كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس

كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس
Orthodox Patriarchate of Jerusalem
Greek Orthodox Patriarchate of Jerusalem logo.gif
الدرع
المؤسس تلاميذ المسيح
الاستقلال عصر تلاميذ المسيح
الاعتراف الأرثوذكس
كبير الأساقفة بطريركية المدينة المقدسة في القدس وعموم فلسطين، سوريا، وما وراء نهر الأردن، قانا الجليل، وثيوفيلوس الثالث المقدس من صهيون
المقرات القدس
المنطقة إسرائيل، الأراضي الفلسطينية، الأردن، قطر
الممتلكات الولايات المتحدة
اللغة العربية، العبرية، اليونانية، الإنگليزية
الأتباع 500,000 شخص
الموقع الالكتروني http://www.jerusalem-patriarchate.info/

كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس (باليونانية: Πατριαρχεῖον Ἱεροσολύμων, Patriarcheîon Hierosolýmōn; Kanisa Ar-rum Urtudoks fi al-Quds، حرفياً "كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس")، وتعرف أيضاً بطريركية الأرثوذكس في القدس، ويعتبرها المسيحيون الأرثوذكس الكنيسة المسيحية الأم، فهي الكنيسة الأولى في التاريخ والتي أسست في أورشليم يوم العنصرة مع حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح وذلك بحسب القصة المذكورة في الكتاب المقدس (أعمال 2: 1- 41) . ومن أورشليم انتشرت بشارة المسيح إلى كل العالم. تعتبر هذه الكنيسة جزء من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.

في مجمع خلقيدونية (451) اعتبر أسقف أورشليم كبطريرك شرعي ذو صلاحيات بطريركية كاملة، وجاء ترتيب كرسي أورشليم بعد كرسي روما والقسطنطينية والإسكندرية وأنطاكية.

البطريرك الحالي لهذه الكنيسة هو ثاوفيلس الثالث وهو البطريرك الأرثوذكسي الـ 141 على كرسي أورشليم.

وهذه الكنيسة هي عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط.

يقدر عدد المسيحيين الأرثوذكس في الأراضي المقدسة بحوالي 500.000 شخص. أغلبية أتباع الكنيسة من الفلسطينيين والأردنيين، ويوجد عدد من الروس، الرومانيين، الجورجيين. تاريخياً، سيطر رجل الدين الروم على الكنيسة، والتي تأثرت بتهجير الأغلبية العربية من الأراضي المجاورة للكنيسة. لقد كانت نقطة خلاف لا نهائية بين الروم في البطريركية، الذين تدعمهم الحكومة اليونانية وتركيا - إستناداً على البطريرك المسكوني في القسطنطينية، وبين رجال الدين الفلسطينيين الأصليين - الذين طالب بعضهم باستعادتهم لزعامة الكنيسة (انظر أرثوذكس عرب). مقر الكنيسة الأرثوذكسية في القدس هو كنيسة القيامة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأوقاف الأرثوذكسية

تمتلك الكنيسة الأرثوذكسية ربع القدس القديمة البالغة قرابة كليومتر مربع، كما تمتلك أراضي شاسعة، وأديرة، ومقابر، خارج البلدة القديمة في القدس، فضلاً عن عقارات في مدن فلسطينية كبرى، لكن قسماً لا بأس به من هذه الأملاك سُرّبت إلى اليهود المحتلين، عن طريق البيع أو الإيجار طويل الأمد لمدة 99 سنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، باعت الكنيسة الأرثوذكسية مقبرتها، وأراضي دير مارسابا في بيت لحم، وباعت أيضاً أراضي جبل أبو غنيم في القدس، التي تحولت إلى مستوطنة صهيونية كبيرة، باسم "هارحوما" تكمل فصل القدس عن بيت لحم، وباعت أو أجّرت لأجل طويل أكبر مأوى لحجاج القدس من "المسكوب" أو أهل موسكو، وعليه يقوم اليوم معتقل المكسوبية سيء الذكر، وأراضي جبل أبي طور، وأخيراً ساحة عمر بن الخطاب في البلدة القديمة في القدس.

أما كيف أصبحت هذه الأملاك وقفاً للكنيسة، فيقول بعض المؤرخين إنها كانت ممتلكات أوقفها العرب المسيحيون في فلسطين حتى يستفاد منها لمصلحة الكنيسة خلال حقبة الإمبراطورية العثمانية، خوفاً من مصادرة هذه الأراضي واعتبارها أراضي دولة من قبل العثمانيين، ووفقاً لسجلات الكنيسة فإنها تمتلك نحو 18% من مساحة غربي القدس و17% من مساحة القسم الشرقي من المدينة، أي 35% من المساحة العامة للقدس بشطريها. المسيحيون كانوا يوقفون الأملاك للكنيسة في القدس بكثرة، بعد فقدان البطريركية لأملاكها الموقوفة في رومانيا بعدما ضمتها روسيا عام 1812 بموجب معاهدة بوخارست، وقد تكاثرت الأوقاف بشدة بعد هذا التاريخ، ولا يزال باب الوقف مفتوحاً إلى اليوم.


صفقة باب الخليل

في 18 مارس 2005، كشفت صحيفة معاريف العبرية النقاب عن صفقة سرية بين الكنيسة الأرثوذكسية ومجموعتين يهوديتين استيطانيتين تخلت الكنيسة بموجبها عن الأراضي التي يقوم عليها فندق إمبريال وفندق البتراء و27 محلاًّ تجاريًّا تملكها البطريركية الأرثوذكسية في ساحة عمر بن الخطاب بمنطقة باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس. وقد نشرت الصحيفة نفسها بتاريخ 29 أبريل 2005 الوثائق الأصلية للصفقة والتي أظهرت أن بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية إرينيوس الأول أجَّر أراضي تابعة للكنيسة في القدس المحتلة لجهات يهودية في 16 أغسطس 2004 لمدة 198 سنة. بعد ذلك بأيام، وتحديدًا في 15 مايو 2005 ظهرت تفاصيل جديدة تبين أن الشخص الذي سُربت إليه أملاك الكنيسة الأرثوذكسية يُدعى متتياهو دان، وهو ناشط في منظمة عطيرت كوهانيم اليهودية، وقد نشط في السنوات الأخيرة بشراء بيوت فلسطينية في الحيين الإسلامي والمسيحي، وفي الأحياء الفلسطينية الأخرى في البلدة القديمة في القدس.

مع تفاقم الفضيحة أصدر البطريرك قرارًا يلغي بموجبه جميع الوكالات الصادرة عنه أو عن البطريركية لأي شخص للتصرف في أملاك الكنيسة، وبالوقت نفسه يسعى لإسكات الناطق باسم الكنيسة المطران عطا الله حنا المعارض له، بالترهيب والتهديد بالإقالة، لكن محاولات البطريرك لم تجد نفعاً إذ تصاعدت موجة الغضب ضده، وقد شكّل المسيحيون المقدسيون عمادها، وفي 5 مايو 2006 عزل المجمع المقدس البطريرك إيرينيوس الأول، وفي محاولة أخيرة طعن البطريرك بقرار عزله أمام المحاكم الأردنية، لكنه خسر الدعوى لاحقاً مع صدور قرار رد الدعوى عن محكمة العدل الأردنية العليا بتاريخ 20 أكتوبر 2005.

البيع لگاري بارنيت

 
فندق إنبال في القدس

في 17 يناير 2023 أعلن رجل الأعمال الأمريكي اليهودي گاري بارنيت رسميًا عن صفقة لشراء أرض بطريركية الروم الأرثوذكس في وسط القدس مقابل 750 مليون شيكل من شركة نايوت كوميميوت للاستثمارات. وفي تقرير حصري لـ "گلوبس" عن أن الأرض كانت معروضة للبيع، وتم ذكر بارنيت كأحد مقدمي العطاءات. وسيدفع بارنيت، مؤسس ورئيس شركة إكستيل للتطوير، الحد الأدنى من الأسعار لشركة نايوت. التي تبيع الأرض بسبب الخلافات بين شركائها. ويوجد على الأرض حوالي 1000 وحدة سكنية، وفندق إنبال من فئة الخمس نجوم، وهناك أيضًا أراضٍ مخصصة للتطوير. وعلى الرغم من بيع الأرض، إلا أن التعقيد القانوني بشأنها قائم. وفقًا لما أوردته "گلوبس" في الماضي، فإن الصندوق القومي اليهودي (JNF) يمتلك عقد الإيجار للأرض حتى عام 2052، لكن ما سيحدث للأرض عندما ينتهي عقد الإيجار في غضون ثلاثين عامًا غير معروف، بالإضافة إلى ذلك، أدت عمليات الشراء التي قامت بها شركة نايوت، والتي أثارت الكثير من الشائعات، إلى انخفاض أسعار الأراضي بنسبة تصل إلى 40٪ مقارنة بالأراضي الأخرى في المنطقة غير المؤجرة.

في ديسمبر 2022، ذكرت الصحيفة أن الصندوق القومي اليهودي يدرس تمديد عقد إيجاره من أجل خلق قدر أكبر من اليقين للسكان ولتمكين الوضع القانوني من تسوية. وأن من يشتري الأرض، سيتعين عاجلاً أم آجلاً التعامل مع أصحاب الشقق ومع الصندوق القومي اليهودي إذا كانوا يرغبون في تنفيذ خطط بناء جديدة.

يُذكر أن شركة نايوت كوميميوت للاستثمارات تأسست في عام 2010، وانضم إليها العديد من الأشخاص على طول الطريق. وبحسب تقارير سابقة، اشترت الشراكة على مر السنين الأرض التي تباع الآن بمبلغ 115 مليون شيكل، بحيث تحقق أكثر من ستة أضعاف استثماراتها.

أسس بارنيت شركة إكستيل للتطوير في عام 1989. وتعمل الشركة في مجال تطوير المساكن الفاخرة في مدينة نيويورك. وبارنيت هو أيضًا مالك شركة إكستيل المحدودة، التي أصدرت سندات في بورصة تل أبيب على مدى السنوات الثماني الماضية.

وقال بارنيت، "أنا متحمس للإعلان عن صفقة كبيرة في وسط واحدة من أهم المدن في العالم. هذا وضع مربح للجانبين لدولة إسرائيل، لمدينة القدس، إكستيل وللمقيمين. لدينا سمعة طيبة مع المشاريع المعقدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مشروع بيلنورد في الجانب الغربي الشمالي لمنهاتن في نيويرك، الذي يضم أكثر من 200 مستأجر في مواقف معقدة. سوف نتعامل مع المستأجرين في القدس بنفس الاحترام والإنصاف مثل نحن نقوم به في جميع مشاريعنا. سيعزز هذا المشروع اتصالات إكستيل بالسوق الإسرائيلي وسيعزز تنمية وسط القدس".[1]

التاريخ

 
قس أرثوذكسي شرقي في القدس.

التاريخ القديم

جزء من سلسلة عن
المسيحية الشرقية
 
بوابة المسيحية الشرقية

التاريخ
الإمبراطورية البيزنطية
الحملات الصليبية
Ecumenical council
معمودية بلغاريا
Baptism of Kievan Rus'
East-West Schism
حسب المنطقة
آسيا - أقباط
الأرثوذكسية الشرقية - جورجيا - اوكرانيا

تقاليد
الكنيسة الرسولية الأرمنية
الطائفة الشرقية الآشورية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
الكنائس الكاثوليكية الشرقية
Eritrean Orthodox Tewahedo Church
Ethiopian Orthodox Tewahedo Church
Malankara Orthodox Syrian Church
Oriental Orthodoxy
Syriac Christianity

Liturgy and Worship
Sign of the cross
Divine Liturgy
Iconography
Asceticism
Omophorion

اللاهوت
Hesychasm - Icon
Apophaticism - Filioque clause
Miaphysitism - Monophysitism
نسطورية - Theosis - Theoria
Phronema - Philokalia
Praxis - Theotokos
Hypostasis - Ousia
Essence-Energies distinction
Metousiosis

 ع  ن  ت
 
المدخل الرئيسي لكنيسة القيامة، القدس.

حسب الاعتقاد المسيحي، بدأ تاريخ تأسيس كنيسة القدس من يوم العنصرة وحلول الروح القدس على تلاميذ المسيح في القدس. أول رئيس أساقفة على القدس كان الرسول يعقوب سنة 62. بعد الإضطهادات الأولى للمسيحيين من قبل اليهود ودمار القدس على يد القائد الروماني تيطس سنة 70، كان مقر كنيسة القدس مدينة بيلا، وهي واقعة شرقي ضفة نهر الأردن، وكانت تضم عدداً كبيراً من اليونانيين خلفاء الإسكندر الأكبر، ولأن عدد اليهود المسيحيين قد تقلص، أخذت هذه الكنيسة تأخذ الطابع اليوناني، وهكذا انتشرت في جميع أنحاء فلسطين حيث سكن قسم كبير من تابعيها في مدينة القدس.

أخذ آخر أعضاء الكنيسة اليونانية في بيلا بالرجوع إلى القدس والسكن فيها بعد ثورة باركوخبا سنة 135، حيث أُنشأت في الجهة الشمالية من المدينة جالية رومانية وسميت (إيليا كاپيتولينا)، وكان قد حُظر على اليهود دخول القدس بالكليّة. أما المزارات الشريفة فكانت مطمورةً تحت الأرض وبني فوقها معابد وثنيّة.

في ذلك الوقت كانت مدينة قيصرية مركزاً لرئاسة وتنظيم الكنيسة في الأراضي المقدسة، أما القدس (إيليا) فقد كانت قرية صغيرة وأسقفها كان تابعاً لمتروبوليتيّة قيصرية. حيث كان مسيحيو الأراضي المقدسة يواجهون اضطهاداً عنيفاً من قبل أباطرة الرومان مثل أدريانوس ودكيوس وذيوكليتيانوس ومكسيمينوس الذين قتلوا عدداً كبيراً منهم.

زمن الازدهار

عرفت القدس الازدهار في عهد الملك القديس ومعادل الرسل قسطنطين الكبير سنة 324 وحتى بداية القرن السابع حيث ساعدته أمّه القديسة الملكة هيلانة، فوجدت الصليب المقدس، ومحلّ القبر ألخلاصي، حسب الاعتقاد المسيحي، وبنت وزيّنت جميع المزارات الشريفة الأخرى الخاصة بحياة ربنا يسوع المسيح وكلمة الله على هذه الأرض، وشيدت نحو خمسة وعشرين كنيسة، وهكذا لم تمض مدّة وجيزة حتى أقامت كنيسة القيامة فوق القبر المقدس وأخرى في محل الصليب (الجلجلة)، ومحل وجود الصليب المقدس، وفوق مغارة الميلاد، وعلى محلّ صعود المسيح إلى السماء، وعدا عن هذه الكنائس، كنائس أخرى كثيرة في الأراضي المقدسة سنة 326 -­ 335. ونرى أساقفة كثيرين من القدس وقفوا وحاربوا البدع والهرطقات، ونذكر منهم القديس كيرللس (الكارز) ومحاربته للآريوسيّة. أما الحياة الروحية فكانت في حالة تقدم وازدهار مستمر، ففي أوائل القرن الرابع أخذت الرهبنة شكلاً منظّماً نتيجة الأديرة والصوامع المنظمة التي أسسها القديسان إيلاريون وخاريطون، وكانت هذه الأديرة أديرة عبادةٍ وممارسة للعيشة التقشفية ولحياة التقوى . وفي سنة 407 كانت سنة سقوط الوثنية بشكل كامل في فلسطين وذلك عندما قام القديس بورفيريوس الذي من تسالونيكي (420) أسقف غزّة مع المسيحيين الذين كانوا هناك بهدم معبد (مارنا) الوثني.

وتدريجياً، كانت أسقفية القدس التي ضمت المزارات المسيحية المهمة تتقدم، ففي بداية القرن الخامس الميلادي أصبحت ميتروبوليتيّة لمقاطعات فلسطين الثلاث . وكان ترتيبها العبادي وتيبيكونها في حالة تطور دائم بلغة عباديّة وهي اليونانية. وفي النهاية تقرر في المجمع المسكوني الرابع الذي عقد في مدينة خلقدونية سنة 451 أن يُرفَّع مقام كنيسة القدس إلى بطريركيّة، وأن تكون واحدةً من المراكز الكنسيّة الخمس الكبيرة التي كانت ذلك الوقت، وذلك بسبب مكانتها الخاصة في ضمير الشعب المسيحي وعبادتها المميزة ولاهوتها وحياتها الرهبانيّة وجهاداتها من أجل الأرثوذكسية ومزاراتها الشريفة وتاريخها الكنسي القديم.

لقد قدمت الرهبنة التابعة للكنيسة المقدسية في القرنين الخامس والسادس بعضاً من الأشخاص الذين يعتبرون من النسّاك الكبار والمستنيرين مثل القديس إفثيميوس الكبير، وجراسيموس الأردني، وسابا المتقدس، وكيرياكوس الناسك، وثيوذوسيوس الكينوفيارخي مؤسس الرهبنة وحياة الشركة في الأديرة وكثيرون آخرون ممن حوّلوا صحراء اليهوديّة وفلسطين إلى مدن للتعليم الملائكي . ونرى أن طغمة (السبوديي) وهم رهبانٌ كانوا يهتمون بإقامة الصلوات والاحتفالات التي كانت تقام في كنيسة القيامة، وهم طغمة مشابهة لأخويّة القبر المقدس التي تشكلت لاحقاً، وأما هذه الطغمة تأسست من قبل الأسقف ألكسندروس في القرن الثالث. وبعد إعادة بناء كنيسة القيامة في أواخر القرن الخامس الميلادي من قبل البطريرك إيليا الأول وسكنت بشكل نهائي في جوار قبر لمسيح. لقد كان اهتمام بطاركة أورشليم والقادة النسّاك يصبُّ على العمل الرعائي والصلاة، ولكنهم دافعوا بقوّة وجاهدوا بشدّة في محاربة الهرطقات مثل المونوفيزيتيّة (الطبيعة الواحدة) وأتباع أوريجانوس. وأصبحت أورشليم بعد ذلك مركزاً للعبادة المسيحية والتعليم المسيحي، حيث كانت إحسانات الإمبراطور يوستنيانوس مكمّلة للعمل والنشاط الذي قامت به الملكة إفذوكيّة الأثينائيّة المُحسنة إلى الأراضي المقدسة (في نصف القرن الخامس الميلادي)، وكان هذا التقدم مستمراً لسنين طويلة . وقبل أن تقع أورشليم في قبضة ملك الفرس (خسرو) في 19 مايو سنة 614، كانت الكنيسة قبل ذلك في حالة إزدهار كبير وضمت أربعة ميتروبوليتيات كنسيّة كبيرة وهي قيصريّة، سيكثوبوليس، البتراء، وبسطرا (بصرى)، وعدداً كبيراً من الأديرة يصل عددها نحو 365 ديراً.[2]

إن الدّمار الذي نتج عن غزو الفرس كان له أثراً عظيماً في تاريخ كنيسة صهيون، حيث ذُبح في أورشليم أكثر من خمسة وستون ألف مسيحي، وهدمت الأديرة والمزارات الشريفة بكاملها . أما البطريرك زخريا مع رؤساء المدينة سيقوا أسرى إلى بلاد فارس مع الغنائم الكثيرة والآثار المقدسة ومنها خشبة الصليب المقدس. أما قائم مقام العرش ألبطريركي ولاحقاً بطريرك أورشليم القديس موذستوس اهتم بإعادة ترميم المزارات كما كانت في القديم. لقد قام الإمبراطور هرقل، وبعد حروب ضارية مع الفرس، بالانتصار عليهم سنة 627، وفي سنة 630 ميلادية قام باسترجاع خشبة الصليب المقدس ودخل أورشليم ظافراً وملتفّاً بحفاوة كبيرة وأخذت آيات النصر تلوح على الوجوه مع البطريرك زخريا وجميع الأسرى الآخرين الذين حررهم. ولكن بعد سنين قليلة لمّا رأى هرقل أنه لا يمكنه وقف زحف الجيوش العربية، ففي سنة 638 انفصلت القدس بشكل تام عن الإمبراطورية الرومانية المسيحية بعد الفتح العربي.

معركة تعريب الكنيسة

أبناء الكنيسة العرب لم يدّخروا جهداً للتخلص من السيطرة اليونانية على كنيستهم، وقد أجبروا حكومة الانتداب البريطاني على تشكيل لجنة تحقيق لهذه الغاية، اللجنة اعترفت في تقريرها بحقوق العرب ومطالبهم، لكن تحيّز الحكومة البريطانية ضد كل ما هو عربي عطّل التنفيذ.[3]

بعد النكبة بات الإشراف على الضفة الغربية والقدس منوطًا بالحكومة الأردنية، فوضعت عام 1957 قانوناً جديداً باسم "قانون البطريركية الأرثوذكسية" ينص على إقامة مجلس مختلط من رجال الدين وممثلي الطائفة من العلمانيين، للإشراف على كل ممتلكات وأموال الكنيسة، والمعهد التعليمي لرجال الدين، وكان تمثيل العلمانيين العرب في هذا المجلس 12 ممثلاً، ولأسباب غير مفهومة عادت الحكومة إلى وضع قانون جديد عام 1958 سيطرت بموجبه جمعية القبر المقدس في شكل كامل.

إثر النكسة عام 1967 ازداد الأمر سوءاً، حيث لا تزال دولة الاحتلال ترى أن من مصلحتها الإبقاء على السيطرة اليونانية في إطار مشروع التهويد المستمر، ويأخذ المسيحيون العرب اليوم على السلطة الفلسطينية حيادها السلبي، في حين كان الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الفلسطينية يقود التظاهرات المطالبة بحقوق العرب الأرثوذكس باتجاه مبنى البطريركية الأرثوذكسية في ثلاثينيات من القرن العشرين.

ويتّهم المسيحيون العرب رئاسة البطريركية صراحة بأنها لم تكن أمينة على أملاك الكنيسة حيث تم اكتشاف عمليات بيع وتأجير أراضٍ كنسية فلسطينية لمدة طويلة الى السلطات الإسرائيلية منذ قيامها وخاصة أيام البطريرك "فينادلتوس" في الخمسينيات من القرن الماضي، فضلاً عن مضايقة الشخصيات الوطنية داخل الكنيسة مثل المطران عطا الله حنا، ويطالب المسيحيون العرب اليوم السلطتين الفلسطينية والأردنية بتعديل القانون الخاص بكنيستهم، بما يتيح رفع الهيمنة اليونانية عنها.

ومن المفيد الإشارة هنا إلى وعي أبناء القدس المسيحيين، الذين وقفوا بشدة أمام محاولات الاحتلال التشويش على العلاقة الإسلامية -المسيحية، فقد كانوا السباقين دوماً إلى قتل أي محاولة من هذا القبيل وهي في مهدها.

في 12 مايو 2005 عادت أزمة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة إلى الظهور مجدّداً، بعد إعلان رئيس المجلس الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين، رؤوف أبو جابر، أن الحكومة الأردنية سحبت اعترافها ببطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية كيريوس ثيوفيليوس الثالث بسبب «عدم الوفاء بتعهداته».وأضاف: إن «البطريرك تعهّد، عندما انتخب، ببذل جهده لاسترداد أراضٍ وعقارات في عهد سلفه البطريرك إيرينيوس الأول، وأن يعين مطرانين عربيين في المجلس المقدس، إلى جانب تقديم ميزانية مدققة من قبل مراجعين عالميين والاهتمام بالأرثوذكس العرب من رعيته، إلا أنه، ومنذ انتخابه قبل سنتين، لم يقم بشيء»، موضحاً بالقول إن: «قرار مجلس الوزراء جاء بعد مطالبات للطائفة الأرثوذكسية في الأردن وفلسطين بعزل البطريرك ثيوفيليوس».

أهمية الأردن تكمن في أنه سلطة الوصاية قانوناً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فقد أصدرت حكومته كتاباً بعنوان: "معاهدة السلام بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة إسرائيل في 26 أكتوبر 1994، مما جاء فيه: "المسؤولية عن الأوقاف والمقدسات في القدس مسؤولية مقدسة حملها الهاشميون منذ عام 1924، وعندما فك الأردن الارتباط الإداري والقانوني بالضفة الغربية لمصلحة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 لم يشمل ذلك الأوقاف والمقدسات، حرصاً من الأردن على الحفاظ عليها وخدمتها وصيانتها، وبطلب من الجانب الفلسطيني، وعند انتقال السيادة للفلسطينيين على المدينة المقدسة، فستنقل مسؤولية الأوقاف والمقدسات فيها من العهدة الأردنية الهاشمية إلى العهدة الفلسطينية".

بالرغم من هذه الأهمية فإن الأردن ليس من صلاحياته تعيين وعزل البطريرك، وإنما يقتصر دوره على المصادقة فقط، وسحب اعترافه منه لا يعدو كونه وسيلة ضغط ستعيق عمل البطريرك وستدفع المجمع المقدّس إلى الاجتماع ليعيد النظر في سياسته.

من جهتها، أسفت اليونان لقرار الأردن، معتبرة أن القرار جاء «متسرعاً» ونتيجة «سوء تفاهم»، وبطبيعة الحال فقد جددت اليونان دعمها لثيوفيليوس الذي انتخب بطريركاً للكنيسة الأرثوذكسية المقدسية في 22 أغسطس 2005 ليخلف البطريرك المعزول إيرينيوس الأول، إذ ليس من مصلحة اليونان إجراء أي تعديل من شأنه المس بالسيطرة اليونانية على الكنيسة الأرثوذكسية. بدورها ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن يكون البطريرك عربياً، وهي في كل الأحوال تستعمل اعترافها بالبطريرك كورقة ابتزاز، لذا فهي لم تعترف لغاية اليوم بالبطريرك الجديد.

إن ما تطلبه الجالية الأرثوذكسية في فلسطين بات واضحاً وقد عبّر عنه الاجتماع الشعبي الذي عقد في قاعة النادي الأرثوذكسي في رام الله في 15 مايو 2005، حيث أكد المتحدثون ضرورة تعريب الكنيسة التي سعت خلال العقود الماضية "إلى استنزاف موارد البطريركية وتسريب أوقافها واستعداء العرب الأرثوذكس"، وإنه لمطلب مشروع أن يكون رجال الدين الذين يتولون شؤون الطائفة ملمين بالثقافة العربية ومجيدين لغتها، ومتمسكين بثوابت أهل البلاد وحقوقهم.

لقد دعم المجلس التشريعي الفلسطيني الجهود الآيلة لتعريب الكنيسة عندما أخذ قراراً بتاريخ 21 أبريل 2005 بتعريب الكنيسة على خلفية هذه الفضيحة، لكن الحكومة الفلسطينية آنذاك لم تقم بأي خطوة في هذا الاتجاه، لا في شكل انفرادي ولا بالتنسيق مع الحكومة الأردنية، فيما المطلوب هو إعادة النظر بالقانون رقم (27) لعام 1958، بحيث يحصل توازن بين العرب واليونان في المجمع المقدس الذي تسيطر عليه فعلياً وقانونياً أخوية القبر المقدس منذ مدة طويلة، وإلى أن يحصل ذلك بالتفاهم مع الحكومة الأردنية، لاعتبارات عديدة، فإنه ينبغي تطوير ميثاق الشرف الذي جرى الحديث عنه غداة عزل البطريرك إيرينيوس الأول والذي يتضمن حصول السلطة الوطنية الفلسطينية على التزام واضح من أي بطريرك يرأس الكنيسة الأرثوذكسية حول ضرورة العمل على استكمال تنفيذ قانون 27 لعام 1958، وهو رغم علله، لم ينفذ كاملاً في الشق المتعلق بأعضاء المجمع المقدس العرب، إضافة إلى تعزيز العلاقات بين البطريركية وأبناء الطائفة العرب في الأراضي الفلسطينية، ووقف مسلسل التفريط في أملاك الكنيسة، وبذل أقصى الجهد لاستعادة ما جرى تسريبه من أملاك.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الادارة ووراثة العرش

رئاسة الكنيسة من قبل رجل دين يوناني لم تكن هي الأصل، فقد بدأت سيطرة رجال الدين اليونان على رئاسة بطريركية القدس عبر جمعيتهم القبر المقدس عام 1534 في عهد السلطان العثماني سليم الأول، أما في الحقبة الممتدة من عصر المماليك إلى تاريخ سيطرة جمعية أو أخوية القبر المقدس على الإكليروس، فقد كان معظم الرهبان والأساقفة عرباً، وكان آخرهم البطريرك عطا لله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534)، لكن الرهبان اليونان كانوا يتوافدون على القدس بكثرة أيام الدولة العثمانية، وقد كانت اليونان جزءاً من هذه الدولة في ذلك الحين، وكان مركز البطريركية الأرثوذكسية في القسطنطينية، وبطاركتها من اليونان، ورويداً رويداً شكّلوا أغلبية الرهبان والأساقفة في القدس وتولوا مقاليد الحكم والسيطرة على البطريركية، من خلال جمعية القبر المقدس، وقد نقل البطريرك كيرللس الثاني (1845-1872) مقر البطريركية من القسطنطينية إلى القدس، وفي نهاية عام 1908 حاولت الدولة العثمانية تصحيح الأوضاع في الكنيسة لكن تدخلات اليونان والروس أجّلت الإصلاحات، ثم جاءت الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918 وانهيار الدولة لتقضي على عملية الإصلاح تلك.

تتكون كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس اليوم من ست مطرانيات في قيصرية وبيسان والبتراء وعكا وبيت لحم والناصرة، وهناك ستة مراكز لرئيس الأساقفة في اللد وغزة وسيناء ويافا ونابلس وسبسطية وجبل الطور، ويساعد البطريرك في رئاسة الكنيسة مطران في الناصرة وآخر في عمان، بالإضافة إلى المجمع المقدس أو "السينودوس" المكون من 18 عضواً برتبة أسقف أو أرشمندريت، وهو المجمع الذي تسيطر عليه أخوية القبر المقدس التي يحمل كل أعضائها الجنسية اليونانية، إضافة إلى مجلس مختلط مكون من 15 عضواً من العرب واليونان ينتخب لمدة ثلاث سنوات.

