الكونغو الفرنسي

الكونغو الفرنسي (فرنسية: Congo français، French Congo) أو الكونغو الأوسط (فرنسية: Moyen-Congo)، هي مستعمرة فرنسية كانت تشغل ما يشكل اليوم بجمهورية الكونغو، الگابون، وجمهورية أفريقيا الوسطى.

الكونغو الفرنسي

Congo français
1882–1910
علم
العلم
Location of
المكانةمستعمرة
العاصمةبرازاڤيل
اللغات الشائعةالفرنسية (الرسمية)
فانگ، الماينه، الكونغولية، لينگالا
الدين المسيحية، البيتي، الإسلام، وديانات تقليدية أخرى
التاريخ 
• تأسست
1882[1]
• أعادة تسمية الكونغو الأوسط
1903
• إعادة تأسيسها باسم أفريقيا الإستوائية الفرنسية
1910
Currencyالفرنك الكونغولي
سبقها
تلاها
مملكة الكونغو
مملكة تيو
مملكة كانم-برنو
أفريقيا الإستوائية الفرنسية
الكامرون الألماني
Today part of الكونغو
 جمهورية أفريقيا الوسطى
 الگابون

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كانت الحكومة الفرنسية قد خططت لتطوير المستعمرة عن طريق إعطاء 30 شركة فرنسية امتيازات ضخمة في الأراضي وشملت الأستثمارات مجالات المطاط والأخشاب والعاج.

أما الاقليم الثاني من أقاليم أفريقيا الإستوائية التي اهتمت فرنسا بالسيطرة عليه فهو الكونغو الأوسط أو ما عرف بالكونغو الفرنسي. وفي الواقع فإن فرنسا لم تكن الدولة الوحيدة المهتمة بهذه المنطقة فالملك ليوپولد ملك بلجيكا كانت له أطماع استعمارية في القارة الأفريقية وخاصة في الكونغو، فقد أدرك أو اوروبا ليست الميدان الصحيح لنشاطه وأن أفريقيا هي الميدان الذي يمكنه من تحقيق أحلامه التوسعية (1).

ووضع ليوپولد نصب عينيه هدفاً هاماً وهو تكوين مستعمرة بلجيكية في الكونغو، وأعلن ذلك أمام البرلمان البلجيكي وبرر سياسته أن بلاده بلاد صناعية وتجارية، وأنه لم يعد أمامه مجال للتوسع في اوروبا، وأن الجهود التي يمكن الافادة منها وتؤتي ثمارها هي في القارة الأفريقية، ولذلك بث دعاية كبيرة عن القارة ساعده في ذلك السياسي البلجيكي الشهير إميل باننج.

ولكن اهتمام ليوپولد بأفريقيا وبمنطقة الكونغو لم يأت من فراغ فقد سبقه جهود المستكشفين الاوروبيين وخاصة البريطانيين ففي عام 1872 أرسلت الجمعية الجغرافية الكابتن كاميرون الذي وصل الى زنجبار ومنها اندفع نحو المناطق الداخلية من القارة حتى وصل الى نهر اللوالابا وهو أحد فروع نهر الكونغو ونجح كمرون في عقد عدة معاهدات مع الحكام الوطنيين في منطقة الكونغو الأدنى، وفي عام 1875 عاد الى بلاده وأشار إلى أهمية المنطقة وثروتها الطبيعية.

شجعت كبار الشخصيات في بريطانيا ارسال البعثات التنصيرية والكشفية الى المنطقة ، كذلك شارك في هذا التشجيع كبار رجال الصناعة مثل روبرت ارثنجتون الذي خصص أموالا للبعثات الكشفية والتنصيرية في أعالي حوض الكونغو، وأكد أن وصول كمرون الى الوالابا سيفتح الفرصة للبعثات المسيحية للعمل في المنطقة.

ورغم اهتمام بريطانيا بمنطقة الكونغو الا أن الفضل الأكبر في القاء الضوء عليها يرجع على ستانلي وهو من أصل ايرلندي عمل لحساب صحيفة النيويورك هيراليد الأمريكية، وبدأ رحلته 1874 وكان الهدف منها الطواف ببحيرة فيكتوريا وبحيرة تنجانيقا، والوصول الى نهر اللوالابا، وأثبت ستانلي في رحلته أن نهر اللوالابا متصل بالكونغو، وفي عام 1877 وصل الى الشلالات التي عرفت باسمه ثم وصل الى المدينة التي عرفت فيما بعد باسم ستانلي بول، وأخيرا تابع رحلته حتى وصل قرب مصب الكونغو عند مدينة بوما. ويرجع أهمية رحلة ستانلي أنها أوضحت شبكة المجاري المائية الأفريقية وكشفت الغموض عن الكثير منها.

جذبت جهود ستانلي في الكونغو في الفترة ما بين 1874-1877 أنظار الملك ليوبولد فدعا الى عقد مؤتمر في بروكسل في عام 1876 وكان الهدف من المؤتمر الكشف عن الأقاليم الواقعة في داخل أفريقيا، وخاصة الأقاليم الواقعة بين المحيطين الأطلنطي والهندي، والكشف عن الأقاليم الشمالية والجنوبية بين حدود مصر والسودان في الشمال وحوض الزمبيزي في الجنوب، كذلك ارسال المكتشفين لاقامة المحطات العلمية والطبية لتكون قاعدة للعمليات التوسعية. وكذلك العمل على القضاء على تجارة الرقيق المنتشرة في المناطق الداخلية، ووضع حد لها واقامة مراكز لمراقبتها.

أسفر المؤتمر عن صدور عدة قرارات منها تأليف الهيئة الدولية لاكتشاف أفريقيا وادخال الحضارة فيها وأكد ليوبولد بعد المؤتمر أن بروكسل ستكون مركز الحركة الحضارية في اوروبا، كما نتج عن المؤتمر تكوين شعبة محلية تابعة للهيئة الدولية فتكونت الشعبة الفرنية على رأسها دي برازا كذلك تكونت الشعبة البلجيكية والتي انبثقت منها لجنة عرفت باسم لجنة دراسة الكونغو الأعلى.

جذب ليوبولد ستانلي للعمل معه فقبل وخاصة بعد أن فشلت جهود الأخير لجذب انتباه الحزب الحاكم في بريطانيا ، وقد أفاد ليوبولد من ستانلي فائدة كبيرة ، فقد عاد الى الكونغو عام 1878 وكان الهدف الأساسي لبعثته، هو فتح طريق المواصلات والملاحة بين الكونغو ومدينة ستانلي بول في الداخل والمناطق الساحلية، ونجج ستانلي في مهمته وأسس عام 1880 عدة محطات في الكونغو باسم لجنة دراسة الكونغو الأعلى كما عقدت المعاهدات مع الزعماء المحليين، وفي عام 1881 أسس مدينة ليوبولد فيل تخليدا لاسم الملك ليوبولد.

بعد أن حقق ستانلي نجاحا كبيرا في منطقة الكونغو أصبح هدف ليوبولد هو الحصول على اعتراف بدولة الكونغو الحرة ولذلك حاول اقناع رجال الأعامل البريطانيين بممارسة نشاطهم التجاري في المنطقة، وأكد لهم أن تجارتهم ستكون أكثر أمنا تحت ادارته مما لو كانت تحت ادارة فرنسا أو البرتغال.

كذلك سعى لاحتكار تجارة الصمغ والعاج في حوض الكونغو، مما أثار الشركات التجارية الفرنسية العاملة في الضفة اليمنى لنهر الكونغو.

وفي الوقت الذي كان فيه ستانلي يعمل جاهدا لنشر نفوذ الملك ليوبولد على أكبر مساحة من حوض الكونغو ، فعقد مع الزعماء الوطنيين المعاهدات التي تربطهم به حتى قيل أنه عقد ما يقرب من خمسمائة معاهدة، كان دي برازا يعمل على الضفة اليمنى لنهر الكونغو.

والواقع أننا لانستطيع الحديث عن الكونغو الفرنسي دون أن نذكر جهود دي برازا في المنطقة لأن اليه يرجع الفضل في اقرار وتدعيم نفوذ فرنسا، وان كانت هناك جهود أخرى بذلت في المنطقة، إلا أنها لم تكن بنفس أهمية جهود دي برازا، فقد عمل في المنطقة من قبل الملازم ايمس الذي تعرف على أجزاء من مصب نهر اوجيه ونجح في عقد المعاهدات مع الزعماء الوطنيين.

