الجمهور (فيلم)

ابراهيم العريس.jpg هذا الموضوع مبني على
مقالة لابراهيم العريس.

الجمهور The Crowd، هو فيلم صامت من إخراج وتأليف الأمريكي (كينگ ڤيدور) في عام 1928، بطولة زوجته الفنانة (إلينور بوردمان) و(جيمس مري).

الجمهور
The Crowd
Thecrowdposter.gif
ملصق المسرحية
اخراجكينگ ڤيدور
انتاجIrving Thalberg
كتابةكينگ ڤيدور
John V.A. Weaver
بطولةجيمس مري
إلينور بوردمان
بيرت روش
سينماتوگرافياهنري شارپ
تحريرHugh Wynn
توزيعMGM
تواريخ العرض18 فبراير 1928 (1928-02-18)
طول الفيلم104 دقيقة
البلدالولايات المتحدة
اللغةفيلم صامت
English intertitles

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص

 
لقطة من الفيلم

الصورة الأولى في الفيلم ترينا مجموعة من أناس يخرجون من، أو يدخلون إلى، بناية نيويوركية ضخمة. ثم تنتقل الكاميرا لترينا مجموعة كبيرة من النوافذ، لتظهر بعد ذلك ناطحة سحاب تستعرضها الكاميرا طولاً وعرضاً قبل أن تتوقف عند نافذة معينة، يمكننا أن نشاهد من خلالها مئات المكاتب والموظفين المنكبّين على عملهم. ثم تجمد الكاميرا أمام واحد من هؤلاء: إنه بطلنا الذي يقوم هنا بعمل رتيب. والحال أن حركة الكاميرا هذه إنما تصور ما أردت التعبير عنه، هذا «البطل» انما هو فرد من بين الجموع.[1]

وهذا «الفرد من بين الجموع» هو جون الذي سرعان ما نعرف خلال الفيلم أنه ولد لعائلة فقيرة في ديترويت، ثم تيتّم وهو في الثانية عشرة من عمره، ليقرّر أن يشق طريقه بقوة وسط هذا العالم العدائي. وهكذا ينتقل لاحقاً الى نيويورك حيث يعثر على عمل كمستخدم بسيط في مكتب... وتمر عليه السنون، حتى يلتقي ذات يوم في كوني آيلند بالحسناء - العادية مثله - ماري، فيقع الاثنان في الغرام ويتزوجان، ليمضيا شهر العسل - مثل معظم الأميركيين المنتمين إلى طبقتهما - عند شلالات نياگارا. بعد ذلك يرزق الزوجان، السعيدان أول الأمر، طفلين، في وقت كان فيه وضعهما الاجتماعي والمادي قد بدأ يتدهور... بخاصة أن جون، اذ يبدأ سأمه من حياته الرتيبة المنتظمة، يصاحب رفقة سوء. وتلي ذلك سلسلة من الكوارث الاجتماعية والشخصية: اذ أنه يفقد عمله في شكل مباغت، ثم تموت ابنته الصغيرة في حادث سير حيث تصدمها شاحنة... وتسوء العلاقة أكثر فأكثر مع زوجته. وهو حين يفقد كل أمل يتأبط طفله الصغير الذي تبقّى له ويحاول الانتحار، لكنه يفشل في انتحاره، كما كان فشل في كل ما أقدم عليه من قبل. ويقرر، إثر هذا الفشل الجديد، أن يعود الى البيت. وفي طريقه الى هناك تحدث «المعجزة الصغيرة»: يجد عملاً. صحيح أنه عمل تافه طبعاً، لكنه عمل والسلام: صار «رجلاً سندويتشاً»، أي من أولئك الذين يحملون لوحات دعائية يسيرون بها وهم يقرعون الأجراس. إنه، في المقاييس الاجتماعية، واحد من أحقر الأعمال التي يمكن أن يمارسها انسان، ولكن لا بأس طالما أنه عمل يسمح لجون بأن يربح بعض الدولارات تعينه على العيش وتكسبه حب زوجته من جديد. ويتحقق له هذا لنرى الزوجين في النهاية ذاهبين لحضور حفلة، ويضحكان للمرة الأولى بينما تبتعد الكاميرا لتجعل منهما «فردين عاديين وسط الجموع».


