دنكا

(تم التحويل من الدنكا)

الدينكا، هم مجموعة من القبائل في جنوب السودان، تسكن منطقة مستنقعات بحر الغزال من حوض النيل، جونگلـِيْ وأجزاء من جنوب كردفان ومناطق أعالي النيل. وهم أساساً شعب رعوي-زراعي, يعتمد على رعاية الماشية في معسكرات بحذى النهر في الموسم الجاف ويزرعوا millet (Awuou) وأنواع أخرى من الحبوب (rap) في مستوطنات ثابتة أثناء الموسم المطير. ويبلغ عددهم حوالي 1.5 مليون نسمة، مما يجعلهم يشكلون نحو 4% من إجمالي عدد سكان السودان، وهم أكبر قبيلة عرقية في جنوب السودان. الدينكا، أو كما يشيرون لأنفسهم، مونيجانگ Muonyjang (للمفرد) ومونيجيينگ Mounyjieng (للجمع)، هم أحد فروع نيلوتيي بحيرة النهر (وهم عموماً شعوب رعوية-زراعية مستقرة في شرق افريقيا تتحدث لغات نيلوتية، ومنها نوير وماساي) (سليگمان 1965). وهم شعب أفريقي داكن البشرة، يختلف كثيراً عن المجموعات العرقية التي تتكلم العربية التي تقطن شمال السودان. ودينكا يتميزون أحياناً بطول قامتهم.

دنكا
Dinka
AlekWek.jpgFrancisBok.jpg
الموديل ألك وك، الكاتب والمناهض للعبودية، فرنسيس بوك
المناطق ذات التواجد المعتبر
 جنوب السودان4.637.302 (2011)
اللغات
الدنكا
الديانة
ديانات تقليدية، مسلمون، مسيحيون
الجماعات العرقية ذات الصلة
شعوب نيلية
A group of Dinka tribsemen, courtesy ناشيونال جيوگرافيك.

ولا يوجد في الدينكا سلطة سياسية مركزية، وبدلاً من ذلك فتضم العديد من الأفخاذ المستقلة ولكن مترابطة. بعض هذه الأفخاذ عادة ما يكون لها زعماء قبائل, يـُعرفوا باسم "سادة رمح الصيد masters of the fishing spear" أو "بـِني بيث beny bith" Lienhardt 1965)، الذين يمارسون قيادة الشعب بأجمعه ويبدو أن تلك المناصب هي جزئياً وراثية.

لغتهم تسمى دينكا وكذلك تسمى "thuɔŋjäŋ (ثونگ جانگ thuongjang)" هي واحدة من عائلة اللغات النيلوتية، المنتمية إلى فرع الچاري-النيل من العائلة النيلية-الصحراوية. الاسم يعني "شعب" في لغة الدينكا. وتـُكتـَب باستعمال الأبجدية اللاتينية مع بعض الإضافات.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الأصول

 
إمرأة من الدنكا على وجهها شلوخ مميزة، تساعد الأطفال في التعرف على شخصياتهم، حسب تقاليد القبيلة

الدينكا هم أكبر المجموعة النيلية ، والمجموعة النيلية عموما جاءت من سفوح الهضبة الإثيوپية واستقروا في الجزء الجنوبي من منطقة البيبور الحالية وتحلقوا حول الأنهار وخاضوا معارك ضد من هدد وجودهم من قبائل عاشت قبلهم وقد قسم النيليون إلى قسمين:

نيليين ونيليين حاميين ، والدينكا نيليون وهم أكبر قبيلة بالسودان ، وقال البعض أنهم ثاني أكبر قبيلة بأفريقيا بعد الماساي في كينيا وهم يمثلون (11%) من مجموع سكان السودان و (50,4%) من سكان جنوب السودان، والدينكا ينقسمون إلى قسمين كبيرين هما: دينكا كوي ويحلف أحدهم قائلا (أوك كوي) ويعني أن حلف بجده الأكبر وهو قسم عندهم غليظ وعزيز يقتضي البر والإيفاء ويفهم أن القاسم بذلك من دينكا كوي وسمي الجد كوي بالصقر القوي الأبيض ذي الرقبة المائلة للسواد ويسميه أعراب البقارة (بولي) وهو صقر كاسر وسريع الانقضاض على فريسته إذ بين أن تظهر صغار السمك على سطح الماء وتختفي يكون قد أخذ صيدته منها في قوة وسرعة فائقة مذهلة واصابة لا تخطئ الهدف بأية حلا ، هذا وينقسم دينكا كوي الي ثلاثة أقتسام كبيرة تربطها معا عادات وتقاليد وأقسامها هي دينكا ريك ومركزهم التونج ودينكا قوقريال وهم خليط من دينكا ريك ودينكا توج ودينكا ملوال وهم اكبر مجموعات الدينكا قاطبة وأهم مراكزهم أويل .

هنالك خرافات تصل إلى درجة التقديس عند عموم الدينكا بالسودان (والخرافة عندهم عنصر أولي لبناء العقل) تدل على خصوبته تقول خرافة الدينكا او معتقدهم ذلك (ان جد الدينكا جميعا يسمى دينج ديت) وتعني في لغتهم ربنا الكبير قالوا انه في زمن من الأزمان لابعيد القديمة السحيقة قد جاء مطر وقد سبقه غمام كثيف وبرق ورعد وظلام دامس ثم برق مضئ بدد الظلمات وجاء صوت وكلام مع انهمار الأمطار الغزيرة ونزلت بنت ممشوقة القوام فارهة جميلة ضامرة الحشاء نازلة مع ذرات المطر اسمها (ألوت) وألوت بلغة الدينكا تعني بنت المطر أو الغمام أو رزاز المطر وكانت حبلى بارزة بطنها ومع نزولها وسط المطر ولدت لتوها ولدا صغيرا جميلا بأسنان تامة فقالت (ألوت) للخلق من حولها: هذا الولد جاء معي من السماء واذا كنتم عايزين الولد الصغير يتكلم احضروا ثيران بيضاء واعملوا ولائم وذبائح وكرامة وبعد الذبائح والكرامات والأعياد ووسط جموع الناس سوف يتكلم الولدالصغير فعملوا بنصائحها وتجمعوا سريعا من فجاج الدينكا كلها وذبحوا الذبائح واقيمت الكرامات فجاء المطر منهمر غزيرا فقالت (ألوت) أن اسم الولد (دينج ديت ) وهو يحفظكم كلكم وان هذا الولد هو الصلة بيني وبينكم والله خالق الخلق أجمعين ثم نزل المطر غزيرا ومن خلال المطر والبرق والرعد طارت ألوت في السماء العليا تاركة (دينج ديت) مع جمهور الدينكا وتكلم دينج ديت حاثا أي شخص من الدينكا ومن يعش بينهم من أقوام آخرين لديه بقر ان يخصص منها بقرة ويحفظها بإسم دينج ديت وسط أبقاره وعندما يسمي الشخص ويخصص ابقار دينج ديت لا يحق له بيعها وانما يحسن تربيتها لتتكاثر عنده ويستفيد منها في الزواج وشرب اللبن واكل لحمها وكذلك يحفظون عدداً من الضأن والماعز باسم دينج ديت ، وفي مطلع كل سنة جديدة يزبح كل شخص وباسم دينج ديت ثورا كرامة وكذلك يذبح خروفا من ضأن دينج ديت السمينة كرامة وكذلك تذبح الكرامات من أبقار دينج ديت وماعزة السمان في مواسم الأمطار والحصاد وفي أول نضوج الذرة ولا بد أن تكون ذبائح دينج ديت من أفاضل خراف وثيران دينج ديت انتهت الخرافة أو الاعتقاد عند الدينكا وبالتالي فكل أفراد الدينكا وفي كل مكان لا بد من يسمون جزءا من أبقارهم واغناهم وضأنهم بإسم دينج ديت وكل أسرة تقريبا تسمى أحد أبنائها على الأقل باسم دينج تيمنا وتبركا باسم جد الدينكا وطغي عندهم حب الأبقار وتربيتها والذود عنها، وجد الدينكا قال لهم في وصاياه ان الزواج بالأبقار وكذلك الدية والتعويض عن اجزاء الجسم كلها بالأبقار ودينج ديت قال لجميع الدينكا لا تقربوا الزنا ولا تسرفوا ولا تقربوا زوجات غيركم ولا تغدروا بغيركم وإذا جاءكم غريب او طريد ديار فأنتم أولى بإيوائه والبربه وضمه للقبيلة ونجد الدينكا في كل مكان يحفظون ويراعون ويطبقون وصايا جدهم دينج ديت هذه يُحافظون عليها ويتواصون بها أبا عن جد وبالتالي صار مجتمع الدينكا كأنقى المجتمعات واطهرها إذا ما قيسوا بغيرهم من هكذا تواجد الدينكا بالسودان وتوالدوا وتكاثروا وفق معايير أخلاقية يندر أن توجد في قبيلة نشأت في البدء بعيداً بعيدا عن أديان السماء وهي أخلاقيا تقطعا لا توجد في كثير من قبائل جنوب كغيرهم الشديدة على شرف المرأة إلى الحد الذي تزهق فيه عشرات الأرواح بينهم أو مع آخرين لان شرف الفتاة مصونة من بناتهم قد خدش، ولذا تجد فتى الدينكا احرص على شرف الفتاة البكر اكثر من حرصها هي على نفسها ، فرغم الاختلاط التلقائي الذي تفرضه البيئة والحرية المطلقة بينهم وما كان ساندا من عادة التعري لوقت قريب إلا انه لم تُسجل وعلى طول تاريخهم حادثة اغتصاب لفتاة واحدة بينهم ورغم انهم بتلك الكثافة السكانية لا يزنون نساء غيرهم بل ويعافون المرأة التي وطئها غيرهم من الرجال والزمن قد يغير كل شئ فالدين الخالص لله وحده الحجاب والرجاء ، كما أن الدينكا لا يقرون بينهم الاسترقاق فعندما كانوا يحاربون في الماضي القبائل الأخرى ويأتون برجالها أسرى لديهم منذ وصولهم لديار الدينكا أحرارا بل واخوة لهم يتساوون معهم في كل شئون الحياة ويملكون المال ويزجونهم من بناته ويعتبرونهم كالإخوان والأشقاء تماما. [1].

كجزء من السودان

 
رجل من الدنكا

منذ فترة طويلة والمنطقة الحدودية الغنية بالنفط أبيي نقطة نزاع قائمة بين شمال وجنوب السودان، وما زالت كذلك حتى اليوم. وقد حاول اتفاق السلام الشامل الذي أُبرم عام 2005 أن يضع حداً لحرب أهلية دامت أكثر من 20 عاماً بين الحكومة المركزية والحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان، وحاول أن يفرض آلية لحل مشكلة أبيي المتكرر ظهورها على الساحة. إلا أن هذه المساعي نجحت نجاحاً محدوداً، ويعود هذا جزئياً إلى التأخير في التنفيذ.

وحسب اتفاق السلام الشامل فإن أبيي إحدى ثلاث "مناطق انتقالية" (بالإضافة إلى جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق) اتفق الطرفان على تأجيل حل النزاع حول حدودها وكذلك التسوية السياسية للمنطقة. وبموجب بروتوكول لاتفاق السلام الشامل، وهو "بروتوكول أبيي"، فقد اتفقت الأطراف على تشكيل لجنة حدود أبيي، المُشكلة من ممثلين من حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان وخبراء دوليين، على أن تتولى اللجنة ترسيم الحدود الجغرافية لأبيي. ثم كان من المقرر أن تعين رئاسة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، المُشكلة من حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بعد توقيع اتفاق السلام الشامل، إدارة محلية مؤقتة لأبيي لتحكم المنطقة حتى عام 2011.

وعلى النقيض من المنطقتين الانتقاليتين الآخريين، فإن مواطني آبيي مُنحوا الحق في تقرير إما البقاء ضمن شمال السودان أو جنوب السودان بموجب استفتاء محلي يتم في 2011. ومن المقرر أن يتم عقد هذا الاستفتاء بشكل مستقل بعيداً عن الاستفتاء الوطني الذي سيقرر بموجبه سكان جنوب السودان إما أن يصبحوا دولة مستقلة أو يبقون جزءاً من السودان.

وينص البروتوكول على أن أثناء الفترة حتى عقد الاستفتاء في 2011، يتم مشاركة صافي أرباح النفط المتولدة عن أبيي بين حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان، مع تخصيص نسب ضئيلة للسكان المحليين. إلا أن حكومة الوحدة الوطنية الحاكمة فسرت البروتوكول على أنه يعني أن هذا التوزيع لا يبدأ إلا لدى الاتفاق على حدود أبيي، وهو ما لم يحدث بعد. وقد عرضت لجنة حدود أبيي ما خلصت إليه من نتائج على الرئاسة في 14 يوليو 2007، لكن حزب المؤتمر الوطني تكرر رفضه للنتائج. ويقولحزب المؤتمر الوطني إنه بما أنه لم يتم بعد ترسيم الحدود، فهو ليس ملزماً بتعيين إدارة محلية أو المشاركة في أرباح النفط المتولدة عن منطقة أبيي. والأمر خطير، فالحدود التي اقترحتها اللجنة تشمل ثلاثة حقول نفط كبرى، هي هجليج ودفرا وبامبو، التي بلغت أرباحها في الفترة من 2005 إلى 2007 زهاء 1.8 مليار دولار.

مواجهات 2008

ومع تزايد التوتر بسبب عدم تنفيذ اتفاق السلام الشامل بشكل عام، وخاصة بروتوكول أبيي، بلغ توتر الوضع الذروة في 10 أكتوبر 2007 حين انسحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان من حكومة الوحدة الوطنية. وفيما اتفقت الحركة الشعبية لتحرير السودان على العودة للانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية في ديسمبر 2007، فإن الوضع في أبيي لم يتم حله بعد. [2].

وتفاقمت التوترات السياسية على المستوى الوطني مع تزايد الخلافات الإثنية والنزاع على الموارد. ولدى جماعة دنكا نگوك، وتعتبر ضمن جماعة الدنكا الإثنية، قرى وأراضٍ زراعية ومراعٍ للماشية في سائر أنحاء المنطقة. كما تقوم جماعات الدنكا الأخرى من المناطق الواقعة جنوباً بالزراعة والرعي في المنطقة. والدنكا هي أكبر جماعة إثنية في جنوب السودان وأكثرها انتشاراً جغرافياً وترى أن منطقة أبيي تخصها.

وفي الوقت نفسه، فإن جماعة الميسرية من البدو العرب وهي متحالفة في أغلب الأحوال مع حكومة الشمال تطالب بدورها بحقوق في الأرض، إذ تمر هذه الجماعة سنوياً أثناء موسم الجفاف بالمنطقة للرعي على ضفاف نهر كير (بحر العرب) وروافده في جنوب السودان. وقد استقر بعض بدو الميسرية في المنطقة المحيطة بأبيي ويعيش العديد من تجار الميسرية في بلدة أبيي. وقد أدى هذا الاتفاق أحياناً إلى وقوع مصادمات بين الميسرية والدنكا، لكن هذه الخلافات يتم تسويتها محلياً، ودون تصعيد خطير في العموم.

وقد لعبت التفاعلات على المستوى الوطني دوراً في تصعيد الخلافات المحلية أثناء سنوات الحرب. إلا أنه منذ اكتشاف النفط في المنطقة ومنذ توقيع اتفاق السلام الشامل، اتخذت هذه التوترات بُعداً جديداً. وقد أمدت ترتيبات إجراء استفتاء في المستقبل كلاً من حزب المؤتمر الوطني وحكومة جنوب السودان الوقت والحافز للتأثير على تعداد السكان والتركيبة الإثنية في أبيي، في محاولة كل جانب لضم أرباح النفط الهائلة المتولدة عن أبيي إليه، سواء الشمال أو الجنوب.

وقد اتهم زعماء الدنكا نجوك حكومة الشمال باستخدام عرب الميسرية كميليشيات لإخراج الدنكا وتوطين أبيي بالموالين لحزب المؤتمر الوطني، فيما أوضح أخرون أن الحركة الشعبية لتحرير السودان تشجع سكان الدنكا على العودة إلى أبيي من الخرطوم وكينيا، وهو ما يفسرونه على أنه محاولة من قبل الحركة لتعزيز الدعم للجنوب في البلدة. وقال العاملون بمنظمات مجتمع مدني كانوا يعملون في أبيي في ذلك الحين لـ هيومن رايتس ووتش إن زهاء 6000 من العائدين من الدنكا قد وصلوا إلى أبيي في أبريل وحده.

في الفترة بين يناير ومايو 2008 قام كل من القوات المسلحة السودانية التابعة لحكومة الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان بنشر قوات إضافية في أبيي.

وينص اتفاق السلام الشامل على أن أبيي يجب أن تؤمنها وحدة موحدة مشتركة مُشكلة من عدد عناصر مساوي من قوات الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان، على أن تتعاون في إطار قوة موحدة ولها ولاية مشتركة وزي رسمي موحد ومبادئ عمل مشتركة. وقامت القوتان بنشر الوحدة التي أصبح قوامها 300 جندي من كل من الطرفين في أبيي في يناير 2006، واتهم كل من الطرفين الطرف الآخر بعدم سحب قواته من المنطقة.

واشتكى الجيش الشعبي لتحرير السودان على الأخص من أن حزب المؤتمر الوطني لم يقم بسحب فرقة تخص القوات المسلحة السودانية (فرقة 31) وأنها ما زالت متمركزة في البلدة. وبدلاً من هذا ففي أواسط أبريل 2008، وصلت قوة قوامها 220 عنصراً من قوات الجيش السوداني ثقيلة التسليح إلى أبيي لتعزيز القوة الموجودة بالفعل. وأنكر الجيش الشعبي لتحرير السودان مزاعم قادة القوات المسلحة السودانية العكسية بأن الجيش الشعبي يعزز قواته في أبيي، لكن شهود العيان قالوا لهيومن رايتس ووتش إن الجيش الشعبي لتحرير السودان يعزز بدوره قواته على الحدود الواقعة إلى الجنوب.

ومع تواجد كل هذه القوات، نشبت مناوشات متكررة في منطقة أبيي وحولها. وفي إحدى هذه الحوادث، ووقعت في 7 فبراير ، اندلع القتال بين الجنود من الفرقة 31 والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد أن تصادمت عرباتهم على الطريق الواصل ديباب بأبيي، وقُتل في الحادث والقتال الذي تلاه سبعة اشخاص، منهم غال دينغ أليك، مسؤول الجيش الشعبي لتحرير السودان في بين نهوم. وفيما خلصت تحقيقات بعثة الأمم المتحدة في السودان إلى أن الحادث نشب جراء حادث سير على الطريق، فإن الدنكا نجوك يعزون الحادث، كما أوضحوا لهيومن رايتس ووتش، إلى "كمين" نصبته الفرقة 31 مما يكشف عن درجة عدم الثقة بين الجانبين. وقال سكان أبيي لـ هيومن رايتس ووتش إن الحادث قد فاقم من آثاره التوترات القائمة بين الدنكا والمجتمعات المحلية العربية.

وفيما يعتبر تشكيل الفرقة 31 التابعة للجيش السوداني في أغلبها من الجماعات الإثنية بشمال السودان، بما فيها الميسرية، فهي تضم أيضاً زهاء 200 عنصر من الجنوب كانوا فيما سبق ضمن حركة وحدة جنوب السودان. وحركة وحدة جنوب السودان هي بالأساس ميليشيا متحالفة مع الخرطوم، وتم إدخالها ضمن صفوف القوات المسلحة السودانية بعد بدء تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وقال سكان أبيي لـ هيومن رايتس ووتش إن ما بين عامي 2005 و2008، اشتكت سلطات الحركة الشعبية لتحرير السودان في أبيي للقوات المسلحة السودانية والعاملين بالأمم المتحدة من أن جنود حركة وحدة جنوب السودان يسيئون إلى المدنيين في أبيي والقرى المجاورة لها، بما في ذلك مزاعم باغتصاب امرأتين من الدنكا في توداج شمالي بلدة أبيي، فيما بين فبراير وأبريل 2008.

وبالإضافة إلى تعزيز القوات في منطقة تويك جنوبي أبيي، قام الجيش الشعبي لتحرير السودان أيضاً بنشر 80 عنصراً من القوات الإضافية في أبيي نفسها في مارس 2008 بصفتهم "حراس شخصيين" لممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان المُعين حديثاً، إدوارد لينو. ورأى حزب المؤتمر الوطني في تعيين لينو القائد السابق بالجيش الشعبي لتحرير السودان والرئيس السابق لجهاز المخابرات بالجيش استفزاز في حد ذاته، واتهم الحركة بإجراء تعيين استباقي سابق على أوانه ضمن إدارة أبيي، وهو الأمر الذي اتفقت الأطراف بموجب اتفاق السلام الشامل على منح امتيازه للرئاسة السودانية.

وعلى المستوى المحلي، وجهت أيضاً القوات المسلحة السودانية الاتهام إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان بوضع نقاط تفتيش غير مصرح بها في النواحي الشمالية من أبيي. وإحدى نقاط التفتيش هذه تم وضعها في دوكرا، وهي منطقة تقع على مسافة 10 كيلومترات شمالي بلدة أبيي، وكانت قد شهدت مناوشة أدت إلى اندلاع قتال موسع في مايو. وقال أيضاً شهود لهيومن رايتس ووتش إن الجيش الشعبي لتحرير السودان احتجز تعسفاً زعيماً بارزاً بالميسرية وممثل عن حزب المؤتمر الوطني في أبريل 2008. وطبقاً لبيان لبعثة الأمم المتحدة في السودان، تم احتجاز كل منهما لأربعة أيام دون طعام قبل إخلاء سبيلهما إثر تهديد من زعماء الميسرية بشن هجوك على الجيش الشعبي لتحرير السودان.

طبقاً للشهود، فعشية يوم 13 مايو 2008 اندلع القتال بين جنود حركة وحدة جنوب السودان، ضمن الفرقة 31 التابعة للقوات المسلحة السودانية، من جانب، وشرطة جنوب السودان التابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان، وهذا لدى نقطة تفتيش دوكرا. وقُتل عنصر من القوات المسلحة السودانية وشرطي من الجيش الشعبي لتحرير السودان أثناء القتال، وتم نقل جندي آخر من القوات المسلحة السودانية (من حركة وحدة جنوب السودان) إلى المستشفى في بلدة أبيي. وأثار هذا الحادث التوترات في أبيي حتى بلغت نقطة الغليان. وفي الصباح التالي قامت جماعة مسلحة بأسلحة ثقيلة من حركة وحدة جنوب السودان/القوات المسلحة السودانية في ثلاث شاحنات بالذهاب إلى دوكرا حيث تجددت المصادمات مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، ثم مضوا إلى المستشفى ليكتشفوا وفاة الرجل المصاب ليلاً. [3].

وقال مسؤول طبي لهيومن رايتس ووتش:

دخل الكثير من الجنود إلى المستشفى معهم الأسلحة فقام العاملون الطبيون بالفرار. ورفض الجنود ترك أسلحتهم بالخارج، وكانوا يحملون مدافع رشاشة طراز. وطبقاً للسكان الذين فروا من القتال، ففي حوالي الساعة 11:30 صباحاً بدأت القوات المسلحة السودانية تطلق النيران عشوائياً على ما يبدو حول المستشفى ومنطقة السوق. ورد جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتبادلوا إطلاق النار بشكل مكثف على مدار الساعات القليلة التالية، واستخدموا ضمن الأسلحة قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، وهذا حول المستشفى والسوق والمناطق السكنية. وسرعان ما انشقت الوحدة الموحدة المشتركة إلى عناصر بولاء للشمال وآخرين للجنوب، فدخل منهم التابعون للقوات المسلحة السودانية تحت لواء الفرقة 31، وقاموا بقتال العناصر التابعين للجيش الشعبي لتحرير السودان.

وحين اندلع القتال تمكن أغلب المدنيين من الفرار من البلدة. إلا أن بعض من اضطروا للبقاء أو العودة قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إنه في الأيام التالية قام جنود القوات المسلحة السودانية وميليشيا الميسرية القادمون من الشمال بعمليات نهب موسعة ودمروا منازل المدنيين ومبانيهم. وبحلول 17 مايو كان نصف مباني البلدة تقريباً قد احترق بالكامل. وفي ساعات الصباح الأولى من 20 مايو، شن الجيش الشعبي لتحرير السودان هجوماً جديداً مع ما وردت إليه من تعزيزات، لكن تم دفعه للخلف مجدداً، في ظل خسائر كبيرة في الأرواح على الجانبين.


ترسيم حدود أبيي

أعادت المحكمة الدائمة في 22 يوليو 2009، ترسيم حدود منطقة أبيي، بما يمنح شمال السودان حقول نفط مُهمة في قرار وُصف بأنه حل يستحق الإشادة لنزاع طويل على الأراضي. وتعهد زعماء من الشمال والجنوب باحترام الحكم الذي أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بينما رقص أكثر من ألف شخص في شوارع أبيي للاحتفال بالقرار.

لكن محللين قالوا أنه لايزال هناك خطر من عودة النزاع بشأن منطقة وسط أبيي لدى استيعاب الشماليين والجنوبيين وسكان المنطقة لتداعيات الحكم المُعقد الذي أصدرته محكمة لاهاي. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم رفض أحد خطوط الحدود التي رسمتها لجنة خبراء بعد توقيع اتفاق السلام في 2005.

وتضع خرائط الحدود الجديدة التي نشرت في لاهاي حقلي النفط المهمين هجليج وبامبو خارج أبيي ليصبحا ضمن ولاية جنوب كردفان التابعة لشمال السودان.

وقال الدرديري محمد أحمد ممثل حزب المؤتمر الوطني في لاهاي "نعتقد أن عشرة آلاف كيلومتر مربع على الأقل قد أعيدت الى الشمال. والأهم هو أن هذه الأراضي تشمل حقول النفط المتنازع عليها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في جنوب السودان

في 12 أغسطس 2020، لقى 127 شخص مصرعهم في اشتباكات بين مدنيين مسلحين من عشائر الدنكا وجيش جنوب السودان في مقاطعة تونج الشرقية بولاية تونج، وهي مسقط رأس الرئيس سلڤا كير ميارديت، في جنوب السودان.[4]

وحسب ما أعلنه المتحدث العسكري باسم الجيش الجنوب سوداني، فإن الاشتباكات قد بدأت أثناء عملية لنزع سلاح حرس المواشي في المنطقة التي شهدت من قبل اشتباكات قبلية دامية. بدأت الاشتباكات بعد خلاف بين عدد من الشباب المسلحين والجنود، وتمت السيطرة عليها في باديء الأمر، لكن بعد ذلك قام المسلحمون بالاحتشاد وشنوا هجوماً على مركز الجيش، بحسب ما أعلنه جيش جنوب السودان.[5]

اشتباكات عنيفة شارك فيها جنود ومدنيون في مقاطعة تونج الشرقية بولاية واراب خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي حيث بدأت قوات جنوب السودان بنزع سلاح المدنيين.

قال المدير التنفيذي لمقاطعة تونج الشرقية ماكوي مابيور أنه قد إندلع جدال بين مجموعة صغيرة من الشباب والجنود في سوق "روميج" بعد أن أمر جندي شابًا بإزالة قطعة قماش حمراء من رأسه وهي قطعة قماش يرتديها عادة شباب معسكرات الماشية.

مضيفا بأنه نتيجة لذلك بدأت معركة صغيرة بينهم واندفع المارة وأقنعوهم بالتوقف وأخذ الشباب إلى الشرطة ولكن بعد ذلك بقليل صعد الجنود ببنادقهم وبدأوا في إطلاق النار وقتلوا الشباب وغيرهم من المدنيين في السوق ”.

وشكك المتحدث بإسم جيش جنوب السودان اللواء لول رواي كوانق في هذا الادعاء قائلاً إن القتال شارك فيه في الواقع شبان مسلحون هاجموا مركزًا للشرطة في محاولة للإفراج عن أقاربهم المحتجزين.

ويوضح كونق قائلا "في ليلة الثامن من أغسطس حشد هؤلاء المدنيون المسلحون المعروفون باسم "قيلوينق" (وتعني حراس الأبقار بلغة الدينكا) أنفسهم بأعداد كبيرة وفي الصباح هاجموا موقعنا الدفاعي في "روميتش" وكان ذلك بداية القتال".

وفي ذات السياق كشف مابيور عن وقوع خسائر فادحة من كلا الجانبين قائلا "إلى جانب شباب قيلونق وبإستثناء المفقودين، لدينا 46 حالة وفاة و 93 جريحًا". مشيرا إلى هروب المدنيين إلى الادغال بحثا عن الأمان. وأوضح كوانق بأن الجنود انسحبوا من المنطقة في محاولة لإنهاء القتال مضيفا "لتقليل المزيد من التصعيد إلى الحد الأدنى كان على قواتنا فك الاشتباك وانسحبت إلى مكان يسمى نجاب أجوك".

ودعا بعض قادة المجتمع المحلي بمن فيهم فرانسيس أجيك ، الرئيس سلفا كير لمعاقبة "جنرالين نفذا العملية".

الاستراتيجيات الرعوية

 
An example of rainy season temporary settlements—note the stilts upon which the huts are built to protect against periodic flooding of the region.


قبائل الدنكا

شعب الرك

الدين والثقافة

شتات الدنكا

مشاهير الدنكا

  • وليام دنگ نهيال (دنگديت), مؤسس اتحاد السودان الوطني الأفريقي (SANU), Leading figure during the 1st liberation war against the Khartoum government. Assassinated by elements of the Khartoum regime in 1968 allegedly with the help of Bona Malual and Arab politicians who saw him as threat to the peace between Southern Rebels and government of Sudan. William Deng Nhial was told not to go to Southern Sudan but refused to do so which resulted in his death.
  • جون گرنگ, Former First Vice President of Sudan and President of South Sudan, Commander in Chief of Sudan People's Liberation Army and Chairman of Sudan People's Liberation Movement. He died on 30 July 2005 in an air crash which the subsequent investigation blamed on bad weather, but about which conspiracy theories continue to circulate.
  • أبل أليرn Sudanese vice president in the government of the republic of the Sudan in the seventies and eighties. He has a masters degree in law. Served under Numeiri and Sadiq el Mahdi. Helped negotiate the infamous Addis Ababa Agreement which was dishonored by Nimeiri and as a consequent, southern Sudanese officers led by Kuanyin Bol staged a rebellion in Bor, killing Brig. Abdallah Khamis and five senior officers before taking to the bush after five days of fighting, hence, giving birth to SPLM/A.
  • اللواء سلڤا كير ميارديت, Dr. Garang's successor as First Vice President of Sudan and President of South Sudan, Commander in Chief of Sudan People's Liberation Army and Chairman of Sudan People's Liberation Movement. Lt. General Salva Kiir was in Nairobi when the crash that killed Dr. John Garang occurred. Lt. General Salva Kiir was elected to replace Dr. John Garang after his death. Lt. General Salva Kiir had been a long supporter of Dr. John Garang and he is still loyal to Dr. John Garang's vision. Shockingly, he is presently maintaining close ties with Bona Malual.
  • ڤيكتوريا يار أرول, (- 1980)- سياسية, عضو البرلمان, ناشطة سياسية وأول امرأة من جنوب السودان تتخرج من الجامعة. توفيت في 1980 بعد مرض قصير
  • Jok Madut Jok, Professor of East African History, Loyola Marymount University. Student Activist turned Political Refugee of Second Sudanese Civil War. Expert on Sudanese history and Politics.
  • Alek Wek, a notable fashion supermodel
  • مانوته بول, لاعب دوري كرة السلة الأمريكي السابق. one of the two tallest players in the league's history
  • Luol Deng, current NBA player
  • Francis Bok, abolitionist and former slave
  • Lueth Yak, one of the contribtors in Universities and Moral responsibity: "Respecting Humanity at Home and Abroad" Syracuse University
  • Mawut Achiecque Mach de Guarak A former child soldier in Sudan. He is also an active advocate for the independence of Southern Sudan.
  • Emmanuel Jal is a Dinka-Nuer Artist/Rapper with number one singles in Kenya
  • Ageer Gum (Ageerdit), one of the few well known southern Sudanese women who joined the war of liberation in 1960s. Served as a commander in the Sudanese People's Liberation Army (SPLA) until she died of natural causes in the late 1990s.
  • Akut Maduot, is a youth leader, founder of South Sudan Next Generation Union organization.
  • Daniel Deng, Civil, Disability and Human Rights Activist and Advocate, Nonprofit Consultant, ICT Consultant, Web and Graphics Designer - Texas, USA
  • Ayak Ring Thiik, Singer
  • Akec Nyal (Modern Folk singer - Brisbane, Australia)
  • Nyankol (Modern Folk singer - Canada)
  • Dr. Francis Mading Deng, JSD Yale, author, SAIS Research Professor
  • أوينو گام, ممثل سوداني. ظهر في Tears of the sun and Voices of Africa, فيلم بروس ويليس المبني على قصة حرب بيافرا النيجيرية.
  • Mr.Waar-Emmanual Akook is one of the new Southern Sudanese raggae musician.
  • George Kongor Arop, former Sudanese 2nd vice President and a retired Police General.
  • Valentino Achak Deng, a former Lost Boy and subject of What Is the What: The Autobiography of Valentino Achak Deng, a biographical novel written by Dave Eggers.
  • John Bul Dau, one of the "Lost Boys of Sudan", author of God Grew Tired of Us, his autobiography, and subject of the documentary of the same title.

المصادر

  1. ^ "قبيلة الدنكا". موقع النيلين. 2007.
  2. ^ "هجرة أبيي". هيومان رايتس ووتش. 2007.
  3. ^ "محكمة لاهاي تعيد ترسيم حدود منطقة أبيي في السودان". رويترز. 2007.
  4. ^ "127 killed in South Sudan disarmament clashes". theeastafrican.co.ke. 2020-08-12. Retrieved 2020-08-12.
  5. ^ "127 قتيلا في اشتباكات بين جنود ومدنيين جنوب السودان". جريدة المصري اليوم. 2020-08-12. Retrieved 2020-08-12.

قراءات إضافية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية