أخبار:رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" لليبي محمد النعاس تفوز بجائزة الرواية العربية 2024

محمد النعاس في حفل توزيع جائزة الرواية العربية 2024.
غلاف الرواية.

في 14 مارس 2024، فازت رواية خبز على طاولة الخال ميلاد بالجائزة العالمية للرواية العربية 2022. وهي الرواية الأولى للكاتب والصّحفي الليبي محمد النعاس ليكون ثاني أصغر كاتب يفوز بالجائزة بعد الكويتي سعود السعنوسي عن روايته ساق البامبو.

عن الرواية

تمتدّ الرّواية على 357 صفحة وهي صادرة عن دار مسكيلياني للنّشر عام 2021 وقد ساهم فوزها في انتشارها على مدى واسع وإصدارها في سبع طبعات على التّوالي. تتناول الرّواية موضوع الأدوار النّمطيّة للّرجل والمرأة، وتعريف الذّكورة والأنوثة.

الحكاية عبارة عن مونولوج يرويه البطل، كمناجاة نفسيّة يروي لنا فيها قصّة حياته، مُتنقلًا بين الحقيقي والمتخيّل من أحداث ساهمت في رسم معالم شخصيّته، في قصٍّ يتداخل بين الماضي والحاضر ويلتفّ بطريقة دائريّة، فيكون مشهد الرّواية الأخير استكمالًا للمشهد الذّي بدأت فيه، تُحكى بين المشهدين قصّة حياة الكاتب كما يراها، وتأثير النّاس المحيطين به على طريقة سيرها.

السّرد في الرّواية ليّن وانسيابي، حتّى في الاستطرادات الطّويلة نسبيًّا التّي يتحدّث فيها عن تفاصيل صنع الخبز، فالكاتب أراد لعلاقته بالخبز أن تحمل معنى رمزيًّا عميقًا يمتدّ خلال كل فصول روايته. عنوان الرّواية مستوحى من المثل اللّيبي “عيلة وخالها ميلاد” في إشارة إلى الرّجل غير المسيطر على النّساء المحسوبات عليه، والكاتب يبدأ كلّ فصل من فصول روايته السّتة بمثل ليبي شعبي مع شرحه، وهذه الأمثال تتناول الجنسانيّة والتّنميط الجندري ونظرة المجتمع للأدوار المنوطة بكلّ من الرّجل والمرأة.

على الصّعيد الفنّي بدا الكاتب خلال العمل مُتمكّنًا من عمله؛ لغة الرّواية سلسة وسهلة جدًّا ومباشرة، وذلك يتناسب مع طبيعة شخصيّة ميلاد غير المعقّدة، باعتباره راويها وبطلها، وتتهادى أحداث الرواية بسهولة وحيويّة فيغوص القارئ في العمل ولا يشعر أنّ هذه رواية الكاتب الأولى، لكنّ الخاتمة كانت من الضّعف بحيث أضعفت العمل وتراجعت به فنيًّا.

العمل يُضيء على نمط الحياة في ليبيا، ويُطلعنا على موروثات القرية اللّيبيّة، ويُعرّفنا على نمط عيش اللّيبيّين وبعض المصطلحات الآتية من لغتهم الدّارجة، ويُبيّن الصّفات المرغوب وجودها في الرّجل بالنّسبة للمجتمع اللّيبي. وبرغم أن الكتاب ليس سياسيًّا وأنّ إسقاطات الكاتب فرديّة والتجربة التّي يتناولها شديدة الخصوصيّة، يُضيء لنا على أوضاع البلاد العامّة؛ يصف ليبيا في زمن القائد “معمر القذّافي” وتوجّه البلاد السّياسي العام في عهده، وسعيه إلى توحيد سعر رغيف الخبز في ظلّ حكمه الجماهيري، وإلى تحويل الأجراء إلى شركاء، ويمرّ على زمن الاحتلال الإيطالي وتأثيراته؛ يحكي عن سرقة الإيطاليين للأراضي، وتأثّر النّاس بخبز الشّيباتا الإيطالي، والدّلالات الطبقيّة لبعض أنواع الخبز التّي كانت تباع للطّليان والطّبقة الرّاقية في المجتمع اللّيبيي.

ويخبرنا الكاتب أيضًا عن صعوبة الأوضاع الإقتصاديّة في تّسعينيّات القرن الماضي، وعن تغيّر الأوضاع الاجتماعيّة في الفترة الأخيرة وانتشار التّطرّف الديني.

ويقوم بما يشبه المقارنة السّريعة بين طبيعة العيش في تونس المنفتحة مقارنة بليبيا، ويشير إلى اضطرار يهود طرابلس إلى النّزوح منها بعد تغيّر المزاج العامّ للبلاد.[1]


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ ""خبزٌ على طاولة الخال ميلاد".. عبءُ الجندر في مجتمع محافظ!". 180post. 2024-03-14. Retrieved 2024-03-14.