حالياً فإن اختيار البطريرك يكون من قبل أعضاء المجمع المقدس "السينودس" في الكنيسة، الذي يضم 18 أسقفاً أو أرشمندريتاً كلهم من اليونان حاليًّا، ويجب أن يكون البطريرك المنتخب واحداً من هؤلاء بحيث يرّقى إلى رتبة بطريرك، على أن يكون حاملاً للجنسية الأردنية[8]، ووفقاً للقانون الذي يحكم الكنيسة الأرثوذكسية اليوم، يصادق على هذا الانتخاب كل من الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية، باعتبار أن بطريركية القدس تشمل فلسطين المحتلة في عام 1948 و1967 والأراضي الأردنية، وقد جرت العادة أن ترحب اليونان بانتخاب البطريرك باعتباره يحمل جنسيتها، كما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتفظ لنفسها بحق الاعتراف بالبطريرك المنتخب، وهي غالباً ما تستعمل هذا الحق لابتزازه وحمله على تقديم تنازلات، وولاية البطريرك المنتخب تكون مدى الحياة، حيث لا يجوز تنحيته إلا في حال شذوذه عن العقيدة الأرثوذكسية أو إصابته بمرض يمنعه من القيام بواجباته الدينية، أو بتصويت ثلثي أعضاء المجمع المقدس على تنحيته.

المطارنة والأساقفة

كنائس تابعة في الأراضي المقدسة

  • كنيسة القيامة
  • دير القديس جاورجيوس الخوريفي
  • مقدس دير القرنطل
  • مقدس دير العيزرية
  • مقدس دير الملائكة القديسين

أديرة تبعة في الأراضي المقدسة

  • دير أبينا إبراهيم، حيث توجد كنيسة الاثني عشر رسولاً
  • دير القديس خرالمبوس
  • دير القديس يوحنا المعمدان
  • دير رؤساء الملائكة
  • دير القديس نقولاوس
  • دير القديس ثيوذوروس
  • دير القديس جاورجيوس (حارة اليهود)
  • دير القديس جاورجيوس (المعروف بالمستشفى)
  • دير القديس باسيليوس
  • ديرالقديسة كاترين
  • دير القديس سبيريدون
  • دير القديس نيقوذيموس
  • حبس المسيح وفيه كنيسة القديس استفانوس
  • دير القديسة حنه
  • دير القديس سمعان ­ القطمون
  • دير الصليب الكريم
  • دير القديس أونوفريوس
  • دير صهيون المقدسة
  • دير القديس استفانوس
  • دير القديس بندلاييمون
  • دير الصعود في جبل الزيتون
  • دير القديس موذيستوس

الأديرة النسائية

  • دير السيدة المعروف بدير البنات
  • دير القديس أفثيميوس
  • دير صيد نايا

كنائس مستقلة


نقد

 
قوات الشرطة تحاول فض التجمهر ضد البطريرك ثيوفيلوس في القدس، 6 يناير 2018.

في 6 يناير 2018، هاجم عشرات الفلسطينيين موكب بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس، ورشقوا سيارته بالحجارة والبيض لمنعه من الوصول إلى كنيسة المهد في مدينة بيت لحم. وتأتي مهاجمة بطريرك الروم الأرثوذكس، على خلفية اتهامه ببيع أوقاف كنسية في القدس لإسرائيل. حاولت قوات الأمن إفساح الطريق للبطريرك، لكنها فشلت في الحيلولة دون تجمهر العشرات الذين رددوا هتافات ضده متهمينه بالخيانة. ووصل موكب البطريرك ثيوفيلوس إلى كنيسة المهد، واستقبله محافظ مدينة بيت لحم، وممثل الرئيس محمود عباس، في حين قاطع رؤساء البلديات البطريرك، ورفضوا استقباله وخلت ساحة المهد من الحجاج والسائحين.[4]

وفي يونيو 2019، قامت البطريركية ببيع سوق باب الخليل بالقدس لإسرائيل.[5]



انظر أيضاً

مرئيات

المصادر

  1. ^ "US developer Gary Barnett buys Nayot's Jerusalem land". Globes.
  2. ^ الموقع الرسمي لكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس
  3. ^ "كيف سيطر اليونان على الكنيسة الأرثوذكسية في القدس؟وكيف فرّطوا بالممتلكات الإسلامية التي آلت إليهم؟". صيدا الآن. 2007-06-01. Retrieved 2013-07-23.
  4. ^ "مهاجمة موكب بطريرك الروم الأرثوذكس لمنعه من الوصول إلى كنيسة المهد". سپوتنيك نيوك. 2018-01-06. Retrieved 2018-01-06.
  5. ^ "باب الخليل: مدخل لتسريب الأملاك الكنسية بالقدس". عرب 48. 2019-06-13. Retrieved 2019-06-29.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية