تورگوت أوزال

(تم التحويل من طرغد اوزال)

خليل طرگد اوزال Halil Turgut Özal (عاش 13 أكتوبر 1927 - 17 أبريل 1993)، سياسي تركي ليبرالي. هو الرئيس الثامن لتركيا حيث تولى رئاستها من 9 نوفمبر 1989 حتى تاريخ وفاته في 17 أبريل 1993، وكان قبلها قد تولى رئاسة الوزراء بالفترة من 13 ديسمبر 1983 إلى 31 أكتوبر 1989 كزعيم حزب الوطن الأم. وكان نائب رئيس وزراء تركيا في الحكومة العسكرية بقيادة بولند أولوسو بين 1980 و 1982.

خليل طرگد اوزال
Halil Turgut Özal
Turgut Özal (cropped).jpg
رئيس جمهورية تركيا الثامن
في المنصب
9 نوفمبر 1989 – 17 أبريل 1993
سبقه كنعان إڤرن
خلفه سليمان دميرل
رئيس وزراء تركيا
في المنصب
13 ديسمبر 1983 – 31 أكتوبر 1989
الرئيس كنعان إڤرن
سبقه بولند اولوسو
خلفه يلديريم آق‌بلوط
زعيم حزب الوطن
في المنصب
20 مايو 1983 – 31 أكتوبر 1989
سبقه حزب مستحدث
خلفه يلديريم آق‌بلوط
نائب رئيس وزراء تركيا
بجانب زيات باي‌قرة
في المنصب
20 سبتمبر 1980 – 14 يوليو 1982
رئيس الوزراء بولند أولوسو
سبقه تورخان فيضي‌أوغلو
خلفه كايا إردم
عضو في المجلس الوطني الأكبر
في المنصب
6 نوفمبر 1983 – 9 نوفمبر 1989
الدائرة الانتخابية اسطنبول (1983، 1987)
تفاصيل شخصية
وُلِد 13 أكتوبر 1927
ملاطيا، تركيا
توفي 17 أبريل 1993
أنقرة، تركيا
الحزب الوطن
الزوج أيهان إينال (ز. 1952، طلاق 1952)
سمراء اوزال (ز. 1954)
الأنجال أحمد
زينب
عفة
الجامعة الأم جامعة إسطنبول التكنولوجية
الدين الإسلام السني
التوقيع

بعد العمل لفترة قصيرة في البنك الدولي في الولايات المتحدة وكمحاضر جامعي، أصبح أوزال أميناً عاماً ولاحقاً زعيم النقابة العامة لعمال المناجم في تركيا في 1979، فكان المفاوض الرئيسي أثناء الاعتصام واسع النطاق في 1977. وترشح، دون نجاح لمقعد في البرلمان في الانتخابات العامة في 1977 مرشحاً من حزب الخلاص الوطني (MSP) عن إزمير. وفي 1979، أصبح وكيل وزارة بحكومة الأقلية لرئيس الوزراء سليمان دميرل حتى الانقلاب العسكري في 1980. كوكيل وزارة، لعب دوراً رئيسياً في تطوير إصلاحات اقتصادية، عـُرِفت بإسم 'قرارات 24 يناير'، التي مهدت الطريق لمزيد من النيوليبرالية في الاقتصاد التركي. وبعد الانقلاب، عـُيـِّن نائب رئيس وزراء تركيا المسئول عن الاقتصاد في حكومة بولند أولوسو وواصل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية. ثم استقال في 1982 إثر خلافات على السياسة الاقتصادية.[1][2]

