علم الكلام

علم الكلام، الإسلامي غالبا تختصر إلى الكلام، هو علم إقامة الأدلة على صحة العقائد الإيمانية، فقد عرف علماء الكلام ذلك العلم بأنه: علم يُقْتَدر به على إثبات العقائد الدينية مُكْتَسَب من أدلتها اليقينية: القرآن والسنة الصحيحة لإقامة الحجج العلمية ورد الشبهات عن الإسلام.[1]

علم الكلام يعتبر من قبل البعض البدايات الأولى نحو نشوء الفلسفة الإسلامية ، كان علم الكلام مختصا بموضوع الإيمان العقلي بالله وكان غرضه الإنتقال بالمسلم من التقليد إلى اليقين و إثبات أصول الدين الاسلامي بالأدلة المفيدة لليقين بها. علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا (مثل المانوية و الزرادشتية و الحركات الشعوبية) وعليه فإن علم الكلام كان منشأه الإيمان على عكس الفلسفة التي لا تبدأ من الإيمان التسليمي ، أو من الطبيعة ، بل تحلل هذه البدايات نفسها إلى مبادئها الأولى [1] . هناك مؤشرات على إن بداية علم الكلام كان سببه ظهور فرق عديدة بعد وفاة الرسول محمد-ص- ،ومن هذه الفرق: [2]:

كان نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما إعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما إعتبروه بدعة من قبل بعض "‏الفرق الضالة" وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه ويعتقد البعض إن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابة و التابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباس و ابن عمر و عمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج و رد إياس بن معاوية المزني على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية الحتمية. كان علم الكلام عبارة عن دراسة "أصول الدين" التي كانت بدورها تتمركز على 4 محاور رئيسية وهي: [4]

  • الالوهية: البحث عن اثبات الذات و الصفات الالهية.
  • النبوة: عصمة الأنبياء و حكم النبوة بين الوجوب عقلاً، وهو مذهب المعتزلة و الجواز عقلاً، وهو مذهب الاشاعرة.
  • الامامة: الآراء المتضاربة حول رئاسة العامة في أمور الدين و الدنيا لشخص من الاشخاص نيابة عن النبي محمد -ص-.
  • المعاد: فكرة يوم القيامة و إمكان حشر الاجسام. ويدرج البعض عناوين فرعية أخرى مثل "العدل" و "الوعد" و "الوعيد" و "القدر" و "المنزلة" [5].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعريفه وسبب تسميته

يقول ابن خلدون معرفا علم الكلام: "هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة، وسر هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد".[2] أو هو "علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية، وإبراز الحجج، ودفع الشبه" على حد تعبير عضد الدين الإيجي.[3] وعرفه الفارابي في كتابه "إحصاء العلوم" بقوله: "وصناعة الكلام ملكة يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة التي صرح بها واضع الملة، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل".[4]

وهناك تعريفات أخرى للكلام تحدده بموضوعه لتفصل بينه وبين العلوم الأخرى الناظرة في الإلهيات، منها تعريف الشريف الجرجاني له بقوله: "علم يبحث فيه عن ذات الله وصفاته وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام". فهو علم عظيم الشأن، يعالج أهم قضايا الإنسان، مثل: قضية الألوهية، وقضية الرسالة، وقضية الجزاء في اليوم الآخر، وغير ذلك. فعلم الكلام، وعلم أصول الدين، وعلم التوحيد والصفات، ثلاثة أسماء مترادفة لمسمى واحد، وسُمِّي بعلم التوحيد؛ لأن مبحث الوحدانية أشهر مباحثه، وسمي بعلم أصول الدين؛ لابتناء الدين عليه.

وقد تعددت أسباب تسمية هذا العلم بهذا الاسم، منها أن أشهر المباحث الكلامية وأكثرها نزاعا بين الباحثين في المسائل الاعتقادية هي مسألة "كلام الله". وقد قال سعد الدين التفتازاني في بيان أسباب تسمية هذا العلم، باسم: علم الكلام، فقال: "لأن عنوان مباحثه كان قولهم: الكلام في كذا وكذا؛ ولأن مسألة الكلام كان أشهر مباحثه وأكثرها نزاعًا وجدالًا، حتى إن بعض المتغلبة قتل كثيرًا من أهل الحق؛ لعدم قولهم بخلق القرآن".[5]

وذهب الشهرستاني في كتابه الملل والنحل إلى أن سبب تسميته بهذا الاسم: "إما لأن أظهر مسألة تكلموا فيها وتقاتلوا عليها هي مسألة الكلام، فسمي النوع باسمها، وإما لمقابلتهم الفلاسفة في تسميتهم فنا من فنون علمهم بالمنطق، والمنطق والكلام مترادفان". ويعلل عضد الدين الإيجي تسمية علم الكلام بأسباب مماثلة بقوله: "إنما سمي كلاما إما لأنه بإزاء المنطق للفلاسفة، أو لأن أبوابه عنونت أولا بالكلام في كذا، أو لأن مسألة الكلام أشهر أجزائه حتى كثر فيه التناحر والسفك فغلب عليه، أو لأنه يورث القدرة على الكلام في الشرعيات ومع الخصم".[6] والأرجح أن علة تسميته بالكلام وعلم الكلام، راجعة لاشتهاره بالخوض في موضوع كلام الله تحديدا.


نشأته وأهدافه

سبب نشأة علم الكلام هو الرد على المبتدعة، الذين أكثروا من الجدال مع علماء المسلمين، وأوردوا شُبها على ما قرره الأوائل، فاحتاج العلماء من أهل السنة إلى مقاومتهم ومجادلتهم ومناظرتهم حتى لا ‏يلبسوا على الضعفاء ‏أمر دينهم، وحتى لا يُدْخِلُوا في الدين ما ليس منه، ولو ترك العلماء هؤلاء الزنادقة وما يصنعون؛ لاستولوا على كثير من عقول الضعفاء ‏وعوام المسلمين، والقاصرين من فقهائهم وعلمائهم، فأضلوهم ‏وغَيَّروا ما عندهم من الاعتقادات الصحيحة.

وقبل تصدي هؤلاء العلماء لهم لم يكن أحد يقاومهم، وسكوتهم هذا أدى إلى نشر كلام هؤلاء الزنادقة حتى اعتقده بعض الجاهلين، فكان لِزَامًا على علماء المسلمين أن يقوموا بالرد على هؤلاء من خلال تعلمهم هذا العلم ونبوغهم فيه؛ لأن إفحامهم بنفس أدلتهم أدعى لانقطاعهم، وإلزامهم الحق، فردوا عليهم وأبطلوا شبههم، وكانت طريقتهم في الرد هي إثبات العقائد الإسلامية، والاستدلال عليها بما هو من جنس حُجَجِ القرآن، من الكلمات المؤثرة في القلوب، المقنعة للنفوس، من الأدلة الجلِيَّة الظاهرة. كما قال سعد الدين التفتازاني: "الأحكام الجزئية بأدلتها التفصيلية موقوفة على معرفة أحوال الأدلة الكلية من حيث توصل إلى الأحكام الشرعية، وهي موقوفة على معرفة الباري وصفاته وصدق المبلغ ودلالة معجزاته ونحو ذلك مما يشتمل عليه علم الكلام الباحث عن أحوال الصانع والنبوة والإمامة والمعاد وما يتصل بذلك على قانون الإسلام".[7]

ويعد علم الكلام من العلوم الخادمة لعلوم الدين والممهدة لإثبات المسائل الشرعية، والنافعة في إقامة الحجج ودفع الشبه، وقد درج العلماء على ذكر المقولات في كتب علم الكلام وأصول الفقه، مثل كتاب "أبكار الأفكار" للإمام سيف الدين الآمدي، و"غاية الوصول" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري. بل إن عدداً من علماء الأصول افتتحوا كتبهم الأصولية بمباحث عقلية من علم المنطق وعلم الكلام من مثل "المستصفى" للإمام الغزالي، و"مختصر ابن الحاجب" الأصولي. كما أن هذه العلوم العقلية تمكن العالم من المجادلة بالحكمة والحسنى، وهو أمر مطلوب؛ لقول الله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125].[8]

