الاقتران العظيم

الاقتران العظيم أو الاقتران الكبير (إنگليزية: great conjunction)، هو اقتران كوكبي المشترى وزحل، عندما يظهر الكوكبان بالقرب من بعضهما في السماء. الاقترانات الكبيرة، تسمى "بالعظيمة" لكونها الأندر والأكثر سطوعاً والأقرب في المتوسط من الاقترانات بين الكواكب التي يمكن رؤيتها "بالعين المجردة" (على سبيل المثال، دون احتساب الاقترانات النادرة التي تتضمن عمالقة الجليد نظراً لأنها كانت قاتمة للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها إلا بعد اختراع التلسكوب)، تحدث كل 20 عاماً تقريباً عندما "يتجاوز" المشتري زحل في مداره.

صورة للاقتران العظيم 2020 التقطت قبل يومين من أقرب اقتران بين المشترى (أسفل اليمين) وزحل (أعلى اليسار) يفصل بينهما حوالي 15 دقيقة قوس.
أقمار گاليليو الأربعة ظاهرة حول المشترى: عند الموضع 10 o'clock position أعلى يسار المشترى يوجد القمر كاليستو، گانيميد، وأوروپا؛ ويظهر القمر إيو أكثر قرباً أسفل يمين كوكب المشترى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الميكانيكا السماوية

في المتوسط، تحدث مواسم الاقتران العظيم مرة كل 19.859 سنة يوليوسية (365.2500 يوم). باستخدام دورات كوكب المشتري وزحل بالأيام، يمكن حساب هذا الرقم بواسطة المعادلة التالية 1/(1/4332.59−1/10759.22) = ح. 7253.46 يوماً، وهو متوسط تواتر المشتري "لتجاوز" زحل كما يُرى من الشمس بسبب التأثير المشترك لكوكب المشتري والدور المداري لزحل الذي يبلغ ح. 29.5 سنة.[1] (من الناحية العملية، يمكن أن يتسبب حجم مدار الأرض في حدوث اقترانات عظمى تصل إلى بضعة أشهر بعيداً عن المتوسط كل 19.859 عاماً أو وقت حدوثها على الشمس). في بعض الأحيان، يوجد أكثر من اقتران عظيم واحد في الموسم عندما يحدث الاقتران بالقرب بدرجة كافية من المقابلة، ويعتبر هذا اقتراناً ثلاثياً (وهو ليس مقتصراً على الاقتران العظيم). وقع آخر اقتران عظيم في 31 مايو 2000، وسيقع الاقتران العظيم التالي في 21 ديسمبر 2020. أثناء الاقتران العظيم 2020، سيفصل بين الكوكبين في السماء متوسط 6 دقيقة قوس، أدنى مسافة بين الكوكبين منذ عام 1623.[2] ينتج التقارب عن واحدة من المناطق الثلاث المتباعدة بشكل متساوٍ تقريباً على خط الطول حيث تحدث اقترانات عظيمة تتحول إلى محيط أحد خطي الطول حيث يبدو أن المدارين يتقاطعان عند النظر إليهما من الشمس (الذي يشابه النظر للكوكبين من الأرض). . تدور مناطق الاقتران العظمى في نفس اتجاه الكواكب بمعدل سدس دورة تقريباً كل أربعة قرون، مما يخلق اقترانات وثيقة بشكل خاص في دورة كل أربعة قرون تقريباً. بتعبير أدق، يجب أن يزيد الموقع في السماء لكل اقتران ضمن سلسلة على خط الطول بمقدار 16.3 درجة في المتوسط، مما يجعل الدورة الكاملة الواحدة بالنسبة للنجوم في المتوسط تحدث مرة واحدة كل 2634 سنة. إذا استخدمنا بدلاً من ذلك قاعدة قياس خط الطول باتجاه الشرق من نقطة الربيع علينا أن نضع في اعتبارنا أن الاعتدال يدور مرة واحدة كل ح. 25772 سنة، لذا فإن خطوط الطول المقاسة بهذه الطريقة تزيد بشكل أسرع قليلاً وتصبح هذه الأرقام 17.95 درجة و2390 سنة. يبلغ طول خطي طول الاقترانات العظمى القريبة حالياً حوالي 307.4 و127.4 درجة، في كوكبتي برج الجدي والسرطان على التوالي. يمكن لمدار الأرض أن يجعل الكواكب تظهر بما يصل إلى 10 درجات إلى الأمام أو الخلف عندما تكون في النقطة المثلى، وهذا ينطبق أيضاً على أي جزء آخر من مداراتها.[1]

