ابن المقفع

أبو محمد عبد الله روزبه بن داوديه وشهرته ابن المقفع (و. 724 - ت. 759)، هو مفكر وكاتب من البصرة.

عبد الله ابن المقفع
ابن المقفع.jpg
رسم تخيلي لابن المقفع
وُلِدَ724
توفي759[1]
المهنةمؤلف ومترجم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

وُلد ابن المقفع في البصرة تقول بعض المصادر أنه وُلد مدينة "جور"، وهي فيروزآباد الحالية، ببلاد فارس. وأن والده كان من أصل فارسي مجوسي لقب أبوه بالمقفع لأنه اتهم بالاختلاس لمال الخراج، فضرب-الحجاج- على يده فتشنجت، قام المنصور بقتل ابن المقفع لأسباب سياسية، وكان الوالي يكرهه [بحاجة لمصدر] فأمر بقتله. رافق الأزمات السياسية في زمن الدولتين الأموية والعباسية. اسمه زوزبه قبل أن يسلم.

نشأ عبد الله أول أمره في فارس مجوسياً فتثقف بالثقافة الفارسية وبرع بلغتها الفهلوية (أي الفارسية القديمة) واستفاد من أبيه شيئاً كثيراً؛ لأن أباه كان من عمال الخراج وكتّاب الدواوين الذين كانوا خير من يمثل الثقافة الفارسية.

ثم ارتحل إلى البصرة، وكانت يومئذٍ عامرة بحلقات العلم والأدب واللغة والشعر، وفيها سوق المربد التي كانت ما تزال في أوج ازدهارها، وكونها أعظم مركز للثقافة العربية الإسلامية عصرئذٍ، كما كانت ملاذاً لعلماء اللغة والفقه والحديث، وملتقى رجال اللغة والرواة الفصحاء من الأعراب. فأخذ ابن المقفع يتردد على مجالس المربد، ويخالط أصحابها، كما اتصل ببني الأهتم مواليه، وكانوا معروفين بالفصاحة واللَّّسن والشعر والخطابة. فكان في ذلك كله سرّ براعته في العربية، وإحاطته بأسرارها وأساليبها وبذلك جمع بين الثقافتين: الفارسية والعربية وأتيح له أن يُدخل عناصر جديدة في الأدب العربي.

ولا شك أن ابن المقفع درس ما كان يدرسه طالب العلم العربيُّ في عصره من قرآن كريم، وحديث شريف، وشعر وأدب، ولا سيما خطب الإمام علي بن أبي طالب وأقواله، يضاف إلى ذلك معرفته المبكرة بصديقه عبد الحميد ابن يحيى الكاتب، فقد اقتبس كل واحد من صاحبه خصائص كانت لقاحاً لكتابته.

درس الفارسية وتعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد. نقل من البهلوية إلى العربية كليلة ودمنة. وله في الكتب المنقولة التي وصلت إلينا الأدب الكبير والصغير والأدب الكبير فيه كلام عن السلطان وعلاقته بالسلطان وعلاقته بالرعية وعلاقة الرعية به والأدب الصغير حول تهذيب النفس وترويضها على الأعمال الصالحة من أعماله مقدمة كليلة ودمنة.


حياته العملية

وأول ما يُعرف من حياة ابن المقفع العملية أنه ولي الكتابة لداود بن عمر ابن هبيرة في الدولة الأموية. ولما جاءت الدولة العباسية اتّصل بأعمام الخليفـة أبي جعفـر المنصور، كعيسى بن علي (ت164هـ) ، وعلى يديه أسلم ابن المقفع، ثم اتصل بأخيه سليمان بن علي (ت142هـ) أمير البصرة والبحرين وعُمان.

ويقال أيضاً إن ابن المقفع ولي كتابة الديوان لأبي جعفر المنصور نفسِه وترجم له «كتب أرسطوطاليس» الثلاثة في المنطق، وكتاب «المدخل إلى علم المنطق» المعروف بإيساغوجي.

ولم تطل حياة ابن المقفع، التي انتهت بالقتل. واختُلف في تحديد سنة مصرعه ما بين 142ـ143ـ 144ـ145هـ. والأولى هي الراجحة عند الأكثرين.

مقتله

في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفّع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور واستمر يعمل في خدمته حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور.

والأرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضعه ابن المقفع ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور، أماناً لعبد الله بن عليّ عم المنصور. وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين (عبد الله بن علي والمنصور) حتى لا يجد المنصور منفذاً للإخلال بعهده. ومما جاء في كتاب الأمان: إذا أخلّ المنصور بشرط من شروط الأمان كانت "نساؤه طوالق، وكان الناس في حلّ من بيعته"، مما أغاظ المنصور فقال: "أما من أحد يكفينيه"؟ وكان سفيان بن معاوية يبيّت لابن المقفع الحقد، فطلبه، ولما حضر قيّده وأخذ يقطعه عضواً فعضواً ويرمي به في التنور.

ولم يستبعد طه حسين أن يكون سبب قتل ابن المقفع هو تلك الرسالة التي وجهها إلى أبي جعفر المنصور ودعيت «رسالة الصحابة» لأنها توشك أن تكون برنامج ثورة وتمرّد .

ابن المقفع وسفيان بن معاوية

  • روي عن ابن المقفع أن سبب حقد سفيان بن معاوية (عليه اللعنة) انه عندما دخل ابن المقفع قال له وهو ساخط عليه:السلام عليكما-وكان سفيان عظيم الأنف حياه هو وأنفه.
  • فقال سفيان:ماندمت على سكوتي قبل الآن.
  • فقال ابن المقفع: ألخرس زين لك الأتعلم ذلك؟ وكان هذا هو سبب توليه لقتله.

توفي سنة

ديانته

أما عقيدة ابن المقفع فلم يرد نصّ في حقيقتها، ومن ثم اختلفت الآراء فيها على ثلاثة:

1- فريق ذهب إلى أن ابن المقفع كان مؤمناً مسلماً صادق الإسلام، وليس في كتبه كلّها ما يشعر بزندقته.

2- وذهب فريق آخر إلى أنه كان زنديقاً ملحداً، أظهر الإسلام، وأبطن الإلحاد، وأن إظهاره للإسلام كان رغبة في جاه يحصّله في الدولة العباسية، أو غرضٍ معاشيّ أو سياسيّ.

3- وأحجم آخرون عن الخوض في هذه المشكلة التي يصعب الوصول فيها إلى أمر يقينيّ لأن من المتعذر جداً الحكم على ما يعتقد الناس أو يبطنون.

اتهامه بالمجوسية

يحاول البعض يغربلون ابن المقفّع كقولهم إن مذهبه مجوسي من أتباع زرادشت، وانه لم يسلم إلا للمحافظة على روحه وللتقرب إلى العباسيين، ويتّهمونه كذلك بالزندقة.

ولكنّ الحقيقة انه صاحب نفس شريفة وقال له الهندي علي حسن (انته نفر شوريف)ومن ثم قال له (يسار)، يقدّر الصداقة حق قدرها. وقد رأى بالأصدقاء عماد الحياة ومرآة النفس، لذا نصح بالدقة في اختيار الأصدقاء.

وكان ابن المقفّع صاحب علم واسع، وعرف الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية. وإذا كان ابن المقفّع اظهر عيوب النُّظُم الإدارية في عصره وفضّل النظم الإدارية الفارسية، فالحقيقة إن العرب كانوا بعيدين عن النظم الإدارية. فبعد قيام الدولة الإسلامية في عهد الرسول، أخذ الفاروق عمر بن الخطاب الكثير من النظم الإدارية عن الفرس، واستطاع بهذا بناء دولة قوية. وكان لهذا أثره الكبير في تطوّر الدولة العربية.

قتل ابن المقفّع وهو في مقتبل العمر، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين عند موته. إلا انه خلّف لنا من الآثار الكثيرة ما يشهد على سعة عقله وعبقريته، وانه صاحب المدرسة الرائدة في النثر.

صفاته

عرف ابن المقفع بأخلاقه الرفيعة وأدبه الجمّ، وآثاره نفسها أصدق دليل على ذلك، فهو يتحدث فيها عن الأخلاق تحدُّث المتخلّق بها، وهي مملوءة بمايدل على جانب عظيم من حسن الأدب ونُبل النفس. وقد سئل مرةً: من أدّبك؟ فقال: «نفسي، إذا رأيت حسناً أتيتُه، وإن رأيت قبيحاً أبَيْتُه».

وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: «ما رأيت مثله، وعلمه أكثر من عقله».