شكـَّل أوزال حزب الوطن الأم (ANAP) في 1983 بعد رفع الحظر عن الأحزاب من قِبل الحكومة العسكرية. فاز حزب الوطن الأم بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة 1983 وبالتالي أصبح أوزال رئيس وزراء تركيا. وبينما كان ينفذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية المتعلقة بسعر الصرف وتحرير الاقتصاد، أدى ارتفاع التضخم وتصاعد النزاع مع الانفصاليين الأكراد إلى انكماش هامش فوز حزب الوطن الأم في الانتخابات المحلية في 1984. وبالرغم من أن الاستفتاء في 1987 سمح للسياسيين المحظورين أثناء انقلاب 1980 بمعاودة أنشطتهم السياسية، فإن حزب الوطن الأم أعيد انتخابه بأغلبية برلمانية في الانتخابات العامة في 1987، ولو كانت بنسبة أقل من الإقبال على التصويت. ونجا أوزال من محاولة اغتيال أثناء مؤتمر حزبي في 1988. السياسة الخارجية لأوزال ركزت على تفادي الحرب مع اليونان إثر حادثة شيمشك والسماح مؤقتاً للأتراك البلغار بالهجرة إلى تركيا.

اِنتُخِب أوزال رئيساً للجمهورية التركية في الانتخابات الرئاسية 1989، بينما حل يلديريم آق‌بلوط محله كرئيس للوزراء. وبالرغم من توليه منصب شرفي بإقل صلاحيات سياسية، ظل أوزال منشغلاً بأنشطة الحكومة، مثل التدخل في اضراب عمال المناجم في 1990 في زنگل‌داك. وبينما اتخذ آق‌بلوط مقاربة وادعة كرئيس وزراء، فإن الخلاف على مسئوليات الرئيس مقابل مسئوليات رئيس الوزراء تصدرت الرأي العام حتى أصبح سليمان دميرل رئيساً للوزراء بعد الانتخابات العامة في 1991. مشروع تنمية جنوب شرق الأناضول بدأ في إنشاء سد أتاتورك في الرها، بينما شارك أوزال في أول قمة على الإطلاق للجمهوريات التوركية في 1992 انعقدت في أنقرة. وقد حافظ على علاقات وثيقة مع الرئيس الأمريكي جورج هـ. و. بوش أثناء حرب الخليج ونهاية الحرب الباردة. توفي أوزال، بشكل غير متوقع بينما كان في منصبه في 1993، وبعد فحص رفاته في 2012 كشف عن دليل على التسمم إلا أن سبب الوفاة كان غير واضح.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد أوزال في 13 أكتوبر 1927، في ملاطية، وهي مدينة مختلطة بين العديد من القوميات، وهو وان لم يكن كرديا، إلا أن جدته لأمه كانت كردية، وان (اوزال) نفسه كان قد صرح بذلك ابان حكمه، و اضاف الى ذلك بقوله ان جدته الكردية تلك كانت تغني له في صغره بعض الاغاني الكردية. تخرج مهندساً من جامعة إسطنبول عام 1950، وعمل في محطة للطاقة الكهربائية. وتولى منصب نائب رئيس هيئة التخطيط التركية، في الفترة من 1967 إلى 1971، وخلال السبعينيات، عمل أوزال في البنك الدولي. وفي عام 1979، أصبح مستشاراً لحكومة سليمان دميريل.


عمله السياسي

في عام 1977، رشح في الانتخابات العامة عن مدينة أزمير، عن حزب السلامة الوطني، وفشل. وفي الانقلاب العسكري، الذي قاده كنعان أفرين عام 1980، أصبح نائباً لرئيس الوزراء. وفي عام 1982، أُرغم على الاستقالة، بسبب فضيحة مع أحد المصارف. وأسس حزب الوطن الأم، في 20 مايو 1983.

رئاسة الوزراء

 
الرئيس طرغد أوزال

وعندما فاز حزبه في الانتخابات، تولى (اوزال) رئاسة الوزارة في تركيا في عام 1983، ترأس الوزارة التركية، من 13 ديسمبر 1983، حتى 31 أكتوبر 1989. وما ان استلم الحكم حتى توجه بكل قوته نحو إنعاش الاقتصاد التركي وخطا بذلك خطوات كبيرة نحو الاحسن ’وقفزت صادرات تركيا قفزات نوعية الى الامام، وبدأ بتصنيع الدولة التركية ووجه الاقتصاد نحو الخصخصة ونجح في ذلك ايما نجاح، ونقل تركيا من دولة غير صناعية فقيرة الى قوة اقتصادية مهمة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط، ثم اردف خطوته تلك بالتوجه نحو المشكلة الرئيسية في تركيا وهي المشكلة الكردية، وتيقن بان تركيا سوف لن تستقر سياسيا ولن تتطور اقتصاديا من دون حل المشكلة الكردية وكان يصرح بذلك في مجالسه الخاصة، وكان حديثه هذا يقض مضاجع العسكرتاريا التركية المعروفة بتصلبها ازاء القضية الكردية ومحاربتها لتلك الحركة منذ تأسيس الجمهورية التركية في عشرينيات القرن الماضي، ووصل حقد الجنرالات الترك على الكرد في زمن اوزال ان احدهم صرح تصريحا غريبا وطريفا يشبه الفكاهة في نفس الوقت، حينما قال : لو ان الكرد اسسوا لهم قرية في الارجنتين لذهبنا هناك لمحاربتهم!

