حادث إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية المصرية 2023

حادث إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية المصرية، وقع في 2 يونيو 2023، عندما عبر شرطي مصري الحدود الإسرائيلية المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية المحتلة. أطلق الشرطي وقتل مجندين ومجندة (3 أفراد) وأصاب رابعاً أثناء تواجدهم في نقطة تفتيش. بدأت القوات الإسرائيلية في مطارة مطلق النار وبعد بضعة ساعات قتل جنديًا إسرائيليًا وجرح آخر في تبادل لإطلاق النار. وأثناء تبادل إطلاق النار قُتل الشرطي بالرصاص.[1][2] أفادت الجارديان أن الحادث وقع قرب معبر العوجة.[3]

القوات الإسرائيلية تطوق موقع الهجوم، 3 يونيو 2023
الحدود المصرية الإسرائيلية، موقع حدوث عملية الاشتباك
الحدود المصرية الإسرائيلية، من موقع حدوث عملية الاشتباك
الموقع الجغرافي لمكان الاشتباك
الموقع الجغرافي لمكان الاشتباك


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحادث

 
من موقع الاشتباك

في 3 يونيو 2023 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 من جنوده وإصابة رابع خلال اشتباك مسلح وقع على الحدود الإسرائيلية المصرية، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل شرطي مصري أطلق النار على القوات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن القتلى هم مجندان ومجندة، وإنه قتل المهاجم داخل الأراضي الإسرائيلية.[4]

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن تبادل إطلاق النار وقع صباحاً ثم تجدد ظهراً ليعلن بعد ذلك أنه قتل المسلح الذي أطلق النار على قواته بالقرب من نقطة الحدود بين مصر وإسرائيل، معبر العوجة-نيتسانا التجاري، المتاخم للقرية المصرية المغتصَبة في سنة 1955 عوجة الحفير (نيتسانا). فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن المسلح هو شرطي مصري.

وفي التفاصيل قالت وسائل إعلام اسرائيلية أنه في تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً، رصدت القوات الإسرائيلية نشاطاً على السياج الحدودي بالقرب من نيتسانا، ما استدعى استنفار جنديين جاءا إلى الموقع بآلية (جيب)، حيث أطلق شرطي مصري من حرس الحدود النار عليهما، بعد تسلّله إلى «الأراضي الإسرائيلية»، ليصابا بطلقات نارية أدت إلى مقتلهما. وعندما قُطع الاتصال بالجنديين، أجريت عمليات بحث لتحديد مكانهما. وعند حوالى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، عُثر عليهما مقتولين. وبعد مطاردة المهاجم، أطلقت القوات الإسرائيلية عليه النار، ما أدى إلى مقتله، ومقتل جندي ثالث، واصابة رابع، نقل الى مستشفى سوروكا في بئر السبع. وتشير تقديرات الاحتلال، بحسب وسائل الإعلام العبرية، إلى أن الحدث الأمني عبارة عن عملية نفّذها جندي مصري.

وأن الاشتباك تم بعد فترة قصيرة من احباط عملية تهريب كبيرة للمخدرات، ومن بين القتلى جندية تدعا ليا بن نون تبغ من العمر 19 عاما، وتنحدر من ريشون لتصيون. إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان مقتل الجندي والجندي في الحادث الأمني على الحدود مع مصر عند موقع الحراسة لا علاقة له باحباط عملية تهريب المخدرات التي وقعت على مسافة ثلاثة كيلومترات من موقع إطلاق النار.[5]

وإثر الحدث، أجرى وزير الأمن يوآف غالانت، بالتعاون مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية، «تقييماً للوضع»، وسط حالة إرباك وترقب تعيشها المؤسستان الأمنية والسياسية حتى اللحظة. وأفادت وسائل إعلام بأنه تمّ إبلاغ رئيس المعارضة، يائير لابيد، برسالة مفادها: «مقبلون على أيام صعبة وعلينا أن نتجهز لأي سيناريو»، بعد استدعائه للمشاركة في المشاورات الأمنية.[6] وأشارت هيئة البث الإسرائيلية: أن المصريون أرسلوا رسائل لإسرائيل بأنهم لا يعلمون بنوايا الشرطي ولا صلة لهم بالحادث. فيما قال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، العقيد غريب عبد الحافظ أن أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية، قام بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن بإختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة عدد 3 فرد من عناصر التأمين الإسرائيلية، وإصابة عدد 2 آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصرى أثناء تبادل إطلاق النيران.