يميل مستوى مدار زحل بمقدار 2.485 درجة بالنسبة إلى الأرض، بينما يميل كوكب المشتري 1.303 درجة. من المثير للاهتمام أن العقد الصاعدة لكلا الكواكب متشابهة، 100.6 درجة لكوكب المشتري و113.7 درجة لزحل، لذلك إذا كان زحل أعلى أو أسفل المستوى المداري للأرض، فعادة ما يكون المشتري كذلك أيضاً (يرجع هذا جزئياً إلى أن مدار كوكب الأرض مائل بالنسبة لجميع الكواكب الكبرى). نظراً لأن اتجاهات الميل المداري لكوكب المشتري وزحل تتماشى للغاية بشكل معقول، فمن المتوقع ألا يكون الاقتراب الأقرب أسوأ بكثير من الميل المداري (2.485°) ناقص المشتري (1.303). في الواقع، بين العام 1 و3000، كانت مسافات الاقتران القصوى 1.3 درجة في عامي 1306 و1940. حدثت اقترانات في كلا العامين عندما كانت الكواكب مائلة إلى أقصى حد خارج المستوى: خط الطول 206 درجة (وبالتالي فوق المستوى) في 1306، وخط الطول 39 درجة (لذلك تحت المستوى) في عام 1940.[1]


قائمة الاقترانات العظمى (1200 حتى 2400م)

 
الاقتران العظيم، تم رصده في 19 ديسمبر 2020، قبل ليلتين من 21 ديسمبر، كما سجله رمان ماديرا من مرصد راي للتصوير الفلكي. استخدم تلسكوب SCT بقطر 14 بوصة بالإضافة إلى CCD لوني.

يوضح الرسم البياني التالي[1] الاقترانات العظمى لكوكب الأرض.


التاريخ
(ش/ي/س)
خط الطول
(درجة)
المسافة
(د.ق.)
المطال
(درجة)
سلاسل/
الرؤية/
الثلاثية
04/16/1206 066.8 65.3 023.0 2?
03/04/1226 313.8 02.1 -048.6 3Y
09/21/1246 209.6 62.3 013.5 4N
07/23/1265 079.9 57.3 -058.5 5Y
12/31/1285 318.0 10.6 019.8 6?
12/24/1305 220.4 71.5 -070.0 1YT
04/20/1306 217.8 75.5 170.7 1YT
07/19/1306 215.7 78.6 082.5 1YT
06/01/1325 087.2 49.2 -000.4 2N
03/24/1345 328.2 21.2 -052.5 3Y
10/25/1365 226.0 72.6 -003.7 4N
04/08/1385 094.4 43.2 058.8 5Y
01/16/1405 332.1 29.3 018.1 6N
02/10/1425 235.2 70.7 104.1 1YT
03/19/1425 234.4 72.4 -141.6 1YT
08/24/1425 230.6 76.3 062.6 1YT
07/13/1444 106.9 28.5 -015.9 2N
04/07/1464 342.1 38.2 -052.6 3Y
11/17/1484 240.2 68.3 -012.3 4N
05/25/1504 113.4 18.7 033.5 5?
01/30/1524 345.8 46.1 019.1 6N
09/17/1544 245.1 69.2 053.4 1Y
08/25/1563 125.3 06.8 -042.1 2Y
05/02/1583 355.9 52.9 -051.2 3Y
12/17/1603 253.8 59.0 -017.6 4N
07/16/1623 131.9 05.2 012.9 5N
02/24/1643 000.1 59.3 018.8 6N
10/17/1663 254.8 59.2 048.7 1Y
10/23/1682 143.5 15.4 -071.8 2YT
02/08/1683 141.1 11.6 175.8 2YT
05/17/1683 138.9 15.8 077.5 2YT
05/21/1702 010.8 63.4 -053.5 3Y
01/05/1723 265.1 47.7 -023.8 4?
08/30/1742 150.8 27.8 -010.3 5N
03/18/1762 015.6 69.4 014.5 6N
11/05/1782 271.1 44.6 044.9 1Y
07/16/1802 157.7 39.5 041.3 2Y
06/18/1821 027.1 72.9 -062.9 3Y
01/26/1842 281.1 32.3 -027.1 4?
10/20/1861 170.2 47.4 -039.5 5Y
04/17/1881 033.0 74.5 003.8 6N
11/28/1901 285.4 26.5 038.3 1Y
09/08/1921 177.3 58.3 011.1 2N
08/06/1940 045.2 71.4 -089.8 3YT
10/21/1940 041.1 74.1 -165.7 3YT
02/14/1940 039.9 77.4 073.3 3YT
02/18/1961 295.7 13.8 -034.5 4?
01/01/1981 189.8 63.7 -091.4 5YT
03/06/1981 188.3 63.3 -155.9 5YT
07/25/1981 185.3 67.6 062.7 5YT
05/28/2000 052.6 68.9 -014.6 6N
12/21/2020 300.3 06.1 030.2 1?
11/04/2040 197.8 72.8 -024.6 2?
04/08/2060 059.6 67.5 041.7 3Y
03/15/2080 310.8 06.0 -043.7 4Y
09/18/2100 204.1 62.5 029.5 5?
07/15/2119 073.2 57.5 -037.8 6Y
01/14/2140 315.1 14.5 022.7 1?
02/20/2159 215.3 71.2 -050.3 2Y
05/28/2179 080.6 49.5 016.1 3N
04/08/2199 325.6 25.2 -050.0 4Y
11/01/2219 221.7 63.1 006.8 5N
09/06/2238 093.2 39.3 -067.6 6YT
01/12/2239 090.2 47.5 161.3 6YT
03/22/2239 088.4 45.3 089.9 6YT
02/02/2259 329.6 33.3 019.6 1?
02/05/2279 231.9 69.9 -080.3 2YT
05/07/2279 229.9 73.8 -172.6 2YT
08/31/2279 227.2 74.9 073.3 2YT
07/12/2298 100.6 28.3 -006.0 3N
04/26/2318 339.8 41.8 -051.8 4Y
12/01/2338 237.3 66.3 -007.4 5N
05/22/2358 107.5 18.5 050.7 6Y
02/18/2378 343.7 50.5 019.4 1N
10/02/2398 240.7 65.9 058.2 2Y
عدد الأحداث في الفترة 1200-2400 م حسب الاقتراب
المسافة الزاوية عدد الاقترانات
0 إلى 10 دقيقة
5
10 إلى 20 دقيقة
8
20 إلى 30 دقيقة
7
30 إلى 40 دقيقة
5
40 إلى 50 دقيقة
10
50 إلى 60 دقيقة
8
60 إلى 70 دقيقة
16
70 إلى 78.6 دقيقة
16
أكثر من 78.6 دقيقة
0
عدد الأحدث في الفترة 1200-2400م حسب المطال
المطال عدد الاقترانات
-180 إلى -135 درجة
4
-135 إلى -90 درجة
1
-90 إلى -45 درجة
15
-45 إلى 0 درجة
17
0 إلى 45 درجة
22
45 إلى 90 درجة
12
90 إلى 135 درجة
1
135 إلى 180 درجة
3
عدد الأحداث في الفترة 1200-2400م حسب الثلاثية
نوع المجموعة عدد الاقترانات
جزء من اقتران ثلاثي
21
جزء من اقتران مفرد
54