طاقم العمل

الإنتاج

الاستقبال والتأثير

في معرض تحليله للمناخ الاجتماعي الاميركي الذي يكمن خلف ذلك النجاح الذي حققه فيلم «الجمهور»، نقدياً على الأقل، عند نهاية عشرينات القرن العشرين، كتب الناقد الفرنسي الراحل كلود بيلي: «كانت الولايات المتحدة عرفت خلال سنوات العشرين، نهوضاً اقتصادياً، سيأتي انهيار وول ستريت في العام 1929 ليضع حداً له. وقبل الانهيار، كان الزمن لا يزال زمن التفاؤل، وإن كانت معالم قسوة الحياة ظاهرة للعيان»، ومن هنا، كانت هناك أفلام عدة أُنتجت في هوليوود، وجعلت من نفسها «صدى لذلك الازدهار المهدد»: «متسولو الحياة» لويليام ويلمان، «في ظل بروكلين» لآلان دوان، «الصاعقة» لكلارينس بادجر وخصوصاً «الجمهور» لكينگ ڤيدور.

وعلى هذا يكون «الجمهور» لكينگ ڤيدور واحداً من أول وأهم الافلام التي غاصت في الواقع الاجتماعي في العالم الجديد مباشرة، ووقفت تتساءل عن الحلم الأميركي الذي كان لا يزال في ذلك الحين مزدهراً. ولم يكن التوجه بالجديد في ذلك الحين على مخرج الفيلم وكاتبه كينگ ڤيدور، الذي حقق خلال سنوات سابقة فيلماً ضد الحرب بعنوان «العرض الكبير» لقي نجاحاً هائلاً، واعتبرته شركة «مترو گولدوين ماير» المنتجة واحداً من أكبر أفلامها وأكثرها اجتذاباً للجماهير. وهكذا، مسلحاً بالنجاح الذي حققه، قرر ڤيدور أن يدلي بدلوه في الموضوع الاجتماعي وأن يقول رأيه، بصرياً، هو الذي كان واحداً من أول الذين آمنوا بقوة الصورة، وخصوصاً بأهمية أن تكون للسينما خصوصيتها البصرية ولغتها المفصولة عن لغة الأدب. في ذلك الحين، 1928، كان العهد لا يزال عهد السينما الصامتة، حيث يفترض بالعنصر البصري ان يقول كل شيء. ويمكننا القول هنا انه قد أتيح لكينگ ڤيدور عبر هذا الفيلم ان يطبّق نظرياته، وحتى حدود التجريب، ذلك أن الشركة المنتجة وفرت له ما يريد، فكان أن حقق «الجمهور» عبر وسائل لم تكن، في ذلك الحين، تقليدية على الاطلاق، بل كانت تعتبر من «سمات السينما الاوروبية الفقيرة»: تصوير في الديكورات الطبيعية، كاميرا خفية تغطى لئلا تحدق فيها عيون السابلة، ممثلون لم يكونوا بعد محترفين، وموضوع مستقى من الحياة الحقيقية، مع اصرار على التخفيف من البعد الدرامي حتى الحدود الدنيا. ونعرف طبعاً أن هذه الوسائل ستكون هي نفسها التي يلجأ اليها لاحقاً رواد المدارس الطبيعية والواقعية، في «الواقعية الجديدة» الايطالية، كما في «السينما الحرة» البريطانية، و «الموجة الجديدة» الفرنسية، وصولاً إلى كامل التلمساني وكمال سليم وصلاح ابو سيف وتوفيق صالح في مصر. ومن هنا، يعتبر كينگ ڤيدور من جانب المنصفين، أحد أبرز رواد «الواقعية - الطبيعية» في تاريخ السينما العالمية، وإن كان حقق في مسيرته المتعرجة أعمالاً تنفي عنه هذه الصفة، وأتت تقليدية تماماً.

