فكرة مگالي

فكرة مگالي Megali Idea (اليونانية المعاصرة: Μεγάλη Ιδέα, "الفكرة الكبرى") كانت مفهوماً توسعياً للقومية اليونانية عبر عن هدف تأسيس دولة يونانية تضم كل اليونانيين، لما كانت جاليات يونانية كبيرة بعد استقلال اليونان في 1832 كانت تعيش في آسيا الصغرى الدولة العثمانية (تركيا اليوم).

خريطة مـِگالي هـِلاّس - اليونان الكبرى -- بعد معاهدة سيڤر ويظهر فيها إلفثريوس ڤنيزلوس، أكبر مناصري فكرة مگالي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

استقلال اليونان

 
اليونان في 1843, بعد استقلالها.

ورغم هذه الشوائب التي اعترت الحياة السياسية والنيابية في الحكم والإدارة إلا أن كولتيس والملك لقيا تأييداً عريضاً من الرأي العام, فقد كان بإستطاعة كولتيس استخدام الإذاعة ليتحدث منها إلى الشعب لكسب تأييده, وأصبح المتحدث الرسمي عن خطة التوسع الإقليمي-القومي التي عرفت بالفكرة الكبرى Megale Idea. واقع الأمر أن المملكة اليونانية الجديدة التي تأسست في 1830 كما سبقت الإشارة ورثت مجموعة من التقاليد المزدوجة منالحضارة اليونانية القديمة ومن الإمبراطورية البيزنطية. ورغم أن هذه التقاليد الموروثة ظلت محل شد وجذب بين اليونانيين المحدثين إلا أنها لعبت دوراًى نشطاً في مجمل السياسات اليونانية, فقد سبق أن رأينا أهمية التراث الكلاسيكي اليوناني في مسألة اللغة,

وفي حركة أنصار الهلينية التي ساعدت الثورة اليونانية بدرجة ملحوظة. كما أن التراث البيزنطي كان واضحاً بدروه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للدولة الجديدة وكذلك في التوسع الإقليمي-القومي, بل لقد تمت صياغة ملامح مشروع الفكرة الكبرى لإحياء الإمبراطورية البيزنطية أساساً بدليل أن المشروع اقترح أن تكون القسنطنطنية (استانبول) وليس أثينا عاصمة للدولة القديمة الجديدة. وكانت حدود تلك الدولة تشتمل في الوعي اليوناني على كل من إيبروس, وتساليا ومقدونيا، وتراقيا وجزر بحر إيجة وكريت وقبرص وبلاد الساحل الغربي لآسيا الصغرى، والأراضي الواقعة ما بين البلقان ومرتفعات رودوپى Rhodope التي عرفت فيما بعد باسم شرق رومليا. ويلاحظ أن تحديد تلك البلاد لم يتم على أساس عرقي أي أنها بلاد تضم سكان يونانيي الملامح مثلاً, ولكن تم على أساس أنها بلاد تسود فيها الحضارة الهلينية من قديم. وحتى ينفسح المجال أمام الدولة الجديدة لسيطرة التراث الإغريقي دينياً وتعليمياً في المناطق التي يسكنها سلفيون تم إخضاع كل الؤسسات الدينية والتعليمية للرقابة السياسية.

بذل المثقفون اليونانيون جهداً كبيراً لإثبات شرعية المطالبة بضم تلك الأماكن لليونان الجديدة وظلوا يكتبون في هذا الإتجاه إلى أن انتهى أمر "الفكرة الكبرى" بالفشل في 1922 في إطار تسويات الحرب العالمية الأولى. ومن مظاهر الدفاع عن تلك الفكرة الرد على ما كتبه يعقوب فالمراير Fallmeraye الذي ادعى في كتاب نشره في 1836 بأن الهجرات السلافية في القرنين السابع والثامن أهلكت معها اليونانيين المقيمين آنذاك, وهذا يعني أن اليونانيين المحدثين هم سلافيون تأغرقوا. وفيما بعد كتب قسطنطين باباريجو پولوس Paparrego Poulos خلال 1860-1872 كتابه "تاريخ الأمة اليونانية" للتعبير عن وجهة نظر القومية اليونانية.

وفي هذا الخصوص لا ينبغي أن ننسى أن كوليتيس وقبل تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور, هو الذي أعلن في 15 يناير 1844 بيان "الفكرة الكبرى" حين قال "إن المملكة اليونانية ليست هي كل بلاد اليونان. إنها فقط الجزء الأصغر والأكثر فقراً من تلك البلاد ... إن بلاد اليونان الحقيقية لا تشمل حدود المملكة الحالية فقط بل إنها تشمل كل من يانينا، وتسالونيكا وسرِّس Serres, وأدريانوپل والقسطنطينية وطرابزون وكريت وساموس Samos, أي أرض أخرى أقام فيها الجنس اليوناني وشهد الحضارة الهلينية. هناك مركزان كبيران للهلينية: أثينا والقسطنطينية. إن أثينا مجرد عاصمة للمملكة فقط. أما القسطنطينية فإنها العاصمة الكبرى، المدينة Polis. أمل كل الهلينيين ... تجذبهم إليها ويتطلعون لها. "

كان على اليونان لكي تحقق أهدافها القومية أن تدخل في صراع مباشر مع بريطانيا. وكان بإستطاعة اليونان في عهد الملك أوثون أن تستثمر الأزمات الدبلوماسية المتكررة بين الدول الأوروبية لتحقق بعض أمانيها القومية لكن حال دون ذلك تمسك بريطانيا بسياسة الأمر الواقع عملاً بمبدأ توازن القوى. وقد اتضح هذا في موقفها أثناء انتفاضة كريت 1841 كما سبقت الإشارة وفي ثورة جزر أيونيا 1848-1849، ثم دخلت الحكومة اليونانية عام 1850 في عراك كبير مع بريطانيا أثناء حكومة حزب الأحرار برئاسة لورد بالمرستون بسبب وقوفه إلى جانب دون باسيفيكو Pacifico وهو شخص يهودي برتغالي بريطاني الجنسية ادعى ملكية جزيرتين صغيرتين في حبر اليونان. وكان بعض الغوغاء قاموا بتخريب منزله وصادرت حكومة اليونان بعض ممتلكاته وفقاً لرواية بعض المؤرخ فينلاي Finlay. ولكي تفرض بريطانيا موقفها المناصر لإدعاءات دون باسيفيكو بادرت بإرسال أسطول إلى ميناء بيريه لتهدد اليونان وعلى الرغم من تسويةى المسائل المالية بين الطرفين في النهاية, إلا أن الأزمة في حد ذاتها جعلت أوثون أكثر شعبية بين اليونانيين لوقوفه ضد القوى العظمى, وجعل اليونان تسعى إلى تحسين العلاقات مع روسيا, وآية ذلك تسوية مسألة الكنيسة بإتفاق مع البطريرك.

على كل حال لقد كان على اليونان لكي تتوسع توسعاً إقليمياً-قومياً أن تبدأ بضم الأراضي العثمانية المتاخمة لها في تساليا ومقدونيا. وكان بإستطاعة اليونان أن تنتهز فرصة إنشغال الباب العالي في أزمات متتالية لكي تتحرك نحو أهدافها كان أولها خلال الفترة من 1830-1833, والثانية 1839-1840 حين كان محمد علي والي مصر يتحدى السلطان, والثالثة عام 1853 حين نشبت حرب القرم التي أدخلت بريطانيا وفرنسا وهما دولتان حاميتان لليونان في حرب مع الدولة الثالثة الحامية ألا وهي روسيا. وبينما لم يكن من الممكن إستغلال أزمة محمد علي مع السلطان, كانت حرب القرم تقدم فرصة مناسبة لتحقيق الآمال القومية لليونان ذلك أن عواطف اليونانيين كانت مع روسيا الأرثوذكسية . وعلى هذا في بداية الحرب بدأت عصابات يونانية تعمل في الأراضي العثمانية بمساندة من حكومة اليونان. ورغم أنه كان بمقدور القوات العثمانية أن تسحق تلك العصابات بسهولة, إلا أنها لم تفعل, وتكلفت بريطانيا وفرنسا بإجهاض حلم اليونان حفاظاً على سياسة التوازن الدولي حين حركت الدولتان قطعاً بحرية ظلت راسية ف يميناء بيريه خلال المدة من 1854-1857, وتم إرغام الملك أوثون على تعيين حكومة جديدة برئاسة مفروكورداتوس والحزب البريطاني. وهكذا أدت هزيمة روسيا في تلك الحرب (1856) إلى إخماد أية آمال يونانية في التوسع الإقليمي بل إن الظروف الدولية حتى نهاية حكم أوثون حالت دون تحقيق أية مكاسب إقليمية يونانية.

ومع خيبة الآمال التي واجهت اليونان في السياسة الخارجية تحت حكم الملك أوثون, شهدت البلاد في فترة حكمه تقدمكاً محدوداً في الشؤون الداخلية. وعلينا أن نتذكر في هذا الخصوص أن الدولة الجديدة بدأت بموارد جد محدودة, وديون خارجية هائلة زاد من وطأتها تفشي الفساد في إدارتها. ويضاف إلى ذلك أن تسوية النزاع في المناطق الثائرة أفاد النبلاء بصفة أساسية على حين ظل غالبية الفلاحين يعيشون على ريع مساحات زراعية ضئيلة للغاية أو يعملون في فلاحة أرض الغير مقابل أجور زهيدة, فضلاً عن معاناتهم من نظام جمع الضرائب مثلما كانت الأحوال في الصرب.

وأكثر من هذا كان على اليونان مواجهة صعوبات أساسية لم تواجهها شعوب البلقان المجاورة, فالصرب مثلاً بعد ثروتها أفادت من أراضي زراعية كافية وغابات واسعة لم تكن قد استغلت بعد، وأما اليونان فلم يكن بإمكانها إنتاج الحبوب التي تكفي إستهلاك سكانها مما اضطرها للتركيز على تصدير العنب والزبيب والزيتون والموالح والطباق لتوفير المال اللازم لشراء الحبوب. وآنذاك لم تكن هناك نهضة صاعية في البلاد بل إن المصنوعات المتقدمة المستوردة. وفي مقابل هذه الصورة الإقتصادية القاتمة كانت الملاحة اليونانية هي النشاط الوحيد الذي صادف انتعاشاً.

وعلى الرغم من أن الأحوال الإقتصادية في المملكة المستقلة ظلت على حالها من السوء كان وضع اليونانيين الذين يقيمون خارج البلاد أفضل بكثير. ورغم الحقيقة القائلة بأن بلاد اليونان فقدت مكانتها المرموقة إلا أن اليونانيين ظلوا يعملون في خدمة الدوةل العثمانية, بل واستعادوا أهميتهم في الحياة الإقتصادية فيها, وظلت حياة التجار منهم مزدهرة ومنتعشة في مدن البلقان, ومصر, وفي منطقتي الدانوب والبحر الأسود. وكان المركز الحقيقي للقوة الإقتصادية لليونانيين في استانبول وتسالونيكا وأزمير، ولكن لم يكن أيا من تلك المصادر المالية في خدمة الدولة اليونانية ذاتها. والحاصل أن اليونانيين الذين يعيشون خارج المملكة كانوا يستثمرون أموالهم داخل المملكة لكن الحكومة اليونانية لم تستطع أن تفرض أية ضرائب على أموالهم أو مراقبتها. وينبغي أن نتذكر في هذا الخصوص ونؤكد على أن المشكلة الرئيسية لليونان المستقلة كانت المشكلة المالية، ذلك أن دولة فقيرة في الأساس وتنفق معظم دخلها على الجيش وعلى الديون لم يكن أمامها أي فائض مناسب في الموازنة لتحسين الأحوال الداخلية حتى ولو كان لدى قادتها الرغبة في إتخاذ سياسات في هذا الشأن.

وأمام تلك الظروف لم يكن من الممكن تجنب حالة السخط على حكم الملك أوثون وعدم الرضا عنه, ذلك أنه بعد موت كوليتيس لم يتغير أسلوب وزراء الملك في إدارة البلاد، ففي 1862 حاول الأدميرال قسطنطين كنارس Kanares وكان رئيساً للوزراء التأثير على الملك لإصلاح نظام الحكم من حيث تقييد التدخل الملكي في شؤون الحكم ولكن دون جدوى.

وفي تلك الأثناء شهدت اليونان كما حدث في الصرب جيلاً جديداً يملك أفكاراً مختلفة ويتطلع إلى الإمساك بمراكز السلطة قوامه طبقة وسطى من التجار وموظفي الحكومة, والشباب الذين تعلموا في جامعة أثينا أو في خارج الذين ضاقوا ذرعاً بسلطة الحكم القائمة, وانضم إليهم بالتأييد مجموعة من السياسيين ذوي الفكر الإصلاحي لعل أفضل مثل لهم إبامينوناس ديلجورجيس Epaminonads Delegeorges الذي هاجم كافة المؤسسات التي أقيمت بمقتضى دستور 1843. وكانت تلك العناصر ترغب في إقامة ديموقراطية برلمانية حقيقية, وتحجيم سلطة الملك, وتحسين الإدارة في البلاد.وكان هؤلاء قد تأثروا بما جرى في فرنسا عام 1848 من حيث الإطاحة بملكية يوليو. وبعد حرب تتزعمها شخصيات سياسية مرموقة مثل ديلجورجيس، وديمتريوس فولاريس Voulares, وثراسيفولوس زايمس Thresyvoulos Zaimes. وهكذا واجهت الطبقة الحاكمة من النبلاء وأغنياء التجار تحدياً جديداً.


التمرد الكريتي والحرب اليونانية التركية 1897

تحقيق الفكرة والكارثة الكبيرة

حروب البلقان

 
خريطة التركيب العرقي في البلقان، من صنع رسام الخرائط المناصر لليونان إ. ستانفورد، 1878.[1]


الحرب العالمية الأولى

 
مؤتمر پاريس للسلام 1919، المقترحان اليوناني والفرنسي

النصر في الحرب العالمية الأولى بدا واعداً بتحقيق أكبر لفكرة مگالي، بظفر اليونان بكلٍ من سميرنا وإمبروس وتندوس وتراقيا الغربية والشرقية.

الحرب اليونانية التركية (1919-1922)

بين الحربين

الحرب العالمية الثانية

قبرص

 
تقسيم قبرص

ألبانيا

حالياً

الهامش

  1. ^ Castellan, Georges, 1999, Histoire des Balkans, XIVe–XXe siècle. transl. Lilyana Tsaneva (Bulgarian translation ed.). Paris: Fayard. p. 358. ISBN 2213605262

انظر أيضاً