إبراهيم سعد الدين

إبراهيم سعد الدين عبد الله (25 مايو 1925 - 18 سبتمبر 2008) اقتصادي اشتراكي مصري. كان المدير التنفيذي لـمنتدى العالم الثالث بالقاهرة، الذي كان يرأسه إسماعيل صبري عبد الله وسمير أمين.

غلاف كتاب إسهامات مصرية حول أزمة النظام الاشتراكي، للدكتور إبراهيم سعد الدين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد في مشتول القاضي، مركز الزقازيق في 25 مايو 1925 ، تخرج من كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1945

• من ١٩٤٥ الى ١٩٥٠ عمل معيداً في كلية التجارة وكان ايضاً عضواً نشطاً في لجنة نشر الثقافة الحديثة • وحصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة عام 1955 • كان عضوًا بهيئة تدريس جامعة القاهرة بين 1956 و 1959 ، • وانتقل منها ليعمل خبيرًا للتنظيم بوزارة التربية والتعليم ، • ثم خبيرًا بوزارة التخطيط ، • وفي عام 1961 أصبح أمينًا عامًا للمعهد القومي للتخطيط ، • ثم أستاذًا وعضوًا بمجلس إدارة المعهد القومي للإدارة العليا • ثم انتقل عام 1964 ، للعمل بالجهاز المركزي للمحاسبات حتى أصبح نائبًا لرئيسه. • بين عامي 1965 و1968 عمل رئيساً للمعهد العالي للدراسات الاشتراكية ، ومسئولاً عن المعاهد الاشتراكية وكذا عضوًا بالأمانة العام للاتحاد الاشتراكي. وأسهم في تأسيس مجلة الطليعة • انتدبته الأمم المتحدة ليعمل مديرًا للمعهد العربي للتخطيط في الكويت بين عامي 1972 و 1980. • من مؤسسي حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وعضو الأمانة العامة للحزب. والأمين العام للمجلس الاستشاري للحزب. • ترأس لجنة الفكر والثقافة للحزب 2003-2008 وكذا رئاسة مجلس إدارة مجلة "اليسار الجديد" التي يصدرها الحزب. • المدير التنفيذي لمنتدى العالم الثالث إحدى هيئات الأمم المتحدة في مصر ومن أبرز الأعمال العلمية للمنتدى، مشروع المستقبلات العربية البديلة في منتصف الثمانينيات، ومشروع مصر 2020 في الفترة 1995-2006. وهما من أهم المشروعات البحثية التي تولاها منتدي العالم الثالث الذي أسسه د. سمير أمين ود. إسماعيل صبري عبد الله في 1980 وتولي رئاسته، بينما شغل د. إبراهيم منصب مديره العام حتي توقف العمل به في منتصف 2007.

د. إبراهيم مفكر ماركسي ومن رواد الفكر الإشتراكي الماركسي في مصر واستاذ جامعي و هو أيضا عالم وخبير دولي في الادارة والتخطيط، وقبل هذا كله مناضل يساري اشتراكي انحاز مبكراً إلي الفقراء وقدم نموذجاً نادراً للتكامل بين الفكر والممارسة.

لقد كان د.إبراهيم من أوائل من سعوا إلي الجمع بين علم الإدارة وعلم الاقتصاد، وبالرغم من أن تخصصه الأصلي هو الإدارة ، فإن سعة علمه بالاقتصاد قد وضعته في صفوف الاقتصاديين المرموقين. وله مساهمات علمية قيمة كثيرة. وكان ايضاً من الكتاب المرموقين في الفكر الاشتراكي وبدأت علاقته بالفكر الاشتراكي من خلال نشاطه في لجنة نشر الثقافة الحديثة في الأربعينيات من القرن الماضي ، وكان في نفس الوقت يعمل كمعيد في كلية التجارة التي تجاوزته في منحه بعثة علمية بسبب افكاره ، وعندما علم بالأمر سافر علي نفقته الخاصة، وتوجه إلي الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على الدكتوراه من جامعة إلينوي سنة ١٩٥٥ وبعد عودته من الولايات المتحدة تم اعتقاله لمدة ٦ اشهر بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي المصري وافرج عنه إبان أزمة السويس ١٩٥٦ وكذا تم توقيفه عن العمل في جامعة القاهرة ١٩٥٨ بسبب انتمائته الفكرية ، وانتقل من الجامعة ليعمل خبيرًا للتنظيم بوزارة التربية والتعليم ، ثم خبيرًا بوزارة التخطيط ، وفي عام 1961 أصبح أمينًا عامًا للمعهد القومي للتخطيط ، ثم أستاذًا وعضوًا بمجلس إدارة المعهد القومي للإدارة العليا ، ثم انتقل عام 1964 ، للعمل بالجهاز المركزي للمحاسبات حتى أصبح نائبًا لرئيسه.

وفي فترة الوفاق بين اليسار المصري والنظام الناصري (1964-1971)، تولي د.إبراهيم منصب مدير المعهد العالي الدراسات الاشتراكية الذي تعلمت فيه أعداد كبيرة من الكوادر السياسية مبادئ الاشتراكية والفكر الجدلي العلمي والتنظيم الاشتراكي للاقتصاد والمجتمع، وتخرج علي يديه اعداد هائلة من كوادر العمل السياسي الوطني في مصر، كما كان عضواً فاعلاً في الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي. وكان من مؤسسي مجلة الطليعة لسان حال القوى اليسارية في الستينات.

قبضت عليه السلطة الناصرية و هو يعمل معها 1966، وهو في عمل ميداني للمعهد الاشتراكي، واتهموهً بعمل تنظيم للقوميين العرب في مصر. و كان هذا اتهام كاذب من مجموعة المشير عبد الحكيم عامر في صراعها مع قوي اليسار في السلطة. و حين علم الأستاذ/ حسنين هيكل بالقبض عليه اتصل فوراً بشمس بدران - وزير الحربية - اللي قاله أ "أيوه قبضنا عليه وهيتكلم الليلة" حيث كان متجهاً إلي السجن الحربي تمهيداً للتعذيب. فما كان من الأستاذ/ هيكل إلا أن اتصل بالرئيس عبد الناصر الذي أمر بتحويله إلي الداخلية بدلاً من السجن الحربي حيث حقق معه شعراوى جمعة وأطلق سراحه في اليوم التالي مع تحديد اقامته. وعاد الى عمله بعد مقابلة شخصية مع الرئيس عبد الناصر والتي قال له فيها "ان الأحزاب تفرق الأمم واذا وصل لعلمي ان احداً يسعى لعمل تنظيم مهمته الوحيدة تأييد عبدالناصر فانا سوف اعتقلهم." أختلف مع عبد الناصر ولكنه لم يفقد يوماً ايمانه بانحياز عبد الناصر للفقراء وظل جندياً لنشر الاشتراكية و العدالة رغم من عدم رضا النظام. وعندما وقع انقلاب القصر الذي قاده السادات في 15مايو 1971 والقي القبض عليه مع عدد من قيادات الدولة والعمل السياسي في مصر، قدم للمحاكمة ضمن قضية 15 مايو أو ما عرف باسم مراكز القوي امام محكمة سياسية برئاسة حافظ بدوي وحكم عليه بسنة مع ايقاف التنفيذ ، ثم أحيل إلي المعاش في سن 46 سنة

وانتدب للعمل كخبير لهيئة الامم المتحدة مشرفا على انشاء أول معهد للتخطيط في الكويت ، واستمر هناك لمدة ثمان سنوات وانتقل بعد ذلك في منصف الثمانينيات وبعد عودته إلي مصر إلي العمل علي صعيد العالم الثالث، فأدار الفرع الخاص بالشرق الأوسط لمنتدي العالم الثالث، الذي أسسه د.إسماعيل صبري عبد الله في 1980 وتولي رئاسته، بينما شغل د.إبراهيم منصب مديره العام حتي توقف العمل به في منتصف 2007. وقام بإدارة دراسة المستقبليات العربية بالمنتدي، والتنمية العربية في مشروع استشراف المستقبل العربي لدي مركز دراسات الوحدة العربية. وعاد ليكون أحد أعمدة مشروع "مصر 2020" . وطوال الوقت لم يتوقف عن الإسهام بدراسات متعمقة في شئون التنمية، وعن فتح باب تجديد الفكر الاشتراكي علي مصراعيه.

وإبراهيم سعد الدين من مؤسسي حزب التجمع وهو واحد من قادته العظام. وفضلاً عن مساهماته في أعمال وقرارات الهيئات القيادية للحزب منذ أوائل الثمانينيات، وكتاباته القيمة في "الأهالي"، كانت له مساهمات مهمة في أعمال المكتب الاقتصادي للحزب وفيما صدر عنه من تقارير وأوراق وكتب، لا سيما التقرير الذي قدم إلي المؤتمر الاقتصادي في فبراير 1982، وتقرير دعم الفقراء ودعم الأغنياء في 1985، وتقارير الرد علي بيانات الحكومة ومشروعات الخطة والموازنة والقوانين والقرارات الاقتصادية المختلفة. كما تولي د.إبراهيم رئاسة مجلس إدارة مجلة "اليسار الجديد"، وكان آخر المواقع الحزبية التي شغلها موقع الأمين العام للمجلس الاستشاري للحزب الذي يرأسه زعيم الحزب خالد محيي الدين.

وكان الدكتور إبراهيم سعد الدين من أوائل المفكرين العرب الذين سعوا إلي فهم الأزمة التي تعرض لها النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وشرق أوروبا. فبدأ في 1988 يعد الدراسة التي نشرت ضمن سلسلة "كتاب الأهالي" في مارس 1989(العدد 19) بعنوان: أزمة النظام الاشتراكي . كما كان اهتمامه شديداً بالبحث في مستقبل الاشتراكية بعد انهيار الكتلة الاشتراكية. وقد ظهر شيء من هذا الاهتمام في أعداد مختلفة من "اليسار الجديد".

وظل هذا الأمر يشغله بعد توقف "اليسار الجديد" عن الصدور. فقام في 2006 و2007 بإعداد كتاب يضم بعض كتاباته في هذا الشأن ومختارات من الكتابات ذات الصلة بتطور الرأسمالية المعاصرة والتحول إلي الاشتراكية لكل من د.إسماعيل صبري عبد الله و د.فؤاد مرسي ود.سمير أمين ود. فوزي منصور وكاتب هذه السطور. وقد صدر هذا العمل في يناير 2008 في سلسلة" كتاب الأهالي"(العدد 79)بعنوان :مساهمات مصرية حول أزمة النظام الاشتراكي وتطور النظام الرأسمالي واشتراكية المستقبل.

لقد كان رجل عميق التفكير، سلس المنطق، قوي الحجة، كان علي درجة من التواضع والتبسط في تعامله مع الناس، بحيث أن الجاهل بقدره لا بد وأن يدهش دهشة كبيرة عندما يكتشف أنه علي تواضعه وبساطته عالم كبير ومناضل صلب . أن إبراهيم لم تكن له مشكلة شخصية مع أحد، لم يسيء إلي أحد ولم أره يوما يغتاب أحدا، وكان متسامحا حتي لمن يسيئون إليه. أما البساطة فيعرفها كل من تعامل مع إبراهيم فقد كان بسيطا في مأكله بسيطا في ملبسه، بسيطا في كل جوانب حياته، كان متقشفا كالرهبان والمتصوفة، ولم تحركه في يوم من الأيام شهوة سلطة أو شهوة مال كان بعيدا عن زخرف الحياة ورونقها.


شهادات

  كان إبراهيم مصريا حتي النخاع عاشقا لمصر وترابها مؤمنا بعروبتها وكان مستعدا لبذل الغالي والرخيص من أجل رفعتها.  

—د. عمرو محيي الدين

  كان تواضع هذا المفكر الكبير مثار دهشة واستغراب الكثيرين الذين قد يختلف بعضهم معه فى هذه الفكرة أو تلك لكنهم يتفقون جميعا على احترامه والإعجاب به.  

سعد هجرس

المؤلفات والكتب

  • أزمة الأرصدة الإسترلينية ( 1950)،
  • عناصر التسويق(1958)
  • كتاب السياسات الإدارية والتغير الاجتماعي(1970)
  • كتاب حركة القوي العاملة العربية(1982)

وشارك في تأليف كتاب التنمية العربية في إطار مشروع استشراف المستقبل العربي (1989).

  • أزمة النظام الاشتراكي (1989)
  • مساهمات مصرية حول أزمة النظام الاشتراكي وتطور النظام الرأسمالي واشتراكية المستقبل (2007)

وللدكتور إبراهيم أوراق ومقالات قدمت في مؤتمرات وندوات ومجلات علمية متعددة، خاصة في موضوعات إدارة القطاع العام والتنمية الاقتصادية العربية وحركة العمالة بين الدول العربية. وكانت له مساهمات مهمة في أعمال المكتب الاقتصادي لحزب التجمع وفيما صدر عنه من تقارير وأوراق وكتب، لا سيما التقرير الذي قدم إلي المؤتمر الاقتصادي في فبراير 1982، وتقرير دعم الفقراء ودعم الأغنياء في 1985،

التكريم

تكريم من الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية

الجمعية العربية لبحوث الاقتصاد تناقش الأزمة المالية العالمية السبت، 1 نوفمبر 2008 - 14:03

وجرى خلال المؤتمر تكريم شخصيتين اقتصاديتين عربيتين هما الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان الأسبق والمفكر والباحث الاقتصادي المصري إبراهيم سعد الدين عبد الله.



الهامش