محمد بن عبد الوهاب

محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي أحد أتباع المذهب الحنبلي : (1703 - 1791)

محمد بن عبد الوهاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أما والدة الشيخ محمد رحمه الله ؛ فهي بنت محمد بن عزاز المشرفي الوهيبي التميمي ، فهي من عشيرته الأدنين، فيقال: ( المشرفي ) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل مشرف، ويقال : (الوهيبي) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبية ، والوهبية يجتمعون في محمد بن علوي بن وهيب، و هم بطن كبير من حنظلة، وحنظلة بيت من بيوت بني تميم الأربعة الكبار . ويقال : ( التميمي ) نسبة إلى تميم أبي القبيلة الشهيرة، والتي ورد فيها ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب العتق (3/122 ) وفي كتاب المغازي (5/115- 116 ) ومسلم في فضائل الصحابة برقم ( 198 ) عن أبي هريرة واللفظ هنا لمسلم : عن أبي زرعة قال: قال أبو هريرة: لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( هم أشد أمتي على الدجال ) ، قال : وجاءت صدقاتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذه صدقات قومنا )، قال وكانت سبية منهم عند عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أعتقيها ؛ فإنها من ولد إسماعيل ) .

و يتضح من سرد نسب الشيخ المتقدم أنه يلتقي مع نسب النبي محمد في إلياس بن مضر. عالم دين سني من نجد.


مولده

ولد محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ (الموافق من 1703م)، وذلك في مدينة العيينة قرب الرياض.

نشأته

تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين ، و كان حاد الفهم وقّاد الذهن ذكي القلب سريع الحفظ، قرأ على أبيه في الفقه، و كان في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، فشرح الله صدره في معرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة عن طريقه، وجد في طلب العلم وأدرك وهو في سن مبكرة حظاً وافراً من العلم، حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام. (انظر : روضة ابن غنام (1/25 ) وعنوان المجد لابن بشر (1/6 )) . وهكذا نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب نشأة علمية؛ فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم ويرشده إلى طريق معرفته، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم، و كان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم، و بيتهم في الغالب ملتقى طلاب العلم وخواص الفقهاء سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي، ولا بد أن يتخلل اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً

لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ودينهم على الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على يد أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر . ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم بيئة جاهلية ، بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن لم تكن هي عقيدتها . ولاشك أن البيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى وتعلمه .. فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه ، والشيخ بين أمرين : إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين ، وإما أن يصمم على محاربة الخرافة المنتشرة .. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله , فعزم على تنحية البدع من الحياة التي حوله ، و إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب و السنة وسيرة الصالحـين .

رحلة الشيخ وطلبه للعلم

هنا توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم ؛ للتسلح بسلاح ماض قاطع ؛ فإن إنكار الشيخ لهذه الأمور الشائعة جعلته في مواجهة مع علماء السوء وتلبيساتهم وشبهاتهم ، وتأليب العامة عليه ، و تهتمهم إياه بالانحراف والجهل ، فكان كل ذلك يزيد من حرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق ؛ فلابد من أن يرحل في طلب العلم وتحقيق ما شرح الله له صدره من حقيقة هذا الدين القيم . رحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة ، طلباً للعلم .. ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام وعاد إلى نجد يدعوهم إلى التوحيد . راجع حول موضوع رحلات الشيخ المختلفة في طلب العلم و شيوخه الذين أخذ عنهم ، كتاب : عقيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/133 174 ) . ولم يثبت أن الشيخ رحمه الله قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم ، أما ما تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام ، وإلى فارس وإيران و قم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء و مجانبة الحقيقة ، فهذه الأشياء غير مقبولة ؛ لأن حفيد الإمام الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف وابن بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام ، أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس و غيرها من البلاد ، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول ، قال علامة الجزيرة حمد الجاسر : ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن كتبوا عن الشيخ محمد رحمه الله انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب ، .. إلى أن قال : وهذا الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه .. وبالإجمال ؛ فقد حرص مترجمو الشيخ محمد على تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم ، وبذكر البلاد التي زارها ، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب من ذلك . انظر : مجلة العرب ( ج 10 ، السنة الرابعة ، ربيع الثاني عام 1390 هـ ، ( ص 943 944 ).

أما ما زعم أن الشيخ درس اللغتين الفارسية و التركية ، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان ؛ فليس بثابت ، بل إنه أمر باطل و يستبعد .. وليس في مؤلفات الشيخ وآثاره ما يدل على شيء من هذا .. ثم إن من ذكر ذلك عن الشيخ كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب . وقد رد على هذه الفرية العلامة حمد الجاسر انظر : نفس المرجع السابق ( ص 944 ) . بعد مضي سنوات على رحلة الشيخ رحمه الله في طلب العلم، عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء ، فعزله عنه ، فغادرها الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وتولى قضاءها وأقام بها . فأقام الشيخ محمد بعد عودته من رحلته العلمية في حريملاء مع أبيه يدرس عليه ويدعو إلى التوحيد و يبين بطلان دعوة غير الله . انظر : الدرر السنية (12/5 ) .

لقد ابتلي الشيخ. فصبر على البلاء وثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء، وما ذلك إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة.

ولنأخذ مثلاً من أحوال الشيخ التي وقعت له ؛ ففي حالة إخراجه من العيينة طريداً منها كان سبب إخراجه رحمه الله من العيينة هو أن ابن معمر خاف من حاكم الإحساء من أن يقطع عنه المعونة ، فأخرج الشيخ رحمه الله من العيينة وتوجه إلى الدرعية ، فكان ابن معمر ممن آثر الدنيا على الدين وباع العاجل بالآجل لما تعارض في صدره أمر صاحب الإحساء وأمر الله تعالى، قد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة؛ افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به و بما يدعو إليه من عقيد السلف الصالح ، وافتقد المسكن و المكانة و جميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل ، لكن كان على ثقة من ربه، والله قد قوي إيمانه حتى صغر في ميزانه أمر صاحب الأحساء وخذلان ابن معمر له وفراق الوطن والمال والأهل والزوجة والمسكن وما بقي لديه سوى الإيمان القوي بصحة عقيدة السلف الصالح ، و حسن الظن بالله .. لقد سار من العيينة إلى الدرعية يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج بقول القرآن { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب } و يلهج بالتسبيح .. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني ، فلما دخل عليه ؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود ، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً و مخرجاً . انظر : عنوان المجد لابن بشر (1/11 ).

ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ محمد بن سويلم العريني، وهناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية ولما علموا بثبات دعوة الشيخ وأنها على سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته، فهابوه، فأتوا إلى زوجته موضي بنت أبي وهطان من آل كثير وأخيه ثنيان. وكانت المرأة ذات عقل ودين ومعرفة فأخبروها بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به و ينهى عنه، فوقر في قلوبهما معرفة التوحيد وقف الله في قلوبهما محبة الشيخ. روضة ابن غنام (1/3 ).

الصفقة السعودية الوهابية

 
صورة مزعومة، إلا أنها مستحيلة، إذ تسبق اختراع التصوير الفوتوغرافي (في 1827م)، ولا تبدو كصورة زيتية.
محمد بن سعود (جالساً) وخلفه محمد بن عبد الوهاب (واقفاً مسهوماً)، وفي يمين الصورة بجانب الحارس العثماني يقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني.

دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغنم ما خصك الله به، فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري وأشاروا عليه مساعدته ونصرته. أراد أن يرسل إليه، فقالوا: سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه، فذهب محمد بن سعود إلى مكان الشيخ ورحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده. قال:

أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة.

فقال الشيخ:

وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها؛ ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض ؛ فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك. عنوان المجد (1/11 12 ).

وهكذا تم اللقاء التاريخي وحصلت الميثاق المبارك بين الإمامين على ذلك. وأخذ الشيخ رحمه الله بالدعوة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله.

شروط التحالف

شرط الأمير محمد بن سعود على محمد بن عبد الوهاب شرطين:

  • أن لا يرجع عنه إن نصرهم الله ومكنهم.
  • أن لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه على أهل الدرعية وقت الثمار.

فقال محمد بن عبد الوهاب:

"أما الأول: الدم بالدم، والهدم بالهدم. وأما الثاني: فلعل الله يفتح عليك الفتوحات، وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج."

دهام بن دواس

ما حصل بين الامام محمد بن سعود والامير دهام بن دواس في نجد.

بدأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي والامام محمد بن سعود الحنيفي (نسبة الى بني حنيفة) البكري (نسبة الى بكر بن وائل) بمراسلة القبايل لكي يتبعون سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويتركون البدع والخرافات -- ومن ضمن الرسائل رسالة ارسلاها الى الامير دهام بن دواس امير بلدة (الرياض) وقتها كان بين الامير دهام وبين الامام محمد بن سعود صداقة وود متبادل ولكن دهام فاجأه برفض الرسالة وانه لايريد اتباعهما -- وسأذكر لكم سبب الصداقة في البداية بين الامام بن سعود والامير بن دواس .

يقول الامام بن غنام --- كان دواس (والد دهام) اميرا على (منفوحة) فقتل ناسا من جماعته (المزاريع) وبقي زمانا لم يؤخذ بثأرهم حتى مات -- وانتقلت الامارة الى ابنه محمد بن دواس فقام ابن عمه زامل بن فارس ومعه مجموعة من اهل منفوحة فقتلوه وأجلوا اخوانه ومن جملتهم (دهام) واخوانه عبدالله وتركي ومشلب وفهد -- فاستوطنوا الرياض وكان واليها انذاك الامير زيد بن موسى ابو زرعة فلم يمضي زمن حتى قام احد (المعتوهين) بقتل زيد هذا وهو نائم -- فجاء عبد لزيد اسمه (خميس) فقتل (المعتوه) وتسلم امارة الرياض وظل اميرا عليها لثلاث سنين -- وقتها كان اولاد زيد صغارا لايقوون على انتزاع الامارة منه .

فجرى من العبد خميس بعض الامور جعلت اهل الرياض يعادونه فهرب خوفا منهم وفي احد الايام كان في منفوحة فقام إليه احد رجالها فقتله لان (خميس) في الاصل كان قد قتل والد هذا الرجل الذي من منفوحة . فبقيت الرياض مدة بلا امير ولا رئيس وكان دهام طوال فترة امارة (خميس) مجرد خادم فلما هرب خميس تسلم امارة الرياض واصبح اميرها بحجة ان واليها الاول زيد بن موسى ابن اخته وانه سوف يتخلى عنها بعد ان يكبروا ابناء زيد --- ولكنه لم يلبث ان اجلى ابناء اخته عن الرياض فغضب اهل الرياض منه غضبا شديدا وهجموا عليه وهو في (قصره) واحاطوا به فماكان منه الا ان ارسل اخاه (مشلب) على فرس يطلب (الفزعة والعون) من الامام محمد بن سعود في الدرعية فأجابه محمد وأرسل اخاه مشاري بن سعود على رأس جند فلما وصلوا الرياض فر اهلها خوفا من بطش مشاري وجيشه القوي -- واستطاع مشاري ان يقتل منهم ثلاثه او أربعة. ثم استتب الامن وعاد الامير دهام الى امارة الرياض ومكث عنده مشاري بن سعود عدة اشهر .

هذا باختصار شديد ملخص لما ذكره الامام بن غنام عن اصل الصداقة بين الامام محمد بن سعود والامير دهام بن دواس .

لكن دهام فاجأ محمد بن سعود برفض الدعوة بل اخذ يهاجم كل من اجابها وخصوصا اهل منفوحة اذ صبّحهم في عقر دارهم ولولا تثبيت الله لهم لابادهم عن بكرة أبيهم وكان ذلك في عام 1159هـ وفي تلك الوقعة اظهر اهل منفوحة شجاعة منقطعة النظير حيث جرحوا دهاما جرحين غائرين وقتلوا فرسه وقتلوا من جيشه احد عشر رجلا وكانوا من اشجع واشد رجاله ومنهم : درع الصمعر وخضير الصمعر وزهلول الفضيلي .

بعد ذلك قرر الامام محمد بن سعود ان يتصدى لطغيان الامير دهام بن دواس -- فأرسل جيشا قويا استطاعوا الوصول الى الرياض -- واتوا باب القلعه التي فيها قصر دهام فشذبوا الباب بالمنشار ودخلوا بيت (ناصر بن معمر) و (تركي بن دواس) فعقروا فيهما ابلا كثيرة ورموا دهام بالرصاص وهو في (علّيته) وعادوا سالمين -- بعد ذلك قام دهام بمهاجمة اهل مفنوحة وقتل من اعيانهم عبدالله بن علي وعقر ابله فلما بلغ ذلك محمد بن سعود جمع اهل الدرعية واهل عرقة فالتقى الجمعان واقتتلا قتالا شديدا انتهى بانتصار الامام وأتباعه .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عقيدته

يقول محمد بن عبد الوهاب:

ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم .. بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين .. ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق .

انظر للمزيد عن عقيدة الشيخ الإمام رحمه الله كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي للدكتور : صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن العبود.

مؤلفاته

اقرأ نصاً ذا علاقة في

محمد بن عبد الوهاب


أما عن مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها قام الشيخ رحمه الله تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة ، و قد امتازت مؤلفات الشيخ رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض و أدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة ، و ذو أسلوب واضح لا يوجد فيه أي تعقيد . و قد عرفنا من مؤلفات الشيخ الكتب التالية :-

1- كتاب التوحيد : و هذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته ، و الاسم الكامل هذا الكتاب هو : كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد . و ذكر فيه الشيخ حقيقة التوحيد و حدوده ، و الشرك و مفاسده .

2- كتاب كشف الشبهات : ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد ، والحقيقة أن جميع كتب الشيخ تتعلق بالتوحيد و يمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب التوحيد .

3- كتاب الأصول الثلاثة : و هي معرفة الرب ، و معرفة دين الإسلام ، و معرفة الرسول ، و هذه هي الأصول الثلاثة التي وضحت في هذه الرسالة في أسلوب جذاب .

4- كتاب شروط الصلاة و أركانها : و قد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي : الإسلام ، والعقل ، التميز ، رفع الحدث و إزالة النجاسة ، و ستر العورة و دخول الوقت واستقبال القبلة ، والنية ، و ذكرت أركان الصلاة و واجباتها .

5- كتاب القواعد الأربع : حيث ذكر في هذه الرسالة بعض نواحي التوحيد على طريقة مؤثرة و سهلة .

6- كتاب أصول الإيمان : و بين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث ، و يظهر من عبارة في البداية ، أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليها ، و نصها : و قد زاد فيه بعض أولاده زيادة حسنة .

7- كتاب فضل الإسلام : و قد وضح فيه مفاسد البدع و الشرك ، كما وضح شروط الإسلام .

8- كتاب الكبائر : ذكر فيه جميع أقسام الكبائر ، واحدة و احدة ، مفصلة في أبواب ، و قد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة .

9- كتاب نصيحة المسلمين : و هذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية .

10- كتاب ستة مواضع من السيرة : و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية ، والمواضع الستة هي :

أ - ابتداء نزول الوحي .

ب - تعليم التوحيد و الرد على الكفار .

ج- قصة تلك الغرانيق العلى .

د- ختام أبي طالب .

هـ منافع الهجرة و عظاتها .

و- قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

11- كتاب تفسير الفاتحة : و هو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة .

12- كتاب مسائل الجاهلية : و ذكر فيه الشيخ مائة و إحدى و ثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية .

13- كتاب تفسير الشهادة : و هو تفسير لكلمة لا إله إلا الله ، و قد ذكر فيها أهمية التوحيد في أسلوب آخاذ و واضح .

14- كتاب تفسير لبعض سور القرآن : و هي مجموعة لبعض تعليقات الشيخ على آيات و سور مختلفة من القرآن و قد استنبط عشرات من المسائل من آية واحدة ، و هذه هي أهم مزاياها .

15- كتاب السيرة : و هو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام .

16- الهدي النبوي : و هو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله .

و للشيخ عدة رسائل صغيرة أخرى غير ما ذكرنا ، و لا أرى حاجة إلى ذكرها ، و توجد بعض هذه الرسائل في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول الفصل الثالث والرابع . وانظر أيضاً حول مؤلفات الشيخ كتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه (ص 135-144) . ونظر أيضاً كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 191 235 ) ، وقد فصل في خلالها القول في هذه الكتب و تحدث أيضاً عن الكتب التي نسبت إلى الشيخ مثل كتاب : أحكام تمني الموت ، و كتاب :نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين ، كذلك رسالة : أوثق عرى الإيمان .

مروياته

أخذ الشيخ محمد رحمه الله عن جماعة من أهل العلم و روى عنهم و تفقه بهم

فأما سند تفقهه في المذهب الحنبلي فقد أخذ و تلقاه عن والده الشيخ الفقيه عبدالوهاب بن سليمان النجدي الحنبلي و هو عن والده مفتي الديار النجدية العلامة سليمان بن علي آل مشرف عن شيخه الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ إسْمَاعِيلَ عن الشَّيْخِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدَ عَن شِهَابُ الدِّينِ ابنِ عَطْوَةٍ ، وَأَخَذَ شِهَابُ الدِّينِ العِلْمَ عَنِ العُسْكَري عن النظام عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح عن أبي بكر ابن المحب الصامت عن شيخ الاسلام ابن تيمية و هو عن شيخه شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر صاحب الشرح الكبير وهو عن عمه موفق الدين ابن قدامة وهو عن ابن المنى الفقيه المشهور و هو عن أبي الخطاب صاحب الهداية و هو عن القاضي أبي يعلى وهو عن أبي حامد وهو عن أبي بكر بن عبد العزيز غلام الخلال وهو عن أبي بكر بن الخلال وهو عن المروزي وأولاد الإمام أحمد بن حنبل صالح وعبدالله وهم أخذوا عن الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنه

فأما مروياته الحديثية لجميع كتب السنة كالصحاح و السنن و المسانيد و كتب اللغة و التوحيد و غيرها من العلوم فيرويها عن شيخيه : العلامة عبد الله الفرضي الحنبلي و المحدث الشيخ محمد حياة السندي و أسانيدهما مشهورة معلومة و نكتفي بهذا السند :

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : أخبرنا الشيخ عبد الله بن إبراهيم المدني , عن الشيخ الفقيه أبي المواهب البعلي , عن والده الشيخ المحدث عبد الباقي , عن الشيخ المحدث أحمد بن مفلح الوفائي , عن الشيخ الفقيه موسى بن أحمد الحجاوي , عن الشيخ الفقيه أحمد بن محمد المقدسي المعروف بالشويكي , عن الشيخ أحمد بن عبد الله العسكري , عن الشيخ علاء الدين المرداوي , عن الشيخ إبراهيم بن قندس البعلي , عن الشيخ علاء الدين علي بن العباس المعروف بابن اللحام , عن الشيخ الحافظ عبد الرحمن بن رجب , عن الحافظ شمس الدين ابن القيم , عن شيخ الإسلام الحافظ تقي الدين ابن تيمية , قال : أخبرنا الفقيه سيف الدين أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن نجم ابن عبد الوهاب الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة عاشر شوال سنة 669 وأبو عبد الله محمد بن عبدالمنعم بن القواس والمؤمل بن محمد البالسي , وأبو عبد الله محمد بن أبى بكر العامري في التاريخ , وأبو العباس أحمد بن شيبان , وأبو بكر بن محمد الهروى , وأبو زكريا يحيى ابن أبي منصور بن الصيرفي , وأبو الفرج عبد الرحمن بن سليمان البغدادي والشمس بن الزين والكمال عبد الرحيم , وابن العسقلاني , وزينب بنت مكي , وست العرب قال الأول وابن شيبان وزينب : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن طبرزد وقال الباقون وابن شيبان : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي زاد ابن الصيرفي , فقال : وأبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا قراءة عليه قالوا : أخبرنا القاضي أبوبكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري , أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي , أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي , حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي , حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري , حدثني حميد , عن أنس , أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص , فجاء أخوها أنس بن النضر فقال يا رسول الله أتكسر سن الرُّبيِّع والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها قال : ( يا أنس كتاب الله القصاص ) . فعفا القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) .


وفاته

في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العينية بقرب من الرياض ، قال ابن غنام في الروضة (2/154 ) : كان ابتداء المرض به في شوال ، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر . وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20 ) ، أما ابن بشر فيقول : كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة . عنوان المجد (1/95 ) . وقول ابن غنام أرجح ؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه . وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . انظر : روضة ابن غنام (2/155 ) .

اولاده

للشيخ محمد بن عبد الوهاب 5 أولاد مات منهم واحد في حياته هو الشيخ حسن

انظر أيضاً

وصلات خارجية

اقرأ نصاً ذا علاقة في

محمد بن عبد الوهاب