وجارى إتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة وكذا إتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة .

واختتم البيان بتقديم خالص التعازى لأسر المتوفيين وتمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين.[7]


تفاصيل جديدة

 
بوابة الطوارئ التي استخدمها الجندي محمد صلاح لعبور الحدود الإسرائيلية، يونيو 2023.

في 4 يونيو، كشفت الصحف العبرية عن التفاصيل التالية للعملية، حيث قالت: كان الجندي المصري يحمل رشاش و6 خزائن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف. وأظهرت التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي أن الجندي المصري الذي نفذ هجوم الحدود مشى 5 كيلومتر من موقعه ثم تسلق أحد المرتفعات الصخرية ووصل إلى السياج. بعدها نجح في كسر قفل أحد أبواب الطوارئ، ودخل الأراضي الفلسطينية واقترب من موقع الجنود دون أن يتم التعرف عليه وفتح النار، وحقق إصابات قاتلة ومباشرة.[8]

وبحسب مسار التسلل، عرف الجندي المصري كيفية الوصول إلى تلك النقطة ويبدو أن خطط لمساره وعرف موقع الجنود الثلاث الذين قتلهم على بعد 150 متر من باب الطوارئ، أي أنه درس عمليته بشكل جيد جداً واحترافي. .[9]

وقع إطلاق النار الأول بعد السادسة صباحاً، وكان آخر اتصال عبد اللاسلكي بالجنود بعد الساعة الرابعة فجراً. عند حلول موعد تغيير المناوبة، وصل رئيس الوحدة قبل الساعة التاسعة واكتشف جثث الجنود أمام عينيه، وكانت الصدمة! في المواجهة الأولى بعد الساعة 11:00 بدأ اطلاق النار وأصيب ضابط السرية من مسافة 200 متر، وفي المواجهة الثانية هاجم جنود الاحتلال الجندي المصري بكثافة وارتقى شهيداً.

قبل ارتقاء الجندي المصري طلبت الوحدة التدخل جواً، لكن المروحيات القتالية تأخرت في الوصول، لتتقدم الوحدة بدونها وتخوض اشتباكاً مع الجندي المصري في أمر ووصف بالفشل المتكرر بعد عدم وصول الجندي ونجاحه في الدخول من مدخل الطوارئ وقتل الجنود.

في المواجهة التي تأخرت فيها المروحيات أصيب الرقيب أوهاد دهان برصاص الجندي المصري وقتل، وقد أصيب جندي آخر رغم حجم القوة الكبيرة التي حاولت الاطباق على الجندي المتحصن، وهو ما تصفه يديعوت أحرنوت بالسلوك العملياتي السيء. لم يُكشف عن هوية الجندي المصري وصورته حتى تاريخه.

أسباب الحادث

زعمت قناة سكاي نيوز العربية أن الحادث وقع بينما كانت القوات تحاول إحباط أنشطة تهريب في المنطقة[10] بعد التفاصيل الجديدة التي نشرتها الصحف العبرية، ومسار التسلل الذي اتخذه الجندي المصري، يبدو أن الهجوم مخططاً ومدبراً بشكل مسبق، وليس له علاقة بالتهريب.

بحسب وسائل إعلام عبرية، فقد كان المجند المصري محمد صلاح، يمر بحالة نفسية سيئة، ويرجع ذلك لفقدانه زميلاً له، كان يعمل في نفس السرية والموقع الذي يخدم فيه صلاح، أثناء اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

منفذ الهجوم

 
محمد صلاح إبراهيم.

منفذ الهجوم هو محمد صلاح إبراهيم (2000-4 يونيو 2023)، جندي أمن مركزي كان يخدم عند العلامة الدولية 47 في شمال سيناء.

وذكرت تقارير مصرية نقلتها إذاعة كان الإسرائيلية أن إبراهيم اشتكى عدة مرات من خدمته العسكرية، وخاصة في الآونة الأخيرة، وتغيب إحدى المرات دون إذن لمدة 18 يومًا. وذكرت التقارير أن إبراهيم عانى من اضطرابات نفسية بعد وفاة زميله وشعر أن القضية لم تؤخذ على محمل الجد. ادعى أحد أصدقاء إبراهيم أنه كان يحاول الحصول على إعفاء طبي من خدمته بسبب مشاكل جسدية، وفقًا للتقارير التي نقلتها كان.[11]

زميل صلاح، الذي وُصف بشهيد الحدود، هو مجند سابق في نفس سرية صلاح، ونفس مكان خدمته-والذي تتحفظ صحيح مصر على نشر اسمه- وتأكيدًا لذلك نشر المجند السابق صور صلاح داخل الوحدة العسكرية وصور أخرى هو يتوسط مجموعة من زملائه، وميز صورة "صلاح" عن بقية المجندين بعلامتين بيضاء وخضراء، ونعاه وأكد أنه شهيد الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وهي الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وصفحات التواصل الاجتماعي في مصر، وبعض المواقع الإلكترونية.

ضمن ما نشره المجند السابق زميل صلاح، على حسابه على فيسبوك، كانت آخر تصريح زيارة، يظهر فيه اسم قطاع الأمن المركزي بوسط سيناء، وهو المسؤول بالفعل عن تأمين معبر العوجة والشريط الحدودي، هذا بالإضافة إلى رقم السرية.

الضحايا

الضحايا
صورة الاسم ملاحظات
ليا بن نون مجندة، 19 سنة، من سكان ريشون لتصيون.
الرقيب أول أوهاد دهان، 20 سنة يخدم في كتيبة الفهد، وهو من سكان أوفاكيم.
الجندي يوري إسحاق مقاتل في كتيبة بارديلاس.

التحقيقات

 
رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هالڤي يتفقد موقع الحادث برفقة كبار مسئولي الجيش والشرطة، 3 يونيو 2023.

بحسب بيان المتحدث العسكري المصري غريب حافظ، اخترق المجند المصري حاجز التأمين دون أن يُحدد بالضبط موقع الاختراق. أما الرواية الإسرائيلية للحادث، فذكرت في البداية أن المجند قطع السلك الشائك "حاجز التأمين" ثم عبر لداخل الأراضي المحتلة، ثم عاودت وسائل الإعلام الإسرائيلية وأشارت إلى أن المجند دخل عبر معبر طوارئ مخصص لمرور القوات الإسرائيلية إلى الجانب المصري من الحدود في حالة الحاجة.

وبمطابقة الموقع الجغرافي فإن موقع اختراق المجند محمد صلاح للحاجز بين مصر وإسرائيل، كان على مسافة حوالي 52.5 كيلومترًا من معبر العوجة. وتحديدًا دخل "صلاح" من منطقة قريبة من قاعدة جبل حريف الإسرائيلية. وبمطابقة الصور المنشورة في الإعلام الإسرائيلي لموقع الحادث مع خرائط جوجل تظهر إحداثيات موقع الاختراق عند النقطة "30.6849254,34.1545848,93759" ويقابلها على الجانب المصري مناطق سيطرة قطاع وسط سيناء الشرطي التابع لقوات الأمن المركزي، والمسموح بوجودها وفقًا لاتفاقية السلام، وتُظهر الخرائط ثلاثة أبراج مراقبة تابعة له على في نفس الموقع.[12]

ودخل "صلاح" إلى الأراضي المحتلة، وباغت الإسرائيليين في المرة الأولى وقتل اثنين، ثم اشتبك مع قوة الدعم وقتل جندي آخر وأصاب اثنين، حتى تمكنت القوات الإسرائيلية من تحييده (قتله)، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية.

 
مسؤولون مصريون يلتقون قادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية، 4 يونيو 2023.

في اليوم التالي، 4 يونيو، شارك مسؤول مصري رفيع المستوى في جولة ميدانية في موقع العملية، والتقى بعدد من المسؤولين في المنطقة الجنوبية الإسرائيلية، بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11"). ووفقا لتقرير القناة، فإن المسؤول المصري أجرى محادثات مع قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، إليعزر توليدانو، وقائد الفرقة 80، يتسحاق كوهين، في إطار التحقيق المشترك الذي يجريه الجيشان الإسرائيلي والمصري في العملية. وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي أن "قائد الفرقة 80، إيتسيك كوهين، أجرى تحقيقًا ميدانيًا، أمس، السبت، في منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر بمشاركة مندوبين عن وزارة الدفاع المصرية"، وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "يعمل بتعاون كامل ووثيق مع مصر للوقوف على ظروف الواقعة واستنتاج الاقتحام".[13]

وتشير تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، بحسب "كان 11"، إلى أن الشرطي المصري قرر تنفيذ العملية بعد "تطرفه دينياً"، مستشهدة بنسخة من القرآن كانت بحوزته عندها تجاوز "معبر خاص" باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بالإضافة إلى بندقية كلاشينكوف و6 مخازن ذخيرة وعدة سكاكين. في المقابل، أشار موقع صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن المروحيات العسكرية تأخرت في الوصول إلى المنطقة التي توغل إليها الشرطة المصري، وذلك بسبب القرار الذي صدر قبل نحو أسبوعين عن قيادة سلاح الجو، بوقف استخدام مروحيات "يسعور"، حتى الانتهاء من فحص "خلل تقني" طرأ على إحدها خلال تدريب عسكري أجري في 16 مايو 2023، وأجبرها على الهبوط اضطرارياً.

من جانبه، ادعى الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية تجهزت "بسرعة كبيرة"، لكن قائد الفرقة 80، والقيادة الميدانية اتخذوا قرار الاشتباك مع الشرطي المصري وعدم انتظار التغطية الجوية، بهدف "منع مزيد من الخطر (يشكله الجندي المصري) على الجنود والمسافرين في المنطقة". وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يستطيع أن يستفيد من تفوقه العملياتي في مواجهة الشرطي المصري، في ظل الدعم الجوي المتوفر ومجال المراقبة الواسع، لو تمت إدارة العملية بـ"تأن وحذر"، وأشارت إلى إمكانية "قتله من الجو"، دون الاشتباك المباشر الذي أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي ثالث وإصابة ضابط.

وذكرت أن قائد الفرقة 80 طلب دعماً من القوات الجوية بعد أن وصل إلى موقع العملية واكتشف مقتل مجند ومجندة، وبعد أن استغرقت المروحيات العسكرية وقتًا للوصول، قرر محاصرة الشرطي المصري، الذي اشتبك مع القوات الإسرائيلية بعد أن كمن لها على عمق كيلومترين شرق السياج الحدودي جنوبي البلاد.

وفي تصريحات لموقع والا العبري، لم يستبعد مصدر عسكري أن "تطير رؤوس في القيادة الجنوبية" التابعة للجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى إمكانية الإطاحة بقيادات عسكرية رفيعة في القيادة الجنوبية، في إطار ما وصفه بالإخفاقات و"الفجوات الكبيرة" بين الأوامر الصادرة عن القادة وأحداث العملية. وبحسب المصدر فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قرر أن يحول التحقيق في العملية إلى تحقيق مركزي، وقال إنه "في التحقيقات، مع مرور الوقت، يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل المؤلمة"، وأشار إلى هليفي يضغط لتحديد جدول زمني لاستعراض نتائج التحقيق التي تتطلب "استجابة سريعة"، من قيادة الجيش.

وانتقد أحد ضباط الاحتياط في قوات القيادة الجنوبية، جهوزية القوات العاملة في المنطقة ومستوى تدريبها، وقال إن "القوات تخدم على الخط (الحدودي) لمدة ثمانية أشهر متتالية في أحسن الأحوال، ثم تشارك في تدريب قصير، لا يقترب من (جودة) تدريب كتيبة في لواء جولاني أو المظليين"، مشددا كذلك على نقص الكوادر على طول القطاع الحدودي مع مصر.

ونقلاً عن وسائل إعلام عبرية، في أعقاب الحادث، قام رئيس المخابارت المصرية اللواء عباس كامل بزيارة لتل أبيب، التقى خلالها بكبار المسئولين الإسرائيليين، وتم الاتفاق على تسليم جثمان محمد صلاح، حيث اشترط الجانب الإسرائيلي عدم عمل جنازة أو عزاء له وعدم كتابة كلمة شهيد على ضريحه. كما تضمنت المحادثات وضع تقنيات عالية لتحرك أي جندي مصري بضعة سنتمترات نحو الحدود حيث سيقوم الجانب المصري بإشعار قيادة منطقة الحدود الإسرائيلية فورًا وفق التعاون الأمني بين الدولتين.[14] كما وجه الرئيس السيسي بصرف 3 مليون دولار تعويضاتً لأسر المجندين الإسرائيليين ضحايا الحادث.

