النقعة أو نقعة (بالإنجليزية an-Naqʿa) مدينة اثرية سودانية قديمة كانت أحد مدن المملكة الكوشية في مروي، تبعد حوالي 170 كيلو متر شمال شرق العاصمة السودانية الخرطوم و50 كيلو متر الي الشرق من نهر النيل، والي الشمال من منطقة ود بانقا ويكون الموقع تحديداً عند إلتقاء وادي العوتيب الرئيسي القادم من منطقة البطانة [1] بالأودية الصغيرة المتجهة لنهر النيل[1]

النقعة
Lepsius-Projekt tw 1-2-141 b.jpg
Illustrations of Naqa from the Lepsius expedition
النقعة is located in السودان
النقعة
كما يظهر في السودان
المنطقةالنوبة
الإحداثيات16°16′10″N 33°16′30″E / 16.26944°N 33.27500°E / 16.26944; 33.27500
النوعمستوطنة
التاريخ
الفتراتمملكة كوش
ملاحظات حول الموقع
الحالةأطلال

تعتبر المنطقة محطة تجارية وموقع إستراتيجي ويتضح هذا جلياً من كميات الآثار الهائلة التي وجدت أن المنطقة كانت أحد مداخل مملكة كرمة التي كانت بدورها تلعب دور الجسر بين دول العالم الوسيط وأفريقيا في ذلك الزمان، وبالموقع آثار جديرة بالملاحظة مثل معبد اباداماك ومعبد آمون المعبد الروماني .[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإستكشاف

 
The Roman Kiosk and the Temple of Apedemak, Naqa

وصل أول الرحالة الاوربيين الي النقعة عام 1822 م، ثم وصل بعد ذلك الأمير الألماني الرحالة هرمان فورست في العام 1837، تلى ذلك زيارة العالم الألماني الرائد كارل ريتشارد بسيوس في العام 1843 مصحوباً بالبعثة البروسية للسودان ومصر وقام بنسخ النقوش والتماثيل الموجودة في الموقع.

وفي العام 1958 م قام فريق من جامعة هومبولت في برلين بزيارة النقعة وتوثيق الموقع وترميم أجزاء من المعابد في النقعة والمصورات الصفراء المجاورة حتي العام 1960 م. ومنذ العام 1995 م يجري التنقيب في المدينة عبر فريق ألماني- بولندي وبمشاركة متحف برلين المصري والمؤسسة البروسية للثقافة والتراث، ويشرف على البعثة البروفسير ديترك فيلدونج وضمن عضويتها عالم الآثار البولندي ليش كورسيانك ومجموعة صغيرة من الآثاريين البولندين من بوزنان، ويجري تمويل البعثة عن طريق مركز الأبحاث الألماني (Deutsche Forschungsgemeinschaft).


المباني

 
أحد المعابد الرئيسية في النقعة خصص لعبادة آمون رع

تضم النقعة معابد مروية متعددة تمتد الي مابين القرن الرابع قبل الميلاد وحتي القرن الرابع الميلادي، وتوضح الآثار ان النقعة كانت موقع تكتل مدني وارضاً للمدافن وقد حدد علماء الآثار منطقة النقعة كأحد أهم المراكز الحضارية في أفريقيا. وقد تم العثور بين الحطام على العديد من المعابد لكن اهمها على الإطلاق هما المعبدين الذين لازالا بحالة جيدة حتي اليوم معبدي أپدماك وآمون .[3]

معبد آمون

شيد في عهد الملك النوبي نتكامانى بطول 100 متر من الحجر الرملي وتطل مخارجه للإتجاهين الشرقي والغربي وبه العديد من التماثيل للملك نفسه، جري تصميمه على الطراز المصري مع ساحة خارجية وطريق الكباش تشبه معبد امون في جبل البركل والكرنك ويقود المدخل الرئيسي الي صالة ذات أعمدة تحتوي محراب داخلي ومقصورة. وبالبوابة الرئيسية والحوائط منحوتات تساعد المبني على تحمل الضغط والوزن.

في العام 1999 م جري استكشاف المعبد والمقصورة الداخلية بواسطة فريق ألماني-بولندي وعثروا في المحراب على أسماء الملك نتكامانى وزوجته الملكة أماني تيري واسماء النحاتين وصناع التماثيل .[1]، كما اكتشف الفريق المذبح الموجود في المعبد والذي كان يعد فريداً في زمانه في السودان ومصر [1]. وعثر على التمثال الخامس للملك نتكاماني داخل أحد الغرف مع مسلة تزكارية للملكة أماني شكتو ام الملك نتكامانى، وقد اعتبرت هذه المسلة أحد أجمل نماذج الفن المروي التي عثر عليها يوماً، وتظهر واجهة المسلة الملكة وهي تتلقي المساعدة من الألهة خصوصاً الإله اباداماك المحارب بوجه الأسد، فيما كتبت الجوانب الأخري من المسلة لغة مروية وهي لغة لاذالت شفرتها عصية على العلماء حتي الان.

وعثر على معبد اخر لامون في النقعة وتمت تسميته امون 200 ويجري تنقيبه منذ العام 2004 وقد ثبت انه شيد بواسطة الملكة النوبية أماني كيراكرم وهو متطابق على نحو واضح بمعبد امون في النقعة ويعود تاريخه للقرن الثاني أو الثالث الميلادي، وعثر فيه على العديد من المقتنيات التي تناقض السرد التاريخي الحالي للحضارة النوبية وتزيد من غموض التسلسل الزمني للحضارة النوبية الغامض اصلاً حتي اليوم.

وبعد التنقيب وأعمال الترميم التي جرت على مدى عقد من الزمان استعادت السلطات السودانية المواقع والمقتنيات من البعثة بتاريخ 01 ديسمبر 2006 واصبح الموقع تابعاً لوزارة الثقافة السودانية..[4]

معبد أپدماك

 
معبد أپدماك.

أپدماك هو إله الحرب لدي النوبيين القدماء، وهو عبارة عن رجل بجسد محارب ورأس اسد، استخدم كوصي مقدس على الملوك والأمراء والزعماء خصوصاً الراحلين منهم فمن يمس قبورهم فإن اباداماك سوف يلعنه.

يقع المعبد الي الشرق من معبد امون، ويعتبر مثالاً للمعمار الكوشي القديم، فالواجهة الأمامية عبارة عن بوابة واسعة تصور الملك نتكامانى والملكة أماني تيري واسد رمزي تحت اقدامهم يحاصران أسري من اليمين واليسار، لكن الاسري بملامح غير واضحة، وقد وضع العلماء تصوراً عن كون السجناء انما هم افراد من القبائل الصحراوية التي كثيراً ما تصادمت المملكة الكوشية معهم، وعلي حواف البوابة الرئيسية يظهر تمثيل جميل لأپدماك يخرج من اللوتس المقدس، كما يظهر على جوانب المعبد أيضاً مجتمعاً مع الملك ومع الاله امون وحورس .

وفي الحائط الخلفي للمعبد يوجد الرسم الأكبر لاباداماك وهو يتلقي النذور من الملك والملكة، ويظهر أيضاً بثلاثة روؤس واربعة سواعد، ويوجد داخل المعبد أيضا نحت للاله سيرابيس يظهر بلحية يونانية- رومانية، ويظهر اله متوج غير معروف يعتقد بانه فارسي.

وعلي الرغم من التأثير القوي للمعمار الفرعوني على المعبد لكن النحوت التي تخص الملك والملكة ابرزت الإختلافات الواضحة بين الحضارة الكوشية والحضارة الفرعونية، حيث يظهر الملك والملكة معصوبي الروؤس ومكشوفي الأكتاف، وفي جدارية الملكة أماني تيري تظهر الملكة عريضة الوركين على نحو غير إعتيادي وهذا ما يطابق الفن الأفريقي اكثر من الفرعوني، بالتالي فإن معبد اباداماك في النقعة يعكس انصهار الثقافات معاً وفق التأثير الكوشي، خصوصاً إذا اخذنا في الإعتبار المعبد الروماني المجاور والمتأثر بوضوح بالحضارة الرومانية والحضارة الأغريقية، هذا فضلاً عن خروج اباداماك من اللوتس المقدس يعتبر عملاً غير إعتيادي أيضاً. وقد أعتقد الرحالة الأوائل الذين زاروا النقعةان هناك تأثير واضح للحضارة الهندية في المعابد مما جعل النقعة ممراً محتملاً للتجارة بين أفريقيا والهند عبر ميناء ادلوس التاريخي في إرتريا ولكن كل هذه الصلات المحتملة رفضت بعد العديد من الدراسات التحليلية.

المعبد الروماني

 
المعبد الروماني
 
تمثال ايزيس عثر عليه في النقعة, ويعرض الان في متحف برلين المصري

هو معبد صغير جوار المعبد الرئيسي معبد اباداماك وبه عناصر تربطه بوضوح بالحضارة الهلنستية، فالمدخل فرعوني التصمصم وقمته عتبة بها صفوف من الصل المقدس ولكن الجوانب تتكون من أعمدة على نظام كورنثي تم تزيين قمته بالزهور ونوافذ مقوسة على النظام الروماني.

وأكتشف مؤخراً ان المعبد كان قد صمم لعبادة الاله حتحور وقد دلل على ذلك اكتشف في المعبد تمثال الاله ايزيس الهة الامومة والخصوبة لدي قدماء المصريين والتي تعتبر كرمز للأم والزوجة ومحرك للطبيعة والسحر، وتتقاسم مع الاله حتحور العديد من الصفات وقد انتشرت عبادتها على نحو واسع في العالمين الاغريقي والروماني.

المعبد 500

 
معبد امون في النقعة

عثر أيضاً على معبد من الحجر الرملي يقف عند منحدرات جبل النقعة واطلق عليه اسم المعبد 500، وبني في عهد الملكة النوبية شانا داخت حوالي العام 135 قبل الميلاد وهذا مايجعله الاثر الاقدم في النقعة، ولم يطلق عليه اسم لكون ان جميع كتابته نحتت باللغة الهيروغليفية المروية وبمقارنة الآثار فإن المعبد كان مكرساً لأبناء طيبة لعبادة الألهة الثلاث امون وموط وخونسو، فضلاً عن اباداماك. في العام 1834 م عثر صائد الكنوز الإيطالي جوزپى فريليني على كنز من المقتنيات داخل المعبد وقد تعرضت للعديد من الأضرار ويجري ترميمها ودراستها حتي اليوم.

مشروع النقعة

مشروع النفعة (وسط السودان) من انجازات البروفيسور ديترش ويلدونگ Dietrich Wildung (الألماني) المشروع الأثري في النفعة في وسط السودان، بدأ في عام 1995 من قبل المتحف المصري ومجموعات البردي (متحف Ägyptisches و پاپيروساملونگ) في برلين. وهي موجهة من قبل البروفيسور ديتريش ويلدونگ ويمول من قبل مجلس البحوث الألماني (دويتشه فورسشونگزگماينشافت). بسبب سنوات عديدة من التعاون في مجال علم الآثار بين البروفيسور ويلدونغ والبروفيسور لخ كريزيانياك، مجموعة صغيرة من علماء الآثار البولنديين من پوزنان بقيادة البروفيسور كرزيانياك يشاركون أيضا في هذا المجال العمل.

النقعة هو موقع أثري ضخم، واحدة من أكبر في السودان. وهي تقع على بعد نحو 170 كيلومترا شمال شرق شرق الخرطوم وحوالي 50 كيلومترا إلى الشرق من النيل الرئيسي. يتم وضعها في المركز الاستراتيجي لشبكة واسعة من الوديان من هضبة بوتانا. أول و - حتى وقت قريب - تم تسجيل واسع فقط لهذا الموقع في عام 1843 من قبل البعثة البروسية الشهيرة التي يديرها ريتشارد لپسيوس. منذ هذا الوقت من المعروف أن النقعة يضم العديد من المعابد المروية (ثقافة ميرو / الحضارة، 4 القرن قبل الميلاد - 4 القرن الميلادي)، أطلال على ما يبدو التكتل الحضري والعديد من الدفن. وكثيرا ما كان يعتقد أن النقعة كان واحدا من أهم مراكز هذه الحضارة الأولى في أفريقيا السوداء.

ونتيجة لخمسة مواسم من الحفريات حتى الآن ونحن نعرف الآن أكثر بكثير من الموقع مما سجلته لپسيوس. ويركز العمل الميداني على معبد إلام الكبش آمون (01)، الذي يبلغ طوله حوالي 100 متر. بعد الاقتراب من المعبد من منحدر رئيسي من الغرب مرت مرويتس من خلال زقاق الأول من التماثيل رام وضعت على القضبان (02) التي تليها ما يسمى كشك، وهو نوع من الطريق محطة قبل البوابة الرئيسية للمعبد . بعد هذا الزقاق رام الثاني يؤدي إلى البوابة الرئيسية للمبنى المعبد. كانت التماثيل الأصلية للملك ناتاكاماني (الذي أسس هذا المعبد في بداية القرن الأول الميلادي جنبا إلى جنب مع زوجته ملكة أمانيتور) وقفت بين أركان الكبش ولكن كل هذه قد تم كسر قبالة ويبدو أنها فقدت في الماضي. ثم كان واحدا من أسعد أيام للبعثة لاكتشاف العديد من هذه التماثيل التي كانت مخبأة في أجزاء مختلفة من المعبد في ظروف غير معروفة. ليس هناك شك في أنها تمثل بعض من أجود القطع الفن المروية (03). في حالات قليلة كان من الممكن معرفة التماثيل التي كانت تنتمي إليها في الأصل، كما يتضح من البروفسور ديتريش ويلدونغ (04) والدكتورة كارلا كروبر (05).

وحدثت نتائج مثيرة خلال موسم الشتاء من عام 1999. وقد تقرر استكشاف منطقة الحرم (ناوس) من المعبد حيث تم الاحتفاظ في الأصل تمثال الرئيسي للإله. إلى أعظم مفاجأة وفرحة الحفارات تم العثور على مذبح الحجر فريدة من نوعها منحوتة بشكل جميل في وسط هذه الغرفة (09). زخرفة جانبي هذا المذبح / القاعدة تتضمن الأيقونات والأسماء (المكتوبة بالهيروغليفية) للملك ناتاكاماني وزوجته أمانيتور، مؤسسي هذا المعبد (07). تم اكتشاف تمثال خام للملك ناتاكاماني (08)، وهو في الأصل جزء من تمثال الكبش، في هذه القاعة ويظهر هنا من قبل أستاذ ديتريش ويلدونگ (10). في نفس المعبد، في غرفة كبيرة هيبوستايل تم اكتشاف مفاجأة أخرى: ستيلا تذكارية حجر الملكة أمانيشاكيتو الذي - يعتقد - كان يحكم ميرويت قبل الزوجين الملكيين ناتاكاماني-أمانيتور. هذا هو حقا قطعة حقيقية من أفضل الفن المروي (11، 12). ويظهر عكسها الإغاثة غارقة حساسة من الملكة والإلهة الذي كان شريكا للآلهة المروية إله أباديميك (13). عكس وجانب من ستيلا تظهر نص مكثف مكتوب في حتى الآن غير المرسومة الكتابة المروية (14، 15).

وخلال المرحلة الأولى من مشروع النقعة ، تم تنفيذ برنامج لتطهير معبد آمون واختبار تجريبي صغير النطاق لمعبد آخر مخصص لإله الأسد المروي أباديميك. وتغطي الجدران الخارجية والداخلية لهذا المعبد المثير للإعجاب والغامض مع انتصارات الآلهة والنصوص الهيروغليفية المروية (شكل 12) مشيرا إلى المؤسسين - الزوجان الملكيان نيتكاماني - أمانيتور. وفي أجزاء أخرى من موقع النقعة ، سجلت الخطوط العريضة للمعابد والمباني الكبيرة الأخرى، ربما القصور، على سطح الأرض.

ويشمل مشروع النقعة أيضا برنامجا واسعا لحفظ وترميم العمارة والآثار الأخرى. ويركز هذا الجزء من المشروع حتى الآن أساسا على معبد آمون. وأخيرا، ينبغي التأكيد على أنه بعد التنقيب حتى الآن معظمها في فترة ما قبل التاريخ الاستيطان في السودان، وذلك بسبب المشاركة في مشروع النقعة وقد علماء الآثار بوزنان الآن الفرصة الأولى لاكتساب الخبرة في حفر موقع مرويتيك كبير ومعقد.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث {{cite web}}: Empty citation (help)
  2. ^ Clammer, Paul (2005). Sudan. Bradt Travel Guides. pp. 128–131. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  3. ^ Vincent Arieh Tobin, Oxford Guide: The Essential Guide to Egyptian Mythology,Edited by Donald B.Redford, p20, Berkley books, ISBN 0-425-19096-X
  4. ^ ZDF-"Heute-Journal", January 12, 2006

وصلات خارجية


قالب:مواقع التراث العالمي في السودان