تاريخ توگو

تبعث كتابات الرحالة القدماء الذين وصلوا إلى أراضي توگو الحالية، على الاعتقاد بأن الجماعات التي عاشت هناك كانت بمستوىً مقبول من التقدم الحضاري المادي خلال الألف الأولى بعد الميلاد، وعزز هذا الاعتقاد الأدوات الحجرية والحديدية البسيطة التي عُثر عليها، ودلائل ممارستهم التجارة. ولكن من العسير الحديث عن هوية خاصة بتوگو في الماضي البعيد هذا، بل حتى منتصف القرن العشرين، لأن معظم الجماعات التي تقطن توگو المعاصرة كانت في حالة تنقل في إطار أراضي مجموعة الدول المجاورة، وتمازجت معها باستمرار. ولمَّا ظهر البرتغاليون على شواطئ توگو للمرة الأولى في القرن الخامس عشر، تحولت هذه الشواطئ إلى معسكرات انطلاق لصيد وتجميع وتصدير الرقيق، وبخاصة إلى القارة الجديدة بعد اكتشافها وبدء النشاط الاستعماري فيها.

واستمر هذا الوضع نحو خمسة قرون، دعي على أثرها الساحل التوگولي والغاني، بساحل العبودية، لاشتهاره بتصدير البضائع البشرية الحية إلى العالم الجديد.


وأدت عمليات صيد السكان المحليين وترحيلهم وبيعهم إلى تناقص أعدادهم في المناطق الساحلية وإلى تراجع النمو الحضاري لديهم والتجائهم إلى الأدغال، ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، استقرت حدود انتشار الجماعات البشرية القاطنة في أراضي توگو. وفي هذه المدة بالذات دخل الأوربيون كمستعمرين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاستعمار

توگولاند الألمانية

 
توگولاند (ر. هل‌گرڤى، 1908
 
القطن يُحمّل إلى سفينة من مستعمرة توگولاند الألمانية، 1885

استولت بريطانيا على أجزاء كبيرة مما يعرف اليوم بـ "غانا". فوقّع الألمان معاهدة حماية مع زعيم قبائل الإيفي، في توگو المجاورة، عام 1884، وشجَّعوا زراعة القطن بقصد تسويقه إلى معامل النسيج الألمانية.

ونتيجة لهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى؛ دخلتْ فرنسا على الخطّ. فبعد عام 1918، تقاسمت بريطانيا وفرنسا "توگو" فيما بينهما؛ "توگولاند البريطانية" لبريطانيا و "توگولاند الفرنسية" لفرنسا - وهو قرار أدّى إلى تقسيم شعب "إيوي" (وغيره) المتواجد في المنطقة, حيث وجدت مجموعة من هذا الشعب نفسها في "گولد كوست" أو "غانا" اليوم, ومجموعة في "توگولاند البريطانية" وأخرى في "توگولاند الفرنسية".

وفي خمسينيات القرن الماضي، عندما بدا احتمال نجاح غانا في مساعيها للاستقلال، بدأت الأصوات تتعالى للمطالبة بدولة مستقلة ومنفصلة لشعب "إيوي", وهي فكرة عارضها "كوامي نكروما" - زعيم حركة استقلال غانا.

استقلت غانا عن بريطانيا، وصوتت النسبة الكبرى من شعب "إيوي" لصالح الاتحاد مع غانا في عام 1956، لتصبح "توگولاند البريطانية" جزءًا من شرق غانا.

غير أن الاتحاد مع غانا لم يُنْهِ النزعة الانفصالية, حيث الانفصاليون يقولون إن للمنطقة تاريخها وثقافتها الخاصة وأن مصلحتهم كانت في إيجاد دولة مستقلّة، لأنّ انتقال "توگولاند البريطانية" إلى غانا ورسم الحدود بين أبناء مجموعة عرقية واحدة يعني ببساطة أن العديد منهم مجبرون على اختيار دولة واحدة - إما "غانا" أو "توگو".

بل منهم من كان يحتفظ بقدم واحدة على جانبي الحدود، فهو يعيش في غانا ليلًا ويعمل في أسواق العاصمة التوگولية "لومى" نهارًا.

اقرؤوا خبر اعتقال الحكومة الغانية عددا من الانفصاليين في مطلع مايو 2019، وراجعوا أهمية خطة "أفريقيا بلا حدود" التي اقترحها الاتحاد الأفريقي, وكيف قد تساهم هذه الخطة في حل الانشقاقات الداخلية والدعوات الانفصالية.. ثمّ أمعنوا النظر في أسباب معارضة بعض الرؤساء والقادة الأفارقة لهذه الخطة, وكيف كانوا يستفيدون من الحركات الانفصالية لمآربهم الشخصية!

انتدابات عصبة الأمم

بعد خسارة الألمان الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا باحتلال الأجزاء الغربية من أراضي توغو في ذلك الحين، إضافة إلى غانا، بينما احتلت فرنسا الأجزاء الشرقية، وأقرت عصبة الأمم هذا الاحتلال تحت غطاء الانتداب عام 1922، وظهرت على الخارطة السياسية تسمية توگو الفرنسية وتوگو البريطانية. وفي عام 1946 صارت توگو تحت الوصاية الدولية لكل من فرنسا وبريطانيا بقرار من الأمم المتحدة. ونُظِّم عقب ذلك استفتاء ضُمت بنتيجته توگو البريطانية إلى غانا عام 1957.

 
British Togoland shown in pale green, which joined with Ghana

وحصلت توگو الفرنسية على الحكم الذاتي عام 1956، مع بقاء مفوض عام فرنسي فيها له السلطة الحقيقية، غير أن فرنسا منحت توگو الاستقلال الكامل في 27/4/1960، إذ دخلت توگو بعده بمرحلة صراع القوى المحلية على السلطة.

انظر أيضاً

الهامش

المصادر

للاستزادة

  • Chafer, Tony. The End of Empire in French West Africa: France's Successful Decolonization. Berg (2002). ISBN 1-85973-557-6
  • Zimmerman, Andrew (2010). Alabama in Africa: Booker T. Washington, the German Empire, and the Globalization of the New South. Princeton, New Jersey: Princeton University Press. ISBN 9780691123622. OCLC 463674842.

وصلات خارجية

قالب:Years in Togo