جاك شيراك

(تم التحويل من شيراك)

جاك رينيه شيراك (و. 29 نوفمبر 1932 - ت. 26 سبتمبر 2019)، هو سياسي فرنسي. ينتمي لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية. انتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية في 1995 وجدد له في 2002، انتهت رئاسته بتاريخ 17 مايو 2007. كان قبل ذلك عمدة لباريس لمدة 18 عاماً من 1977 إلى 1995. كما تولى رئاسة وزارة فرنسا مرتين؛ من 27 مايو 1974 إلى 26 أغسطس 1976، من 20 مارس 1986 إلى 10 مايو 1988.

جاك شيراك
ChiracUSA.jpg
رئيس فرنسا
في المنصب
17 مايو 1995 – 16 مايو 2007
رئيس الوزراء آلان جوپيه
ليونل جوسپان
جان-پيير رافاران
دومينيك دو ڤيلپان
سبقه فرانسوا ميتران
خلفه نيكولاي ساركوزي
أمير أندورا الفرنسي بالمشاركة
في المنصب
17 مايو 1995 – 16 مايو 2007
تخدم مع Joan Martí Alanis
Joan Enric Vives Sicília
رئيس الوزراء Marc Forné Molné
Albert Pintat
سبقه فرانسوا ميتران
خلفه نيكولاي ساركوزي
رئيس وزراء فرنسا
في المنصب
20 مارس 1986 – 10 مايو 1988
الرئيس فرانسوا ميتران
سبقه لوران فابيوس
خلفه ميشل روكار
في المنصب
27 مايو 1974 – 26 أغسطس 1976
الرئيس ڤاليري جيسكار ديستان
سبقه پيير مسمير
خلفه ريمون بار
عمدة باريس
في المنصب
20 مارس 1977 – 16 مايو 1995
سبقه تأسيس المنصب
خلفه Jean Tiberi
وزير الداخلية
في المنصب
27 فبراير 1974 – 28 مايو 1974
رئيس الوزراء پيير مسمير
سبقه Raymond Marcellin
خلفه Michel Poniatowski
تفاصيل شخصية
وُلِد جاك رينيه شيراك
Jacques René Chirac

29 نوفمبر 1932
پاريس، فرنسا
توفي 26 سبتمبر 2019(2019-09-26) (aged 86)
پاريس، فرنسا
الحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية (2002–2019)
انتماءات سياسية
أخرى
Communist Party (أوائل الخمسينيات)
اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية (1968–1976)
التجمع من أجل الجمهورية (1976–2002)
الزوج برناديت دو كورسل (تزوجا. 1956–2019)
الأنجال ابنتان
الجامعة الأم معهد پاريس للدراسات السياسية
المدرسة الوطنية للادارة
المهنة الخدمة المدنية
الدين رومانية كاثوليكية
التوقيع

تم الحكم عليه بالسجن لسنتين مع وقف التنفيذ في 15 ديسمبر 2011 وذلك بعد إدانته بالفساد و تبديد المال العام [1].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسرة والحياة المبكرة

وُلد شيراك في 29 نوفمبر 1932، في الحي الخامس في باريس. والده هو فرانسوا شيراك، مدير لعدد من الشركات، و والدته هي السيدة ماري-لويز فالات. تخرج من مدارس ليسيه كارنو ولويس لو گران في باريس. حصل على دبلوم من معهد الدراسات السياسية في باريس وآخر من السامر سكول في جامعة هارڤرد في الولايات المتحدة الأمريكية.

تزوج في 16 مارس 1956 من برناديت شودرون دو كورسال، وله ابنتان: لورانس و كلود.


حياته السياسية المبكرة (1950 - 1973)

 
شيراك (يمين) في الستينيات.

عام 1962 أصبح شيراك مساعد رئيس الوزراء آنذاك جورج بومبيدو وفي مارس 1965 بدأت حياته السياسية عندما انتخب مستشار محلي في سانفريل في مقاطعة كوريز، وسط فرنسا، بعدها انتخب عضو في البرلمان عن المنطقة نفسها عام 1967. أصبح فيما بعد وزير دولة من أجل التوظيف.

منذ عام 1967 الى عام 1974 شغل جاك شيراك مناصب وزارية كثيرة بما فيها وزير دولة للشؤون الاجتماعية وزير دولة وفي وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية وأصبح وزيرا للزراعة ومن ثم وزيراً للداخلية.

رئيس الوزراء (1974-1976)

جرى تعيينه مرتين كرئيس وزراء عام 1974 إلى 1976 ومن عام 1986 إلى 1988. خلال الإنتخابات الرئاسية لعام 1974 وقّع «نداء الـ 43 » من أجل المساعدة على انتخاب فاليري جيسكار ديستان وقام هذا الأخير بتعيين شيراك كرئيس حكومة بعد ان نجح في الانتخابات .

 
الثاني من اليسار: رئيس الوزراء الفرنسي جاك شيراك مع نائب الرئيس العراقي صدام حسين في مفاعل نووي فرنسي، في 1976. وكانت تلك الزيارة الوحيدة لصدام حسين إلى بلد أجنبي (غير عربي).


هذا الجزء الأول من مذكراته، يتحدث شيراك حول العلاقة التي جمعت الوزير الأول الفرنسي آنذاك جاك شيراك بالرئيس العراقي صدام حسين، يقول شيراك في فصل سماه "أثناء العمل"، يتحدث عن الفترة التي كان فيها وزيراً أول وعندما كان جيسكار ديستان رئيساً للجمهورية: "كنت مسؤولا عن التفاوض مع العراق حول اتفاقيات تعاون في مجال الطاقة وفي المجال العسكري. وهو ما جعلني أن التقي بالمسؤول الأول عن البلد وهو صدام حسين لثلاث مرات: الأولى سنة 1974 في أول زيارة لي إلى بغداد، وبعد ذلك في سبتمبر 1975 بباريس بمناسبة الزيارة الرسمية لمسؤول العراقي، ومرة أخرى سنة 1976 ببغداد من جديد، حيث توقفت ببغداد رفقة وزير التجارة الخارجية ريمون بار، بعد أن كنا في زيارة رسمية إلى الهند.[2]

لفهم هذه المحادثات مع العراق في عز أزمة الطاقة العالمية لابد من التذكير أن فرنسا كانت تستفيد من امتياز في العراق، فيما يخص الاحتياط النفطي، حصلت عليه مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن اقتسم الحلفاء الإرث العثماني، وهذه المصالح تم حفظها بفضل السياسة العربية للجنرال دوغول التي استمر فيها جورج بومبيدو.

يسترسل شيراك:

«في سنة 1972 عندما استرجع العراق عزته وافتخاره واستقلاله البترولي ووقفه للامتيازات الأجنبية في حقول البترول، أخبرت السلطات العراقية الحكومة الفرنسية أنها لا توقف التعاون مع فرنسا في هذا المجال. ولكن في مقابل ذلك يريد العراق الحصول على تجهيزات عسكرية. في هذا الإطار تم استقبال صدام حسين لأول مرة من طرف جورج بومبيدو سنة 1972 . وتم التوقيع على اتفاق تحصل مقابله العراق على جزء كبير من التجهيزات التي طلبتها مع ضمان استمرار المصالح البترولية لفرنسا بالعراق لعشرات السنوات.

وابتداءاً من سنة 1974 أصبح التبادل الصناعي والعسكري كثيفاً بين البلدين. في أكتوبر تم استقبالي بترحاب كبير من طرف صدام حسين ببغداد من أجل التفاوض حول عقود جديدة. رغم أنه أخذ السلطة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها جد عنيفة، لكن المسؤول العراقي كان يتمتع بشعبية كبيرة في العالم العربي، ويلتقي معه المسؤولون الغربيون. كانت للعراق رغبة في التخلص من الوصاية السوفياتية، لهذا راهن على فرنسا لمساعدته على تحقيق استقلالية بلده، لهذا كان يقوم بكل شيء للتعبير عن صداقته.

الرجل كان يبدو لي ذكيا وبشوشا، يستقبلني في منزله ويعاملني كصديق شخصي، وحرارة استقباله لا يمكن أن تخفى على أحد، ولقاءاتنا كانت تتم في ظروف جد ودية.

كانت دائماً لي سهولة في اللقاء مع رؤساء الدول العربية، ربما لأنه كانت لهم صراحة لا يتمتع بها نظراؤهم الغربيون، بالإضافة إلى أن العراق بلد جد مثير وسوف يحتل مركزا متميزا بين الأمم الكبرى تناسب مكانته.

سنة بعد ذلك في شتنبر 1975 استقبلت صدام بباريس وقمنا معا بزيارة المحطة النووية لكارداش قبل أن نتمم لقاءنا بنهاية أسبوع خاصة ميزها لقاء غداء بأحد المطاعم، وانتهت هذه الزيارة، كما جرت العادة في السابق، بعشاء رسمي في أحد مطاعم قصر فيرساي، حيث قلت لصدام رسميا أن فرنسا مستعدة لمساعدته برجالها، بتكنولوجيتها وخبرتها.

في سنة 1978 قام صدام حسين بطرد آية الله الخميني الذي كان لاجئا بالعراق لعدة سنوات، ومن خلال سفيره بباريس أبلغني صدام حسين رسالة يوصيني من خلالها بعدم استقبال الخميني بفرنسا. فأغلب البلدان الغربية رفضت استقباله، وفرنسا هي الوحيدة التي بإمكانها ذلك. وفي رسالته حذرني صدام من الأمر التالي: "عليكم بالحذر، اتركوه يرحل إلى ليبيا، لأن ما سيقوله بفرنسا سوف يكون له انعكاس دولي، وما سيقوله بليبيا لن يسمع به أحد". وبما أنني لم أكن وزيرا أول، بعث بالرسالة إلى الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان الذي لم يأخذها بعين الاعتبار، بل قام بعكس ما كان منتظرا منه، أي ما طلبه الرئيس العراقي. واستقبال الخميني من طرف فرنسا كانت له عواقب جد كبيرة، ولا يمكن تداركها سواء بالنسبة لمستقبل إيران أو الاستقرار بالعالم.

كان هذا آخر تبادل بيني وبين صدام بعدها لم أره.. صدام كان وطنيا كبيرا، وكانت له أنفة واعتزاز كبيران يعكسان الطموحات الكبيرة لبلده. عندما علمت سنوات عديدة، بعد ذلك، بالحماقات القمعية التي انتابت هذا الديكتاتور، قطعت كل الصلات الشخصية به. وهذا لم يمنع فيما بعد أنني صدمت عندما رأيت الطريقة التي عومل بها. هذا القتل الليلي الذي تم بنفس الهمجية التي اتهم بها صدام، والتي توبع من أجلها.»

رئيس بلدية باريس (1977-1995)

كانت سنة 1976 نقطة فاصلة في حياة جاك شيراك السياسية وبعد أن ترك الحكومة أسس التجمع من أجل الجمهورية عام 1976 وربح الإنتخابات البلدية في باريس عام 1977 وبقي رئيساً لبلدية لباريس حتى 1995 حين انتخب كرئيس للجمهورية.

النضال من أجل القيادة اليمينية

أولا "التعايش" (1986-1988) و"عبور الصحراء"

 
شيراك أثناء رئاسة الوزراء الثانية

في عام 1986 كلّف رئيس الجمهورية فرنسوا ميتيران السيد شيراك تشكيل الحكومة بعد خسارة الحزب الاشتراكي في الانتخابات البرلمانية. وفي عام 1988 خاض جاك شيراك معركة الانتخابات الرئاسية ضد ميتران وخسرها. وبعد 7 سنوات فاز جاك شيراك على ليونيل جوسبان فانتخب رئيساً بنسبة 52.6% من الأصوات. إن فوز جاك شيراك بولاية ثانية عام 2002 مع اكثرية حزبية كبيرة توجت حياته السياسية فجعلته يترك أثرا عميقا في السياسة الفرنسية.

إن احد إصلاحاته السياسية الكبيرة كان تقليص الولاية الرئاسية من سبع إلى خمس سنوات تماشياً مع ولاية البرلمان، بالرغم من تقليص ولايته الثانية.

شيراك وزير

(20 مارس 1986 – 12 مايو 1988)

الانتخابات الرئاسية 1988 وبعدها

فترة الرئاسة الأولى (1995–2002)

 
شيراك مع بيل كلينتون خارج قصر الإليزيه في باريس، يونيو 1999
 
الرئيس الفرنسي جاك شيراك (يسار) يتحدث مع الرئيس السوري حافظ الأسد قبل بدء لقائهما الثنائي في قصر الإليزيه، في 16 يوليو 1998. حافظ الأسد، في أول زيارة رسمية له في 22 سنة، يصل فرنسا في زيارة دولة لثلاثة أيام لمحادثات تهدف إلى حشد دعم لمساعيه في عملية السلام في الشرق الأوسط. المصدر: CGW/AA


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سياسة الدفاع


فترة الرئاسة الثانية (2002–2007)

الفترة الأولى

 
الإسكندرية، مصر - 16 أكتوبر 2002: حفل افتتاح مكتبة الإسكندرية. بدءاً من الثالث من اليسار، (من اليسار إلى اليمين): الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الرئيس المصري حسني مبارك وقرينته سوزان مبارك، والملكة رانيا من الأردن يصفقون في حفل افتتاح مكتبة الإسكندرية، في 16 أكتوبر 2002 في الإسكندرية بمصر. وقد تجمـّع ضيوف الشرف من أرجاء العالم للاحتفال بالمنشأة الجديدة، التي كانت نسخة حديثة من المكتبة القديمة الشهيرة التي احترقت في القرن الرابع. المجمع يضم قبة سماوية وقاعة مؤتمرات وخمس معاهد بحثية، وست معارض وثلاث متاحف. (الصورة من Getty Images)


محاولة اغتيال

السكتة الدماغية

استفتاء 2005

السياسة الخارجية

اعتُبر الزعيم الفرنسي كمعارض للغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وفي عام 2008 قام بتأسيس مؤسسة شيراك من اجل التنمية المستدامة والحوار الثقافي.[3]


العلاقات مع سوريا

روى شيراك أنه هو من إختار الرئيس اللبناني السابق إميل لحود لرئاسة لبنان، وذلك بالتنسيق مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد قبل أن ينقلب على الاثنين في أعقاب التمديد للحود وتفاقم الضغوط على صديق شيراك رفيق الحريري.

يقول شيراك في مذكراته "حرص حافظ الأسد على استشارتي في ديسمبر 1998 حيال تعيين الرئيس اللبناني المقبل. وطلب مني أن أرسل له خمسة أسماء يختار من بينها، فوضعت بينها اسم الجنرال إميل لحود الذي كان يتمتع بسمعة طيبة وتم فرضه في نهاية الأمر من قبل دمشق".[4]

بعد وفاة الأسد الأب، أعلن شيراك ما يشبه التبني السياسي لبشار الأسد، وهو يروي في مذكراته أن حافظ الأسد أوكله بذلك وطلب إليه مساعدة الرئيس المقبل لسوريا، وهو لم يقصر، فاستقبل بشار الأسد إستقبال الرؤساء قبل عام من وصوله إلى سدة الرئاسة السورية، وكان الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر مراسم جنازة حافظ الاسد، لكن شهر العسل الفرنسي-السوري، سرعان ما تحول إلى علقم بعد التجديد للحود في لبنان، ذلك أن شيراك كان يقف بقوة إلى جانب صديقه وحليفه العربي الأول رفيق الحريري الرافض للتمديد.

بلغت صداقة شيراك والحريري حدود قول الأول حرفياً لحافظ الأسد:

«إن موارنة لبنان خذلونا، وأنا وإياك نستطيع أن نقيم علاقة استراتيجية عالية ويمكن لدورينا أن يتكاملا في لبنان، حيث صديقنا رفيق الحريري أسس لتحالف جديد بين العرب المسلمين وبين فرنسا للمرة الأولى في تاريخ علاقتها بلبنان.»

لكن وقوف شيراك ضد الحرب الأمريكية البريطانية على العراق، جعله لاحقاً يبحث عن وسيلة لاستعادة علاقات متوترة وصعبة مع جورج بوش الإبن، فكان أن اتفق معه على إصدار القرار رقم 1559 لإخراج الجيش السوري من لبنان وتطويق ما يصفه "بالهلال الشيعي".

نجد الكثير من هذه التفاصيل في كتاب سر الرؤساء لمؤلفه الفرنسي فنسان نوزي. هذا الكاتب الواسع الإطلاع يروي كيف أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أبلغ شيراك في سبتمبر 2003 على هامش دورة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "قل لبشار الأسد إني شرير أُحادي التصرف"، وكيف أن الخارجية الأمريكية وصفت في حينه الرئيس السوري بأنه "يتصرف كناصري جديد، ويبحث عن موقع البطولة في العالم العربي"، ويجب الحد من طموحه.

