الضاحية الجنوبية، بيروت

الضاحية الجنوبية هي منطقة مسكونة أساساً من المسلمين الشيعة في المنطقة الجنوبية من بيروت، لبنان، وتقع إلي الشمال من مطار رفيق الحريري، يمر طريق المطار عبرها، زاد عدد سكان الضاحية الجنوبية بشكل كبير بعد الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان الأمر الذي دفع سكان الجنوب والبقاع إلى النزوح إلى الضاحية مما شكل أكثرية شيعية فيها، وتضم الضاحية مراكز أكبر حزبين شيعيين في لبنان هما حزب الله وحركة أمل كما تضم مراكزهم القيادية والدينية والإجتماعية. تعرضت الضاحية لتدمير كبير خلال عدوان تموز 2006 من قبل الطائرات الإسرائيلية وهي تشهد الآن حملة لإعادة بناء ما تهدم.

الضاحية الجنوبية، بيروت
الضاحية الجنوبية.jpg
الضاحية الجنوبية، بيروت is located in لبنان
الضاحية الجنوبية، بيروت
الإحداثيات: 33°53′13″N 35°30′47″E / 33.88694°N 35.51306°E / 33.88694; 35.51306
البلد لبنان
المحافظةبيروت
المساحة
 • المدينة85 كم² (32٫82 ميل²)
التعداد
 • العمرانية
976٫000
منطقة التوقيت+2
 • الصيف (التوقيت الصيفي)+3

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

 
صور ساتلية لحي حارة حريك [الضاحية الجنوبية] بيروت، لبنان، قبل وبعد 22 يوليو 2006. انظر أيضاً صوراً ذات دقة عالية في قبل وبعد.

ورد أقدم ذكر تاريخي لهذه المنطقة في مخطوطة نادرة للمؤرخ صالح بن يحيى التنوخي (توفي بعد 1453 م)، حيث ذُكر قصة امتناع سكان قرية “البرج” -المعروفة اليوم بـ”برج البراجنة”- عن دفع إقطاع الأرض لأحد الأمراء الدروز، وقتلهم “العبد” الذي بعثه لهذا الغرض ورميهم إياه في بئر يُعرف مكانه اليوم بـ”بئر العبد”.

وفي مطلع القرن العشرين برز في هذه المنطقة “رائد الحركة الاستقلالية العربية” عبد الكريم قاسم خليل الذي ترأس مؤتمر باريس الشهير عام 1913 لمناهضة السلطنة العثمانية، لكنه سرعان ما أعدم في 20 يوليو/تموز 1916 مع بعض رفاقه.

وفي مطلع خمسينيات القرن نفسه أصبحت منطقة الضاحية تربة خصبة لكل الأفكار القومية واليسارية والاشتراكية، حيث كان لبنان مسرحا تبارز عليه الرئيس كميل شمعون والزعيم جمال عبد الناصر، وكان خيار الضاحية ناصرياً بامتياز.

ظل الوضع على ما هو عليه حتى عام 1968 تاريخ توافد الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان، حينها انخرط العديد من أبناء الضاحية في صفوف المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة التحرير الفلسطينية (فتح)، معلنين تأييدهم للعمل الفدائي ضد المحتل الإسرائيلي.

إلا أن نقطة التحول البارزة كانت مع ولادة مشروع الحركة الإسلامية الشيعية في لبنان على يد سماحة السيد موسى الصدر الذي اتخذ من إحدى بلداتها (الشياح) مقراً له وأسس حركة أمل لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتزامن ذلك مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.

وفي عام 1978 غُيّب الإمام موسى الصدر. وقد تأثر سكان هذه المنطقة الشيعة بأفكاره وبالثورة الإسلامية الإيرانية من أجل مقاومة الكيان الإسرائيلي.

كانت المحطة الفاصلة في تاريخ الضاحية في صيف 1982 عند التصدّي لتقدّم الجيش الإسرائيلي من محلّة الأوزاعي الليلكي مع تشكيل تنظيم المقاومة الإسلامية المعروف اليوم بـ”حزب الله”.

ومنذ ذلك الحين بدأت فصول العلاقة الإستراتيجية بين هذا التنظيم والضاحية الجنوبية لبيروت التي أصبحت معقلاً أمنياً وسياسياً وثقافياً له، وتضم مساكن عدد من علماء الشيعة وقادة الحزب، مما جعلها هدفاً مباشراً للاعتداءات الإسرائيلية ولا سيما خلال حرب تموز 2006.

فقد تبنت إسرائيل خلال هذه الحرب ما أسمته “مبدأ الضاحية” القائم على التدمير الواسع لمبانيها وبنيتها التحتية وفقا لسياسة “الأرض المحروقة” وتحقيقا لإستراتيجية “الردع” والتي لم تثمر عن أي نجاح بعدما نجح حزب الله في فرض توازن الرعب ووضع معادلة تدمير أبنية في تل أبيب مقابل بناء في الضاحية. وبعد الحرب السورية تعرضت المنطقة لتفجيرات هزّتها عدة مرّات على أيدي الإرهابيين التكفيريين من داعش وجبهة النصرة.


القرن 21

 
صورة من اشتباكات الضاحية الجنوبية، بيروت، 14 فبراير 2021.


في 15 فبراير 2021 وقعت اشتباكات دامية بين عائلتين في لبنان، استخدم الطرفان خلالها الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات. ونقلاً عن وسائل إعلام لبنانية بأن اشتباكات مسلحة وقعت في منطقة الكفاءات ومنطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية، بالرصاص وصواريخ آر بي جي، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى، بينما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن سقوط قتيل.[1]

وقعت الاشتباكات بين عائلتي حجولة وزعيتر، ويرجعان بأصولهما إلى البقاع، وجاءوا إلى الضاحية الجنوبية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينيات. بدأت الاشتباكات العشائرية بين العائلتين، منذ 2011 تقريباً، وتأتي في محاولة كلاً منهما فرض النفوذ على المصالح الخدمية للسكان، ومولدات الكهرباء والوقود. وهما عائلتان شيعيتيان ينتمي أفراد منهما إلى حركة أمل وحزب الله.[2]

الجغرافيا

الموقع

تقع الضاحية الجنوبية بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق بيروت. وتتبع إداريا لمحافظة جبل لبنان (قضاء بعبدا)، وكانت تُعرف سابقاً بـ”ساحل المتن الجنوبي”.

الديموغرافيا

الدين في الضاحية الجنوبية (باستثناء اللائجين الفلسطينيين)

  شيعة (85%)
  موارنة (10%)
  سنة (4%)
  أخرى (1%)


يبلغ حاليا عدد سكان المنطقة نحو 976 ألف نسمة معظمهم من الطائفة الشيعية مع وجود أقلية سنية ومسيحية، ويتوزعون على أكثر من 192 ألف أسرة بمعدل 4.5 أشخاص للأسرة الواحدة، وفيها ما يزيد على 70 ألف وحدة سكنية.

وتضم الضاحية الجنوبية العديد من الكنائس التي تلاصق المساجد في بعض المناطق مما يعتبر تنوعا وغنىً لهذه المنطقة التي لا تخلوا من التعايش الإسلامي المسيحي.

وبحسب مسح إدارة الإحصاء المركزي لعام 2007 فإن 50.3% من سكانها هم من الجنوب، و24.3% من البقاع، و9.7% من بيروت، و15% من جبل لبنان، و0.7% من الشمال، و0.1% من حملة جنسية قيد الدرس. والجدير بالذكر أن الإحصائيات هذه لا تتضمن اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، إذ ارتفعت أعداد اللاجئين السوريين في الضاحية الجنوبية بشكل كبير خصوصاً بعد اشتداد الأزمة السورية.

ازداد عدد النازحين الشيعة إلى هذه المنطقة مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، إذ اضطر أكثر من 50 ألفا من سكان الأحياء الشرقية للعاصمة بيروت إلى ترك مناطقهم بعد أن ضايقتهم المليشيات المسيحية، وكذلك سكّان الجنوب الذين نزحوا إليها نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مناطقهم. والقسم الأخر هاجر من منطقة البقاع بسبب الحرمان الموجود وإهمال الحكومات المتعاقبة في تحسين الظروف الاجتماعية والمعيشية في منطقة البقاع.

واشتد اكتظاظ هذه المنطقة بعد هجرة اللاجئين السوريين إليها بسبب تدنيّ مستوى الإيجارات نسبة إلى باقي المناطق قي بيروت ومحيطها، ولوجود مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 95 ألف نسمة.

السياسة

تعتبر الضاحية الجنوبية ابرز معاقل حزب الله اللبناني حيث أن الأغلبية الساحقة من السكان على مختلف طوائفهم يؤيدون الحزب

الاقتصاد

تبلغ نسبة الناشطين اقتصاديا في الضاحية الجنوبية نحو 44% يتوزّعون على مستويات تعليم مختلفة: 2.1% أميّون، و30.4% تعليمهم ابتدائي، و29.5% تعليمهم متوسط، و13% تعليمهم ثانوي، و16.5% تعليمهم جامعي.

ويتجاوز عدد المؤسسات التجارية والاقتصادية فيها 37 ألفاً، ويقارب عدد مستشفياتها ثمانية، ويزيد عدد الفروع المصرفية فيها على المائة.

الديانات

يحيي حزب الله في كل عام ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية بمسيرة حاشد يشارك فيها مئات الآلاف من المواطنين حيث يحتشد المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية

مرئيات

اشتباكات الضاحية الجنوبية، بيروت، 14 فبراير 2021.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "اشتباكات بالصواريخ والقذائف بين عائلتين في لبنان". سپوتنك نيوز. 2021-02-15. Retrieved 2021-02-15.
  2. ^ "صواريخ وقذائف مضادة للدبابات باشتباك عائلتين في لبنان". الاتحاد. 2021-02-15. Retrieved 2021-02-15.

وصلات خارجية

Coordinates: 33°51′12″N 35°30′32″E / 33.8533°N 35.5090°E / 33.8533; 35.5090