ذكر الدكتور محمد الزحيلي في كتابه "الجويني" في فصل إمام الحرمين وعلم الكلام ما نصه: "كان الدافع لدراسة أصول الدين أولا، وتأكيده بدراسة الفلسفات المتنوعة، هو الحرص على الإسلام والدعوة إليه، ورد شبهات الأعداء عنه، وتفنيد حجج الطاعنين به من الكفار والمشركين خارج الدعوة الإسلامية، والملحدين الذين انضووا تحت لواء المسلمين، وتستروا بالباطنية وغيرها من الفرق الضالة، للدس على الإسلام، والتشكيك فيه، وإثارة الشبه بين المسلمين...، فصار دراسة أصول الدين وعلم الكلام وتدريسه والتأليف فيه السبيل القويم أمام المسلمين، فانكب العلماء على دراسته وتدريسه والتصنيف فيه، وهو ما سلكه إمام الحرمين الجويني".[9]

فعلم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا (مثل المانوية، والزرادشتية، والحركات الشعوبية). حيث ظهرت فرق عديدة بعد وفاة نبي الإسلام، مثل: المعتزلة، والجهمية، والخوارج، والزنادقة، والمجسمة، والمشبهة. فكانت نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما اعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما اعتبروه بدعة من قبل هذه الطوائف وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه. ويعتبر بعض العلماء أن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابة والتابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباس، وابن عمر، وعمر بن عبد العزيز، والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج ورد إياس بن معاوية المزني على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية الحتمية.

وغاية هذا العلم يتلخص فيما يلي:[10][11]

  1. معرفة ذات الله وصفاته وأفعاله.
  2. تقوية اليقين بالدين الإسلامي عن طريق إثبات العقائد الدينية بالبراهين القطعية ورد الشبه عنها.
  3. أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقنا محكما.
  4. الرقي بالمسلم من التقليد إلى اليقين.

استمداده

يقول علماء الكلام بأن علمهم هذا يستمدونه من الأدلة اليقينية، النقلية والعقلية:

  • الأدلة العقلية: وهي استخدام العقل عن طريق النظر في العالم الخارجي، للتعرف على وجود الله وعلى ما يجب له من الصفات وما يستحيل، وما يجوز عليه من الأفعال. وكذا ما يجب للأنبياء من الصفات وما يستحيل وما يجوز. وأهل السنة لم يختلفوا في الإقرار بأن العقل يمكنه معرفة بعض الأحكام العقائدية، وعلماء الكلام يقرون بأن العقل له حدودا وجهات لا يمكنه أن يغوص فيها، فجعلوها له حدودا لا يتعداها، وهذا التحديد منهم جار على موازين العقل نفسه.
  • الأدلة النقلية: وهي ما ورد من صحيح الأحاديث عن نبي الإسلام محمد.

ويقول علماء الكلام بأن كلا المصدرين اليقينيين (النقلي والعقلي) يستخدمان في إثبات العقائد بلا تقديم أحدهما على الآخر، يقول الأستاذ سعيد فودة: ولا يجوز القول بأننا -علماء الكلام- نقدم العقل على النقل، ولا بأننا نقدم النقل على العقل، لأن كلا من القولين إنما يبنى على تسليم أمر ممنوع، وهو: وجود تعارض بين العقل والنقل، وهذا باطل قطعا كما يفهمه النبيه. وإذ لا تعارض فلا تقديم[12].

