الغزو المنغولي لروس

(تم التحويل من Mongol invasion of Rus')

قالب:Campaignbox Mongol invasion of Rus'

Mongol conquest of Eastern Europe
Genghis Khan empire-en.svg
The Genghis Khan conquests
التاريخ1223–1240
الموقع
النتيجة نصر منغولي حاسم resulting in principalities of Kievan State becoming vassals of the القبيل الذهبي المنغولي.
المتحاربون
Mongol Empire Vladimir-Suzdal
Alex K Kyiv Michael 2.svg Kiev
Alex K Halych-Volhynia.svg Galicia-Volhynia
Nowogród.svg Novgorod Republic
Smolensk
Turov and Pinsk
Rostov
Chernigov
Ryazan
Pereyaslavl
Cumans
القادة والزعماء
Batu Khan
Möngke Khan
Subutai
Jebe
Boroldai
Berke
Orda
Kadan
Shiban
Güyük Khan
Alex K Halych-Volhynia.svg Mstislav the Bold
Alex K Halych-Volhynia.svg Daniel of Galicia استسلم
Alex K Kyiv Michael 2.svg Mstislav III of Kiev  #,  أُعدِم
Mstislav II of Chernigov  
Yuri II of Vladimir  
القوى
1236:
35,000 Mongol cavalry
40,000+ Turkic auxiliaries[1]
1223:
~20,000 cavalry
1236:
~25,000–50,000 total including garrisons and tribesmen[2]
الضحايا والخسائر
Unknown 500,000 (6–7% of the population of Rus)[3]

ظلت الامارات الروسية على مدى 3 قرون، اي من القرن الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر تعتمد سياسيا و ماليا على الحكام المنغول التتار وخلفهم من امراء القبيل الذهبي. وقد اطلقت على هذه الحقبة التاريخية تسمية النير المغولي التتاري الذي وقع نتيجة للغزو المغولي لروسيا القديمة اعوام 1237 – 1241 والذي استمر على مدى العقدين. وظل النير المغولي في امارات شمال شرق روسيا حتى عام 1480. اما بعض الامارات الروسية الغربية فتحررت من النير قبل ذلك نتيجة انضمامها الى كل من دوقية ليتوانيا العظمى وبولندا. وقد ظهر هذا المفهوم في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ببولندا وادبياتها التاريخية. ومن المعتقد ان هذا المصطلح يعود الى ماتفي ميخوفسكي البروفيسور في جامعة كراكوف البولندية.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

على خلاف دول آسيا الوسطى والمنطقة الواقعة شمالي بحر قزوين و البحر الاسود فان المغول التتار رفضوا ضم الاراضي الروسية الى امبراطوريتهم وتشكيل ادارة دائمة فيها. وتجلى اعتماد روسيا على الامراء المنغول التتار اساسا في دفع اتاوة. واطلقت الاسفار الروسية على الغزاة الاجانب الذين اتوا من جهة جنوب الشرق تسمية المغول التتار بحسب رأي بعض المؤرخين لان احدى القبائل المغولية اسمت نفسها التتار. وتقول الفرضية الاخرى ان تسمية المغول التتار مرتبطة بوجود عدد كبير من الجنود ذوي اصل تتاري تركي في الجيش المغولى الغازي.

حتى في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كانت الشعوب الكثيرة الناطقة باللغة التركية تدعى بالتتار. وعلى سبيل المثال فان الاذريين كانوا يدعون بتتار جنوب القوقاز. أما البلقار وقره تشاي فدعيا بتتار الجبال. ودعي شعب الخكاس بتتار اباكان. ولا تستخدم الشعوب التركية الاصل حاليا هذه التسمية الاثنية ما عدا تتار قازان الذين يقطنون جمهورية تتارستان الروسية وتتار القرم الذين يقطنون شبه جزيرة القرم في اوكرانيا.

وقد قامت جيوش جنكيز خان الذي اعلن نفسه حاكما للدنيا خلال عشرين سنة باجتياح الصين الشمالية وعاصمتها بيكين وغزت ايران الشمالية وضمت دول آسيا الوسطى الى امبراطورية المغول. ثم غزا المغول منطقة ما وراء القوقاز وزحفوا نحو الاراضي الروسية (المزيد من التفاصيل عن الغزو المغولي لداغستان على موقعنا).


الحملات العسكرية المنغولية في روسيا واوروبا

ارسل الخان المعظم أول بعثة عسكرية الى روسيا عام 1221. وترأسها القائد سوبيديه الذي ألحق عام 1223 هزيمة بالجيش المتألف من الروس وجيرانهم الرحل بولوفتسه. واسفرت الحملة عن ضم شعب بولوفتسه الى الامبراطورية المغولية و واجتياح المناطق الروسية الجنوبية المتاخمة لاراضيه. وبعد ورود نبأ قدوم الجيش الروسي من مدينة فلاديمير رجع الجيش المغولى الى نهر الفولغا حيث انهزم على ايدي شعب بلغار الفولغا، واضطر الى العودة الى آسيا الوسطى. اقتربت الامبراطورية المنغولية المتسعة في منتصف ثلاثينات القرن الثالث عشر اقتربت مباشرة من حدود الامارات الروسية التي كانت تواجه آنذاك ازمة التشتت السياسية التي تجلت في عجزها عن تشكيل دولة موحدة.

غزو باتو خان

 
اجتياح سوزدال من قِبل باتو خان in February, 1238: a miniature from the sixteenth century chronicle

وبدأت الحملة المنغولية العسكرية عام 1236 حين دحر حفيد جنكيزخان القائد المغولي باتيه دولة البلغار على نهر الفولغا. ثم توجهت جحافل المغول لتغزو اماراة ريازان الروسية. ولم تكن الامارات الروسية تمد يد المساعدة بعضها للبعض في وجه الاحتلال المغزلي، الامر الذي تسبب في حرق ريازان وسقوط مدينة فلاديمير و نهب موسكو . واجتاح الجيش المغولي اراضي امارة فلاديمير وسوزداتل وقتل عددا كبيرا من السكان وحرق الكثير منهم احياء واسر من تبقى منهم. في عام 1238 توجه الغزاة المغول الى الشمال ليغزوا امارة نوفغورود. لكن المقاومة الشديدة لاهالي المدن الروسية وظروف الطقس احبرتهم الى العودة. وتروي الاسفار قصة شجاعة وصمود اهالي مدينة كوزيلسك الروسية الصغيرة التي كان يواجه حصار المغول خلال شهرين. وامر باتيه بتدمير المدينة وقتل اهاليها.

شهد عام 1239 سقوط مدينتي موروم وگوروخوفيتس. وفي عام 1240 استولى المغول على مدينة كييف، ثم اجتاحوا امارات غاليس و فولين ودخلوا بولندا والمجر وتشيكيا ومورافيا وانهوا الحملة باجتياح كرواتيا ودالماتسيا. ويرى المؤرخون ان مقاومة الشعب الروسي استنزفت قوة الغزاة وحالت دون تقدم الجحافل المغولية الى عمق اوروبا وانقذت بذلك الشعوب الاوروبية من النير المغولي.

وتوقف الجيش المغولي العائد من اوروبا في السهوب الواقعة بالقرب من البحر الاسود وبحر قزوين حيث انشأت فيما بعد دولة اطلق عليها الاورطة الذهبية او امارة خان جوتشي الابن الاكبر لجنكيزخان الذي كان اعقابه يحكمون في تلك الدولة على مدى 3 قرون. في عام 1243 وصل الى الاورطة الذهبية امير كييف ياروسلاف ابن الكسندر نيفسكي الذي منحه المغول ترخيصا بالحكم في امارته . وكان ياروسلاف اول امير روسي حصل على مثل هذا الترخيص من يد خان مغولي.

بدء النير المغولي ومقاومته

 
Prince Michael of Chernigov was passed between fires in accordance with ancient Turco-Mongol tradition. Batu Khan ordered him to prostrate himself before the tablets of Genghis Khan. The Mongols stabbed him to death for his refusal to do obeisance to Genghis Khan's shrine.

