هنري دى تولوز-لوتريك

(تم التحويل من هنري ده تولوز-لوتريك)

هنري ماري ريمون ده تولوز-لوترك-مونفا Henri Marie Raymond de Toulouse-Lautrec-Monfa أو ببساطة هنري ده تولوز-لوترك (النطق الفرنسي: [ɑ̃ʁi də tuluz loˈtʁɛk]) عاش (24 نوفمبر 1864 - 9 سبتمبر 1901) كان رسام وطباع فرنسي، رسام ورسام توضيحي، كان انغماسه في الحياة المسرحية الزاهية في باريس نهاية القرن قد أنتج اوڤر من الصور المثيرة، الأنيقة والمستفزة للحياة المعاصرة وأحياناً المنحلة لتلك الأزمنة. عـُرف تولوز-لوترك بجانب سيزان وڤان گوخ, وگوگان كأحد أعظم الرسامين في الفترة ما بعد الانطباعية. وفي مزاد عام 2005 في بيت مزادات كريستي سُجل رقماً قياسياً حين بيعت "La blanchisseuse"، وهي لوحة مبكرة لغسالة شابة، بمبلغ 22.4 مليون دولار.[1]

هنري ده تولوز-لوتريك
Henri de Toulouse-Lautrec
هنري ده تولوز-لوتريك.
اسم الميلادHenri Marie Raymond de Toulouse-Lautrec-Monfa
وُلِد24 نوفمبر 1864
ألبي، تارن، فرنسا
توفي9 سبتمبر 1901
شاتو مالرومه، فرنسا
الجنسيةفرنسي
المجالمصور، طباع، رسام، رسام توضيحي
الحركةما بعد الانطباعية، أرت نوڤو

هنري دي تولوز - لوتريك رسام فرنسي كرّس معظم ايامه ومعظم لوحاته وكل روحه لحياة الكباريه، وللتركيز على ارتباط الكباريه بالناس المحترمين ارتباطَه بالحثالة، في اعمال لا تزال خالدة مثيرة للدهشة الى ايامنا هذه... وذلك على رغم نبل اصله، اذ انه يتحدر من اسرة عريقة ما كان لأسلافه فيها علاقة بالفن... بل كانوا من اعيان البلد، اما هو، فإن اعتلال صحته وتشوّه جسده قاداه باكراً الى الكباريه، فوجد حياة غير الحياة، وعثر على تعويض له على عاهاته.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته الذاتية

باريس

باكراً، أُغرم تولوز - لوتريك بحياة الكباريه في باريس، وفتنته نجومه وزبائنه، وسحرته أجواؤه العابقة بحيوية وتفاعل ما كان في وسعه أن يجد لهما أثراً حقيقياً في الحياة الطبيعية، بل إنه أدرك حقاً ان الكباريه هو الممكن الذي تجتمع فيه الأضداد، وتثار الشهوات، وتتجاور المآسي والمهازل، والصفقات وحكايات الغرام، والنبلاء والأفّاقون، والنجوم والخدم، والبورجوازيون واللصوص، والكُتّاب وأبناء العائلات المدللون في بوتقة واحدة، وكأنه كان هنا في رسط حياة افتراضية تبدو اصدق من الحياة الحقيقية نفسها. وهو عبر عن هذا كله في عشرات اللوحات، ولا سيما في مجموعة من لوحات كانت حياة كاباريه «مولان روج» تحديداً عالَمَها. وإذا كان تولوز - لوتريك خلَّد لنا كل تلك الحياة وكل تلك الرؤى في العشرات من اللوحات، فإن ثمة، من بين هذه، لوحةً قد لا تكون الأهمَّ والأجمل، لكنها - في عُرْفنا - الأقدرَ على التعبير عن ذلك كله. وهذه اللوحة عنوانها، في كل اختصار «في المولان روج» رسمت في العام 1892، أي في عام خصب رسم فيه هذا الفنان المتيم نحو دزينة من لوحات تنتمي الى ذلك العالم نفسه، من دون أن تكون تنويعاً على مشهد واحد، بل ان ثمة في ما بينها اختلافات تعكس دينامية الحياة داخل الكباريه وتنوع دراماتها ولحظاتها، وتعكس أيضاً تفاعل تولوز - لوتريك المتغير، تركيباً وشخصيات وألواناً، مع ما يشاهد ويعيش.

