سهى عرفات

(تم التحويل من سها الطويل)

سهى عرفات أو سهى داود الطويل (و. 17 يوليو 1963)، أرملة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الأسبق ياسر عرفات.

سهى عرفات
سهى عرفات.jpg
الميلاد 17 يوليو 1963
الزوج(ة) أرملة رئيس الأسبق ياسر عرفات

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياتها

 
سهى عرفات ووالدتها ريموندا الطويل.

وُلدت في الضفة الغربية لأسرة مسيحية فلسطينية كانت تعيش في نابلس ورام الله اللتان كانتا تخضعان للسلطة الأردنية، كان والدها داود الطويل مصرفيًا[1] ووالدتها ريموندا الطويل سياسية وكاتبة وشاعرة فلسطينية. تلقت تعليمها في مدرسة الدير ومدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، وتلقت تعليمها الجامعي في جامعة السوربون في باريس، وفي فترة دراستها الجامعية رأست الاتحاد العام لطلبة فلسطين في فرنسا وقامت بتنظيم تظاهرات من أجل القضية الفلسطينية.


زواجها من عرفات

 
سهى وزوجها ياسر عرفات.

إلتقت بياسر عرفات للمرة الأولى عام 1985 وكانت مع والدتها وشقيقاتها[2]، وعندما زار فرنسا بعام 1989 عملت كمترجم له أثناء لقاءاته مع أعضاء الحكومة الفرنسية. وطلبها بعد ذلك كي تعمل معه في تونس حيث مقر منظمة التحرير الفلسطينية[3]. وفي 17 يوليو 1990 تزوجا وكانت تبلغ من العمر 27 عاماً بينما كان هو يبلغ 61 عام، إلا أن الزواج لم يعلن إلا في عام 1992[4]. وقد أنجبا ابنة واحدة هي زهوة التي ولدت بتاريخ 24 يوليو 1995 في نويي سور سين بفرنسا. وقد اعتنقت الإسلام بعد زواجها منه[5]. وبعد إندلاع ما عرف باسم الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000 وقصف إسرائيل لمنزلهم في قطاع غزة غادرت مع ابنتها وأقامتا فترة في القاهرة ثم انتقلتا إلى باريس وذلك بناء على رغبة ياسر عرفات حتى لا يقال إنه يستخدم أسرته كدرع بشري لحمايته[6].

انتقادات

تهم فساد

 
سهى وابتها زهوة عرفات.

بعد وفاة زوجها عاشت فترة في تونس التي أعطتها جنسيتها، ثم عادت وسحبتها منها عام 2007، وتعيش حالياً مع ابنتها في مالطا حيث يمثل شقيقها السلطة الفلسطينية. كانت قد ظهرت إشاعه أثناء إقامتها بتونس حول زواجها من بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى بن علي زوجة رئيس تونس زين العابدين بن علي، إلا إنها نفت هذا الخبر وأعلنت إنه إشاعة[4].

سلوكها الشخصي

اشتكت سهى عرفات، التي اعتنقت الإسلام، ذات مرة لصحيفة مصرية بأن زوجها لم يقدم لها أبداً حلى وأنه يعيش كعازب. وقالت في المقابلة النادرة "عندما اشتكي من الاهمال يقدم لي هدايا ورموزاً من الثورة الفلسطينية". إلا أنها نفت فيما بعد أن يكون زواجهما يتعرض لصعوبات.

وقالت ذات مرة أنها "تزوجت من أسطورة" وأعربت بوضوح عن تمسكها الشديد بحلم عرفات في اقامة دولة فلسطينية. وأعربت عن تاييدها للعمليات الانتحارية وأكدت "أن لا شرف يعلو" شرف التضحية بابن من أجل القضية الفلسطينية.

وفي ربيع 2004 وبالرغم من انفصالها عن زوجها أعلنت أنها مستعدة للعودة إلى الأراضي الفلسطينية "لحظة يطلب ذلك مني". لكن سهى عرفات أثارت مرات عدة فضائح وتسببت باحراج للزعيم الفلسطيني الراحل.

وكانت تسببت أيضاً باحراج لزوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون، هيلاري كلنتون التي تكن لها الاعجاب، أثناء وجود الاخيرة في الضفة الغربية، عبر توجيها انتقادات لإسرائيل باتهامها إياها بزيادة حالات الاصابة بالسرطان في الأراضي الفلسطينية، ما اضطر مسؤول فلسطيني بارز إلى الاعتذار من واشنطن.[7]

وفي نوفمبر 2004 أثارت مجددا موجة من الاستنكار باتهامها رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ووزير الخارجية نبيل شعث والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت محمود عباس الذين كانوا ينوون زيارته في المستشفى بأنهم يعتزمون "دفنه حياً".

ثروتها

في 11 نوفمبر نقلت قناة العربية عن مجلة ألمانية أنه أثناء وجود عرفات في المستشفى الفرنسي قبيل وفاته، عرضت القيادة الجديدة للسلطة على سهى عرفات مبلغ 2 مليون دولار مقابل التنازل عن الحسابات المصرفية المسجلة باسم عرفات، لكنها رفضت مرجئة المفاوضات إلى حين مجيء تلك القيادة إلى باريس، حيث صلاحيات إدخال الزوار على عرفات ونزع الأجهزة عنه والإعلان عن حالته الصحية بيد سهى وحدها، مما يقوي موقفها التفاوضي.[8]

انتهت المفاوضات إلى إعطاء سهى 20 مليون دولار بالإضافة 11 مليون كانت قد أخذتها سابقاً وكذلك 35 ألف دولار مصروف شهري. وقالت المجلة أن التاريخ الحقيقي لوفاة عرفات سبق موعد الإعلان، وتم تأخيره إلى حين إنهاء المفاوضات مع سهى، والانتهاء من عملية تحويل الحسابات المصرفية التي كانت باسم عرفات.[9]

تداولت أنباء أن الرئيس عرفات كان يدير إمبراطورية مالية تضم استثمارات منظمة التحرير الفلسطينية الضخمة في مجال الطيران ومزارع الموز وشركات التكنولوجيا العالية وأموال مخبأة في حسابات في البنوك في مختلف الأقطار.

وقد صرح جاويد الغصين وهو وزير مالية سابق لمنظمة التحرير الفلسطينية للأسوشيتد برس أن ثروة عرفات كانت تقدر بما بين 3-5 بلايين دولار عندما غادر هو المنظمة سنة 1996 ولا أحد يعرف الآن كم هي، إلا أن التقديرات تقول إنها عدة ملايين من الدولارات.

وقد يكون التحقق من الأمر صعباً لأن عرفات امتنع من فتح حسابات خاصة تضم المبالغ الضخمة التي قدمتها الدول العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية في السبعينات ثم في الثمانينات إضافة إلى المساعدات الغربية لحكومة السلطة الفلسطينية في التسعينات بعد اتفاق أوسلو.

صحيح أن عرفات كان يعيش عيشة متقشفة ولكنه بحاجة إلى مبالغ طائلة من أجل الحفاظ على ولاء أوليائه، فقد كان عليه أن يسجل الاستثمارات ويفتح الحسابات بأسمائهم لضمان ولائهم وعليه بعد ذلك تغطيتهم من أي تدقيق أو تفتيش.

ووحده عرفات الذي يعرف الصورة كاملة وليس من المعروف ما إذا كان ترك وصية أو توثيقا مالياً مكتوباً، فعرفات لا يتحدث أبداً عن القضايا المالية. وقد ذكر أنه في اجتماع فبراير 2003 مع أعضاء فتح عندما تصاعدت الانتقادات قال لهم إنه لا توجد مستندات حسب ما نقله أحد الحاضرين.

ويشار إلى أن محمد رشيد المستشار المالي لياسر عرفات نفى أن يكون رئيسه ثرياً وأضاف إن عرفات ليست لديه ممتلكات خاصة بل ليست لديه حتى خيمة ولا دار ولا حديقة ولا أي حساب شخصي باسمه.

وقال شالوم هراري وهو رئيس مخابرات إسرائيلي سابق إن عرفات كان قد هرب نحو 700 مليون يورو بعضها للطوارئ حين هددت إسرائيل بطرده. وهنالك اسمان دائماً يشار إليهما عندما يتعلق الأمر بأموال عرفات هما محمد رشيد وسهى زوجة عرفات.

فمنذ عام 1994 يقوم رشيد هذا بنقل ملايين الدولارات من ريع استثمارات السلطة الفلسطينية التي حولها عرفات عن الخزينة الفلسطينية التي يشرف عليها وزير إصلاحي هو سلام فياض الذي يرى أن تلك الأموال استثمارات لصالح السلطة الفلسطينية ويجب أن تخضع للتسيير العام.

وقد ذكر حسين الذي كان رئيس الصندوق الوطني الفلسطيني إن التدفق الحقيقي لأموال الفلسطينيين بدأ عام 1979 وتواصل عشر سنوات تقريبا نال خلالها الفلسطينيون أكثر من 200 مليون دولار، مضيفا أنه كان يسلم شخصياً لياسر عرفات صكا بمبلغ 10.25 مليون دولار شهريا من ميزانية منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف إن هذا المبلغ كان مخصصاً لدفع رواتب المقاتلين الفلسطينيين ولمساعدة أسر الشهداء، موضحاً أن عرفات لم يكن يعطي أي إيضاحات عن إنفاقاته متعللا بالأمن الوطني.

وأشار الحسين إلى أن تدفق الأموال كان قد توقف سنة 1990 عندما وقف عرفات إلى جانب صدام حسين، غير أن هذا الأخير قدم لعرفات 150 مليون دولار على ثلاث دفعات واستلمها بنفسه.

ويذكر أن استثمارات منظمة التحرير الفلسطينية تتكون من شركة طيران بالمالديڤ وشركة يونانية للملاحة البحرية إضافة إلى مزارع موز ومنجم للماس في أفريقيا ووضعية مميزة في العالم العربي.

وحسب مسؤول مالي سابق في السلطة الفلسطينية بغزة واقتصادي فلسطيني قام بمتابعة تلك الأموال بطلب من أحد مسؤولي فتح هذه السنة فإن تلك الممتلكات مسجلة بأسماء مجموعة من أولياء عرفات المقربين، ولكن المتحدثين طلبا عدم ذكر اسميهما.

وقد ذكر مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية أن كثيرا من هذه الأموال قد ضاع وأن بعض الشركات أفلست كما أن بعض حاملي أسماء الأسهم الفلسطينية قد ماتوا فتحولت الأموال إلى ورثتهم.

ومع كل هذا فإن قيام السلطة بالضفة الغربية وقطاع غزة كان قد فتح أبوابا جديدة من التمويل للسلطة الفلسطينية إذ قدم المجتمع الدولي نحو 6.5 بلايين دولار للسلطة الفلسطينية بين 1994 و2003.

وفي 2003 أعلن صندوق النقد الدولي أن 900 مليون دولار من دخل السلطة الفلسطينية لم تصل إلى خزينتها خلال ست سنوات الأولى من قيام السلطة الفلسطينية. وأضاف أن بعض العائدات مما توفره الضرائب على التبغ والإسمنت وعائدات الضرائب المسترجعة من إسرائيل كانت تدفع في حساب بتل أبيب يشرف عليه عرفات شخصيا.

وقد ذكر النشاشيبي ممثل صندوق النقد الدولي بالضفة الغربية أن 900 مليون دولار قد تمت إعادتها لخزينة السلطة الفلسطينية تحت إشراف فياض الذي نال ثقة المجتمع الدولي للأعمال التي قام بها. وخلال السنوات الثلاث قبل وفاة عرفات كان فياض قد قطع الكثير من نفقات عرفات وخفض ميزانية مكتبه من 100 مليون دولار سنة 2002 إلى 43 مليون دولار في 2004.

في 2010 فتحت فرنسا تحقيقاً أولياً حول تحويل مبالغ مالية ضخمة من مصدر غير محدد إلى الحساب المصرفي الباريسي للسيدة عرفات. وكانت الأخيرة اتهمت انذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، العدود اللدود لزوجها، بأنه وراء المعلومات التي نشرتها الصحف اثر التحقيقات.

وفي أكتوبر 2011، أصدرت محكمة تونسية مذكرة توقيف دولية بحق سهى عرفات لتورطها بتهم فساد تتعلق بالمدرسة الدولية بقرطاح التي أسستها ليلى طرابلسي.[10]

المراجع

  1. ^ "Fight Over Icon Has Plenty of Precedent"
  2. ^ http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article2848225.ece "Arafat’s widow: I live on just £5,000 a month"
  3. ^ "Fight Over Icon Has Plenty of Precedent"
  4. ^ أ ب سهى عرفات تنفي مزاعم زواجها، صحيفة الشعب اليومية أون لاين، دخل في 7 نوفمبر 2009
  5. ^ سهى عرفات وابنتها زهوة تؤديان فريضة الحج، جريدة الحياة، دخل في 7 نوفمبر 2009
  6. ^ سهى عرفات تتحدث عن أيامه الأخيرة: سر موت أبو عمار دفن معه.. ولم يترك لي الملايين، الوطن فويس، دخل في 7 نوفمبر 2009
  7. ^ سهى عرفات زوجة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات شخصية مثيرة للجدل، فرانس 24
  8. ^ "20 مليون+11مليون+35 ألف (ثروة سهى عرفات"الطويل") !!". شبكة فلسطين للحوار. 2004-11-14. Retrieved 2019-08-07.
  9. ^ "إرث عرفات يهدد ثروة الفلسطينيين". الجزيرة نت. 2004-11-12. Retrieved 2019-08-07.
  10. ^ تونس: مذكرة توقيف دولية بحق سهى عرفات، الشروق الجزائرية