ويكشف الكاتب أنه منذ الأشهر الأولى من عام 2004، راح قصر الإليزيه يعرب عن بواكير رغباته بالتقارب مع واشنطن حول الملف اللبناني ـ السوري، فيقول شيراك لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في مارس 2004: "يجب مساعدة لبنان على التخلص من الوصاية السورية"، ثم يقول لبوش في خلال العشاء الذي جمعهما في 5 يونيو 2004: "هناك انتخابات رئاسية ستجري في لبنان في أكتوبر، وسيكون في الأمر انطلاقة جديدة للبنان لو أصبح رئيسه من دون وصاية سورية". وطالب شيراك بفرض عقوبات على سوريا لدفعها للانسحاب من لبنان.

وفق الكاتب، فإن الحريري قرأ القرار 1559 قبل إصداره، وشيراك الذي وجد في الملف اللبناني فرصة للمصالحة مع الولايات المتحدة بعد الشرخ الذي أحدثه رفض فرنسا حربها على العراق، راح يرسل مراراً مبعوثه موريس گوردو مونتانيو إلى واشنطن للقاء وزيرة الخارجية كوندليسا رايس وعدد من المسؤولين الأمريكيين، وكانت اللقاءات الأبرز في 19 و20 أغسطس 2004.

قال شيراك صراحة لرايس التي كان يتصل بها مرات عديدة في الأسبوع الواحد إن القرار رقم 1559 "سيجعل المتشددين في دمشق في وضع هش ويعطي الذرائع للمعتدلين للتشكيك بقدرات النظام وتوجهاته، ولن تكون لنا أية مصلحة في أن نرى في الشرق الأوسط هلالا شيعيا من إيران إلى حزب الله مرورا بالعراق وسوريا".

لم تمض ساعات على اغتيال الحريري، حتى قررت كل من واشنطن وباريس ومن خلال سفيريهما في بيروت جيفري فيلتمان وبرنار ايميه بأن سوريا "هي القاتلة". وفي الوقت نفسه، كان الرئيس المصري حسني مبارك يتصل مرات عديدة بشيراك ليؤكد له أن الجريمة "تحمل توقيع سوريا"، ويجاريهم في الأمر مساعد وزير الدفاع الأمريكي پول ولفوويتز أحد صقور المحافظين الجدد. في الإدارة الأمريكية.

وبما أن الاتهام الأمريكي-الفرنسي-المصري صدر قبل أن تظهر أية معلومات حول الجهة القاتلة، فإن آلة تكريس التهمة تبدأ سريعا بالعمل، فها هو شيراك، المشتعل غضبا ضد سوريا، يقول لبوش في خلال العشاء بينهما في 21 فبراير في بروكسل: "من الضروري، إطلاق لجنة تحقيق دولية للكشف عن المخططين والمنفذين".

هنا تحديداً، بدأ الرئيس الفرنسي السابق يعتقد بأن النظام السوري آيلٌ إلى السقوط، فيكتب بخط يده وبقلم أسود وتحته سطر بالأحمر: "حين ندفع النظام السوري إلى الفشل حول القضية اللبنانية، يمكننا أن نصيبه في المقتل، وقد بدأنا فعلا هذا المسار، ويقيني أن سوريا لن تتراجع إلا إذا أخفناها وسببنا لها الأذى"، مضيفاً "من يعرف كيفية عمل النظام الطائفي في سوريا لا يشك مطلقا بأن قرار اغتيال الحريري قد اتخذ من قبل بشار الأسد، وكل فرضية أخرى ليس لها أي معنى".

يقين شيراك بقرب انهيار النظام السوري، اقترن بخشيته من أن أي مواجهة مباشرة مع الأسد "ستؤدي إلى تضامن عربي مع دمشق"، فيجيبه بوش قائلاً: "أنا متفق معك، يجب عدم مواجهة سوريا مباشرة، وعلينا المرور عبر لبنان، ولكن كيف يمكننا الوصول إلى هذا الهدف". يكرر شيراك ضرورة قيام لجنة تحقيق دولية، معتبرا أن ذلك يقوي شوكة المعارضة اللبنانية لسوريا، ويشدد على وجوب عدم مزج الملف اللبناني ـ السوري مع مسيرة سلام الشرق الأوسط "لأننا بذلك نخسر الشيعة الذين سينضمون إلى العلويين".

هنا، يجيبه بوش بأنه سيمرر رسالته هذه إلى الإسرائيليين ويسأل عما إذا كان من الممكن خروج السوريين من لبنان من دون أن يؤدي الأمر إلى حرب أهلية لبنانية، فيطمئنه شيراك بأن الحل يكمن في تطبيق القرار 1559 قائلاً: "سيكون القرار قاتلا للنظام السوري، خصوصا إذا ما أضيفت إليه عقوبات قاسية على هذا النظام".

وتقترح رايس التي كانت حاضرة في ذاك الاجتماع أن يكون للمبعوث الدولي تيري رود لارسن دور في ذلك (لاحقاً صار ناظر القرار 1559).

ويكشف الكاتب الفرنسي كيف أن باريس وبالتشاور مع واشنطن سعت لإبعاد حزب الله عن دمشق، لا بل إن فرنسا أوفدت سفيرها في لبنان برنار ايميه سرا للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فتلقى جوابا مفاده أن المقاومة مستمرة وأنــه يجب عـدم المساس بسوريا.

والغريب أن شيراك أظهر تشدداً ضد سوريا أكثر بمرات مما كان عليه أمر جورج بوش، فما أن يعلن الرئيس الأسد الرغبة بالانسحاب من لبنان، حتى يسارع سيد الإليزيه للقول لبوش "إن هذا غير كاف فالأسد سيحتفظ بنقاط إستراتيجية في لبنان"، ويجب مواصلة الضغط عليه وإقناع حزب الله بالابتعاد عنه، ويقول شيراك صراحة "إذا حصلنا على انسحاب السوريين وعلى فقدان سيطرة سوريا على لبنان سينهار النظام السوري، وستقود الديموقراطية في سوريا الغد إلى وصول السنة والمسيحيين إلى السلطة، وهو ما سيدق مسماراً في الهلال الشيعي"..

وحين يستقبل الرئيس الفرنسي ضيفته الأميركية رايس في 14 أكتوبر 2005 يؤكد لها بيقين مطلق أن "النظام السوري يتحلل، ولن يستطيع مقاومة الضغط المزدوج، والمتمثل من جهة باستقلال لبنان المناهض لمشروع إقامة سوريا الكبرى، ومن جهة ثانية بالتناقضات داخل الأقليات... وإن فرض عقوبات على سوريا سيؤدي حكماً إلى إسقاط النظام".

وفي اللقاء نفسه، تنضج الطبخة الفرنسية الأمريكية لإنشاء المحكمة الدولية بغية ملاحقة قتلة الحريري، وذلك بعد أن تؤكد رايس على ضرورة استصدار قرارين ضد سوريا، الأول، يشدد على عدم تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس، والثاني، على تصرفاتها بعد تقرير تيري رود لارسن، ولم تمض أسابيع قليلة حتى طلبت حكومة لبنان برئاسة فؤاد السنيورة من الأمم المتحدة إنشاء تلك المحكمة، متجاوزة مجلس النواب وكذلك اللجنة الثنائية المشتركة التي تم تشكيلها بين حزب الله (الحاج حسين خليل) وتيار المستقبل (الوزير السابق بهيج طبارة)، من أجل التوصل إلى صيغة مقبولة من الطرفين.

الاضطرابات المدنية والاحتجاجات 2005


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ضريبة الطيران

قصف مفاعل أوزيراك العراقي

بدعوة من صدام حسين (نائب الرئيس العراقي آنذاك، والدكتاتور الفعلي للبلاد)، قام شيراك بزيارة رسمية إلى بغداد عام 1975. وافق صدام على صفقة تمنح شركات نفط فرنسية عدد من المزايا بالإضافة إلى حصة 23% في النفط العراقي.[5] بعيداً عن هذه الصفقة، باعت فرنسا للعراق مفاعل اوزيراك النووي.

زعمت القوات الجوية الإسرائيلية أن تشغيل المفاعل الوشيك يمثل تهديداً على أمن إسرائيل، وقامت بقصف مفاعل اوزيراك في 7 يونيو 1981، مما أثار غضباً كبيراً من المسئولين الفرنسيين ومجلس الأمن الدولي.[6]

أصبح مفاعل أوزيراك محل جدل مرة أخرى في 2002-2003، عندما قام تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة بغزو العراق والإطاحة بحكومة صدام حسين بالقوة. بذلت بفرنسا بقيادة العديد من البلدان الأخرى بجهود لمنع هذا الغزو. فيما بعد استخدمت صفقة اوزيراك من قبل وسائل الإعلام الأمريكية لانتقاد معارضة بدء الحرب في العراق بقيادة شيراك،[7] على الرغم من اشتراك فرنسا في حرب الخليج.[8]

قضية كليرستريم

الإعلان عن النية بعدم السعي لولاية ثالثة

الجدل حول الحجاب

جدل

الاختلاس والمحاكمة

في 12 سبتمبر اتهم شيراك ورئيس وزرائه دومينيك دوفيلبان بتلقي مبالغ مالية بلغت قيمتها 20 مليون دولار أمريكي أُرسلت إليهما في حقائب من قبل قادة وزعماء أفارقة بين عامي 1995 و2005. وكان المحامي الفرنسي اللبناني الأصل روبير بيرجي قد اعترف بوساطته في دفع مبالغ مقدمة من عبد الله واد، رئيس السنغال، بليز كومباوري، رئيس بوركينا فاسو، ولوران گباگبو، الرئيس السابق لساحل العاج، ودنيس ساسو نگيسو، رئيس جمهورية الكونغو برازاڤيل، وعمر بونگو، رئيس الگابون، حوالي 10 ملايين دولار للحملة الانتخابية الفرنسية لعام 2002.[9]

ورغم قرار شيراك ودوفيلبان رفع دعوى قضائية ضد برجي، إلا أنَّ الأخير أصرَّ على أقواله، إذ قال في مقابلة مع صحيفة " لو پاريزيان" في عددها الصادر الاثنين: "أصرُّ على كل ما قلته في شأن هذه القضية. لقد تفاجأت بموقف شيراك. فبينما كان يشكو من ضعف الذاكرة في قضية الوظائف الوهمية ببلدية باريس، ها هو يسترجع فجأة ذاكرته ويرفع دعوى قضائية ضدِّي."

في ديسمبر 2011 أصدرت محكمة فرنسية حكما بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ على جاك شيراك، وذلك بعد أن وجد القاضي أنه مذنب بالفساد وتبديد المال العام واستغلال ثقة الشعب.[10]


الحياة بعد الرئاسة

 
الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك (الثالث من اليسار) يـُقدِّم في 15 يونيو 2009 في پاريس، لجنة التحكيم في مؤسسة شيراك لجائزة حل النزاعات لرفع الوعي والدعم لأولئك الذين يهبون جزءاً من حياتهم ومواردهم لمنع النزاعات.
من اليمين إلى اليسار: إسماعيل سراج الدين (مدير مكتبة الإسكندرية) ، ميشل كامديسو (المدير العام لصندوق النقد الدوليسيمون ڤيل (الوزيرة الفرنسية السابقة ورئيسة الپرلمان الأوروپيجاك شيراك (الرئيس الفرنسي السابق آنذاك)، فدريكو مايور (المدير السابق لليونسكوأندريا ريكاردي (أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة روما 3). حفل منح الجائزة كان مزمعاً أن يُعقد في 6 نوفمبر 2009 في جامعة السوربون في پاريس. (فضل الصورة: STEPHANE DE SAKUTIN/AFP/Getty Images)


مذكراته وشعبيته

في الثقافة العامة

التأثير على الثقافة الشعبية الفرنسية

مؤلفاته

  • بحث لدى معهد الدراسات السياسية حول تنمية ميناء نوفيل-أورليان (1954)،[11]
  • " خطاب لفرنسا في لحظة الاختيار"، دار نشر Stock (1978)،
  • "بصيص من الأمل: تأملات في المساء من أجل الصباح"، دار نشر La Table Ronde (1978)،
  • "فرنسا جديدة، تآملات 1"، دار نشر Nil (1994)،
  • " فرنسا للجميع"، دار نشر Nil (1995)./.

أوسمة وتكريمات

  • وسام جوقة الشرف الگراند كروا.
  • وسام الاستحقاق الوطني الگراند كروا.
  • وسام الكروا العسكري.
  • ميدالية الطيران.
  • وسام الإستحقاق في مجال الزراعة في مجال الفنون والآداب برتبة فارس، وسام إستحقاق النجمة السوداء برتبة فارس، ووسام الإستحقاق في مجال الرياضة برتبة فارس.
  • وسام استحقاق الگراند كروا لجمعية مالطا.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ الحكم على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بالسجن سنتين بعد إدانته بالفساد
  2. ^ "مذكرات جاك شيراك (4 .. علاقتي بصدام حسين". بي بي سي. 2009-11-11. Retrieved 2019-09-26.
  3. ^ "جاك شيراك". مشروع علاء الدين. Retrieved 2012-07-16.
  4. ^ "شيراك عرّاب الأسد.. وألد خصومه". 180 پوست. 2019-09-26. Retrieved 2019-09-26.
  5. ^ Taheri, Amir, "The Chirac Doctrine: France's Iraq-war plan", National Review Online, 4 November 2002
  6. ^ "1981: Israel bombs Baghdad nuclear reactor", On this day – 7 June, BBC News. Retrieved 5 September 2008
  7. ^ Joshua Glenn, Rebuilding Iraq, Boston Globe, 2 March 2003
  8. ^ "Out of Area or Out of Reach? European Military Support for Operations in Southwest Asia" (PDF). Retrieved 13 June 2010.
  9. ^ "فرنسا: اتهام شيراك ودوفيلبان بتلقي 20 مليون دولار من قادة أفارقة". بي بي سي. 2012-09-12. Retrieved 2012-07-16.
  10. ^ "الحكم على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بالسجن سنتين بعد إدانته بالفساد". بي بي سي. 2011-12-15. Retrieved 2012-07-16.
  11. ^ "السيد جاك شيراك: السيرة الذاتية". السفارة الفرنسية في مصر. Retrieved 2012-07-16.

المراجع

  • Emmanuel Hecht, Thierry Vey, Chirac de A à Z, dictionnaire critique et impertinent, Éditions Albin Michel, ISBN 2-226-07664-6
  • Valéry Giscard d'Estaing, Le pouvoir et la vie, tome 3
  • Frederic Lepage, A Table avec Chirac
  • Jacques Chirac, La Nouvelle-Orléans et son port en 1954, [Presses Universitaires du Nouveau Monde], ISBN 1-931948-68-2

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بجاك شيراك، في معرفة الاقتباس.
مناصب سياسية
سبقه
Michel Cointat
وزير الزراعة والتنمية الريفية
1972–1974
تبعه
Raymond Marcellin
سبقه
Raymond Marcellin
وزير الداخلية
1974
تبعه
Michel Poniatowski
سبقه
پيير مسمير
رئيس وزراء فرنسا
1974–1976
تبعه
ريمون بار
{{{reason}}} عمدة پاريس
1977–1995
تبعه
Jean Tiberi
سبقه
لوران فابيوس
رئيس وزراء فرنسا
1986–1988
تبعه
ميشل روكار
سبقه
فرانسوا ميتران
رئيس فرنسا
1995–2007
تبعه
نيكولا ساركوزي
مناصب حزبية
سبقه
Alexandre Sanguinetti
أمين عام اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية
1974–1975
تبعه
André Bord
{{{reason}}} رئيس التجمع من أجل الجمهورية
1976–1994
تبعه
آلان جوپيه
سبقه
Jacques Chaban-Delmas
المرشح الرئاسي لحزب التجمع من أجل الجمهورية
1981، 1988، 1995، 2002
{{{reason}}}
ألقاب ملكية
سبقه
فرانسوا ميتران
أمير أندورا-المشارك
1995–2007
خدم بجانب: Joan Martí Alanis (1995–2003)
Joan Enric Vives Sicília (2003–2007)
تبعه
نيكولا ساركوزي
مناصب دبلوماسية
سبقه
Jean Chrétien
رئيس مجموعة 7
1996
تبعه
بيل كلنتون
سبقه
Jean Chrétien
رئيس مجموعة 8
2003
تبعه
جورج د. بوش
ترتيب الأولوية
سبقه
ڤاليري جيسكار ديستان
بصفته الرئيس السابق
الترتيب الرئاسي الفرنسي
'الرئيسا لسابق
تبعه
Jean-Louis Borloo
as وزير البيئة والتنمية المستدامة