الأساطير العربية

أساطير الهلال الخصيب
سلسلة
Palm tree symbol.svg
أساطير بلاد الرافدين
أساطير عربية قديمة
الأساطير المشرقية القديمة
الآلهة العربية قبل الإسلام

الأساطير العربية Arabian mythology، هي الاعتقادات القديمة التي كانت تؤمن بها العرب في عصور ما قبل الإسلام. قبل الإسلام كانت الكعبة مغطاة برموز لمئات العفاريت، الجن، وأنصاف الآلهة، وهي ما كانت تمثل الآلهة القبلية أو آلهة أخرى متنوعة تعبر عن ثقافة الشرك السائدة في ذلك الوقت. ويستدل على هذا أن تعدد المعتقدات قد مهد لظهور الأساطير.[1] بجوار الكعبة انتشرت الكثير من الأصنام التي ترمز للآلهة والتي كانت تصل لأكثر من 360 صنم.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسطورة في حياة عرب الجاهلية

من الصعب دراسة الأساطير العربية القديمة بشكل علمي، لأن مصادر التاريخ قليلة وغير موضوعية، والأدب العربي القديم ضاع بسبب عدم وجود الكتابة عند العرب، ومعظم ما كتب عن تاريخ الجاهلية كان بين 500 و622م أي مئة سنة قبل الإسلام، وقد وصلتنا عن طريق النقوش والرواة أخبار متقطعة مبعثرة مثل الأساطير البابلية التي اكتشفت في الألواح السبعة ونقوش الساميين الشماليين، والأدب العربي الذي نعرفه يتعلق بالجاهلية قبل الإسلام بفترة قصيرة، حيث دونه الكتاب ووصلنا عن طريقهم مثل سيرة ابن هشام، وأخبار عبيد بن شرية، والإكليل، وحياة الحيوان للدميري، وفي كتب المتأخرين مثل الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ومروج الذهب للمسعودي، والأزرقي، والبلخي، والقزويني، والثعالبي، والألوسي.[2]

كانت الأسطورة عند عرب الجاهلية تمثل علاقتهم بالكائنات، وآراءهم في الحياة، ومشاهداتهم، وكانت مصدر أفكارهم، ألهمتهم الشعر والأدب ، وكانت الدين والفلسفة معاً.

لم يستطع العربي الجاهلي أن يتصور ما وراء الطبيعة، ولم يتخيل حياة بعد الممات، وطبيعة بلاده الصحراوية جعلته يؤمن بالدهرية، ويقدس الحجر، والحيوان، والأشجار.

تأثر العربي الجاهلي بالوثنية البابلية، وحين اشتهرت الأديان في شبه الجزيرة العربية، تأثر بالأديان اليهودية والمسيحية، وتأثر بآراء الصابئة خاصة في عبادة النجوم.

وحسب آراء المؤرخين المهتمين بأنساب العرب، يشترك العرب مع الفينيقيين والآشوريين والبابليين في أصولهم لأنهم يتشابهون في أجسادهم وعاداتهم، ثم افترق العرب عنهم وصار لهم مميزات خاصة بسبب بيئة البادية. فالعرب هم بقايا الشعوب السالفة المبعثرة ، وحسب رأي الباحث رابرتسن سميث "إن الأمم التي تشعبت من أصل واحد قد تشترك في اتخاذ العقائد والشعائرالوراثية دينية أو غير دينية".

أثرت البيئة الصحراوية في الحجاز ونجد على طبيعة العرب، فالأشجار نادرة، والآبار والعيون قليلة، مما جعل العربي الجاهلي يصبح اتكاليا، يعتمد على القضاء والقدر، وينتظر المطر، ولا يميل إلى الأمور المعقدة، وكان صافي الذهن يحب الكلمة الصريحة والبيان الواضح، وقد وصف العربي القديم المرئيات بدقة، ومالت غرائزه إلى المادة أكثر من المعاني والروح، وعرف العرب بالعرافة التي تمثل طورا من تطور أوهام العرب بدأ من الطيرة والتفاؤل والتشاؤم، وتطور حتى وصل إلى عبادة وتقديس الأصنام، وصار العربي يستقسم بالأزلام، والعرافة عند العرب نظرية مادية بحتة مبنية على الاستنباط من المحسوسات والعلامات، وعرف العرب أيضا بالفراسة والقيافة ومعرفة الأثر.

خلط الجاهليون معنى الدهر بالقضاء والقدر وتطورت هذه العقيدة حتى خضعوا لسلطان (مناة وعوض)، وهي أصنام تعني الدهر ، فصار الدهر إلها من آلهة العرب، وكانت غايتهم الخلود. وفي الأساطير العربية أن الملك ذو القرنين طمح إلى الخلود، ووصل مع الخضر إلى عين الدهر، يشرب منها الماء الذي يعطيه حياة أبدية، لكنه منع من ذلك، وطمح لقمان بن عاد إلى الخلود، وارتبط خلوده ببقاء سبعة نسور على قيد الحياة آخر نسر اسمه لبد ويعني الدهر، لكن النسور ماتت واحدا تلو الآخر حتى جاء دور لبد الذي مات وانتهت حياة لقمان بموته.

كان خيال الجاهليين قادرا على توليد الأسطورة والخرافة بشكل تصوري، فقد تصوروا الأشياء، واسترجعوا التجارب وركبوا صورهم الشعرية المادية المحسوسة، وتصورهم السمعي هام يظهر في الأساطير العربية، وفكرتهم عن الأشياء الروحية تأخذ تصورا ماديا، فقد تصوروا الروح في شكل الهامة، والعمر الطويل في شكل النسر، والشجاعة في شكل الأسد، والأمانة في الكلب، والصبر في الحمار، والمكر والدهاء في الثعلب.

عرفت بعض مظاهر الطوطمية عند الجاهليين، وهي تقديس الحيوان ويكون هو الطوطم، وهناك قبائل تسمت بأسماء الحيوان، مثل بني كلب، وبني نعامة، وظنوا أن الحيوان يحميهم كما يحمي الطوطم أهله، وكانوا يكفنون الحيوان ويدفنونه مثل الإنسان، ويحزنون عليه، وتفاءلوا بالطير، ونباح الكلاب على مجيء الضيوف، وتشاءموا من الثور مكسور القرن، والغراب، فقيل: "أشأم من غراب البين"، وعبدوا الشاة، وغيرها من الحيوانات، ولم يكن هناك حيوان مخصص لقبيلة بعينها . وتظهر الفكرة الطوطمية في تصور الجن حيث اعتقدوا أنهم خلقوا من بيضة، وأنهم من نسل الحيوان، وكذلك الغيلان والسعالى والهوام، حسب قول المسعودي في مروج الذهب، وتطورت فكرة الجن بحيث إذا تحولت السعلاة إلى صورة امرأة تبقى رجلاها مثل رجلي الحمار أو العنزة. ونسبوا الأفراد والقبائل إلى نسل الجن، وقيل إن بلقيس ملكة سبأ وذي القرنين من أولاد الجن، وكان الجن يمثلون قوة الشر التي يقاومها شجعان القبيلة مثل تأبط شرا، ولم تكن الجن طوطما ولا أبا للعرب لأنهم خافوا منها.

وفي الأساطير العربية يمسخ الإنسان حجرا أو شجرا أو حيوانا، جاء في عجائب المخلوقات للقزويني أن الصفا والمروة كانتا رجلا وامرأة ثم مسخا صخرتين، وفي حياة الحيوان للدميري ورد أن أساف ونائلة كانا رجلا وامرأة فصارا صنمين، وجاء في أخبار مكة للأزرقي أن العربي لم يأكل الضب لأنه كان بظنه شخصا إسرائيليا مسخ، وقال المقريزي في أخبار وادي حضرموت العجيبة إنه كان بوادي حضرموت على مسيرة يومين من نجد قوم يقال لهم الصيعر يسكنون القفر في أودية، وفرقة منهم تنقلب ذئابا ضارية أيام القحط، وإذا أراد أحدهم أن يخرج إلى هيئة الإنسان تمرغ بالأرض، وإذا به يرجع إنسانا سويا. واختلفوا في رؤيتهم للمسخ، بعضهم زعم أن المسخ لا يتناسل، ولا يبقى، وبعضهم زعم إنه يبقى ويتناسل، حتى جعلوا الضب والأرانب والكلاب من أولاد تلك الأمم التي مسخت في تلك الصور كما جاء في كتاب الحيوان للجاحظ.

ومن معتقدات الجاهليين أن الجبال تؤثر في الإنسان، فجبل أبي قبيس يزيل وجع الرأس، وجبل خودقور يعلم السحر. واعتبروا شجرة النخيل من أقربائهم، وتصوروا أنها تشبه الإنسان ، وكان الجاهلي يجعل شجرة الرتم حارسا على زوجته أثناء غيابه، وقد قدسوا الأشجار وعبدوها، فكانت طوطما، ورأوا روح الشر في بعضها مثل الحماطة وهي شجرة تشبه شجرة التين، وعبد العرب كل ما يتعلق بالأشجار من أغصان وجذور وقشور، وعبدوا العظم والريش والناب والمخلب والحافر والسن والظفر والحجر، وقدموا لها القرابين، واتخذوها تميمة تحميهم، وكانوا يعلقون على الصبي سن ثعلب وسن هرة خوفا من الخطف والنظرة. وعبدوا النار وكانوا يرونها في الأشجار، وبطون الأحجار، والجبال.

عبد الجاهليون الأصنام التي تحولت حسب العصر، لكنها لم تصل إلى مرتبة الآلهة حتى القرن السادس قبل الميلاد، لأن الجاهلي لم يكن يعتقد أن الصنم خلقه أو خلق الكائنات، فكان تارة يقدسه، وتارة يسبه ويشتمه، وقد يصنع صنما من التمر، وحين يجوع يأكله، وتأثر الجاهليون بالوثنية البابلية والرومانية واليمنية، فعبدوا الزهرة، ومردوخ، أو بعل إله الشمس والمطر والخصب مثل البابليين. وكلمة صنم أصلها آرامي، فقد ورد عن أصنام تهامة أن لوح تهامة يذكر أسماء الأصنام الآرامية الثلاثة صلم وسنكال وعشرة، وصلم هو بعل نفسه، ولم ينحت العرب الأصنام بل جلبوها من الخارج، وأشهرها هبل وهو إله الخصب، وهو نفسه مردوخ في بابل، ويسمى تموز أيضا في بابل، وهو من أعظم الأصنام التي نصبتها قريش في جوف الكعبة، وكان من عقيق أحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى، جعلت له قريش يدا من ذهب، وكان إله مكة والكعبة، ومناة ويعني المنا أي القدر، وكان هذا الصنم منصوبا على ساحل البحر بين المدينة ومكة، وعبده الهذليون وعظمه كل العرب خاصة الأوس والخزرج. واللات وهي اسم للشمس وقد أخذها العرب عن النبطيين وكانت صخرة مريعة بيضاء في الطائف ، ونسبوا لها فصل الصيف. والعزى، وهي نفسها عشتار عند البابليية، إلهة فصل الربيع والحب، وكان لها تمثال أو رمز تحمله قريش في حروبها، وسميت الزهرة، ونجمة الصبح. وود ويعني شجرة الحب في البابلية، وقيل إنه صنم إغريقي الأصل لأنه يشبه الصنم إيروس إله الحب عند اليونان، فكان تمثاله على شكل رجل يرتدي حلتين، وقد تقلد السيف، وتنكب القوس ، وبين يديه حربة وجعبة فيها نبل، وقد استمرت عبادته من عصر النبي نوح عليه السلام حتى العصر الإسلامي، وكان يمثل الحب عند الجاهليين، وهناك أصنام أخرى لا يتسع المجال لذكرها، ثم تأثر الجاهليون باليهود والمسيحيين، ومزجوا وثنيتهم باليهودية، فكان لكل قبيلة صنم يعبدونه ويحلفون به، ويعتبرونه إلههم، وهكذا نرى أن الجاهليين لم يعرفوا معنى التوحيد، عدا بعض الأشخاص مثل ورقة بن نوفل، وعبد الله بن جحش، الذين اعتنقا المسيحية، وغيرهم من الحنفاء، حتى جاء النبي محمد برسالة الإسلام والتوحيد، وعبادة الله الواحد.


الآلهة

 
آلهة اليمن القديم.
 
الأساطير العربية قبل الإسلام، تأليف محمد عبد المعيد خان، القاهرة 1937. لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.
 
نصب اللات، منحوتة تدمرية، القرن الأول الميلادي
  • الله: سيد الآلهة وكبيرها، فهو الخالق والرازق ومنزل المطر. كانت العرب تتقرب إليه بطلب الوساطة من الآلهة الأدنى.
  • اللات: إلهة الخصوبة عند العرب قبل الإسلام وتمثل كذلك الأرض وأخواتها هن العزه ومنات وهؤلاء الأصنام هن الغرانيق العلى وممن عبد اللات بني ثقيف.
  • هبل: هبل هو أحد المعبودات لدى العرب القدماء قبل الإسلام، وهو صنم على شكل إنسان وله ذراع مكسورة، قام العرب بإلحاق ذراع من ذهب بدل منها.كان موجودا داخل الكعبة وقد كان يطلق عليه لقب صاحب القداح.ويقال إن هبل أيضا هو إله الشمس.
  • مناة: أقدم أصنام العرب،وهى الاهة القدر أو المصير نصبت على ساحل البحر من ناحية الشمال بقديد بين مكة والمدينة. وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما حولهما
  • العزى: كانت تمثل كوكب الصباح وقد عبد هذا الإله قبائل بني سليم وغطفان وجشم ومن المعتقد أنها نفس الإلهة أفروديت عند الرومان ونفسها هي إيزيس إلهة من مصر القديمة وتستطيع تتبع آثارها في البتراء بوضوح تام
 
ذو الشرى، منحوتة نبطية وجدت جنوب سورية ومحفوظة في متحف دمشق الوطني
  • طاغوت: وهو الشيطان (إبليس) ورد اسمه في القرآن.
  • ذو الشرى: أحد آلهة العرب في جنوب سوريا، كان معبودا في المنطقة
  • ود: واد أو وَدّ إله بشكل رجل وهو إله بني كَلْبٍ بِدُومَة الْجَنْدَل قال الماوردي:
  • سواع: إله بشكل إمرأة وهو إله بني هُذَيْل
  • يعوق: ياعوق أو يَعُوق إله بشكل حصان وهو إله بني همدان وَفِيهِ يَقُول مَالِك بْن نَمَط الْهَمْدَانِيّ:
يَرِيش اللَّه فِي الدُّنْيَا وَيَبْرِي وَلَا يَبْرِي يَعُوق وَلَا يَرِيش
  • نَسْر: إله بشكل نسر وهو إله بني حمير
  • يغوث: كان من آلهة قبيلة مراد ثم لبن عُطيف بالجرف عند سبأ وقال فيه أبو عثمان النهدي:
وَكَانَ مِنْ رَصَاص، وَكَانُوا يَحْمِلُونَهُ عَلَى جَمَل أَحْرَد، وَيَسِيرُونَ مَعَهُ وَلَا يُهَيِّجُونَهُ حَتَّى يَكُون هُوَ الَّذِي يَبْرُك، فَإِذَا بَرَكَ نَزَلُوا وَقَالُوا: قَدْ رَضِيَ لَكُمْ الْمَنْزِل ; فَيَضْرِبُونَ عَلَيْهِ بِنَاء يَنْزِلُونَ حَوْلَهُ

المخلوقات الخارقة

الأرواح

وتشمل الجن والعفاريت والمردة، وتتميز تلك المخلوقات حسب الاعتقادات القديمة بقدراتها الخارقة للطبيعة وتحكمها في حياة البشر.


الوحوش

ومنها النسناس، والغول، والبهموت، والتي كان يعتقد أنها سمكة ضخمة تحمل الأرض على ظهرها وكان يعتقد أن رأسها تشبه رأس وحيد القرن أو الفيل.[3]

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ أ ب Karen Armstrong (2000,2002). Islam: A Short History. p. 11. ISBN 0-8129-6618-X. {{cite book}}: Check date values in: |date= (help)
  2. ^ "الأسطورة في العصر الجاهلي". منتديات ستار تايمز. 2012-06-12. Retrieved 2013-10-01.
  3. ^ Borges, Jorge Luis (2002). The Book of Imaginary Beings. London: Vintage. pp. 25–26. ISBN 0-09-944263-9. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المصادر

  • The Book of Idols (Kitāb al-Asnām) by Hishām Ibn al-Kalbī

المراجع