نيقولاي گوميليوف

نيقولاي گوميليوف أثناء سنوات الدراسة الثانوية.

نيقولاي گوميليوف، أو نيقولاي غوميليوف، (1886-1921) هو شاعر روسي رغم انه عاش السنوات الأربع الأخيرة من حياته في الحقبة السوفيتية. يعتبر نيقولاي غوميليوف الشاعر الكبير الوحيد في سلسلة شعراء "العهد الفضي" للشعر الروسي الذي اعدم بقرار محكمة بلشفية. لقي حتفه على ايدي عناصر المخابرات البلشفية محتفظا بشرفه كضابط عزيز النفس لم يخن القسم الذي اداه للقيصر، الامر الذي حير حتى رجال المخابرات الذين نفذوا فيه حكم الاعدام والذين قالوا عنه: "من المؤسف انه ربط نفسه بمعسكر المعارضة. لو كان قد انتقل الى جانبنا لافتخرنا به كبطل."

حياته المبكرة وقصائد

ولد نيقولاي غوميليوف بمدينة كرونشتات بضواحي بطرسبورگ في عائلة طبيب بحري وأمضى طفولته في بلدة تسارسكويه سيلو قرب بطرسبورگ. ثم انتقلت عائلته الى مدينة تبليسي في جورجيا ، وعادت إلى بطرسبورگ. فتشبع نيقولاي گوميليوف منذ نعومة أظفاره بالانطباعات عن قدرة الامبراطورية وبسالة جيشها. ولاحظ اهله ميله المبكر الى التآلف مع الظواهر والاشياء الغريبة غير المعهودة وإلى المغامرات، الأمر الذي أثر لاحقاً على ابداعه الشعري وانعكس في أول ديوان له اصدره على نفقته الخاصة عام 1905 وأطلق عليه تسمية درب الكونكستادور. لم يظهر عليه اهتمامً بالمواد الدراسية خلال تعلمه في المدرسة الثانوية التي كان مديرا فيها إينوكينتي آنينسكى الشاعر البارز للعهد الفضي. إلا أنه ركز على مطالعة كتب المغامرات. فغادر بعد التخرج في المدرسة الثانوية بطرسبورگ متوجها الى باريس حيث امضى سنتين وتقرب من الشعراء والفنانين الفرنسيين الطليعيين الشباب . كما حاول اصدار مجلة أدبية في فرنسا.

السفر إلى أفريقيا

پورتريه لجوميلييف مع خلفية أفريقية، بريشة Olga Della-Vos-Kardovskaya، 1909

مثل فلوبير ورامبو قبله، ولكن مُلَهماً بمغامرات Alexander Bulatovich and Nikolay Leontiev, Gumilev was fascinated with Africa and travelled there almost every year. He explored, sporadically hunted lions, and even contributed to the development of Ethiopia, eventually donating a large collection of African artifacts to the Museum of Anthropology and Ethnography في سانت بطرسبورج. His landmark publication, The Tent (1921), collected his best poems on African themes، أحداهن كانت "زرافة".[1]

العودة لروسيا

عاد نيقولاي گوميليوف عام 1908 الى روسيا حيث رسخ أقدامه كشاعر وناقد يعتد به. وانغمس في اجواء المذاهب الطليعية التي انتشرت في المحيط الشعري الروسي آنذاك. ومما يميز نيقولاي غوميليوف وفاؤه لما تأثر به من المبادئ والمثل العليا في أيام صباه. وإذ أدى اليمين لقيصره فانه لن يحنث به في زمان البلاشفة. واذ تطوع للخدمة العسكرية فانه كان يصعد الى المتاريس ليطلق رصاصته في مواجهة مباشرة مع العدو. وكان يلقي محاضرات في عهد البلاشفة على شعراء الثقافة البروليتارية السوفيت مؤكدا فيها على موالاته لحكم القيصر. وقد ذكر نيقولاي غوميليوف في مقطوعة شعرية له تصف فيه لقاءه مع حاكم حبشي دون ان يخاف الاشارة الى شخصية القيصر الروسي قائلا :

"اهديته مسدسا بلجيكيا"

وصورة تذكارية لعاهلي".

صفاته

يقول اصدقاؤه انه ظل مدى حياته وكأنه فتى لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره. بل وذهب الى افريقيا ليصطاد فهدا حقيقيا ويجلبه الى بطرسبورغ. عاش الشاعر منذ أعوام الصبا والشباب في عالم خيالي مغاير يقطنه ابطاله المحبوبون وضمنهم هنيبعل والسندباد والهولندي الطيار والامير السنغالى. وتجتذبه سواحل زنجبار والجزائر وتونس.

