دراكون ((باليونانية: Δράκων) وتـُنطق: دراكون؛ إنگليزية: Draco؛ ازدهر في القرن السابع ق.م.) مُشرّع إغريقي وضع أول مجموعة قوانين مكتوبة في أثينا القديمة عام 621 ق.م.. وكان دراكون أول مشرع ديمقراطي، لأنه تولى مسئولية سن القوانين بناء على طلب مواطني أثينا، الذين لم يتوقعوا أن تكون القوانين قاسية بالشكل الذي صاغه دراكون.[1] ولذلك أصبح أي قانون صارم يوصف بأنه "دراكوني".

دراكون
Draco
Carving of Draco Lawgiver in US Supreme Court library.jpg
تمثيل لدراكون في مكتبة المحكمة العليا الأمريكية
وُلِدَح. 650 ق.م.
توفيح. 600 ق.م. (عن عمر يناهز 50 عاماً)
المهنةمشرع
اللقبالقوانين الدراكونية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

أثناء الاولمپياد رقم 39، عام 622 أو 621 ق.م.، وضع دراكون نظاماً قانونياً عـُرف باسمه. ولا نعرف الكثير عن حياته. ويعتقد أنه كان من النبلاء من عائلة أتيكية تـُدعى يوپاتريداي، إذ ينص أحد سجلات سودا من القرن العاشر على أنه كان معاصراً لها، أي قبل عصر حكماء اليونان السبع. كما تروي تلك السودا قصة شعبية عن وفاته في مسرح أجينا[2]. ففي تقليد يوناني قديم لإظهار التأييد، فقد قام مؤيدوه "برمي العديد من القبعات والقمصان والدثارات علي رأسه حتى أنه اختنق، ودٌفن في نفس المسرح"[3]. ويقول أرسطو أن دراكون وضع قوانينه في أرخون أريسطاخموس Ἀρισταίχμος[4].


الدستور الدراكوني

كان الهدف من القوانين التقليل من الاستياء الذي سبَّبه ظلم النظام القضائي في أثينا آنذاك، الذي كان يستند على قوانين غير مكتوبة، ولايعرفها سوى قلة من القضاة الأرستقراطيين الذين عُرفوا بمحاباتهم للنبلاء. وبتدوينه القوانين، أتاح دراكو لكل الناس إمكانية التعرف على هذه القوانين. وقد قيل عن قوانين دراكو أنها "كتبت بالدم"؛ لأنها نصت على عقوبة معظم الجرائم بالإعدام.

وضع قانون دراكون مسؤولية توقيع العقوبة على المجرم في يد الحكومة خلافًا لما جرت عليه العادة في السابق، حيث كانت تقوم بذلك أسرة المجني عليه، مما قاد إلى تفشي جرائم الأخذ بالثأر. وأدى وضع مسؤولية تنفيذ القانون في يد الحكومة الأثينية، إلى أن أصبحت أثينا إحدى أوائل الدول المدن. وكانت الدول المدن في ذلك العهد وحدات سياسية مستقلة تتكون من المدينة والأراضي المحيطة بها.

وفيما يتعلق بإكثاره من استخدام عقوبة الموت في القوانين الدراكونية، يقول پلوتارخ:

αὐτὸς δ' ἐκεῖνος, ὥς φασιν, ἐρωτώμενος διὰ τί τοῖς πλείστοις ἀδικήμασι ζημίαν ἔταξε θάνατον, ἀπεκρίνατο τὰ μὲν μικρὰ ταύτης ἄξια νομίζειν, τοῖς δὲ μεγάλοις οὐκ ἔχειν μείζονα.[5]

وترجمتها هي،

قيل أن دراكون نفسه، عنما سئل عن لماذا شرَّع عقوبة الموت لمعظم المخالفات، رد أنه اعتبر تلك الجرائم الصغرى تستحق عقوبة الموت، وأنه لم يكن لديه عقوبة أكبر للجرائم الأهم.[6]

تعديل القوانين القتل

بعد شد وجذب من جانب أهل أثينا، تقرر مراجعة القوانين، بما في ذلك قانون جرائم القتل، وذلك في عام 409. ويظهر قانون جرائم القتل في مخطوطات متفرقة ولكنه ينص على إحالة الأمر لأقارب المتوفى لتحديد ما إذا كان سيتم إعدام القاتل أم لا. ووفقًا للجزء المتبقي من المخطوطة، يُحكم على من يرتكب جريمة قتل غير متعمدة بالنفي ولكن من يرتكبها عمدًا فإن جزاءه الإعدام.

وقد تم تعديل القوانين الدراكونية بشكل كبير على يد صولون، في مطلع القرن 6 ق.م.، باستثناء قوانين القتل.[7]

مجلس الأربعمائة

شرع دراكون مجلس الأربعمائة عضو الذين يتم اختيارهم بالقرعة (في الواقع كان عددهم 401)[8] - وهو يختلف عنالمجلس الأعلى - الذي تطور في النظم الدستورية اللاحقة ليؤدي دورًا في ديمقراطية أثينا. ويشير أرسطو إلى أن الدور الذي قام به دراكون لا يتعدى كونه قام بتسجيل الدستور الأثيني العرفي الذي كان موجودًا بالفعل كتابة,[9] مثل تحديد مؤهلات معينة لمن يريد أن يشغل منصبًا أو وظيفة بعينها.

قام دراكون بمد إطار حق الاقتراع ليشمل كافة المواطنين الأحرار الذين بإمكانهم ارتداء الزي العسكري بكامل هيئته. ويختار المواطنون مجلس الأربعمائة من بينهم؛ وهم تسعة أرخونات (حكام) وكان أمناء الخزانة يُختارون من بين الأشخاص الذين يمتلكون ثروات خالية من أي شبهات على ألا تقل عن عشرة ميناس والجنرالات الإستراتيگوي) وقادة سلاح الخيالة الهيپارخوي) من بين من لا تقل ثروتهم الخالية من أي شبهات عن مائة ميناس، كما ينبغي أن يكون لديهم أطفال نتجوا عن زيجات شرعية على ألا تقل أعمارهم عن عشرة أعوام. لذلك، في حالة وفاتهم، يذهب إرثهم إلى وريث جدير بها. كان هؤلاء الضباط مطلوبين لاختيار الپريتان prytanes (أعضاء المجلس) والإستراتيگوي stratego (الجنرالات) و الهيپارخوي hipparchoi (ضباط الخيالة) من العام السابق وحتى يحين موعد مراجعة أدائهم. "كان المجلس الأعلى هو الحارس على القوانين وكان يتولى مراقبة القضاة ليضمن أنهم يؤدون أعمالهم وفقًا للقوانين. ويمكن لأي شخص يشعر بأن حقه انتُهك أن يبلغ المجلس الأعلى لتوضيح أي القوانين التي انتُهكت من خلال الضرر الذي وقع عليه. ولكن، كما قيل سابقًا، كانت القروض تُمنح إلى من معهم الأموال وكانت الأراضي في أيدي قلة قليلة من المواطنين."[10]

المصادر

  1. ^ "Written in Human Blood: Draconian Laws and the Dawn of Democracy" (in الإنجليزية الأمريكية). 2014-01-09. Retrieved 2016-06-26.
  2. ^ Cobham, Ebenezer. "[https://books.google.com/books?id={{{id}}} دراكون في كتب گوگل]", The reader's handbook of allusions, references, plots and stories, p.451.
  3. ^ Suidas. "Δράκων", Suda On Line, Adler number delta, 1495.
  4. ^ Aristotle. The Athenian Constitution.
  5. ^ Plutarch. "Solon," Lives.
  6. ^ Plutarch, et alia. Plutarch's Lives, Volume 1 (of 4). Aubrey Stewart and George Long, translators.
  7. ^ أرسطو، الدستور الأثيني, 7.1.
  8. ^ Aristotle. The Athenian Constitution, 4.3.
  9. ^ Aristotle. Politics, 1274a.
  10. ^ Aristotle, Constitution, §4.
الكلمات الدالة: