فتنة مقتل عثمان

(تم التحويل من الفتنة الأولى)

فتنة مقتل عثمان أو الفتنة الكبرى هي أولى الفتن التي وقعت في الدولة الإسلامية، وتعرف كذلك بالفتنة الأولى. أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم أدت لاضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب.

الفـتـنـة الكـبـرى
جزء من الحروب الأهلية الإسلامية
First Fitna map.png
  منطقة تحت سيطرة معاوية
  منطقة تحت سيطرة عمرو بن العاص
التاريخ656661
الموقع
النتيجة نجاح التمرد، توقيع معاهدة سلام؛
معاوية يبدأ الأسرة الأموية
المتحاربون
الخلافة الراشدة
(الخوارج)[أ]
العرب المتمردون:
قوات عائشة
قوات معاوية
تمردات أخرى
(الخوارج)[أ]
القادة والزعماء
علي بن أبي طالب
عبد الله بن عباس
خزيمة بن ثابت
عمار بن ياسر
الأشتر النخعي
عائشة بنت أبي بكر
طلحة بن عبيد الله
الزبير بن العوام
معاوية بن أبي سفيان
عمرو بن العاص
عبد الله بن سبأ
حرقوص بن زهير
  1. الخوارج كانوا جزءاً من قوات علي بن أبي طالب ثم خرجوا عليه ولاحقاً عارضوا الطرفين.
  2. عمرو بن العاص كان في الأصل مؤيداً لعلي، إلا أنه لاحقاً اتخذ جانب معاوية.

جزء من سلسلة مقالات عن
أهل السنة

عثمان بن عفان

الخلفاء الراشدون



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في شـوال سنة (35) من الهجرة النبوية، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد، وأنكر عثمان الكتاب، لكنهم حاصروه في داره عشرين أو أربعين يوماً ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء. وكان الصحابة قادرون على التخلص منهم، ولكن عثمان أمرهم بعدم القتال وشدّد عليهم في ذلك.


حصار عثمان

أورد ابن حجر من طريق كنانة مولى صفية بنت حيي قال: «قد خرج من الدار أربعة نفر من قريش مضروبين محمولين، كانو يدرؤون عن عثمان». فذكر الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير وابن حاطب ومروان بن الحكم. قلت: «فهل تدمّى (أي تلطخ وتلوث) محمد بن أبي بكر من دمه بشيء؟». قال: «معاذ الله! دخل عليه فقال له عثمان: لست بصاحبي. وكلمه بكلام فخرج ولم يرز (أي لم يُصِب) من دمه بشيء». قلت: «فمن قتله؟». قال: «رجل من أهل مصر يقال له جبلة[1]، فجعل يقول: «أنا قاتل نعثل» (يقصد عثمان). قلت: «فأين عثمان يومئذ؟». قال: «في الدار»[2]. وقال كنانة كذلك: «رأيت قاتل عثمان في الدار رجلاً أسود من أهل مصر يقال له جبلة، باسط يديه، يقول: أنا قاتل نعثل»[3]. وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: «دخل عليه رجل من بني سدوس يقال له الموت الأسود، فخنقه. وخنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: والله ما رأيت شيئاً ألين من خناقه، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده» [4].

عمرو بن الحمق بن الكاهن. صحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة وشهد مع علي رضي الله عنه مشاهده وكان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله ((الطبقات الكبرى ج: 6 ص: 25))

وممن ساهم في قتله قتيرة بن حمران، والغافقي بن حرب, وسودان بن حمران, وكنانة بن بشر بن عتاب. وقد ثبت يقيناً أن أحداً من الصحابة لم يرض بما حلّ لعثمان، فضلاً أن يكون قد أعان على قتله. فقد ثبت عن الحسن البصري وهو شاهد عيان كان عمره وقتها أربع عشرة سنة– عندما سُئِل «أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟». فقال: «لا! كانو أعلاجاً من أهل مصر»[4]. وكذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد[5].

مقتل عثمان

اقتحم المتآمرون داره من الخلف (من دار أبي حَزْم الأنصاري) وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن وأكبت عليه زوجه نائلة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها، وتمكنوا منه فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة 35 هـ، ودفن بالبقيع. وكانت هذه شرارة نشوب فتن وحروب أخرى مثل موقعة الجمل ومعركة صفين وبداية ظهور الخوارج.

أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في مقتل عثمان
عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل، فقال: يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما، قال: فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان 5.
عن كعب بن عجرة، قال: ذكر فتنة، فقربها فمر رجل مقنع رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا يومئذ على الهدى، فوثبت فأخذت بضبعي عثمان، ثم استقبلت رسول الله فقلت: هذا؟ قال: هذا6.
عن مرة البهزي قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال -بهز من رواة الحديث- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'تهيج فتنة كالصياصي، فهذا ومن معه على الحق'. قال: فذهبت فأخذت بمجامع ثوبه، فإذا هو عثمان بن عفان 7.
عن أبي الأشعث قال: قامت خطبة بإيلياء في إمارة معاوية فتكلموا، وكان آخر من تكلم مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنة فقربها فمر رجل مقنع فقال: هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى، فقلت هذا يا رسول الله ؟ وأقبلت بوجهه إليه فقال: هذا، فإذا هو عثمان 8.

إن عثمان بن عفان أشد حياءً منه حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحي من ويقول"ألا تستحي من رجل تستحي منه الملائكة"

قميص عثمان

يقال أنه بعد ضرب عثمان بالسيف ومحاولة زوجته نائلة حمايته قطعت أصابعها، أخذت السيدة نائلة القميص الذي قُتل فيه عثمان رضي الله عنه وعليه دماؤه، وأصابعها، وكفها التي قُطعت، وهي تدافع عن زوجها وأعطت كل ذلك للنعمان بن بشير رضي الله عنه، وقالت له:

«خذهم إلى معاوية بن أبي سفيان فهو وليه.»

وحمل النعمان بن بشير رضي الله عنه هذه الأمانات إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام، فلما وصلت هذه الأشياء إلى معاوية رضي الله عنه علّقها على المنبر في المسجد، وبكى وأقسم أن ينتقم، وأن يثأر له، ووافقه أهل الشام جميعًا على ذلك، وكان فيهم الكثير من الصحابة، كأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وغيرهم رضي الله عنهم جميعًا، وكان أبو الدرداء قاضي الشام، ومن أعلم أهلها، وأفتى رضي الله عنه بوجوب أخذ الثأر من قتلة عثمان رضي الله عنه، فجلس سبعون ألف رجل يبكون تحت قميص عثمان بن عفان ويقسمون على الأخذ بثأره.[6] وأمر معاوية بعرض قميص عثمان على على منابر دمشق عامًا كاملاً لاستثارة حمية الدمشقيين لنصرة لمعاوية.[7]

موقعة الجمل

بعد حدوث مقتل عثمان ومقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان، بايع كبار الصحابة الإمام علي بن أبي طالب لخلافة المسلمين، وقيل أنه قبل البيعة و هو كارهاً لها، وانتقل إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إلى هناك، وبعدها انتظر الصحابة أن يقتص الإمام من قتلة عثمان ، لكن الإمام أجل هذا الأمر لسببين:

  1. الأنتظار حتى تهدأ الفتنة؛ لم يكن الإمام قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان لعدم علمه بأعيانهم، ولاختلاط الثوار و السبئية بجيشه، مع كثرتهم واستعدادهم للقتال، وقد بلغ عددهم ألفي مقاتل كما في بعض الروايات، كما أن بعضهم ترك المدينة إلى الأمصار عقب بيعة علي.
  2. أخذ البيعة من أهالي الأمصار و عزل الولاة و تعيين ولاة جدد ؛ لأنه عندما تولى الإمام علي الخلافة أمر بعزل جميع الولاة الذين عينهم الخليفة عثمان و منهم معاوية بن أبي سفيان نظراً لأن مثيري الفتنة اعتمدوا على اذكاء سخط الناس على بعض الولاة و اتهموهم بالظلم والعمل للمصالح الشخصية على حساب مصالح الناس و اتهموهم بعدم الحفاظ على سنة النبي ، فأراد الإمام بذلك ألا يجعل لهم حجة.

