الانقلاب السوداني 2019


انقلاب 2019 في السودان وقع في مساء 10 أبريل 2019 حيث تمت إزاحة الرئيس السوداني عمر البشير من السلطة بواسطة الجيش السوداني، عقب احتاجاجات شعبية طالبت برحيله.[3] أطاح الجيش السوداني بالحكومة والبرلمان السوداني وأعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر تليها فترة انتقالية مدّتها سنتين. [4]

الانقلاب السوداني 2019
جزء من الاحتجاجات السودانية 2018–19
مظاهرات احتفالية قرب القصر الرئاسي بالخرطوم في أعقاب الإنقلاب الصومالي 2019.jpg
مظاهرات احتفالية قرب القصر الرئاسي بالخرطوم في أعقاب الإنقلاب الصومالي 2019.
التاريخ11 أبريل 2019[1]
الموقع
النتيجة

نجاح الانقلال العسكري، استمرار الاحتجاجات

القادة والزعماء
الرئيس عمر البشير المشير أحمد عوض بن عوف
الضحايا والخسائر
11 قتيل[2]

أحمد عوض بن عوف، والذي كان وزيراً للدفاع في السودان ونائب الرئيس، أصبح رئيس الدولة بحكم الأمر الواقع. كما تم أيضاً تعليق العمل بالدستور، وفرض حظر التجول من الساعة 10 مساءً إلى الساعة 4 صباحاً، والأمر بفضّ الاعتصامات الاحتجاجية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم قادة الاحتجاج المناهضين للبشير، قد تم إطلاق سراحهم من السجن.[5]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

 
مقر المؤتمر الوطني في مدينة عطبرة بعد حرقه، 19 ديسمبر 2018.

خرجت سلسلة من الاحتجاجات منذ 19 ديسمبر 2018 في عطبرة حيث حرقت مقرات المؤتمر الوطني الحاكم. ساهم إرتفاع سعر الوقود والخبز، التضخم، نقص السيولة وانتشار الفقر والبطالة في إشعال الاحتجاجات، والتي ارتفعت مطالبها لتصل إلى المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير.[6][7]

بحلول فبراير 2019، أعلن البشير حالة الطوارئ في البلاد لأول مرة منذ 20 عاماً وسط حالة من الفوضى العارمة.[8][9]


الانقلاب

 
أحد المحتجين السودانيين يقبل رأس عسكري في الجيش السوداني بعد خلع الجيش للبشير، 11 أبريل 2019.

في 11 أبريل 2019، أعلن الفريق أول عوض بن عوف وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني عمر البشير بيان القوات المسلحة باعتقال عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وبدء الفترة الانتقالية لمدة عامين.[10]

وفي بيان بثه التلفزيون السوداني، أكد عوض بن عوف إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في جميع أنحاء البلاد، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا، وتشكيل مجلس عسكري حاكم، وحل مؤسسة الرئاسة، وإعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أنحاء البلاد، ووضع دستور دائم للبلاد بنهاية الفترة الانتقالية.

وأضاف أنه تم تعطيل الدستور، وحل المجلس الوطني ومجلس الولايات وحكومات الولايات ومجالسها التشريعية ومجلس الوزراء، مع استمرار عمل النيابة والقضاء. وطمأن عوض بن عوف دول العالم بالالتزام بالاتفاقات الدولية واستمرار عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان.

وقال نائب الرئيس إن الفقراء زادوا فقراء والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما، رغم ما أصاب المنطقة، فقد خرج شبابه في تظاهرات سلمية تعبر عنها شعاراتهم منذ ديسمبر 2018.

وتابع أن النظام ظل يردد الوعود الكاذبة حول مطالب الشعب السوداني، ودعا عوض بن عوف للترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين، وأن يتحمل الشعب السوداني الإجراءات الأمنية المشددة.

وأشار إلى أن اللجنة الأمنية حذرت من الأوضاع، وسوء الإدارة والفساد، لكن نظام البشير عاند كل ذلك وأصر على المعالجة الأمنية التى أدت إلى سقوط قتلى ومصابين.

وهذا نص البيان…

«بسم الله الرحمن الرحيم

بيــــــان رقم (1)

قال تعالي: (وَأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

الأية (103) آل عمران

الحمد لله حمداً إستلذ به ذكري وله الحمد حمدا لا أحصي ثناءا عليه ولاحصرا، ثم الصلاة والسلام علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي أخرجنا من ظلمات الأنفس وضلالات الجهل وفاسد الإعتقاد وعلي آله وصحبه وسلم…

الشعب السوداني الكريم

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته..

لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع، تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجري بمؤسسات الحكم بالدولة، من سوء الإدارة، وفساد في النظم، وغياب عـدلي في المعـــاملات، وإنسداد للأفق أمام كــل الشعب،خاصةً الشباب، فـزاد الفقـير فقـراً، وزاد الغني غـــناً،وإنعـدم حتي الأمل في تساوي الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا، ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر، إلا أن هذا الشعب كان مسامحاً وكريماً ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول، فقد تخطي شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرزم والفوضي والإنزلاق إلي المجهول إلا أن شبابه خرج في تظاهر سلمي عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018م حتى الآن، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والإحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية، وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الإعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر علي المعالجة الأمنية دون غيرها، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً عليها أن تعتذر عن ما وقع من خسائر في الأنفس فتترحم علي الشهداء وتتمني الشفاء للجرحي والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية، إلا أن كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصت كل الحرص علي إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات.

  • جماهير شعبنا الكـريم*

لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019م ما جري ويجري بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عريقة نبهت به اللجنة الأمنيـة العليا ـرئاسة الدولة، وحذرت من خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتي إصطدمت بعناد وإصرار علي الحلول الأمنية، رغم قناعة الكل بعتذر ذلك وإستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله، فقررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخري تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام، وتحملت المسئولية الكاملة بتغيير كل النظام لفترة إنتقالية لمدة عامين، تتولي فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسئولية إدارة الدولة والحفاظ علي الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم، وعليه أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا إقتلاع ذلك النظام والتحفظ علي رأسه بعد إعتقاله في مكان آمن.

كما أعلن الآتي:

  • أولاً:

1- تشكيل مجلس عسكري إنتقالي يتولي إدارة حكم البلاد لفترة إنتقالية مدتها عامين.

2- تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005م.

3- إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً.

4- قفل الأجواء لمدة أربعة وعشرين ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر.

5- حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل.

6- حل المجلس الوطني ومجلس الولايات.

7- حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم.

8- يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة.

9- دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للإنضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه.

10- المحافظة علي الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام، إو إعتداء علي الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف.

11- الفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها.

12- إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان.

13- إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً.

14- تهيئة المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد.

  • ثانياً:

1- الإلتزام بكل المعاهدات والمواثيق والإتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية.

2- إستمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الديبلوماسية والمنظمات.

3- صون وكرامة حقوق الإنسان.

4- الإلتزام بعلاقات حسن الجوار.

5- الحرص علي علاقات دولية متوازنة، تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شئون الدول الأخري.

  • ثالثاً:

- الإجراءات:

1- تأمين الوحدات والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة.

2- تأمين وإستمرار المرافق والإتصالات والموانئ والحركة الجوية.

3- تأمين الخدمات بكل أنواعها.

  • رابعاً:
  • شعبنا الكريــم*

ونحن في المجلس العسكري الإنتقالي الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني إذ نتحمل هذه المسئولية نحرص علي سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسئولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه في أمن وسلامة الوطن.

عاش السودان وشعبه الكريم

والسلام عليكم ورحمة وبركاته.

الإعلام العسكري 11 أبريل 2019م.»


اعتقالات

وبحسب ما ورد تم اعتقال العديد من المسؤولين: رئيس الوزراء محمد طاهر عيالة ، وأحمد هارون (رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم) وعضو المؤتمر الوطني عوض الجاز ، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين ، والنائب السابق الرئيسان بكري حسن صالح وعلي عثمان طه .

ردود الفعل

المحلية

دد العديد من النشطاء السودانيين بمن فيهم نقابة المهنيين والحزب الشيوعي السوداني بالمجلس الانتقالي العسكري باعتباره "حكومة ذات الوجوه والكيانات نفسها التي ثارها شعبنا العظيم عليها" في بيان. يطالب النشطاء بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

الخارجية

الدول

  •   مصر - أعربت مصر عن دعمها للشعب السوداني.[11]
  •   فرنسا - تراقب فرنسا عن كثب تطورات الأوضاع، وتدعو إلى سماع صوت الشعب السوداني ودعم عملية السلام[12].
  •   ألمانيا - دعت ألمانيا إلى حل سلمي لنزع فتيل الأزمة.[13]
  •   الولايات المتحدة - أصدرت الولايات المتحدة بيانًا يدعم الانتقال السلمي إلى حكومة بقيادة مدنية في غضون عامين.[14]
  •   تركيا - صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يأمل في العودة إلى "عملية ديمقراطية طبيعية" في السودان[15]

المنظمات

  •   الأمم المتحدة - أصدرت الأمم المتحدة بياناً حثت فيه الحكومة الجديدة على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.[14]
  •   الاتحاد الأفريقي - أدان الاتحاد الأفريقي الانقلاب، قائلاً إن هذه الخطوة ليست هي الاستجابة المناسبة للتحديات التي تواجه السودان ولتطلعات شعبه.[16]
  •   الاتحاد الأوروپي - صرح الاتحاد الأوروپي أنه يراقب الوضع في السودان ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن استخدام العنف وإيجاد حلاً للانتقال السلمي.[17]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

المصادر

  1. ^ Elbagir, Nima (11 April 2019). "Bashir was forced out in pre-dawn meeting". CNN. Retrieved 12 April 2019. Before dawn on Thursday, the heads of Sudan's four main security apparatuses arrived at President Omar al-Bashir's residence to deliver the message that he must go. At 3:30 a.m., the leaders of the security agencies, which have so far been loyal to Bashir, told Sudan's longtime leader that "there was no alternative" but for him to step down…
  2. ^ "Timeline: Four months of protests in Sudan". France 24 (in الإنجليزية). 11 April 2019. Retrieved 13 April 2019.
  3. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  4. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  5. ^ . 
  6. ^ "Sudan political parties call for 'transitional council' to run country". Middle East Eye. 2 January 2019. Retrieved 2 January 2019.
  7. ^ Osha Mahmoud (25 December 2018). "'It's more than bread': Why are protests in Sudan happening?". Middle East Eye. Retrieved 2 January 2019.
  8. ^ Khalid Abdelaziz (23 February 2019). "Day into emergency rule, Sudan's Bashir names VP and prime minister". Reuters.
  9. ^ Mohammed Alamin (22 February 2019). "Sudan's Al-Bashir Declares State of Emergency for One Year". Bloomberg. Retrieved 23 February 2019.
  10. ^ "الجيش السوداني يعلن اقتلاع النظام واعتقال البشير ومجلس عسكري انتقالي لمدة عامين". سپوتنك نيوز. 2019-04-11. Retrieved 2019-04-11.
  11. ^ "Sudan's Omar al-Bashir forced out in coup". www.cnn.com. 11 April 2019. Retrieved 12 April 2019.
  12. ^ étrangères, Ministère de l'Europe et des Affaires. "Soudan - Q&R - Extrait du point de presse (11.04.19)". France Diplomatie : : Ministère de l'Europe et des Affaires étrangères (in الفرنسية). Retrieved 2019-04-13.
  13. ^ "Germany calls for peaceful solution to Sudan crisis". www.aa.com.tr. Retrieved 12 April 2019.
  14. ^ أ ب "Sudan's military removes al-Bashir: All the latest updates". www.aljazeera.com. Retrieved 12 April 2019.
  15. ^ "Erdogan hopes Sudan will return to 'normal democratic process'". news.yahoo.com (in الإنجليزية الأمريكية). Agence France-Presse. Retrieved 2019-04-12. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |dead-url= (help)
  16. ^ Mbewa, David Ochieng. "African Union criticises military takeover in Sudan". Retrieved 12 April 2019.
  17. ^ "EU Follows Situation In Sudan, Delegation In African Country Continues Work - Spokeswoman". UrduPoint. Retrieved 12 April 2019.