض توربان، ودخل يانتشي، ثم عبر قويتسي شرق كوتشار، وسور (كل الأماكن المذكورة في هذه الطريق هي في منطقة شينجيانغ حاليا)، ووصل إلى داوان ،وهي دويلة زراعية متطورة، تشتهر بانتاج الأرز والقمح والنبيذ. وعندما عرف ملك داوان مجيء رسول أسرة هان الغربية إلى دويلته فسرعان ما استقبله مسرورا، اذ أنه سمع أن أسرة هان الغربية غنية جدا، ورغب في إقامة الاتصال معها منذ مدة طويلة. ثم أرسل رجاله ليرافقوا تشانغ تشيان ووفده إلى كانغجيوي داخل حدود الاتحاد السوفياتي السابق، كما أرسل أهل كانغجيوي تشانغ تشيان ووفده إلى داروتشي.

اما داروتشي فأرضها خصبة وأهلها يعيشون في سعادة وسلامة، فلا يرغبون في محاربة شيونغنو من جديد. فلذلك لم تتوصل أسرة هان الغربية إلى نتيجة مع داروتشي حول المقاومة المشتركة ضد شيونغنو. وفيما بعد عبر تشانغ تشيان نهر ويشيوي (نهر آمو اليوم)، ووصل إلى مدينة لاتشي (واتشيرباد في افغانستان اليوم) الواقعة في داشيا (الدويلة القديمة في آسيا الصغرى)، حيث تجول تشانغ تشيان ووفده في كل مكان، وعرف كثيرا عن الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبعد سنة واحدة قرر تشانغ تشيان العودة إلى بلاده.

وفي عام 128 ق م انطلق تشانغ تشيان ووفده في طريق عودتهم. ومن أجل تجنب شيونغنو لم يعد إدراجه، بل تحرك من داروتشي، وتسلق الجبال الشاهقة، ثم سار على امتداد السفوح الشمالية لجبال كونلون متجها إلى الشرق، ومر بيارقند ويويتشنغ (خوتيان في شينجيانغ اليوم). ولكن شيونغنو أسره مع وفده مرة ثانية في طريق عودتهم. وبعد اكثر من سنة هرب تشانغ تشيان وزوجته إلى أسرة هان الغربية.

واستغرقت هذه الرحلة التي أداها تشانغ تشيان 13 سنة، من عام 138 ق م إلى عام 126 ق م . ورغم أن تشانغ تشيان لم يؤد فيها الرسالة السياسية الرامية إلى الاتحاد مع داروتشي الا أنه بصفته رسولا رسميا لأسرة هان الغربية نجح مع وفده في فتح المناطق الغربية لأول مرة، واستقصى بنفسه عن المواصلات البرية من الشرق إلى الغرب، وشق ((طريق الحرير)) المشهورة في العالم التي تؤدي إلى قارة آسيا وقارة أوروبا. وإن رحلة تشانغ تشيان هذه عززت الاتصالات والصداقة بين أبناء قومية هان وأبناء مختلف القوميات في المناطق الغربية، وبين الصين وبلدان آسيا الوسطى والغربية، كما تركت أثرا عميقا في تاريخ الصين وفي تاريخ الاتصالات بين الشرق والغرب.

استمرت الحرب بين أسرة هان الغربية وشيونغنو بضع عشرة سنة ، فانتهت بانتصار حاسم لأسرة هان الغربية، مما استأصل تهديد شيونغنو لأسرة هان الغربية منذ مدة طويلة، وفتح المواصلات بين أسرة هان الغربية والمناطق الغربية من حيث الأساس. ومن أجل تطوير العلاقات الوثيقة بين أسرة هان الغربية ومختلف القوميات في المناطق الغربية ومن أجل توسيع الاتصالات مع بلدان آسيا الوسطى والغربية وجه الامبراطور هان وو دي رسوله تشانغ تشيان إلى المناطق الغربية مرة أخرى في عام 119 ق م.

وفي الرحلة الثانية قاد تشانغ تشيان وفده المكون من 300 شخص ومعهم كميات ضخمة من النقود الذهبية والحرير وعشرة آلاف رأس من الأبقار والأغنام. وهذه المرة لم تكن اتصالا وديا فحسب، بل كانت اتصالا لتبادل الموارد ذات الحجم الكبير. ومنذ شق تشانغ تشيان طريق الحرير كانت مختلف الأسر في الصين تزيد من طول هذه الطريق القديمة وتعمل على تطويرها.

