أمهات ميدان مايو

أمهات ميدان مايو (إسپانية: Asociación Madres de Plaza de Mayo، Mothers of the Plaza de Mayo)، هي رابطة أمهات أرجنتينية اللاتي اختفى" أطفالهن أثناء الحرب القذرة الدكتاتورية العسكرية، بين 1976 و1983. قامت الأمهات بتنظيم أنفسهن أثناء محاولتهن معرف ماذا حدث لأطفالهن، وبدأن المسيرة في 1977 إلى ميدان مايو في بوينس أيرس، أمام قصر كاسا روسادا الرئاسي، في تحد علني لإرهاب الدولة الحكومي الذي يهدف لإسكات جميع أشكال المعارضة.

مظاهرة أمهات ميدان مايو، أمام قصر الحكم كاسا روسادا، في 30 أبريل 1977.
وشاح الأمهات الأبيض، مطبوع على أرض قصر ميدان مايو، بوينس آيرس.

يشار إلى السنوات 1975 حتى 1983 في الأرجنتين بفترة "الحرب القذرة". بالنسبة للشعب الأرجنتيني، تمثل هذه السنوات فترة سقوط أرواح، تفكك العائلات، والعديد من الأعمال الوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام العسكري بالأرجنتين. كانت أمهات ميدان مايو أول المتسجيبين على انتهاكات حقوق الإنسان. أسست الأمهات معاً قوة ديناميكية وغير متوقعة، والتي نشأت لمعارضة القيود التقليدية المفروضة على المرأة والأمومة في أمريكا اللاتينية. تجمعت الأمهات معاً، وضغطن من أجل الحصول على معلومات عن أماكن وجود أطفالهن. في إطار هذه الجهود أكن للعالم انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة، ورفعن الوعي على النطاق المحلي والعالمي. اليوم، واصلت الأمهات نضالهن من أجل الإنسانية، الحقوق السياسية والمدنية في أمريكا اللاتينية ومناطق أخرى.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأيديولوجيا

تقدّم أمهات ساحة مايو نفسها كمنظمة سياسية. ليست جمعية ضحايا، ولا منظمة غير حكومية. لا تتقلد عضواتها مناصب حكومية بصفتهن «أمهات»، ولا يُشاركن في الانتخابات كحزب، لكنهن يشددن على أن عملهن سياسي بقدر ما هو حقوقي.

يُشكّل شعار «المطالبة بعودة المُغيّبين أحياءً» العنوان الأبرز لعمل أمهات ساحة مايو. لا اعتراف بموت المُغيّب حتى ظهور جثمانه، ويشمل رفض الاعتراف بالموت الاعتراض على أي مادة قانونية أو خطاب سياسي يتعامل مع المُغيّبين كقتلى، أكان هذا التعامل صريحاً أم غير مباشر، وأيضاً الاعتراض على إجراءات تضامنية أو رمزية قد تقع في «مطب» اعتبارهم قتلى. اشتُهر موقف حاد أطلقته المنظمة ضد نصب تذكاري أقيم في كلية الهندسة في بوينوس آيرس للمُغيّبين الذين كانون طلاباً في صفوفها، وعددهم أكثر من 150 طالباً، إذ اعتبرت الأمهات أن النصب يبدو وكأنه تذكار لمقتولين وليس تضامناً مع زملاء مُغيبين يُطالب بعودتهم أحياءً. عدا ذلك، أشارت المنظمة بسخرية مريرة إلى أن هؤلاء لم يُغيّبوا لأنهم كانوا طلاباً في كلية الهندسة، بل لأنهم «ثوّار». الشطر الثاني من الاعتراض يأتي من شعارٍ آخر ضمن الشعارات البارزة لأمهات ساحة مايو: العمل على تحويل أمومتهنّ إلى انحياز مجتمعي.

في مقابلة مطولة مع إحدى الصحف اليسارية الأرجنتينية، تبدأ دي بونافيني شرحها لمعنى تحويل أمومة أمهات المُغيّبين إلى انحياز مجتمعي بالقول أنها، رغم تفهّمها الإنساني، ترفض بشكل قاطع خطاب أمّ المُغيّب التي تقول «ابني لم يفعل شيئاً»، أو «ابني بريء»، أو «ابني غُرر به». تقول دي بونافيني:«أبناؤنا غُيبوا لأنهم فعلوا شيئاً. لأنهم ثوار. لأن لهم قضية عنوانها البحث عن حياة أفضل، أكثر عدالة وحرية ومساواة. لذلك، لا تقتصر قضيتنا عن الدفاع عن عودة أبنائنا لأنهم أبناؤنا، بل يجب علينا أن نكمل الطريق الذي خطوا فيه، وغُيبوا لأنهم كانوا فيه». على هذا الأساس، تُبنى أدبيات أمهات ساحة مايو على أنهن لا يبحثن عن التعاطف مع أمهات مفجوعات، بل التضامن معهنّ كمناضلات منحازات لكل القضايا العادلة من وجهة نظرهن، داخل وخارج الأرجنتين.[2]

تحويل الأمومة إلى انحياز مجتمعي هو الأساس في تعريف أمهات ساحة مايو لأنفسهن كمنظمة سياسية لها رأي وموقف في القضايا العامة، اجتماعية كانت أم اقتصادية أم سياسية. هو أيضاً أكثر المبادئ استجلاباً للانتقادات، حيث أن طرح «الأمهات» لموقف إزاء قضية سياسية مُتنازع عليها يضعهن في سياق الصراع السياسي. بعض مُعارضي نهج دي بونافيني يرون فيها استثماراً للذخر الرمزي للأمهات لصالح جهات سياسية، لا سيما بعد وصول كيرتشنر إلى الحكم واتخاذ «الأمهات» مواقف داعمة للجهة الحاكمة.


أصول الحركة

 
منذ 1976 تجمع أمهات ميدان مايو في بوينس آيرس كل خميس.

ولدت ظاهرة الأمهات في نهاية أبريل 1976، أي بعد الانقلاب العسكري بشهر ونيف، حين التقت مجموعة صغيرة من أمهات مُغيبي الأيام الأولى للانقلاب العسكري على باب مكتب سكرتاريا الكاهن العسكري الأرجنتيني، في محاولة للاجتماع به ومعرفة مصير أبنائهن. أمام فشل المحاولة، اتفقت مجموعة الأمهات هذه على أن جهودهنّ متفرقات لن تُجدي نفعاً، وأن تنسيق العمل وتجميعه أفضل، كما قررن التوجه لساحة مايو المقابلة للقصر الوردي، مقر الرئاسة الأرجنتينية. كانت الأحكام العُرفيّة السارية في الأرجنتين تمنع الاجتماع في الساحات والشوارع لأكثر من ثلاثة أشخاص بالغين. لذلك، مشت الأمهات بصمت، اثنتين اثنتين، في دائرة محيطة بالنصب الهرمي الموجود في وسط الساحة الشهيرة لمدة ساعة، ثم تفرقن على اتفاق الالتقاء بعد أسبوع، في نفس المسيرة الدائرية حول نصب ساحة مايو.

تحولت المظاهرات الدائرية إلى طقس أسبوعي عصر كل خميس، وزادت أعداد الأمهات أسبوعاً بعد أسبوع نتيجة تناقل الخبر بين الناس، وبدأت الأمهات بوضع منديل قطني أبيض على رؤوسهن كرمز تعريفي لهنّ، نفس المنديل الذي أضحى الرمز الأكبر لقضية التغييب القسري في أميركا اللاتينية. اكتفت السلطات العسكرية في الأشهر القليلة الأولى بالتأكد من تطبيق الأحكام العرفية، والإشارة للأمهات، عبر صحفيين موالين للانقلاب العسكري، وبمزيجٍ من الشماتة وادّعاء التفهّم، بأنهن «مجموعة من العجائز المجنونات». لكن هذا التجاهل المُحتقر تحوّل إلى رد فعل عنيف في الشهر الأخير من عام 1976، حين علمت السلطات العسكرية بنيّة الأمهات إصدار بيان جماعي ومحاولة إيصاله للصحافة داخل وخارج الأرجنتين، فقامت بخطف 12 شخصاً مرتبطين بحركة الأمهات، ثلاث مؤسسات، وراهبتين فرنسيتين، وسبعة من ناشطي حقوق الإنسان المتعاونين مع حركة الأمهات. انضم المخطوفون الـ 12 إلى قائمة آلاف المُغيّبين القسريين على يد المجلس العسكري الأرجنتيني، وما زال مصيرهم، كمصير آلاف المُغيبين الآخرين، مجهولاً حتى يومنا هذا.

