ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده

(تم التحويل من Walther von der Vogelweide)

ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده (Walther von der Vogelweide) (مسقط رأسه محتَلف بشأنه 1170 - ڤورتس‌بورگ، 1230) أشهر وأهم شعراء القصيدة الغنائية باللغة الألمانية المتوسطة المتأخرة بالعصور الوسطى.

ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده
تحت شجرة التيليا وعلى الخلنج

كان لنا نحن الاثنين فراش،

وهنا كنت تبصيرنا وقد التفت حولنا

الأزهار المتقطعة والكلأ الهشيم؛

ومن أجمة في الوادي - تندرادى -

يشدو البلبل بألحانه العذبة.

...

وأسرعتُ إليه من خلال الفضاء بين الأشجار،

ووصل حبيبي إلى المكان قبلي،

وهناك وقعت في شرك الحبيب - وكنت أسعد الفتيات،

وحظيت بسعادة ليس فوقها سعادة.

وهناك قبّلني مراراً - تندرارى.

انظروا إلى شفتيّ ما أشد حمرتهما!

...

وهنا أسرع وهو مغتبط

فأقام لنا عريشاً من الأزهار،

ولا يزال هذا دعابة زائلة،

لأن الذين يمرون بهذا الطريق يرون المكان الذي

وضعت فيها رأسي بين الورود - تندرارى!

...

ولو أن إنساناً (لا قدّر الله!) كان بالقرب منا

لجللني العار، فقد رقدنا هناك سويا.

ولكن هذا لم يعرفه أحد غيري أنا والحبيب

والعندليب لصغير - تندرارى! -

وأنا أعرف أنه لن ينم علينا.

        -- من قصيدة "تحت شجرة التيليا"
             ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده (32)

ويضم ڤولفرام ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده Walther von der Vogelweide إلى طائفة المتصببين لأنهما كتبا في أغاني الحب، ولكن الأفضل أن يسلك ولفرام وقصائده المعروفة باسم پارتسيڤال Parzival في سلك كتاب الروايات الغرامية. وكان مولد ڤالتر "ابن مرج الطيور" في مكان ما في التيرول Tirol قبل عام 1170. وكان من طبقة الفرسان ولكنه من فقرائهم، وزاد أحواله سوءاً على سوء بأن اتخذ الشعر صناعة له.ونسمع عنه وهو في سن العشرين يكسب قوته بالغناء في بيوت الأشراف من أهل ڤيينا. وكان وهو في سن الشباب هذه يكتب في الحب كتابة شهوانية طليقة أغضبت منه منافسيه، ولا يزال الألمان حتى الآن يعتزون بقصيدته "تحت شجرة التيليا" Unter den Linden :

ونضج تفكيره لما كبر، وبدأ يرى في المرأة مفاتن ومحاسن أجمل من بشرتها البضة، وبدت له فوائد الاتحاد بالزواج أعظم قيمة من التقلب بين النساء: "ما أسعد الرجل وما أسعد المرأة، اللذين يرتبط قلباهما بالإخلاص المتبادل، والذين تزداد حياتهما قيمة على مر الزمن، وبارك الله في بيتهما وجميع أيامهما(33). وأخذ يندد بتملق زملائه الشعراء نساء البلاط، وقال إن لقب "المرأة" أعظم قيمة لديه من لقب "السيدة"، وإن النساء الصالحات والرجال الصالحين هم الأشراف بحق، وإن "النساء الألمانيات يضارعن الملائكة في الجمال، وإن من ذمهن كذاب أشر"(34).

ومات الإمبراطور هنري السادس في عام 1197 وعمّت الفوضى بلاد ألمانيا مدى جيل كامل ولم تنقطع إلاّ بعد أن بلغ فردريك الثاني سن الرشد. ولم يعد الأشراف يناصرون الأدباء ويبسطون عليهم رعايتهم، فأخذ ولتر ينتقل من بلاط إلى بلاط يغني غناء البائس الشقي طلباً للقوت، ينافسه فيه المشعوذون والمهرجون الأذلاء. وحسبنا دليلاً على ما كان يعانيه في ذلك الوقت هذه العبارة المنقولة من حساب نفقات ڤولفگر Wolfger أسقف باسو Passau "خمسة صلدات صرفت في 12 نوفمبر عام 1203 إلى ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده ليشتري بها سترة من الفراء يتقي بها برد الشتاء"(35). وكانت هذه حسنة مضاعفة لأن ڤالتر گبليني متحمس، هجا في شعره البابوات، وندد بعيوب الكنيسة، وثار على نقل الأموال الألمانية فوق جبال الألپ لتملأ بها خزائن كنيسة القديس بطرس(36). غير أنه كان على الرغم من هذا مسيحياً صادقاً، ألف نشيداً عظيماً سماه "نشيد الصليبيين"، ولكنه كان يستطيع في بعض الأوقات أن يسمو فوق المعارك الحربية ويرى أن الناس كلهم أخوة:

الناس كلهم من أم واحدة

ونحن جميعاً أكفاء من الخارج والداخل؛

وأفواهنا تطعم كلها بطعام واحد،

وإذا ما سقطت عظامهم وأصبحت كومة مختلطة

فهل تعرفون يا من تميزون الأحياء بنظرة إليهم

أيهم الدنيء الآن وأيهم الشريف

بعد أن أكل الدود لحومهم وتعرت عظامهم؟

إن المسيحيين واليهود والكفار كلهم يتعبدون

والله يبسط رعايته على جميع الخلق.

        -- من قصيدة "نشيد الصليبيين"
             ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده (37)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

آخر العمر

 
12 نوفمبر 1203 - الذِكر الوحيد للشاعر الألماني ڤالتر فون در فوگل‌ڤايده في مخطوطة.


ظل ڤالتر ربع قرن في تجواله وفقره، ثم وهبه فردريك الثاني ضيعة ودخلاً ثابتاً (1221)، فاستطاع أن يقضي السبع السنين الباقية من حياته هادئاً مطمئناً. وقد أحزنه أن شيخوخته ومرضه لا يمكنانه من الاشتراك في الحرب الصليبية، وطلب إلى الله أن يغفر له عجزه عن أن يحب أعداءه(38).

وقد أوصى في قصيدة له بمن يرث مخلفاته:

"فللحساد سوء حظي، وللكاذبين أحزاني، وللمحبين النادرين حماقاتي، وللسيدات آلام قلبي"(39).

ودفن في كاتدرائية ڤورتس‌بورگ Wurzburg وأقيم بالقرب منها نصب تذكاري يعلن حب ألمانيا لأعظم شعراء عصره.


المصادر

  • ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

وصلات خارجية


قالب:Carmina Burana