توسطه بين العراق وإيران 1988

زيارة رئيس الوزراء التركي تورگوت اوزال الى بغداد واجتماعه مع المسؤولين العراقيين وفي مقدمهم صداام حسين ترتدي طابعا مهما في ظل معلومات عن وساطة تركية لحل النزاع العراقي–الايراني۔ وتأتي الزيارة قبل محادثات منفردة وغير متزامنة يزمع الامين العام للامم المتحدة بيريز دوكويار اجراءها مع مبعوثين عن البلدين وتبدأ الاربعاء المقبل۔ وفي هذا الوقت التزم العراق الهدنة المؤقتة في حرب المدن لكنه قام بعملية عسكرية ضد مواقع الاكراد المتمردين في محافظة السليمانية۔ وفي المقابل أغارت الطائرات الايرانية على قاعدة عراقية وتجمعات للقوات العراقية في شرق العراق۔ اوزال بدأ رئيس الوزراء التركي تورغوت اوزال محادثات مع المسؤولين العراقيين۔ وقال راديو بغداد ان اوزال والرئيس العراقي صدام حسين اتفقا على ضرورة التوصل الى تسوية مشرفة وعادلة للحرب العراقية – الايرانية تأخذ في الاعتبار حقوق الطرفين۔ وكان اوزال بحث مع الكتائب الاول لرئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان في العلاقات الثنائية والقضايا التجارية۔ واعلنت حكومة بغداد امس ان اكثر من الف شخصية عالمية بارزة من بينهم ساسة وزعماء نقابات وكتاب من كل انحاء العالم سيحضرون مؤتمرا لمدة يومين بين 25 و27 مايو 1988 للبحث في سبل تنفيذ قرار مجلس الأمن 598 لوقف النار في الحرب العراقية الإيرانية۔

أكد العراق أن قواته قضت نهائيا على المتمردين الاكراد في عملية شنتها على قواعدهم في منطقة قره داغ في السليمانية۔ وجاء في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية أن هذه القوات تعززها وحدات الدفاع الوطني وتضم اكرادا نجحت في القضاد على حشود الخونة وعملاء النظام العراقي في منطقة قره داع و12 منطقة اخرى طهرت قطاعين في محافظة السليمانية۔ وصادرت كمية كبيرة من الاسلحة والعتاد العسكري كانت ايران قدمتهاا لى هؤلاء المتمردين۔

ويأتي هذا الهجوم العراقي بعد عملية شنها الجيش العراقي في 18 اذار الماضي على قواعد المتمردين الاكراد بقيادة جلال الطالباني الذين سهلوا احتلال القوات الايرانية مدنا كردية في شمال البلاد۔ ونقلت وكالة الانباء العراقية عن ضابط عراقي كبير في القطاعين الشمالي من الجبهة ان القوات العراقية تمكنت من استعادة الجزء الاكبر من المرتفعات التي احتلتها القوات الايرانية في هذا القطاع وفي وقت سابق۔ واكد العراق من جهة اخري مواصلة احترام الهدنة في حرب المدن التي اعلنها من طرف واحد لمناسبة زيارة اوزال الي بغداد۔

إيران من ناحيتها ارسلت طائراتها لتغير على قاعدة شانه داري وتجمعات القوات العراقية في منطقة العمارة على دفعات اربع۔ واشارت الاذاعة الايرانية الى تدمير العراق مدينة سيد صادق الكردية القريبة من منطقة عملية الفجر 1 الأمر الذي أجبر السكان على مغادرتها الى مدينة أرباط المجاورة۔

وأكد الرئيس التركي كنعان إڤرن أن تركيا ستتابع جهود الوساطة في حرب الخليج لوضع حد للعمليات الحربية بين العراق وايران في موازاة مبادرات الامم المتحدة۔

وقال في حديث الى صحيفة الوحدة الصادرة في الامارات العربية المتحدة سنتابع جهودنا، لكن ما هو اكثر اهمية هو تطبيق قرارات مجلس الامن واضاف ما يقلقنا هو عدم قدرة البلدين على مراقبة حدودهما۔[3]

فترة رئاسته

 
تورگوت_اوزال مع جورج هـ.و. بوش

في 9 نوفمبر 1989، أصبح اوزال رئيس تركيا الثامن عندما انتخبه المجلس الوطني الأعلى لتركيا وأول رئيس مولود في جمهورية تركيا بدلاً من الدولة العثمانية.

تميزت فترة توليه للسلطة بتوجيهه لاقتصاد تركيا نحو الخصخصة، مما أدى إلى تحسين علاقاته الدبلوماسية مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

انتهج أوزال سياسة انفتاحية في الاقتصاد التركي، وحرر الاقتصاد من كثير من القيود، وحوَّل معظم مشاريع الدولة إلي القطاع الخاص. واستطاع أن يرتفع بمعدل النمو الاقتصادي من 3,3% في عام 1983 إلى 9.1% عام 1990، وزيادة الصادرات من 5.7 مليار دولار في عام 1983 إلى 11.6 مليار دولار عام 1989. واتّبع سياسة خارجية تدعم روابط تركيا بالدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، وتوثق روابطها بالغرب، وكذلك بالدول العربية. وأسهم أوزال بدور فعال في حرب تحرير الكويت. فقد أغلق خط أنابيب النفط العراقية، التي تمر عبر الأراضي التركية، وسمح للطائرات الحربية الأمريكية بالتمركز في تركيا. كما دعم حقوق الأقلية الكردية في تركيا. وقد ظهرت آثار سياسته الخارجية في زيادة الصادرات، وزيادة تعاقدات شركات المقاولات التركية ومعظمها في بلدان الخليج وبلدان عربية أخرى، وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 113 مليون دولار في عام 1984، إلى 663 مليون دولار في عام 1989.[4]

 
حسني مبارك يستقبل تورگوت أوزال في القاهرة، 16 أكتوبر 1990.

كان خصماً لدوداً للحركة الإسلامية، التي يقودها حزب الرفاه، بزعامة نجم الدين أربكان، بل إنه أسس حزبه الوطن الأم، علي أنقاض حزب السلامة الوطني. ولكنه في كل الظروف، لم يكن عدواً للإسلام، وكان من أشد المؤيدين للمسلمين في البوسنة ضد الصرب. وكتب في وصيته، أن يكفن ويدفن علي الطريقة الإسلامية. وهو أول رئيس يتحدث عن أتاتورك باعتباره زعيماً يخطئ ويصيب، وأن كلام أتاتورك وأفعاله قابلة للمناقشة. وقد دان تورجوت أوزال سياسة الانقلابات العسكرية، وأخضع إلى حد ما سلطة الجيش والاستخبارات، لأول مرة لسلطان الحكومة. وشكلت القضية التركية جزءاً من إستراتيجيته، في إعادة تشكيل تركيا، وحل معضلاتها الاقتصادية والسياسية.

الانفتاح على الأكراد

أوزال الذي تولّى رئاسة الوزارة في 13/12/1983، في فترة حكم الانقلابيين برئاسة قائد الانقلاب العسكري والرئيس التركي السابق الجنرال كنعان إڤرين، استمرّ في رئاسة الوزارة لغاية 31/11/1989، قام خلالها بإصلاحات مهمّة، من شأنها إعادة الحياة السياسيّة والمدنيّة إلى البلاد. ومضى في إصلاحاته، على رغم محاولة اغتياله عام 1988 أثناء إلقائه خطاباً في مؤتمر حزبه (حزب الوطن الأم)، وأبرز تلك الإصلاحات، إصداره العفو عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين الأكراد والأتراك عام 1989، ضمنهم قيادات بارزة في حزب العمال الكردستاني، وأحزاب كرديّة ويساريّة تركيّة أخرى.

 
الرئيس التركي الوحيد الذي حاول حل القضية الكردية كان طرغد أوزال، الذي توقـّع، في 15-10-1991، أنها ستكون آخر خدمة يقوم بها لبلده. وقبل يوم من توقيعه اتفاق مع الأكراد أغتيل مسموماً في 1993.[5]
 

سوف نحل القضية الكردية بدِقة. نحن بحاجة لإيجاد حلاً حقلانياً لهذه القضية. هذا غير ممكن بالبنادق. ينبغي أن يتاح لكل شخص أن يجاهر بهويته العرقية.

 

طرغد أوزال
15 أكتوبر 1991.[5]

بادرة حسن النيّة تلك لم يلتقطها الكردستاني وزعيمه وقتئذ، بل زادا وتيرة كفاحهما المسلّح ضد تركيا. وواصل أوزال انفتاحه على مكوّنات المجتمع التركي، خصوصاً الكرد، عام 1990، وألغى حظراً جزئيّاً عن اللغة الكرديّة، وكشف عن أصوله الكرديّة، وأفسح المجال لنشاط حركة الطباعة والنشر بالكرديّة، فصدرت صحيفتا «ولات» و»أوزغر كوندام» المواليتان للكردستاني، وتأسس المعهد الكردي في إسطنبول، ودخل مجموعة من البرلمانيين الكرد إلى البرلمان التركي كمستقلين عام 1991. ولم يلتقط الكردستاني وزعيمه هذه الإشارة الإيجابيّة أيضاً!

 
طرغد والهواتف

بالتوازي مع مساعي أوزال السلميّة والوطنيّة، كانت هنالك مساع محمومة وموتورة من أطراف «الدولة الخفيّة» في تركيا تسعى إلى تسميم جهود أوزال وتفخيخها، عبر زيادة العنف الممارس ضد الكرد والحراك السياسي والمدني الموالي للكردستاني، ودفاع الأخير عن النفس، وانزلاقه نحو العنف المضاد، ما كان يزيد من ضغوط الجيش على أوزال وبرنامجه الإصلاحي السلمي لحلّ القضيّة الكرديّة. وتحت وطأة هذه الضغوط، سمح أوزال للجيش التركي بالاجتياح العسكري لكردستان العراق في خريف 1992، بغية تصفية الكردستاني. هذه الحملة التي شارك فيها عشرات الآلاف من الجنود المعززين بالطيران والمدفعيّة والمدرّعات، ومشاركة مقاتلي الحزبين الكرديين الرئيسيين في كردستان العراق، باءت بالفشل الذريع. حينئذ، تيقّن أوزال من استحالة حسم الملّف الكردي عسكريّاً. لذا، كلّف طالباني بالتوسّط بينه وبين أوجلان، كما ذكرنا آنفاً. واستجاب أوجلان معلناً عن هدنة في 20/3/1993. وصلت المفاوضات إلى مرحلة متقدّمة، بحسب أوجلان، حيث ذكر الأخير في أماكن عدّة أنه كان «ينتظر اتصالاً هاتفيّاً مباشراً من أوزال يوم 17/4/1993، لوضع اللمسات النهائيّة على الاتفاق وإعلانه في بيان مشترك للرأي العام، لكن خبر وفاة أوزال المفاجئة في نفس اليوم، أطاح بكل شيء». لذا فأوّل من طرح فرضية اغتيال أوزال كان أوجلان. وفي ما بعد، بدأت عائلته تثير الشك والشبهة على ظروف موته. وأنه لم يتم إجراء تشريح للجثة في حينه، لمعرفة الأسباب الحقيقيّة لوفاته. واكتفاء الدولة بذكر أن الوفاة ناجمة عن أزمة قلبيّة حادّة![6]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

 
جنازة الرئيس أوزال.

في 17 أبريل 1993، قبيل اجتماع مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، توفى أوزال لاصابته بسكتة قلبية مشكوك فيها وكان منصبه إذاك،[7] مما أثار الشكوك باغتياله.[8] تدّعي زوجته سمراء أوزال بأنه تم تسميمه بعصير ليمون وتساءلت لماذا لم يتم تشريح الجثة. كانت عينة الدم التي أخذت لتحديد سبب الوفاة اختفت أو تم التخلص منها.[9] كان أوزال يفكر في تأسيس اتحاد توركي، وحصل على التزام من عدة رؤساء. وتزعم زوجته أن سبب اغتياله هو افشال مشروع الاتحاد.[10]

حضر عشرات الآلاف مراسم جنازته التي أقيمت في إسطنبول[11]، حيث دفن في مقبرة الدولة بجانب ضريح عدنان مندرس الذي كان يحترمه.

في الذكرى الرابعة عشر لوفاته، تجمع الآلاف لاحياء ذكراه في أنقرة.[12] يريد المحققون إخراج جثته للتأكد من سبب الوفاة. [1] في سبتمبر 2012، قررت المحكمة فتح قبره لتشريح جثته لمعرفة ما إذا كان قد سُمم أم لا. وفي 3 أكتوبر 2012 أُخرِج جثمانه من القبر.[13] وقد أثبت التحقيق وجود المبيد الحشري DDT بتركيز عشرة أضعاف المستوى الطبيعي.[14] وحسب التقارير الصحفية، فإن جثمانه "المحنـَّط جزئياً" وُجـِد في حالة حفاظ جيدة، مما شكل مفاجأة للخبراء وللعامة. وأفيد أنه بينما تحلل نصفه الأسفل إلى هيكل عظمي، فإن النصف الأعلى من جسده كان في حالة جيدة بسبب تشمع دهن الجثة adipocere.

تقرير التشريح الشرعي الصادر في 12 ديسمبر 2012 يذكر أن جسده احتوى على سم إلا أن سبب الوفاة كان غير واضح.[15][16] وقد بدأت محاكمة للجنرال لڤانت إرسوز بتهمة قتل أوزال، في 11 سبتمبر 2013.[17] وفي 2014 حكمت المحكمة ببراءة الجنرال المتهم باغتيال أوزال وأطلقت سراحه، فيما وُصِف بالصفقة أبرمها حزب العدالة والتنمية (أردغان) مع الجيش ضد جماعة فتح الله گولن.[6]

العائلة

 
طرغد أوزال وحرمه سمراء في عطلة.

من زوجته سمرا، أنجب أوزال ولدين وبنت. أحد أبناؤه، أحمد أوزال، انتخب في البرلمان بعد انتخابات 1999 لكنه خرج من البرلمان بعد انتخابات 2002. وهو الآن أحد أكبر مليارديرات تركيا بحكم ملكيته لامبراطورية إعلامية من محطات التلفزيون.

تورگوت هو الشقيق الأكبر لأستاذ الاقتصاد الإسلامي الشهير كوركوت اوزال (مواليد 1929).

تعليق

جهود أوزال كان في ثناياها بذور فنائها:

  • أولا: التبرؤ من "الاكتفاء الذاتي"
  • ثانياً: رأسمالية المحاسيب -- ابن أوزال هو أحد أكبر المليارديرات اليوم من امبراطورية محطات تلفزيونية.
  • ثالثاً: اصطناع ماكينة دينية لحشد الأتباع، بقيادة "فتح الله جولن"، لمحاربة نجم الدين أربكان. وغداة مقتل أوزال اتجه جولن إلى الشاب "رجب طيب أردوغان" ورشحه لعمودية اسطنبول، ليخلق رأساً للماكينة الدينية التي فقدت رأسها. وقد ظل أردوغان خاضعاً لجولن، حتى نهاية مدته الأولى كرئيس وزراء.

مرئيات

حوار تورگوت أوزال.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Anderson, Perry (2008-09-25). "After Kemal". London Review of Books. Retrieved 2008-12-29.
  2. ^ Purvis, Andrew (2003-07-27). "Not Just Business As Usual". Time. Archived from the original on April 29, 2007. Retrieved 2008-08-14.
  3. ^ "عملية عراقية على قواعد للمتمردين - اتفاق بين صدام حسين واوزال على ضرورة تسوية حرب الخليج". صحيفة الديار اللبنانية. 1988-02-26.
  4. ^ "تورجوت أوزال". موسوعة مقاتل من الصحراء. Retrieved 2012-10-02.
  5. ^ أ ب "سوف نحل القضية الكردية بدِقة". gecmisgazete. 1991-10-15.
  6. ^ أ ب هوشنك أوسي (2015-04-26). "تورغوت أوزال الذي تناساه الأتراك والأكراد". صحيفة الحياة اللبنانية.
  7. ^ Soncan, Emre (2007-04-18). "'People's president Özal' commemorated at his grave[http://www.hurriyetdailynews.com/turkish-president-ozals-death-suspicious-state-audit-board-.aspx?pageID=238&nID=23053&NewsCatID=338.html]". Today's Zaman. Retrieved 2008-08-14. {{cite news}}: External link in |title= (help); Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)[dead link]
  8. ^ Dolmaci, Emine (2008-09-07). There are plans to exhume his body for forensic examination to see if they can prove that he was poisononed %5bhttp://www.hurriyetdailynews.com/turkish-president-ozals-death-suspicious-state-audit-board-.aspx?pageID=238&nID=23053&NewsCatID=338.html%5d "Apo Ergenekon'un Truva Ati". Zaman (in Turkish). Retrieved 2008-10-10. Tıpkı onun gibi Turgut Özal, Cem Ersever ve Eşref Bitlis de barışçıl çözüm istedikleri ve bu yönde adım atmaya hazırlandıkları için öldürüldü. {{cite news}}: Check |url= value (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  9. ^ Düzel, Neşe (2008-11-24). "Nurettin Yılmaz: 'Talabani federasyonu kabul etmişti'". Taraf (in Turkish). Retrieved 2009-01-06. Ölüm nedenini anlamak için Turgut Bey'den kan aldılar. Ama hemen sonra 'şişenin hemşirenin elinden kaydığını, kırıldığını' söylediler. Bir süre sonra bundan da vazgeçtiler. 'Şişe kayboldu' dediler.{{cite news}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  10. ^ Uğur, Fatih (2007-04-16). "Büyük Türkiye Cumhuriyeti'ni kuracaktı". Aksiyon (in Turkish). Feza Gazetecilik A.Ş. 645. Retrieved 2009-01-08.{{cite journal}}: CS1 maint: unrecognized language (link)[dead link]
  11. ^ Pope, Hugh (April 23, 1993). "Thousands of Turks Join Funeral March for Reformist President". Los Angeles Times. Retrieved 22 December 2012.
  12. ^ "Press Roundup". Today's Zaman. 2007-04-17. Retrieved 2008-08-14.[dead link]
  13. ^ (Turkey exhumes ex-President Ozal's remains)
  14. ^ Doktorlarının ve ailesinin ağır ihmalleri var in Zaman 2012-11-26
  15. ^ "Turkish ex-leader's body shows poison, death cause unclear: media". Reuters. Retrieved 12 December 2012.
  16. ^ Today's Zaman, 20 June 2013, Independent expert evaluation casts doubt on Özal report
  17. ^ Trial into suspicious death of late president Özal begins


مناصب حزبية
سبقه
سليمان دميرل من حزب العدالة
زعيم حزب الوطن
20 مايو 1983 – 31 أكتوبر 1989
تبعه
يلديريم آق‌بلوط
مناصب سياسية
سبقه
حكمت چتين
اُرخان أيوب‌اوغلو
نائب رئيس وزراء تركيا
20 سبتمبر 1980 – 14 يوليو 1982
تبعه
كايا إردم
سبقه
بولند اولوسو
رئيس وزراء تركيا
13 ديسمبر 1983 – 31 أكتوبر 1989
تبعه
يلديريم آق‌بلوط
سبقه
كنعان إڤرن
رئيس تركيا
9 نوفمبر 1989 – 17 أبريل 1993
تبعه
سليمان دميرل

قالب:MP Leaders