لم يتوقّف حراك أمهات ساحة مايو بعد الضربة التي وجهها المجلس العسكري لهن، فالمسيرات الأسبوعية الدائرية في ساحة مايو لم تتوقّف، بل بدأت أعداد متزايدة من الأمهات بالمشاركة فيها، إضافة لأقرباء وأصدقاء المُغيّبين، ومتضامنين مع قضيتهم بشكل عام، كما بدأ التشبيك مع منظمات سياسية وثقافية أرجنتينية أخرى بقيادة هيبي دي بونافيني، إحدى مؤسسات «الأمهات». بونافيني «أمّ» مزدوجة، فقد خطف العسكر اثنين من أبنائها، إضافةً لزوجة أحدهما. تبوأت دي بونافيني المنصة القيادية في المنظمة منذ تأسيسها، وما زالت مستمرة، رغم عمرها (87 عاماً)، في عملها كناطقة باسم أمهات ساحة مايو إلى اليوم.

عام 1978، نظّمت الأرجنتين نهائيات كأس العالم لكرة القدم. اعتبر المعارضون للنظام العسكري الأرجنتيني أن منح المجتمع الدولي للأرجنتين فرصةً بحجم تنظيم المونديال ليس إلا دعماً للحكم العسكري، الذي التقط الفرصة بحماس، واستمات في الاستفادة من هكذا مناسبة كبرى لإصلاح وتدعيم صورته في أميركا الجنوبية وفي العالم. للمفارقة، تحول كأس العالم إلى منصة ساهمت بفعالية كبيرة في نشر شهرة أمهات ساحة مايو خارج الحدود الأرجنتينية، حيث لفتت المسيرات الدائرية الأسبوعية انتباه الصحفيين الغربيين الذين قدموا إلى الأرجنتين لتغطية مجريات كأس العالم، وأُجريت مقابلات صحفية عديدة مع «الأمهات»، ونُقلت صور مسيراتهن إلى التلفزيونات الأوروبية، لا سيما التلفزيون الهولندي. استفادت «الأمهات» من هذه الشهرة للوصول إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية، وبدأن بالتعاون مع منظمة العفو الدولية لإيصال قضيتهنّ إلى العالم. في عامي 1979 و 1980، جال وفد أمهات ساحة مايو، برعاية منظمة العفو الدولية، في العديد من الدول الغربية لتقديم المحاضرات والندوات حول قضية المُغيّبين القسريين الأرجنتينيين، وحول القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان في الأرجنتين بشكل عام، كما أقام هذا الوفد علاقات شراكة وتعاون مع منظمات نسوية في دول أوروبية عديدة، وساهم تجمّع للمنظمات النسوية الهولندية في توفير الدعم المادي اللازم للأمهات لفتح مكتب في الأرجنتين، ولتمويل نشاطاتهن داخل وخارج البلاد.

الانقسامات والتطرف

 
الأمهات مع الرئيس نستور كيرشنر.

دخل الحكم العسكري الأرجنتيني في أزمة سياسية واقتصادية ابتداءً من مطلع الثمانينات، وانتهز معارضو الحكم العسكري الفرصة لتصعيد نشاطاتهم الباحثة عن إسقاط الحكم العسكري وإعادة الحياة السياسية الديمقراطية إلى البلاد. بدورها، شاركت منظمة أمهات ساحة مايو في التصعيد المعارض، وساهمت بشكل فاعل في الدعوة لمظاهرات كبرى باسم «مسيرات المقاومة»، وهي مظاهرات جماهيرية حاشدة بدأت في خريف العهد العسكري، واستمرت كطقس سنوي بعد عودة الديمقراطية، وما زالت تُعقد كل عام في العاصمة بوينوس آيرس، وفي العديد من المدن الأرجنتينية الأخرى. ومع هزيمة الأرجنتين أمام المملكة المتحدة في حرب الفوكلاند 4 تحوّلت أزمة الحكم العسكري إلى مسار متسارع نحو الانحلال، مسار أتمّ هدفه عند إجبار آخر مجلس عسكري، وهو المجلس الذي رأسه رينالدو بيغنوني 5، على الدعوة لانتخابات رئاسية خريف عام 1983، فاز فيها راؤول ألفونسين 6، رئيس الحزب الراديكالي الأرجنتيني، وعادت الحياة السياسية الديمقراطية إلى الأرجنتين.

مع بداية عقد الثمانينات، وبدء ترنّح الحكم العسكري الأرجنتيني، ظهرت بعض الأصوات المتشائمة بخصوص مصير المغيّبين القسريين، معتبرة أن المنطق الأرجح يشير إلى أنهم قتلوا بعد خطفهم، وأخفيت جثثهم في مقابر جماعية. رفضت «الأمهات» هذه الفرضية رفضاً قاطعاً، ليس فقط من ناحية عاطفية، بل لاعتبارهن أن هذا الخطاب يساهم في خفت أصوات قضيتهن، ويفتح الباب للسلطة للتملص من الملف، وربما يجعل موت المسار القضائي بالتقادم أمراً ممكناً: جريمة القتل حدثت في لحظة ما، ويمكن أن تموت الدعوى القضائية ضدها بالتقادم، فيما التغييب القسري جريمة لم تحدث وتنتهِ في لحظة معيّنة، بل أنها مستمرة. نتيجة لهذا السجال ظهر منطق «المطالبة بعودة المُغيّبين أحياءً»، والذي تحوّل إلى شعار رئيسي في عمل أمهات ساحة مايو. المُغيّب حي طالما لم يتم العثور على جثمانه.


مسيرة المقاومة الأخيرة

 
أمهات ميدان مايو في 2006.

لم تنخفض وتيرة عمل «الأمهات» مع نهاية الحكم العسكري، وبدأ الشقاق ضمن صفوف المنظمة في العام الأول لحكم راؤول ألفونسين، ليتحوّل إلى انشقاق بعدها بعامين، أي عام 1986، حين انفصل قطاع من «الأمهات» عن المنظمة الأمم وأسسن جمعية أخرى. أسباب الشقاق عديدة ومركبة، منها ما هو تنظيمي يخص الاعتراضات على الحياة الداخلية للمنظمة والرفض لنهج هيبي دي بونافيني على رأسها، منها أيضاً ما هو إيديولوجي يرتبط بالتحفّظ على النزعة اليسارية الطاغية على خطاب المنظمة وعلى علاقاتها الداخلية والخارجية، لكن الموقف من المسار القانوني الذي سارت عليه حكومة ألفونسين في مجال محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان كان نقطة الافتراق الأبرز. رفض قطاع هيبي دي بونافيني، وهو الأكبر عدداً، التعاون مع الهيئات واللجان التي شكّلها ألفونسين للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان عموماً، والتغييب القسري لآلاف المعارضين للعسكر خصوصاً، معتبراً أن الإجراءات الحكومية غير كافية، ولا تصل إلى عمق المسائل. لذلك، رفضت المنظمة الأم المشاركة في مسار التحقيق الحكومي، واعترضت بشدة على النصوص القانونية التي عرّفت حالة التغييب القسري، لأنها رأت فيها مناورة حكومية تبحث عن تعريف المُغيّبين على أنهم قتلى تمهيداً لإغلاق القضية، كما حاربت المنظمة بالذات الفقرة القانونية المشيرة إلى التعويضات المالية لذوي المغيّبين، باعتبار أن قبول التعويض يعني التخلي عن المزيد من المطالبات، ويسهّل مسعى الحكومة لإغلاق الملف دون ظهور الحقيقة كاملة، أي دون الكشف الكامل مع مصير كافة المُغيّبين ومحاسبة كافة المتورطين في إرهاب الدولة الذي مورس ضدهم.

تصاعد نشاط «الأمهات» المعارض في النصف الثاني من عهد ألفونسين وعهد كارلوس منعم 7، لا سيما بعد صدور قوانين العفو عن الضباط ذوي الرتب الدنيا والمتوسطة وتخفيف الأحكام بحق بيديلا والمسؤولين الكبار الآخرين. تعاونت «الأمهات» مع التيارات السياسية والحقوقية المعارضة في تنظيم «مسيرات المقاومة» السنوية الحاشدة، واستفدن من تضاعف شهرتهن في استجلاب الدعم الدولي لقضية حقوق الإنسان في الأرجنتين، سياسياً وثقافياً (شارك موسيقيون ذوي شهرة عالمية مثل ستينغ وبروس سبرينستينغ في حفلات حاشدة نظمتها «الأمهات» في الأرجنتين).

