حوض بناء السفن

أحواض بناء السفن docks منشآت ثابتة أو متحركة أو جزء محمي من الشاطئ قريب من الموانئ في مأمن من العواصف والأمواج العاتية، ويوفر الشروط الفنية والملاحية اللازمة لبناء السفن من مختلف الأنواع (أو لنوع واحد) وتمكينها من النزول إلى البحر، أو استقبال السفن القادمة لصيانتها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كانت القوارب والسفن الصغيرة تبنى وترمم على الشواطئ مباشرةً قريباً من خط الماء، وتدفع إلى البحر دفعاً بعد أن تصبح جاهزة، ومع ازدياد حجم السفن وأوزانها اضطر صانعوها إلى وضع أعمدة أسطوانية تحتها لتسهيل دفعها إلى الماء. واستُغِلّ المد والجزر في المناطق البحرية التي يرتفع فيها المد بضعة أمتار لهذه الغاية، وخاصة في دول الشمال البحرية وكذلك مصبات الأنهار في بعض الحالات، وقد تُميّل السفينة على أحد جانبيها للعناية بالجانب الآخر وصيانته.

ومع تطور بناء السفن وزيادة حجومها استخدمت المزالق والأسرّة (القزقات) ثم المنصات المعدنية الثابتة التي تمتد مائلة من اليابسة إلى داخل الماء، وتطورت طرائق استقبال السفن على المنصات مع تطور المضخات والضواغط وأجهزة الرفع والوسائط الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية، فتنوعت أحواض البناء والصيانة وزاد تخصصها وأصبحت منطقة الأحواض تدرس بدقة أكثر، لأنها تحتاج إلى تجهيزات بناء السفن وحاجتها إلى الموانئ البحرية، ويراعى في اختيار منطقة الأحواض الطبيعة الجغرافية والجيولوجية والهدرولوجية للشواطئ والقاع. ويجب أن تكون في مناطق مائية جيدة مناسبة لرفع السفن وإنزالها بين اليابسة والماء، وتسمح أعماقها بالعمل بكل حرية، وفقاً لحجم السفن وأنواعها، ويسمح انحدار قيعانها واتساع مجالها البري للعمل والحماية من العواصف والأنواء والتأثيرات الأخرى.


بناء السفن وصيانتها وأهميتها الاقتصادية

تتميز بعض البلاد في صناعة السفن، وقد يكون الميناء بكامله مخصصاً لبناء السفن وصيانتها مثل بعض موانئ بولندا.

ليست السفينة بدناً أو هيكلاً فحسب، ولكنها تضم مجموعة كبيرة من الأجهزة والمعدات والأدوات الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية المرتبطة بعضها ببعض لتوفير الطاقة والعمل باكتفاء ذاتي كامل. ويجب أن يوفر حوض البناء كل هذه المستلزمات، ولما كانت القطع والأجهزة المستخدمة في بناء السفن ضخمة فلا بد من وجود الروافع القادرة وفرق العمل الكاملة ولجميع الاختصاصات. ويمتد العمل بالسفن وصيانتها إلى ما بعد إنزالها إلى الماء. أما قعر السفينة بما يحتويه من أجهزة وأدوات، إضافة إلى الهيكل والبدن، فيجب أن ينتهي العمل بها قبل النزول إلى الماء. وكذلك دهان القعر من الخارج، وهو علم قائم بذاته ويستخدم مواد خاصة بحماية البدن من الصدأ والحشف والحيوانات المائية. ويستثنى بعض الأجزاء المعدنية من هذا الدهان مثل المحاور والمحارة (الرفاص)، التي تصنع غالباً من خلائط النحاس وغيرها. وإن وجود السفينة في الماء المالح يجعل هذه المعادن أقطاب تحليل كهربائي تنقل المعادن من جهة إلى أخرى (الغلفنة) مما يسبب تلف أجزاء من الأجهزة وتآكلها وإحداث حفر وأخاديد فيها. وللتخفيف من هذه الظاهرة يلصق على البدن في الجزء المغمور منه وبأماكن مدروسة جيداً قطع من معادن أكثر ناقلية كهربائية من معادن الأجهزة، وغالبها من الزنك، ولدى حصول التحليل الكهربائي ينتقل الزنك من هذه القطع بدل معادن الأجهزة، وتبدل هذه القطع دورياً عند الصيانة في الحوض. كذلك يتعرض الجزء الغاطس للاحتكاك بالماء، وللإقلال من ذلك يتوجب جعل البدن انسيابياً وطلاؤه بدهان خاص يحميه من الصدأ والتآكل ويمنع التصاق العوالق والحشف كي لا تعوّق حركة السفينة وتخفض سرعتها فيزيد استهلاكها من الوقود، ولا بد من عودة السفينة إلى الحوض بين حين وآخر لسبر بعض الأجزاء ومعرفة صلاحيتها وإجراء الصيانة وإعادة الطلاء وتنظيف الفتحات الموجودة تحت خط الماء كي لا تتعرض للانسداد فتؤثر في مياه التبريد والتصريف، وفي عمل الأجهزة كلها.

British English


American English

 
A boat dock on Lake Michigan in Chicago.
 
Small wooden docks can be constructed with few tools and minimal materials.


أنواع أحواض بناء السفن وصيانتها

 
حوض جاف مغمور

1 ـ الحوض الجاف غير المغمور: تقام هذه المنشأة على اليابسة (الشاطئ) وتبقى فيها السفن طوال مدة بنائها أو صيانتها، ويتم إنزالها إلى البحر أو سحبها إلى البر بعد انتهاء العمل. تسند السفن في أثناء بنائها إلى مساند القرينة keel block (الرافدة الرئيسية) والقرينة الجانبية bilge shoes (النضوة المقعرة)، وتحمل على منصة متحركة تنقل السفينة من الماء وإليه، وتتحمل 80 % من وزن السفينة، وتكون على شكل حاضن من كتل خشبية متوازية وموزعة على طول السفينة وعند نقاط الارتكاز الخاصة بكل سفينة حسب انحناءات قعرها وهندسة بنائها، وتثبت إليها بأسافين وروابط مناسبة.

تستند المنصة الخاصة حاملة السفينة إلى مزلقان slip way مكون من جزأين:

ـ مجرى ثابت على الأرض وممتد في الماء على القاع بشكل منحدر.

ـ جزء متحرك ينزلق على المجرى الثابت ويحمل المنصة مع السفينة.

يثبت الجزء المتحرك من المزلقان بوسائط عدة حتى الانتهاء من بناء السفينة أو صيانتها، وعند إنزالها إلى الماء تُنزع المساند الخشبية الإضافية خارج المنصة وكذلك مثبتات الجزء المتحرك فيتحرك على المجرى الثابت حاملاً معه المنصة والسفينة إلى الماء، ويمكن أن يتم ذلك بفعل الثقالة وبمساعدة مواد تزليق (تشحيم) أو باستخدام الملفاف أو الروافع أو باستخدام المدارج الكروية. وعند وصول المنصة والسفينة إلى الماء تطفو السفينة تُسحب إلى مكان مناسب لإتمام العمل بها.

أما إخراج السفينة من الماء فيكون بطريقة معكوسة. إذ يتم إنزال الجزء المتحرك والمزلقان إلى الماء مع المنصة المناسبة لشكل السفينة المطلوب صيانتها فيغوص تحت الماء، تتقدم السفينة حتى تتوضع متوازنة فوق المنصة وتربط بها، ثم يسحب الجزء المتحرك خارج الماء بمساعدة الملفاف والروافع، وقد يستعان في بعض الحالات بالغطاسين توخياً للدقة، وبعد أن تصبح السفينة على البر يبدأ العمل على صيانتها.

2 ـ الحوض الجاف المغمور: يقتطع جزء من المكان المخصص لبناء السفن أو الميناء أو الشاطئ ويجوف على شكل متوازي مستطيلات، وقاعه أخفض من سطح الماء، ومجهز بمنصة مناسبة للسفن التي ستدخل فيه وله فتحة وحيدة من جهة البحر. تغلق الفتحة ببوابات محكمةcofferdam gate، فإذا فتحت البوابات يدخل الماء حتى يتوازن في الداخل مع الخارج، ثم تدخل السفينة الحوض وتربط فوق المنصة بإحكام ودقة. وتبدأ المضخات بضخ الماء من الحوض بعد إغلاق البوابات لتستقر السفينة متوازنة على المنصة، فإذا انتهى العمل بها يعاد فتح البوابات فيعود الماء للتوازن بين الحوض وسطح البحر، وتُعَّوم السفينة وتسحب جاهزة خارج الحوض.

 
حوض عائم

3 ـ الحوض العائم: منشأة عائمة مقطعها متوازي المستطيلات على شكل حرف U مفتوح من الأمام والخلف ومكشوف من الأعلى، ولها قعر مزدوج وجدران (جناحان) مزدوجة كل منهما خزان ماء ومجهز بمنصة ثابتة على قعره تناسب السفن الداخلة إليه.

عند استعمال هذا الحوض تُملأ الخزانات حسب الحاجة فيغوص الحوض بالعمق المناسب لدخول السفينة بسهولة، وبعد تثبيتها بوضعها الصحيح والملائم للمنصة تُفرَّغ الخزانات بضخ الماء خارجاً فيرتفع الحوض حاملاً معه السفينة على المنصة المهيأة لها ويبدأ العمل بالسفينة ويتم إنزالها إلى الماء بعد انتهاء العمل عكسياً (الشكل ـ 2).

4 ـ أحواض الممرات المائية الممرات المائية إما طبيعية متسعة والمرور فيها عادي، مثل بحر المانش والبوسفور، أوصنعية. وقد تكون بين بحرين يمكن الوصل بينهما بما يتفق وطبيعة التضاريس،

 
أحواض الممرات المائية (قناة بنما مثلاً)

وتناسب المد والجزر وغيره، مثل قناة السويس بين البحر المتوسط والبحر الأحمر. أو تكون صنعية بين بحرين تفصل بينهما تضاريس معقدة ذات مستويات مختلفة جداً فتحتاج السفينة للمرور فيه إلى أحواض مائية عدة، لاختلاف مناسيب المياه. ولتحقيق التوازن بين هذه الأحواض تفتح بعض بواباتها وتغلق أخرى ويضخ الماء منها وإليها لتسهيل الانتقال من حوض إلى آخر وصولاً إلى البحر الثاني، وتعد قناة بنما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادي مثالاً نموذجياً لها.[1]


انظر أيضا

المصادر

قائمة المراجع

  • Rao, S. R. (1985). Lothal. Archaeological Survey of India.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

ابحث عن dock في
قاموس المعرفة.