فيلم «الجمهور»، ذلك الفيلم الرائد والبسيط، والسيئ الحظ كذلك. إذ إنه كان، في زمنه، من آخر الأفلام الصامتة، ما جعله يُنسى لفترة طويلة من الزمن، قبل أن يعاد اكتشافه منذ أواسط سنوات السبعين من القرن العشرين، ويعاد إليه اعتباره، ويبدأ حسبانه في لائحة الأفلام العشرين الأكثر أهمية في تاريخ الفن السابع.

في اختصار شديد، يمكن أن تقول عن «الجمهور» أنه فيلم جعل همّه أن يقدم حياة مواطن أميركي بسيط، وحياة زوجته خلال مرحلة شديدة الصعوبة من تلك الحياة.

إن رسالة هذا الفيلم واضحة. ولكن هل تراه كان حقاً يحمل تلك الشحنة من التفاؤل التي ألصقت به؟ من ناحية مبدئية أجل. ولكن الصورة تبدو مغايرة ان نحن تمعّنا فيها. فالعمل الذي يجده جون يبدو تافهاً - كما أشرنا - وموقتاً ايضاً. ومن هنا، فإن السعادة التي يستعيدها موقتة كذلك. وما حدث له سيحدث من جديد، وللجمهور كله، فأين هو الحلم الاميركي المنشود، في ذلك كله؟ الحال ان بعض الذين تنبهوا الى ذلك الالتباس، بين التفاؤل الظاهر والتشاؤم الحقيقي في الفيلم وآخذوا كينگ ڤيدور عليه، سوف تأتي الاحداث والانهيارات الاقتصادية التالية لتجعلهم يعيدون النظر في موقفهم واكتشاف كم كان المخرج محقاً في وضعه شخصياته على الحبل المشدود.

الميديا المنزلية

أصدر فيلم(الجمهور على (VHS) كجزء من سلسلة الكلاسيكيات الصامتة (MGM) في عقد 1980. وتتولى (وارنر بروس) حاليا حقوق التوزيع لجميع الأفلام الصامتة من (MGM)، بما في ذلك فيلم (الجمهور). الفيلم غير متوفر على DVD.

التكريمات

الترشيحات

الموسيقى التصويرية

نبذة عن المخرج

حين حقق كينگ ڤيدور (1894-1982) «الجمهور» كان في الرابعة والثلاثين من عمره، وكان حقق شهرة ومكانة في عالم الفن السابع الذي انتمى إليه باكراً، ومنذ كان شاباً، في مسقط رأسه بلدة گالفستون في ولاية تكساس. فهو بدأ عامل عرض وقاطع تذاكر في دور السينما قبل أن يتحول الى مصوّر يهتم بالأخبار السينمائية المصورة. وفي عام 1915 نراه يتوجه إلى هوليوود حيث يحاول فرض نفسه كاتب سيناريو، لكن كل السيناريوات التي يعرضها، أول الأمر، على الشركات ترفض، حتى أتيحت له بداية، بالصدفة، في العام 1919، حيث حقق فيلمه الأول «منعطف الطريق». ولم يتوقف بعد ذلك، إذ ظل داخل المهنة، مخرجاً وكاتباً ومنتجاً حتى العام 1959 حين دفعه فشل فيلمه «ملكة سبأ» الى الاعتزال، وهو خلال مسيرته الطويلة حقق عشرات الافلام، بعضها ناجح جماهيرياً لا أكثر، وبعضها سيّئ السمعة، لكن البعض الآخر يعتبر علامة في الفن السابع مثل «الجمهور» و «العرض الكبير» و «هاليلويا» (1929، وكان أول فيلم يمثله الزنوج) و «البطل» و «القلعة» و «خبزنا كفاف يومنا» (1934)، وبخاصة «صراع تحت الشمس»... والنسخة الأميركية من «الحرب والسلام» (1956).

المصادر

  1. ^ ابراهيم العريس. "«الجمهور» لكينغ فيدور: إنه الحلم الجميل فمن أين يأتي الحزن؟". الحياة. Retrieved 2013-01-01.

وصلات خارجية