لكن بعض الصحابة وعلى رأسهم طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن الزبير رفضوا هذا التباطؤ في تنفيذ القصاص ولما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا عائشة اللتي كانت عائدة من اداء فريضة الحج، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليتقوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان، وإنفاذ القصاص فيهم. وفي ذلك اخرج أحمد في المسند والحاكم في المستدرك: (أن عائشة لما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت:" أي ماء هذا؟" قالوا:" ماء الحوأب"، قالت:" ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب"". فقال لها الزبير: ترجعين!! عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس". قال الألباني: إسناده صحيح جداً، صححه خمسة من كبار أئمة الحديث هم: ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر [8].

اعتبر الإمام علي أن خروج أهل المدينة بهذا الشكل يعد خروجاً عن الطاعة. يفسر الشيعة خروج طلحة والزبير بأنهما بايعا الإمام كارهين، و اتخذا من القصاص لمقتل عثمان حجة لعزله عن الخلافة، و اخرون من الشيعة يقولون انهما اتهماه بقتل عثمان و خرجا لقتله ، اما [عائشة] فيتهمونها بأنها من حرض الناس على قتل عثمان و ينسبون اليها انها قالت: "اقتلوا نعثلاً فقد كفر"، و يقولون انها مع هذا هي من اثارت الحرب و حرضت طلحة و الزبير واخبرتهم بأن الإمام علي هو من قتله أو سهل مقتله. وهذا الكلام كله غير صحيح عند أهل السنة حيث أن جيش المدينة خرج إلى البصرة، بينما الإمام كان في الكوفة ، الا ان الشيعة يشككون في سبب ذهاب جيش طلحة والزبير إلى البصرة ان لم يكن للقاء علي فلا توجد رواية عن ان قتلة عثمان بن عفان هم في العراق.

انتهى القتال وقد قتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم في ركبته - و قيل في نحره - و قد حزن الإمام علي كثيراً لمقتله فحين رآه مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: " عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال: " إلى الله أشكوا عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابُه " [9]

وقتل الزبير بن العوام و لمّا جاء قاتل الزبير لعله يجدُ حظْوةً ومعه سيفه الذي سلبه منه ليُقدّمه هديّة لأمير المؤمنين حزن عليه حُزْناً شديداً وأمسك السيف بيده وقال: " طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال :بشر قاتل بن صفية النار ولم يأذن له بالدخول عليه" [10]

أما عن السيدة عائشة فقد قال رسول الله لعلي:((سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها))[11] ، قال الإمام أبوبكر بن العربي المالكي: ولما ظهر علي - - جاء إلى أم المؤمنين - ا- فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك, ما أردتُ إلا الإصلاح). ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارث أم طلحة الطلحات، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها. فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل منهما مئة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل. [12]

ثم ردها إلى المدينة معززة مكرمة كما أمر الرسول .[13]


وقعة صفين

بعد مقتل عثمان طلبت البيعة لخلافة المسلمين لعلي وتمت له في المسجد النبوي في المدينة. نزل علي بن أبي طالب الرحبة بعد موقعة الجمل وأرسل إلى معاوية يدعوه للمبابعة والطاعة إلا أن معاوية اشترط القصاص ممن أقدموا على قتل عثمان أو تسليمهم لكي يقتصوا منهم فاعتذر علي بعدم معرفته بالجناة وأن الأولى المبايعة ليكونوا بعدها يداً واحدة في معاقبة الجناة، ودارت بينهما مراسلات عدة أدرك خلالها قتلة عثمان خطورة موقفهم وأن مبايعة معاوية لعلي ستجر عليهم العقاب والقصاص، لذلك حرصوا على التحريش بين الفريقين وجرهم إلى المواجهة وقد نجحوا في ذلك.

جهّز معاوية جيشاً عدده 130 ألف مقاتل من الشاميين، وجهّز الإمام علي جيشاً عدده 135 ألف مقاتل من الكوفيين، منهم 100 مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله في معركة بدر الكبرى، كعمار بن ياسر، وحزيمة بن ثابت، وسعد بن قيس، وعبد الله بن عباس وغيرهم.

رأى علي بن أبي طالب أن مصلحة المسلمين العامة تقتضي مقاتلة هذه الفئة التي خرجت على أمير المؤمنين، وخرجت على جماعة المسلمين، ورأى أن من المصلحة أيضًا أن يستعين على قتالهم بهؤلاء القوم من أهل الفتنة لِمَا لهم من العدد والعدة. وكانوا ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين:

- مجموعة تظن أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وذهبت لأجل هذا لخلع عثمان بن عفان، أو قتله، وكذلك قال محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعثمان بن عفان رضي الله عنه:

إنا لا نريد أن نكون يوم القيامة ممن يقول:[رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا] {الأحزاب:67}.

فكان رضي الله عنه يعتقد ابتداءً، ولديه قناعة تامة أن عزله لعثمان رضي الله عنه، أو قتله قربة إلى الله، وكان الكثير منهم قد ضُلّل من قِبَل رءوس الفتنة.

- أما المجموعة الأخرى، فكانت تظهر الإسلام، وتبطن الكفر والكيد والحقد على الإسلام، فكانوا من المنافقين.

وبعد سير المعركة في صالح فريق الإمام علي، دعا عمرو بن العاص جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي إلى حكم القرآن.

وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمارة المؤمنين: يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم.

فقال علي: "عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وإنّي اعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحق مقطعه، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا". ثمّ قال لهم: "ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله، وأوّل من أجاب إليه ...".

قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصرّوا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين علي في هذا الموقف أمام خيارين:

  1. المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام.
  2. القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً.

وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين. آل الأمر من بعد إلى تولية الحسن بن علي الخلافة إلا أنه تنازل عنها طواعية لمعاوية حقناً لدماء المسلمين وجمعاً لهم على إمام واحد، وقد سمي ذلك بعام الجماعة وانقضى بذلك عصر الخلافة الراشدة وابتدأ عصر بني أمية.


معركة النهروان

وقعت معركة النهروان سنة 39 للهجرة (حوالي سنة 659 م)، بين علي بن أبي طالب وبين الخوارج، والنهروان موقع بين بغداد وحلوان. وكانت المعركة واحدة من نتائج معركة صفين بين علي ومعاوية بن أبي سفيان، والتي انتهت بالاتفاق على التحكيم بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى كتاب الله، وحينها رفض الخوارج هذا الاتفاق ورفعوا شعارهم الشهير : لا حكم إلا حكم الله . وانتهت المعركة بانتصار جيش علي عليهم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

علي يحتفظ بالكوفة

Muawiyah's army invaded and occupied cities, which Ali's governors couldn't prevent and people didn't support him to fight with them. وسيطر معاوية على مصر، اليمن ومناطق أخرى .[14]

آخر أيام علي

في التاسع عشر من رمضان، بينما كان علي يصلي في مسجد الكوفة، طعنه عبد الرحمن بن ملجم وهو من الخوارج بسيف مسمم. جرح علي بالسيف المسمم، وعاش ليومين وتوفي في 21 رمضان في مدينة الكوفة سنة 661م.[15]

خلافة الحسن

بعد وفاة علي بن أبي طالب، تعهد مسلمو الكوفة بالولاء لابنه الأكبر الحسن بدون خلاف.[16] [17]

كتب

وقد قام الباحث الدكتور/ محمد بن عبد الله غبان الصبحي بجمع مرويات فتنة مقتل عثمان بن عفان ودرس أسانيدها واستخرج من الروايات الصحيحة والحسنة صورة تاريخية للحادثة في كتابه (فتنة مقتل عثمان بن عفان) وأكمل هذه الصورة بالروايات التي لا تصل إلى درجة الحسن مما لا يترتب عليه حكم أو اعتقاد.

وقد طبع هذا الكتاب طبعته الأولى في مكتبة العبيكان، وطبعته الثانية في عمادة البحث العلمي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

كتاب طه حسين

 
الفتنة الكبرى، طه حسين، الجزء الأول. انقر على الصورة للمطالعة
 
الفتنة الكبرى، طه حسين، الجزء الثاني (على وبنوه) انقر على الصورة للمطالعة

تابع الدكتور طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى، وقفته المتأنية عند أحداث الفتنة الكبرى والتي تتابعت آثارها السياسية ومازالت حيث ثبت الفرقة في صفوف المسلمين والباحث من موقع المُنصف يحاول البحث في تلك القضية بموضوعية تنحيه عن لعب دور الخصم أو المُنافح، وذلك من خلال دراسة معمقة في كتابه الأول عن تجربة الحكم التي سار عليها الشيخان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، ومدى تأثيرها كنظام حكم على عثمان رضي الله عنه وعلى الرعية في آن والمشكلات المثارة في عهده. ليتابع في هذا الكتاب تداعيات الفتنة التي ابتدأت أيام عثمان وتوسعت انعكاساتها أيام علي رضي الله عنه. وكانت المسائل التي تناولها هذا الكتاب كالتالي، المسلمون بعد مقتل عثمان، استقبال خلافة علي، بنو هاشم والخلافة، علي والعمال المخالفون على علي، المؤامرة،علي والخلفاء من قبله، موقف الكوفة من علي، علي وأصحابه السفارة بين علي وعائشة وصاحبها، الحرب، وصف الحرب، بعد وقعه الجمل، علي في البصرة، حرب الشام، السفارة بين علي ومعاوية، الكتب بين علي ومعاوية، التقاء الجمعين، الحرب،... السبئية في صفين، الخوارج، اجتماع الحكمين، علي والخوارج دولة علي، علي وابن عباس، أطماع معاوية في البصرة، من كيد معاوية لعلي...، من سيرة علي نظام الخلافة، المؤامرة، علي بين أشياعه وأعدائه... سياسة معاوية في العراق، الحسن ومعاوية الحسين، الشيعة وولاة معاوية... بعد مقتل الحسين، انتهاء الفتنة.

المراجع

  1. ^ ابن منظور: لسان العرب 11/98.
  2. ^ المطالب العالية لابن حجر (4/292-293) وعزاه لابن إسحاق، والاستيعاب لابن عبد البر (3/1044-1045) و(3/1367). وإسناده حسن.
  3. ^ ابن سعد: الطبقات 3/83،84. ورجال إسناده ثقات.
  4. ^ أ ب خليفة بن خياط: التاريخ 174. ورجال إسناده ثقات. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "بن خياط" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  5. ^ تاريخ ابن عساكر، ترجمة عثمان (ص408).
  6. ^ قصة مقتل عثمان
  7. ^ سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.148
  8. ^ سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 474
  9. ^ تاريخ دمشق 7/89
  10. ^ طبقات ابن سعد 3/105
  11. ^ مسند أحمد 6/393، وقال الحافظ في الفتح سنده حسن 13/60.
  12. ^ العواصم من القواصم (63).
  13. ^ حقبة من التاريخ (97-102) دار الإيمان.
  14. ^ انظر: نهج البردة نهج البردة Sermons 25, 27, 29, 39
    • Al-gharat (Plunders) which has written by Abi Mikhnaf, a Shi'a, is a detailed report about these raids.
  15. ^ Tabatabae (1979), page 192
  16. ^
    • Lapidus (2002), p.47
    • Holt (1977a), p.72
    • Tabatabaei (1979), p.195
    • Madelung (1997), p.334
  17. ^ Sunni view of Ali

المصادر

  • Ali ibn Abi Talib (1984). Nahj al-Balagha (Peak of Eloquence), compiled by ash-Sharif ar-Radi. Alhoda UK. ISBN 0940368439.
  • Holt, P. M. (1977). Cambridge History of Islam, Vol. 1. Cambridge University Press. ISBN 0521291364. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Lapidus, Ira (2002). A History of Islamic Societies (2nd ed.). Cambridge University Press. ISBN 978-0521779333.
  • Madelung, Wilferd (1997). The Succession to Muhammad: A Study of the Early Caliphate. Cambridge University Press. ISBN 0521646960.
  • Tabatabae, Sayyid Mohammad Hosayn (1979). Shi'ite Islam. Suny press. ISBN 0-87395-272-3. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)