بعد الغزو التتاري المغولي لروسيا صارت البلاد تعتمد على الاورطة الذهبية. وقد انشئ نظام يجعل كل امير روسي يحضر الى الاورطة للحصول على الترخيص بالحكم في امارته. وصار الامراء يتنافسون بعضهم مع البعض لتتاح لهم فرصة للمثول امام حاكم مغولي يمنحهم الترخيص المهين بالحكم .

وكانت عواقب الغزو المغولي شاقة بالنسبة الى روسيا. وتجلى ذلك قبل كل شيء في تقليص عدد سكان البلاد نتيجة قتلهم واسرهم وتحويلهم الى العبيد. وتم تدمير الكثير من المدن ولم يبق في كييف الا 200 منزل. وتم اجتياح 50 مدينة من 74 مدينة روسية. ولم تتمكن 14 مدينة ضمن هذا العدد من الانتعاش. اما 15 مدينة منها فتحولت الى قرى صغيرة. قام الخان كيتات قريب الخان المعظم باحصاء السكان الروس في اعوام 1257 – 1259 بغية تنظيم استغلال الاراضي الروسية عن طريق فرض الضرائب الشاقة عليها. وقد فرضت الاتاوات على كافة الفئات للمجتمع الروسية باستثناء رجال الدين الذين التعان المغول بهم لتعزيز سلطتهم. وتسببت ضرورة دفع الاتاوات الوفيرة للاورطة الذهبية في استنزاف اقتصاد روسيا وحالت دون تطور علاقات السلع النقدية فيها.

ادت سياسة القبيل الذهبي تجاه الامارات الروسية الى اشتداد المقاومة الشعبية. وقد حدثت عام 1257 اضطرات شعبية واسعة في إمارة نوڤگورود حيث تخلى اهاليها عن دفع الاتاوة للمغول . لكن الامير ألكسندر نڤسكي الذي ادرك استحالة العصيان في تلك الظروف القاسية استطاع من تهدئة الشعب واقناعه بعدم الاصطدام مع القبيل الذهبي. في اواخر الخمسينات ومطلع الستينات للقرن الثالث عشر قام التجار المسلمون الذين اطلق عليهم السكان تسمية "البوسرمان" بجمع الاتاوات في الامارات الروسية ، وهم يشترون الحق بذلك لدى الخان المغولي. لكن معظم الاموال كانت ترجع على كل حال الى خزينة الخان المعظم.

انكماش النير وسقوطه

شهد عام 1262 انتفاضات شعبية في كافة المدن الكبرى في الاراضي الروسية، وقبل كل شيء في روستوف وسوزدال وياروسلافل واوستيوغ العظيمة وفلاديمير التي قام اهاليها بطرد "البوسرمان". وصادف هذا الحدث الانفصال النهائي للاورطة الذهبية عن الامبراطورية المغولية. وقد منح حكام الاورطة الذين اخافتهم حركة المقاومة الشعبية منحوا الامراء الروس حق جني وقاموا باستدعاء "البوسرمان" من المدن الروسية. كما اجبرت المقاومة الشعبية الواسعة النطاق الاورطة الذهبية على اللجوء الى فرض قيود على الاتاوات. لكن الغزوات الكاسحة من جانب الاورطة استمرت وكانت تشن على الامارات الروسية من حين الى آخر وذلك لاثبات وجود النير المغولي في روسيا.

الا ان الصراع في سبيل استعادة الاستقلال لم يتوقف. وصار الامراء الروس منذ منتصف القرن الرابع عشر لا ينفذون توجيهات واردة من الاورطة الذهبية في حال لم تدعم تلك التوجيهات بالقوة العسكرية. ولم يوافق امير موسكو دميتري دونسكى على تراخيص بالحكم منحه حكام الاورطة منافسيه واستولى على امارة فلاديمير، ثم دحر عام 1380 في موقعة كوليكوفو الجيش التتاري الذي ترأسه الخان ماماي المدعوم بلتوانيا مدينة جنوه. واصبحت تلك الموقعة نقطة انعطاف في التاريخ الروسي حيث الحقت ضربة ساحقة بهيمنة الاورطة السياسية والعسكرية . واكدت تلك المعركة دور امارة موسكو بصفتها منظما و مركزا لدمج الاراضي الروسية.

وكان للكنيسة الروسية الارثوذكسية دور هام في تحقيق الوحدة الروسية. ويجدرهنا ذكر القديس سيرغي رادونيجسكي الذي دعا الامراء الروس الى الوحدة في مواجهة العدو المشترك بمعركة كوليكوفو. وقام القديس سيرغي بمباركة الامير دميتري قبل وقوع المعركة، واوفد الراهبيْن العملاقيْن روديون اوسليابيا وألكسندر بيريسفيت لمساعدته. وقد جسد الفنان الروسي فيكتور فاسنيتسوف مبارزة بين العملاقين الروسي والتتاري بيريسفيت وتشيلوبيه. ويمكن الاطلاع على نسخة من تلك اللوحة الفنية في متحف "قصر عابدين" بالقاهرة.

أصبح النصر في موقعة كوليكوفو مرحلة حاسمة وليست اخيرة في صراع روسيا ضد النير المغولي. وبعد وقوع تلك المعركة بعامين، اي عام 1382 عاد الخان توختاميش الى موسكو ليجتاحها. واضطرت روسيا مجددا الى دفع الاتاوة الى القبيل الذهبي. لكن امير موسكو ڤاسيلي الأول انتزع الحق بالحكم في امارة دون ان يطلبه من الخان. وصار اعتماد روسيا على التتار في هذا الزمان يحمل طابعا شكليا. كما تم دفع الاتاوات بشكل غير منتظم. وصار الامراء الروس في جملتهم يمارسون سياسة مستقلة عن الاورطة. وباءت محاولات الخان يديغيه باستعادة سيطرته على روسيا بالفشل. كما انه فشل في الاستيلاء على موسكو عام 1408. ثم دخلت الاورطة مرحلة الفتن.

شهدت الاراضي الروسية في منتصف القرن الخامس عشر عدة حملات عسكرية تتارية. لكنها عجزت عن استعادة الحكم المغولى التتاري في روسيا. اما دمج الامارات الروسية من قبل امارة موسكو فهيأ الظروف الملائمة للقضاء على اعتماد روسيا على التتار بشكل تام. وقد تخلى امير موسكو المعظم إيڤان الثالث عام 1476 عن دفع الاتاوة للخان. فحاول خان الاورطة الكبيرة احمد تنظيم الحملة العسكرية ضد موسكو. لكنه فشل فيها. وبذلك انتهى النير المغولي التتاري في روسيا.

أثر الغزو على التطور التاريخي

خلفاء القبيل الذهبي

أما القبيل الذهبي الذي تحول عام 1312 الى دولة اسلامية فكانت تواجه فتنا كثيرة ثم تعرضت للغزو من قبل جيش تيمورلنك. وانتهى كيان القبيل عمليا في القرن الخامس عشر حين تشتتت الى خانيات قازان وأستراخان والقرم وسيبريا، وكذلك قبيل نوگاي، وجميعهم في أوقات لاحقة هزمته الامبراطورية الروسية وضمته.

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. ^ de Hartog, Genghis Khan: Conqueror of the World, pp. 165–66: notes that contemporary Mongol sources describe Batu as invading with 12-14 tumens, which would give him a nominal total of 120,000-140,000 men. However, the author also notes that tumens were often at less than full strength.
  2. ^ Fennell, John. "The Crisis of Medieval Russia: 1200-1304." London, 1983. Page 85. Excerpt: "If we assume that each of the larger cities could field, say, between 3,000 and 5,000 men, we can arrive at a total of about 60,000 fighting troops. If we add to this another 40,000 from smaller towns and from the various Turkic allies in the Principality of Kiev, then the total coincides with the 100,000 estimated by S.M. Solov'ev in his History o Russia. But then this is only a rough estimate of the potential number. We have no idea how many, towns and districts actually mustered troops- for instance, it seems highly unlikely that Novgorod sent any at all. Certainly none came to help their outpost at Torzhok. Perhaps then half or a quarter - or even a smaller fraction- of the total was the most the Russians could muster."
  3. ^ Colin McEvedy, Atlas of World Population History (1978)
  4. ^ "النير المغولي التتاري في روسيا". روسيا اليوم.

المصادر

Full Collection of Russian Annals, St. Petersburg, 1908 and Moscow, 2001, ISBN 5-94457-011-3.