مع وصول نستور كيرتشنر 8 إلى الحكم عام 2003، طرأ تحوّل كبير في أسلوب عمل «الأمهات». تم اعتبار كيرتشنر، ذوي الميول الجذرية ضد الحكم العسكري، والرافض للأسلوب السابق في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، حليفاً لقضيتهن، خصوصاً بعد إلغائه قوانين العفو التي صدرت لصالح الضباط العسكريين من مختلف الرتب، ودوره في إعادة فتح الملفات القضائية لرؤوس المجلس العسكري. عام 2006، أوقفت المنظمة مشاركتها في «مسيرات المقاومة» السنوية، على اعتبار أنه «لم يعد هناك أعداء في الحكومة الأرجنتينية»، حسب تعبير هيبي دي بونافيني، ما استجلب انتقادات كثيرة من منظمات حقوقية وسياسية مُعارضة.

دعمت الحكومة الأرجنتينية في عهد نستور كيرتشنر، ثم في عهد كريستينا فرنانديث دي كيرتشنر 9، عمل «الأمهات»، وغطّته سياسياً واقتصادياً. كان نشاط الأمهات قد توسع ليشمل جامعة شعبية وخطة إسكان اجتماعي ومقهى ثقافي ودار نشر ومشاركات دورية في الصحافة والإعلام، وازداد نفوذ «الأمهات» تحت ظل الحكم الأرجنتيني الجديد. استجلب هذا الاقتراب من الحكومة انتقادات كثيرة، داخلية وخارجية، وتركزت الانتقادات على شخص هيبي دي بونافيني، المستمرة في قيادة المنظمة والأكثر وضوحاً وجذرية في دعمها للحكومة الأرجنتينية، وتصاعدت الانتقادات بعد تورط أحد موظفي المنظمة الكبار في فضيحة فساد مدوّية عام 2010. لكن، رغم كل الانتقادات لجوانب عديدة من منطق عمل «الأمهات» وعلاقاتهن الداخلية (مع الحكومة الأرجنتينية الحالية) والخارجية (مع التيارات اليسارية في أمريكا اللاتينية، بالأخص موقفهنّ المنحاز لصالح «القوات المسلحة الثورية الكولومبية») يبقى لأمهات ساحة مايو ذخر رمزي ضخم في الأرجنتين وفي أميركا اللاتينية، ويعتبر عملهن الريادي نموذجاً استفيد منه في العديد من دول أمريكا اللاتينية، خصوصاً تلك التي عانت ديكتاتوريات خطة كوندور 10 في السبعينات والثمانينات.

المشاركة الاجتماعية والخلافات السياسية

الجدات


جوائز

الظهور في الإعلام

  • قصة رسمية هو فيلم يدور حول حالات "المواليد المختطفين".
  • كوتيڤا فيلم آخر يدور حول حالات "المواليد المختطفين".
  • أوپرا باسم أمهات ميدان مايو (2008) عُرضت لأول مرة في لـِفلر تشاپل في كلية إليزابث تاون، پنسيلڤانيا.
  • في حلقة من دستينوس تدور في الأرجنتين، يحكي بطل الرواية راكويل عن أمهات ميدان مايو ويشاهد جزء من الميرة.
  • "U2" أغني عن "أمهات المختفين"، مستوحاة وتكريمأً لمشكلتهم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ [1]. Denver University, Case Specific Briefing Paper, "Mothers of the Plaza de Mayo: First Responders for Human Rights", 2011. Accessed: May 4, 2015.
  2. ^ "أمهات ساحة مايو". الجمهورية. 2015-07-07. Retrieved 2016-02-07.
  3. ^ "Gleitsman International Activist Award". Center for Public Leadership. Retrieved 2012-03-01.

قراءات إضافية

  • Mothers of the Disappeared, by Jo Fisher (1989).
  • Revolutionizing Motherhood: The Mothers of the Plaza de Mayo, by Marguerite Guzman Bouvard (1994).
  • Circle of Love Over Death: Testimonies of the Mothers of the Plaza de Mayo, by Matilde Mellibovsky, trans. by Maria & Matthew Proser (1997).
  • Searching for Life: The Grandmothers of the Plaza De Mayo and the Disappeared Children of Argentina, by Rita Arditti (1999).
  • A Lexicon of Terror: Argentina and the Legacies of Torture, by Marguerite Feitlowitz (1998)
  • "Las cenizas de Azucena, junto a la Pirámide", Página/12, 9 December 2005 (بالإسپانية).

وصلات خارجية