إن الصين موطن الحرير، كما هي أول دولة في اختراع صناعة الورق والبارود وطباعة النفش. ومنذ فتح تشانغ تشيان المناطق الغربية سارت مواكب التجار الصينيين من مختلف الأسر بعد أسرة هان على طريق الحرير ذهابا وايابا، حاملين الحرير والأوراق والمنتجات النفيسة من الدول الواقعة على جانبي طريق الحرير. ولذلك أن شق طريق الحرير وتطورها هو خلاصة حكمة وعرق شعوب مختلف بلدان آسيا الوسطى والغربية، وإن هذه الطريق أصبحت طريق صداقة تربط بين الصين والدول في آسيا الوسطى والغربية وأوروبا. [2]

الإمبراطورية الرومانية

في العهد الروماني عمل الامبراطور أغسطس (اوكتافيوس) على الاستيلاء على جزيرة العرب وعلى البحار المحيطة بها ولكنه فشل في تحقيق ذلك الحلم، ويذكر المؤرخ اليوناني (سترابو) أن القيصر لعبت في نفسه الشائعات التي تتردد منذ القدم بأن العرب قوم واسعوا الثراء وانهم يستبدلون الفضة والذهب بعطرهم وحجارتهم الكريمة دون أن ينفقوا على الغرباء ما يحصلون عليه، ولذلك جهز القيصر في عام 25-24 ق م حملة بقيادة حاكمه على مصر ايليوس قالوس دخلت الجزيرة العربية من شماليها الغربي وسارت برا حتى سواحل البحر الأحمر الجنوبية وكان نصيبها في نهاية المطاف الفشل، ولكن هذا الفشل دفع القيصر إلى تشجيع الملاحين الرومان على ارتياد البحر العربية والوصول إلى الهند مباشرة واستبعاد الوساطة العربية في تجارة الهند والصين فزاد عدد السفن التي تسافر سنويا إلى الهند في عهده إلى مائة وعشرين سفينة.

العهد البيزنطي

في العهد البيزنطي استفادت الموانئ المطلة على الخليج العربي وساحل اليمن من الصراع الاقتصادي بين الساسلنيين والبيزنطيين، حيث عمل الساسلنيون على تقليص تجارة البيزنطيين البحرية المباشرة مع الهند فقلت بذلك سفن البيزنطيين المبحرة في المحيط الهندي والخليج العربي، واكتفت سفنهم بالوصول إلى باب المندب والسواحل الأفريقية للتزند منها بيضائع الشرق ونجح الساسلنيون في نقل تجارة الهند وسيلان والصين البحرية إلى الخليج العربي حيث لا يزاحمهم أحد فكانت بضائع الشرق تمر بموانئ صحار والبحرين حتى تصل إلى الابله بالعراق. ويذكر المسعودي أن سفن الصين والهند كانت ترد إلى ملوك الحيرة الموالين للساسانيين وتدخل في القرات وترسوا في ميناء الابله ومن العراق كانت بضائع الصين تنقل إلى الشام حيث تباع على البيزنطيين وكان أهم مواد تلك التجارة الحرير الصيني الذي اشتد عليه الطلب عند البيزنطيين، ولكن البيزنطيين حاولوا بدورهم ضرب احتكار الساسانيين لتجارة الشرق البحرية وحرمانهم من الأموال التي تعود عليهم من تجارة الحرير الصيني واستعانوان في ذلك بالأحباش ووضعوا لذلك خطة استراتيجية تهدف إلى سيطرة الأحباش على سواحل البحر الأحمر واليمن التي تفصل بين أراضيهم في بلاد الشام ومصر وموانئ تجارة الشرق في المحيط الهندي، فساعدوا الأحباش في الاستيلاء على اليمن، حيث ذكر أن السفن التي نقلت جنود الأحباش التي نقلت جنود الأحباش التي استولت على اليمن سنة 525 م كانت سفنا بيزنطية أمر القيصر بإرسالها إلى الحبشة. وفي عام 531 م أرسل الامبراطور جوستنيان وفدا إلى اكسوم ليفاوض الأحباش في شراء الحرير الصيني والبضائع الأخرى من الهند مباشرة وبيعه للبيزنطيين وقد وافق الأحباش على ذلك، ولاكمال الخطة الموضوعة عمل الأحباش بعد أن استقروا في اليمن على مد نفوذهم على الحجاز والسيطرة على سواحل البحر الأحمر العربية والاتصال أرضا بالبيزنطيين في بلاد الشام ومصر فجهز ابرهة الحبشي حاكم اليمن حملة سنة 571 م للاستيلاء على مكة وضم الحجاز وضرب نشاط قريش التجاري المتمثل في رحلة الشتاء والصيف حيث كان تجار مكة يتجهون في فصل الشتاء إلى اليمن ويشترون بضائع الشرق القادمة اليها ليبيعونها في فصل الصيف في بلاد الشام. ولكن حملة ابرهة لم تحقق أي نصر ولم تخضع مكة لسلطة الأحباش.

ومن جهة أخرى لم ينجح التجار الأحباش في منافسة تجار الخليج من العرب والفرس على تجارة الشرق، فقد كان هؤلاء قد استقروا في سيلان والهند ولعبوا لفترات طويلة دور الوسطاء في هذه التجارة فسقطت بذلك المخططات البيزنطية الحبشية ومما قضى على هذه الأحلام نهائيا تمكن الجيش الساساني الذي وصل إلى اليمن بحرا من طرد الأحباش وبمساعدة اليمنيين الذين كانوا قد اعلنوا ثورة عامة على الأحباش في بلادهم، وهكذا يتضح أن السيطرة على ارباح التجارة الصينية والهندية كانت السبب الرئيس المحرك للأحداث التي شهدتها جزيرة العرب في القرن السادس الهجري. ويرى الدكتور جواد على أن حملة ابرهة على مكة لم تكن غايتها هدم الكعب وحسب وانما لدوافع اقتصادية وسياسية ويبدو أن هدم الكعبة والذي لم يتم كان مجرد تكتيك ورمز للسيطرة على القرشيين والعرب.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العصور الوسطى

 
A Westerner on a camel, Northern Wei Dynasty (386-534)
 
A sancai statue of foreigner with a wineskin, Tang Dynasty (618-907).

The main traders during Antiquity were the Indian and Bactrian traders, then from the 5th to the 8th century CE the Sogdian traders, then afterward the Persian traders.


 
Central Asian and East-Asian Buddhist monks, Bezeklik, Eastern Tarim Basin, 9th-10th century.


العصر الاسلامي

في بداية القرن السابع الميلادي شهدت جزيرة العرب حدثا مهما غبر مجرى التاريخ فيها الا وهو دعوة الإسلام التي أنزلها الله على نبيه محمد في مكة، وخلال سنوات قليلة انتشرت هذه الدعوة وعمت جزيرة العرب وأصبح لها دولة قوية عاصمتها المدينة، وفي نقلة سريعة أخرى امتدت دولة الإسلام شرقا وغربا وشمت املاك القوتين الساسانية والبيزنطية ولم يبدأ القرن الثامن للميلاد الا ونفوذ المسلمين يصل إلى الحدود الغربية للصين، وبذلك أصبحت الأجزاء الكبرى من طريقي الحرير البري والبحري واقعة في ديار الإسلام وخاضعة لنفوذ المسلمين هنا. تبدأ صفحة جديدة في تاريخ العلاقات التجارية بين الصين وبلاد الإسلام عامة والجزيرة العربية على وجه الخصوص.

لقد خلقت الفتوحات الإسلامية كتلة اقتصادية عالمية كبيرة شملت مصر وشمال أفريقيا والجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وايران وأجزاء كبيرة من أواسط آسيا، كما جمعت لأول مرة في التاريخ الخليج العربي والبحر الأحمر تحت سلطة واحدة وكان لموقف الصينيين السلمي من هذا المد الإسلامي أكبر الأثر في تطور التجارة بينهم وبين أكبر كتلة اقتصادية شهدها العالم القديم، فلم يدخل الصينيون في صراع مع المسلمين الذين اقتربوا كثيرا من حدودهم بل استطاعوا بحكمتهم المعهودة التكيف مع الوضع الدولي الجديد والتغير الذي طرأ على موازين القوى في العالم فسارعوا إلى الدخول في علاقات سلمية مع المسلمين وركزوا على تطوير التجارة واستفادوا من الأمن والاستقرار الذي وفره المسلمون على مسارات طرق الحرير البرية والبحرية فانطلق الصينيون بأنفسهم ينقلون بضائعهم إلى ديار الإسلام وأخذت سفنهم تبحر شرقا إلى الموانئ العربية في الخليج والبحر الأحمر وساحل اليمن وحضرموت، وبالمقابل سهلوا للتجار العرب المسلمين الوصول إلى بلادهم والإقامة بها ومزاولة التجارة في حرية وعدل وأمان وأصبحت السفن العربية تصل بدورها مباشرة إلى ميناء كانتون.

لا يمكن فهم سعي معاوية بن أبي سفيان ودأبه على فتح أرمينيا من دون وضع هذا الفتح في سياق فتح آخر لا يقل أهمية عنه، قاده سراقة بن عمرو سنة 21 هجرية، وهو فتح مدينة الدربند (باب الأبواب) في داغستان الحالية في معارك مطاردة آخر أباطرة الساسانيين الذي كان يسعى لاستعادة العراق بدعم صيني على ما يبدو، فهذه المدينة كانت أهم محطة على طريق الحرير، فما فعله حبيب بن مسلمة هو السيطرة على بقية الطريق وصولا إلى ميناء تفليس في جورجيا الحالية، وهي المحطة الرئيسة الثانية في الجزء الغربي من طريق الحرير، قبل شحن البضائع إلى الفسطنطينية.

وتزودنا المصادر السريانية بتفاصيل مهمة عن سير المعارك على هذه الجبهة، إذ يذكر البطريرك ديونيسيوس التلمحري المعاصر لهارون الرشيد في أحداث سنة 958 يونانية، و25 هجرية، نقلا عن كتاب تاريخي وضعه ابن قائد عسكري سرياني في القوات البيزنطية يدعى يوحنا الرصافي، كان شاهد عيان على الأحداث، ما يلي: "لقد قسم معاوية قائد العرب جيشه إلى معسكرين، وعين حبيب الشرير قائدا لأحدهما، وأرسله في تشرين إلى أرمينيا، فلما بلغوها وجدوها مغطاة بالثلوج، فأتوا بثيران وسيروها أمامهم، فمهدت لهم الطريق، فدخلوها دون أن يحولهم عنها الثلج، أو يشعر بهم السكان، إذ لم يخطر ذلك على بالهم. فحارب العرب الأرمن، وغنموا وأسروا عددا كبيرا، وأحرقوا القرى وعادوا إلى موطنهم فرحين، أما الجيش الذي يقوده معاوية فجاء إلى قيصرية قبدوقيا، وعبروا الحواجز، ووجدوا قرى مكتظة بالناس والحيوانات فغنموها. ثم حاصر معاوية المدينة وقاتلها مدة عشرة أيام، وأخيرا دمر الولاية برمتها وترك المدينة معزولة.. ثم أعاد الكرة إليها بعد عدة أيام وحاربها. وإذا رأى زعماء وقادة قيصرية قبدوقيا أن لا مناص من الغضب الآتي، استسلموا وطلبوا الإبقاء على حياتهم، فخرج الزعماء ووقعوا تعهدا بدفع الجزية، فدخل المسلمون، ورأوا جمال أبنية الكنائس والأديرة والمال الوفير، فندموا لإعطائهم تعهدا، لكنهم لم يتراجعوا عن قسمهم، فأخذوا ما أرادوا واتجهوا إلى منطقة عمورية، وإذ رأوها بجمال الفردوس، لم يلحقوا بها أذى، بل داروا حول المدينة، ورأوا من الصعوبة احتلالها، فأعطوا ذهبا ومالا وفيرا كالتراب، ثم عادوا إلى بلادهم".

تلك كانت محاولة معاوية الأولى لفتح أرمينيا، ويبدو أنها تكللت بالنجاح، فقد تحولت أرمينيا إلى مملكة تابعة لمعاوية، تدفع الجزية له، وبذلك فقدت هذه المنطقة أهميتها التجارية التي كان البيزنطيون يعتمدون عليها.

وأول إشارة في المصادر العربية عن العلاقات السياسية بين الصين والجزيرة العربية في العهد الإسلامي يرجع تاريخها إلى عهد الخلفاء الراشدين، اذ تذكر المصادر العربية أن فيروز بن يزدجرد ابن ملك الفرس طلب مساعدة امبراطور الصين في صد غارات جيوش العرب المسلمين الذين استولوا على بلاده وقتلوا أباه، وأن امبراطور الصين اعتذر له ولم يقدم له العون العسكري الذي طلبه محتجا ببعد المسافة واكتفى بإرسال سفير من قبله إلى المدينة ليشرح قضية فيروز، وقيل أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان أرسل أحد قواده لمرافقة السفير الصيني في عودته سنة 651م، وأن امبراطور الصين أكرم وفادة القائد المسلم. اما المصادر الصينية فقد ذكرت المسلمين لأول مرة في بداية القرن السابع الميلادي، فقد أشار مؤرخوا الصين في ذلك القرن إلى الدين الجديد الذي ظهر في مملكة المدينة، وتشير المصادر الصينية أيضا أن جماعة من المسلمين قدموا إلى كانتون في بداية حكم أسرة تانغ (618-907) وحصلوا من امبراطور على أذن بالإقامة فيها وأتخذوا لأنفسهم بيوتا جميلة تختلف في طرازها عن البيوت الصينية، وهناك قصة مشهورة في المصادر العربية عن حادثة وقعت بين الصينيين والفاتحين المسلمين في العصر الأموي بطلها القائد المشهور قتيبة بن مسلم الباهلي، وهو من قبيلة تسكن في وسط جزيرة العرب في منطقة نجد غير بعيد عن مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، فقد فتح هذا القائد زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (705-715م) مدينة بخارى وسمرقند ووصل إلى حدود الصين وحلف الا ينصرف حتى يطأ أرض الصين، وبعث إلى امبراطورها وفدا، وبعد حوار طويل مع الوفد بعث اليه امبراطور الصين بحرير وهدايا متنوعة وصحاف من ذهب بها تراب من تراب الصين ليطأه بقدمه ويتحلل من يمينه، فقبل قتيبة الهدايا ووطأ التراب وقفل راجعا. وفي الفترة نفسها تذكر المصادر التاريخية الصينية أن رسولا جاء من قبل الخليفة هشام بن عبد الملك إلى الامبراطور الصيني هسوان تسونج سنة 726م \ 108هـ ، وتشير المصادر الصينية أيضا أن العرب حلوا محل الفرس في أوائل القرن الثاني الهجري (8م) في السيطرة على تجارة الحرير كما تشير أيضا إلى تاجر عماني قام برحلة إلى الصين واسمه أبو عبيد الله عبد الله بن القام وقد وصل إلى الصين حوالي سنة 133هـ \ 750/ واشترى الأخشاب.

تساعدنا المصادر الصينية في فهم حركة الفتوحات على هذه المحاور، ففي هذه الفترة توقفت التجارة الصينية عبر طريق الحرير البري بسبب التوسع الإسلامي، وكان من نتيجة ذلك أن أرسل معاوية مبعوثين إلى الصين لتعريف الحكام هناك بطبيعة المتغيرات الحاصلة في المنطقة. وثمة تقرير صيني معنون بـ"داشي من تونغديان" يقول إنه في فترة يونغ هيو، من سلالة تانغ (تعادل 650-656 م) "حضر مبعوثون من بلاد العرب مرارا إلى بلاط ملكِنا لتقديم الهدايا".

واللافت أن هذه البعثة أعقبت مقتل يزدجرد الثالث آخر أباطرة الفرس الساسانيين عام 649 م على يد سعيد بن عثمان بن عفان، كما تؤكد المصادر السريانية، فيما يغيب، كما هي العادة، اسم سعيد عن المصادر الإسلامية.

ويبدو أن البعثات الدبلوماسية المتعددة التي أرسلها معاوية كانت تهدف إلى إقناع الصينيين بعدم مساعدة ولي العهد الفارسي فيروز بن يزدجر، لاستعادة ملك أبيه، وهو ما تم فعلا، إضافة إلى طرح فكرة اتفاقية تجارية مع الدولة الإسلامية الناشئة. ومن أجل ذلك أرسل الصينيون وفدا لاستطلاع الأمور، ولكتابة تقرير عن مشاهداته، فكتب المبعوث الصيني في تقريره المليء باضطراب المصطلحات ما يلي: "يقال إنه في البداية كان هناك بدوي في منطقة تحت نفوذ الفرس باركه الإله بسيف يمكن أن يقتل أي شخص. بدأ هذا الرجل في استدعاء البدو الآخرين حوله. كان هناك أحد عشر شخصا هم أول من وصلوا وآمنوا به، وتم تكريسهم كفرسان مثل الملوك الفرس. وقد اتبعه المزيد والمزيد من الناس. وجمعوا في نهاية المطاف جيشا أطاح ببلاد فارس نفسها، وغزا مدن فولين (بيزنطة) و بولومين (الهند).

ويضيف كاتب التقرير: "جميع أعداء العرب لم يكونوا في قوّتهم. كان لديهم أكثر من 420.000 جندي..توفي الملك الأول (المقصود أبو بكر الصديق)، وتولّى العرش الفارس البدوي الأوّل الذي عينه بيده (المقصود عمر بن الخطاب). في وقتنا تم تتويج الملك الثالث لهذه الدولة (المقصود عثمان بن عفان). لدى رجالهم أنوف طويلة وكبيرة. وهم نحيفون وذوو بشرة سمراء، ولهم لحى كاملة. ونساؤهم جميلات. لديهم أيضا شكل من أشكال الكتابة، على الرغم من أنها كانت مختلفة عن كتابة بلاد فارس. أرضهم تحتوي على العديد من الحيوانات المختلفة، بما في ذلك الجمال والخيول والحمير والبغال والظباء. لم تنجح الزراعة في أرضهم التي تتكون من الصخور والرمال؛ وبسبب هذا، كان نظامهم الغذائي يتكون في الغالب من لحوم الجمال والخيول واللحوم الأخرى. بعد فتح بلاد فارس وبيزنطة، بدأ العرب بتجارة الأرزّ ودقيق القمح. كما يقال إن الملك غالبا ما يرسل السفن التجارية إلى البحر محمّلة بالملابس والأطعمة".

وثمة تقرير صيني آخر يتحدث عن اضطراب العلاقات مع الدولة البيزنطية في عهد الامبراطور الصيني يانغ تي، من سلالة سوي الذي حكم من 605 وحتى 617 م، وهذه الفترة هي مرحلة الهزيمة الكبرى للروم البيزنطيين أمام الفرس الذين احتلوا أقاليم الشرق كلها، بما فيها بلاد الشام ومصر. ولكن التقرير يشير إلى أن البيزنطيين عادوا ليرسلوا وفدا لإعادة العلاقات في السنة السابعة عشرة من فترة تشنغ كوان التي تعادل عام 643 م، والظاهر أن الصينيين تريثوا وأرسلوا مبعوثا، فوجد العرب قد احتلوا البلاد البيزنطية، وأن قائدهم معاوية (مذكور بالاسم) أرسل قوات لمحاصرة عاصمتهم، أي القسطنطينية. ويذكر التقرير أن معاوية انتصر وفرض الجزية على البيزنطيين. وهذا الكلام يتطابق تماما مع الرواية السريانية التي تحدثت عن محاولة معاوية الأولى لفتح القسطنطينية وقبوله بالهدنة مع الروم، مقابل جزية كبيرة بسبب الفتنة التي أدت إلى قتل الخليفة عثمان عام 656 م. ويخلص التقرير الصيني إلى أن تكملة الطريق، أي تلك التي كانت بيد البيزنطيين، قد أصبحت بيد العرب.[3]

العصر المنغولي

See main article, الإمبراطورية المنغولية: طريق الحرير.

التفكك

المتسكشفون العظام: وصول الاوروبيون إلى آسيا

 
خزف إيطالي من منتصف القرن الخامس عشر تأثر بقوة بالسيراميك الصيني. طبق سان‌تساي ("الألوان الثلاثة") (إلى اليسار)، ومزهرية زرقاء-بيضاء بنمط أسرة مينگ (إلى اليمين)، made في شمال إيطاليا، في منتصف القرن 15. متحف اللوڤر.

حين ذهب غرباً في 1492، يقال أن كريستوفر كلومبس تمنى أن يؤسس طريق حرير آخر إلى الصين. وقد استاء بشدة في البداية حين اكتشف أنه عثر على قارة "في الطريق in-between" قبل أن يعرف إمكانيات هذا "العالم الجديد."

خريطة على الحرير لطريق الحرير، من عهد أسرة مينگ في القرن 16، ترسم طريق الحرير من مدينة جيايوگوانگ، في مقاطعة گان‌سو، إلى مكة المكرمة، ماراً بعشر دول. الخريطة يبلغ طولها طول 30.13 متر × 0.59 متر. اشتراها رجل الأعمال هوي وينگ-ماو، من هونگ كونگ بمبلغ 133 مليون يوان، ثم تبرع بها لمتحف قصر بكين، في 2017.[4]


التغيرات الثقافية في طريق الحرير

 
Standing Buddha, Gandhara, 1st century.

تغيرات فنية

الآلهة البوذية

 
Iconographical evolution of the Wind God. Left: Greek Wind God from Hadda, 2nd century. Middle: Wind God from Kizil, Tarim Basin, 7th century. Right: Japanese Wind God Fujin, 17th century.

إله الريح

النقل التكنولوجي

 
Chinese junk and Atlantic and Mediterranean ships. Depicted in Fra Mauro map, image above.


