هون، ليبيا

هون بالإنجليزية Houn ، هي مدينة وعاصمة شعبية الجفرة في وسط ليبيا، وفي شمال إقليم فزان. وقد ذكرها في كتاب المؤرخ جاك تيري "تاريخ الصحراء الليبية في العصور الوسطى" وأورد البكري في كتابة "المسالك والممالك" الذي ألفه في القرن الحادي عشر الميلادي (هول ) ( هُـل) مدينة سكانها كثيرون ولها مساحات شاسعة من النخيل وعيون ماء عديدة، ويحدد البكري موقع هذه الواحة على مسافة يوم من ودان غربا وهو تقدير صحيح (25 كم ) وعلى مسافة خمسة أيام من سبها شمالا وهو ما يتطلب سرعة كبيرة في التفكير في عبور جبل السوداء). مع بداية السبعينات بدأ أهالي مدينة هون بالخروج من المدينة القديمة بسبب زحف الرمال. وفي منتصف الثمانينات انتقل جل أهلها إلى الموضع الرابع والأخير للمدينة الحالية.

هون، ليبيا
منظر لمدينة هون الحديثة، ليبيا
منظر لمدينة هون الحديثة، ليبيا
هون، ليبيا is located in ليبيا
هون، ليبيا
Location in Libya
الإحداثيات: 29°07′16″N 15°56′25″E / 29.12111°N 15.94028°E / 29.12111; 15.94028
البلدFlag of Libya.svg ليبيا
الشعبيةالجفرة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

جاء عن ابن مكرم الأفريقي انه قال " إن اشتقاق اسم هون من جهة السهل فهو هين في قوله تعالى (هو أهون عليه ) والهون بالفتح ، السكينة والوقار .كما جاء في كتاب معجم البلدان الليبية للراوية الشيخ الطاهر الزاوي ( هون واحة كبيرة وعند اهلها شئ من رفاهة العيش ، لهم مهارة في دبغ الجلود وتطريزها بالحرير بها زراعة محلية تسقى بالقواديس ، وتظهر في تسميتها "أن هذا الاسم جاءنا من بنى الهون قبيلة عربية تنتمي إلى الهون بن خزيمة بن مدركة" بن الياس بن مضر. جاءت مع الفتح الإسلامي . كما جاء في الرواية الشفهية المتواترة والتي وردت على لسان الشيخ العالم الصوفي أحمد الزروق مخاطبا التلمساني الذي جاءه طالبا النصح والمشورة قائلا له " أذهب لمسكان واتخذ منها مسكناً.

 
أطلال مدينة هون القديمة "الحويلة"

مرت هون في تاريخها الذي وصلنا بمواضع ثلاثة . فمن ازكان أو مسكان التي تقع شمال هون الحالية . والتي أشار إليها البكري باسم " هُــل " ... إلى هون الحويلة التي تقع جنوب غرب مسكان والتي أسسها خلف الله محمد المناري السـُـلمّي ومن معه عام 892 هجرية . والتي اكتسبت اسم " الحويلة " ربما بعد الانتقال منها إلى هون القديمة حيث مر حول او عام على الانتقال . وهون الحويلة – يصفها الرحالة – الإنجليزي جون ليون الذي زارها عام 1818 م قائلا " لها ثلاثة أبواب وبها مبنى مشيد يرجح انه كان قلعة كبيرة اما الحدائق والبساتين فهي تحيط بالقرية من كافة نواحيها بشكل دائري وباتساق منتظم ) ويختتم قوله انهم اناس طيبون وعلى أخلاق كريمة .

وبزحف الرمال على "هون الحويلة" كاتب أهلها الوالي التركي في 10 أبريل 1852 في كتابه ((من طرابلس إلي فزان )) قائلين

  " صار الرمل يزحف شيئا فشيئا حتى عدم جميع البساتين والتصق بسور البلدة وصار يهجم مدة اثني عشرة سنة ونحن منه في تعب عظيم. مرادنا في التخلي عنها والتثبت بإنشاء بلدة جديدة.  

وكان إنشاء البلدة الجديدة ( هون القديمة ) في منتصف القرن التاسع عشر حيث بنيت على نفس توزيع هون الحويلة أحيطت بسور حصين به أربع أبواب رئيسية تسمى:

  • باب الحاج أمحمد ويقع بالجهة الجنوبية.
  • باب الحاج حمد ويقع بالجهة الشمالية.
  • باب الأيطيرش ويقع بالجهة الشرقية.
  • باب الغنم ويقع بالجهة الشمالية الشرقية.

وبالسور مدخلان صغيران يسميان ( خوخة آل الحلو بالجهة الغربية وخوخة عكاشة بالجهة الشرقية. وقسمت أحياؤها إلى أربع محلات عرف كل منها باسم الربع وتوزعت بهذه الأرباع المساجد والزوايا التي كانت منارات للعلم والمعرفة . فكان الجامع العتيق في وسط المدينة من الناحية الشمالية . والجامع الصغير ويسمى أيضا ( جامع بن عمران ) بالربع الشمالي الغربي ومسجد عبد الجليل بالربع الجنوبي الشرقي وجامع غميض بالربع الشمالي الشرقي - والزاوية القادرية وكان يطلق عليها ( المدرسة القادرية ) بالربع الجنوبي الشرقي . والزاوية الأسمرية بالربع الجنوبي الغربي والزاوية العيساوية ( زاوية بن عيسى ) بالربع الشمالي الغربي والزاوية السنوسية بالربع الشمالي الغربي .

هذا وقد احتضنت هون العديد من العلماء والفقهاء البارزين الذين كان لهم أليد الطولي في ترسيخ القيم الدينية والأسس الثقافية أمثال العالم الجليل الشيخ محمد محمود الشنقيطي والشيخ محمد الأمين السوقي والفقيه العلامة عبد الرحمن الخازمي والشيخ عمران بن بركة وشهير زمانه الشيخ الكانمي والمجاهد الشيخ أحمد الشريف .


أهم الأعلام

كما أنجبت مدينة هون العديد من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والفنانين الذي برزوا وأبدعوا محليا وعربيا فمنهم على سبيل المثال لا الحصر – الشيخ الفقيه محمد محمد حيدره والذي أقام سبعة عشر سنة بالأزهر يطلب العلم ويتبحر فيه ذكره الحشائشي في كتابة ( جلاء الكرب عن طرابلس الغرب ) بأنه الأديب الفقيه الذي يحفظ آلافاً من أبيات الشعر المنظوم الرقيق. والشيخ الفقية على بن مازن . خريج جامع الزيتونة والمجاز من الشيخ عمران بن بركة الفيتوري. كذلك الشيخ بشير بزاق – والذي تولى إمامة جامع الناقة بطرابلس حيث تتلمذ على يديه العديد من الشيوخ والفقهاء والمقرئين والرواة المعروفين . والشيخ مصطفى الحاج أحمد الذي تتلمذ على يد الشيخ محمد كامل بن مصطفى العالم الشهير وأخر القراء المهرة وكذلك الشيخ الفقيه أمحمد الخير تلميذ الشيخ العالم الشهير محمد محمود الشنقيطي – وغيرهم الكثير الكثير وقد كانت مدينة هون من بؤر العلم والتعليم الديني حيث تم ارسال العديد من العلماء والشيوخ للتدريس وتعليم القران الكريم في النجوع والقرى المختلفة .

الإقتصاد

كما اشتهرت المدينة بالحرف والصناعات التقليدية المتقنة التي كانت لسد الاحتياج اليومي في كافة نواحي الحياة

  • الحرف المعتمدة على منتجات النخلة ( من السعفيات والألياف ).
  • حرف الفضيات – من صناعة حلي الفضة وطرق ونقش لها .
  • حرفة التطريز من نقش الحرير والفضة وتطريز الملبوسات .
  • الحرف الجلدية من صناعة للأحذية والحقائب والآلات الايقاعية من جلود الأغنام والماعز والماشية والإبل .
  • الحرف الفخارية من صناعة للأدوات والمعدات اللازمة للحياة من أدوات الطهي والنقل وغيرها .
  • صناعة طرق الحديد .. حيث صناعة الفؤوس ومعدات الزراعة والبناء .
  • صناعة الحجارة - حيث صناعة الطوب " قطع الرشاد " الذي يستعمل في بناء البيوت وغيرها
  • صناعة الجير – الجير البلدي الذي يستخدم في أغراض البناء والزراعة وكذلك الطلاء .
  • صناعة العربات المجرورة أو ما يعرف " الكراطين ".
  • الصناعات الصوفية . حيث غزل ونسج الصوف لصناعة الملبوسات والأغطية المختلفة .
  • الصباغة وهي حرفة لغرض تزيين وتلوين الملابس والمنسوجات .
  • صناعة المواد الغذائية . كصناعة رب التمر والخل وتجفيف وحفظ الفواكه والخضراوات .

الإستعمار الإيطالي

ولعل أهم ما يفتخر به أهالي مدينة هون مشاركتهم الفاعلة والمشرفة والمهمة في تاريخ الجهاد الوطني ضد الغزو الإيطالي. حيث شارك أهلها في أكثر من أربعين معركة وموقعة على طول البلاد وعرضها وأهم المشاركات الفاعلة كانت في معارك الشط و الهاني و تاقرفت والحشادية وكانت معركة عافية الشهيرة في31 اكتوبر 1928 ف وما تلاها في 15 نوفمبر من نفس العام حيث تم إعدام تسعة عشرة مجاهدا من خيرة رجال البلدة لاتهامهم بالمشاركة في المعركة ودعم المجاهدين ثم تهجير وإجلاء جميع اهالي مدينة هون في 15 يناير 1929 م إلى المدن الساحلية للبقاء هناك ما يقرب من العامين.

الإيطاليون في هون

بعد الاحتلال الإيطالي كانت هون العاصمة الإدارية لمنطقة فزان الإيطالية، التي سـُميت منطقة الصحراء الليبية Territorio del Sahara Libico. وكانت هون المركز العسكري للمنطقة، التي لم تكن جزءاً من التراب الوطني لمملكة إيطاليا على العكس من تريپوليتانيا وسيرنايكا اللتان سمتهما إيطاليا(الساحل الرابع).

وقد أقامت جالية إيطالية صغيرة في هون، قوامها 1,156 نسمة، سـُمـّوا هومز Homs في تلك الأيام، وشكلوا 3% من إجمالي السكان البالغ 35,316 نسمة في تعداد عام 1939. أهم هؤلاء الإيطاليين الليبيين (الذين اختفوا من هون بعد الحرب العالمية الثانية) كان الرسام المشهور عالمياً ماريو شيفانو (1934-1998)، المولود في هون.

السياحة

يوجد في هون فندق واحد ونزل واحد.

 
منظر ودان من قصر Ksar

انظر أيضا

وصلات خارجية

المصادر