ريخارد زورگه

(تم التحويل من ريتشارد سورج)

ريخارد زورگه Richard Sorge (و. 4 أكتوبر 1895 - ت. 7 نوفمبر 1944)، هو جاسوس ألماني عمل لصالح الاتحاد السوڤيتي، وعمل في اليابان قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. نال زورگه شهرة واسعة لدى المهتمين بالجاسوسية لما تمكن من جمعه من معلومات استخباراتية أثناء الحرب العالمية الثانية، عمل صحفيًا في كلا من ألمانيا واليابان، أُلقي القبض عليه وأُعدم شنقًا بتهم التجسس، عُرف في إدارة الاستخبارات العسكرية السوڤيتية الخارجية باسم رامزي (بالروسية: Рамзай) كما اشتُهر عالميًا كونه أحد أمهر ضباط الاستخبارات السوڤيتية خلال الحرب العالمية الثانية على حد وصف الصحفي والناقد الأسترالي فليپ نايتلي صاحب كتاب ثاني أقدم المهن (بالإنگليزية: The Second Oldest Profession) الصادر عام 1986.

ريخارد زورگه
Richard Sorge
Richard Sorge.JPG
ريخارد زورگه
الكنيةرامزي
ولد4 أكتوبر 1895
باكو، محافظة باكو، نائبية القوقاز، الإمبراطورية الروسية
توفي7 نوفمبر 1944
طوكيو، امبراطورية اليابان
الولاء الإمبراطورية الألمانية (حتى 1918)
 الاتحاد السوڤيتي (بدءاً من 1920)
الخدمة/الفرعالجيش الألماني الامبراطوري
الجيش السوڤيتي (GRU)
سنين الخدمةGermany 1914–1916, USSR 1920–1941
الأوسمةHero of the Soviet Union
Order of Lenin
Iron Cross, II class (for World War I campaign)
الزوجChristiane Gerlach (1921–1929), Ekaterina Alexandrovna (1929(?)–1943)
طابع بريد سوڤيتي يحمل صورة زورگه.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

 
ريتشارد زورگه في الأربعينيات.

ولد سورج في مدينة باكو الروسية من أب ألماني وأم روسية، وكان والده مهندسا في شركة نفط القوقاز. وفي سن الثالثة انتقل سورج مع والديه إلى مدينة برلين، مسقط رأس والده., وفي برلين دخل الجيش الألماني بعد أن بلغ الثامنة عشرة من عمره واشترك في الحرب وأصيب ثلاث مرات، كانت المرة الثالثة هي الأخطر، مما جعله قعيد الفراش في بيته فترة طويلة قضاها في قراءة الكتب الاقتصادية والسياسية، واكتشف خلالها الفكر الماركسي، وبعد شفائه أتم دراسته الإعدادية ثم الجامعية حتى حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هامبورگ.

ميول ريتشارد سورج الماركسية وولادته في روسيا إضافة إلى كون أمه روسية، جعلت المخابرات السوفيتية تطمئن إلى مفاتحته بإنشاء مكتب المخابرات في مقر الحزب الرئيسي في موسكو.

أظهر نجاحا كبيرا في إنشاء المكتب، وبدأ في مد شبكة تجسس تخدم مكتب المخابرات فأرسل إلى شانگهاين لتكوين وإدارة شبكة ضخمة للتجسس وفي عام 1933 دعي إلى موسكو وطلب منه التوجه إلى طوكيو والشروع بتكوين شبكة للتجسس هناك ورغم صعوبة المهمة إلا أن الروس قدروا أنه يستطيع التحرك في طوكيو تحت غطاء ملامحه الألمانية الواضحة, خاصة أنه دخل طوكيو بصفة صحفي.

كان لابد لريتشارد سورج إذا ما أراد دخول طوكيو مطمئنا أن يمر عبر البوابة الألمانية، وكان لجرأته عامل الحسم في الحصول على أوراق ألمانية كاملة إضافة إلى تخويل من صحيفة فرانكفورت زايتونج إضافة إلى مجلتين ألمانيتين, باعتباره مراسلا لها في طوكيو، وكانت قمة جرأة سورج هي في طلبه الانضمام إلى الحزب النازي لأنه يعلم أن الجستابو يفحص طلبات الانضمام إلى الحزب بشكل دقيق.[1]


جاسوس الجيش الأحمر

مدّ زورگه الجيش الأحمر بمعلومات عن حلف مناهضة الكومنترن كما أرسل تحذيرات بشأن الهجوم على بيرل هاربر، كما دارت الأقاويل بشأن تحذيرات مماثلة أرسلها زورگه عام 1941 بخصوص الموعد المحدد لبدء الغزو الألماني للاتحاد السوڤيتي وهو ما قابلته موسكو بمجرّد برقية شُكر في حين تجاهل جوزيف ستالين الأمر برمّته،[2] على الرغم من تأكيد العديد من المصادر الاستخباراتية السوڤيتية الأخرى لتحذيرات زورگه ومنها ليوبولد تريبر عضو حلقة الأوركسترا الحمراء التجسسية العاملة على الحدود الألمانية.

اليابان 1933

 
طابع بريد تكريما لريتشارد زورگه.

بعد أن وصل طوكيو بدأ نشاطه الصحفي وظهر في الأوساط باعتباره ألمانيا صالحا ودكتورا في العلوم السياسية مما يدعو الآخرين لمناداته باسم السيد (هير) إضافة إلى عمله كمراسل صحفي.

كانت أولى التحديات التي واجهته في بداية عمله في طوكيو لقاءه بالصحفي الياباني (أريتومي) الذي عرض عليه خدماته على الفور، لكن حاسة سورج التجسسية أوصلته على الفور إلى قناعة بأن أريتومي يعمل مخبرا لدى البوليس الياباني وأنه مكلف بمراقبته, الأمر الذي يعد إجراء روتينيا في مراقبة الأجانب ضمن تلك الأجواء.

تمكن سورج خلال العام الأول من التوغل داخل أركان السفارة الألمانية كما أنه تمكن من تكوين نواة شبكته التجسسية من يابانيين أحدهما صحفي والآخر فنان تشكيلي ورجل ألماني متمكن من تقنيات اللاسلكي إضافة إلى يوغسلافي يعمل في التصوير الصحفي, ورغم أن اتصاله بالمخابرات السوفيتية انحصر في حضور أحد ضباطها إلى طوكيو لاستلام المعلومات إلا أن سورج وبالاتفاق مع رؤسائه لم يكن ذا نشاط يذكر في عامه الأول لكنه بدأ التفكير جديا في بداية العام الثاني في البحث عن نوايا اليابان لمهاجمة الاتحاد السوفييتي, وعن مدى استعداد اليابان لشن الحرب, وبدأ في هذا العام إرسال الرسائل اللاسلكية مستفيدا من خبرة رفيقه الألماني.

استطاع سورج الحصول على معلومات قيمة من خلال أعضاء الشبكة إضافة إلى معلومات أكثر قيمه من الملحق العسكري الألماني الذي جمعته مع سورج علاقة متينة بإشراف السفير الألماني الذي وضع كامل ثقته بسورج باعتباره مواطنا ألمانيا صالحا.

استمر سورج بعد أن توسعت شبكته بانتماء صحفيين وفنانين آخرين إليها بتزويد المخابرات السوفيتية بمعلومات على قدر كبير من الأهمية سواء من الجانب الألماني أو الياباني ولكن أهم تلك المعلومات كانت عام 1939 حين هاجم هتلر بولندا وبعث برسالة سرية على جانب كبير من الخطورة, إذ يدعو هتلر اليابان لتحديد موقفها من الإسهام في الحرب التي ينوي شنها على الاتحاد السوفيتي من محوري موسكو وستاليگراد، وحدد أهداف تلك الحرب, بالسيطرة على مناطق القمح وأسر مليون روسي سيتم استخدامهم في تطوير الزراعة والصناعة إضافة إلى تأمين الجانب الشرقي.

أرسل سورج هذه المعلومات على الفور إلى موسكو, وفي مساء اليوم ذاته حصل على معلومة لا تقل خطورة عن رسالة هتلر، فقد أخبره الملحق العسكري بالسفارة الألمانية أن الحرب على السوفييت ستبدأ يوم 20 يونيو من العام ذاته، فأرسل رسالته الثانية, التي كانت قشة قصمت ظهر الشبكة, لا سيما أن اليوم ذاته شهد سقوط إحدى الفنانات وكانت صديقة لمسؤول الإرسال في الشبكة بيد البوليس الياباني وكان المدخل لاتهامه وجود كمية من الدولارات في حقيبتها.

كانت فرحة سورج لا توصف بهذه المعلومات، وانتظر بلهفة وبفراغ صبر أن ترسل له موسكو رسالة شكر مصحوبة بمكافأة مجزية، لكن انتظاره دام أكثر من عشرين يوما دون أي خبر من موسكو. وبعد هذا الوقت جاءته رسالة مقتضبة تقول (معلوماتك مشكوك فيها وتذكر أن ستالين وقع معاهدة عدم اعتداء مع هتلر).

زورگه وحرب المخابرات

على الجانب التحليلي، أُعتبر زورگه أكثر العملاء قدرة على تحديد الموعد المرتقب لبدء عملية بارباروسا حيث أرسل تحذيراته للاتحاد السوفيتي ببدء الهجوم الألماني في 20 يونيو 1941 (قبل الموعد الحقيقي بيومين الذي لم يتمكن زورگه من تحديده بدقة)[3] خاصة بعدما تحصّل زورگه على معلوماته من الملحق العسكري الألماني بالسفارة الألمانية في اليابان العميد إرفين شول،[4] كما قام ويلي ليمان النقيب بالجيستابو وعضو حلقة لوسي التجسسية بإرسال برقية مماثلة بنفس موعد الهجوم الذي أرسله زورگه مسبقًا إلى المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية بموسكو وقد تجاهلها ستالين هي الأخرى.

وفي عام 1964 نشرت الصحافة السوڤيتية موضوعًا بهذا الخصوص أوردت فيه إرسال سورغه لبرقية في 15 يونيو 1941 جاء فيها ستبدأ الحرب في 22 يونيو ،[5] كما نُشر لاحقًا تصريح جاء على لسان ستالين نفسه قائلا:

  هذا الوغد يُنشئ المصانع والمواخير في اليابان ويدّعي أن الهجوم الألماني سيبدأ في 22 يونيو، وتريدون مني تصديقه؟[6]  

وفي برقيته لموسكو بتاريخ 14 يونيو 1941 أرسل زورگه معلومات دقيقة حول الموقف الياباني تجاه الحرب على الاتحاد السوفيتي موضحًا أن اليابان لن تهاجم الاتحاد السوڤيتي إلا بعد:

  1. استيلاء قوات المحور على موسكو
  2. وصول حجم جيش كوانتونگ ثلاثة أضعاف حجم الجيش الأحمر في الشرق الأقصى
  3. اندلاع الحرب الأهلية في سيبيريا[7]

ومع نهاية سبتمبر 1941 أرسل زورگه برقية أخرى للاتحاد السوڤيتي مؤكدًا فيها تخلّي اليابان تمامًا عن فكرة مهاجمة الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأقصى

  مكّنت هذه المعلومات الاتحاد السوفيتي من نقل الوحدات العسكرية من الشرق الأقصى، على الرغم من أن تواجد جيش كوانتونگ في منشوريا كان يحتّم بقاء أعداد كبيرة من القوات السوڤيتية على الحدود الشرقية...[8]  

وهي البرقية التي اعتبرها العديد من المؤرخين سببًا رئيسيًا في تحويل وجهة الوحدات المتواجدة في سيبيريا للمشاركة في معركة موسكو حيث مُني فيها الجيش الألماني بأولى هزائمه التكتيكية في الحرب.

كما كان لمعلوماته الاستخباراتية عن معركة ستالينگراد أثرها في تغيير مقدّرات الحرب، حيث أرسل زورگه تحذيراته للقيادة السوگيتية موضحًا نية اليابان المبيّتة لغزو الاتحاد السوڤيتي من الشرق حال سقوط ستالينگراد في أيدي القوات الألمانية، ومن ثمّ يصبح الطريق مفتوحًا أمام قوات المحور للاستيلاء على حقول النفط في باكو كذلك المؤن والأغذية التي تقوم قوات الحلفاء بإرسالها للاتحاد السوفيتي من الخليج العربي عبر إيران حتى ستالينغراد مرورًا بنهر الفولغا،[9] ومع انتصاف عام 1941 اتخذ اليابانيون قرارهم الإستراتيجي بالتوجه شرقًا وجنوبًا بدلًا من التوجه شمالًا، مما يعني أن معلومات زورگه عن الهجوم الياباني المتوقّع كانت تأمّلية على أقصى تقدير، وإن ساعدت الاتحاد السوگيتي على تحصين المدينة جيدًا والتصدي للهجوم الألماني.

اعتقاله واعدامه

في اليوم التالي ألقى البوليس الياباني القبض على سورج بعد سلسلة الاعترافات التي بدأتها الغانية، وكان الرجل مطمئنا إلى أن ستالين لن يتركه لليابان تحدد مصيره، إلا أن السوفييت وكعادة الدول في تعاملها مع الجواسيس أنكرت علاقتها بسورج، ليلقى حتفه بعد أن قدم خدمات لا تقدر بثمن للمخابرات السوفيتية، بعد أن قرر اليابانيون إعدامه في مطلع الأربعينات.

بعد وفاته

 
Sorge monument in Baku with bullet-like holes.

في الثقافة العامة

صدرت العديد من القصص عن حياة ريخارد زورگه؛ لعل من أهمها:

مأثورات

  • "A devastating example of a brilliant success of espionage." - Douglas MacArthur, General of the Army
  • "In my whole life, I have never met anyone as great as he was." - Mitsusada Yoshikawa, Chief Prosecutor in the Sorge trials who obtained Sorge's death sentence.
  • "Sorge was the man whom I regard as the most formidable spy in history." - Ian Fleming
  • "Richard Sorge was the best spy of all time." - Tom Clancy
  • "Somehow, amidst the Bonds and Smiley's People, we have ignored the greatest of 20th century spy stories - that of Stalin's Sorge, whose exploits helped change history." - Carl Bernstein
  • "Richard Sorge's brilliant espionage work saved Stalin and the Soviet Union from defeat in the fall of 1941, probably prevented a Nazi victory in World War Two and thereby assured the dimensions of the world we live in today." - Larry Collins
  • "The spies in history who can say from their graves, the information I supplied to my masters, for better or worse, altered the history of our planet, can be counted on the fingers of one hand. Richard Sorge was in that group." - Frederick Forsyth


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضا

قراءات إضافية

  • Johnson, Chalmers An Instance of Treason: Ozaki Hotsumi and the Sorge Spy Ring. Stanford University Press, 1964. (paperback, ISBN 0-80471-766-4)
  • Whymant, Robert. Stalin's Spy: Richard Sorge and the Tokyo Espionage Ring. London: I.B. Tauris Publishers, 1996 (hardcover, ISBN 1-86064-044-3); New York: Palgrave MacMillan, 2006 (paperback, ISBN 1-84511-310-1); referred to in the Notes below as "Whymant".
  • Prange, Gordon W. Gordon Prange with Donald M. Goldstein and Katherine V. Dillon Target Tokyo The Story of the Sorge Spy Ring. New York: McGraw-Hill 1984. ISBN 0-07-050677-9; referred to in the Notes below as "Prange".
  • Deakin, F.W. and Storry, G.R. The case of Richard Sorge. London: Chatto & Windus 1966 is an early, but sensitive and beautifully written account by two leading British historians of the time. It is informed by their differing perspectives, Deakin being an authority on 20th century European history and Storry an authority on 20th century Japan.
  • Meissner, Hans-Otto. The Man with Three Faces: Sorge, Russia's Master Spy. London: Pan # GP88, 1957, 1st Printing Mass Market Paperback.
  • Rimer, J. Thomas. (ed.) Patriots and Traitors, Sorge and Ozaki: A Japanese Cultural Casebook. MerwinAsia, 2009. (paperback, ISBN 978-1-878282-90-3). Contains several essays on the spy ring, a translation of selected letters Hotsumi Ozaki wrote in prison, and the translation of Junji Kinoshita's 1962 play A Japanese Called Otto.
  • Kirst,Hans Helmut "Death Plays The Last Card" :The tense,brilliant novel of Richard Sorge-World War II's most daring spy.Translated From The German By J.Maxwell Brownjohn.Collins Fontana Paperback 1968.

هوامش

  1. ^ أبو الجواسيس ريتشارد سورج، منتديات المؤرخ
  2. ^ http://hnn.us/roundup/comments/11994.html
  3. ^ Prange 1984, p. 347
  4. ^ Obi Toshito, ed., Gendai-shi Shiryo, Zoruge Jiken (Materials on Modern History, The Sorge Incident) (Tokyo, 1962), Vol. I, p.274; quoted by Prange 1984
  5. ^ I. Dementieva and N. Agayantz, "Richard Sorge, Soviet Intelligence Agent," Sovietskaya Rossiya, 6 September 1964; نُقل التصريح بواسطة Prange 1984
  6. ^ Simon Sebag Montefiore, Stalin The Court of the Red Tsar (London, 2003), p. 360; كما يُشار إليه أيضا باسم "Sebag Montefiore"
  7. ^ Prange 1984, p. 407
  8. ^ Mayevsky, Viktor, "Comrade Richard Sorge", Pravda, 4 September 1964; نُقل التصريح بواسطة Prange 1984
  9. ^ Whymant 2006, p. 206

وصلات خارجية