محمد بكري

محمد بكري
وُلِدَ	(1953-11-27)27 نوفمبر 1953 البعنة، الجليل، إسرائيل
توفي	24 ديسمبر 2025(2025-12-24) (aged 72) نهاريا، إسرائيل
المدرسة الأم	جامعة تل أبيب
المهنة	ممثل ومخرج سينمائي
سنوات النشاط	1983–2025
العمل البارز	حنا ك، جنين، جنين
الحزب	الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الزوج	ليلى
الأنجال	6 من بينهم أبناؤه آدم وزياد وصالح
الجوائز	جائزة فلسطين التقديرية (2023)
الديانة	مسلم

محمد بكري (و. 27 نوفمبر 1953 – ت. 24 ديسمبر 2025)، هو ممثل ومخرج فلسطيني. كان بكري رمزاً للحرية والمقاومة والوعد في السينما الفلسطينية. قلة من الممثلين شكّلت الذاكرة البصرية لشعب كما فعل بكري، وقلّة قليلة فعلت ذلك بمثل هذه الحرفية والالتزام. هو الحزن في "جنين، جنين" (2002)، والرعب في وضوح اللغة والحقائق، فالمجزرة ليست قضية معقدة. وكان جنين جنين محطة مفصلية هزّت المؤسسة الإسرائيلية وأثارت جدلاً واسعاً بلغ أروقة الكنيست وساحات المحاكم. راقب بكري بكاميرته المخيم، تكلّم مع الناجين، وأخذ غضبهم على محمل الجد، بينما يبتعدون، مُديرين ظهرهم لنا. كشف بكري في فيلمه الوثائقي عن إحباطه كمخرج، فحتى أقرب مسافة من الكاميرا، لا تكفي لإقناع العالم بقيمة الحياة الفلسطينية.

النشأة

وُلد بكري في بلدة البعنة بمنطقة الجليل، في 27 نوفمبر 1953. تلقى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدينة عكا المجاورة. درس بكري التمثيل والأدب العربي في جامعة تل أبيب عام 1973، وتخرج بعد ثلاث سنوات.

مسيرته السينمائية

بكري في 2010.

بدأ بكري مسيرته التمثيلية الاحترافية مع مسرح هابيما في تل أبيب، ومسرح حيفا، ومسرح القصبة في رام الله. عُرضت مسرحياته الفردية، المتشائم المتفائل (1986)، والمرساة (1991)، وموسم الهجرة إلى الشمال (1993)، وأبو مرمر (1999)، باللغتين العبرية والعربية. كما شارك في مسرحية كاباريه ڤولتير للكاتب المسرحي الإسرائيلي يوڤال روزمان.

بعد سنوات قليلة من التمثيل في السينما الفلسطينية والإسرائيلية، بدأ بكري بالتمثيل في أفلام عالمية في فرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وكندا وإيطاليا. كما أخرج بكري فيلمين وثائقيين، أحدهما بعنوان جنين، جنين.

منذ ظهوره الأول في فيلم حنا ك (Hanna K، 1983) للمخرج كوستا-گاڤراس، إلى أحدث ظهور له في فيلم "اللّي باقي منّك" لشيرين دعيبس، أصبح وجه محمد بكري إحد أبرز السمات البصرية للسينما الفلسطينية، حتى إن شخصيته حملت اسم حيفا في "فيلم حيفا" (1996)، لرشيد مشهراوي.

على أكثر من خمسين عاماً، حملت ملامحه المعبّرة والجادة الثقل العاطفي والسياسي لقصص رُويت من فلسطين وعنها. لقد شكّل وجهه أرشيفاً سينمائياً بحدّ ذاته، خريطةً للصمود والشك والحنان والتحدي، تنتقل بسلاسة عبر عقود من الأدوار والشخصيات. كان هو الأب، ليس لأنّ الأدوار فرضته، بل لأن حضوره حمل ملامح الأبوة بكل تناقضاتها. كان بكري يجسّد الأب الفلسطيني، رجلاً مثقلاً بالتاريخ، ممزقاً بين الواجب والرغبة، بين الأرض والأبناء. كان أبو عيدا في "حكاية الجواهر الثلاث" (1995) لميشيل خليفي، وأبو ليلى في فيلم "ليلى" (2008) لرشيد مشهراوي، وأبو شادي في "واجب" (2017) لآن ماري جاسر، وأبو عدنان في "الغريب" لأمير فخر الدين، وأبو سليم في "اللّي باقي منّك" (2025) لشيرين دعيبس، وأبو باسل وأمية وحمزة وطارق وخالد في "ما بعد..." (2024) لمها الحاج.

بفضوله الفطري وميله الفلسفي، كان يتعامل مع كلّ دور كسؤال، برع في تجسيد الشخصيات الفاترة، تلك التي تغلي من الداخل بدلاً من أن تنفجر. تجنّب أداءه الحركات المتكررة والخطابات الطويلة، اعتمد على الدقة والثقة بالنفس، أدرك أن أكثر الشخصيات جاذبية ليست تلك التي تُعلن عن نفسها، بل تلك التي تكشف عن نفسها ببطء. بعينين ثاقبتين لا تخطئهما العين، وحضور سينمائي كلاسيكي، استطاع أن يجسّد العزيمة الهادئة لمناضل فلسطيني بنفس القناعة التي أضفاها على دفء الأب، فأصبح بشكل حتمي، نجم السينما الفلسطينية. كان يفهم كيف تقرأ الكاميرا النوايا، وكيف يمكن لشدّة طفيفة في الفك أو غمضة عين متأخرة أن تغيّر من حدة المشهد العاطفية. عندما جسّد شخصيات المناضلين، اعتمد على الاقتصاد الجسدي، وحركات خالية من المبالغة وعمود فقري ثابت، ونظرة تحمل ثقل التاريخ. وفي الأدوار الأكثر حميميةً، كان يرخي كتفيه، يخفض صوته، ويسمح للدفء أن يتغلغل في عينيه من دون أن يستسلم للعاطفة المفرطة. كان حضوره بحد ذاته شكلاً من أشكال التعبير، كان قادراً على السيطرة على الشاشة بتغيير طفيف في وضعية الجسم أو بطريقه صمته قبل الكلام. كان الأكثر حضوراً من أي إطار حاول احتواءه. اليوم نفقد وجه السينما الفلسطينية. وجه حمل ذاكرة شعب في رقته وتحدّيه. لكنه لا يختفي، سنظل نراه في ملامح صالح وزياد وآدم، سيعود حضوره مشهداً تلو آخر، جيلاً بعد جيل، كوعد حرّية ترفض السينما التخلي عنه.

جدل

•  مقالة مفصلة: جنين، جنين

محمد بكري.

بعد عملية الدرع الواقي التي شنتها إسرائيل في أبريل 2002 لقمع الانتفاضة الثانية، أجرى بكري مقابلات مع سكان مخيم جنين وأنتج فيلماً استناداً إلى شهاداتهم بعنوان جنين، جنين. وصف بعض الناجين مذبحة راح ضحيتها مئات الأشخاص. بعد ثلاث عروض، حظرت هيئة الأفلام الإسرائيلية الفيلم، مدعيةً أنه ليس فيلماً وثائقياً لأنه يعرض جانباً واحداً فقط من القصة. ومع ذلك، عرض بكري الفيلم في دور السينما في تل أبيب والقدس، وفي دور عرض عربية مثل سينما الميدان في حيفا.

قدّم بكري التماساً إلى المحكمة العليا لمنع عرض الفيلم بدعوى تحريفه للحقيقة. وبعد معركة قضائية طويلة، رفضت المحكمة قرار الرقابة. وفي عام 2004، أيّدت المحكمة العليا الإسرائيلية أخيراً قرارها السابق بإلغاء الحظر، لكنها انضمت إلى هيئة الرقابة السينمائية في وصف الفيلم بأنه "كذبة دعائية"، استناداً إلى مصادر إسرائيلية لم تعترف إلا بنحو 52 شهيداً فلسطينياً، زعمت المصادر الإسرائيلية أن 28 منهم كانوا مقاتلين مسلحين. رداً على انتقادات المحكمة، صرّح بكري بأنه "شاهد مئات الأفلام التي تنكر وتتجاهل ما حدث للفلسطينيين، ومع ذلك لم يعترض أحد أو يحاول منع أي فيلم".

عام 2007، رفع خمسة جنود قاتلوا في مخيم جنين خلال عملية الدرع الواقي عام 2002 دعوى قضائية ضد دور السينما في تل أبيب والقدس لعرضها الفيلم في خضم الحظر، كما رفعوا دعوى قضائية ضد بكري مطالبين بتعويض قدره 2.5 مليون شيكل إسرائيلي لإنتاجه الفيلم.

حصل فيلم جنين، جنين على جائزتين: جائزة أفضل فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عام 2002، والجائزة الدولية لصناعة الأفلام الوثائقية والتقارير في منطقة البحر المتوسط.

نظّمت جماعة إم تيرتصو اليمينية الإسرائيلية حملةً ضد بكري. عارضت الجماعة عرض مسرحية بيت برناردا ألبا للكاتب فدريكو گارثيا لوركا، والتي أدّى فيها بكري دور برناردا. عُرضت المسرحية عام 2012 على مسرح تصافتا في تل أبيب، بإشراف أكاديمية الفنون الأدائية الإسرائيلية. وفي حين رفضت وزيرة الثقافة ليمور ليڤنات طلب إم تيرتصو بالتدخل، انتقدت قرار إدارة المسرح.

حياته الشخصية

كان بكري متزوجاً من ليلى ولديهما ستة أنجال. أبناؤه آدم وزياد وصالح ممثلون أيضاً.

توفي بكري بأزمة قلبية في مستشفى نهاريا، في 24 ديسمبر 2025، عن عمر يناهز 72 عاماً.

أفلامه

كممثل

السنة	الاسم	الدور	المخرج	البلد	ملاحظات
1983	حنا ك	سليم بكري	كوستا-گاڤراس	إسرائيل فرنسا
1984	خلف الأسوار	عيسان	أوري باراباش، عيران پريس	إسرائيل
1986	إستر	مردخاي	عامس گيتاي	إسرائيل، المملكة المتحدة
1987	الموت قبل العار	گڤريل	تري ليونارد	الولايات المتحدة
1988	رامي وجولي	ابن عم رامي	إريك كلوسن	الدنمارك
1989	ها ميلكات		رشيد مشهراوي	إسرائيل	فيلم قصير
1989	الليالي الأجنبية	مرود	إيزيدور مسلم	كندا
1991	نهائي الكأس	زياد	عيران ريكليس	إسرائيل
1993	المومياء تعيش	ألكستاوس	جيري أوهارا	الولايات المتحدة
1994	خلف الأسوار 2	عيسان	أوري باراباش	إسرائيل
1994	حكاية الجواهر الثلاث	والد عايدة	ميشيل خليفي	فلسطين، بلجيكا
1994	درب التبانات	محمود	علي ناصر	إسرائيل
1995	تحت أقدام النساء	أمين	رشيد كريم	فرنسا
1996	حيفا	حيفا	رشيد مشهراوي	فلسطين، هولندا
1997	ساحة دسپرادو	أڤرام ماندابون	بني توراتي	إسرائيل
2001	الجسد	أبو يوسف	جوناس مكورد	الولايات المتحدة
2001	موسم الزيتون	أبو رائدة	حنا إلياس	فلسطين
2004	خاص	محمد بكري	ساڤريو كونتانزو	إيطاليا
2005	قوة ياسمين	أبو عودة	نجوى النجار	فلسطين	فيلم قصير
2007	مزرعة سكاي لارك	نظيم	پولو وڤيتوريو تاڤياني	إيطاليا
2010	زواج وكوارث أخرى	باور	نينا دي ماجو	إيطاليا
2011	صياد الملح		زياد بكري	فلسطين	فيلم قصير
2013	ابقَ إنساناً - فيلم القراءة	الراوي	فولڤيو رنتسي	إيطاليا	الفصل 11
2014	الطاغية	الشيخ رشيد	گدعون راف	الولايات المتحدة	مسلسل تلفزيوني
2016	الملوك والأنبياء	صموئيل	آدم كوپر، بيل كولاج	الولايات المتحدة	مسلسل تلفزيوني
2016	في ليلة	طارق	جيمس مارش	الولايات المتحدة	مسلسل
2017	المكتب	شاهاناه	إريك روشان	فرنسا	5 حلقات، مسلسل تلفزيوني
2017	الواجب	أبو شادي	آنماري جاكير	فلسطين
2017	القاتل الأمريكي	أشاني	مايكل كوستا	الولايات المتحدة
2020	الوطن	أبو قادر		الولايات المتحدة	8 حلقات، مسلسل تلفزيوني
2021	الغريب
2025	اللي باقي منك	أبو سليم (شريف)	شيرين دعبس	ألمانيا، قبرص

كمخرج

السنة	الاسم	البلد	ملاحظات
1999	1948	فلسطين، إسرائيل	فيلم وثائقي
2002	جنين، جنين	فلسطين	فيلم وثائقي
2004	منذ رحليك	إسرائيل	فيلم وثائقي
2009	زهرة	فلسطين	فيلم وثائقي

جوائز وتكريمات

• جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم خاص في مهرجان بوينس آيرس الدولي للسينما المستقلة 2005.
• جائزة أفضل ممثل عن فيلم خاص للمخرج ساڤريو كوستانزو، مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي 2004.
• جائزة فلسطين التقديرية للسينما، رام الله، 1999.
• جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم حيفا لرشيد مشهراوي، مهرجان البندقية، 1997.
• جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم خلف الأسوار 2 ليوري براباش، مهرجان البندقية، 1994.
• جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم خلف الأسوار ليوري باراباش، إسرائيل، 1984.
• جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم موسم الهجرة إلى الشمال، من إخراج أورئيل زهار، مقتبس عن رواية الطيب صالح، في مهرجان عكا للمسرح الإسرائيلي البديل، إسرائيل، 1993.

وصلات خارجية

• محمد بكري at the Internet Movie Database