خط سكك حديد طريق الحرير الجديد

الاحتفال بالذكرى

متحف طريق الحرير

انظر أيضا

ملاحظات

  1. ^ / إذاعة الصين الدولية
  2. ^ شبكة الصين
  3. ^ تيسير خلف. "معاوية بن أبي سفيان و"طريق الحرير"". المجلة.
  4. ^ Phila Siu (2017-11-30). "Hong Kong tycoon Hui Wing-mau donates priceless ancient map of Silk Road to Palace Museum". ساوث تشاينا مورننگ پوست. {{cite web}}: Unknown parameter |access_date= ignored (help)

المصادر

الموسوعة المعرفية الشاملة

  • Boulnois, Luce. 2004. Silk Road: Monks, Warriors & Merchants on the Silk Road. Translated by Helen Loveday with additional material by Bradley Mayhew and Angela Sheng. Airphoto International. ISBN 962-217-720-4 hardback, ISBN 962-217-721-2 softback.
  • Hopkirk, Peter: Foreign Devils on the Silk Road: The Search for the Lost Cities and Treasures of Chinese Central Asia. The University of Massachusetts Press, Amherst, 1980, 1984. ISBN 0-87023-435-8
  • Huyghe, Edith and Huyghe, François-Bernard: "La route de la soie ou les empires du mirage", Petite bibliothèque Payot, 2006, ISBN 2-228-90073-7
  • Hulsewé, A. F. P. and Loewe, M. A. N. 1979. China in Central Asia: The Early Stage 125 BC – 23: an annotated translation of chapters 61 and 96 of the History of the Former Han Dynasty. E. J. Brill, Leiden.
  • Harmatta, János, ed., 1994. History of civilizations of Central Asia, Volume II. The development of sedentary and nomadic civilizations: 700 BC to 250. Paris, UNESCO Publishing.
  • Juliano, Annettte, L. and Lerner, Judith A., et al. 2002. Monks and Merchants: Silk Road Treasures from Northwest China: Gansu and Ningxia, 4th-7th Century. Harry N. Abrams Inc., with The Asia Society. ISBN 0-8109-3478-7; ISBN 0-87848-089-7 softback.
  • Klimkeit, Hans-Joach, im. 1988. Die Seidenstrasse: Handelsweg and Kulturbruecke zwischen Morgen- and Abendland. Koeln: DuMont Buchverlag.
  • Klimkeit, Hans-Joachim. 1993. Gnosis on the Silk Road: Gnostic Texts from Central Asia. Trans. & presented by Hans-Joachim Klimkeit. HarperSanFrancisco. ISBN 0-06-064586-5.
  • Knight, E. F. 1893. Where Three Empires Meet: A Narrative of Recent Travel in: Kashmir, Western Tibet, Gilgit, and the adjoining countries. Longmans, Green, and Co., London. Reprint: Ch'eng Wen Publishing Company, Taipei. 1971.
  • Li, Rongxi (translator). 1995. A Biography of the Tripiṭaka Master of the Great Ci’en Monastery of the Great Tang Dynasty. Numata Center for Buddhist Translation and Research. Berkeley, California. ISBN 1-886439-00-1
  • Li, Rongxi (translator). 1995. The Great Tang Dynasty Record of the Western Regions. Numata Center for Buddhist Translation and Research. Berkeley, California. ISBN 1-886439-02-8
  • Litvinsky, B. A., ed., 1996. History of civilizations of Central Asia, Volume III. The crossroads of civilizations: 250 to 750. Paris, UNESCO Publishing.
  • Liu, Li, 2004, The Chinese Neolithic, Trajectories to Early States, Cambridge UK, Cambridge University Press
  • Liu, Xinru, 2001. "Migration and Settlement of the Yuezhi-Kushan: Interaction and Interdependence of Nomadic and Sedentary Societies." Journal of World History, Volume 12, No. 2, Fall 2001. University of Hawaii Press, pp. 261–292. [1].
  • McDonald, Angus. 1995. The Five Foot Road: In Search of a Vanished China. HarperCollinsWest, San Francisco.
  • Malkov, Artemy. 2007. The Silk Road: A mathematical model. History & Mathematics, ed. by Peter Turchin et al. Moscow: KomKniga. ISBN 978-5-484-01002-8
  • Mallory, J. P. and Mair, Victor H., 2000. The Tarim Mummies: Ancient China and the Mystery of the Earliest Peoples from the West. Thames & Hudson, London.
  • Osborne, Milton, 1975. River Road to China: The Mekong River Expedition, 1866–73. George Allen & Unwin Lt.
  • Puri, B. N, 1987 Buddhism in Central Asia, Motilal Banarsidass Publishers Private Limited, Delhi. (2000 reprint).
  • Ray, Himanshu Prabha, 2003. The Archaeology of Seafaring in Ancient South Asia. Cambridge University Press. ISBN 0-521-80455-8 (hardback); ISBN 0-521-01109-4 (paperback).
  • Sarianidi, Viktor, 1985. The Golden Hoard of Bactria: From the Tillya-tepe Excavations in Northern Afghanistan. Harry N. Abrams, New York.
  • Schafer, Edward H. 1963. The Golden Peaches of Samarkand: A study of T’ang Exotics. University of California Press. Berkeley and Los Angeles. 1st paperback edition: 1985. ISBN 0-520-05462-8.
  • Stein, Aurel M. 1907. Ancient Khotan: Detailed report of archaeological explorations in Chinese Turkestan, 2 vols. Clarendon Press. Oxford.[2]
  • Stein, Aurel M., 1912. Ruins of Desert Cathay: Personal narrative of explorations in Central Asia and westernmost China, 2 vols. Reprint: Delhi. Low Price Publications. 1990.
  • Stein, Aurel M., 1921. Serindia: Detailed report of explorations in Central Asia and westernmost China, 5 vols. London & Oxford. Clarendon Press. Reprint: Delhi. Motilal Banarsidass. 1980.[3]
  • Stein Aurel M., 1928. Innermost Asia: Detailed report of explorations in Central Asia, Kan-su and Eastern Iran, 5 vols. Clarendon Press. Reprint: New Delhi. Cosmo Publications. 1981.
  • Stein Aurel M., 1932 On Ancient Central Asian Tracks: Brief Narrative of Three Expeditions in Innermost Asia and Northwestern China. Reprinted with Introduction by Jeannette Mirsky. Book Faith India, Delhi. 1999.
  • von Le Coq, Albert, 1928. Buried Treasures of Turkestan. Reprint with Introduction by Peter Hopkirk, Oxford University Press. 1985.
  • Whitfield, Susan, 1999. Life Along the Silk Road. London: John Murray.
  • Wimmel, Kenneth, 1996. The Alluring Target: In Search of the Secrets of Central Asia. Trackless Sands Press, Palo Alto, CA. ISBN 1-879434-48-2
  • Yan, Chen, 1986. "Earliest Silk Route: The Southwest Route." Chen Yan. China Reconstructs, Vol. XXXV, No. 10. Oct. 1986, pp. 59–62.
  • Ming Pao. Hong Kong proposes Silk Road on the Sea as World Heritage, August 7, 2005, p. A2.

قراءات إضافية

  • Bulliet, Richard W. 1975. The Camel and the Wheel. Harvard University Press. ISBN 0-674-09130-2.
  • Choisnel, Emmanuel : Les Parthes et la route de la soie ; Paris [u.a.], L' Harmattan [u.a.], 2005, ISBN 2-7475-7037-1
  • de la Vaissière, E., Sogdian Traders. A History, Leiden, Brill, 2005, Hardback ISBN 90-04-14252-5 [4], French version ISBN 2-85757-064-3 on [5]
  • de la Vaissière, E., Trombert, E., Les Sogdiens en Chine, Paris, EFEO, 2005 ISBN 2-85539-653-0 [6]
  • Elisseeff, Vadime. Editor. 1998. The Silk Roads: Highways of Culture and Commerce. UNESCO Publishing. Paris. Reprint: 2000. ISBN 92-3-103652-1 softback; ISBN 1-57181-221-0; ISBN 1-57181-222-9 softback.
  • Foltz, Richard C. 1999. Religions of the Silk Road: Overland Trade and Cultural Exchange from Antiquity to the Fifteenth Century. New York: St. Martin's Griffin. ISBN 0-312-21408-1.
  • Hill, John E. 2004. The Western Regions according to the Hou Hanshu. Draft http://depts.washington.edu/silkroad/texts/hhshu/hou_han_shu.html]
  • Hill, John E. 2004. The Peoples of the West from the Weilüe 魏略 by Yu Huan 魚豢: A Third Century Chinese Account Composed between 239 and 265. Draft annotated English translation. [7]
  • Hopkirk, Peter: The Great Game: the Struggle for Empire in Central Asia; Kodansha International, New York, 1990, 1992.
  • Il Milione by Marco Polo
  • Kuzmina, E. E. The Prehistory of the Silk Road. (2008) Edited by Victor H. Mair. University of Pennsylvania Press, Philadelphia. ISBN 978-0-8122-4041-2.
  • Liu, Xinru, and Shaffer, Lynda Norene. 2007. Connections Across Eurasia: Transportation, Communication, and Cultural Exchange on the Silk Roads. McGraw Hill, New York. ISBN 978-0-07-284351-4.
  • Miller, Roy Andrew (1959): Accounts of Western Nations in the History of the Northern Chou Dynasty. University of California Press.
  • Hallikainen, Saana : Connections from Europe to Asia and how the trading was affected by the cultural exchange (2002)
  • Thubron, C., The Silk Road to China (Hamlyn, 1989)

وصلات خارجية