لوگوس (باليونانية: Λούος) (بالإنجليزية: Logos)، وتعني حرفياً (الكلمة الإلهية)، ولكن اختلفت معانيها بين الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين وكذلك بين المدارس الفلسفية والفلسفة الدينية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عند هرقليطس

هرقليطس، أول من قال بـ اللوگوس، في أنه "القانون الكلي للكون". يقول هرقليطس : " كل القوانين الإنسانية تتغذى من قانون إلهي واحد : لأن هذا يسود كل من يريد، ويكفي للكل، ويسيطر على الكل". ووافقه الرواقيون وقالوا أن العقل أو اللوقوس هو المبدأ الفعال في العالم، وهو الذي يشيع في العالم الحياة، وأنه الذي ينظم ويرشد العنصر السلبي في العالم ويعنون "المادة". وقال ذيوجانس اللائرسي عن مذهب الرواقيين : "يقول الرواقيون أن اللوجوس هو المبدأ الفعال في الهيولي، إنه الله، وهو سرمديّ، وهو الفعال لكل شيء من خلال المادة".


عند أرسطو

 
أرسطو، 384–322 ق.م.

عند فيلون اليهودي

قال فيلون عن اللوغوس أنه أول القوى الصادرة عن الله، وأنه محل الصور، والنموذج الأول لكل الأشياء. وهو القوة الباطنة التي تحيي الاشياء وتربط بينها. وهو يتدخل في تكوين العالم، لكنه ليس خالقاً. وهو الوسيط بين الله والناس، وهو الذي يرشد بني الإنسان ويمكنهم من الارتفاع إلى رؤية الله. ولكن دوره هو دائماً دور الوسيط . ويقينه بأنه " إلهي " θέος ويميزه من الله بأداة التعريف التي تضاف إلى الله οθέος ولكنها لا تضاف إلى اللوگوس.

في العهد القديم

من بين اسفار العهد القديم في الكتاب المقدس، هناك سفر بإسم " سفر الحكمة لسليمان" ويصف فيه صاحبه الحكمة بأنها بالقرب من الله أو عند الله تشاركه عرشه الإلهي وأنها صادرة عن مجده، وتساعده في عملية الخلق، وتسري في كل الأشياء وتحقق وحدة العالم. ويمكن أن تتصل بمن من البشر مستعدين لتلقيها، لتقدس أرواحهم وتؤمّن لها الخلود عند الله : وهذه الحكمة تسمى في عدة مواضع بإسم " اللوجوس " ، وهذا اللوگوس (الكلمة) الذي فيه جعل إله اسرائيل، رب الرحمة، كل الأشياء. وبه نجى شعب اسرائيل وسينجّي كل النفوس التي تتلقاه.

في العهد الجديد

 
In principio erat verbum, Latin for In the beginning was the Word, from the Clementine Vulgate, Gospel of John, 1:1–18.

يستهل يوحنا في الإنجيل الرابع المنسوب إليه، بالحديث عن (الكلمة) : " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، والله هو الكلمة، به كل شيء كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان". وجاء في خاتمة رسالته الأولى وفي الرؤيا المنسوبة إليه أيضاً أن هذا اللوغوس أو الكلمة، هو الذي كان قبل خلق الكون، كان عند الله، وهو هو الله، وهذا اللوغوس أو الكلمة، تجسد، أي اتخذ جسداً، وحلّ بين الناس، فكشف لهم حقيقة النجاة (الخلاص) وبث فيهم الحياة الخالدة، ممكنا لهم من أن يصيروا ابناء الله. وبالجملة : أنه يسوع المسيح.

الأفلاطونية الجديدة

 
Plotinus with his disciples.

وهذا اللوجوس، عند القديس يوحنا، لا يماثل تماماً الحكمة في سفر الحكمة، ولا اللوگوس عند فيلون والأفلاطونية الجديدة، لأنه عند يوحنا هو الله نفسه، وليس قوة تابعة لله كما هي الحال عند فيلون.

عند آباء الكنيسة

في أثر يوحنا جاء الآباء المسيحيون : يوستينوس، وكليمانس السكندري، واوريجانس السكندري، فوجدوا في فكرة اللوجوس وسيلة لتفسير الاتفاق بين الفلسفة اليونانية والعقيدة المسيحية، بأن ادعوا أن اللوغوس هو مصدر كلتيهما، والينبوع الوحيد لكل حقيقة. وفي تصوّر آباء الكنيسة لـ اللوگوس، أكدوا أمرين:

عند الغنوصيين

قرر الغنوصيون أن اللوگوس هو أدنى الأيونات، وأنه الذي يتولى تكوين العالم، فتصدى لهم القديس ارينايوس وأكد المساواة التامة بين الله وبين اللوغوس وبين الروح القدس.

عند أوريگانس فيما بعد

حاول اوريگانس في القرن الثالث أن يفرّق في الدرجة بين الله الآب وبين اللوغوس. وقرر أنه يمكن ان ننعت اللوغوس بأنه وجود الموجودات، وجوهر الجواهر، وصورة الصور، لكننا لا نستطيع أن ننعت الله الآب بمثل هذه النعوت، لأنه يتجاوزها جميعا. صحيح أن اللوغوس أزليّ مع أزلية الله الآب، لكن ذلك ليس بنفس المعنى. إن الله الآب هو الحياة و "الإبن" يستمد الحياة من "الآب".

قرار المجامع الكنسية

رفضت الكنيسة في مجامعها (نيقية، إفسس 325 - 431) تفسير أوريجانس، واعتبرته هرطقة. وبقيت على الرأي الأول وهو القول بالتساوي بين الله وبين الإبن والذي هو الكلمة (اللوغوس). ومنذ ذلك التاريخ صار اللوغوس يشكل معنى دينياً، أكثر منه فلسفياً.

عند الصوفية المسلمين

 
ابن عربي، 1165–1240.

منذ تحول اللوگوس إلى معنى ديني، وُجد خصوصا عند الصوفية المسلمين، بخاصة عند ابن عربي.

عند الفلاسفة المحدثين

 
كارل جونگ، في السابعة والثلاثين - عام 1912.

لم يعد للوگوس مكان عند المحدثين، اللهم إلا على سبيل التعبير الديني عن بعض الإتجاهات، كما هو موجود عند فيخته Fichte في كتابه " المدخل إلى الحياة السعيدة" حين استشهد بمطلع إنجيل يوحنا للتدليل على الاتفاق بين مثاليته وبين المسيحية، لكنه يرى في اللوگوس أنه هو " الأنا ".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

وصلات خارجية