جبالة (المغرب)

جبالة يطلق على سكان الجزء الغربي من جبال الريف في شمال المغرب. جبالة اسم نسبة إلى جبال الريف والكلمة ليس لها أي مدلول عرقي بل مدلولها جغرافي صرف اذ ان سكان هذه المنطقة تتنوع أصولهم وتختلف اختلافا كبيرا.

جبالة
Jbalas w. Légende.PNG
خريطة أرض جبالة في شمال المغرب.
التعداد الإجمالي
(حوالي 1 مليون)
المناطق ذات التواجد المعتبر
شمال المغرب، يتركز معظمهم في جبال الريف
اللغات
الجبالية
الديانة
الإسلام
الجماعات العرقية ذات الصلة
العرب، الأمازيغ
امرأة جبالية في السوق.

اسم (جبالة)سيطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في اطار التعديل الذي قامت به للتقسيم الإداري لعمالات وقبائل المملكة.وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية(جبالة والفحص) وذلك سنة 1672 م.أماقبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين بـ (جبال غمارة) ولدى السلطة المركزية بـ (بلاد الهبط) ومنطقة جبالة تمتد على شكل هلال من منابع ورغة - بإقليم تازة الريف وغمارة إلى أن يطل على البحر الأبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة. اما من الغرب فيمتد على طول لساحل الأطلسي محاذيا قبائل سفيان وبني مالك و حجاوة و اولاد عيسى و بني جرفط و ايث سغروشن و الريف وهو مايعني مساحة قدرها 24000 كلم مربع.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قبائل جبالة

أما القبائل التي تنتمي إلى هذه المنطقة (جبالة) فعددها 77 قبيلة[بحاجة لمصدر] وهي: الفحص - الغربية - انجرة - الحوز - وادراس - بني مصور - جبل حبيب - بني يدير - بني حزمر - بني سعيد - بني عروس - بني ليث - بني حسان - عياشة - بني گرفط - سوماتة - اهل سريف - بني يوسف - بني زكار- الخلط - الساحل - الاخماس - بني زجل - بني منصور غمارة - بني الزيات - بني سلمان - بني بوزرة - بني جرير - بني سميح - مثيوة بني مروان - بني رزين - بني خالد - كثامة - زرقط - بني احمد صنهاجة - تاغزوت - بني بوشيبث - بني بونصار - بني خنوس - بني بشير - بني مزودي - تارگيست - بني يطفث - بني بوفراح- بني جميل - مسطاسة - غزاوة - بني أحمد - صرصار - مصمودة - رهونة - اهل الربع - بني مستارة - بني مزڭلدة - سطة - بني زروال - فشتالة - سلاس - بني ورياگل - لجاية - مزراوة - مزيات - رغيوة - مثيوة الجبل - فناسة - بني ونجل - بني سلامة - مرنيسة - بني وليد - صنهاجة غدو - صنهاجة مصباح -البرانس - التسول - غياثة - مكناسة.

وخلال الفترة الاستعمارية كانت قبائل جبالة الواقعة غرب نهر اللوكوس خاضعة للاستعمار الأسباني اما الواقعة شرقه فكانت تابعة للنفوذ لفرنسي. اما الآن فهذه القبائل موزعة على أقاليم طنجة وتطوان والعرائش وشفشاون ووازان و الحسيمة وتاونات وتازة و يعد هذا التقسيم القبلي حديثا اذان قبائل جبالة عرفت تاريخا طويلا من الانشقاقات القبلية وانضمام عشائر لقبائل أخرى واتحادات لقبائل فيما بينها.


الجغرافيا

تضم منطقة جبالة مناطق شاسعة من الريف الغربي والريف الاوسط والمضايق الجنوبية التي تفصل جبال الريف عن جبال الاطلس ومنطقة ضيقة اقصى شمال جبال الاطلس المتوسط وتتوزع هذه المساحة على اقاليم طنجة اصيلا والفحص انجرة والمضيق الفنيدق وسبتة وتطوان والعرائش والقنيطرة ووزان و شفشاون والحسيمة وتاونات وتازة وجرسيف بينما تتوزع نسبة كبيرة من الجبليين على باقي الحواضر المغربية حيث تعتبر مدن فاس ومكناس والقنيطرة والرباط و سلا اهم مراكز استقبال المهاجرين الجبليين.

التاريخ

الأصول

تتنوع اصول جبالة تنوعا متباينا فكما ذكرنا سابقا فتسمية جبالة له مدلول جغرافي اكثر مما له مدلول عرقي الا ان الاصول الاندلسية تعد الاكثر حضورا و الادهى تاثيرا فافواج المهاجرين الجبليين لم تتقاطر على المنطقة بعد سقوط غرناطة و حسب بل هي اقدم من ذلك بكثير و يعتبر تهجير اهالي شذونة الى اصيلة في القرن الثالث الهجري و تهجير اهالي ربض شقندة بقرطبة من اكبر هذه الهجرات الجماعية

اما بعد بدء سقوط مدن الاندلس تباعا صارت منطقة جبالة الاكثر تفضيلا لقربها الجغرافي من المنطقة ولتشابه ظروف العيش والمناخ مع الاندلس فخلال ايام الوصل الاندلسي كانت منطقة جبالة تسمى العدوة السفلية وتسمى الاندلس العدوة العليا و قد حمل هؤلاء المهاجرين ارثا حضريا ضخما ساعد على رقي هذه المنطقة بالمقارنة مع باقي مناطق المغرب ولازالت الى اليوم العديد من القبائل تحمل اسماء اقاليم اندلسية وهذه القبائل هي:

  • الفحص: وهي خليط اندلسي ينحدر من مناطق الجزيرة الخضراء وقادس وجبل طارق.
  • انجرة: وهم احفاد المهاجرين من مناطق جبال البشارات وغرناطة.
  • الحوز: وتنقسم الى عشيرتين : الحوز البحري واغلب اهله من جزر البليار ومرتلة وقردناش والحوز الصديني وهم المهاجرون من صدينة ولقنت وبلنسية.
  • بني منصور: وهم المهاجرون من بربرة والبشارات.
  • جبل حبيب: وهم المهاجرون من برجة والبشارات.
  • واد راس: وهم المهاجرون من البشارات وغرناطة وبولة.
  • بني يدير: وهم المهاجرون من اندراش.
  • بني حزمر: واغلب اهلها غرناطيون اما اهل تطاوان فهم اندلسيون مختلطون وان كان اغلبهم من غرناطة ورندة وبسطة.
  • بني سعيد: وينسبون الى اقليم بني سعيد وقصبته قلعة يحصب وهو بين البيرة وغرناطة.
  • بني حسان: وينسبون الى اقليم بني حسان وهو بضواحي غرناطة.
  • بني ليث: وينسبون الى اقليم بني ليث بضواحي لقنت وقصبته مجريط (مدريد حاليا).
  • الساحل: وينسبون الى قرى جنوب طليطلة وتسمى الثغر وقصبتها بني مسلم وينسب اهالي العرائش الى اقليم باجة.
  • الغربية: وينسب معظم اهلها الى اقليم باجة (البرتغال).
  • اهالي القصر الكبير: وينسب معظمهم الى وادي اش وبطليوس ويابرة.
  • عشيرة بني جبارة بالاخماس: واغلب اهلها من مدينة گويبارا
  • عشيرة بني غفار ببني الزيات: وينسبون الى اقليم بني غفار ضواحي بلنسية
  • عشيرة بني بوداس ببني الزيات: وينسبون الى احد اكبر بيوت سراقسطة و يسمون بني ابي يداس وهم غماريون اصلا
  • بني بارون: وينسبون الى اراگون
  • بني سلمان: وينسبون الى اقليم بني سلمان بضواحي قرطبة
  • بني جرير: وينسبون الى اقليم بني جرير بضواحي طليطلة
  • بني رزين: وهم اهل السهلة (سانتا ماريا) و ينسبون الى ملوك السهلة بني رزين واصل هؤلاء امازيغيين
  • مثيوة بني مروان: باستثناء عشيرة بني حميد باقي بني مروان ينسبون الى بني مروان الامويين و كانت هجرتهم من قرطبة
  • بني جميل: وينسبون الى اقليم بني جميل بضواحي مالقة
  • سالاس: وينسبون الى مدن صالاس و بطليوس و فرنجولش
  • بني زروال: وهذه القبيلة امازيغية النسب من صنهاجة و كانت قديما تقطن المناطق عند جبل درسة بتطاوان او ما كان يسمى بجبل حاميم و بعد افتضاح امر حاميم طردتهم القبائل المجاورة فاستقبلهم عبد الرحمن الناصر و اقطنهم ما بين مرسية و مالقة على ما ذكر ابن خلدون ثم هاجروا مرة اخرى بعد احتلال مالقة و منهم عشيرة الزرواليين ببني خالد٢
    تعد قبائل غمارة التي اختلف المؤرخون في اصولها النواة الاولى لتكون القومية الجبلية فبعض المؤرخين خصوصا البربر منهم يذكرون ان غمارة قبائل امازيغية مصمودية استعربت قديما و ان هذا اصل ادعاء النسابين الغماريين عروبة نسبهم في حين ان النسابة المحليين ينسبون الغماريين الى ابناء العرب الفاتحين و مما يؤيد ادعاء هؤلاء امتداد نسب العديد من هذه القبائل الى احد الصحابة او مشاهير التابعين و يجدر الاشارة ان اغلب هذه القبائل من اصول ازدية هذا و قد انضمت العديد من القبائل ذات الاصول الادريسية الى هذه المنظومة و هذه هي القبائل الغمارية.
  • بنو طريف: وهم من معافر و قد ذابوا اليوم في شرق الفحص و غرب انجرة
  • بنو محمد: وقد ذابوا في انجرة
  • بنو سمغرة: وقد ذابوا شرق انجرة و شمال الحوز
  • بنو سكين: وقد ذابوا جنوب الحوز و شمال بني يدير
  • بنو خف: وقد ذابوا في جبل حبيب و بني منصور
  • بنو مرزوق: وقد ذابوا في شمال وادراس و جنوب انجرة
  • بنو عفان: وقد ذابوا في جنوب وادي راس
  • بنو كثير: وقد ذابوا شرق الحوز و غرب بني حزمر
  • بنو حسين: وقد ذابوا في بني يدير
  • بنو روثن: وهم عشيرة بني روثن ببني حزمر
  • بني حميد: وهم قبيلة كبيرة من قبائل غمارة و قد انقسمت الى الكثير من العشائر صارت قبائل اليوم ومنها:

- بني زجل ونسبهم قرشي ينسبون الى احد التابعين يدعى محمد الزجل

- بني الزيات

- بني منصور غمارة

- بني مستارة و هم بنو مستارة و اهل الربع و عشيرة اولاد بدر ببني مزگلدة

- بني سميح

- عشيرة بني حميد بمثيوة بني مروان

- عشيرة بني حميد بكثامة

  • بنو شداد: وهم ادارسة النسب و يشكلون اليوم عشيرة بني شداد ببني زجل
  • بنو خالد: وهم بنو خالد و ينسبون الى خالد بن الوليد المخزومي و منهم عشيرة السواحل بكثامة
  • بنو عروس: وهم ادارسة النسب
  • بنو يوسف: وهم ادارسة النسب ايضا
  • الشناتفة: وهم عشيرة الشناتفة بسوماتة و نسبهم ادريسي
  • بنو سريف: وهم اهل سريف اليوم
  • قضاعة: وقد ذابوا اليوم في الخلط و كانوا يقطنون جنوب شرقها اليوم و كانت مدينة البصرة قصبتهم و هم من قضاعة
  • خولان: وقد ذابوا في شرق الاخماس و هم من خولان
  • بني يالصوت: وينسبون الى يلصو بن عبد الله بن ابان بن عثمان و هم عشائر بني زرويل و تنغاية وتيسوكة و الهبطيين بالاخماس
  • بني تليد: ونسبهم ادريسي و هم عشيرة بني تليد بالاخماس
  • بني فلوات: وهم عشيرة بني فلوات بالاخماس
  • بني جافن: وهم عشيرة بني جافن بالاخماس
  • بني دركول: وهم ادارسة النسب و هم عشيرة بني دركول بالاخماس
  • بني صالح: ونسبهم حميري و هم عشيرة بني صالح بالاخماس
  • بني فطيطن: وقد ذابوا في شمال الاخماس
  • غزاوة: ونسبهم ازدي و سموا بغزاوة لانحدارهم من مدينة غزة
  • بني ثعلبة: وقد ذابوا في غزاوة
  • بني صلتان: وهم عشيرة بني صلتان بغزاوة
  • بني ابي حسن: وهم عشيرة ابو حسن بغزاوة
  • بنو احمد: وهم ادارسة النسب و هم بنو احمد
  • مثيوة: وهم مثيوة الجبل و منهم عشيرة مثيوة ببني مستارة
  • بني وليد: وهم بنو وليد
  • بنو ونال: وهم بنو ونجل
  • بنو سلامة: وهم بنو سلامة
  • بني محمد: وهم ادارسة نسبا و يشكلون احدى عشائر لجاية

وللاشارة فمنطقة غمارة تطلق اليوم على المنطقة الاولى التي نزلتها قبائل غمارة قبل اكتساحها الجبال الاخرى و هي المنطقة شمال اقليم شفشاون و تضم عشرة قبائل هي بني زجل و بني الزيات و بني منصور و بني سلمان و بني بوزرة و بني جرير و بني سميح و مثيوة بني مروان و بني رزين و بني خالد و للتذكير فالعديد من قبائل الريف اليوم تنسب الى غمارة اهمها قبيلتي ايث سعيد و ايث توزين و عشيرة ايث حديفة في ايث ورياگل.

ويجدر بنا الذكر ان باقي قبائل الريف كانت تقطن احواز تلمسان و ان هجرتهم لم تكن الا في العصر الموحدي و ان المناطق شرق جبالة الى بني يزناسن اليوم كانت تقطنها قبائل غمارية و لانها ذابت في الريف اليوم لم نات على ذكرها. وتعد القبائل الامازيغية من المكونات الاشد تاثيرا في تكوين القومية الجبلية و على راس هذه القبائل قبائل صنهاجة و يقسم البربر عادة الى قسمين البربر البربر البرانس و من فروعهم:

  • صنهاجة ومن قبائلها:

. صنهاجة السراير و تتكون بدورها من عدة عشائر

- تاغزوت

- بني بوشيبت و يضافون الى غمارة عادة

- بني احمد و هم بنو احمد صنهاجة

- بني بشير

- بني بونصار

- بني خنوس

- بني مزودي

- تارگيست

- زرقط

- بني سدات و هم عشيرة بني سدات بكثامة

. بني غدو و هم صنهاجة غدو

. بني مصباح و هم صنهاجة مصباح و كانوا يسمون بصنهاجة لوكاي

. بني زروال و كانوا يعدون من قبائل غمارة و ينقسمون بدورهم الى قبيلتان

- بني زروال

- مزراوة

. بني مليان وينقسمون ايضا الى قبيلتان

- بني مزگلدة

- فشتالة

. بني بوزرة و يعدون في غمارة

. بني معان و هم عشيرة بني معان ببني زروال

. بني ورياگل

. مجكسة و كانت قبيلة كبيرة و معدودة في غمارة و قد ذابوا في بني يدير و واد راس و منهم عشيرة الخمس ببني حسان

. بني حزمر

. مثنة و كانوا يعدون في غمارة و هم قبيلة كبيرة و من قبائلها

- بني گرفط

- ومن مثنة قبيلة كانت تسمى بني محمد و اهلها ذابوا في بني عروس و سوماتة اليوم

  • ازداجة و منها قبيلة واحدة

. مسطاسة

  • وريغة و ديارهم كانت عند منابع ورغة و قد هاجر معظمهم الى الجزائر

. زگارة و هم بنو زگار

  • كثامة و اغلبهم دخلوا مع الغزاة الفاطميين و اغلبهم من فرع يسودة و من قبائلهم

. كثامة

. دنهاجة و قد ذابوا مع الخلط و منهم ايضا قبيلة صرصر

. اصادة و قد ذابوا في صنهاجة مصباح و هوارة

. مزالة و منهم جذم بانجرة و موطنهم ببني مزالة بانجرة

  • مصمودة و ينسب المؤرخون البربر غمارة اليها و من مصمودة ايضا قبيلة واحدة و هي مصمودة
  • مسوفة و هم غير مسوفة الصحراء و منهم قبيلة واحدة و هي قبيلة غياثة
  • اوربة و قبائلها

. البرانس و هي تسمية تنسب لاجداد اوربة و هم البرانس

. رغيوة

. مزياتة و هي قبيلة مزيات

. فناسة

. سطة

. لجاية

. زرهونة و هي عشيرة جبالة باهل سريف

وأما الفرع الثاني فهم البربر البتر و من فرقهم:

  • زناتة و من قبائلها

. التسول

. مكناسة

. مغراوة

. هوارة الحجر و هم هوارة

. هوارة الساحل و ذابوا في الساحل و جنوب الغربية

. هوارة زلول و ذابوا في الغربية

. بني مرين و كانوا هاجروا الى سالاس بعد تهجيرهم

. بني وطاس و كانوا هاجروا مع بني مرين تاى سالاس ايضا

  • اداسة و منهم قبيلة وحيدة وهي رهونة
  • لواثة و كانوا اقلة قدموا مع جنود الفتح و قطنوا طنجة و ضواحيها
  • نفزة و منهم قبائل

. مرنيسة

. سوماتة و كانوا يعدون ضمن غمارة

. مجرة و سيطرت عليها بني زروال و اهلها اليوم هم فخذ بني مجرو من عشيرة بني مكة

. زهيلة و هم بنو يطفث و ينسبون الى جد زهيلة يطفث و كانوا يعدون ضمن غمارة

. بني عريف و هم جذم من ولهاصة و هم بنو بوفراح و كانوا يعدون ضمن غمارة

واغلب هذه القبائل استعربت ابان الحكم الصالحي في حين تاخر استعراب القبائل الاخرى الى القرن الرابع عشر و اخرى لم تستعرب حتى القرن الثامن عشر و للتذكير فقد تعاقبت على منطقة جبالة هجرات امازيغية عديدة اهمها قادمة من الريف و التي تركزت خصوصا في طنجة و فحصها و بعض القبائل على تخوم الريف بالاضافة الى الهجرات المتلاحقة من البربر الجزائريين خصوصا بعد احتلال الجزائر و تعد منطقة القبائل الاكثر تصديرا للمهاجرين حيث لا زالت في جبالة العديد من المداشر تحمل اسماء قبايلية كزواوة والبجائيين و غيرها

بالاضافة الى العناصر السابقة يتواجد عنصر اخر و ان كان يعد الاقل تاثيرا و حضورا و هم عرب التغريبة ومنهم بجبالة قبائل:

  • الغربية وهم من هلال
  • عامر الفحص و هي احدى عشيرتي الفحص و هم من بني عامر
  • الطليق و كانت قبيلة منفصلة ثم اندمجت في الخلط و منها عشيرتي العوامرة الشرقية و العوامرة الغربية
  • عمار و هم من رياح و هما عشيرتي البدور و عمار بالغربية و عشيرة اولاد موسى البدور بالخلط
  • الخلط و هم من المنتفق من بني عامر
  • بداوة و هم من بني عامر و يشكلون احدى عشيرتي عياشة
  • مزورة و هم من ثقيف و يشكلون العشيرة الثانية بعياشة
  • اولاد ابي ريما و هم من ثقيف و يشكلون عشيرة مغراوة الشرقية
  • اولاد بكار و هم ليسوا من عرب و لكن هم امازيغ شمال افريقيا زناتة مستعربين يضافون اليهم انهم خليط من امازيغ وعرب وينسبون ادريس الاول و ينسبون في كنانة و هم اليوم عشيرة اولاد بكار في مكناسة:

وللعلم فهذا العنصر الاخير يشكل الفارق بين جبالة و غيرهم من العرب في المغرب فمعظم عرب المغرب هم بدو اصلا و لم يتحضروا الا قبل قرن او قرنين و لهذا يسمي الجبليون المتحدثين بالعربية من المغرب بالعروبية و هي تحريف لكلمة اعراب و تعني البدو في حين ان عرب جبالة كانوا متحضرين منذ قدومهم الى المنطقة

لكن بالرغم من كل هذه التسميات القبلية فان العنصر الاندلسي يعد الاكثر تواجدا اذ يشكل قرابة 60 بالمئة من الاصول الجبلية بينما يشكل مجموع المهاجرين 70 بالمئة من السكان منهم 60 بالمئة اندلسيون و الباقي خليط من المهاجرين الجزائريين و الاتراك و الصقليين و احفاد العبيد السود المحررين و غيرهم في حين لا يشكل السكان الاصليين اذا صحت هذه التسمية الا 40 بامئة من السكان حاليا و تطلق هذه التسمية على الغماريين و البربر القاطنين للمنطقة قبل توافد الهجرات الاندلسية و قد ساعدت هذه التنوعات العرقيةعلى خلق ثقافة جبلية تحتضنها العديد من الروافد الثقافية مما جعلها تتميز عن باقي الثقافات المغربية

الجبليون بالمغرب

مع منتصف القرن السادس الميلادي عرفت المنطقة موجة من الفتوحات الاسلامية و موجات استيطان ساعدت على استعراب القبائل الامازيغية في المنطقة و دخولها في الاسلام كما عرفت موجات استيطان متوالية من الاندلسيين القادمين من الشمال ساعدت على تميز الهوية الاندلسية للمنطقة و بالتالي ظهور هوية جبلية منفصلة

عرفت منطقة جبالة اثناء هذه الفترة فترات من البعثرة السياسية حيث تميزت المنطقة بظهور العديد من الامارات و الثورات و الصراعات القبلية تتخللها فترات صغيرة من الولاء المركزي للمغرب تارة و للاندلس تارة اخرى وفترات اكبر من الثورات تصل الى حد الهجوم على فاس في مرات عديدة و هي التي كانت تعتبر العاصمة او المدينة الكبرى بعد العاصمة في غالب الاحيان

ومن بين اهم هذه الامارات المحلية:

  • امارة بني صالح: كان بيت بني صالح من اهم البيوتات الجبلية العربية انذاك و ينتمي الى اصول حميرية الا انهم غماريون دارا و انتسابا و قد شيد هؤلاء اول امارة مستقلة في المغرب سنة 744 بمرسى تمسمان باراضي تمسامان الريفية على يد الامير صالح بن منصور الذي يعتقد انه الرجل الصالح المذكور في القرآن و على يديه اسلمت العديد من القبائل الامازيغية بالريف كاگزناية و ايث ورياگر ثم قام الامير سعيد بن ادريس سنة 760 ببناء مدينة نكور و الانتقال اليها و قد توسعت هذه الامارة لتشمل غرب الريف و المناطق الشرقية من بلاد جبالة و قد استمرت هذه الامارة الى سنة 1032 حيث انتهت فترة استقلال الامارة سنة 916 و اصبحت خاضعة بالولاء للخلافة الاموية بالاندلس و مع ذلك كان للامارة اسطول بحري قوي و قد عني الامراء الصالحيون ببناء المراسي و المدن الساحلية كباديس و مليلية و المزمة (الحسيمة) و تيقساس و مرسى بقيوة (بوسكور) و مرسى ملوية (راس الماء) و ياليش (كالايريس) ومن قبلها مدينة مرسى تمسمان

كان انتهاء الدولة الصالحية بعد الغزو المرابطي سنة 1032 و قد صوحب ذلك الغزو بتدمير مدينة نكور بعد ان صمدت هذه المدينة طويلا تحت الهجمات الفاطمية و هجمات قبيلة ازداجة الا ان تدمير مدينة نكور كان قد عاد بالنفع على مدينة المزمة التي تقدمت اقتصاديا و اجتماعيا بعد محو اثر نكور

  • امارة مضغرة: كانت قبيلة مضغرة الامازيغية احدى قبائل حوز طنجة و كانوا الاكثر شهادة على الظلم الذي عانى البربر منه من الامراء الامويين المتعاقبين على حكم طنجة فقام ميسرة بتبني المذهب الخارجي ثم بالتمرد على والي طنجة عبد الله المرادي و قتله سنة 739 بويع بعدها بالخلافة و شن حملة كبيرة بعدها لطرد العمال الامويين بالمغرب حتى امتدت امارته الى السوس و قتل واليه اسماعيل بن عبيد الله سنة 740 و قام خلال هذه الفترة بمواجهة العديد من الحملات الاموية و الحاق الهزيمة بجنودها و هذا ما يعرف بثورة البربر الا ان البربر ثاروا ضد ميسرة ايضا و قاموا بخلعه و اعدامه و تولية خالد بن حميد مكانه الذي استطاع التوسع شرقا الى افريقية و طرد الولاة الامويين بالقيروان و قاد خالد ايضا الجيوش البربرية ضد الجيوش الاموية في موقعة النبلاء سنة 741

بعد سنة 741 تعاقب على طنجة العديد من الامراء المضغريين في فترة تصنف كصفحات لم يسلط عليها الضوء في تاريخ طنجة الا ان الصحيح ان هذه الامارة انتهت سنة 791 و قد اعقب ذلك اجلاء قبيلة مضغرة عن طنجة و التحاقها بنواحي تلمسان

  • امارة بني عصام بسبتة: كان لثورة البربر في المغرب عدة اثار وخيمة خصوصا تجاه مدينة سبتة التي كانت ماهولة بالعرب بصفة رئيسية فقد قام ميسرة سنة 740 بتهديمها و تخريبها و تشريد اهلها و استمرت كذلك الى حين استقرار ماجكس احد كبار مجكسة و هي قبيلة غمارية من اصل صنهاجي و نسبت اليه قبيلته لحظوته و عزته فاعاد بناء سبتة سنة 750 و بويع بالامارة عليها و اطاعته كامل قبائل غمارة و قد استمر في الامارة عليها مع بنيه

الى سنة 804 فبايع خلالها امراء سبتة ادريس الثاني و استمروا بالولاء له مع تقديم مقدار قليل من الخراج و انتهت دولة بني عصام سنة 931 بعد ان ملكها عبد الرحمن الناصر الاندلسي فتنازل له الرضي بن عصام اخر ملوكها عنها له

  • دولة الادارسة: بعد معركة فخ بمكة فر ادريس الازهر من احفاد علي بن ابي طالب و احد الناجين من المعركة الى المغرب و التجأ إلى قبيلة اوربة الدنيا (قبائل مزراوة و مزيات و رغيوة و لجاية و سطة) فبايعوه بالخلافة سنة 788 بمدينة وليلي التي كانت تعد مركزا لهم ثم شيد ابنه ادريس مدينة فاس سنة 807 التي كانت ضمن اراضي اوربة و انتقل اليها بعد توسعه شمالا و جنوبا حيث ضم الى مملكته اراضي السوس و اغمات و تلمسان و ازغار و غمارة و قد تداول ابناؤه ملك المغرب الى حين دخول الجيوش الفاطمية فاس و اجلاء الادارسة عنها سنة 904.

بعد اجلاء الادارسة هاجر معظمهم الى حلافائهم التقليديين من غمارة و اوربة و صنهاجة و افترقت دولتهم الى عدة امارات متفرقة كانت اعظمها امارتهم بقلعة حجر النصر و من هذه الامارات

. امارة البصرة ببصرة الكتان من بلد الخلط اليوم و كانت لبني القاسم بن ادريس و شملت امارتهم الهبط الجنوبي و حوض ورغة الغربي و خلال هذه الامارة عرفت مدينة البصرة اوج توسعها و عصرها الذهبي كما ظهر ايضا مراكز حضارية اخرى هي مدينة ازاجن و التي تضمها الجماعة القروية ازاجن او اسجن و مدينة قصر ابن عبد الكريم كما ان العهد الادريسي البصري شهد التطور المعماري الاول لمدينة قصر كثامة او القصر الكبير

. امارة صدينة و شملت صنهاجة و ورغة و ساحلها و عاصمتها صدينة بارض الحياينة اليوم و كانت اوربية انذاك و كانت الامارة لبني عمر بن ادريس و من هذا الفرع بنو حمود الملوك بسبتة ثم الاندلس و قد تركت هذه الامارةالعديد من المراكز الحضارية من ابرزها مدينة صدينة و مدينة المنعاء (الجماعة القروية عين مديونة)

. الامارة الادريسية بالهبط و قامت لبني القاسم بن ادريس ايضا حيث فر الامراء الادارسة الى منطقة الهبط في الجانب الغربي لجبالة و اقاموا امارة استمرت ما بين 905 و 985م متذبذة القوى حيث كانت مستقلة احيانا و تابعة للسلطة الاموية بالاندلس وقد اتخذوا عدة مدن كعواصم لها كزهجوگة و حجر النصر ثم ارزيلا و تعد هذه الامارة اعظم الامارات الادريسية بعد سقوط الدولة الادريسية و خلال هذا العهد امر عبد الرحمن الناصر باجلاء اهل شذونة فابحروا الى ساحل بني زياد الهواريين و شيدوا مدينة اصيلة و انزلهم الامير القاسم گنون و سور المدينة و من اهم المعالم الحضرية لهذه الامارة مدن قلعة حجر النصر(الجماعة القروية زعرورة) و اصيلة و تازروت

  • امارة بني ابي العافية: كان موسى بن ابي العافية المكناسي من اهم قواد الفاطميين و هو الذي دلل المغرب لهم و انهى دولة الادارسة وهو الذي استقدم قبيلتي مغراوة و مكناسة من الغرب الجزائري و استمر حاكما على تازة ما بين 917 و 937 و لما منع من ولاية فاس للفاطميين اعلن الولاء للامويين بالاندلس و اطاعته قبائل زناتة من بربر الريف و ايث وراين و قبائل غياثة و التسول و البرانس و اعلن سيطرته على كل البسيط بين تلمسان و وادي اللبن عند فاس و انتهت امارتهم سنة 1071 على يد المرابطين و خلال حكم هذه الامارة تم بناء رباط تازة بجوار مدينة تازة القديمة
  • امارة مغراوة: بعد استيلاءالفاطميين على فاس استقدموا قبائل مغراوة و مكناسة وكثامة والقبائل الزناتية بايث وراين و الريف (ايث وليشك و ايقرعيين و ايث توزين و ايث سعيد و ايث بويحيى و ايث يزناسن و ايطريفن و ايكبدانن و ايث ستوت و ايزگارن و ايبخاتن) فاستوطنت كثامة موطنها الحالي على منابع ورغة و استوطنت قبائل الريف اراضي غمارة التي كانت تمتد حتى تلمسان و استوطن جزء من ايث وراين اراضي بني مكود في حين انتشرت القبائل الاخرى على جبال الظهرة ضواحي گرسيف و استوطنت مغراوة مدينة فاس بعد ان كانت ولايتها لكثامة لبني ريحان الكثامي

- امارة بني حمود و بنو حمود اسرة جبلية من اصل ادريسي استطاعت السيطرة على منطقة جبالة ثم الاندلس و اتخذت سبتة عاصمة لها ثم بعد ذلك دعي لامرائها بالخلافة بمالقة و استمرت هذه الدولة في الفترة بين 1017 و 1058م

- امارة بني سواجات بطنجة بين 1062 و 1084م

- امارة ازداجة بنكور بين 1032 و 1068م

- امارة العزفيين بسبتة والتي تعتبر من اكبر الدول التي وحدت جبالة وقد استمرت هذه الامارة بين 1239و 1327م

- بعد الامارة العزفية ظهرت العديد من الامارات المنتشرة و التي لم يتحدث عنها التاريخ بشكل كاف اهمها امارة ال المريني وهم غير المرينيين البربر و لكن ينسبون الى مرينية بالاندلس و قد نشات امارتهم سنة 1426 مع انشاء قلعة الخروب بجبل حبيب خلفتها امارة بني يعيش بقلعة الخروب ايضا ثم امارة الروسيين بها ايضا والتي انتهت بقيام امارة بني راشد بشفشاون سنة1471

- امارة ال سيلڤا بقصر المجاز و التي لم يتحدث عنها التاريخ بشكل كاف و انما وردت عرضا في النصوص البرتغالية و قد انتهت هذه الامارة على يد البرتغاليين سنة 1458 ومما يجدر ذكره ان المنطقة بين طنجة و تطاوان تعرف العديد من مسميات الامراء مجهولي التاريخ كالاميرة ملوسة و الاميرة شمسة و غيرهم

- امارة بني اشقيلولة بالقصر الكبير و استمرت من سنة1288 الى اواخر العهد المريني و يعتبر مؤسسها ابو الحسن علي الرايس المؤسس الفعلي للقصر الكبير


- امارة الامير طلحة الدريج في سبتة ثم تطاوان ما بين 1420 و1429

- امارة بني عبد الحميد بالقصر الكبير انهى حكمها السعديون

- امارة بني عروس بتازروت ثم قلعة الخروب ثم العرائش ثم القصر الكبير و على الرغم من الدورين التاريخي و الثقافي لهذه الامارة التي شارك امراؤها بمعظم الجيش المشارك بوادي المخازن وهم البناة الفعليون لمدينة العرائش و التي كانت تنسب اليهم و تسمى عرائش بني عروس فهي مهمشة تاريخيا و لاتحظى باهتمام من طرف المؤرخين مع انها اول امارت مارست القرصنة او مايسمى الجهاد البحري


- امارة بني راشد بشفشاون انشئت مع انشاء شفشاون عاصمتها و تعتبر اكبر امارة جبلية و اضخمها تاثيرا استمرت ما بين 1471 و 1555م و هي اول امارة مارست الجهاد البحري بالبحر الابيض المتوسط

 
الشاون عاصمة امارة الرواشد

- امارة ال المنظري بتيطاوان والتي انفصلت عن الحكم الراشدي سنة 1484 واستمرت الى سنة 1568

- امارة ال النقسيس بتيطاوان ايضا امتدت من سنة 1592 الى سنة 1673م

وبمقتضى الحال تسببت هذه الانقسامات في الاحتلال الايبيري لعدة مدن صاحبها لمرات عديدة مد من التوسعات داخل الجبال حيث تم احتلال سبتة سنة 1415 ثم احتلال طنجة و ارزيلا سنة 1471 ثم العرائش 1489 فباديس سنة 1507 وقد كان السبب في قيام جل هذه الامارات الدعوة للجهاد ضد المحتلين

عرف التاريخ الحديث بجبالة فوضى سياسية عارمة و مما زاد الطين بلة تدخل الزوايا و الطرق الصوفية في خلق السياسة كما عرفت المنطقة انزلاقا امنيا حيث صارت تعرف ببلاد السيبة اي انها غير خاضعة للسلطة المركزية بل الى حكام قبليين مماادى الى خلق العداءات و الانقسامات القبلية في حين كانت السلطة المخزنية لا تتعدى قوتها بضعت قبائل لا تعترف بهذه السلطة اصلا الا على المنابر بل حتى القرصنة او الجهاد البحري لم يعد متبعا لنظام الامارة و الدولة بل اتخذ طابعا قبليا و من بين اهم الحركات الناشئة في هذا العصر

- امارة ال غيلان ببني گرفط القصر الكبير ثم باصيلا ما بين 1653 و 1685 ويعتبر اميرها الخضر غيلان اهم الامراء الجبليين على الاطلاق حيث استرجع العرائش سنة 1664 و اوشك على استرجاع طنجة لولا ان اغتاله المولى اسماعيل سنة 1684

 
برج القمرة بارزيلا احدى اهم المعالم الغيلانية

- امارة ال السامي في بني زروال وعاصمتها عين باردة و هذه الامارة تعتبر اقوى امارة في الفترة العلوبة حيث كانت تعيش استقلالا تاما محصنة بين الجبال المنيعة و قد وصلت جراة و قوة امرائها الى مهاجمة فاس العاصمة لمرات عديدة ولا يحدث المؤرخون عنها الا النزر القليل حيث انها نشات في العهد السعدي ثم انهارت في العهد العلوي ايام المولى عبد الرحمن بن هشام


- امارة ال اعراس بالحسيمة و ال اعراس هؤلاء من بني يطفث و نسبهم اندلسي و لقيام دولته اختار احمد اعراس مدينة المزمة او الحسيمة عاصمة له نظرا لاحتلال باديس و لانها اول مرفا كبير بعد باديس و قد سيطرت هذه الامارة على عدة مناطق في جبالة الشرقية واستمرت هذه الامارة من سنة 1636 الى سنة 1666 بعد تدمير المولى رشيد للحسيمة بمعونة من حلفائه الريفيين خصوصا بتمسامان و لجوء ال اعراس و حلفائهم الى الخضر غيلان الامير بجبالة الغربية

- الشرفاء الوزانيون مؤسسوا مدينة وزان فحتى ان كانت حركتهم تبدو على انها بريئة فهي لا تخلو من اطماع سياسية فبعد بناء وزان قرر امراؤها تكوين وحدة مستقلة لا تخرج اسميا عن السلطة العلوية تضم بالاضافة الى وزان القباشل المحيطة بها و كل القبائل الجبلية المتزعمة روحيا لها و لهذا فنحن لا يمكننا الحديث هنا عن كيان سياسي قائم بذاته لكن لايمكننا ايضا اغفال قوة روحية و سياسية على هذا النحو في المنطقة

 
الباشا ابن حدو الريفي اول باشاوات ايالة جبالة


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الامارة العروسية في الصحراء

يشكل العروسيون و هي قبائل تنتمي الى بني عروس الجبلية نحو 52 بالمئة من سكان الصحراء المغربية و تنقسم هذه القبيلة بدورها الى عدة قبائل تتوزع على معظم المناطق الصحراوية و هذه قائمة القبائل العروسية في الصحراء

  • العروسيين وهم الفرع المحافظ على التسميةالاصلية و ينتشر العروسيون بين الساقية الحمراء و وادي الذهب فيما يعرف بارض السبخات الكبرى و هم يحيطون بمدن العيون و بوجدور و منهم اقوام كثيرة من الرحل في الشمال الصحراوي
  • الرقيبات و هو من اكبر الفروع العروسية و الصحراوية على الاطلاق وتنقسم هذه القبيلة الى فرعين هما رقيبات الساحل و رقيبات الشرق و يمتد تواجد هذه القبائل في مناطق الساقية الحمراء و وادي الذهب و درعة و تابلبلت و ايكيدي بالصحراء المغربية و يمتد تواجدها على طول صحراء ادرار بموريطانيا و منطقتي تندوف و بئر ام قزين الجزائريتين بالاضافة الى بعض العشائر التي التحقت بصحراء تبرس بليبيا
  • اهل الشيخ ماء العينين و هي من اكثر القبائل الصحراوية حضورا في المجال الثقافي و تعتبر مدينة السمارة مركزا لها و يمتد الكيان الجغرافي لهذه القبيلة الى الكويرة ثم الى خارج المغرب بصحراء ادرار الموريتانية و مناطق شمال مالي خصوصا على سواحل نهر السنغال

وقد شكلت هذه القبائل في العصور الوسطى امبراطورية عظمى امتدت اطرافها خارج الصحراء المغربية لتشمل موريطانيا و شمال مالي و رغم شح المعلومات المتوفرة عنها الا انها شكلت قوة عظمى في المناطق الغربية للصحراء الكبرى

الجبليون في الاندلس

لا يخفى ان الفتح الاندلسي قام على يد الغماريين و كانوا اول فئة مسلمة وطات الاندلس و يكفينا فخرا انتماء اهم الفاتحين و اولهم في التاريخ الاندلسي الى القومية الجبلية الا و هو طارق بن زياد و قد عبرت مع طارق الوف الفاتحين من شمال المغرب كانوا النواة الاولى للتواجد الاسلامي في الاندلس و بالرغم من سيطرة التواجد المشرقي على الحياة الاندلسية في شتى المجالات الا اننا لا يمكننا اخفاء الدور الغماري العظيم في تكون المجتمع الاندلسي

فاجتماع اغلب الغماريين في المدن الثانوية و الارباض و القرى و الضياع ساعد على طمس الهوية الغمارية للاندلس فالقرب الجغرافي و الموقع الا ستراتيجي لجبالة ساعد بشكل كبير على توافد مئات الالاف من الغماريين لدرجة ان اصبحوا حقيقة العنصر المهيمن احصائيا و المهمش اجتماعيا

كان معظم الغماريين يعيشون في احياء خاصة بهم تدعى باسماء قبائلهم و التي من اهمها احياء غمارة و كثامة و سطة بغرناطةو حي قلعة غمارة بميورقة و حي غمارة باشبيلية في حين كان معظم الشمال الاندلسي يتكون من قومية مغاربية يشكل الغماريون فيها نصيب الاسد و كانت هذه المناطق تبتدئ من طليطلة و سراقسطة في الجنوب الى حدود فرنسا شرقا و من بطليوس الى المحيط غربا مرورا بمناطق شاسعة من الشمال البرتغالي و تضم هذه المنطقة مناطقة عدة على الشكل التالي:

  • ماردة و من اهم مدنها ماردة و البة و اصيلة و مركينة و ضمن هذه المنطقة يتواجد اقليم بني طريف الاعلى و قاعدته ماردة و بنو طريف هؤلاء هم بنو طريف الغماريين الذين تصادف ارضهم اليوم اجزاء من انجرة
  • وشقة و من اهم مدنها وشقة و بربشتر و بلاط شنقة و افراغة و صالاج
  • سراقسطة و من اهم مدنها سراقسطة و الحامة و قلعة ايوب و قلشانة و اوربة و مدلين و ضمن هذه المنطقة يتواجد اقليم بني الخزر و الذين يعود اصلهم الى مدينة البصرة بارض دنهاجة الكثامية و قاعدته قلشانة و قسم من اقليم بني طريف الاعلى و قاعدته مدلين
  • تروال و من اهم مدنه تروال و اصيلة و اركش و فرنجولش و قلعة مراد و المرابط و به قسم من اقليم بني الخزر و قاعدته اركش
  • الجوف و هو القسم الاوسط من الاندلس و قاعدته بطليوس و من اهم مدنه خيخون و ابلة و البرانس و هرناش و طلبيرة و قنطرة السيف و قصرش و قورية و وادي الذئب و تجادة و اشقوبية و الغماريين و شلمنقة و اشبرغيرة و قرذيرة و سمورة و كثامة و تضم هذه المنطقة اقيم كثامة و يمتد على مسافة واسعة بين اشقوبية و خيخون و اقليم غمارة و يمتد على طول جبال الاشتريش و قاعدته شلمنقة
  • السهلة و هو اقليم هوارة الذين هاجروا من هوارتي الساحل و زلول بين اصيلة و العرائش و قاعدته السهلة و ينحدر من هذا الاقليم بنو ذي نون و بنو رزين
  • طليطلة و من اهم مدنه طليطلة و المائدة و المنظرة و شنت ياقو و هو ضمن اقليم هوارة
  • وادي الحجارة و من اهم مدنه وادي الحجارة و قلعة النهر و يابرة و مدينة الفرج و اغلب اهل المنطقة كانوا من صنهاجة
  • برشلونة و من اهم مدنه برشلونة و بربرة و طلمنقة و باغة و هي ضمن نفوذ كثامة ايضا
  • جيليقية و هي المناطق اقصى شمال اسبانيا و التي انطلقت منها حركة الاسنرداد و لقد ظلت هذه المناطق ذات اغلبية مسيحية لكن ولاة الاندلس اقطعوها الى قبائل غمارة للجهاد فيها و مما يميزها انها لم تدم تحت الحكم الاسلامي سوى ثلاثة قرون و قد انفصل الغماريون من ساكنيها في قرى و مدن خاصة بهم منها مدن برغش و بني محمد التي تنسب الى بني محمد الغماريين في انجرة و مزالة و لاردة و برشينة و المسجد و ارشلاطة و استورقة و غمارة لاردة و ملوسة و بلطر و عروسة و البرانس و بني عروس و تطيلة و غمارة و شرطانية و يعد اغلب مسلميها من الغماريين الا استورقة و شرطانية فالغالب على اهلهما الكثاميين
  • جرندة و اغلب اهلها كثاميين و من اهم مدنها جرندة و قلمرية و اصقالة
  • مجريط و تضم مدن مجريط (مدريد) و المدور والقلعة و قبريرة و قلصادة
  • نبار و هي المنطقة على الحدود الفرنسية و لم يطل الحكم الاسلامي فيها الا زهاء قرنين و لكن استمر تواجد المسلمين فيها حتى بعد قيام مملكة نبار و الغالب على اهل المنطقة البرانس و لهذا تسمى جبال نبار (البيريني) بجبال البرانس و من اهم مدنها برغواطة و تطيلة و البرغواطيين و للتذكير فكلمة برغواطة تشمل عدة قبائل شاركت في امارة برغواطة المجوسية في تامسنا ومن اهمها البرانس
  • سورية و غالب اهلها غماريين و من اهم مدنها سورية و غمارة و المنار و برج عباد و تجادة سورية
  • طرطوشة و هي ضمن اقليم بني دانس و قاعدته قصر ابي دانس و هم غماريون و من اهم مدنها طرطوشة و طرسونة و طلوشة و قلمرية و قلنبيرة
  • بلد الوليد و من اهم مدنه بلد الوليد و اونقة و غمارة و الرويضة و اغلب اهلها غماريين
  • باجة و هي المنطقة غرب الاندلس التي تصادف البرتغال اليوم و اغلب اهلها من غمارة و صنهاجة و من اهم مدنها باجة و لشبونة و شنترين و قصر السال و غمارة كثامة و صنهاجة و اصيلة و قورية و شنت مرية الغرب و من اهم اقاليم هذا القطر اقليم بني تاكيت الغماريين و قاعدته شنترين

وهذه المناطق اعلاه كانت تتكون من اغلبية جبلية من شتى القبائل مع نسبة متوسطة من باقي المغاربة البربر غالبا و نسبة ضخمة من المولدين و المستعربين في حين يتركز التواجد المشرقي على الحواضر الكبرى و المدن البعيدة عن الثغور و لهذا غالبا ما كان يطلق على الغماري بالاندلس الثغري

اما في باقي مناطق الاندلس فلا يمكننا الاستهانة بالدور الجبلي على الرغم من سيطرة المشارقة على الحياتين السياسية و الاجتماعية فان الجبليون كانوا باعداد كبيرة يتوزعون في معظم المدن و لهم ايضا اقاليم خاصة بهم نذكر منها

  • لقنت بمدن بني عروس و اوربة و صنهاجة
  • المرية بمدينة بني طارق و المرية و ينحدر اغلب اهالي هذه الاخيرة من بني زروال المرحلين على يد عبد الرحمن الناصر
  • الجزيرة الخضراء بمدينتي البرانس و غمارة و يحتوي ايضا اقليم بني طريف الادنى و قاعدته شذونة و من اهم مدنه برباط و طريفة
  • غرناطة بقرية باديس بني عبد الله
  • ولبة و يضم اقليم بني عوسجة الكثاميين و قاعدته ولبة و من مدنه بلاط عوسجة
  • جيان بمدينتي جيان و الهواريين
  • مالقة بمدن مالقة و الهواريين و بني وليد و بني وجان و زناتة
  • اشبيلية بمدن علودان و المقرمدة و البرانس و اسطبة و مرشانة
  • الجزائر الشرقية و هي جزر البليار و كان الغمارون يتقاسمونها مع عرب باهلة على ما ذكر المؤرخون و اغلبهم كان يقطن جزر منورقة و يابسة و جزيرة سميت باسم غمارة اما ميورقة فقد تقاسموها مع باهلة وبعض بني امية و كان اغلب الغمارين يقطنون مدينة سالم و مدينة غمارة وهو القسم الغماري من ميورقة و تجاهه يتواجد باب غمارة و برجا غمارة و القلعة المسماة ايضا بقلعة غمارة
  • قسطليون بمدن صنهاجة و زناتة و بني فقوس
  • قونقة بمدن قونقة لجدانية و قصر مضى و بلكونة
  • مرسية بمدن الصنهاجيين و بني يعلى و السبتيين
  • بلنسية بمدن شاطبة مصمودة و زناتة البيضاء و مدينة سالم

ومن الملاحظ ان منطقتي قرطبة و غرناطة تكاد تكون رساتيقهما خالية من بلدات الغماريين مع العلم ان في كلا الحاضرتين كانت نسب الغماريين مرتفعة وهذا القول طبعا لا يستثني باقي الحواضر في المناطق اعلاه

لقد مر التاريخ الغماري بالاندلس بالعديد من الثورات فقد امتازت هذه القبائل بالمغرب و الاندلس على السواء بالميل الى الثورة و نقض الطاعة و من اهم الثوار الظاهرين في الشمال الاندلسي لاسيما خلال الفترة الاموية

. منوسة المكناسي و قد استمرت ثورته بين 726 و 730 سيطر خلالها على الجوف الاعلى و جبال الاستورياس و جيليقية و برشلونة و جرندة و نبار و جبال البرانس و مناطق شاسعة على طول الجنوب و الغرب الفرنسي و قد اختار مدينة خيخون عاصمة له

. شنقة بن عبد الواحد و استمرت ثورته بين 768 و 784

. بنو طريف و اسس امارتهم محمود بن عبد الجبار الطريفي بالاستورياس و الجوف و ماردة و عاصمتهم منت شالوط و دامت امارتهم بين سنتي 829 و 874 و منهم الاميرة جميلة بنت محمود احدى اهم النساء اللواتي طبعن تاريخ الاندلس

.و من المعروف ان انتهاء العصر الاموي كان مع دخول بيت بني حمود الى الاندلس و ينتمي بني حمود هؤلاء الى قبيلة بني عروس و استطاعوا سنة 1017 الاستيلاء على الاندلس و التلقب بالخلافة لكن هذه المرة بمالقة لا قرطبة الا ان سلسلة الانقسامات التي عرفتها الاندلس و التي تمخض عنها ما يسمى بملوك الطوائف قلصت من مساحة السيطرة الحمودية لتصبح مقتصرة على الجنوب الاندلسي فقط حيث كانت تتبع هذه الامارة امارات غرناطة و رندة و مارة بني سواجات في طنجة و سبتة و سواحل غمارة ثم ادت الخلافات لاجل الاحقية بالحكم سنة 1023 الى انقسام الامارة الحمودية الى جزئين الاول بمالقة و الثاني بالجزيرة الخضراء و قد استمر الفرع المالقي الى سنة 1058 في حين استمر الجزيري الى سنة 1059

. امارة بني برزال الزناتيين و قد نشات هذه الامارة بعد اقطاع الخليفة سليمان المستعين بالله مدينة قرمونة الى بني برزال سنة 1013 و كانت قرمونة عاصمة الامارة ثم امتد الحكم البرزالي الى مدن استجة و اشونة و المدور و انتهت الامارة بضمها الى امارة بني ذي نون بطليطلة سنة 1067

. امارة بني دمر بمورور و ينتمون الى بني يرنيان من ابناء اعمام زناتة و كانت ديارهم سلاس و بني ورياگل حاليا في المغرب و نشات امارتهم بعد ان اقطعهم المستعين بالله مدينة مورور سنة 1013 و انتهت بضم بني عباد اياها سنة 1066

. امارة بني رزين و الذين ينتمون الى هوارة و قد امتدت مملكتهم من 1012 الى 1069 و قد قضى عليها المرابطون و كانت مدينة السهلة عاصمتهم و سيطرت بالاضافة اليها على مدن تروال و وادي الابيار و فرنجولش و قلعة مراد

. بنو الافطس المكناسيين ببطليوس و تعد من اكبر الامارات الاسلامية في الاندلس بعد الدولة الاموية و قد سيطرت هذه الامارة على كل الجوف و مدنه و باجة و مدنها و الاستورياس و مدنها ايضا و قد دامت هذه الامارة طوال المدة بين 1009 و 1094 و قد انتهت بالغزو المرابطي

. بني غلبون الغماريين بملينة ما بين 1080 و 1110 و قد قضى عليها صقالبة بلنسية

. بنو ذي نون الهواريين بشنت مرية منذ 874 ثم قوت امارتهم و ضمت اليها طليطلة و قصرش و بلد الوليد و بسق و طلبيرة و مكادة و الفحامين و مجريط و قلعة عبد السلام و طلمنقة و مدينة الفرج و وادي الحجارة و مدينة سالم و انتاسية و شنت برية لاسيما بعد سقوط الدولة الاموية و انتقلت العاصمة الى طليطلة سنة 1023 ثم استولى بنو ذي نون على بلنسية و مدنها تلى ذلك استقلال فرع من بني ذي نون ببلنسية سنة 1064 ثم ضم الى الفرع الطليطلي اراضي امارة قرمونة سنة1067 و انتهى الفرع البلنسي بالغزو المرابطي سنة 1075 ثم الفرع الطليطلي سنة 1085

بعد العصرين المرابطي و الموحدي استقل فرع ثالث من بني ذي نون بمالقة و مدنها بين سنتي 1229 و 1238

لا يمكننا حصر الدور الجبلي بالاندلس على المساعدة على نهاية الدولة الاموية بعد الدور الكبير الذي لعبته القبائل الجبلية في ثورة البربر و في المساعدة على استقلال المناطق الاندلسية بل كانت هذه القبائل عماد الدولة الاموية في العديد من اطوارها بل ان عبور عبد الرجمن الداخل كان بمعونة القبائل المحلية الذين يعدون اخواله فامه راح من مرنيسة النفزاوية و من اهم البيوتات الجبلية التي شكلت قوام الدولة الاندلسية بيت الوجالي الوزراء الامويين و ينتمون الى بني زجل الغمارية و بيت بني السوماتي الكتاب و بيت بني الليثي الغماريين كبار التجار و لم يافل نجم هذا البيت الا بعد الثورة التي تعرف بهيج ربض شقندة و الذي تزعمه كبير اسرة بني الليثي

خلال عهد بني الاحمر ازدادت الهجرات الغمارية بشكل جد مرتفع حيث صارت معظم القبائل شمال شفشاون تحت السيادة الغمارية و استدعى ملوك غرناطة الالاف منهم بعد ان اصبحوا قوام الجيش الغرناطي و اكبر هجرة عرفتها غرناطة هي هجرة 1301 و التي هاجر خلالها 30 الف غماري بل اخذت الهجرة منحى اخر بهدف الجهاد حيث تهاجر جيوش جبلية باكملها من جبالة باتجاه الاندلس مع اسرهم و عائلاتهم و تعد قبيلتي وادراس وبني حسان في مقدمة القبائل امهاجرة ومن اهم قادة الجهاد الجبليين بالاندلس علي بن راشد الحساني العروسي نسبا والبهلولي الوادراسي

وقد ذكر الحسن الوزان المؤرخ خلال هذه الفترة ان معظم الوادراسيين كانوا في جند بنني الاحمر بينما امتازت الجيوش الحسانية بالاستقلالية و انها كانت تمنح خدماتها لبني الاحمر تارة و تبيعهم اياها تارة اخرى

لكن مع ذلك كانت غرناطة قد اضحت باغلبية غمارية و من اهم الاسر الغمارية انذاك اسرة الثغري التي تولى افرادها الوزارة و الحجابة لبني الاحمر و تكلف معظمهم الولاية على مالقة فاخر ولاة مالقة هو البطل الشهير حامد الثغري الذي قاد الجيوش الاسلامية المدافعة عن حصار مالقة سنة 1487 والذي انتهى باحتلال مالقة واسر الثغر ثم تعذيبه وقتله.


الامارة الإسلامية بكريت

 
الاسطول الاندلسي يبحر الى كريت

خلفت وقعة ربض شقندة استياء لدى الحكم بن هشام الامير الاموي فامر باخلاء الربض و الذ يعد الغماريون اغلب سكانه و اجلائهم فابحروا سنة 827 و انقسموا الى ثلاثة فرق الاولى هاجرت الى المغرب و هاجرت الثانية الى الاسكندرية في حين ابحرت الثالثة الى جزيرة كريت اليونانية وقامت بالاغارة عليها الى ان نجحت في السيطرة عليها بقيادة ابي حفص عمر البلوطي المولد الغماري من ام اسبانية و تلى ذلك تشييد عاصمته الخندق ثم الاقرار بالسلطة العباسية ثم قام الامراء بالتوسع شمالا نحو جزر كيكلادس و استطاعوا بعد ذلك فتح جزيرة وابية سنة 835 ثم لسبوس سنة 837 والقيام بعمليات القرصنة على طول بحر ايجة و استطاعوا كذلك تكبيد البيزنطيين افظع الخسائر المادية والبشرية ثم قاموا بحملة كبيرة استطاع الاقريطشيين فيها الاستيلاء على اجزاء واسعة من شبه جزيرة البيلوبونيز اليونانية سنة 865 بل قد وصلت القوة الكريتية الى الاستيلاء على جبل اثوس اليوناني المقدس لدى المسيحين الارثوذكس بل تجاوزت القوة ذلك الى الاستيلاء على جزيرة مرمرة و محاولة حصار القسطنطينية التي باءت بالفشل ثم تلى ذلك فتح كافت الجزر في البحر الادرياتيكي و التواغل داخل سواحل دالماسيا الكرواتية

الا ان الصرخات البابوية المستمرة تسببت في تكبد الامارة خسائر وخيمة سنة 873 اضطر بعدها امير كريت شعيب بن عمر الى دفع الجزية لمدة تقارب العشر سنوات

لكن تدفق المدد والمتطوعين من شمال المغرب و مصر وتونس والشام ساعد الامارة على العودة الى الاغارة على المناطق اليونانية حيث استرجع الكريتيون جزر كيكلادس و وابية واجزاء كبيرة من جنوب البيلوبونيز تلى ذلك فتح جزيرة بطمس ثم الاستيلاء على جزر ناكسوس و باروس و ايوس و اجبار اهلها على دفع الجزية ثم قام الكريتيون بحملتهم الكبرى سنة 896 على البيلوبونيز بقيادة الامير محمد بن شعيب استطاعوا خلالها السيطرة على كمل البيلوبونيز و التوغل داخل الاراضي اليونانية ثم فتح اثينا العاصمة اليونانية حاليا في نفس السنة ثم قاموا و بالاستعانة بالاساطيل الشامية بالاستيلاء على تساليا و مقدونية الغربية و فتح مدينة سالونيك ثاني اكبر المدن البيزنطية

بعد هذه الحملة قام البيزنطيون بسلسلة من الهجمات استاطاعوا خلالها استرداد مدينة سالونيك ثم اثينا والمناطق المجاورة لها سنة 902 ثم قاموا بارسال حملة اخرى من مئة سفينة استطاعت استرداد البيلوبونيز و بعض الجزر سنة 911 الا ان الاسطول الشامي كبدها خسائر فظيعة قبالة سواحل اخوس فاضطر الناجون من البيزنطيين الى العودة

عادت الغارت الكريتية ثانية بعد 912 فقاموا ثانية بالاستيلاء على البيلوبونيز و جزر كيكلادس و وابية وكافة جزر بحر ايجة لكن هذه المرة قامت الامارة بتوسعات غير متوقعة في السواحل الغربية لاسيا الوسطى (تركيا) ادت الى تكثيف البيزنطيين لجهودهم في محاولة الاستيلاء على الجزيرة و ما قد استولت عليه حيث جهز الامبراطور قسطنطين السابع اسطولا اخر من 137 سفينة سنة 949 الا ان هذا الاسطول تكبد هزيمة قوية اطاحت بهيبة الدولة البيزنطية و ساعدت الكريتيين على مزيد من التوغل داخل الوسط اليوناني و اسيا الصغرى

 
اوريفاس يعاقب الاسرى المسلمسن من كريت

لكن سنة 960 اعد الامبراطور رومانوس الثاني حملة جديدة اوكل قيادتها الى نقفور الثاني و لكن هذه الحملة رست مباشرة على السواحل الكريتية فاحتلت كامل الجزيرة و قامت بحصار العاصمة الخندق حصارا طويلا دام حتى سنة 961 حيث احتل البيزنطيون المدينة و اجبروا اهلها على التنصر قصرا و منعوهم من الهجرة فتنصر معظم السكان و في مقدمتهم ابن امير كريت النعمان بن عبد العزيز الذي تنصر و انضم الى الجيش البيزنطي الى ان قتل في احدى المعارك سنة 972 في حين استمر الباقي على دينهم ومنهم الامير عبد العزيز بن شعيب الذي اقتيد اسيرا الى القسطنطينية مع اسرته و توفي فيها على الاسلام

ترك المسلمون الاندلسيون بكريت ارثا حضاريا كبيرا حيث لا تزال مدينة الخندق العاصمة الاسلامية لكريت و التي تسمى اليوم مدينة ايراكليو و يبلغ عدد سكانها اليوم 140 الف نسمة كما يعود الفضل للمسلمين في ادخال زراعة قصب السكر الى الجزيرة


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجبليون بالاندلس بعد الاحتلال المسيحي

 
مدينة غمارة ضواحي سورية في الشمال الاسباني

وبعد احتلال غرناطة هاجرت عشرات الاسر الغمارية الى موطنها الاصلي شمال المغرب كاسر زنيبر و الغماري والغمارقلعي و الحمودي و ابن راشد و البهلولي و غيرهم في حين ظلت معظم الاسر الغمارية في مواطنها خصوصا في قرية غمارة سورية وغرناطة و بالس و قادس و الجزيرة الخضراء و اشبيلية و ظل معظمهم على دينهم الاسلامي و يتجلى الحضور القوي لغمارة في غرنطة تسمية الاسبان لقصر الحمراء بغرناطة:cuesta gomerez

بعد صدور قرار الطرد سنة 1602 اضطر معظم الغماريين الى التنصر لتفادي الطرد و بالفعل ذاب المتنصرون الجدد في المجتمع الاسباني و صاروا يعرفون في التاريخ الاسباني بالگوميريث(gomerez) و قد حمل معظم هؤلاء اسماء تدل على انتمائهم الغماري وغيرها.

على الرغم من الادعاءات التاريخية فان كولومبوس كان اخر المستكشفين الواصلين الى امريكا وهذا البحار سبق له ان قام برحلة بسن 16 سنة مع سفينة عربية جبلية انطلاقا من مدينة طنجة الى الصويرة ثم معبور(السنغال) ثم سليمي(سيراليون) ثم دابوه(ساحل العاج) ثم المينا(غانا) و منها الى الرصيفة(ريسيفي-البرازيل) دون ان يدري ان هذه ارض جديدة و انما ظن انها ارض افريقية و قد ذكر كولومبوس هذه الرحلة في كتابه دون ذكر البحارة الذين رافقوه

و في رحلته المشهورة استعان كولومبوس بمؤهلات البحارة الغماريين كابن الرياش و موسى ابن ساطع و الذي يعود له الفصل في اكتشاف كوبا كما ذكر ان معظم البحارة الذين رافقوه هم من مسلمي الاندلس بعد رفض الاسبان مرافقته

و مما يثير الدهشة ذكر كولومبوس لتواجد المساجد والابنية ذات الطابع الاسلامي في المنطقة وهذا طبيعي بعد الرحلات التي قام بها العديد من البحارة الاندلسيين قبل كولومبوس

بل الاغرب توصل باحثين امريكيين الى مخطوطة عربية كتبها موسى بن ساطع في جزيرة ترينداد يذكر فيها فاجعتي سقوط مالقة وغرناطة بالتفصيل تعود الى ما قبل كولومبوس و هذه المخطوطة تؤكد سابق معرفة ابن ساطع بهذا العمل الجديد

اثناء موجة التعمير التي عرفتها القارة الامريكية هاجرت العديد من اسر الگوميريث الى العالم الجديد تركز معظمها في الدومنكان حيث يؤكد المؤرخون ان معظم البيض من متكلمي الاسبانية بادومنكان ينتمون الى الگوميريث

الغماريون بجزيرة غمارة الكناري

جزيرة غمارة (la gomera) هي احدى جزر الكناري بالمحيط الاطلسي المسماة في الخرائط العربية بالخالدات و يسمى السكان الاصليين لهذه الجزر بالگوانش و هم كما تدل لغاتهم و جيناتهم خليط بربري عربي فقد الكثير من التقاليد و المصطلحات اللغوية بل و حتى الرابط الديني فقد عرفت هذه الجزر الحكم الاسلامي لعقود طويلةقبل الغزو الاسباني لاسيما خلال العهد المرابطي الا ان جزيرة غمارة كانت قد عرفت هجرة قبلية من غمارة شمال المغرب بل و قامت في هذه الجزيرة حكومة مستقلة و غير معروفة تاريخيا. [بحاجة لمصدر]

ان تاريخ جزر الكناري عموما قبل التواجد الاسباني غير معروف بشكل تام و انما تدل عليه الكتابات المحلية المتفرقة و التي تذكر ايضا ان اخر الامراء المستقلين لجزيرة غمارة كان يدعى ملاحق Amolahuige و انه بعد وفاته اقتسم ابناؤه الاربعة قابوس Alguabozegue و العقال Alhagal وابو بكر Aberbequeye و ماسكن Masegue حكم الجزيرة و هذا ما ساعد الاسبان على غزوها و كان لهذا الغزو الاثر الكبير في فقدان السكان للغتهم الاصلية و لدينهم الذي اصبح خليطا من الاسلام و المعتقدات الوثنية مما ادى بالكثير الى اعتناق دين الغزاة الجديد

و لقد وصلها كريستوفر كولومبوس سنة 1492 و يذكر في كتابه الاسرة المحلية التي خولها الاسبان حكم المنطقة و هي اسرة Bobadella اي ابو عبد الله كما لاتزال العديد من الاسر بجزيرة غمارة تحمل اسماء عربية ك :القويدان-alcoidan و اشن-achen و ابن طاهر-abentahar و ابن عشرو-bencharo و ابن ثنية-bentenuya و ابن التاجي-bentejun.

الغماريون بالمغرب العربي والشرق الأوسط

لقد كانت الاراضي الجزائرية الشقيقة و لاسيما تلمسان الوجهة المفضلة لمعظم المهاجرين الغماريين و لهذا تتواجد بها العديد من المسميات الغمارية كحمام الغماري و مسجد الغماري و غيرها و قد كانت فترة بني عبد الواد الفترة الذهبية للهجرة الغمارية نحو تلمسان حيث تصدر الغماريون المهاجرون اغلب المهام الكبرى حيث شغل الكثير منهم منصب الوزارة لبني عبد الواد

الا ان الهجرة الجماعية لغمارة نحو منطقة الغرب الجزائري قدمت مع الاعداء التقليديين لبني عبد الواد من المرينيين حيث رافق الغماريون الجيش المريني الذي حاصر مدينة تلمسان و خلال هذا الحصار قام السلطان ابي يعقوب يوسف باقطاع قبائل غمارة اراضي ندرومة سنة 1297 و قام ببناؤ مدينة ندرومة الحالية و جعلها من خمسة احياء اضافة الى القصبة و هي احياء بني زيد(نسبة الى بني زيد احدى عشائر بني يالصوت) و التربيعة و بني عفان (نسبة الى قبيلة بني عفان) و قناوة و سيدي يحيى في حين قطن باقي الغماريين المناطق المحيطة باسوار ندرومة موزعين على عدة مداشر و قرى و تعرف منطقتهم اليوم بقبيلة جبالة في حين قطن بنو مستار الحميديين الغماريين (بني مستارة) المنطقة المسماة اليوم ببني مستار ضواحي تلمسان

و انطلقت من ندرومة العديد من الهجرات الغمارية اهمها في اتجاه مدينة البويرة في حين لاتكاد منطقة جزائرية تخلو من تسمية الغماري و ينسب معظمهم الى غماريي مدينة ندرومة

في الاراضي التونسية كانت الهجرات الجبلية شبه منعدمة و ان وجدت لا تعدو كونها هجرات فردية فقط منها هجرة خلدها التاريخ و هي هجرة الامام الشاذلي الاخماسي اصلا و الذي قطن مدينة شاذلة التونسية فنسب اليها

في ليبيا اقتصرت الهجرات الغمارية على مدينة طرابلس حيث تتواجد العديد من الاسر تحمل لقب الغماري بالاضافة الى الهجرة الجماعية لقبيلة المشايشة العروسية نسبا و التي تقطن اليوم الجبل الغربي من ليبيا

اما مصر فقد عرفت هجرات فردية مكثفة استقر معظمها بالقاهرة و الاسكندرية و من اهم هذه الهجرات هجرة الامام الشاذلي ايضا و الذي اصبحت مدينة الاسكندرية مركز طريقته و منبعها و يقطنها اليوم المئات من حفدته بينما ارتبطت الهجرة الى بلاد الشام بالجهاد ضد الغزو الصليبي حتى صارت العديد من المدن الفلسطينية تحتوي احياء بمسمى المغاربة و من اهم المدن التي شكلت مركزا للهجرات الجبلية مدن غزة و بيت المقدس و نابلس و دمشق و حلب حيث العديد من الاسر ترتفع بنسبها الى الجبليين القادمين من شمال المغرب بقصد الجهاد

الغماريون في افريقيا جنوب الصحراء

تعتبر قبائل الارما في مالي و شمال النيجر من اصغر القبائل الافريقية و اكثرها تاثيرا في الحياتين الدينية و السياسية لاسيما في مالي و تتمركز هذه القبيلة في تومبوكتو و ضواحيها و يعود اصولهم الى الجنود السعديين القادمين للاستيلاء على اراضي ممالك البامبارا بقيادة جودر الاندلسي سنة 1590 و كانت هذه الجنود تقسم الى ثلاثة اقسام جنود درعة و سوس و هم سكان حي سراكينا و جنود مراكش و الحوز و هم سكان حي جنكرابير و جنود جبالة و فاس و هم سكان حي كوندا الذي يعتبر مركز تمبوكتو و به كانت القصور الباشوية لباشاوات السودان لدى الملوك السعدييين ثم العلويين من بعدهم و من بين الاسر المرموقة الجبلية الاصول في الارما اولاد الباشا الروسي المنحدرين من جبل حبيب و اولاد الباشا الفشتالي و اولاد الباشا ابن زرقون المنحدرين من بني حسان و يجدر بنا الذكر ان اغلب باشاوات السودان كانوا يعينون من سكان حي كوندا المكون من الفاسيين و الجبليين و قد سميت هذه القبائل بالارما من طرف المحتل الفرنسي بمعنى الجنود

في السودان تتواجد ايضا احدى اهم نماذج الهجرات الجبلية الجماعية و هي قبيلة المغرابة و التي تتوزع على 36 قرية بالمناقل و وادي مدني و دار السلام المغاربة على نهر النيل وتعود اصول هؤلاء الى حفدة الفقيه و المتصوف احمد زروق البرنسي و قد نقل هؤلاء اثناء هجرتهم المذهب المالكي و المذاهب التصوفية المغربية و لهذا تعتبر قبائل المغاربة القبائل الاكثر تاثيرا في الحياة الدينية السودانية

في الشرق الأدنى

في الهند سجل المؤرخون العديد من الهجرات الفردية و التي مصدرها من شمال المغرب و اغلب هؤلاء المهاجرين عبارة عن فقهاء هاجروا بهدف نشر الاسلام و حماية تعاليمه و من اهم هؤلاء الفقيه الشيخ محمد المصمودي الذي قطن البنغال بهدف نشر الاسلام و توفي بدلهي بالهند و قد ذكره ابن بطوطة في كتابه و ذكر وفاته ايضا

في الجارة المالديف يذكر المؤرخون الداعية ابي البركات يوسف اللواتي الطنجي الشهير بابي البركات البربري و الذي كان السبب في اسلام ملك المالديف و شعبها بعد الكرامة التي صارت على يديه في قصة يذكرها الرحالة ابن بطوطة في كتابه

اما في الصين فيعد الامام قوام الدين السبتي اشهر الائمة في الصين لعهده و قد قدم هذا الشيخ من سبتة وزار الهند ثم قطن مدينة خان بالق(بيكين حاليا) و قد ذكره ابن بطوطة ايضا في كتابه و عده مع اغنياء الصين و ذكر انه لا ياتي غريب مسلم الى بيكين الا و قدم عليه وانه لا يسيير الا في موكب ضخم

الشتات

داخل المغرب

الهجرات الجبلية الى المناطق المغربية الاخرى (المسماة محليا الداخل) قديمة و كانت غالبا ما تكتسي طابعا دينيا حيث غالبا ما يحظى الجبليون لصلتهم بالادارسة العديد من التشريفات الدينية لكن حاليا اكتست طابعا اقتصاديا و علميا فمعظم المهاجرين الجبليين الى باقي المدن المغربية يهاجرون بهدف تعليم اطفالهم او بهدف استثمار الاموال او البحث عن فرص عيش احسن و تعد مدن فاس و القنيطرة و الرباط و سلا و مكناس المدن الاكثر استقبالا للمهاجرين و هذا جدول باعداد المهاجرين حسب المدن المستقبلة لهم حسب توقعات 2013.

المدينة عدد الجبليين المهاجرين اليها نسبتهم من سكانها
فاس 529.276 55,9
سلا 359.824 47,33
الرباط 245.260 29,86
القنيطرة 143.322 39,91
مكناس 115.253 21,49
الدار البيضاء 62.139 2,12
وجدة 43.808 10,93
اگادير 23.219 3,42
مراكش 19.415 2,36
تمارة 17.414 7,72
الناظور 17.371 13,76
سيدي قاسم 14.802 19,2
خريبگة 12.912 7,76
الحسيمة 11.278 20,31
سوق اربعاء الغرب 8.674 19,99
المحمدية 8.512 4,51
جرف الملحة 8.230 39,47
العيون 7.759 4,22
بركان 6.594 8,24
العروي 6.137 17,04
ايث نصار 6.018 18,92
سيدي سليمان 5.584 7,15
بني ملال 4.858 2,98
سطات 4.525 3,88
تاومية 4.481 44,86
الجديدة 4.016 2,78
قرية با محمد 3.912 23,41
الدريوش 3.225 11,3
اسفي 3.196 1,12
بويزنزارن احدادن 2.534 9,95
تيسة 2.391 24,99
گرسيف 2.215 3,87
المهدية 1.810 11,13
مطماطة 1.722 44,45
زاگورة 1.695 4,86
سلوان 1.668 6,7
الزغنغن 1.630 8,08
صفرو 1.615 2,52
الدشيرة 1.455 1,63
مشرع بلقصيري 1.420 5,14
جرادة 1.399 3,19
الراشيدية 1.365 1,7
اكنول 1.342 33,01
الصويرة 1.320 1,9
مولاي بوسلهام 1.212 21,29
ورزازات 1.196 2,11
مليلية 1.172 1,72
خنيفرة 1.152 1,59
تاوريرت 1.119 1,4
لاللة ميمونة 1.105 8,5
ميضار 1.077 8,14
باقي المدن 86.064
المجموع 1.825.385 6,54

من الملاحظ ان اغلب المهاجرين يقطنون المدن القريبة جغرافيا من منطقة جبالة بالاضافة الى مناطق الريف

خارج المغرب

أما خارج المغرب فيعيش 1.151.634 جبلي اي ما يشكل سبع الشعب الجبلي و ثلث المهاجرين المغاربة و هذا ما يعني قوة مهاجرة كبيرة تتمركز في اسبانيا فرنسا هولندا و بلجيكا و يبين الجدول التالي توقعات اعداد المهاجرين الجبليين خارج المغرب حسب البلد مع نسبهم من مجموع المهاجرين المغاربة داخله.

البلد التعداد نسبتهم من المهاجرين المغاربة
  إسپانيا 416.033 54,23
  فرنسا 256.804 21,4
  هولندا 130.665 38,25
  بلجيكا 122.802 36,85
  ألمانيا 48.646 24.08
  إيطاليا 46.553 15,57
  المملكة المتحدة 35.127 57,59
  السعودية 15.838 36,65
  الدنمارك 12.784 85,23
  السويد 9.898 49,5
  الولايات المتحدة 9.366 13,38
  كندا 9.051 11,75
  النرويج 7.696 51,31
  الپرتغال 5.580 99
  سويسرا 3.769 27,92
  أستراليا 3.183 26,53
  تونس 3.000 11,54
  الكويت 2.270 10,39
  الجزائر 1.550 0,95
  الجبل الأسود 1.500 100
  البرازيل 1.164 100
  اليونان 888 73,39
باقي دول العالم 7.277
المجموع 1.151.444 26,07

فمن الملاحظ ان نسبة الجبليين من مجموع المهاجرين المغاربة ترتفع بشكل كبير في دول شبه الجزيرة الايبيرية و دول البينلوكس و اسكندنافيا و امريكااللاتينية في حين تنخفض في المناطق التقليدية للمهاجرين المغاربة كفرنسا و ايطاليا و امريكا الشمالية و الخليج العربي

الثقافة الجبلية

اللغة

يستعمل الجبليون في شمال المغرب لهجة خاصة عبارة عن لهجة اندلسية خالصة بما تحمله من مفردات عربية وبربرية بالاضافة الى عشرات المفردات من اللغة القشتالية القديمة والحديثة (الاسبانية) والمفردات ذات الاصول التركية والفارسية والفرنسية كما توجد في اللهجة الجبلية عدة كلمات تنسب الى اللهجة اللتي كانت متداولة لدى عرب صقلية وتشابه اللهجة الجبلية الى حد ما لهجة اهل جيجل بالشمال الجزائري.

تعد اللهجة الجبلية في حد ذاتها مجموعة من اللهجات المتقاربة اذ يمكن تقسيمها بالشكلين الافقي و العمودي فافقيا تختلف هذه اللهجة الفريدة من منطقة الى اخرى فتتغير بعض المفردات من مدشر الى اخر او من مدينة الى اخرى فمهما كانت هذه المداشر متقاربة فتوجد بين لهجاتها اختلافات في تسمية بعض المفردات او في نطق بعض الحروف احيانا.

في اغلب المناطق الجبلية توجد اختلافات في طريقة نطق الاحرف ففي اغلب منطقة جبالة ينطق حرف الظاء و الضاد طاء و تشذ عن هذه القاعدة مناطق قليلة كغرب اقليم تاونات وجنوب اقليم تازة.

وينطق القاف في بعض المناطق الفا و في المناطق الاخرى كافا رقيقة وهذا يميز مداشر معينة او مناطق اغلب اهلها ينتمون الى اصول اندلسية مولدة (غير عربية ولا امازيغية) او من احفاد الصقالبة و ينتشر في اغلب المناطق ايضا و خاصة في المدن قاعدة نطق الراء بشكل يقربها من حرفي الغين او الواو و غالبا ما تنطق التاء في المناطق شديدة الارتفاع تز حيث يضاف حرف الزاي المهمل اليها وهذه القاعدة اللغوية منتشرة بشكل كثير شمال غرب اسبانيا و عند الشعوب السلافية

القاعدة الاكثر شيوعا عند جبالة هي نطق الجيم مع القلقلة كما يتلى القران الكريم بنفس الشكل الموجود في صعيد مصر في حين ينطق باقي المغاربة الجيم بشكل مخفف ايضا تنطق اغلب الكلمات مع الحاق الشدة في اول الكلام على الحرف الاول و تحول هذه القاعدة في المناطق القريبة من السواحل المجاورة لاسبانيا حرف الباء الى لفظة (پ)

بخلاف باقي المغاربة المتكلمين للغة العربية الذين يستعملون لهجة عربية هلالية ينطق الجبليون القاف قافا بينما ينطقها باقي المغاربة بلفظة (گ) ما يؤكد ان اللهجة الجبلية لهجة اندلسية و لا علاقة لها بالمد الهلالي و المعقلي بالمغرب بينما يستعمل الجبليون في بعض الاحيان نفس اللفظة (گ) لنطق الجيم احيانا كما يفعل المصريين

وهذه بعض الكلمات الجبلية مع أصلها المشتق منه:

الكلمة الجبلية معناها الاصل المشتقة منه
الجرو الكلب عربي اندلسي
العايل الطفل عربي اندلسي
الشفة (بضم الشين) الشفة عربي صقلي
الپونطي القارورة فرنسي
الفيللة الدور اسباني
الپاستيا حبة الدواء اسباني
الكاسابادورا المعطف اسباني
الشمرير القبعة قشتالي قديم
الطبسيل الصحن تركي
الفريد الحاوي فارسي
يما امي (فظة النداء للام) بربري
استيتو صغير قشتالي قديم
التجال القزم بربري

الدين

الاسلام هو دين كل الجبليين ويمارسونه باتباع المذهب المالكي و العقيدة الاشعرية مع تشبع كبير بمختلف الطرق الصوفية بشمال المغرب بخلاف اقلية شيعية صغيرة بطنجة التي تتبع المذهب الشيعي الاثني عشري

للاسلام و الشرائع الاسلامية قدسية خاصة لدى الجبليين حيث يعتبره الجبليون طريقة عيش و منهج حياة و لهذا تشتهر المناطق الجبلية كاكثر المناطق محافظة على الاطلاق في كامل المغرب و الاكثر تمسكا بالشرائع الدينية

يحظى المسجد باهمية قصوى لدى الجبليين كافة حيث تعدى مهمته كمكان للعبادة ليصبح مكانا للتعليم و مناقشة امور الجماعة ومحطة للرباط للجهاد في اغلب التاريخ الجبلي و تتم حسب العادات تولية امام المسجد الذي يصبح اماما و معلما عبر اتفاق جماعي لكافة اهل المدشر و يتم الاتفاق المسمى بالشرط بان يحمل كل سكان ذلك المدشر بغالا محملة بالهدايا و اكياس الغلال و الثمار ثم يتم توليته بشرط هو اجرة هذا الامام مع ضمان المسكن والاكل و الشرب في حالة كان الامام من خارج المدشر

يعد حفظ القران من الضروريات التي ميزت النسيج الثقافي الجبلي حيث يحتم على كل الاطفال الذكور ومن اراد من الاناث حفظ القران كاملا قبل تجاوز سن العاشرة و في بعض القبائل كبني زروال كان الناس يقاطعون كلام الرجل الذي بلغ ابنه سن العاشرة و لم يحفظ القران بعد و لهذا كان الناس يطمحون في الشرف فيحفظون ابناءهم القران في سن باكرة وفي القرون الماضية كانت مدارس القران بشتى القرى و المدن الجبلية محطة لوفود العشرات من الطلبة القادمين بهدف حفظ القران من شتى بقاع المغرب والجزائر وحتى من تونس و ليبيا في الوقت التي كانت فيه بعض القرى داخل المناطق المغربية الاخرى بعيدة عن الدين بشكل كامل و كانت اراضي بني زروال الاكثر استقبالا للطلبة المهاجرين حيث يقول المثل المحلي «من حفظ القران في منطقة ما فعليه ان يحليه في مدارس بني زروال» و في مناطق شاسعة في المغرب كان لا يقبل الامام الا اذا كان مجازا من طرف فقيه جبلي واحد على الاقل كما ان خطتي القضاء و العدالة في فاس العاصمة كانت تسند غالبا الى اممة جبليين اصلا

حياة التصوف متجذرة بشكل كبير لدى الجبليين عموما و يعتبر القطب المولى عبد السلام بن مشيش القديس و القطب الجبلي الاكثر حظوة حيث يزور ضريحه المئات بل الالاف من الزوار سنويا كل منتصف شعبان وقد اقيم حول ضريح المولى عبد السلام حرما يشمل اراضي من قبائل بني عروس وبني يدير وبني ليث و سوماتة و تقتضي العادات احترام الحرم و عدم ايذاء اي روح داخله فيحرم لاجل ذلك اقتلاع الاشجار من غاباته او قطعها و للحرم العروسي و الاولياء المدفونين داخله قدسية خاصة لدى الجبليين حيث يتوجب على المتعبدين داخله قراءة القران والادعية الموروثة عن القطب و المسماة بالصلاة المشيشية دون انقطاع حيث يتناوب مجموعة من القراء القراءة بشكل دوري يضمن عدم انقطاع ذكر الله في الحرم كما يتوجب على حجاج الضريح عم انتعال الاحذية بعد الدخول الى ارض الحرم و عدم الرفث في القول باستثناء الاهازيج اتلشعبية التي تغنى احتفاء بالزوار او مدحا للرسول صلى الله عليه وسلم او مدحا للقطب صاحب الضريح كما ان اي امير جبلي قديما كانت تتم مبايعته عند الضريح و لا تصح خارجه و قد تسنن بعض السلاطين المغاربة بهذه السنة خصوصا في العصرين السعدي و العلوي

و انطلاقا من هذا الضريح انطلقت اغلب الطرق الصوفية بالمغرب حيث ان اغلب الصوفيين هؤلاء هم من تلامذة القطب مولاي عبد السلام و من اهم الطرق الصوفية ذات الاصل الجبلي الطرق الشاذلية و الدرقاوية و الريسونية و الوزانية و الحراقية و البقالية و الفهرية و العروسية و غيرها و قد تضخم دور الزوايا في منطقة جبالة في القرون الوسطى الى حد ان اصبحت تتحكم في هذه القبائل سياسيا و تلزم بعضها بمبايعة سلطان ما او بنقض بيعة سلطان اخر

الميثولوجيا

تعد الميثولوجيا الجبلية المنظومة الاكثر غنى على المستوى الوطني فما زاد في غناها التنوع العرقي للمكون الجبلي و اختلاف الروافد المكونة للثقافة الجبلية و قد قامت مختلف هذه الثقافات متباينة الاصول بترك بصماتها واضحة على الثقافة الجبلية

يعد العنصر الاندلسي بمختلف روافده الاكثر غنى والاكثر تاثيرا ايضا حيث تزخر الميثولوجيا الجبلية بالعديد من الااساطير والحكايات ذات الاصول الاندلسية العربية منها والاسبانية بحيث لازالت تتشارك منطقة جبالة و مناطق الجوار الاوروبي بالعديد من الحكايات والاساطير الشهيرة كقصص «سندريلا» او «عايشة رميدة» كما تسمى في منطقتي تازة والحسيمة و «المراية الضواية» التي تسمى في اوروبا بيضاء الثلج و قصة «الحطاب و الجني» و قصة «لنجة والغولة» وغيرها كما توجد العديد من القصص المتاثرة بالقصص المسيحية التي تسربت الى الثقافة الموريسكية ابان الاضطهاد العنيف الذي سبق عملية التهجير من اهمها قصة النبي عيسى و ملك عسقلان و غيرها

للمكون العربي المشرقي تاثيره الواسع ايضا حيث توجد العديد من القصص التي تعود الى الف ليلة و ليلة كقصة «ابن التاجر الحسن البصري» و غيرها كما تحملنا بعض القصص الى عالم كليلة ودمنة التي ابطالها هم من الحيوانات و التي من ابرزها قصص «الذئب والقنفذ» و «القبرة و الذئب» و غيرها ومما يثير الانتباه ايضا انتشار الاشارة الى الغيلان الخرافية في حين يقل ذكر الجن في الخرافات الجبلية على خلاف باقي الثقافات المغربية و المغاربية عموما بل و يختفي بشكل كامل اللهم من القصص التي يعتقد صحتها ولا تروى كخرافات بل كاخبار مسلم بوقوعها

للتاثير الامازيغي دوره ايضا و ان كان بشكل اكثر محدودية من سابقيه و تعد اشهر القصص الجبلية ذات الاصول الامازيغية على الاطلاق قصة «يطو و حبيبها» التي تروي قصة تسمية مغارة افريواطو بباب بويدير

لقد ولد تلاقح هذه الثقافات المختلفة تولد ثقافة جبلية ذات ميثولوجيا خاصة تتكون من منظومة من الاساطير التي تناى باصولها عن كل الروافد البمذكورة سابقا و تتخذ الهوية الجبلية اصلا لها كقصص «اليتامى و الغولة» و «البنت و الغول صاحب النار» و «قصة يوم العجوز» التي تروي سبب هطول الامطار بكثرة يوم ال31 من شهر مارس و هذه القصة على الرغم من ابتعادها عن المنطق ظلت مصدقة و معتقد بها لقرون طويلة كذلك قصة النبي عيسى و ملك عسقلان التي تروي تكون بركان جبل ودكة الخامد و انه مدخل جهنم او العالم الاخر عموما الارضي و القصة التي تذكر ان النهر الجوفي بين مدشري تازغدرة و عين باردة بجماعة البيبان هو جزء من نهر الويل الموجود في جهنم وانه مدخله الارضي و قد ظلت هذه القصص مصدقة و معمول بها لقرون طويلة عند العامة محدودة التفكير وذات الخيال الواسع حتى قضت العولمة و الحداثة عليها لتصبح مجرد قصص تحكى للاستاناس فقط

الأزياء

الزي التقليدي الجبلي هو المثيل الحي الوحيد للازياء الاندلسية الاسلامية فقد انتقل هذا الزي مع المهاجرين الاندلسيين من مواطنهم الاصلية الى شمال المغرب و من الملاحظ ان جميع مكونات الزي التقليدي الاندلسي انتقلت بحذافيرها مع الحفاظ على مناطق توزيعها حيث انتقل الزي التقليدي للمدن الى المدن الجبلية في حين انتقل الزي الخاص بالبوادي الى البوادي لكن مع الهجرة القروية نلاحظ تمكن هذا الاخير من الانتشار حتى في الحواضر الجبلية بحيث صار الزي الجبلي الخاص بالبوادي الممثل الاكثر شهرة للزي التقليدي الجبلي بشكل عام

الأزياء النسوية

 
طابع بريدي يحمل صورة امراة بالگذوار و الشاشية

يتكون الزي التقليدي للنساء في المنطقة من :

القفطان : و يشابه القفطان المعروف في باقي مناطق المغرب لكن في منطقة جبالة يصنع غالبا من الملف او الحرير و من المعروف عن النساء بمناطق جبالة تفضيلهم للقفاطين ذات اللون الابيض او الاسود و يشكل القفطان لباس الراحة للنسوة و لباس الحفلات فقط حيث يعد ارتداء القفطان يوميا من علامات النعيم او الدلال

السبنية : و هو غطاء الراس المعروف في المغرب لكنها غير السبنية المعروفة في باقي مناطق المغرب حيث تفضل الجبليات اختيار السبنيات ذوات اللون الواحد الذي يختار عادة ابيض او زهري في حين تفضل في باقي مناطق المغرب السبنيات ذوات اللون الاصفر المبهرج

 
شدة تطوانية معروضة في متحف التراث بتطوان

الشدة : و هو مجموعة من قطع الثوب التي تلف على راس المراة بشكل مخروطي و يخصص هذا اللباس الى نساء الحواضر بالاخص و يتم تزيين هذا المخروط الذي يدعى بالطاكون بالحلي في حين كانت مرتديته مدعوة الى حفل ما و من اهم انواع الشدة المنتشرة بجبالة الشدة التطوانية التي تصاحب بعشرات العقود الخرزيت التي تصاحب ارتداء الشدة و لاتزال الشدة حاضرة في مدينة تلمسان بقوة لان هذه الاخيرة عرفت هجرة اندلسية موسعة

الكرزية : او الشاد و هي عبارة عن شريط صوفي طويل يربط على مقدمة الجبهة لتوثيق الشدة بالراس او لربط المنديل المستعمل كالطرحة المصرية و عادة ما يكون لونه ابيضا او اسود

المنديل : و هو الثوب المميز للقومية الجبلية و هو عبارة عن قطعة ثوب من الصوف المختلف الالوان حيث يكون منسوجا بتدريج لونين على الاقل و من المعروف ان المنديل المكون باللونين الاحمر و الابيض هو الاكثر انتشارا لكن توجد المناديل الجبلية بكافة الالوان و يختلف استعمال الالوان حسب المناطق و حسب ذوق مرتديته

يستعمل المنديل كمئزر للنساء الجبليات حيث يلف حول خصر المراة الجبلية كما يستعمل بما يشابه الطرحة المصرية حيث يوضع على الراس ويتم توثيقه بالكارزية او الشاد اما في منطقة بني دركول احدى عشائر الاخماس فيوجد صنف خاص بالمنطقة من المناديل الجبلية حيث تنسج هذه المناديل بمساحة اكبر من العادة و بطبقتين صوفيتين ابتغاء اتقاء البرد و يرتدى بطريقة خاصة حيث يلبس من العنق الى القدمين و يتم ربطه من الخلف بشكل يشبه ربط الكيمينو الياباني و لا تنتشر هذه الطريقة الا في مدينة باب تازة و بني دركول و في المناطق المجاورة لها

يرتبط المنديل او ٲتازير بالمراة الجبلية ارتباطا وثقا حيث تستعمله لكل ما قد تحتاجه من قطعة ثوب فقد يتحول الى وزرة مطبخ او لباس للحقول او حمالة للاطفال و يعتبر ارتداء المناديل في الثقافة الجبلية كناية عن جمال مرتديته و حسبها الاصيل

ترجع المرويات الشفهية في جبالة ان اصل المنديل الجبلي هو قطع الثياب التي استعملتها المراة الاندلسية المهاجرة الى شمال المغرب كحقائب لحمل متاعها و ملابسها و لهذا فان المراة الجبلية تداوم ارتداءه مخافة ان تنسى اصولها او املها في العودة يوما الى الاندلس لكن الاصح ان المنديل كان مستخدما سابقا من طرف النسوة في الجبال الاندلسية و ان هذا التاويل المراد منه اضفاء القدسية التي ميزت اية مفردات صاحبة الهجرة الاندلسية على المنديل الجبلي

الجرطيطة : و هي تنورات فضفاضة اكبر طولا و اتساعا من التنورة العصرية (الفالدا) و تشبه نوعا التنورات التي لا زالت تستعمل في جنوب الاندلس او عند قبائل غجر الكالو و تتميز بالوانها الفاتحة و حجمها الكبير و تشكل هذه التنورات التي ترتدى مع صدريات او سرائد اللباس اليومي للمراة الجحبلية

الميدي : و هو لباس اسباني اندلسي الاصل يتكون من صدرية مزررة و تنورة طويلة و التي تكون في نفس لون الصدرية و من نفس ثوبها و يعد الميدي اللباس الخاص بالفتيات دون غيرهن

الحزامة : او الحزام و تتعدد انواع الاحزمة النسوية حسب المنطقة او حسب الاستعمال فنجد (المضمة) و هي احزمة من الذهب او الفضة التي تردى مع القفاطين في الحفلات والاعراس و تكون هذه الاحزمة كاملة الزخرفة لدرجة المبالغة كما نجد (الصمطة) و هي احزمة من الثوب او الثوب الصقلي المذهب و تكون ذات عرض كبير و تستعمل منزليا فقط اما الحزام فيكون مصنوعا من الصوف غالبا و يكون عريضا ايضا و يمتاز بلونه الاحمر عادة

اما في منطقة تاونات فينتشر نوع خاص من الاحزمة التي تدعى (حزام لجاية) نسبة الى اصله قبيلة لجاية و هو عبارة عن شريط طويل بعرض سنتيمترين و يستعمل هذا الحزام بلفه مرات عدة حول الخصر كما تستعمل الاحزمة الرجالية في مناطق كردستان

الحايك : او الگذوار و هو كناية عن ملحفة بيضاء اللون من الحرير او القطن او الصوف و تكون عادة خالية من اية بهرجة او تزويق و ترتديه المراة الجبلية عند خروجها حيث يلف حولها بالكامل ابتداء من الراس حتى القدمين و يستعمل الجزء العلوي منه كلثام ايضا

الجلاب التطوانية : و هي الجلباب النسوية التي تنسب الى تطوان منشئها الاول و تختلف عن باقي الجلابيب النسوية المغربية بافتقارها الى التزيين من طرز و تزويق و اختلاف الالوان و خلافه و يصاحب ارتداؤها عادة بوضع اللثام الابيض التطواني المعروف و يقتصر تواجد الجلابة التطوانية على الحواضر فقط

الشاشية : و هي الرمز الجبلي الاكثر انتشارا و الدال على الانتماء الى منطقة جبالة و هي عبارة عن قبعة دائرية شبيهة بقدها و استدارتها بالقبعة المكسيكية او قبعات النساء بجبال الانديز بامريكا اللاتينية تصنع من الدوم و تزين بنواويش من الصوف الاحمر او البنفسجي و تنتمي هذه القبعة اصلا الى الاندلس و قد استمر تواجدها بقوة باسبانيا المسيحية خصوصا في الجنوب و في جزر البليار حتى انتقلت الى امريكا اللاتينية حتى انها صارت رمزا مميزا للخلاسيين من ابناء الخليط الاسباني الامريكي في المكسيك و في دول الانديز و ڤنزويلا

 
متسوقة بالشاشية الجبلية في احدى احياء الشاون

تحيط بالشاشية في الوسط الثقافي الجبلي هالة من القدسية فارتداء المراة الجبلية يدل على جمالها حيث ان المراة التي تداوم على ارتداء الشاشية هي حتما اجمل بمراحل من غيرها كما يدل ذلك على الجو المحافظ و الشريف التي تربت فيه ايضا يدل ارتداؤها للشاشية كذلك على رجاحة عقلها فتعبير «نفخلا الريح فالشاشية» اي ان الريح قد اسقط شاشيتها يدل على حمقها و اصابتها بالعته او الجنون

ثوب الزفاف الجبلي : ثوب الزفاف الجبلي التقليدي الاصيل يكون عادة من الحرير الاسود و يكون طويلا الى القدمين مع صدرية تخاط في حاشيته و يزين الثوب بخيوط ذهبية (الصقلي) و يقال ان اختيار الثوب الاسود للزفاف هو حزن على ضياع مدينة سبتة في حين يعارض اخرون بان الثوب الاسود اختير فقط لان الشقرة التي تتميز بها الجبليات جعلت اللون الاسود الوحيد الذي يليق بها بشكل يجعلها اكثر جمالا و خلال القرن السادس عشر المعروف بصراع طويل بين القراصنة من الساحل الجبلي و امراء البحر الاسبان و البرتغاليين اضيف تفصيل على الثوب و هو تقلد العروس بسيف لف غمده بالحرير الاسود و قيل ان اول من فعلت ذلك هي اميرة الشاون الست الحرة

و لكن ثوب الزفاف الفخم هذا انقرض تقريبا و عاد تواجده مقتصرا فقط على متاحف التراث الجبلي نظرا لغلاء ثمنه الذي لا يناسب متطلبات الحياة الحديثة

في مناطق كثامة و صنهاجة السراير و تاونات و تازة يختار ثوب الزفاف عادة ابيض على خلاف باقي المناطق و يصاحب ذلك ارتداء العروس لطرحة حمراء تربط على الراس بشريط من الذهب او الفضة بعدها توضع على راسها شبكة من الخيوط الذهبية المنظومة بالاقراص الفضية لتعوض الشدة التطوانية في باقي مناطق جبالة

الريحية : و هي الاحذية الخاصة بالنساء تتكون من نعل جلدي يغلف بالحرير الاسود و قد ذكر المؤرخون بوضوح ان عادة ارتداء الاحذية السوداء كانت حزنا على سقوط سبتة و انها صارت ترتدى في جبال غمارة حزنا على ضياع جبالة ثم صارت عادة بعدها

الحلي

لباس الرجل الجبلي

بخلاف الزي النسوي تعرض الزي التقليدي للرجل الجبلي الى تغير شبه جذري حيث اختفت اغلب الملابس التقليدية التي كانت تميز الجبلي عن غيره من المغاربة و ذلك بفعل الحداثة و التقليد الاعمى لذلك نكتفي بوصف الرحالة الاسباني دومينگو فرانسيسكو باديا Domingo fransisco badia الذي زار طنجة سنة 1803 و وصف الزي التقليدي للرجل الطنجي الذي كان من دون شك مثالا للرجل الجبلي في باقي الحواضر الجبلية حيث يقول :

ان بذلة السكان هو قميص ذو يدين واسعتين ، وسراويل كبيرة من الثوب البيض ، وصدرية من قطن ، وقلنسوة حمراء ذات رأس حادة ، وأغلبهم يحيطون هذه بثوب موصلي أبيض تشكل منه العمامة . يلفهم الحايك ويغطي رؤوسهم على غرار الرهبان ، ويرتدون أحيانا الجلباب ، أو السلهام الأبيض بقلنسوته فوق الحايك ، وينتعلون البلغة أو البابونــج الأصفر . ولا يعدم ايضا من يرتدي بدل السترة الخفيفة قفطانا أو سترة بدعية مزررة الأمام من فوق الى تحت ، ذات كمين واسعين ، لكنهما جد طويلين شأن القفطان التركي ، وجميعهم يأتزرون بحزام صوفي أو حريري .

كما يذكر مولييراس في كتابه «المغرب المجهول , اكتشاف جبالة» اثناء حديثه عن قبيلة فشتالة الانواع الخاصة بجبالة من الجلباب و قد ابان اعجابه بالجلباب الوزانية كثيرا و اعتبرها لباسا فخما و لا يليق الا بالسادة و تشتهر الجلباب الوزانية بلونها الرمادي المائل الى البياض و صوفها الثقيلة بينما تنتشر عدة انواع اخرى من الجلاليب ابرزها الجلباب (د السدى) اي المصنوعة من السدى فقط و هي خاصة بالاعياد و حفلات الاعراس و جلباب العوام التي تتميز بثقلها و لونها البني و ترتدى الجلباب عادة فوق (الدراعية) و هي قميص ابيض اللون و خفيف مشابه للدشداشة بالخليج

ويختص المغنون التقليديون دون غيرهم بعادة تميزهم و هي عادة اخراج اليد اليمنى من فتحت الراس بدل الكم اي فتحة اليد و لا يعرف اصل هذه العادة

اما زهجوكة و هي واحدة من اكبر مداشر اهل سريف و الاكثر شهرة على مستوى الوطن بميل اهله الشديد الى الموسيقى الجبلية و اجادتها و ذلك مرده الى اصل سكان المدشر الغجري فيختص اهلها و المنتمون اليها بارتداء جلابيب خضراء اللون كاشارة لانهم من خدام ضريح العلامة الصوفي احمد الشيخ دفين المدشر حيث ان اللون الاخضر في كافة المغرب هو لون الاضرحة و المزارات

بالاضافة الى الجلباب و الصدرية يختص الجبليون بنوع من الالبسة يدعى القشابة او التشاميرة و هو عبارة عن قميص من الصوف الخشن يصل الى الركب و يزين كتفاه بكريات صغيرة من الصوف و يكون عادة دون اكمام و يستعمل هذا اللباس بكثرة خلال فصل الشتاء و بشكل كبير في المناطق التي تعرف تساقطات ثلجية

اما العمامة التي تسمى (الرزة) فغالبا ما تستعمل العمامة الصفراء المائل لونها الى اللون البرتقالي و تسمى بالعمامة الشرقاوية و من الملاحظ ان الرزة اختصت فقط بالعلماء و رجال الدين و عوضتها الشاشية عند العامة و الطربوش الاندلسي او التركي عند النبلاء

قديما كان الرجال في المنطقة بوضع احزمة من الثوب حول الخصر فوق الجلباب و كانت تستعمل لوضع الخناجر او السيوف اما من يرتدي السروال المغربي المعروف (سروال القندريسة) فكان يحيطه بحزام جلدي يدعى بلفظه العربي : التكة اما الحذاء فالغالب ان الرجل الجبلية كان يرتدي البلغة و هي نعال جلدية صفراء او بيضاء اللون و ذلك ايام الاعياد و المناسبات اما في الايام العادية فكان يرتدي احذية جلدية خاصة يكون بعضها معدا للربط حول الساق و هي المخصصة للحرب منها

شخصيات جبلية

في الميدان العسكري

في الميدان السياسي

في الميدان الأدبي

في الميدان العلمي

في ميدان التصوف

في الميدان الفلسفي

في الميدان الفني

في الميدان الرياضي

ميادين اخرى

انظر أيضاً

وصلات خارجية

Coordinates: 34°44′2.4″N 4°48′36″W / 34.734000°N 4.81000°W / 34.734000; -4.81000