أين يصلى المسلمون؟

(تم التحويل من أين يصلى المسلمون)


فتوى تحسم الجدل نهائيا حول شرعية صلاة الجماعة شددت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية على وجوب صلاة الجماعة في المساجد، لأنها " من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الواجبة الإتباع وأن الصحابة رضي الله عنهم عملوا بها وأنكروا على من تخلف عنها"، وأكدت في بيان أصدرته الأربعاء 28/4/2010 إلى ضرورة "إغلاق المحلات التجارية حتى تقضى الصلاة".

جاء هذا بعد الجدل الذي أثارته تصريحات مدير هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ أحمد الغامدي بإجازته عدم إغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة، مشيرا إلى أن "إقامة الناس في صلاة الجماعة مسألة اجتهادية اختلف العلماء في حكمها".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وجوب الجماعة

وقال بيان لجنة الإفتاء : "في هذه الأيام تنشر بعض الصحف مقالات لبعض الكتاب يهونون فيها من أهمية صلاة الجماعة في المسجد نظراً لأن بعض العلماء قال إنها سنة ، ولهذا يستنكرون أمر الناس بها ، ويستنكرون إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة". بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وتابع البيان " ولا شك أن الواجب هو إتباع الدليل من الكتاب والسنة فيما دلا عليه من وجوب صلاة الجماعة في المسجد ، فهما حجة على من خالف في ذلك وفي غيره ".

وقالت اللجنة "إن إقامة الصلاة في الجماعة في المساجد من سنن الهدى ومن شعائر الإسلام الظاهرة"

وتابعت :" قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مبينا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل الصحابة رضي الله عنهم في ذلك: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى. وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط بها عنه سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. رواه مسلم في صحيحه"

وأشارت اللجنة إلى أنه "رضي الله عنه بين أن صلاة الجماعة في المساجد من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الواجبة الإتباع وأن الصحابة رضي الله عنهم عملوا بها فحافظوا على صلاة الجماعة في المساجد وأنكروا على من تخلف عنها وأن من عادة المنافقين في زمانهم التخلف عن صلاة الجماع ة في المساجد "

وحذرت اللجنة من "أن التهوين من أمر هذه الشعيرة في قلوب المسلمين مخالف لنصوص الكتاب والسنة ، ويخشى على من قال ذلك أن يكون داخلا في عموم قول الله تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) الأحزاب : آية ( 36 ) "

وبين البيان أن "إغلاق المحلات التجارية حتى تقضى الصلاة فذلك لأجل أداء صلاة الجماعة . قال الله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) المنافقون : آية 9 "

فوائد عظيمة

وشددت اللجنة على أن "لصلاة الجماعة في المساجد فوائد عظيمة : منها أن فيها أداء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام ومنها : أن فيها براءة من النفاق . كما قال الله تعالى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ) ( التوبة آية 18) أي يعمرها بالصلاة فيها والتردد عليها."

وبينت أيضا أن من هذه الفوائد " أن المصلي في الجماعة يبتعد منه الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من ثلاثة في قرية لا تقام فيها الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وزاد رزين في جامعه: (وإن ذئب الإنسان الشيطان إذا خلا به أكله)."

وأوضحت أيضا "أن الصلاة في الجماعة يحصل بها التعارف والتآلف والتعاون بين المسلمين إلى غير ذلك من المصالح العظيمة ولذلك شرع الله بناء المساجد وتهيئتها لاجتماع المصلين فيها."

وحمل البيان توقيع رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، إضافة إلى عدد من أعضاء اللجنة هم الشيخ عبدالله بن محمد المطلق والشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ والشيخ عبدالله بن محمد بن خنين

تصريحات الغامدي

يأتي هذا البيان بعد الجدل الذي أثارته تصريحات مدير هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ أحمد الغامدي بإجازته عدم إغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة، مشيرا إلى أنه "لا يصح الانكار على من ينادي بعدم اغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة".

وأكد أن المسألة كانت ولا زالت محل خلاف بين العلماء حول حكمها، ولفت إلى أن إقامة الناس في صلاة الجماعة مسألة اجتهادية اختلف العملاء في حكمها.

وتغلق المحال التجارية في السعودية في أوقات الصلاة ليتسنى للمسلمين المشاركة في صلاة الجماعة، ويحرص رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على التأكد من إغلاق كل المحال التجارية في أوقات الصلاة.

وكان الغامدي أثار مؤخرا جدل في السعودية عندما قال أنه ليس في الاسلام ما يحرم بوضوح وبشكل قاطع الاختلاط.

وتعارض آراء الغامدي مفاهيم وفلسفة جهاز الهيئة منذ تأسيسها، حيث إنها تحرم الاختلاط وتعاقب عليه، وتنادي بصلاة الجماعة في المساجد وتسير دوريات للتأكد من إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة.

وعلى خلفية تصريحات الغامدي، تردد أكثر من مرة أن الهيئة أقالت الغامدي من منصبه، وصدر بيان يوم الأحد الماضي يقضي بتعيين الشيخ سليمان الرضيمان في منصب الغامدي- الأمر الذي يعني إعفائه من مصبه-، وذلك ضمن سلسلة تعيينات شملت أيضا المدينة المنورة والقصيم وحائل. إلا أنه تم التراجع عن القرار في نفس اليوم وطلب من الصحف عدم نشره، وأعلن متحدث باسم الهيئة أن البيان لم يكن دقيقا.


Pictures of Muslims praying
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
"

تعريفها : الصلاة عبادة ، تتضمن أقوالاً وأفعالاً مخصوصة ، مفتتحة بتكبير الله تعالى ، مختتمة بالتسليـم . منزلتها في الإسلام : وللصلاة في الإسلام منزلة ، لا تعدلها منزلة أي عبادة أخرى ، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (رأس الأمر الإسلام ، وعموده لصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) ( الترمذي 2616 مطولاً عن معاذ) وهى اول ما أوجبه الله تعالى من العبادات ، تولى إيجابها بمخاطبة رسوله ليلة المعراج ، من غير واسطة ، وهى أول ما يحاسب عليه العبد ، نقل عبد الله بن قرط ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ) رواه الطبراني .

وهى آخر وصية وصى بها رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) أمته عند مفارقة الدنيا ، جعل يقول وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : ( الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكـم ) (ابو داوود ) وهى آخر ما يفقد من الدين فإن ضاعت ضاع الدين كله ، قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) : ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة ، تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن الحكم ،وآخرهن الصلاة ) ( رواه ابن حبان ).

والمتتبع لآيات القرآن الكريم يرى أن الله سبحانه وتعالى يذكر الصلاة ، ويقرنها بالذكر تارة :(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (العنكبوت 45 ) وتارة يقرنها بالزكاة وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاة)َ ( البقرة 110 )

ومرة بالصبر : (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) ( البقرة 45) ومرة بالنسك : ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ( الكوثر 2 ) . وأحياناً يفتتح بها أعمال البر ويختتمها به ، كما في أول سورة المؤمنون : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إلى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ( المؤمنون 1 - 11 ) .

وقد بلغ عناية الإسلام بالصلاة ، أن أمر بالمحافظة عليها في الحضر والسفر والأمن والخوف ، فقال تعالى : ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ* فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) ( البقرة ) .

وقال مبيناً كيفيتها في السفر ، والحرب، والأمن : (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً * وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً * فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ( النسـاء 101 : 103 ) .

وقد شدد النكير على من يفرط فيها وهدد الذين يضيعونها ، فقال - جل شأنه - : ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) ولأن الصلاة من الأمور الكبرى التي تحتاج إلى هداية خاصة ، سأل إبراهيم ، عليه السلام ، ربه أن يجعله هو و ذريته مقيماً لهـا ، فقال ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ) ( إبراهيم 40 )

المصدر : كتاب فقه السنـة "

الروابط الخارجية