شبابه

عدم القدرة ومشاكل صحية

 
جول شيريه ولوترك مع ملصق
 
La Toilette، رسم زيتي مبكر

لندن

ادمان الكحول

وفاته

الفن

 
بورتريه شخصي في مولان روج

لوحة «في المولان روج» المعلقة الآن في «معهد الفن» في شيكاغو الأميركية، يزيد عرضها قليلاً عن 140 سم كما يبلغ ارتفاعها 123سم... وهي ليلية الطابع داكنة اللون يشغل فيها زبائن الكاباريه، لا نجومها، المكانَ الرئيس، على عكس ما يحدث عادة في لوحات الرسام الأخرى حول هذا الموضوع. في هذه اللوحة، حرص الرسام في شكل خاص على تركيبية المشهد، من دون أن يهتم بأن يقدمه في مواجهة المشاهد. ومن هنا يدرك هذا الأخير منذ اللحظة الأولى أنه مدعوّ هنا الى لعب دور البصاص لا دور المتفرج الواضح، فالمشهد الذي يمثِّل عدداً من الزبائن متحلِّقين وسط الكباريه تجالسهم امرأتان - من المحتمل أن تكون واحدة منهما جين آفريل، نجمة الكاباريه في ذلك الحين، والتي رسمها الفنان في لوحات كثيرة وفي ملصقات دعائية تعتبر اليوم تحفاً فنية -، يبدون - وعلى عكس ما هو متوقع من جلسة في كاباريه - غارقين في سجال حول أمر مهم، ولا يلتفتون أبداً الى مشهد راقص تؤدّيه امرأتان في خلفية الصورة، فيما أسى كبير يلوح على وجه الشخصية الوحيدة في اللوحة، والتي تبدو مهتمة بأن ثمة من يراقب هذا المشهد: المرأة الى يسار مقدمة اللوحة. والفنان، إمعاناً في إضفاء طابع التلقائية الفريد في عمله على هذه اللوحة، صوّرها من وراء طاولة رسمها مواربة وفي شكل يتوازى مع الخط الوهمي الذي يمتد من أعلى قبعة الرجل الواقف في خلفية اللوحة وصولاً الى ياقة السيدة التي تنظر الى الرسام. وهذا كله، اضافة الى الألوان البنية والبرتقالية والحشيشية الزجاجية، يضفي على هذه اللوحة طابعاً تجريبياً، انطباعياً، نَدُرَ ان دنا منه تولوز - لوتريك في أعماله التي كانت دائماً أكثر شفافية ومباشرة. وهو ما يجعل لهذه اللوحة سحرها الخاص في الوقت نفسه الذي عبَّرت فيه عن حياة الكاباريه.

حين رسم هنري دي تولوز - لوتريك (1864-1901) هذه اللوحة كان يقترب من الثلاثين من عمره، لكن الأيام والأمراض والعاهات كانت صقلته وجعلته يبدو شيخاً عجوزاً، على رغم مرحه الدائم. ومن المعروف أن هذا الفنان الذي غلبت الحيوية وزهو الحياة على لوحاته وملصقاته، عاش حياة عذاب ومرارة، لكن ذلك لم يفقده ايمانه بالحياة ولا بالفن... ولا بالإنسان، وهو ما يبدو واضحاً في لوحاته، ولا سيما في هذه اللوحة التي يغني مشهدها عن أي شرح اضافي.

الكباريه

كباريه كلمة فرنسية: Cabaret هو شكل من أشكال الترفيه يضم الكوميديا، الغناء، الرقص، وفن المسرح، يتميز كون أن مكان الأداء في الأساس هو مطعم أو ملهى ليلي يقدم فقرات من الفنون سالفة الذكر في حضور الجمهور الجالس والذي غالباً ما تناول الطعام أو الشراب الذي يقوم بتقديمه مشرف خاص على الأداء وعادة مايكون نشاط الكباريه في فترة المساء لذا يعد شكلاً من أشكال الحياة الليلية.

الكباريه الفرنسي

شعر الناس براحة في التصرف أثناء تواجدهم في الكاباريه، حيث لم يكن عليهم خلع قبعاتهم، كما كان بإمكانهم الحديث وتناول الطعام، والتدخين وقتما شاؤوا وما إلى ذلك، أي أنه لم يكن عليهم التمسك بالقواعد المتبعة في المجتمع.

افتتح أول كباريه في فرنسا بدائرة مونمارتر "Montmartre" احدى دوائر باريس وذلك في عام 1881 باسم كاباريه أرتيستيك "cabaret artistique"، بعد وقت قصير أعيد تسميته باسم القط الأسود "Le Chat Noir" ليصبح مكاناً يقوم فيه الفنانون الجدد بعرض أعمالهم.

مولان روج "Moulin Rouge" بني في عام 1889 في منطقة بيغال "Pigalle" وهي منطقة تعرف بأنها "المنطقة الحمراء" في باريس. ويشتهر بأضوائه الحمراء وبطاحونته المضيئة على سطح البناء.

 
لوحة تصور كباريه (1892-1895) للرسام الفرنسي هنري دو تولوز لوترك.

فولي برجيي "Folies Bergère" وهي قاعة رقص باريسية اجتذبت العديد من الرواد رغم أنها كانت الأكثر كلفة بين الكباريهات. كذلك ضمت استعراضات يقوم بها مغنون وراقصون وبهلوانيون ومهرجون.

لو ليدو "Le Lido" وهو كاباريه تم انشاؤه في الشانز ليزيه كان مسرحاً لأرقى العروض وضم أشهر الأسماء التي قامت بأداء عروضها به مثل: إديث بياف، مارلينه ديتريش، إلفيس بريسلي، داليدا، جوزيفين بيكر، لوريل وهاردي، شيرلي ماكلين، ألتون جون وموريس شيفالير.

كذلك توجد أشكال مشابهة من الكباريه تواجدت في العالم بأشكال متنوعة منها في الولايات المتحدة الأمريكية، هولندا، ألمانيا، كوبا وسويسرا.

في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين تواجدت في بعض مدن الشرق الأوسط كمدينة القاهرة في مصر والتي ضمت ألواناً متنوعة من الثقافات، عدد من الكباريهات التي كانت تقدم عدداً من العروض الغنائية والرقصات المختلفة والفقرات الكوميدية لفنانين مصريين وأجانب. تقلصت أعداد الكباريهات في أعقاب ماوصفه البعض "موجة تيار ديني محافظ" اجتاحت مصر منذ أواسط السبعينيات كذلك بسبب تغييرات جغرافية وسكانية في البلاد بداية الثمانينيات.[2] كما تم تصوير عروض الكباريه في عدد من الأفلام المصرية الكلاسيكية من قبيل غزل البنات وسيدة القطار.

وبالتالي لم يكن يوسف وهبي ، بالطبع، الفنان الوحيد الذي استلهم الكباريه الفرنسي - وتحديداً «المولان روج» و «الفولي بيرجير» إكسسوارياً - في اقواله ومواقفه، اذ ان هذا الاستلهام كان شغفاً فنياً يعود الى الظهور في كل حين من جديد. ولنتذكر ها هنا آخر العنقود: فيلم «مولان روج»، للاسترالي باز ليرمان، من بطولة نيكول كيدمان، قبل نحو عشرة اعوام.

نظرة المجتمع للكباريه قديماً وحديثاً

يكاد «الكاباريه» - كمكان - يكون في زمننا هذا، ومن بعض الزمن ايضاً، صِنْواً لبيوت الهوى، ونَدُرَ خلال السنوات الاخيرة أنْ قَبِلَ فنانون كبار بالغناء في الكباريه... بل حتى من غير المستحب للعائلات او لعِلْيَة القوم الذين يحترمون انفسهم، ارتياد تلك الاماكن في المدن، حتى وإن زعموا انها يمكن ان تقدم فناً حقيقياً، غنائياً او راقصاً او استعراضياً. غير ان الامر لم يكن على هذا النحو دائماً... ففي أزمان باتت اليوم بعيدة بعض الشيء، وتحديداً قبل انتشار الفنون الجماهيرية الآلية، من سينما وتلفزة ووصول الفنون عبرها، وعبر الإذاعات من قبلها، الى كل البيوت، كان نوع معيّن من الكباريهات يشكِّل الحيِّزَ الذي يقدَّم فيه جديدُ الفنون الاستعراضية والغنائية نفسه، مجتذباً زبائن محترمين، وأحياناً عائلات لا تتورع عن ان تقصد تلك الاماكن للتسرية عن نفسها. وبإمكاننا ان نرصد كيف ان الكباريهات البرلينية، خصوصاً خلال الربع الاول من القرن العشرين، كانت الاماكن التي ولدت ونهضت فيها فنون احتجاجية وجدّية لعبت ادواراً اسياسية في تطوير المجتمعات، وحسبنا للدلالة على هذا ان نذكر كيف ان برتولد بريخت، اليساري وأحد كبار كتاب المسرح في القرن العشرين، كان الكباريه مكانَ ابداعه المفضل، ولطالما شكلت اغاني الكباريه جزءاً من اعماله التي احدث معظمها ثورات سياسية واجتماعية في الوقت نفسه.

وما نقوله هنا عن الكباريهات البرلينية، يمكن قوله ايضاً، وإنْ مع شيء من التحفظ، عن الكباريهات الباريسية، التي كانت - ولا تزال حتى اليوم - تشكّل جزءاً اساسياً من سمعة باريس ومكانتها العالمية، حتى وان كان من غير الممكن اعتبارها، كلياً، أماكنَ فوق الشبهات. في باريس، كانت الكباريهات، ولا سيما خلال ما يسمى بالعصر الذهبي، اي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، اماكن للهو والمجون، ولكنها كانت اماكن للغناء وللإلهام الفني أيضاً... إذ كانت الصورة فيها أشبه بمرآة لحياة بأسرها. ولأن في الحياة كل شيء قائم وموجود... كان يمكن أي شيء، بما في ذلك أعتى التناقضات، ان يوجد في الكاباريهات الباريسية. ويقيناً ان فناننا عميد المسرح العربي الكبير يوسف وهبي حين كان يقول: «ان الحياة لكباريه كبير»، كان يفكر بتلك الكباريهات الباريسية التي كان اشهرها - ولا يزال الى يومنا هذا - «المولان روج» (الطاحونة الحمراء).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أعمال مختارة

التوقيع

أفلام

Toulouse-Lautrec has been the subject of biographical films:

انظر أيضاً

المصادر

وصلات خارجية