علم الكلام المحمود والمذموم

  • علم الكلام المحمود: هو ما كان من أجل تقرير الحق وهو مهنة الأنبياء في الدفاع عن العقيدة: {وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125]، وهذا النوع من الجدل هو أول خطوات الحوار، فقد وردت لفظتا الجدل والحوار في آية واحدة في سورة المجادلة: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير} [المجادلة: 1]، فالمرأة هنا تجادل الرسول وتراجعه وتشتكي إلى الله.[13]
  • أما المذموم: فهو ما يتعلق بالباطل وطلب المغالبة فيه، وقد أشار إليه القرآن في قوله تعالى:{ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} [غافر: 4]، وقوله تعالى: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} [الكهف: 56].[14]

قال الحافظ ابن ‏عساكر في ‏كتابه تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ما نصه: الكلام ‏المذموم كلام أصحاب الأهوية وما يزخرفه أرباب البدع المردية، فأما الكلام الموافق ‏للكتاب والسنة ‏الموضح لحقائق الأصول عند ظهور الفتنة فهو محمود عند العلماء ومن يعلمه، وقد ‏كان الشافعي يحسنه ‏ويفهمه، وقد تكلم مع غير واحد ممن ابتدع، وأقام الحجة عليه حتى انقطع.[15]

وقال سعد الدين التفتازاني: "ما نُقِل عن بعض السلف من الطعن فيه والمنع عنه -أي: علم الكلام- فإنما هو للمتعصب في الدين، والقاصر عن تحصيل اليقين، والقاصد إفساد عقائد المسلمين، والخائض فيما لا يفتقر إليه من غوامض المتفلسفين، وإلا فكيف يتصور المنع عما هو من أصل الواجبات وأساس المشروعات".[16]

ويقول الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي: والحق أن ‏‏عقيدة السنة في الإسلام واحدة سلفا وخلفا لا تتغير ولا تتبدل بل الذي يتجدد هو طريق الدفاع ‏عنها ‏بالنظر لخصومها المتجددة، وذم علم الكلام ممن كان في موضع الإمامة من السلف محمول حتما ‏على ‏كلام أهل البدع وخوض العامي فيه، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري وأجاد: لا يجحد علم ‏الكلام إلا ‏أحد رجلين جاهل ركن إلى التقليد وشق عليه سلوك طرق أهل التحصيل وخلا عن طرق ‏أهل النظر ‏والناس أعداء ما جهلوا فلما انتهى عن التحقق بهذا العلم نهى الناس ليضل كما ضل، أو ‏رجل يعتقد ‏مذاهب فاسدة فينطوي على بدع خفية يلبس على الناس عوار مذهبه ويعمى عليهم ‏فضائح عقيدته ويعلم ‏أن أهل التحصيل من أهل النظر هم الذين يهتكون الستر عن بدعه ويظهرون ‏للناس قبح مقالاته، ‏والقلاب لا يحب من يميز النقود والخلل فيما في يده من النقود الفاسدة كالصراف ‏ذي التمييز والبصيرة ‏وقد قال تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)[17].‏

وعليه فإن ما ورد عن السلف من نصوص تنهى عن الاشتغال بعلم الكلام محمولة على من استخدم هذا العلم على طريقة أهل الأهواء والبدع الذين غَلَّبوا جانب العقل، وتركوا الكتاب والسنة، وليس النهي الوارد على الإطلاق، كما أنه قد يتحتم -على سبيل الكفاية- للرد على غلو الملاحدة ونحوهم. وبهذا يعلم المذموم من علم الكلام والواجب منه. وما قيل عن رجوع علماء علم الكلام في آخر حياتهم عن علم الكلام، معناه الرجوع عن التأويل إلى التفويض، كما ذكر الإمام تاج الدين السبكي في طبقاته.


أقوال علماء السنة فيه

المؤيدين

  • قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: "قال العلماء: البدعة خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة فمن الواجبة نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة المبتدعين وما أشبه ذلك".[19][20]
  • ابن حجر الهيتمي، حيث قال: الذي صرح به أئمتنا أنه ‏يجب ‏على كل أحد وجوبا عينيا أن يعرف صحيح الاعتقاد من فاسده، ولا يشترط فيه علمه بقوانين ‏أهل ‏الكلام لأن المدار على الاعتقاد الجازم ولو بالتقليد على الأصح. وأما تعليم الحجج الكلامية ‏والقيام بها ‏للرد على المخالفين فهو فرض كفاية، اللهم إلا إن وقعت حادثة وتوقف دفع المخالف فيها ‏على تعلم ما ‏يتعلق بها من علم الكلام أو ءالاته فيجب عينا على من تأهل لذلك تعلمه للرد على ‏المخالفين[21].
  • شمس الدين الرملي الشافعي، حيث قال: التوغل في علم الكلام بحيث ‏‏يتمكن من إقامة الأدلة وإزالة الشبه فرض كفاية على جميع المكلفين الذين يمكن كلا منهم فعله، فكل ‏‏منهم مخاطب بفعله لكن إذا فعله البعض سقط الحرج عن الباقين، فإن امتنع جميعهم من فعله أثم كل ‏من ‏لا عذر له ممن علم ذلك وأمكنه القيام به[22].
  • الإمام أبو حنيفة، في رده على من ذم علم الكلام بحجة أن الصحابة والسلف لم يتعلموه ولم يخوضوا فيه فقال: "وقد ابتلينا بمن يطعن علينا، ويستحل الدماء منا، فلا يسعنا أن لا نعلم من المخطئ منا ومن المصيب، وأن نذب عن أنفسنا وحرمنا، فمثل صحابه النبي الكريم كقوم ليس بحضرتهم من يقاتلهم فلا يتكلفون السلاح، ونحن قد ابتلينا بمن يقاتلنا فلا بد لنا من السلاح" [23]
  • أبو حامد الغزالي، حيث قال: ولم يكن شيء منه - علم الكلام- مألوفا في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع ولكن تغير الآن حكمه إذ حدثت البدعة الصارفة عن مقتضى القرآن والسنة ونجت جماعة لفقوا لها شبها ورتبوا فيها كلاما مؤلفا فصار ذلك المحذور بحكم الضرورة مأذونا فيه بل صار من فروض الكفايات وهو القدر الذي يقابل به المبتدع إذا قصد الدعوة إلى البدعة[24]. وقال أيضا: فإذن علم الكلام صار من جملة الصناعات الواجبة على الكفاية حراسة لقلوب العوام عن تخيلات المبتدعة[25].
  • من المعاصرين، الأستاذ سعيد فودة، حيث قال: فلا تغتر بمن ينفرك عن هذا العلم -علم الكلام- بتخييله إليك أنه من البدع؛ فهل الوصول إلى الخير من البدع، وهل من البدع التسلح بأسلحة نقاوم بها الكفر في النفس، وندرأ بها الكفر عن الغير، ونرد بها الكفر عن أن يدمر الخير والحق والدين العظيم!!! وكل من لديه أدنى معرفة بهذا العلم -علم الكلام-، يدرك فعلا كم هي فائدته حقا في طمأنينة النفس، وانكشاف الحقيقة لديها، وفي إفحام الخصوم المشككين من أهل البدع والكفر. وبدراسة هذا العلم، يتبين الإنسان فعلا أن الإسلام هو الدين الحق عن دليل وبينة، لا عن تقليد وتعصب أعمى[26].

المعارضين

على مر التاريخ كان موضع الكلام في الإسلام مثيرا للجدل. والغالبية العظمى من أوائل علماء المسلمين السنة المتبوعين ، إما انتقد المذهب أو قام بحظره.

  • أبو حنيفة (699-767 م) حظر على طلابه الانخراط في الكلام، واصفا أولئك الذين يمارسونه بأنهم "المتخلفين منها".[27]
  • مالك بن أنس (711-795 م) الذى أشار إلي الكلام في الدين الإسلامي بأنه "مكروه",[28] وأشار إلى أن أيا كان ،أنه من "يسعى إلى معرفة الدين من خلال الكلام أنه منحرف".[29]
  • بالإضافة إلى ذلك، الشافعي (767-820 م) قال إنه لا علم له بأن الإسلام يمكن الحصول للفائدة من كتب الكلام، والكلام "ليس من المعرفة"[30][31] وقال " لأَنْ يَلْقَى اللَّهُ الْعَبْدَ بِكُلِّ ذَنْبٍ مَا خَلا الشِّرْكَ بِاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَهْوَاءِ ".[32]
  • أحمد بن حنبل (780-855 م) تكلم أيضا بقوة ضد الكلام، مشيرا إلى أنه : ( لا تَكَادُ تَرَى أَحَدًا نَظَرَ فِي هَذَا الرَّأْيِ إِلا وَفِي قَلْبِهِ دَغَلٌ )" .,[33] حتى ذهب لما هو أبعد من ذلك حتى أنه حظر الجلوس مع أناس يمارسون الكلام حتى لو كانوا يدافعون عن السنة,[34] حيث أنه أرشد طلابه للتحذير ضد أي شخص رأوه يمارس الكلام.[35]
  • في القرن الحادي والعشرين، انتقاد الكلام أيضا يأتي من الحركة السلفية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتب كلامية

كتب كلامية سنية

بعض من أهمّ كتب عِلم الكلام

  • شرح الكبرى، شرح الجزائريّة، للسّنوسي.
  • شرح النّسفيّة، مع حاشية السيالكوتي وشرح العصام.
  • الاقتصاد في الاعتقاد، للغزّالي (أغلب نسخة رديئة جدًّا، من أفضل نسخه النّسخة الملحقة بتعليقات مصطفى عبد الجواد عمران، المسمّات: السّداد في الإرشاد إلى الاقتصاد في الاعتقاد، ولسعيد فودة شرح عليه لم يُطبع بعد).
  • كتب الرّازي: الأربعين في أصول الدّين، الخمسين في أصول الدّين، معالم أصول الدّين، الإشارة في علم الكلام، أساس التّقديس، وغيرها.
  • أصول الدّين للبغدادي.
  • الإرشاد والشّامل للجويني.
  • تهذيب الكلام في المنطق والكلام، للتّفتازاني.
  • التّمهيد والإعجاز للباقلّني.
  • غاية المرام في علم الكلام، أبكار الأفكار، للآمدي.
  • نهاية الإقدام في علم الكلام، للشّهرستاني.
  • طوالع الأنوار، مصباح الأرواح للبيضاوي.
  • الإشارة إلى مذهب أهل الحقّ، للشّيرازي.
  • الصّحائِف الإلهيّة للسّمرقندي.
  • شرح الطّوالع للأصفهاني.
  • شرح المقاصد للتّفتازاني.
  • شرح المواقف للجرجاني مع حاشية السيالكوتي.
  • تفسير الرّازي.

على طريقة الماتريديّة

  • أصول الدّين للغزنوي.
  • أصول الدّين للبزدوي.
  • تبصرة الأدلّة، للنّسفي.
  • التّمهيد، بحر الكلام، للنّسفي.
  • كتب السّعد (شرح النّسفيّة، شرح المقاصد).
  • المسامرة بشرح المسايرة (شرح ابن أبي شريف على كتاب الكمال ابن الهمام).
  • شرح الخيّالي على نونيّة الخضر بك.
  • إشارات المرام، البيّاضي.
  • تأويلات أهل السنّة، الماتريدي.

كتب كلامية شيعية

ومنها:

  • قواعد المرام في علم الكلام لابن ميثم البحراني (٦٨١ هـ)
  • تجريد الاعتقاد أو تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام للخواجة نصير الدين الطوسي (٦٧٢ هـ) وهو من أشهر كتب الكلام عند الإمامية وعليه شروح كثيرة أشهرها شرح تلميذه الحلي (٧٢٦ هـ) المسمى بكشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد.
  • الألفين للعلامة الحلي (٧٢٦ هـ)
  • الباب الحادي عشر للعلامة الحلي (٧٢٦ هـ) وشرحه للفاضل المقداد السيوري الحلي (٨٢٦ هـ)
  • المراجعات،شرف الدین سید عبدالحسین.
  • نهج الحق و کشف الصدق،العلامه الحلى حسن بن یوسف.
  • الاحتجاجات، المجلسى.
  • اصل الشیعة و اصولها،محمّد حسین آل كاشف الغطاء.
  • الإلهیات،لجعفر السبحاني.
  • تمهید الاصول فی علم الکلام، لشيخ الطوسي.
  • دلائل الصدق لنهج الحق، لمحمد حسن المظفر.
  • الذخيره في علم الكلام، لشريف المرتضى.

انظر أيضا

مراجع

  1. ^ تحفة المريد على جوهرة التوحيد للبيجوري ص 38، ط. دار السلام.
  2. ^ مقدمة ابن خلدون، ص 429.
  3. ^ عضد الدين الإيجي، المواقف في علم الكلام، ص 7.
  4. ^ إحصاء العلوم ص41.
  5. ^ شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص10، ط. مكتبة الكليات الأزهرية.
  6. ^ المواقف1/45، وكشاف اصطلاح الفنون 1/33.
  7. ^ شرح التلويح على التوضيح/ تأليف: سعد الدين التفتازاني.
  8. ^ مكانة العلوم العقلية في الحضارة الإسلامية - دار الإفتاء الأردنية
  9. ^ الجويني لمحمد الزحيلي، ص: 94-96.
  10. ^ بحوث في علم الكلام، تأليف سعيد فودة، ص22، دار الرازي، ط1، 2004.
  11. ^ علم الكلام نبذة موجزة، تأليف: محمد نبيل العمري، ص6.
  12. ^ بحوث في علم الكلام، تأليف سعيد فودة، ص26، دار الرازي، ط1، 2004.
  13. ^ محمد محسن العيد، الحوار والمعرفة، مقالة منشورة في مجلة النبأ، العدد 48، آب، 2000م.
  14. ^ عبد الستار الهيتي، الحوار... الذات والآخر، ص37.
  15. ^ تبيين كذب المفتري، تأليف: ابن عساكر، ص339.
  16. ^ شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص 12، ط. مكتبة الكليات الأزهرية.
  17. ^ بيان زغل العلم والطلب، تأليف: محمد الكوثري، ص22.
  18. ^ طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي.
  19. ^ شرح النووي على صحيح مسلم.
  20. ^ شرح السيوطي لسنن النسائي.
  21. ^ الفتاوى الحديثية، تأليف: ابن حجر الهيتمي، ص27.‏
  22. ^ غاية البيان شرح زبد ابن رسلان، تأليف: شمس الدين الرملي، ص20.‏
  23. ^ أبو حنيفة النعمان بـن ثابـت (ت ١٥٠ه )، العـالم والمتعلم، تحقيق: عبد الوهاب الندوي وزميله، مكتبة الهدى، حلب، ط١٩٧٢ ،١م، ص٣٤.
  24. ^ إحياء علوم الدين، تأليف: الغزالي، ج1، ص38.
  25. ^ إحياء علوم الدين، تأليف: الغزالي، ج1، ص39.
  26. ^ بحوث في علم الكلام، تأليف سعيد فودة، ص13، دار الرازي، ط1، 2004.
  27. ^ مناقب أبي حنيفة للمكي 183-184
  28. ^ ذم الكلام وأهله لعبد الله بن محمد الأنصاري الهروي أبو إسماعيل (B/194)
  29. ^ ذم الكلام وأهله لعبد الله بن محمد الأنصاري الهروي أبو إسماعيل (Q/173/A)
  30. ^ ذم الكلام وأهله لعبد الله بن محمد الأنصاري الهروي أبو إسماعيل (Q/213)
  31. ^ الذهبي ، سير أعلام النبلاء(10/30)
  32. ^ ابن أبي حاتم ،مناقب الشافعي 182
  33. ^ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر(2/95)
  34. ^ مناقب الإمام أحمد ، 205
  35. ^ الإبانة لابن بطة العكبري (2/540)

وصلات خارجية