الغزو الإسباني لبيرو

الغزو الإسباني لبيرو، كانت واحدة من أهم الحملات أثناء الإستعمار الإسپاني للأمريكتين. بعد سنوات من الاستكشاف الأولي والمناوشات العسكرية، قام 168 جندي تحت قيادة الكونكيستادور فرانشسكو پيزارو، وأخويه، والحلفاء من السكان الأصليين بأسر الساپا إنكا أتاوالپا في معركة كخاماركا 1532. كانت أول خطوة في حملة مطولة استغرقت عقود من القتال لكنها انتهت بانتصار الإسپان عام 1572 واستعمار المنطقة تحت اسم نائبية پيرو. غزو امبراطورية الإنكا (المسمى "تاوانتين‌سويو"[2][3] بلغة الكويتشا، يعني "مملكة المناطق الأربعة")،[4] أدى إلى حملات عرضية في الأراضي التي تشغلها تشيلي وكولومبيا اليوم، بالإضافة لتجريدات نحو حوض الأمازون.

الغزو الإسباني لبيرو
Spanish conquest of Peru
جزء من الإستعمار الإسپاني للأمريكتين
Montaje 2 conquista del Peru.png
التاريخ1532–1572
الموقع
غرب أمريكا الجنوبية
النتيجة انتصار إسپانيا
التغيرات
الإقليمية
أراضي الإنكا المدمجة ضمن الامبراطورية الإسپانية
المتحاربون

إسپانيا الامبراطورية الإسپانية
إسپانيا الكونكيستادور الإسپان
إسپانيا نائبية پيرو
الحلفاء من السكان الأصليين

 امبراطورية الإنكا
 دولة الإنكا الجديدة
القادة والزعماء
فرانشسكو پيزارو
دييگو دى ألماگرو
گونزالو پيزارو
هرناند پيزارو
خوان پيزارو
هرناندو دى سوتو
سباستيان دى بنالسيزار
پدرو دى ألڤاردو
فرانشسكو دى تولدو
أتاوالپا  #
كويزكويز
تشالكوتشيماك
روميناوي
مانكو إنكا
تومپاك أمارو الأول
القوى
168 جندي (1532)
عدد غير معروف من الحلفاء الأصليين
100.000 جندي (1532)
الضحايا والخسائر
7.700.000 حالة وفاة بسبب الأمراض. الوفيات في المواجهات العسكرية غير معروف.[1]
رسم للكونكيستادور التقليدي.

عند وصول الإسپان عند حدود امبراطورية الإنكا عام 1528، كانت تمتد بمساحة شاسعة وكانت إلى حد بعيد أكبر حضارات ما بعد كولومبس الأربعة الكبرى. كانت تمتد جنوباً من أنكومايو، المعروفة اليوم بنهر پاتيا، في جنوب كولومبيا المعاصرة حتى نهر ماول فيما عُرف لاحقاً بتشيلي، وشرق من المحيط الهادي حتى حافة أحراش الأمازون، وكانت تضم أكثر التضاريس الجبلية على وجه الأرض. في أقل من قر، وسع الإنكا امبراطوريتهم من حوالي 400.000 كم² عام 1448 حتى 1.800.000 كم² عام 1528، قبل وقت قصير من وصول الإسپان. تمتعت هذه المساحة الشاسعة بتنوع ثقافي ومناخي أيضاً. نظراً لتنوع الثقافات والتضاريس الجغرافية، فقد سمح الإنكا للكثير من مناطق الإمبراطورية بالبقاء تحت حكم القادة المحليين، الذين كانوا تحت رقابة ومتابعة مسئولي الإنكا.ومع ذلك، وبموجب الآليات الإدارية التي أنشأها الإنكا، استجابت جميع مناطق الإمبراطورية، وكانت تحت السيطرة المباشرة للإمبراطور.[5] ويقدر الباحثون عدد سكان امبراطورية الإنكا بأكثر من 16.000.000 نسمة.[6]

بعض العلماء، مثل جارد دياموند، يعتقدون بأنه في حين أن الغزو الإسپاني كان بلا شك سبباً مباشراً لانهيار امبراطورية الإنكا، إلا أن الامبراطورية ربما كانت قد تجاوزت مجدها وكانت بالفعل في طريقها للأفول. عام 1528، كان الامبراطور هواينا كاپاك حاكماً لامبراطورية الإنكا. يمكن تتبع أصوله إلى "ملك غريب" يدعى مانكو كاپاك، المؤسس الأسطوري لقبيلة الإنكا،[7]:144 الذي كان، تبعاً للروايات التقليدية، قد خرج من كهف في المنطقة يسمى پاكاريك تامپو.

كان هواينا كاپاك ابن الحاكم السابق، توپاك إنكا، وحفيد پاتشاكوتي، الامبراطور، الذي عن طريق الغزوات، قام بتوسعات كبرى لإمبراطورية الإنكا من قاعدتها الثقافية والتقليدية في المنطقة المحيطة بكوسكو. بعد ارتقاؤه العرش، واصل هواينا كوپاك سياسته التوسعية عن طريق الغزوات، آخذاً جيوش الإنكا شمالاً حتى الإكوادور المعاصرة.[7]:98 بينما اضطر إلى إخماد عدد من التمردات خلال حكمه، بحلول وقت وفاته، كانت شرعيته لا نزاع عليها حيث كانت أولوية لسلطة الإنكا.

ومع ذلك، فقد أسفرت التوسعات عن عدد من المشكلات. حافظت أجزاء كثيرة من الامبراطورية على تميزها الثقافي وكانت في أفضل الأحوال مشاركة مقاومة في المشروع الامبراطوري. يبدو أن الامتداد الكبير للامبراطورية، والتضاريس الصعبة للغاية في الكثير من أجزائها، وحقيقة أن كل عمليات الاتصالات والسفر يجب أن تتم سيراً على الأقدام أو على متن قارب، تسبب ذلك كله في تزايد صعوبة الإدارة الفعالة لامبراطورية الإنكا.

اعتمد هواينا على أبنائه لدعم حكمه. بينما كان لديه العديد من الأطفال الشرعيين وغير الشرعيين (المعنى الشرعي المولود من زوجته-الشقيقة، بموجب نظام الإنكا) فكان هناك اثنين من أبنائه ذوي الأهمية التاريخية. الأمير توپاك كوسي هوالپا، الشهير بهواسكار، الذي كان ابناً لكويا ماما راهوا أوسلو من النسل الملكي. والثاني هو أتاولاپا، ابن غير شرعي من المرجح أن والدته كانت ابنة لآخر ملوك كويتو المستقلين، من الدويلات التي اجتاحها هواينا كاپاك أثناء توسع امبراطورية الإنكا.[6] لعب هذا الإبنان دوراً محورياً خلال السنوات الأخيرة من امبراطورية الإنكا.

حظي المشروع الاستعماري للكونكيستادور الإسپاني پيزارو ورجاله بمساعدة كبيرة عندما كانت امبراطورية الإنكا في خضم حرب الخلافة بين الأمير هاسكار وأتاوالپا.[7]:143 ويبدو أن أتاوالپا قد قضى الكثير من الوقت برفقة هواينا كاپاك خلال السنوات التي كان فيها مع الجيش في الشمال لغزو الإكوادور. ومع ذلك فقد كان أتاوالپا أكثر قرباً ويتمتع بعلاقات أفضل الجيش وقادته البارزين. عندما توفي هواينا كاپاك وابنه الأكبر ووريثه المعين نينان كويوتشيك، فجأة في عام 1528، ومن الأرجح جراء إصابتهما بالجدري، وهو مرض أدخله الإسپان إلى الأمريكتين، طُرحت مسألة من سيتقلد منصب الإمبراطور. توفي هواينا قبل أن يرشح الوريث الجديد.

عند وفاة هواينا كاپاك، كان هواسكار في العاصمة كوسكو، بينما كان أتاوالپا في كويتو برفقة المجموعة الرئيسية من جيش الإنكا. أعلن هواسكار نفسه ساپا إنكا (أي "الامبراطور الأوحد") في كوسكو، لكن الجيش أعلن ولائه لأتاوالپا. وأدى هذا النزاع إلى الحرب الأهلية الإنكية.[7]:146–149

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تسلسل زمني للسنوات الأخيرة من امبراطورية الإنكا

  • 1526–1529 – فرانشسكو پيزارو ودييگو دى ألماگرو يقومان بأول تواصل مع امبراطورية الإنكا في تومبس، معقل إنكي في أقصى الشمال على امتداد الساحل.
  • ح. 1528 - امبراطور الإنكا هواينا كوپاك يتوفى جراء إصابته بالجدري الذي جلبه الأوروپيون. تسببت وفاته في اندلاع حرب أهلية بين ابنيه: أتاوالپا وهواسكار.
  • 1528-1529 - پيزارو يعود إلى إسپانيا حيث تمحه ملكة إسپانيا تصريحاً لغزو پيرو.
  • 1531–1532 – رحلة پيزارو الثالثة إلى پيرو، أتاوالپا يأسره الإسپان.
  • 1533 – أتاوالپا يُعدم؛ دى ألماگرو يصل؛ پيزارو يستولي على كوسكو وينصب مانكو إنكا - في السابعة عشر من عمره- امبراطوراً جديداً للإنكا.
  • 1535 – پيزارو يؤسس مدينة ليما؛ دى ألماگرو يغادر إلى تشيلي المعاصرة.
  • 1536 - گونزالو پيزارو يخطف زوجة مانكو إنكا، كورا أولكولو. مانكو يتمرد ويحاصر كوسكو. خوان پيزارو يُقتل، وجنرال الإنكا كويزو يوپانكي يهاجم ليما.
  • 1537 – ألماگرو يستولي على كوسكو من هرناندو وگونزالو پيزارو. رودريگو أورگونز ينهب ڤيتكوس ويأسر ابن مانكو إنكا، تيتو كوسي. مانكو يهرب ويلجأ إلى ڤيلكابامبا، التي أصبحت عاصمة دولة الإنكا الجديدة.
  • 1538 – هرناندو پيزارو يعدم دييگو دى ألماگرو.
  • 1539 – گونزالو پيزارو يجتاح وينهب ڤيلكابامبا؛ مانكو إنكا يهرب لكن فرانشسكو پيزارو يعدم زوجة مانكو، كورا أولكولو.
  • 1541 – فرانشسكو پيزارو يقتل على يد دييگو دى ألماگرو الثاني وأنصار دى ألماگرو الآخرين.
  • 1544 – مانكو إنكا يقتله أنصار دييگو دى ألماگرو. ثورة الإنكا لا تخمد.
  • 1572 – نائب پيرو، فرانشسكو تولدو، يعلن الحرب على دولة الإنكا الجديدة؛ ڤيلكابامبا ينهبها توپاك أمارو، آخر أباطرة الإنكا، يُسر ويُعدم في كوسكو. عاصمة الإنكا الجديدة، ڤيلكابامبا، تُهجر؛ الإسپان ينقلون السكان ويعيدون توطينهم في بلدة سان فرانشسكو دى لا ڤيكتوريا دى ڤيلكابامبا المسيحية حديثة التأسيس.[8]:xiii–xv


بداية النزاع

وصول پيزارو

 
الثلاثة عشر المشاهير لخوان لپياني.
 
فرانشسكو پيزارو يلتقي أتاوالپا، 1532.


أسر أتاوالپا

 
خلفت المواجهة الإسپانية مع الإنكا في معركة كخاماركا آلاف الضحايا من السكان الأصليين.
 
من أبرز أحداث غزو امبراطورية الإنكا وفاة أتاوالپا، آخر ساپا إنكا، في 29 أغسطس 1533.


التمرد والغزو

 
الإسپان يعدمون توپاك أمارو، آخر حاكم إنكي لڤيلكابامبا، عام 1572.


التبعات

 
پيزارو وزملائه يؤسسون ليما.


آثار الغزو على شعب الإنكا

في الخيال

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ "Victimario Histórico Militar".
  2. ^ fr (Gordon Brotherston) (1995). "Indigenous Literatures and Cultures in Twentieth-Century Latin America". In Leslie Bethell (ed.). The Cambridge History of Latin America. Vol. X. Cambridge University Press. p. 287. ISBN 978-0-521-49594-3.
  3. ^ Rebecca Storey; Randolph J. Widmer (2006). "The Pre-Columbian Economy". The Cambridge Economic History of Latin America: Volume 1, The Colonial Era and the Short Nineteenth Century (I ed.). Cambridge University Press. p. 95. ISBN 978-0-521-81289-4. {{cite book}}: Unknown parameter |editors= ignored (|editor= suggested) (help)
  4. ^ Kenneth J. Andrien (2001). Andean Worlds: Indigenous History, Culture, and Consciousness Under Spanish Rule, 1532–1825. University of New Mexico Press. p. 3. ISBN 978-0-8263-2359-0. The largest of these great imperial states was the Inca Empire or Tawantinsuyu—the empire of the four parts—which extended from its capital in Cusco to include this entire Andean region of 984,000 square kilometers.
  5. ^ Covey (2000).
  6. ^ أ ب Means (1932).
  7. ^ أ ب ت ث Prescott, W.H., 2011, The History of the Conquest of Peru, Digireads.com Publishing, ISBN 978-1420941142
  8. ^ MacQuarrie (2007).

المراجع


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية