جامع عقبة بن نافع

جامع القيروان الأكبر المعروف أيضًا باسم مسجد عقبة بن نافع ، هو مسجد يقع في مدينة القيروان المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تونس وهو أحد أكثر المساجد والمعالم الإسلامية إثارة للإعجاب في شمال أفريقيا.[1]

لجامع الكبير بالقيروان
Great Mosque of Kairouan Panorama - Grande Mosquée de Kairouan Panorama.jpg
منظر بانورامي للمسجد في وقت متأخر من بعد الظهر
الدين
الارتباطالإسلام
الوضعنشط
الموقع
الموقعالقيروان، تونس
العمارة
النمط المعماريالأغلبية، الإسلامية
وضع الأساس670
المآذن1
منظر داخلي لقاعة الصلاة ذات الأعمدة بمسجد عقبة (جامع القيروان الكبير)

أنشأه القائد العربي عقبة بن نافع عام 50 هـ (670م) عند تأسيس مدينة القيروان، ويشغل المسجد مساحة تزيد على 9000 متر مربع (97000 قدم مربع). وهو من أقدم دور العبادة في العالم الإسلامي، ويعتبر نموذج لجميع المساجد اللاحقة في بلاد المغرب العربي.[2] ويبلغ محيطه حوالي 405 أمتار (1329 قدمًا)، يحتوي على قاعة للصلاة ذات أعمدة، وفناء مرصوف بالرخام، ومئذنة مربعة الشكل. بالإضافة إلى مكانته الروحية،[3]

يعتبر مسجد عقبة أحد روائع العمارة الإسلامية،[4][5][6] ومن الجدير بالذكر من بين أمور أخرى هو أول من أستخدم قوس حدوة الحصان.

وقد أعطت أعمال واسعة النطاق في عهد الأغالبة بعد قرنين من الزمان (القرن التاسع الميلادي) للمسجد مظهره الحالي.[7] ساعدت شهرة مسجد عقبة والمقدسات الأخرى في القيروان على تطور المدينة وتوسعها. وكانت الجامعة، المكونة من العلماء الذين يدرسون في المسجد، مركزًا للتعليم في الفكر الإسلامي والعلوم العلمانية.[8] ويمكن مقارنة دورها في ذلك الوقت بدور جامعة باريس في العصور الوسطى.[9] ومع تراجع المدينة منذ منتصف القرن الحادي عشر، انتقل مركز الفكر الفكري إلى جامعة الزيتونة في تونس.[10]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع والجانب العام

 
خريطة القيروان (1916) توضح موقع جامعها الكبير في الركن الشمالي الشرقي للمدينة المنورة
 
The outside has many buttresses. Here is the northwest corner.
 
منظر للواجهة الجنوبية
 
بانوراما الغسق للمسجد

يقع المسجد في الشمال الشرقي من مدينة القيروان، ويقع في منطقة حومة الجامع الداخلية (حرفيا "منطقة المسجد الكبير").[11] يتوافق هذا الموقع في الأصل مع قلب النسيج الحضري للمدينة التي أسسها عقبة بن نافع. ومع ذلك، ونظرًا للموقع الطبيعي للأرض التي تعبرها روافد عديدة من الأودية، فقد امتد التطور الحضري للمدينة جنوبًا. أدت العوامل البشرية بما في ذلك غزوات الهلالية عام 449 ه (1057 م) إلى تراجع المدينة وتوقف التنمية. لكل هذه الأسباب، أصبح المسجد الذي كان يحتل وسط المدينة عندما تم بناؤه لأول مرة عام 670، يقع الآن في أقصى الجانب الشرقي المتاخم لأسوار المدينة.

المبنى عبارة عن مبنى رباعي غير منتظم قليلاً يغطي مساحة تبلغ حوالي 9000 متر مربع. وهي أطول (127.60 متراً) من جهة الشرق من جهة الغرب (125.20 متراً)، وأقصر من جهة الشمال (72.70 متراً) من جهة الجنوب (78 متراً). المئذنة الرئيسية تتمركز في الشمال.