في 6 يونيو كشفت مصادر مصرية عن إصدار تعليمات مصرية رفيعة المستوى صدرت بتنفيذ كافة المطالب الإسرائيلية بشأن عملية الحدود مع اللاراضي الفلسطينية المحتلة، في محاولة لتجاوز آثارها. في إطار محاولات القاهرة لتجاوز أزمة العملية، فقد وافقت على مطلب إسرائيلي بقيام فريق تحقيق إسرائيلي مكوّن من شخصيات عسكرية واستخبارية، بالإشراف على التحقيقات التي تجرى من الجانب المصري، وزيارته موقع خدمة الجندي الذي نفذ العملية، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً على أعلى مستوى بين الطرفين بشأن التحقيقات.[15]

وأوضح المصدر أن الفريق الإسرائيلي طلب الاطلاع على مضمون التحقيقات التي أجرتها أجهزة مصرية مع أسرة الجندي للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث، لافتاً إلى أن الفريق الإسرائيلي ناقش بنفسه قيادات عسكرية مصرية. وأشار المصدر في حديثه لصحيفة "العربي الجديد"، إلى أنه جرى التوافق على اعتماد الرواية المصرية التي صدرت في البيان الرسمي الصادر عن القوات المسلحة المصرية، بشأن ملابسات الواقعة وأنها جاءت في إطار ملاحقة مهربين على الحدود المشتركة، وذلك في محاولة للحفاظ على الشراكة الأمنية بين الجانبين. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الأمن المصري فتح تحقيقاً موسعاً مع أسرة وأصدقاء المجند محمد صلاح، لمعرفة ما إذا كان ينتمي لأي جماعة سياسية أو دينية متطرفة.

وأشار المصدر إلى أنه في إطار التحقيقات الجارية بشأن عملية السبت، صدرت تعليمات مشددة من الجانب المصري بمراجعة ملفات كافة المجندين والعسكريين العاملين في المنطقة (ج) وفق التقسيم المناطقي لاتفاقية كامب ديفيد، والتي تشمل الشريط الحدودي بين مصر والأراضي المحتلة، وإجراء تحريات حديثة عنهم، للوقوف على أي تطورات متعلقة بأفكارهم وتوجهاتهم السياسية والدينية. ولفت المصدر إلى أن التعليمات الصادرة عن المسؤولين في مصر، شملت أيضاً التغطية الإعلامية، مشيراً إلى التشديد على عدم التعاطي مع الحادث سواء إيجاباً أو سلباً، وكذلك عدم الحديث عن أسرة الجندي إعلامياً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

منطقة العوجة المحايدة

عوجة الحفير هو مفرق طرق قديم قريب من آبار مياه[16] في غرب النقب وشرق سيناء. وكانت المرعى التقليدي لقبيلة العزازمة. المعبر الحدودي بين مصر وفلسطين العثمانية/البريطانية، يقع على بعد 60 كم جنوب غزة، يقع في العوجة. واليوم هي موقع بين معبر نيتسانا وقاعدة كتسيعوت العسكرية في المنطقة الجنوبية لإسرائيل.

حرب 1948

منطقة العوجة المحايدة

وحسب خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين، فإن المنطقة كانت مخصصة كجزء من الدولة العربية. وفي 1948 استخدم الجيش المصري المنطقة كقاعدة عسكرية. وفي معركة العوجة ضمن حرب فلسطين 1948، فقد استولت عليها الكتيبة 89 للكوماندو الميكانيكي، التي كانت تضم فصيلة من المتطوعين من إنگلترة وألمانيا وهولندا وروديسيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة.[17]

الاحتلال الإسرائيلي 1955

وكنتيجة لاتفاقيات الهدنة 1949، فإن المنطقة المحيطة بالقرية، والمعروفة بإسم منطقة العوجة al-Auja Zone، أصبحت منطقة منزوعة السلاح (DMZ) مساحتها 145 كم²، وتراقب الالتزام هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO). وفي 28 سبتمبر 1953 أسس الجيش الإسرائيلي المستوطنة الحصينة كتسيعوت، المطلة على مفرق العوجة. أول اسم أُطلِق على هذا النحال كان گڤعات راحيل.[18] وبالرغم من المطلب الأممي الأخير بالتزام الهدنة، أعادت إسرائيل عسكرة المنطقة في 21 سبتمبر 1955. واصلت إسرائيل احتلال المنطقة حتى بعد انسحابها من سيناء وغزة، الأمر الذي أنهى العدوان الثلاثي في 1956. بعد ذلك، وحتى حرب 1967، وضعت المنطقة المجردة من السلاح والحدود تحت رقابة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة. تسيطر إسرائيل على المنطقة منذ عام 1967 حيث يوجد بها قاعدة عسكرية كبيرة و معسكر اعتقال.

حالات مشابهة

أعادت حادثة الاشتباك للاذهان حالات مشابهة حدثت في الماضي، ففي 5 أكتوبر 1985 قام الجندي المصري سليمان خاطر، بإطلاق النار على اسرائيلين تجاوزوا الحدود المصرية، وتمت محاكمته عسكريا، وحكم عليه بالمؤبد، قبل أن يُعلن عن أنه انتحر داخل سجنه.


التبعات

في أعقاب العملية، تجددت حالة الجدل داخل الأوساط الدينية اليهودية المتزمتة في إسرائيل وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، حول تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي. واندلعت حالة من الغضب بوسائل التواصل الإسرائيلية خاصة بعد مقتل المجندة الرقيب إيليا بن نون مع زميلها اللذين كانا يناوبان في إحدى نقاط الحراسة على الحدود المصرية–الإسرائيلية، ما اعتبره هيليل روزين المراسل والمحلل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية المحسوبة على معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، بوضع مجند ومجندة لمدة 12 ساعة بمفردهما في مكان خال بالوضع "المعيب"، واعتبره بعض مشاهير السوشيال ميديا سببا في حدوث "توتر جنسي"، أفقد الجندي وزميلته اليقظة الضرورية للعمل في هذه الأماكن الحدودية الحيوية.[19]

وفيما يتعلق بتجنيد النساء على الحدود المصرية، فقد أنشأت إسرائيل منذ عام 2004 عدة أنساق عسكرية لتأمين الحدود المصرية الإسرائيلية مثل كتيبة كاراكال، وكتيبة برديلاس وغيرها، وأدرجت فيها الفتيات الإسرائيليات نظرا للطبيعة الهادئة والآمنة لهذه الحدود بالمقارنة مع الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، ونقاط الاشتباك المتواصل مع الضفة وقطاع غزة. من جهة المجتمع اليهودي المتدين، نجد أن كبار الحاخامات وجماهير اليهود المتدينين ترفض وبشدة تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي، فمن ناحية ترى هذه القطاعات المتشددة دينياً أن المرأة مكانها البيت، وأن الاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن العمل أو معسكرات الجيش من المحرمات. يشكو الجنود المتدينون من أن المجندات في ظروف الخدمة العسكرية بالكتائب والوحدات قد يتخففن من الملابس مما يثير يجرح مشاعرهم الدينية. لذلك يفتي كبار الحاخامات بحرمة الاختلاط بين الرجال والنساء في الجيش الإسرائيلي، ويدعون المتدينين لرفض الخدمة العسكرية في الوحدات المختلطة.

المثير للتأمل أن النقاش في تل أبيب حول قضية مقتل الجنود الإسرائيليين على الحدود الأسبوع الماضي، انحرف هذا الأسبوع في اتجاه غير متوقع، ففي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل حالة حداد بسبب مقتل المجندة ليا بن نون 19 سنة، أبدى بعض الإعلاميين ومشاهير الشخصيات على شبكات التواصل الاجتماعي امتعاضهم من فكرة أداء المجندة الخدمة العسكرية على الحدود مع جندي شاب في "كشك معزول"، وبقائهما وحدهما لمدة تصل 12 ساعة. الجدير بالذكر أن مراسل القناة 14 بالتلفزيون الإسرائيلي، هيليل روزين، انهار خلال برنامج بإذاعة "جالي إسرائيل" بسبب تحريف كلامه حول حادث الحدود بين مصر وإسرائيل.

وتحدث روزن صارخا: "لقد فعل الناس شيئا لا ينبغي فعله، لقد قاموا بتحريف كلامي بطريقة شريرة كأنني ألمحت إلى نوع من الارتباط العاطفي غير اللائق بين المقاتلين"، في إشارة حول وجود علاقة جنسية عاطفية بين المجند والمجندة اللذين قتلا على يد الجندي المصري.




انظر أيضاً

مرئيات

حادث الحدود الإسرائيلية المصرية 2023، 2 يونيو 2023.

من هو المجند محمد صلاح منفذ هجوم الحدود 2023؟

المصادر

  1. ^ Fabian, Emanuel. "Egyptian policeman kills 3 IDF soldiers in border shootings; is shot dead". www.timesofisrael.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2023-06-03.
  2. ^ "Three Israeli soldiers killed along Egyptian border". The Guardian (in الإنجليزية البريطانية). 2023-06-03. ISSN 0261-3077. Retrieved 2023-06-03.
  3. ^ "Three Israeli soldiers killed along Egyptian border". The Guardian (in الإنجليزية البريطانية). 2023-06-03. ISSN 0261-3077. Retrieved 2023-06-03.
  4. ^ "مقتل 3 جنود إسرائيليين في إطلاق نار على الحدود مع مصر". الجزيرة نت.
  5. ^ "مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في تبادل إطلاق نار مع جندي مصري تسلل من مصر على الحدود الإسرائيلية المصرية". i24news.
  6. ^ "اشتباك «غير عادي» على حدود مصر: مقتل 3 جنود إسرائيليين... والعدو يستنفر". الأخبار.
  7. ^ "المتحدث العسكرى: وفاة فرد أمن أثناء مطاردة مهربين على الحدود الدولية". اليوم السابع.
  8. ^ "تفاصيل جديدة ومثيرة تكشفها الصحف العبرية هذا الصباح حول العملية التي نفذها جندي مصري". تويتر. 2023-06-04. Retrieved 2023-06-04.
  9. ^ "Egyptian policeman kills 3 IDF soldiers in border shootings; is shot dead". تايمز أوف إسرائيل. 2023-06-04. Retrieved 2023-06-04.
  10. ^ "مقتل 3 جنود إسرائيليين ومسلح في هجوم قرب حدود مصر". سكاي نيوز عربية.
  11. ^ "Egyptian cop who killed IDF troops is named, said to have griped about border duty". تايمز أوف إسرائيل. 2023-06-05. Retrieved 2023-06-05.
  12. ^ "المجند محمد صلاح". صحيح مصر. 2023-06-05. Retrieved 2023-06-05.
  13. ^ "الإعلام الاسرائيلي يبشر بأن رؤوسا كبيرة ستطير في الجيش بسبب مقتل 3 جنود اسرائيليين على يد شرطي مصري". أحمد الشرقاوي نقلاً عن مصادر عبرية. 2023-06-04. Retrieved 2023-06-06.
  14. ^ "عباس كامل في تل أبيب". تويتر. 2023-06-05. Retrieved 2023-06-06.
  15. ^ "صحيفة: موافقة مصرية على تنفيذ كافة مطالب الاحتلال بشأن عملية الحدود". سما نيوز. 2023-06-06. Retrieved 2023-06-06.
  16. ^ Glossary of Israeli Parties and Personalities - 1948-1981 published by the Jerusalem Centre for Public Affairs
  17. ^ Overseas volunteers in Israel's War of Independence Internet Edition 2007 Jerusalem No. 5763 Author: Dr. Yaacov Markovitzky with contributions from Zipporah Porath, Eddy Kaplansky and Joe Woolf. Translation from the Hebrew: Moshe Kohn. Page 32
  18. ^ Morris, Benny (1993) Israel's Border Wars, 1949 - 1956. Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War. Oxford University Press, ISBN 0-19-827850-0. Page 356.
  19. ^ "تساؤل يهز اسرائيل: ماذا كانت المجندة وزميلها يفعلان عندما قتلهما الجندي المصري؟". سما نيوز. 2023-06-06. Retrieved 2023-06-06.