وكان ابن المقفع في سائر أحواله عفيف النفس، قليل الاختلاط بالناس، إلا نفراً اصطفاهم لنفسه.

وعرف بالإخلاص لأصدقائه، آية ذلك قصته مع صديقه عبد الحميد ابن يحيى الكاتب، فإنه لما قتل مروان ابن محمد آخر خلفاء بني أمية اختفى كاتبه عبد الحميد عند ابن المقفع وفاجأهما الطلب وهما في بيت واحد. ولما سألوهما: أيكما عبد الحميد؟ قال كل منهما: أنا، خوفاً على صاحبه. لكن عُرف عبد الحميد بأمارات به، فأُخذ وقُتل.[2]

كان ابن المقفع أمّة في البلاغة وإجادة القول، في لفظ سهل وأسلوب رشيق. ولا توصف بلاغته بأجمل مما وصف هو البلاغة به حيث قال: «هي التي إذا سمعها الجاهل ظنّ أنه يحسن مثلها».

وكان الجاحظ يظهر إعجابه بأدب ابن المقفع فيقول فيه «… وكان مقدماً في بلاغة اللسان والقلم والترجمة واختراع المعاني وابتداع السّير … وكان إذا شاء أن يقول الشعر قاله».

وقد أُعجب الناس بأدب ابن المقفع ونثره إعجاباً عظيماً وقلّده الكتّاب والمنشئون في عصره وبعد عصره، واستظهروا كلامه؛ لما في أسلوبه من حُسن انتقاء المفردات الحلوة في النطق، الخفيفة على السمع، المتباعدة عن ابتذال العامة وإغراب المتشدقين، ولما في هذا الأسلوب أيضاً من سهولة التراكيب وسلامتها من التعقيد، وجمالها كقوله: «إذا كلّمك الوالي فأصغِ لكلامه، ولا تَشغل طرفك عنه بنظرٍ إلى غيره، ولا أطرافك بعمل، ولا قلبك بحديث نفس، واحذر هذه الخصلة من نفسك، وتعاهدها بجهدك».

ما البلاغة

سئل المقفع عن البلاغة

قال البلاغة أسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة فمنها ما يكون في الشكوت ، ومنها ما يكون في الاستماع ، ومنها ما يكون في الإشارة ، ومنها ما يكون في الاحتجاج ، ومنها ما يكون جواباً ، ومنها ما يكون ابتداء ، ومنها ما يكون شعراً ، ومنها ما يكون سجعا وخطبا ، ومنها ما يكون رسائل . فعامة ما يكون من هذه الأبواب الوحي فيها ، والإشارة إلى المعني والايجاز، هو البلاغة . فأما الخطب بين السماطين ، وفى إصلاح ذات البين ، فالإكثار في غير خطل ، والإطالة في غير إملال . وليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك ، كما أن خير أبيات الشعر البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته كأنه يقول : فرق بين صدر خطبة النكاح وبين صدر خطبة العيد ، وخطبة الصلح وخطبة التواهب ، حتى يكون لكل فن من ذلك صدر يدل على عجزه ؛ فإنه لا خير في كلام لا يدل على ولا يشير إلى مغزاك ، وإلى العمود الذي إليه قصدت ، والغرض الذي إليه نزعت . قال : فقيل له : فإن مل السامع الإطالة التي ذكرت أنها حق ذلك الموقف ؟ قال : إذا أعطيت كل مقام حقه ، وقمت بالذي يجب من سياسة ذلك المقام ، وأرضيت من يعرف حقوق الكلام ، فلا تهتم لما فائك من رضا الحاسد والعلق ؛ فإنه لا يرضيهما شيء . وأما الجاهل فلست منه وليس منك . ورضاً جميع الناس شيء لا تناله .وقد كان يقال : « رضا الناس شيء لا ينال » معناك ، (أنظر البيان والتبين ج1 ص 115-117

مؤلفاته

 
كتاب كليلة ودمنة. لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.
اقرأ نصاً ذا علاقة في

كليلة ودمنة


على الرغم من قصر الحياة التي عاشها ابن المقفع فقد خلّف لنا كتباً ورسائل قيّمة، تشهد له بالنضج العقلي، والعمق الفكري، وكان لها أثر عظيم في أدب الكتّاب وتهذيب أساليب المتأدبين وتعليم الناشئة. نقل ابن المقفّع الكثير من الكتب عن الفارسية أو الهندية والبنغالية أو اليونانية، وأشهر تلك مؤلفاته:

  • كليلة ودمنة: هو كتاب من وضع أهل الهند ثم ترجم إلى الفهلوية (الفارسية القديمة) ثم ترجمه ابن المقفع إلى العربية. وقيل إنه كله أو معظمه من وضع ابن المقفع نفسه، وأخفى ذلك لغرضٍ في نفسه، وليصادف رواجاً وإقبالاً.

وهو موضوع على ألسنة الحيوانات، والغاية منه الإصلاح الاجتماعي والسياسي. وقد لقي رواجاً كبيراً وحظي بالخلود حتى نظمه بعضهم شعراً، وألف آخرون على مثاله نثراً وترجم إلى عدة لغات أجنبية.

مأثورات

يقول ابن المقفع:

«الدنيا دول ، فما كان لك منها، أتاك على ضعفك، وما كان عليك.. لم تدفعه بقوتك!»
«عمل الرجل بما يعلم أنه خطأ هوى، والهوى آفة العفاف؛ وتركه العمل بما يعلم أنه صواب تهاون، والتهاون آفة الدين؛ وإقدامه على ما لا يعلم أصواب هو أم خطأ لجاج، واللجاج آفة الرأي.»
«عوّد نفسك الصبر على من خالفكَ من ذوي النصيحة، والتجرع لمرارةِ قولهم وعذلهم، ولا تسهلن سبيلَ ذلك إلا لأهلِ العقلِ والسن والمروءةِ، لئلا ينتشر من ذلك ما يجترئ به سفيهٌ أو يستخفُ به شانئ.»
«إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ تزيناً به عند الناسِ، واكتفِ من التزينِ بأن تجتني الصوابَ إذا سمعتهُ، وتنسبهُ إلى صاحبهِ، واعلم أن انتحالَك ذلكَ مسخطةُ لصاحبكَ، وأن فيه مع ذلك عاراً وسخفا.»
«اعلم أن فضلَ الفعلِ على القولِ زينة، وفضلَ القولِ على الفعلِ هُجْنَة، وأنّ إحكامَ هذه الخَلَّة من غرائبِ الخِلال»
«اجعل غاية تشبثكَ في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ. »

سُئل ابن المقفّع "من أدّبك"؟ فقال: "نفسي. إذا رأيت من غيري حسنا آتيه، وإن رأيت قبيحا أبَيْته".

لما قُتل مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية ، اختفى عبد الحميد الكاتب، فعُثِرَ عليه عند ابن المقفّع، وكان عدوه. وعندما سئِل الرجلان: أيُّكما عبد الحميد؟ قال كل واحد منهما.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ذكراه

الشاعر البوسني جواد قرةحسن كتب مسرحية عن ابن المقفع. وكان عرضها الأول في عام 1994 أثناء الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك، بطولة ضياء صقالوڤتش وسلمى علي‌سپاهيچ في المسرح القومي في سراييڤو، وأخرجها هربرت گانت‌شاخر وأنتجها مسرح أربوس في ڤيينا، النمسا.

المصادر

  1. ^ Lane, Andrew J. (2003), Review: Gregor Schoeler's Écrire et transmettre dans les débuts de l’islam, Cambridge: mit.edu, http://web.mit.edu/CIS/www/mitejmes/issues/200310/br_lane.htm 
  2. ^ محمود فاخوري. "ابـن المقفـع (عبدالله ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-08-07.
  • Browne, E. G. (1998), Literary History of Persia, ISBN 0-7007-0406-X 
  • Rypka, Jan (1968), History of Iranian Literature, Reidel, ISBN 90-277-0143-1 
  • Frye, Richard Nelson (2000), Golden Age of Persia, ISBN 1-84212-011-5 

المراجع

  • خليل مردم، ابن المقفع (دمشق 1930م).
  • عبد اللطيف حمزة، ابن المقفع (القاهرة 1941م).
  • محمد كرد علي، أمراء البيان (القاهرة 1937م).
  • محمد سليم الجندي، عبد الله بن المقفع (دمشق 1355هـ).
  • طه حسين، من حديث الشعر والنثر (القاهرة 1936م).

وصلات خارجية