مگان (حضارة)

(تم التحويل من ماگان)

مگان (Magan ؛ أو مكـَّانMakkan[1]) كانت منطقة قديمة أشارت إليها نصوص مسمارية سومرية حوالي سنة 2300 ق.م. وتواجدت حتى 550 ق.م. كمصدر للنحاس والديوريت لبلاد الرافدين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

موقع مگان غير معروف على وجه الدقة، ولكن معظم الأدلة الجيولوجية الأثرية تقترح أن مگان كانت جزءاً مما هو اليوم الإمارات العربية المتحدة و عُمان.[2] إلا أن بعض الأثريين يضعونها في مكانٍ آخر، مثل منطقة باليمن تُدعى معين،[3] أو في جنوب مصر العليا، أو في النوبة أو في السودان أو أجزاء مما هو اليوم إيران وپاكستان. آخر تلك الأماكن، تحديداً في ساحل بلوچستان، قد اِقتُرِح بناء على التشابه بين الاسم التاريخي لبلوچستان، "مكران"، و "مكـّان"، التي هي تنويعة من مگان.[4]


التاريخ

 
نموذج لقارب من مگان.

أول ذِكر سومري لأرض مگان (بالأكدية: مكـَّان) أثناء فترة أم النار (2600-2000 ق.م.) ، بالإضافة إلى إشارات إلى "أسياد ماجان". تشير المصادر السومرية أيضًا إلى "تلمون" (مقبول اليوم على أنه يتمركز في البحرين) و ملوحا (يُعتقد أنه يشير إلى وادي السند).[5] حدثت الحملات الأكادية ضد ماجان في القرن الثالث والعشرين ، وربما تفسر مرة أخرى الحاجة إلى التحصينات ، وكتب كل من مانيشتوسو ونارامسين ومانيشتوسو ، على وجه الخصوص ، عن شن حملة ضد "32 من أسياد ماجان". [5]


أعطى نارامسين اللقب الأكدي "مالك" لحاكم ماجان المهزوم ، وهو اللقب الذي بقي في اللغة العربية للملك مالك[6]

اشتهرت مگان بصناعة السفن وقدراتها البحرية. تفاخر الملك سرگون من أگادى (2371–2316 ق.م.) بأن موانئه كانت موطناً للقوارب من تلمون ومگان وملوحا. خليفته ، نارامسين ، لم يحتل ماجان فحسب ، بل كرّم مانيوم ملك ماجان بتسميته مدينة مانيوم كي في بلاد ما بين النهرين. تمت التجارة بين وادي السند وسومر عبر ماجان ، على الرغم من أن هذه التجارة قد توقفت على ما يبدو ، كما زعم أور نامو (2113-2096 قبل الميلاد) أنه "أعاد سفن ماجان".[7]

التجارة

 
گـَبرو أداة حجرية

تُبيـِّن اللقى الأثرية من هذا الوقت أن التجارة لم تكن فقط مع وادي السند وسومر، بل ومع إيران وباكتريا.[8] كما كشفوا عما يُظن أنها أقدم حالة على الإطلاق من شلل الأطفال، بعلامات مميزة للمرض بادية على هيكل عظمي لإمرأة من تل أبرق، في أم القوين الحالية.[8]

وكانت التجارة شائعة بين مگان و أور قبل عهد الملوك الگوتيين في أور. وبعد الإطاحة بهم، أعاد أور-نمـّو من أور تعبيد الطرق واستؤنفت التجارة بين الأمتين (ح. 2100 ق.م.).[9]

الاكتشافات الأثرية

في موقع سمد تم الكشف فيه عن عدد كبير من المدافن التي تمثل مراحل زمنية مختلفة ترتبط بمواقع سكنية من فترات تعود إلى الألف الرابع ق.م وحتى العقود الإسلامية.وتم الكشف في موقع (سمد الشأن) عن أولى محاولات التعدين واستخراج النحاس وصهره وتصنيعه وتصديره إلى مناطق سكان بلاد ما بين النهرين من السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين كانوا على علاقة وثيقة مع عمان أومجان . وفي مناطق مثل سمد الشأن ووادي العين ووادي بهلا والمناطق الساحلية قامت المدن.

