لوكا دلا روبيا

لوكا دلا روبيا Luca della Robbia (عاش 1399/14001482) نحات ايطالي من مدينة فلورنسا، اشتهر بحلياته المدورة من الطين النضيج.

Cantoria (شرفة غناء) من صنع لوكا دلا روبيا، 1431-38، وكان أول عقد يحصل عليه (متحف اوپرا القبة، فلورنسا).
تفصيلة من شرفة الغناء Cantoria للوكا دلا روبيا.

طوّر لوكا دلا روبيا تزجيج الخزف الذي جعل أعماله أكثر متانة للعرض في الهواء الطلق وبذلك كانت أكثر مناسبة للاستخدام في واجهات المباني. اشتهرت أعماله بالجاذبية لا الدراما التي ميزت أعمال بعض معاصريه. له عملان شهيران: The Nativity، حوالي 1460 ومريم والطفل، حوالي 1475. وكان أول أسرة من فناني الخزف الكبار: أندريا دلا روبيا (ابن عمه) وجوڤاني دلا روبيا (حفيد عمه، وابن أندريا).

لقي دلا روبيا إطراءً من مواطنه ليون باتيستا ألبرتي لعبقريته المماثلة للمثـّالين دوناتلو ولورندسو گيبرتي، والمعماري فلپو برونلسكي، والرسام مازاتشيو. وبصفـِّه مع الفناني المعاصرين من تلك المرتبة الراقية، فإن ألبرتي يذكـِّرنا بدور وقوة الأعمال الرخامية والبرونزية، وكذلك تلك المصنوعة من الطين النضيج المقترنة بإسمه.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد لوقا ديلا روبيا Luca Di Simone Di Marco Della Robbia في عام 1399-1400م في بيت أسلافه في فلورنسا. تعلم صياغة الذهب عند ليوناردو جوفاني المعلم ذي المكانة المرموقة، وعلى يديه تعلم لوقا الرسم والتشكيل بالشمع. فتطورت إبداعاته وبدأت تجاربه بالنحت بالرخام وتنفيذ الأعمال بالبرونز وتوصل إلى نتائج مذهلة.

لم يتجاوز لوقا الخامسة عشرة عندما دعي إلى ريميني Rimini مع مجموعة من النحاتين الشباب لتنفيذ ضريح ولوحات بارزة لزوجة الأمير مالاتستا Malatesta، وذلك في كنيسة القديس فرنسيس. فأثبت جدارة فائقة في تنفيذ الأعمال النحتية البارزة، وسرعان ما طُلب إليه تنفيذ خمس لوحات نافرة من المرمر لبرج الأجراس في الكاتدرائية الفلورنسية. موضوعات هذه اللوحات مستوحاة من رسوم جيوتو Giotto، وقد ثبتها على الواجهة المقابلة للكنيسة إلى جانب منحوتات نافرة تمثل العلوم والفنون منفذة بأزميل أندريا پيزانو Andrea Pisano. اللوحة الأولى تمثل دوناتلو Donatello وهو يتعلم قواعد اللغة، وتمثل الثانية الفيلسوفين أفلاطون وأرسطو، واللوحة الثالثة تمثل الموسيقى، والرابعة علم الفلك، والخامسة الهندسة. وقد فاقت هذه الأعمال بفضل رقتها وتكويناتها المتينةأعمال جيوتو التي سبقتها.

 
تجويف آخر في شرفة الغناء.

وهب لوكا دلا ربيا من العمر اثنتين وثمانين سنة، استخدمها على خير وجه، فرفع العمل في الطين المحروق إلى مستوى يكاد يضعه في مصاف الفنون الكبرى، وذاعت شهرته أكثر مما ذاعت شهرة دوناتلو نفسه، وما من متحف في أوروبا لا تعرض فيه الآن تماثيل من صنعه للعذراء، ونماذج من اعماله في الصلصال الملون الأزرق والأبيض. وقد بدأ لوكا عمله صائغا، كما بدأه كثيرون من فناني النهضة، فلما تعلم في ميدان التصوير الصغير جميع دقائق التصميم، انتقل إلى نقش التماثيل ونحت ميدان التصوير الصغير جميع دقائق التصميم، ولعل خَزنَة الكنيسة لم يخبروا لوكا أن هذه التحف تفوق أعمال جوتو نفسها، ولكنهم سرعان ما عهدوا إليه أن يزين شرفة الأرغن بنقش أعمال جوتو نفسها، ولكنهم سرعان ما عهدوا إليه أن يزين شرفة الأرغن بنقش يصور الغلمان والفتيات المرنمين والمرنمات في أثناء نشوة الترنيم. ونحت دوناتلو بعد عامين من ذلك الوقت نقشا يماثله، ولا يزال يواجه احداهما الآخر في معرض تحف الكنيسة ويبرز كلاهما في قوة عظيمة حيوية الطفولة، وقد أعاد عصر النهضة في هذين النقشين استخدام الأطفال في الفن.

ثم عهد إليه سدنة الكنيسة في عام 1446 أن يعد نقوشا لأبواب من البرنز خاصة بمكان المقدسات في إحدى الكنائس الكبرى. ولم تبلغ هذه النقوش ما بلغته نقوش گيبرتي، ولكنها كانت هي التي أنقذت حياة لورندسو ده مديتشي أثناء مؤامرة پاتسيا Pazzia، ونادت فلورنس كلها وقتئذ بأن لوكا من الفنانين العظام. وكان حتى ذلك الوقت قد اتبع الأساليب التقليدية التي يجري عليها فن المثال، إلا أنه كان في هذه الأثناء يقوم ببعض التجارب على الصلصال، ويبحث عن طريقة يستطيع بها أن يجعل هذه المادة المطواعة جميلة في نسيجها جمال الرخام نفسه. فكان يشكل الصلصال بالصورة التي يرسمها في ذهنه، ثم يغطيه بطبقة زجاجية براقة يستخدم فيها مواد كيميائية مختلفة، ثم يحرقه في أتون بني لهذا الغرض خاصة. وأعجب سدنة الكنيسة بنتيجة هذه التجارب وعهدوا إليه أن يصنع صوراً من الصلصال المحروق تمثل البعث والصعود فوق ابواب أماكن المقدسات في الكنائس الكبرى (1443-1446). وكانت هذه الألواح ذات لون أبيض منفرد، ولكنها كان لها تأثير عظيم بفضل مادتها الجديدة ورقة صقلها وجمال تصميمها. وطلب كوزيمو وابنه پييرو أن تصنع نقوش شبيهة بها من الصلصال المحروق يزدان بها قصر آل مديتشي ومعبد پييرو في سان ميناتو San Minato. وقد اضاف لوكا في هذه النقوش اللون الأزرق إلى اللون الأبيض الغالب عليها. وتوالت عليه وقتئذ الطلبات بكثرة أغرته على الإسراع في عمله والتساهل فيه، فزين مدخل كنيسة الانيسانتي Ognissanti، بصورة من الصلصال المحروق تمثل تتويج العذراء، كما زين مدخل كنيسة باديا Badia بصورة رقيقة من النوع نفسه تمثل العذراء والطفل يحف بهما ملائكة تغرينا بأن نؤمن بخلود السماوات. ثم شرع يعمل صورة كبرى من الصلصال المحروق تمثل الزيارة لتوضع في كنيسة سان جوڤاني في پستويا Pistoia، وقد خرج في هذا النقش على التقليد المألوف الذي يمثل ملامح اليصابات العجوز، وسذاجة الفتاة مريم وطهرها وحياتها، وقصارى القول إن لوكا أنشأ بعمله مملكة جديدة للفن، وأوجد أسرة من آل دلا روبيا ظلت مزدهرة حتى آخر ذلك القرن.


أعماله

ارتقى لوقا بفضل موهبته الفائقة إلى مصاف العظماء ولاسيما عندما كلفه المشرفون على كاتدرائية فلورنسا عام 1431 تنفيذ الشرفة التي يقف عليها المغنون. وقد نفذها ببراعة خارقة حتى أن الناظر يشاهد التفاصيل الدقيقة بوضوح من مسافة بعيدة. وبعد الانتهاء من تنفيذ هذا العمل الذي أَعجَب الكثيرين، عهد إليه بتنفيذ الباب البرونزي للكنيسة المذكورة، فقسمه إلى عشر مساحات، خمس لكل جناح محاطة بإطار تزييني مشكل من عناصر إنسانية مختلفة الأعمار منفذة بدقة متكاملة، وفي التقسيمات الداخلية السيدة مريم مع طفلها وقد بدت مفعمة بالحيوية، وفي المساحة الثانية صور المسيح عليه السلام، وفي المساحات الأربع التي تليها إلى الأسفل جلس القديسون ومن تحتهم دكاترة الكنيسة الأربعة منفذين بوضعيات مختلفة. وقد أنجز هذا الباب بدقة أظهر فيها كفاءته الفائقة نتيجة لخبراته السابقة في صياغة الذهب والمعادن الثمينة.

قرر لوقا العودة إلى مادة الطين فأجرى تجارب واسعة أدت إلى تطويرها، وتوصل إلى نتائج عظيمة من خلال تغطية الأعمال الطينية بخلائط معدنية بعد شيها بدرجات حرارية مؤاتية، فتحولت إلى مادة صلبة ودائمة وحصل بفضل ذلك على شهرة عالمية لقرون عدة.

ازدادت شهرة لوقا فتجاوزت الحدود الإيطالية لتصل إلى جميع أنحاء أوربة، وصارت أعماله النحتية مرغوبة إلى درجة أنه لم يعد يستطيع تغطية الطلبات الكثيرة دون مساعدة، فدعا أخويه اوكتاڤيانو وأوگوستينو Octaviano, Augustino اللذين كانا ينحتان الحجر، وكلفهما بتنفيذ الأعمال الخزفية لتغطية زحمة الطلبات على هذه المادة.

وفاته

بعد وفاة لوقا تابع أخواه اوكتاڤيانو وأوگوستينو طريق الفن. فقد بنى أوگوستينو واجهة كنيسة القديس برناردين Bernardyn ونفذ عليها ثلاثة موضوعات بالنحت البارز إضافة إلى أربعة أشكال إنسانية مجسمة بمستوى راق جداً.

المصادر

وصلات خارجية

  • THAIS
  • Illustrated biography (based on Giorgio Vasari's Lives)
  •   [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Lucia di Simone Robbia "|Lucia di Simone Robbia]"]. Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913. {{cite encyclopedia}}: Check |url= value (help)