الليدي هستر ستانهوپ (مقالة مميزة)

الليدي ستانهوپ وثورة الدروز على محمد علي

الليدي هستر لوسي ستانهوپ وهي ترتدي الزي العربي، وتمتطي جواد.

الليدي هستر ستانهوپ (1776 -1839) عميلة بريطانية في جبل لبنان، يذكرها التاريخ بدورها الرئيسي في إضرام ثورة الدروز على حكم محمد علي.

وفي عام 1813م استقرت في لبنان حيث شيدت لنفسها قصراً يشبه القلعة فوق دير مهجور في قرية جون، على بعد ثمانية أميال من صيدا. وعـُرف قصرها بين الأهالي باسم "دار الست". واتخذت زي النساء المحلي ، وشرعت تدرس اللغة العربية واولعت بعلم النجوم والخيمياء، وأحاطت نفسها بحرس من الألبان وحاشية من الزنوج وفرضت عليهم ان يسلكوا معها حسب قواعد التشريفات الملكية. واستطاعت ان تكون ذات نفوذ وسلطة كبيرة جدا بين سكان المناطق المجاورة، ولا سيما الدروز منهم، فكانوا يحترمونها ويطيعون امرها إلى درجة تبعث على الدهشة. في البداية رحب بها الأمير بشير شهاب الثاني، إلا تدخلها المستمر في شئون الدروز وإيوائها لمئات من اللاجئين من المناحرات بين القادة الدروز، جعله ينأى عنها. وعندما فتح ابراهيم باشا الشام أدرك ما لها من نفوذ وطلب منها ان تقف على الحياد، إلا أنها كانت أشد الناس طعناً في الحكم المصري. كان لستانهوب جواسيس يعملون في المدن الشامية الكبيرة، وكانت مراسلاتها ومؤامراتها مع الشيوخ والباشوات متصلة، وكانت لها يد في اثارة الدروز على الحكم المصري.

قامت بحملة عسكرية على عسقلان للبحث عن كنوز مدفونة مزعومة. ولم يسترح منها ابراهيم باشا إلا بعد أن ماتت في عام 1839، فدفنت في مكانها، وكان عمرها لا يتجاوز الثالثة والستين، وقيل انها كانت عند موتها وحيدة مفلسة.