أوست‌پوليتيك

نويـِه اوست‌پوليتيك Neue Ostpolitik (مصطلح ألماني يعني "السياسة الشرقية الجديدة")، أو اختصاراً اوست‌پوليتيك Ostpolitik، تشير إلى تطبيع العلاقات بين جمهورية ألمانيا الاتحادية (FRG، أو ألمانيا الغربية) وأوروپا الشرقية، خصوصاً جمهورية ألمانيا الديمقراطية (GDR، أو ألمانيا الشرقية) بداية من 1969. فتأثراً بـ إگون بار، الذي اقترح "التغيير عبر التقارب" في خطبة عام 1963، فقد اُنتُهجت سياسات بداية من ڤيلي برانت، رابع مستشاري ألمانيا الاتحادية من 1969 حتى 1974.

ڤيلي برانت (يسار) وڤيلي شتوف في إرفورت 1970، في أول لقاء لمستشار اتحادي مع نظيره الألماني الشرقي.
ڤيلي برانت وليونيد بريجنيڤ في 19 مايو 1973.

وكانت اوست‌پوليتيك جهداً لكسر سياسات الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، الذي كان الحكومة المنتخبة لألمانيا الغربية من 1949 حتى 1969. فحاول الديمقراطيون المسيحيون بقيادة كونراد أدناور وخلفائه أن يحاربوا النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية، بينما حاول الديمقراطيون الاشتراكيون بقيادة برانت انجاز درجة ما من التعاون مع ألمانيا الشرقية.

المصطلح اوست‌پوليتيك أُطلِق منذ ذلك الحين على جهود الپاپا پولس السادس للتواصل مع بلدان أوروپا الشرقية أثناء نفس الفترة. وصيـِغ المصطلح نوردپوليتيك Nordpolitik ليصف سياسات تقارب مشابهة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بدءاً من ع1980.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عمليات الشتازي في عهد ڤيلي برانت

أيمن زغلول
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

كانت المعارضة الألمانية ضد حكم ڤيلي برانت وسياسته الجديدة من الإنفتاح نحو الشرق معارضة عاتية إختلط فيها العامل السياسي مع العامل الشخصي مع العامل الحزبي. بل أن بعضا من رجال الإئتلاف الحاكم لم يكنوا قادرين على هضم تلك التطورات السريعة في التعامل مع الشرق، زيارة في إرفورت، إنفتاح مع موسكو، إعتراف واقعي بوجود الجمهورية الشرقية (ولكنه ليس قانونيا بالطبع، فهذا لم يحدث لثانية واحدة) وتبادل لمكاتب التمثيل معها إلخ. والحقيقة أنه لولا هذه السياسة طويلة النفس من جانب برانت تجاه الشرق واستغلال وجود إتصال محدود بين المجتمعين بحيث يظهر الفرق بينهما في الأداء والفرص والنتيجة ظهورا جليا حتي تقع المقارنة، أقول لولا هذه السياسة الحكيمة من برانت لما جاءت الوحدة. فالجماهير التي كانت تتحفز للهرب سواء عن طريق البر أو البحر أو السور وكانت في ذلك مستعدة للتعرض لإطلاق النيران الحية، لم تصل إلى هذا اليأس إلا بعد أن عقدت في ذهنها تلك المقارنة. ثم أن وجود برلين الغربية كرأس حربة في صدر وقلب الشرق جعل من صحافتها وإذاعتها وتليفزيونها وطريقة الحياة فيها معرضا للغرب أمام الشرقيين، وهو أيضا مما عجل بنهاية الشيوعية.

ولكن المعارضة الألمانية التي كان يرأسها في ذلك الوقت راينر بارتسل المهاجر من پروسيا الشرقية والذى فقد كل شىء نتيجة ضياع إقليم بروسيا الشرقية من ألمانيا إلى الأبد، بالإضافة إلى فرانس يوزف شتراوس البافاري العتيد وصاحب الفكر الصقورى الهجومي، لم تكن هذه المعارضة قد توصلت بعد إلى فهم هذه السياسة.

وهكذا قدمت المعارضة في أبريل عام 1972 أى عقب تولي برانت الحكم في إنتخابات عام 1969، قدمت طلب سحب الثقة من حكومته. وبرانت كان قد حظي بتقدير دولي كبير تمثل في جائزة نوبل للسلام عام 1970، وبالتالي فإن هو خسر الحكم بسبب مبادراته الإنفتاحية فقد تأتي هذه النتيجة مؤثرة على سمعة ألمانيا الغربية التي يعاقب شعبها صانعي السلام بالعزل من المنصب! شىء شبيه بما حدث بعد ذلك لأنور السادات.

وعلى الجانب الآخر من الستار الحديدي كان الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيڤ راغبا رغبة أكيدة في الإستمرار في سياسة الإسترخاء وتخفيف التوتر مع الغرب وكان يريد لبرانت أن يبقى في الحكم. وكان أن إستدعي أحد العاملين بالمخابرات السوفيتية ليسأله كيف يمكننا أن نساعد في بقاء برانت في الحكم؟ وجاء رد رجل المخابرات سريعا وحاسما: الرشوة. فسأله بريجنيف كم يبلغ ثمن رشوة أحد أعضاء البوندستاگ؟ وجاء الرد أيضا سريعاً ومحدداً: ربع مليون مارك. فاندهش بريجنيف جدا من ضآلة المبلغ وقرر فورا المضي في العملية لأنها رخيصة للغاية مقارنة بفوائدها العظيمة حيث تخفف عبء السباق التسليحي مع الولايات المتحدة مع تركها تنزف في ڤيتنام حتي تصل الأمور إلى رفض شعبي للدور المهيمن للولايات المتحدة يجعل تغييرا في السياسة أمرا لا مناص منه.

وهكذا تلقي ذلك الضابط المبلغ نقدا وسافر به إلى بون للقيام بمهمة الرشوة.

كان على ضابط المخابرات السوفيتي أن يدبر لهذه العملية من الرشوة، وبالطبع لم يكن هناك من مستودع خبرة يلجأ إليه سوي مستودع مخابرات ألمانيا الشرقية حيث أنهم كانوا أكثر إلتصاقا بالسياسة والمجتمع الألماني الغربي بحكم الثقافة واللغة والقدرة العالية لمخابرات الشرق أيضا.

وهكذا قامت المخابرات الشرقية (شتازي) بناءا على أوامر من موسكو بإرشاد الروس إلى الشخص الذى يعرفون عنه إستعداده. وكان راينر بارتسل قد قام بالإجتماع مع وزارة الظل التي شكلها على عجل وطلب موعدا مع رئيس الدولة لكي يتسلم منه شهادة تعيينه مستشارا لألمانيا الغربية ونبه على سكرتيرته أن تتخذ الإجراءات اللازمة لانتقاله إلى دار المستشارية في المساء عقب التصويت الذى كان واثقاً من نتيجته. إذ أن حكومة برانت كانت تآلفا بين حزبي الإشتراكيين والأحرار. ومن الأحرار كان عدد من النواب قد أعلنوا صراحة أنهم ضد برانت وسوف يصوتون بعدم الثقة في حكومته. وكان ما ينقص برانت لكي ينجح صوت واحد أو إثنان. وبالطبع لم تتجه أموال المخابرات الروسية إلى أحد من أعضاء حزب الأحرار الذين أعلنوا تضامنهم ضد برانت، بل ذهبت إلى أحد أعضاء حزب بارتسل نفسه، الرجل الذى يقود المعارضة ويدبر لكي يصبح مستشارا في المساء. وكانت نتيجة التصويت صادمة للجميع، واحتقن وجه بارتسل لدي إعلانها في جلسة البرلمان وتخشب وجه المستشار برانت إذ أنه كان واثقا من عدم نجاحه.

وبالطبع فإن الإقتراع أظهر أن أحد نواب المعارضة قد قام بالتصويت ضد حزبه، وهي صفعة مؤلمة لبارتسل ولكن لم يكن أحد يعرف من هو لأنه إقتراع سرى.

ولم تعرف شخصيته إلا عقب سقوط سور برلين وفتح أسرار ملفات المخابرات الشرقية.

وبالطبع فقد تسبب ذلك في تأخير وصول الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض للحكم لمدة عشر سنوات تالية وتغيرت القيادة ليتولاها شخص غير راينر بارتسل الذى تحطم مستقبله السياسي بسبب عدم قدرته على السيطرة على رجال حزبه وجاء محله هلموت كول.

ولعل هذه الحادثة قد أثبتت للعالم أن المجتمع الألماني يقف خلف سياسة برانت حتي ولو بأغلبية صوت واحد. وهذا هو التعقل بعينه حيث أن تلك السياسة نجحت في تدبير لقاءات بين أعضاء الأسر المشتتة وسهلت على الأمهات والآباء لقاء الأبناء المقيمين على الجانب المعاكس وقربت من الحركة المجتمعية على جانبي الحدود الأيديولوجية. وانتصرت المخابرات الشرقية مرحليا، لكنها خسرت على المدي الطويل.


دبلوماسية الڤاتيكان

اوست‌پوليتيك كان أيضاً الاسم المُطلق على سياسات الپاپا پولس السادس تجاه الاتحاد السوڤيتي ودول أوروپا الشرقية الدائرة في فلكه. فحاول تحسين أحوال المسيحيين عموماً والكاثوليك خصوصاً وراء الستار الحديدي، فتواصـَل في حوار مع السلطات الشيوعية على مستويات متعددة، مستقبلاً وزير الخارجية أندري گروميكو والرئيس السوڤيتي نيقولاي پودگورني في 1966 و 1967 في الڤاتيكان. وضع الكنيسة في پولندا، المجر ورومانيا تحسن بعض الشيء أثناء فترة پاپويته.[1]

كوريا

سياسة جمهورية كوريا في ع1980 والمسماة نوردپوليتيك Nordpolitik أخذت الاسم تشبيها لها بسياسة اوست‌پوليتيك؛ وثمة مفهوم مشابه هو سياسة الشمس المشرقة، وهي تابع النوردپوليتيك.

الصين

سياسات جمهورية الصين (تايوان) في عقد 2010 والمسماة البر الرئيسي پوليتيك Mainlandpolitik سُميت تشبها بسياسة اوست‌پوليتيك.

قائمة المعاهدات

هذه هي المعاهدات الألمانية الغربية التي كانت اوست‌پوليتيك هدفاً سياسياً رئيسياً أو ثانوياً فيها.

الاتفاقيات اللاحقة في فترة هلموت كول الديمقراطي المسيحي (منذ 1982 وحتى اعادة توحيد ألمانيا في 1990), although dealing with similar issues and having similar goals, are not considered to be "اوست‌پوليتيك".

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Franzen 427

للاستزادة

  • Carol Fink, Bernd Schaefer: Ostpolitik, 1969–1974, European and Global Responses, Cambridge University Press, Cambridge [et al.] 2009, ISBN 978-0-521-89970-3.

وصلات خارجية