نقد

يقول النقاد انه كان يتفادى قصدا وصف الواقع الروسي ليجد مثله في الواقع الخيالي الغريب. وتدل على ذلك عناوين دواوينه الشعرية "الورود الرومانسية" عام 1908 و"اللؤلؤ" عام 1910 و" السماء الغريبة" عام 1912 . و"الكِنانة" عام 1914 .

السياحة

كان يقوم نيقولاي گوميليوف كل مرة بعد اصدار ديوان جديد برحلة بعيدة الى كل من مصر وبلاد الحبشة والصومال حيث درس عادات وتقاليد القبائل الافريقية وحياتهم اليومية. اما مجموعات التحف التي جلبها الى بطرسبورغ فسلمها الى متحف الانتروبولوجيا والاثنولوجيا.

المذهب الأكمي

قام گوميليوڤ بوضع نظرية خاصة بالمذهب الأكمي Acmeism في مقالات كان ينشرها بشكل منتظم في الفترة ما بين عام 1909 وعام 1917 في مجلة أپولو الروسية. وجمع اصدقاؤه بعد اعدامه بالرصاص تلك المقالات فأصدروها في كتاب واحد حيث اتضح أن المذهب الأكمي الذي كان من أنصاره إلى جانب گوميليوڤ كل من الشعراء آنا أخماتوفا وماندلشتام وگوروديتسكي كان ظاهرة فريدة من نوعها في تاريخ العهد الذهبي الشعري الروسي.

الحياة الشخصية

تزوج نيقولاي گوميليوف في عام 1910 آنا گورينكو المعروفة بـ آنا أخماتوفا (18891966) الشاعرة الروسية المشهورة والعضوة في المدرسة الشعرية الاكميزمية التي أسسها گوميليوف. وأنجبت أنا أخماتوفا منه عام 1912 طفلا أطلق عليه اسم ليڤ گوميليوف الذي يصبح فيما بعد عالما روسيا كبيرا وواحدا من مؤسسي المذهب الأوراسي في روسيا.


تجربة الحرب

Nikolay Gumilyov, Anna Akhmatova and their son Lev Gumilev, 1913

تطوع نيقولاي غوميليوف عام 1914 ليخدم في الجيش الروسي ويحارب الالمان خلافا لمعظم شعراء زمانه الذين فضلو كتابة اشعار وطنية عن الذهاب لجبهة الحرب . وتم تكريمه عام 1915 بوسام القديس جورجيوس من الدرجة الثالثة لقاء بطولاته التي ابداها في الجبهة الروسية الالمانية. وفي عام 1917 خدم غوميليوف مرافقا لدى مفوض الحكومة الروسية المؤقتة في باريس فاحب الفرنسية ايلينا دي بوشي وكرس لها ديوانه الشعري " صوب نجم ازرق" الذي يعد ذروة شعر غوميليوف الوجداني.

اعتقاله وإعدامه

اعتقال نيقولاي غوميليوف يوم 3 اغسطس/آب عام 1921 . فوجهت اليه تهمة بالمشاركة في المؤامرة ضد الحكم البلشفي الجديد ، واصدرت محكمة بطرسبورغ قرارا باعدامه. ولا يعرف أحد حتى الان مكان وموعد تنفيذ هذا الحكم.

أثره

أثر ابداع غوميليوف تأثيرا كبيرا ولو غير معروف على شعراء الحقبة السوفيتية الذين اعتبره قسم منهم - وبينهم غيورغي ايفانوف ونيقولاي تيخونوف وايرينا اودويفتسيفا وغيرهم - اعتبروا قدوة لاداء الواجب والوفاء للقسم. كما يعد غوميليوف في المحيط الشعري آخر فارس بين الشعراء وآخر شاعر بين الفرسان. وجدير بالذكر ان نيقولاي غوميليوف اعتبر في زمان السلطة السوفيتية شاعرا محظورا .

من أشهر قصائده

قصيدته المشهورة الربابنة:

يصعد ربانٌ

الى برجٍ متموجٍ

مستذكرا مرفأ بعيدا

فيضرب أعلى جزمتِهْ

بعصاه

لتتطاير شظايا الرغوةِ

ويسحب مسدسا

حين يكشف تمردا

على متن السفينةِ

ليتساقط ذهب الزخرفةِ

من أكمامه الورديةِ.

أنظر أيضاً

ملاحظات

  1. ^ Giraffe at YouTube، قصيدة من جوملييف، مع ترجمة إلى الإنجليزية، وموسيقي وأداء Larisa Novoseltseva

المراجع

  • [Владимир Полушин. Николай Гумилев. Жизнь расстрелянного поэта. – М., Молодая гвардия, 2006, 750 с. ( ЖЗЛ). ] Error: {{Lang-xx}}: text has italic markup (help)

وصلات خارجية

المصادر