من الخارج، يبدو الجامع الكبير بالقيروان عبارة عن مبنى يشبه الحصن، بجدرانه المغرة الضخمة التي يبلغ سمكها 1.90 مترًا، وهي عبارة عن مركب من الحجارة المشغولة جيدًا مع مسارات متداخلة من الحجر الركام والطوب المحروق.[12] الأبراج الزاوية التي يبلغ طولها 4.25 مترًا من كل جانب مدعومة بدعائم بارزة صلبة. من الناحية الهيكلية، نظرًا للأرضيات الناعمة الخاضعة للضغط، فقد أضافت الأبراج المدعمة الاستقرار إلى المسجد بأكمله.[13] على الرغم من الواجهات الصارمة، فإن الأنماط الإيقاعية للدعامات والشرفات الشاهقة، والتي يعلو بعضها قباب، تعطي الحرم إحساسًا بالعظمة الرصينة المذهلة.[13][14]



التاريخ

سنة 184هـ وفي عهد إبراهيم بن الأغلب أزيل هذا المسجد عندما شرع في تأسيس مدينة العباسية ، ولما عزل عقبة بن نافع خلفه أبو المحاجر تعرّض المسجد في زمنه إلى الإهمال والخراب. بلغت تكاليف بناء المسجد نحو 86 ألف مثقال ذهب.

تطور

 
منظر للجامع الكبير بالقيروان في أوائل القرن العشرين
 
المخطط الحالي للجامع الكبير بالقيروان

- سنة 62هـ أعيد بناء المسجد على يد عتبة بن غزوان في عهد يزيد بن معاوية بعد أن خرب وأهمل في زمن أبي المحاجر.

- سنة 84هـ هدم حسان بن النعمان (عامل هشام بن عبد الملك على المغرب) المسجد بعد 20 عاماً من بنائه حينما ضاق بالمصلّين وأقام بدلاً عنه مسجداً محكم البناء وحمل إليه ساريتين من كنيسة كانت في الموضع المعروف اليوم بالفيسارية.

- سنة 105هـ قام بشر بن صفوان بأمر من الخليفة هشام بن عبد الملك بتوسيع المسجد وبنى حديقة كبيرة في شماله كما أنشأ صهريجاً في صحن المسجد يُعرف بـ (الماجل القديـم) وشيّد مآذنه فوق بئر موجودة في الحديقة.

- سنة 157هـ/773م أعيد بناء المسجد بعد أن هدم سنة 155هـ في زمن يزيد بن حاتـم حاكم أفريقية.

- سنة 221هـ/836م أعاد الحاكم الأغلبي الثالث زيادة اللّه بناء المسجد بعد أن هدم بسبب حرب أهلية نشبت في المدينة في نفس السنة المذكورة.

- سنة 245هـ/985م وفي عهد الفاطميين أمر الخليفة المعز ببعض الإصلاحات في المسجد.

- سنة 248هـ/ قام أبو إبراهيم الأغلبي بأعمال زخرفة المحراب وعمل منبراً جميلاً للمسجد وشيّد قبته ووضع بلاطات القاشاني حول المحراب.

- سنة 261هـ أضاف إبراهيم الأغلبي الثاني بعض الزيادات المهمة للجامع منها إنشاء قبة تُعرف بـ (قبة باب البهو) وأصبح للمسجد في عهده عشرة أبواب وأقام مقصورة النساء عند رواق القبلة.

- سنة 639هـ قام المستنصر باللّه أبو حفص بعدّة إصلاحات للمسجد، وتشير لذلك الكتابات التاريخية المثبتة فوق باب المسجد المسمى باب (اللّه رجانا) كما بنى مقصورة نفيسة تحمل اسمه لا تزال موجودة إلى اليوم.

- سنة 1244هـ قام محمَّد بك مراد بإصلاح القبة عند مدخل الرواق.

 

قصص المضيف

 
طريق الدخول (1900)
 
الحجاج حول أحد الآبار (1900)
 
بطاقة بريدية قديمة (1900) تظهر المنبر المنحوت من خشب الساج والمقصورة


الهندسة المعمارية والديكور

ـ يشغل المسجد مساحة مستطيلة غير منتظمة. ويسند الحوائط الخارجية للمسجد سنادات مختلفة الشكل والحجم والأبعاد. ـ وتظهر خمس قباب تعلو سقف المسجد من الخارج وتشاهد المئذنة الضخمة المربعة في نهاية المحور. ـ ويبلغ عدد الأبواب الخارجية للمسجد ثمانية أبواب أربعة في الجانب الشرقى والباقى في الجانب الغربى. ورواق القبلة يتكون من 17 بلاطة يفصلها 16 بائكة. والمحراب محاط ببلاطات من القيشانى وقبة تعلوالمحراب والمنبر من خشب وهومن النوع النفيس، وينسب المحراب الحالى إلى الأمير زيادة الله الأغلبى 221هـ (836م) والقبة التى تعلوالمحراب على أربعة عقود ثلاثة منها ظاهرة والرابع مبنى على حائط القبلة. والقبة المضلعة على طراز رومانى وهى ذات 24 ضلعاً من الداخل أما من الخارج فتظهر القبة مضلعة على شكل "السنطاوى" ويبلغ قطر القبة من الداخل 5.80 متراً.. - وبالمسجد 414 عموداً مكونة لسبع عشرة بلاطة ومساحته 220 × 150 ذراعاً.

 
نظرة عامة على المبنى (في الوسط)، والواجهة الجنوبية من الخارج (يسار) والمئذنة التي يمكن رؤيتها من الفناء (يمين)
 
منظر بانورامي لجامع القيروان الكبير من اليمين إلى اليسار وقاعة الصلاة (ذات القباب) والفناء والمئذنة

الخارج

نسيج

فناء

 
بانوراما للفناء الداخلي للجامع الكبير بالقيروان
 
الفناء من زاويته الجنوبية الغربية

تفاصيل الفناء


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مئذنة

 
أقدم مئذنة باقية في العالم، يعود تاريخها إلى القرنين الثامن والتاسع.

تعتبر مئذنة جامع عقبة من أجمل المآذن التي بناها المسلمون في أفريقيا. وتعد جميع المآذن التي بنيت بعدها في بلاد المغرب العربي على شاكلتها ولا تختلف عنها إلا قليلا، ومن المآذن التي تشبهها مئذنة جامع صفاقس، ومآذن جوامع تلمسان وأغادير والرباط وجامع القرويين، هذا غير بعض مآذن مساجد الشرق كمئذنة مسجد الجيوشي في مصر.

تتكون المئذنة من ثلاث طبقات كلها مربعة الشكل، والطبقة الثانية أصغر من الأولى، والثالثة أصغر من الثانية، وفوق الطبقات الثلاث قبة مفصصة. يصل ارتفاع المئذنة الكلية إلى 31.5 متراً.

تقع المئذنة في الحائط المواجه لجدار القبلة في أقصى الصحن المكشوف، وضلع طبقتها الأولى المربعة من أسفل يزيد على 5.10 متر مع ارتفاع يضاهي 19 مترا، وتم بناء الأمتار الثلاثة والنصف الأولى منه بقطع حجرية مصقولة، بينما شيد بقية جسم المئذنة بقطع حجرية مستطيلة الشكل كقوالب الأجر.

الطابق الثاني من المئذنة مزين بطاقات ثلاث مغلقة ومعقودة في كل وجه من أوجه المنارة، في حين زين كل وجه من أوجه الطابق الثالث بنافذة حولها طاقتان مغلقتان، ويوجد في أعلى الجدار الأعلى من كل طابق شرفات على هيئة عقود متصلة ومفرغة وسطها.

يدور بداخل المئذنة درج ضيق يرتفع كلما ارتفع المبنى متناسبا مع حجمه حيث يضيق كلما ارتفعنا لأعلى. يعتقد أن هذه المنارة لم تبن دفعة واحدة، حتى إن الجزء الأول الأضخم منها بني في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك أيام واليه على القيروان بشر بن صفوان، ثم أكملت عملية البناء بعد مدة طويلة حيث بني الجزءان الثاني والثالث فوق تلك القاعدة الضخمة.


القباب

 
القبة فوق المحراب (القرن التاسع)

في مسجد عقبةست قباب:

  • قبة المحراب وتعد أقدم قبة بنيت في المغرب الإسلامي.
  • قبة باب البهو على مدخل البلاط الأوسط من جهة الصحن، وقد تم الاعتناء بها وزخرفتها بشكل كبير، وأعطت توازنا على بيت الصلاة. بعدها، أصبح بناء قبتين في بيوت الصلاة قاعدة ثابتة في مساجد المغرب الإسلامي.
  • قبتان تعلوان مدخل بيت الصلاة في الشرق والغرب.
  • قبة تعلو المجنبة الغربية للمسجد.
  • قبة في أعلى المئذنة.

الداخلية

قاعة الصلاة

 
منظر داخلي لقاعة الصلاة
 
الباب الرئيسي لقاعة الصلاة


الأعمدة والسقف
 
غابة الأعمدة بقاعة الصلاة


 
Ancient Corinthian capitals


 
منظر جزئي لسقف قاعة الصلاة


المحراب والمنبر
 
منظر قريب للمحراب الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع

من أفضل زخارف الجامع زخارف المحراب والقبة التي فوقه.

تكسو المحراب زخارف منقوشة على ألواح رخامية يوجد فيها فراغات تسمح بدخول الضوء. تغطي القبة زخارف نباتية على شكل ساق متوسطة أو فروع متموجة تتدلى منها عناقيد من العنب.

أما المنبر فهو محفور على الخشب وفيه زخارف هندسية ونباتية، ويعود عهده إلى عام 248 هـ.


 
الجزء العلوي من المحراب
 
البلاط اللامع للمحراب
 
منظر للمنبر، وهذا المنبر هو الأقدم في الوجود، لا يزال في مكانه الأصلي (في قاعة الصلاة). إنه محمي بلوحة زجاجية.
 
تفاصيل الكسوة الرخامية


مقصورة
 
منظر للمقصورة المزخرفة بإفريز يتضمن كتابة بالخط الكوفي



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اعمال فنية

 
صفحتان من القرآن (سورة البقرة، الآيات 197-201)، أصلهما في مكتبة المسجد


دوره في الحضارة الإسلامية

Coordinates: 35°40′53″N 10°06′14″E / 35.68139°N 10.10389°E / 35.68139; 10.10389


معرض الصور


انظر أيضا


المصادر

  1. ^ || Géotunis 2009 :: Kairouan ||
  2. ^ Great Mosque of Kairouan (discoverislamicart.org) Archived 2013-04-07 at the Wayback Machine
  3. ^ "Great Mosque of Kairouan – Kairouan, Tunisia". Archived from the original on 2019-08-15. Retrieved 2009-08-24.
  4. ^ "Kairouan – UNESCO World Heritage Centre". Archived from the original on 2022-08-23. Retrieved 2019-12-26.
  5. ^ "Kairouan 499" (PDF). Archived (PDF) from the original on 2012-10-26. Retrieved 2019-12-26.
  6. ^ The Great Mosque (kairouan-cci2009.nat.tn)[dead link][dead link]
  7. ^ (in فرنسية) M’hamed Hassine Fantar, De Carthage à Kairouan: 2000 ans d’art et d’histoire en Tunisie, éd. Agence française d’action artistique, Paris, 1982, p. 23
  8. ^ Wilfrid Knapp and Nevill Barbour, North West Africa : a political and economic survey, Editions Oxford University Press, Oxford, 1977, page 404
  9. ^ Henri Saladin, Tunis et Kairouan, Editions Henri Laurens, Paris, 1908, page 118
  10. ^ Mahmud Abd al-Mawla, L’université zaytounienne et la société tunisienne, éditions Maison Tiers-Monde, Tunis, 1984, page 33
  11. ^ Kerrou, Mohamed (September 10, 1998). "Quartiers et faubourgs de la médina de Kairouan. Des mots aux modes de spatialisation". Genèses. Sciences sociales et histoire. 33 (1): 49–76. doi:10.3406/genes.1998.1539 – via www.persee.fr.
  12. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة enceintes
  13. ^ أ ب Néji Djelloul, op. cit., p. 8
  14. ^ (in فرنسية) Henri Saladin, Tunis et Kairouan, coll. Les Villes d’art célèbres, éd. Henri Laurens, Paris, 1908, p. 120


قراءات إضافية

  • Henri Saladin, Tunis et Kairouan, Voyages à travers l'architecture, l'artisanat et les mœurs du début du XXe siècle, éd. Espace Diwan, 2002 (d'après l'édition de 1908)
  • Kairouan, Capitale de l'Ifrikia, 670-1050, éd. Alyssa
  • Néji Djelloul, 2000. Kairouan, the Great Mosque. Editions Contrastes.
  • Paul Sebag, 1965. Great Mosque of Kairouan. New York Macmillan.
  • John D. Hoag, 1987. Islamic architecture. Rizzoli.
  • Jonathan M. Bloom, 2002. Early Islamic art and architecture. Ashgate.
  • G. T. Rivoira, 2009, Moslem Architecture. Its Origins and Development. ASLAN PR.


وصلات خارجية