وقد عهد الى دي برازا استكمال أعمال الملازم ايمس ولكنه كان على درجة كبيرة من الطموح. فقدم مشروعات الى وزير البحرية والمستعمرات طالب فيه بضرورة اقرار النفوذ الفرنسي في الكونغو وكتب مذكرة بذلك في 23 يناير 1874 قال فيها: "رأيت أثناء وصولي الى الجابون امكانية اكتشاف مجرى نهر اوجويه ولهذا النهر اهمية اقتصادية كبيرة تمكننا من التوغل في المناطق الداخلية للقارة الأفريقية".

وبذلك يمكن أن نقول أن دي برازا افاد من اكتشافاته في نهر اوجويه في الجابون للتوسع في المناطق الداخلية وقد قبل وزير البحرية مشروع دي برازا الذي وصل الى داكار 1875 ومنه اتجه الى الجابون ثم الكونغو وتقدم في المنطقة حتى وصل الى بحيرة اليما وتقع على ضفة الكونغو اليمنى ومنها اتجه ال أراضي جماعات باتيكيه ونجح في التعرف على أجزاء من نهر الكونغو كان ستانلي قد وصل اليها من قبل.

عاد دي برازا الى الكونغو مرة ثانية عام 1879 موفدا من قبل جمعية الدراسات الأفريقية لكشف المنطقة الممتدة من الجابون الى تشاد، في الوقت الذي تقدم ستانلي في المنطقة موفدا من قبل الشعبة البلجيكية ولذلك دار سباق بين الطرفين كل منهما يحاول ربط الكونغو بالجهة التي يعمل لحسابها.

نجح دي برازا في عقد المعاهدات مع الزعماء الوطنيين لقبول السيطرة الفرنسية وأسس قرب مصب الكونغو على الضفة اليمنى محطة لخدمة أغراض الفرنسيين في المكان الذي أطلق عليه اسم برازافيل تخليدا لذكراه.

على أن أهم نجاح حققه دي برازا هو أنه استطاع الاتفاق مع الملك ماكوكو الذي تقع بلاده بين قرية ننتشو الواقعة على نهر الكونغو وبين ممبه في الداخل. وترجع أهمية الاتفاق مع ماكوكو انه كان له نفوذ كبير على جماعات باتيكية التي تقع على الضفة اليمنى للنهر، كذلك كان له سيطرة على المناطق الداخلية، وقد تقابل دي برازا مع مبعوث الملك ماكوكو الذي أطلعه برغبة الملك في توطيد عرى الصداقة مع الفرنسيين فقاد دي برازا بنفسه بزيارة الملك ونجح في اقناعه بتوقيع معاهدة حماية في 10 سبتمبر 1880 تنازل بمقتضاها عن الأراضي الواقعة شمال محطة برازفيل وعن منطقة نيومبي وقبل رفع العلم الفرنسي على أراضيه.

كذلك وقع دي برازا معاهدات حماية مع الزعماء المحليين الذين تقع أراضيهم قرب أملاك الملك ماكوكو وأسس محطة فرنسية في ضفة كيلا ثم أسس دي برازا محطة ثالثة في اليما، ويبدو أن مهمة دي برازا في هذه المنطقة لم تكن ميسرة اذ رفض سكان اليما انشاء محطة في أراضيهم ولكنهم سرعان ما اضطروا لقبول الأمر الواقع، ولذلك وصفهم دي برازا في تقاريره بالوحشة، ولكنه في الوقت نفسه دعا حكومته لتوطيد الصلات معهم، كما أرسل الى المنطقة الكابتن فرومان في نوفمبر 1885 لدراسة السكان وعادتهم وتقاليدهم.

وهكذا في خلال عامين من وصول دي برازا الى الكونغو حصل لفرنسا على مساحات شاسعة من الأراضي واسس العديد من المحطات الفرنسية لتدعيم النفوذ الفرنسي بالاضافة الى تدوينه الملاحظات العلمية القيمة وكتابة التقارير التي أفادت منها الحكومة الفرنسية فائدة كبيرة.

عاد دي برازا الى فرنسا عام 1882، ووافق البرلمان الفرنسي على المعاهدة التي عقدها مع الملك ماكوكو، ويرجع السبب في موافقة البرلمان الفرنسي أن أعضاء البرلمان كانوا مدفعوين بدافع الحماس الوطني وخاصة بعد احتلال بريطانيا لمصر أكثر من دافع الدراسة السلمية للمزايا الاقتصادية المنتظرة للمعاهدة.

كما أحدثت معاهدة ماكوكو رد فعل في عواصم الدول الاوروبية، وخاصة بلجيكا فأعلن الملك ليوبولد عن تخوفه من أعمال دي برازا في المنطقة ودفع ستانلي الى مهاجة بعض المراكز الفرنيسة الواقعة على الضفة اليمنى للكونغو ولكن القوات الفرنسية تصدت لها.

كذلك احتج التجار البريطانيون على نشاط دي برازا في الكونغو وحذروا الحكومة البريطانية من تصاعد النفوذ الفرنسي الذي من الممكن أن يؤدي الى عرقلة الملاحة والتجارة في النهر، ورفع أعضاء غرفة مانشستر التجارية مذكرة الى اللورد جرانفيل في 12 نوفمبر 1883 حثوا فيها الحكومة البريطانية على اتخاذ موقف حاسم ازاء التغلغل الفرنسي وطالبوا بانشاء مركز بريطاني على النهر، وذلك لأن القنصلية البريطانيا في لوندا من الصعب عليها مراقبة المنطقة. كما أكدوا على الحكومة بضرورة مراعاة مصالح البريطانيين التجارية.

وقد وجهت الحكومة البريطنية التساؤلات للسفير الفرنسي في لندن للتأكد من عدم عرقلة تجارة البريطانيين في المنطقة، ولكن أنصار التوسع البريطاني مثل ماكينون وكيرك (4) لعبوا دورا بارزا في الضغط على الحكومة البريطانية فأكد كيرك خطورة معاهدة ماكوكو التي وقعها دي برازا وأرسل الى اللورد جرانفيل في 19 مارس 1883 مذكرة طالب فيها بضرورة عقد معاهدة بريطانية مماثلة مع الملك ماكوكو تتيج لبريطانيا حرية الملاحة والتجارة في الكونغو.

عاد دي برازا الى الكونغو في مهمة علمية، وحصل على لقب مفوض حكومة الجمهورية الفرنسية في الغرب الافريقي، واسفرت بعثته الثالثة 1883 عن التوغل في الكونغو. ونجح في السيطرة على عدة نقاط على الساحل، وخاصة في بوانت نوار كما عمل علىمراقبة عملاء ستانلي وفتح الطريق بين الما والكونغو. وهكذا يتضح لنا عند انقعاد مؤتمر برلين 1884، 1885 كان دي برازا قد دعم بالفعل السيطرة الفرنسية على الضفة اليمنى لنهر الكونغو، وحصل لفرنسا على مكاسب كبيرة أفادت منها في تأكيد نفوذها عند انعقاد المؤتمر.

أرادت بريطانيا أن تثبت وجودها في المنطقة وخاصة بعد نشاط دي برازا المكثف ونشاط ستانلي، فتفاوضت مع البرتغال لعقد معاهدة بينهما في 26 فبراير 1884، اعترفت فيها بأحقية البرتغال في الاستيلاء على اقليم الكونغو بين خطي عرض 8،92 جنوبا، على أن تكفل حرية الملاحة في كل من الكونغو والنيجر وأن تعمل الدولتان سويا على محاربة تجارة الرقيق ولكن ذاع خبر المعاهدة قبل التصديق عليها واحتجت فرنسا على ادعاءات البرتغال في الكونغو وأبلغ ليونز السفير البريطاني حكومته في 23 مايو 1883 أن المسيو لاكور يعارض ادعاءات البرتغال وأن فرنسا لن تعترف بالمعاهدة التي وقعت بين الطرفين، كذلك أثارت المعاهدة بلجيكا فقد أدركت أن المعاهدة تمهيدا لسيطرة بريطانيا على المنطقة، واعترضت الولايات المتحدة الأمريكية عل المعاهدة، أما ايطاليا واسبانيا فلم تعترضا لأن لم تكن لهما مصالح في الكونغو وواصلت فرنسا ضغطها على الحكومة البريطانية واتخذت من المسألة المصرية واحتلال بريطانيا لمصر وسيلة للضغط وقدم جول فري احتجاجا على المعاهدة في مذكرة رفعها الى الحكومة البريطانية في 13 مارس 1884. وقد اقتنعت بريطانيا في نهاية الأمر بضرورة تخليها عن المعاهدة لأن دول اوروبا أيضا لوحت لها بالمسألة المصرية.

أصبح واضحا أن الخلاف بين فرنسا وبلجيكا على الكونغو لابد من حله عن طريق مؤتمر دولي وذكر السياسي البلجيكي إميل باننج أن المسألة الافريقية برمتها هي الشغل الشاغل للدول الاوروبية. وقد سعى بسمارك لعقد مؤتمر برلين لحل مشكلة الكونغو وكان المؤتمر محاولة منه ومن جول فري وزير خارجية فرنسا لاستخدام الكونغو وكان المؤتمر محاولة منه ومن جول فري وزير خارجية فرنسا لاستخدام الطرق الدبلوماسية لاقتطاع القارة، وحضر المؤتمر الدول الاوروبية المعنية بالقارة ولعب بسمارك دورا هاما في الموازنة بين هذه الدول. واذا كان المؤتمر قد عقد أساسا لبحث مشكلة الكونغو الا أنه ما لبث أن امتد ليشمل عدة مشكلات وتم فيه التوصل الى اتفاقات هامة تلتزم بها الدول الاوروبية. على أن أهم ما أسفر عنه المؤتمر هو أن الدول الاوروبية تكتلت ضد الاتافق البريطاني البرتغالي، اذ أدركت أن بريطانيا تريد اعطاء الكونغو للبرتغال كخطوة تمهيدية لتصفية ممتلكاتها ووضع يدها عليها. كما اعترفت الدول الاوروبية بدولة الكونغو الحرة.

سعت فرنسا لتحديد الحدود بين دولة الكونغو الحرة وبين مناطق نفوذها على الضفة اليمنى للنهر فدارت المفاوضات بين الدولتين الى أن تم في النهاية تحديد الحدود فيما بينهما. وقد أرسل رئيس الهيئة الدولية للكونغو الى وزير الخارجية الفرنسي يؤكد تمسك الهيئة ببعض المناطق مثل وادي نيادي-كويلو ولكن بعد عدة مراسلات بين رئيس الهيئة الدولية للكونغو وجول فري قرر الطرفان ضرورة تبادل المذكرات فيما بينهما تمهيدا لتحديد الحدود.

 
الكونغو الفرنسي: مرور السيد الاداري، 1905)

تم الاتفاق بين فرنسا والهيئة الدولية على اعتبار الفواصل الطبيعية حدا وخطا للفصل بين ممتلكات كل منهما. كذلك تم تكوين لجنة للقيام بعملية تحديد الحدود، وطالب الجانب البلجيكي بضرورة اعتراف فرنسا بعلم الهيئة الدولية للكونغو وتم توقيع اتفاق في 12 مارس 1885.

ورغم هذه الاتفاقات الا أنه حدث خلاف بين الدولتين بشأن اقليم مايونجا كان أن يؤدي الى توتر الموقف بينهما، ولكن أمكن التوصل الى اتفاق بشأن تحديد الحدود في هذا الاقليم، وذلك في 22 نوفمبر 1885 وبذلك تم حصر الخلاف فيما بينهما.

على أن أهم اتفاق عقد بين الجانبين كان معاهدة 29 أبريل 1887 تعهدت فيها دولة الكونغو الحرة على أن يكون نهر الاوبانجي وهو فرع من فروع الكونغو الغربي هو الحد الفاصل بين الحدود الفرنسية وحدود دولة الكونغو الحرة واعتبرت المنطقة الواقعة شمال الاوبانجي تابعة لفرنسا، والمنطقة الواقعة جنوبا تابعة لدولة الكونغو الحرة، كذلك تعهدت دولة الكونغو الحرة بعدم التدخل في الشئون السياسية للضفة الشمالية للاوبانجي وتعهدت فرنسا أيضا من جانبها بعدم التدخل في أي عمل سياسي في الضفة الجنوبية للاوبانجي.

ومن المعروف أن الملك ليوبولد تنازل عن جميع حقوقه في الدولة الكونغو الحرة وأعلن تسليمه لبلجيككا بعد وفاته. وقد أثار ذلك مخاوف الحكومة الفرنسية فطلب وزير الخارجية الفرنسي ربيو من بوريه السفير الفرنسي في بروكسل في 12 يوليو 1890، أن يؤكد على الحكومة البلجيكية أنه في حالة تسلمها دولة الكونغو الحرة بعد وفاة ليوبولد، عليها الالتزام بالاتفاقيات المعقودة بين الطرفين 1884-1885 بخصوص تحديد الحدود بينهما. وقد أكدت الحكومة البلجيكية كذلك أكد رئيس الهيئة الدولية للسفير الفرنسي التزام الهيئة والحكومات بالمعاهدات السابق عقدها بين الطرفين. وأعلنت الحكومة البلجيكية بأنها تريد وتسعى لحسن الجوار مع فرنسا في الكونغو فهما في اوروبا دولتان متجاورتان ولذلك فمن الضروري أن تتسم علاقات الدولتين في افريقيا ايضا بالتفاهم وحسن الجوار.

واذا كانت فرنسا قد سعت لتسوية حدودها مع بلجيكا فأنها سعت أيضا لتسوية حدود الكونغو الفرنسي مع البرتغال فعقدت اتفاقا في 17 مايو 1885 لتحديد الحدود الشرقية للكونغو بين كابندا البرتغالية تنازلت فيه البرتغال عن الضفة اليمنى عند شيلوانجو.

كذلك عقدت فرنسا مع ألمانيا اتفاقا في 24 ديسمبر 1885 لتحديد الحدود بين الكونغو الفرنسي، والكاميرون الألماني. ورغم توقيع هذا الاتفاق الا أن الألمان عملوا على مد نفوذهم من الكاميرون صوب حدود الكونغو الفرنسي ونجح نختيجال الألماني في رفع العلم الألماني على مدينة دوالا على الساحل قرب مصب نهر سنجا وهو من روافد الكونغو وأعلن بسط الحماية الألمانية على هذه الجهات فندلع خلاف حاد بين الدولتين على أساس أن الفرنسيين عقدوا في منطقة سنجا العديد من معاهدات الحماية مع الزعماء المحليين وظل الخلاف قائمة بين الدولتين حتى بدأت فرنسا تتجه لمد نفوذها على مراكش في شمال أفريقيا فوقفت ألمانيا في وجه الأطماع الفرنية وتمثل ذلك في حادثة أغادير الشهيرة عام 1911 ولكن توصلت الدولتان في النهاية الى اتفاق وافقت فيه ألمانيا على اطلاق يد فرنسا في مراكش مقابل تنازل فرنسا لألمانيا عن بعض الأراضي وبموجب هذا الاتافق وسعت ألمانيا مستعمراتها في الكاميرون شرقا فوصلت إلى نهر اوبانگي والساحل الشمالي للجابون وضمت بذلك حوض نهر سنجا وهو طريق مائي ورافد من روافد الكونغو الهامة وبذلك وضعت ألمانيا يدها على منطقة غنية في أفريقيا الاستوائية الفرنسية.


قائمة المفوضين العموم

المستعمرة أدارها أربع مفوضين عموم (commissionaires généraux) قبل اعادة تنظيمها لتصبح الكونغو الأوسط.[1]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Histoire militaire des colonies, pays de protectorat et pays sous mandat. 7. "Histoire militaire de l'Afrique Équatoriale française". 1931. Accessed 9 October 2011. (بالفرنسية)

قراءات إضافية

  • Petringa, Maria. Brazza, A Life for Africa. Bloomington, IN: AuthorHouse, 2006. ISBN 978-1-4259-1198-0. Describes Pierre Savorgnan de Brazza's extensive explorations of what became French Congo, and later, French Equatorial Africa.