تعد من أقدم المراكز الحضارية التي نشأت في الجزيرة العربية. وكانت الكثافة السكانية في عمان في الألف الثالث ق، م أكثر منها في أي منطقة من مناطق الجزيرة العربية بسبب الثروات التي كانت قائمة في كالتعدين والزراعة والموارد الطبيعية والتجارة فقد كانت عمان من أولى المناطق في الجزيرة العربية التي أقامت جسورا تجارية مع شبه الجزيرة الهندية ومع بلاد النهرين ومع إيران وشرق أفريقيا. وفي المنطقة الشرقية يوجد موقع رأس الجنين به العشرات من المواقع الأثرية والممتدة بين صور والأشخرة على الساحل العماني من بينها رأس الحد ورأس الجنيزحيث أكتشفت مواقع سكنية يعود أقدمها إلى الألف الخامس ق.م وحتى العهود العربية الإسلامية. ومكتشفات تعود إلى العصر البرونزي القديم في الألف الثالث ق.م، وبقايا قوارب وأختام مستوردة من الهند وهي مربعة الشكل تحمل مشاهد من أصل هندي وكتابات هندية. وعثر على كميات كبيرة من الفخار وأدوات الزينة تبين أنها من مصدر فينيقي.ويبدو أن سكان منطقة رأس الجنين في تلك الفترة كانوا يعيشون على صيد الأسماك وتم الكشف عن موقع سكني وميناء قديم يعتبر من أقدم المواني، التي عرفتها الجزيرة العربية. وكان حلقة الوصل بين شبه الجزيرة الهندية وعمان و بقية مناطق الخليج العربي. وبينت دراسات مكثفة حول كتابات اكتشفت برأس الجنين تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث ق.م . وتعتبر أقدم كتابة هجائية عرفت حتى الآن تعود إلى منتصف الألف الثاني ق.م .وهذه الكتابة الهجائية عبارة عن ختمين من الحجر الصابوني على كل منهما ثلاث إشارات كتابية. هذه الكتابة قد تكون مقطعية أو هجائية من أصول عيلامية نسبة إلى منطقة (عيلام) ما بين العراق وإيران، ولها اتصال واضح بنظام الكتابة العربية الجنوبية. [10]


في 9 يناير 2021، تم اكتشاف واحد من أضخم مناجم النحاس التي ربما تعود لحضارة مجان، 4000 سنة، في جبل الخطم، ولاية العامرات، سلطنة عمان. تضمن الاكتشاف أفران لصهر النحاس ومخلفات الصهر وفخاريات وحفريات التي شكلت مجموعة كبيرة من الكهوف، مما يدل على أهمية الموقع.[11]


انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ Boats of the World
  2. ^ M. Redha Bhacker and Bernadette Bhacker. "Digging in the Land of Magan". Archaeological Institute of America.
  3. ^ F. Hommel, Ethnologie und Geographie des alten Orients, (Handbuch der klassischen Altertumswissenschaft von W. Otto, III. Abtl. I, Teil, Bd. I, Munich 1926), 550, 578 ff.
  4. ^ John Lawton. "Oman - The Lost Land". Saudi Aramco World (May/June 1983): 18–19. Archived from the original on 26 October 2014.
  5. ^ أ ب United Arab Emirates : a new perspective. Abed, Ibrahim., Hellyer, Peter. London: Trident Press. 2001. p. 40. ISBN 978-1900724470. OCLC 47140175.{{cite book}}: CS1 maint: others (link)
  6. ^ Tosi, Maurizio (1986). "The Emerging Picture of Prehistoric Arabia". Annual Review of Anthropology. 15: 461–490. doi:10.1146/annurev.an.15.100186.002333. ISSN 0084-6570. JSTOR 2155769.
  7. ^ Donald., Hawley (1970). The Trucial States. London: Allen & Unwin. p. 27. ISBN 978-0049530058. OCLC 152680.
  8. ^ أ ب United Arab Emirates : a new perspective. Abed, Ibrahim., Hellyer, Peter. London: Trident Press. 2001. p. 43. ISBN 978-1900724470. OCLC 47140175.{{cite book}}: CS1 maint: others (link)
  9. ^ Hamblin, William J. Warfare in the Ancient Near East to 1600 BC. New York: Routledge, 2006.
  10. ^ "حضارة مجان".
  11. ^ "اكتشاف واحد من أضخم مناجم النحاس في جبل الخطم". تويتر. 2021-01-09. Retrieved 2021-01-10.