الاقترانات العظمى البارزة

قائمة أقرب الاقترنات العظمى (تتألف من — الأحداث التي وقعت في الألفيات 3 الميلادية - جميع الأحداث تحت 9.95 دقيقة قوس، بالإضافة لأحداث بارزة مختارة أخرى)[2][1]
التاريخ نظام الإحداثيات الكسوفية (غير دورية/تتبع النجوم) الانفصال (د.ق) الرؤية ملاحظات
1 مارس 1793 ق.م. 153.4° 1.3 المساء أقرب اقتران بين عصور ما قبل التاريخ والقرن 46 م. جزء من اقتران ثلاثي.
28 ديسمبر 424 ق.م. 322.8° 1.5 المساء، يصعب رؤيته
6 مارس 372 316.6° 1.9 الصباح أقرب اقتران في الألفيات الثلاث الأولى الميلادية.
31 ديسمبر 431 320.6° 6.2 المساء، يصعب رؤيته.
13 سبتمبر 709 130.8° 8.3 الصباح، جزء من اقتران ثلاثي.
22 يوليو 769 137.8° 4.3 قريب للغاية من الشمس ليمكن رؤيته.
11 ديسمبر 1166 303.3° 2.1 المساء، يصعب رؤيته.
4 مارس 1226 313.8° 2.1 الصباح
25 أغسطس 1563 125.3° 6.8 الصباح
16 يوليو 1623 131.9° 5.2 المساء، يصعب رؤيته (خاصة من نصف الكرة الشمالي).
21 ديسمبر 2020 300.3° 6.1 المساء، يصعب رؤيته من خطوط العرض الشمالية العليا، غير مرئي في القطب الجنوبي (زاوية ضعيفة، شمس الصيف). خط الطول 303+ درجة بالنسبة [[دور مداري]|للدور المداري]، قريب من الدرجة المثالية 317 لمستوى مدار تقاطع خط الطول للاقتراب (J2000)
15 مارس 2080 310.8° 6.0 الصباح، يصعب رؤيته من خطوط الطول الشمالية المتوسطة والعليا
24 أغسطس 2417 119.6° 5.4 الرؤية غير سهلة إلى مستحيلة من مناطق نصف الكرة الجنوبي والقطبية.
6 يوليو 2477 126.2° 6.3 المساء، رؤيته أكثر سهولة من نصف الكرة الجنوبي
25 ديسمبر 2874 297.1° 2.3 المساء، شمس الصيف تعيق الرؤية في أنتاركتيكا.
19 مارس 2934 307.6° 9.3 الصباح
8 مارس 4523 287.8° 1.0 المساء، رؤيته من صعبة إلى مستحيلة من خطوط الطول الشمالية العليا ومنطقة القطب الجنوبي. أقرب اقتران خلال 14.400 سنة (إجمالي القرون).
عدد الأحداث أقل من 9.94 دقيقة قوس في الألفيات الثلاث الأولى الميلادية حسب الاتجاه
خط الطول (من الأرض) عدد الاقترانات
119 إلى 138 درجة
6
297 إلى 321 درجة
8
الدرات 317 الباقية
0


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

7 ق.م.

عندما درس الاقتران العظيم 1603، كان يوهانس كپلر يعتقد أن نجم بيت لحم ربما كان حدث اقتران عظيم. حسب كپلر أن اقتراناً ثلاثياً للمشترى وزحل قد وقع في سنة 7 ق.م. (−6 باستخدام ترقيم السنة الفلكية).[3][4] الاقتران الثلاثي هو اقتران المشترى وزحل عند أو بالقرب من موقع مقابلتهما للشمس. تبعاً لهذا السيناريو، فسيشغل المشترى وزحل نفس المطلع المستقيم في الأحداث الثلاث أو نفس الإحداثيات الكسوفية في الأحداث الثلاث تبعاً لتعريف "الاقتران" المستخدم (يرجع هذا إلى للحركة الرجعية للأرض ووقوع الحدث على مدار شهور). وقع أحدث اقتران ثلاثي عامي 1980 و1981[5] بينم سيحدث الاقتران الثلاثي التالي عامي 2238 و2239.

1563

قام فلكيون من أكاديمية كراكوڤ (يان مزينوس، ستانيسلوڤ ياكوبيوز، نيكولوس شادك، پتروس پروزوڤيتزه وآخرون) برص الاقتران العظيم 1563 لمقارنة جداول ألفونسين (اعتماداً على نموذج متمركز حول الأرض) مع جداول پرتونيك (اعتماداً على مركزية الشمس الكوپرنيسية). في جداول پرتونيك وجد الفلكيون أن المشترى وزحل قريبان للغاية من بعضهما البعض وأن المشترى يغطي زحل[6] (كانت المسافة الزاوية الفعلية 6.8 دقائق في 25 أغسطس 1563[1]). أما جداول ألفونسين فتقترح أنه يجب رصد الاقتران في يوم آخر ولكن في اليوم المشار إليه بواسطة جداول ألفونسين كانت المسافة الزاوية 141 دقيقة كاملة. اقترح أساتذة كراكوڤ اتباع تنبؤات كوپرنيكوس الأكثر دقة، وبين عامي 1578 و1580، ألقى ڤالنتين فونتاني ثلاث محاضرات عن مركزية الشمس الكوپرنيسية.[6]

2020

 
عرض لأفضل سيناريو محاكاة للحدث من خلال التلسكوب.

سيكون الاقتران العظيم 2020 الأقرب منذ 1623[2][1] وثامن أقرب اقتران في أول الألفيات الثلاث الميلادية بمسافة فاصلة بين الكوكبين تبلغ، بحد أدنى، 6.1 دقيقة قوس.[1] كما سيكون الاقتران العظيم الأقرب منذ عام 1226 وسيكون قابلاً للرصد من كوكب الأرض.[7] سيحدث بعد سبعة أسابيع من الاقتران المتمركز على الشمس، عندما يتشارك المشترى وزحل في نفس خط الطول المتمركز على الشمس.[8] ستصل المسافة بين الكوكبين لأدناها في الساعة 18:22 حسب التوقيت العالمي، يوم 21 ديسمبر،[5] عندما يكون المشترى عند 0.1° جنوب زحل و30° شرق الشمس. يعني هذا أنه يمكن رؤية كلا الكوكبين في نفس مجال الرؤية التلسكوبي (على الرغم من أنه يمكن تمييزهما عن بعضهما البعض بدون مساعدة بصرية).[9] أثناء أقرب اقتران للكوكبين، سيظهرا كجرم ثنائي عند رؤيتهما بالعين المجردة.[7] من منتصف خطوط العرض الشمالية، سيكون الكوكبين مرئيان على ارتفاع أقل من 15 درجة فوق الأفق الجنوبي الغربي في كوكبة الجدي، بعد ساعة واحدة من غروب الشمس.[10][11]

7541

بالإضافة لكونه اقتراناً ثلاثياً، سيتضمن الاقتران العظيم لسنة 7541 عبور واحد[note 1] في 16 فبراير، واحتجا واحد[note 2] في 17 يونيو (على الرغم من أن دقة مواقع الكواكب لا يمكن حسابها مستقبلياً حتى الآن، بتلالي تختلف المصادر من حيث الطبيعة الدقيقة لهذه الأحداث[note 3]).[5] سيكون هذا أول احتجاب بين كوكبين منذ عام 6857 ق.م؛ يتطلب التراكب فاصلاً زمنياً أقل من 0.4 دقيقة تقريباً.[1]

في التاريخ

جذبت عمليات الاقتران العظمى اهتماماً كبيراً في الماضي كنُذُر. في أواخر العصور الوسطى وعصر النهضة كانت موضوعاً تطرق إليه المنجمون-علماء الفلك ما قبل العلي والانتقالي- حتى عصر براهه وكپلر، بواسطة مفكرين مدرسيين مثل روجر بيكون[12] وپيير ديلي،[13] وذُكرت في الأعمال الشعبية والأدبية لمؤلفين مثل دانتي[14] وشيكسپير.[15] يعود هذا الاهتمام في أوروپا إلى ترجمات النصوص العربية وخاصة كتاب البلخي عن حروف العطف.[16]

على الرغم من الأخطاء الحسابية وبعض الخلافات بين المنجمين حول وقت بدء Trigons، فقد أدى الإيمان بأهمية مثل هذه الأحداث إلى ظهور سلسلة من المنشورات التي نمت بشكل مطرد حتى نهاية القرن السادس عشر. نظرًا لأن الاقتران العظيم لعام 1583 كان آخر اقتران في مثلث الماء، فقد كان من المفترض على نطاق واسع أن يبشر بتغييرات مروعة؛ في عام 1586 صدر مرسوم پاپوي ضد التكهن ولكن نظراً لعدم حدوث أي شيء مهم بسبب الحدث المخيف لعام 1603، تلاشى الاهتمام العام بسرعة. بحلول بداية المثلث التالي، كان الإجماع العلمي الحديث قد رسخ لفترة طويلة لعلم التنجيم باعتباره علماً زائفاً، ولم يعد يُنظر إلى الاصطفافات الكوكبية على أنها نذير.[17]

العصر الإسلامي

لاحظ المنجمون في العصور الوسطى في العالم الإسلامي الاقتران العظيم، وكان مرتبطًا بصعود الممالك وسقوط الإمبراطوريات. بالنسبة لمراقبي السماء القدامى والعصور الوسطى، كان كوكب المشتري وزحل هما الأبعد والأبطأ من الكواكب السيارة ويمكن تتبع حركتهما على مدى عقود وقرون. ويؤدي هذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتباطهم بتغيير تاريخي كبير.[18]

كان المنجم اليهودي الفارسي ما شاء الله ابن أثري، أثناء الخلافة العباسية، من أوائل الذين وثقوا دور كوكب المشتري وزحل في الأحداث التاريخية. حُفظت أطروحته في الاقتران والأديان والأشخاص في قصاصات من من قبل ابن حبنتا.


وفقاً لابن أثري، فقد تشكل تاريخ العالم من خلال الدورات الفلكية لاقتران كوكبي المشتري وزحل، اقتران بسيط كل 20 عاماً، واقتران عظيم كل 240 عاماً (مثل ذلك الذي حدث في 2020)، ثم اقتران أعظم كل 900 عاماً، على نحو فعال، كان ينظم تاريخ العالم باستخدام دورات كوكبي المشتري وزحل.

ستصبح الاقترانات نظام تقويم بفترات كوكبية تقسم كل التاريخ إلى عصور عظيمة. وفقاً لديڤد پنگري، من المحتمل أن يكون مفهوم فترات الكواكب فارسي الأصل ويرتبط بفكرة مماثلة تُعرف باسم "الفرادرس". وقد يمتد استخدام فترات الكواكب إلى أبعد من فكرة اليوجا، أو "الأجيال" الموجودة في ريگ ڤيدا. في القرن التاسع، توسعت نظرية الاقترنات العظمى على يد أبو معشر البلخي في كتابه "الملل والدول".

سيضع الاثنان معاً إطارًا لتنظيم الماضي، وفهم الحاضر، وخلق نوع من التاريخ العالمي. وفقًا لهما، بدأ الخلق باقتران عظيم ومحاذاة في كوكبة الحمل، وسوف ينتهي باقتران في كوكبة الحوت.

لقد اتبع التاريخ نمطاً فرضه الله، وأمراً فلكياً، ملاحظاً علمياً. ثم شرح هذا النمط ظهور الإسلام نفسه. بالنسبة للنبي والدين، سيُعلن عن اقتران عظيم في كوكبة العقرب إيذاناً بنهاية الهيمنة الساسانية والبيزنطية وصعود الإمبراطوريات الإسلامية الجديدة. بالنسبة إلى رعاتهم العباسيين، كان هذا يعني أن حكمهم قد فرضه الله نفسه، كما يتضح من الحركة الملحوظة للأجواء السماوية نفسها.

لكن إذا كانت الاقترانات العظمى هي التي ميزت صعود إمبراطوريات عظيمة وسقوط إمبراطوريات أخرى، فهل يمكن أن تشير أيضاً إلى نهاية العباسيين أيضاً. تماماً كما استخدم العباسيون الاقترانات العظمى كطريقة لإضفاء الشرعية على حكمهم، فقد يجدونها أيضاً موضع تحدي من قبل الآخرين باستخدام نفس النظريات بالضبط.

في القرن العاشر، لاحظ المنجمون المنافسون اقتراناً عظيماً قادمااً مع آمال بعصر جديد. إذا كان الاصطفاف في كوكبة العقرب قد أدى إلى ظهور الإسلام وبالتالي شرعية العباسيين، فمن المؤكد أن الاقتران التالي، إحدى العلامات المتغيرة، سيشكل نهاية إمبراطوريتهم. في عام 909 م، كان العطف العظيم في كوكبة الحمل علامة على صعود الفاطميين.

بينما في عام 930 م، استخدم الاقتران العظيم في كوكبة القوس لإثارة الحماسة المروعة بين القرامطة الذين لاحظوا أن القوس هو علامة الفرس وبالتالي الابتعاد عن العباسيين. كان القرامطة يستغلون الحدث السماوي ويستخدمونه لشن هجوم مدمر على مكة نفسها، وقتل الحجاج وسرقة الحجر الأسود. كانوا سيظلون لعقود مطالبين بالخلافة من العباسيين. عندما هُزِموا أخيرًا، ادعى المنجم البيروني أن القرامطة أخطأوا في حساب الاقتران العظيم وأساءوا تفسيره، لأنك ترى أن العباسيين كانوا بالفعل فارسيين. وهكذا أكسبهم الاقترن العظيم شرعية مرة أخرى.

سيصبح الحدث الفلكي لاقتران كوكب المشتري وزحل مع معناهما الفلكي نظرية مهمة بين مفكري القرون الوسطى الإسلامية. تمثل الاقترانات نوعاً من الحكمة القديمة، وفلسفة طبيعية يمكن ملاحظتها عبر التاريخ. كانت هذه الظاهرة حاسمة لإنشاء تاريخ عالمي قائم على ما كان يعتبر تأطيرًا علميًا ورياضيًا.

جرى ترتيب التاريخ في نمط يمكن التعرف عليه والذي يمكن أن يفسر ظهور الإسلام نفسه ويضفي بدوره الشرعية على العباسيين. مثل محاولة الطبري ترتيب التاريخ العالمي، جذبت نظرية الاقترانات العظمى الروايات القديمة التوراتية والقرآنية، والماضي البيزنطي والساساني، والحاضر العباسي في علم الكونيات الإسلامي المنعكس في الترتيب المثالي للأجواء السماوية.

في علم التنجيم

 
تريجون (لكپلر، كتاب De Stella Nova الذي نُشر عام 1606)

كما تتكرر حالات الاقتران العظمى بدرجة تباعد ح. 120 درجة مشكلة مظهر المثلث. عادة ما تظل في واحدة من الثلاثيات أو علامات trigons التالية:

  1. النار: الحمل والقوس والأسد
  2. الأرض: الثور والجدي والعذراء
  3. الهواء: الجوزاء والدلو والميزان
  4. الماء: السرطان والحوت والعقرب

كل اقتران ثالث يحون على . 8 درجات شرق الاقتران الأصلي، بحيث لا يمكن أن يوجد أكثر من أربع درجات في نفس العلامة. يعتبر المثلث الجديد حدثاً كبيراً من قبل المؤمنين والعودة إلى المثلث الأول يكون حدثاً أكبر من ذلك.

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مرئيات

توضيح لظاهرة الاقتران العظيم، 20 ديسمبر 2020.

المصادر

  1. ^ حيث يحجب كوكب المشتري قرص زحل جزئياً
  2. ^ حيث يحجب كوكب المشترى قرص زحل كلياً
  3. ^ Some calculations of planetary positions predict very close conjunctions in 7541 instead of transits and/or occultations
  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Jupiter-Saturn Conjunction Series". sparky.rice.edu.
  2. ^ أ ب ت Hunt, Jeffrey L. (2020-02-20). "1623: The Great Conjunction of Jupiter and Saturn". When the Curves Line Up (in الإنجليزية). Retrieved 2020-08-24.
  3. ^ Burke-Gaffney, W. (1937). "Kepler and the Star of Bethlehem". Journal of the Royal Astronomical Society of Canada. 31: 417. Bibcode:1937JRASC..31..417B. Retrieved 2020-05-27.
  4. ^ Molnar, Michael R. (1999). The Star of Bethlehem: The Legacy of the Magi. Rutgers University Press.
  5. ^ أ ب ت Jones, Graham. "The December 2020 Great Conjunction". timeanddate.com (in الإنجليزية). Retrieved 2020-12-10.
  6. ^ أ ب Kesten, Hermann (1945). Copernicus and his World. New York: Roy Publishers. p. 320.
  7. ^ أ ب Jacob Dickey (6 December 2020). "Witness the Great Conjunction of Jupiter and Saturn on December 21st". WCIA. Retrieved 20 December 2020.
  8. ^ Hunt, Jeffrey L. (2020-09-11). "2020, November 2: Jupiter – Saturn Heliocentric Conjunction". When the Curves Line Up (in الإنجليزية). Retrieved 2020-10-29.
  9. ^ "2020: December 21: The Great Conjunction of Jupiter and Saturn". When the Curves Line Up (in الإنجليزية). 2019-12-11. Retrieved 2020-08-11.
  10. ^ Hunt, Jeffrey L. (2019-12-11). "2020: December 21: The Great Conjunction of Jupiter and Saturn". When the Curves Line Up (in الإنجليزية). Retrieved 2020-08-27.
  11. ^ "5 upcoming conjunctions visible in the night sky, and how to see them". Retrieved 2020-08-17.
  12. ^ The Opus Majus of Roger Bacon, ed. J. H. Bridges, Oxford:Clarendon Press, 1897, Vol. I, p. 263.
  13. ^ De concordia astronomice veritatis et narrationis historice (1414) [1]
  14. ^ Woody K., Dante and the Doctrine of the Great Conjunctions, Dante Studies, with the Annual Report of the Dante Society, No. 95 (1977), pp. 119–134
  15. ^ Aston M., The Fiery Trigon Conjunction: An Elizabethan Astrological Prediction, Isis, Vol. 61, No. 2 (Summer, 1970), pp. 158–187
  16. ^ De magnis coniunctionibus was translated in the 12th century, a modern edition-translation by K. Yamamoto and Ch. Burnett, Leiden, 2000
  17. ^ Keith Thomas, Religion and the Decline of Magic: Studies in Popular Beliefs in Sixteenth and Seventeenth Century England (Oxford University Press, 1971) p. 414-415, ISBN 9780195213607
  18. ^ "Tweeting Historians". تويتر. 2021-03-11. Retrieved 2021-03-13.

قراءات إضافية

  • David Pingree, "Astronomy and Astrology in India and Iran" in Isis
  • ES Kennedy, "World-Year of the Persians" in Journal of American Oriental Society
  • Charles Burnett, "The Doctrine on Kings and Empires in Abu Ma‘shar’s Book on Religions and Dynasties and its Application in the Medieval West" in Quastio

وصلات خارجية