العلاقات الكردية الروسية

العلاقات الكردية الروسية

يڤگيني پريماكوڤ مع الزعيم الكردي ورئيس العراق جلال طلباني في مايو 2008.
يڤگيني پريماكوڤ مع الزعيم الكردي مسعود البرزاني في مايو 2008.

في أواسط مايو/أيار 2008 غادرت الطائرة موسكو في رحلة خاصة الى السليمانية حيث يستقبل الرئيس العراقي جلال الطالباني الوفود الاجانب في احيان كثيرة. وكان في الطائرة وفد روسي صغير العدد يضم يڤگيني پريماكوڤ رئيس غرفة التجارة والصناعة في روسيا الاتحادية وسليم خان موتسايف نائب رئيس الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي رئيس مجموعة النواب للصداقة بين البرلمانيين في روسيا والعراق، وهو ينتمي الى القومية الكردية. علما ان الشخصية الرئيسية – يڤگيني پريماكوڤ رجل ترتبط بأسمه العلاقات السوفيتية – العراقية لفترة تربو على نصف قرن، كما انه فعل الكثير من أجل إحلال الوفاق بين العرب والأكراد على أساس الحل الوسط.[1]

إلتقى بريماكوف في السليمانية كبار المسؤولين الحزبيين، منهم كوسرت رسول نائب رئيس اقليم كردستان وعمر فتاح نائب رئيس الوزراء وغيرهما من اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني. وتحشد في المطار عدد كبير من الناس وبات واضحا أن النخبة المحلية بأسرها قد خرجت لاستقبال الوفد الروسي. ولم يستقبل الاكراد مجرد وفد، بل استقبلوا ضيفاً عزيزاً وصديقاً قديماً. وتوجهت السيارات من المطار الى مأدبة احتفالية جاء اليها الرئيس العراقي جلال الطالباني ايضا. وأعقب رفع الأنخاب الودية والترحيب اجراء لقاء عمل مع محافظ السليمانية، وطرحت هناك قضايا هامة تتعلق بالتعاون الاقتصادي: ودار الحديث عن توظيف استثمارات كبيرة في اقتصاد كردستان. وطرح الجانب الكردي موضوع بناء مصنع للحديد والصلب. وتوجد في بنجوين مكامن غنية للحديد. زد على ذلك ان جبال كردستان غنية بالوولفرام والفاناديوم وربما باليورانيوم والذهب. وبدا جلياً أن الجانب الروسي يهتم بهذه الاقتراحات لكن يقلقه احتمال اتخاذ السلطات المركزية العراقية موقفاً سلبياً منها. وأكد المحافظ على أن بغداد يمكن أن تسيطر على النفط فقط بحكم وجود السلطة اللامركزية، أما إستخراج الموارد الاخرى فهو من صلاحيات السلطات المحلية. ووافق الجانبان على أن هذا المشروع الشامل يتطلب تحقيقه توفر بنية أساسية قوية. واصغى الوفد الروسي بإهتمام الى الحديث حول الخطط الكبيرة لكنه أكد على أن جميع القضايا تتطلب دراسة وافية. وفي المساء توجه الوفد إلى دوكان وهي بلدة جميلة تقع في الجبال على ضفة بحيرة إصطناعية حيث يوجد مقر الرئيس جلال الطالباني. ووجد بريماكوف والطالباني ما يبحثاه حيث أنهما شاهدا شخصياً الكثير من أحداث العقود الأخيرة من تاريخ العراق.

وكان اللقاء في أربيل عاصمة اقليم كردستان لا يقل حفاوة. فقد رحبت بالوفد قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني. وتوجه موكب الوفد بمرافقة حرس الشرف الى مقر مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان. وهناك ارتدى بريماكوف الزي الكردي الذي أهداه له ناصح رمضان النائب في البرلمان الكردستاني مما جعله يشبه رجلاً كردياً تماما كقطرتي ماء. وبعد ذلك كرم يفغيني بريماكوف ذكرى الزعيم الكردي مصطفى برزاني الذي كان يعرفه شخصيا جيدا بزيارة قبره في بلدة برزان.

وفي اليوم التالي استقبل الوفد من قبل مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان. إنه طبعا تذكر زيارتي بريماكوف الى الاكراد في أعوام الستينيات ومطلع السبعينيات حين كان مصطفى برزاني ما زال على قيد الحياة بينما كان مسعود بارزني يدير محطة اذاعة "صوت كردستان العراق". وأشار مسعود البرازني بصورة خاصة إلى الدور الهام الذي مارسه بريماكوف كوسيط في المفاوضات مع صدام حسين والتي اختتمت بتوقيع معاهدة مارس/آذار عام 1970 التي اعلنت منح كردستان الحكم الذاتي. وتمت استعادة ذكريات كثيرة حول الصفحات المأساوية من تاريخ كردستان. كما جرى الحديث عن الأحداث الأخيرة والشخصيات ومنها صدام حسين.

واستغرق اللقاء فترة أطول مما كان مقررا. وفي المساء اقيم حفل كبير في القنصلية العامة الروسية في اربيل. وحضر الحفل ممثلو السلك الدبلوماسي وجميع قادة كردستان وابناء واحفاد مصطفى البرزاني ورجال البيشمرگة الشيوخ الذين رافقوا في زمان ما مصطفي برزاني في رحلته الى الاتحاد السوفيتي وزوجاتهم. وجرى لقاء مؤثر مع 12 امرأة سوفييتة رافقن أزواجهن الاكراد الى كردستان في عام 1958. وإستغرق الكثيرون في البكاء. ولم يكن ذلك الحفل رسمياً بل هو أشبه بلقاء الأقارب الذين لم ير أحدهم الآخر منذ وقت بعيد.

وتركت بالغ الانطباع لدى بريماكوف المباحثات مع نيجيرفان برزاني رئيس حكومة اقليم كردستان وهو في سن الجيل الجديد من القادة الروس. واعجب بريماكوف برئيس الوزراء الشاب والنشيط وذي التعليم الرفيع. وتقرر في هذا اللقاء تشكيل لجنة مشتركة روسية – كردية من رجال الاعمال. واختتمت المباحثات الاقتصادية بتوقيع اتفاقية التعاون بين الغرفتين التجاريتين – الصناعيتين لروسيا وكردستان العراق وتأسيس مجلس التعاون الاقتصادي والتجاري الذي يترأسه من الجانب الروسي سليم خان موتسويف. كما وقعت اتفاقيات بين غرفة التجارة والصناعة الروسية واتحاد الغرف التجارية في كردستان بشان التعاون في تطوير تبادل المعلومات. ان خطط التعاون الممكن بين علاقات العمل الروسية والكردية واسعة النطاق. انها تتضمن مد خطوط السكك الحديدية بين كردستان وبقية مناطق العراق واجراء اعمال الاستشكاف الجيولوجي وبناء مصنع للأسمنت ومصنع للحديد والصلب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "بريماكوف في كردستان: آفاق تعاون جديد". روسيا اليوم. 2008-05-30. Retrieved 2009-121-19. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= (help)


قالب:العلاقات الخارجية لكردستان العراق