كارل گوتسكوڤ

كارل فرديناند گوتسكوڤ Karl Ferdinand Gutzkow (ولد في برلين في 17 مارس 1811 - ومات في حي زاكسن‌هاوزن في مدينة فرانكفورت على نهر الماين في 16 ديسمبر 1878) هو أديب وكاتب مسرحي وصحفي ألماني. يعد رائد الرواية الاجتماعية الحديثة في ألمانيا وعُرف بمسرحه الهجائي الساخر.

كارل جوتسكوف
كارل گوتسكوف

ولد في برلين، وتوفي في مدينة فرانكفورت. بعد أن أنهى تعليمه المدرسي بدأ دراسة اللاهوت في برلين، ثم الفلسفة. كان خير ممثل متعدد المواهب قوي التأثير في جماعة «ألمانيا الفتاة» Junges Deutschland، وهي مجموعة من الكتّاب الليبراليين. كان متقد الذكاء ذا توجه ديمقراطي، أصدر مجلات عدة، وعمل فيها حتى بنى لنفسه شهرة في هذا الميدان، ومنها مجلة أدبية أسسها عام 1831. كان من أكفأ كتّاب الرواية والمسرح، وأكثرهم تقدمية في عصره، وحدد موقفه من المسائل السياسية اليومية في مقالاته من موقع برجوازي مثقف.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

نشأ جوتسكوف في برلين في عائلة فقيرة، وكان والده كارل أوجوست الذي تلقى شيئا من التعليم, يعمل سائس خيل في إسطبلات الأمير فريدريش فيلهلم كارل.

التحق كارل بمدرسة فريدريش فيردرشه الثانوية بين عامي 1821 و 1829. وفي صيف 1829 التحق بجامعة برلين وبدأ دراسة الفيلولوجيا واللاهوت والحقوق. وقد حضر بعض محاضرات الفلسفة التي كان يلقيها هيجل وشلايرماخر . وقد حصل على جائزة على أحد أبحاثه من الجامعة، وقد كان هيجل هو الذي سلمه الجائزة شخصيا.

انتقل جوتسكوف بعد ذلك إلى جامعة هايدلبرگ ثم إلى ميونخ، وقد أيقظت ثورة يوليو الفرنسية اهتماماته نحو القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ألمانيا في ذلك الوقت.

بدأ جوتسكوف في عام 1831 وهو ما زال طالبا إصدار مجلة Forum der Journal-Literatur. وفي نهاية العام ترك برلين ورحل إلى شتوتجارت والتقى هناك بالناقد الأدبي فولفجانج مينتسل. وفي عام 1832 منحته جامعة ينا درجة الدكتوراه غيابيا, حيث أنه لم يكن موجوداً.

وحتى عام 1834 عمل محررا في "الصحيفة الأدبية" Literatur-Blatt وهي ملحق أدبي لجريدة Morgenblatt für gebildete Stände الشهيرة التي كان يصدرها الناشر الألماني كوتا Cotta. كما كتب جوتسكوف العديد من المقالات في عدة صحف ومجلات أدبية.

وفي عام 1832 نشر جوتسكوف كتاب "رسائل من مجنون إلى مجنونة" بدون ذكر اسمه على الكتاب, وقد منع هذا الكتاب من النشر في بروسيا في أكتوبر من نفس العام. وفي نهاية عام 1832 نشر رواية خيالية ساخرة بعنوان "ماها جورو : قصة إله"، وهو يسخر فيها من الپابوية، لكنه يمجد فيها أيضا المعاني الإلهية داخل النفس البشرية.

في نفس العام تعرف جوتسكوف على هاينريش لاوبه Heinrich Laube, وقام معه برحلة إلى النمسا وجنوب إيطاليا. وكذلك كانت تربطه في ذلك الوقت صداقة بالكاتب المسرحي الشاب گيورگ بوشنر، وكانت الرسائل لا تنقطع بينهما.

في صيف 1835 نشر جوتسكوف روايته "فالي المرأة المتشككة" ، التي ما لبثت أن منتعها السلطات في بروسيا. ما سبب في إثارة حركة احتجاج الكتاب الشباب الذين كانوا يكونون في تلك الفترة ما عرف بحركة ألمانيا الفتاة الأدبية, بعدما وصف فولفجانج مينتسل (صديق جوتسكوف السابق) الكتاب بأنه يتضمن مفاهيم لا أخلاقية.

وفي نهاية العام صدر قرار من سلطات بروسيا بمنع كتابات جوتسكوف ولاوْبه وفينبارج. وما لبث المنع أن امتد إلى كتابات هاينريش هاينه وكتاب آخرين.

وفي بداية عام 1836 ألقى القبض على جوتسكوف ووجهت إليه تهمة ازدراء الأديان وقضى في السجن شهرا واحدا. وفي صيف العام نفسه تزوج بأماليا كلونه Amalie Klönne، وقد أنجب منها ثلاثة أولاد. وفي اواخر عام 1838 تعرف جوتسكوف على بيتينا فون أرنيم أثناء إقامته في برلين، حيث كان يحضر العديد من الصالونات الأدبية.

وفي عام 1838 أصدر جوتسكوف صحيفة "تلغراف ألمانيا" Telegraph für Deutschland, والتي كان العديد من الأدباء والكتاب يشاركون في الكتابة فيها منهم فريدريش إنجلز وفريدريش هيبل وجيورج هيرفيج. وفي عام 1839 عرضت مسرحيته الأولي "ريشارد الهمجي" للمرة الأولى في فرانكفورت.

في عام 1842 سافر جوتسكوف للمرة الأولى إلى باريس حيث تعرف هناك على جورج صاند الكاتبة الشهيرة. وفي منتصف العام 1843 رفعت الرقابة عن كتاباته, فعاد إلى نشر كتاباته تحت اسمه الحقيقي. وفي عام 1845 أصدر كتابه "انطباعات من فيينا" دون فيه رحلته إلى فيينا. وقد أغضب الكتاب السلطات النمساوية فأصدرت قرارا بمنع نشر كتاباته في النمسا. وفي عام 1846 انتقل جوتسكوف إلى درسدن حيث عمل مستشارا فنيا في المسرح هناك.

وحين قامت ثورة مارس 1848 كان جوتسكوف في برلين, فكتب منشورا بعنوان "خطاب إلى الشعب" لمساندة الثوار. وفي أبريل ماتت زوجته أماليا, فتزوج في العام نفسه من بيرتا مايْدنجر, وأنجب منها ثلاث بنات. وفي يوليو 1950 نشر أجزاء من روايته الكبيرة "فرسان الروح" Ritter vom Geiste في أعداد متوالية من صحيفة Leipziger Deutschen Allgemeinen Zeitung حتى نهاية العام, حيث نشرها كاملة في كتاب.

في عام 1852 بدأت سلسلة من المقالات النقدية بينه وبين گوستاف فرايتاگ، بعدما بدأ فرايتاج في مهاجمة روايته "فرسان الروح", فرد عليه جوتسكوف بمهاجمة روايته "ما لك وما عليك" .

وفي عام 1855 أصدر جوتسكوف المجلة الأسبوعية Unterhaltungen am häuslichen Herd, التي ظل يشرف عليها حتى عام 1862. وفي عام 1858 بدأ جوتسكوف في نشر روايته الكبيرة "ساحر من روما" ، التي تتكون من تسعة أجزاء. وقد نشر الجزء الأخير منها في عام 1861. وفي نفس العام انتقل إلى فايمار حيث عين سكرتيرا عاما لمؤسسة شيللر Schillerstiftung. وفي عام 1865 تعرض جوتسكوف لأزمة صحية فنقل إلى مصحة للعلاج بالقرب من مدينة بايرويت ، وخرج منها في أواخر هذا العام.

في عام 1867 صدرت روايته "هوهنشفانجاوْ" ، وفي عام 1869 عرضت مسرحيته "سلام فيستفالن" للمرة الأولى. وفي أواخر العام انتقل إلى برلين. وبدأ يعاني من مشاكل نفسية حادة ابتداءا من عام 1873, فقد تعرض لنوبات متزايدة من مرض جنون الارتياب. وفي عام 1877 انتقل إلى ضاحية زاكسنهاوْزن في فرانكفورت.

وفي ديسمبر 1878 لقى جوتسكوف حتفه بعد اندلاع حريق في حجرته, وشيعت جنازنه في يوم 19ديسمبر, ودفن في مقبرة فرانكفورت الرئيسية.


أعماله

أودت رواية گوتسكوڤ التي تدعو إلى «تحرير اللحم» (وهي عبارة كانت منتشرة آنذاك في أوساط فئة المثقفين الشباب) التي صدرت تحت عنوان «ڤالي المتشككة» Wally die Zweiflerin عام (1833) به إلى السجن أربعة أشهر، لما ظهر فيها من تشكيك ومطالبة بالحرية الدينية. ولم يؤد قرار البرلمان الألماني الذي صدر في العام نفسه بمنع «الألمان الشباب» من الكتابة وإصدار الكتب إلا إلى زيادة شهرة هذا الكاتب، على الرغم من الرقابة التي فرضت على أعماله.

كانت أولى روايات گوتسكوڤ «رسائل مجنون إلى مجنونة» Briefe eines Narren an eine Narrin عام (1832). سافر عام 1833 إلى إيطاليا والنمسا، ثم انتقل إلى مدينة لايپزيگ حيث كتب لصحفٍ عدة، ثم انتقل عام 1837 إلى هامبورگ حيث كتب روايات عدة، منها: «سرافين» Seraphine عام (1838) و«بلاسيدو وأبناؤه» Blasedow und Seine Söhne عام (1839) وهي هجاء طريف للنظريات التربوية التي كانت سائدة آنذاك. كتب أيضاً رواية «فرسان الروح» Die Ritter vom Geiste في تسعة مجلدات، تخلى فيها عن التقليد الروائي الذي يقوم على تعاقب الأحداث وابتدع طريقة «توازي الأحداث». كتب روايته الكبيرة الثانية «ساحر روما» Der Zauberer von Rom ت(1850-1851) في تسعة مجلدات، كما صدرت له رواية «العدميون» Die Nihilisten عام (1853).

كتب گوتسكوڤ نحو ثلاثين عملاً مسرحياً بين مأساة وملهاة ومسرحيات تاريخية. وكانت أولى مسرحياته «ريتشارد سافاج أو ابن أم» Richard Savage, Sohn einer Mutter عام (1839) عرض فيها العجرفة الألمانية في عصره وقدمت في ستة أشهر على خشبات 18 مسرحاً في ألمانيا. أما مسرحيته «الضفيرة والسيف» Zopf und Schwert عام (1844) فكانت أكثر مسرحية كوميدية عُرضت على المسرح في ذلك الوقت. ونالت مسرحيته «أوريل أكوستا» Uriel Acosta عام (1846) اهتماماً كبيراً لبنيتها المتماسكة والربط الموفق بين التوجه السياسي والشكل الفني، فهي تعيد إلى الأذهان مسرحية لسنگ «ناتان الحكيم» Nathan der Weise، عرض فيها گوتسكوف ما كان يدور من نقاشات دينية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، واستنتج أن كل دين يخدم مصالح الدوائر الحاكمة ويلاحق التفكير الحر بتعصب أعمى يصبح مجالاً للشبهة. أما أفضل مسرحياته فهي «أصل طرطوف» Urbild des Tartüffe عام (1844) وهي معالجة حرة للأحداث الفضائحية في باريس اقتبسها من موليير.

وفاته

وفي ديسمبر 1878 لقى جوتسكوف حتفه بعد اندلاع حريق في حجرته، وشيعت جنازنه في يوم 19 ديسمبر، ودفن في مقبرة فرانكفورت الرئيسية.

من أعماله

  • رسائل من مجنون إلى مجنونة 1832
  • ماها جورو 1832
  • مجموعة أقاصيص في جزأين 1834
  • شخصيات عامة 1835
  • فالي المرأة المتشككة 1835
  • نيرون 1935
  • ريشارد الهمجي 1839
  • رسائل من باريس 1842
  • ضفيرة وسيف 1844 (مسرحية)
  • أوتفريد 1848
  • فرسان الروح 1950 (رواية في تسعة أجزاء)
  • ساحر من روما 1858/1861
  • هوهنشفانگاو
  • سلام فيستفالن 1869
  • أبناء بيستالوتسي 1870

الهامش