حلم الغرفة الحمراء

(تم التحويل من Dream of the Red Chamber)
حلم الغرفة الحمراء
紅樓夢
Hongloumeng2.jpg
مشهد من الرواية، رسم شي باوژوان (1810–1873)
المؤلفتساو شوى‌چين Cao Xueqin
البلدالصين
اللغةالصينية
الصنفرواية، ملحمة عائلية
تاريخ النشر
القرن 18
نـُشـِر بالعربية
1868، 1892؛ 1973–1980 (أول ترجمة إنگليزية كاملة)
نوع الوسائطنسخ مكتوبة/مطبوعة
Zhongwen.svg هذه المقالة تحتوي على نصوص بالصينية.
بدون دعم الإظهار المناسب, فقد ترى علامات استفهام ومربعات أو رموز أخرى بدلاً من الحروف الصينية.
حلم الغرفة الحمراء
الصينية التقليدية紅樓夢
الصينية المبسطة红楼梦
Hanyu PinyinHóng Lóu Mèng

حلم الغرفة الحمراء (الصينية المبسطة: 红楼梦؛ الصينية التقليدية: 紅樓夢؛ پن‌ين: Hóng Lóu Mèng�)، وتسمى أيضاً قصة الحجر (الصينية المبسطة: 石头记؛ الصينية التقليدية: 石頭記؛ پن‌ين: Shítóu jì�)، ألفها تساو شوى‌چين، وتعتبر واحدة من الروايات الكلاسيكية العظيمة الأربعة الصينية. كتُبت في أواسط القرن 18 في عهد أسرة تشينگ. وتعتبر من روائع الأدب الصيني ومن المتفق عليه أنها من أعظم الأعمال الخيالية الصينية. وشكلت رواية "حلم القصور الحمراء" قمة الروايات الكلاسيكية الصينية من حيث الأسلوب والحيكة الفنية وتشكيل الشخصيات في ذن القارئ. قد صدرت الرواية بعدة لغات، منها الإنگليزية والكورية والإسپانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

كتب تساو شوى‌چين روايته تلك وهو شيخ عجوز، وفي ظل ظروف إقتصادية صعبة للغاية فى إحدى ضواحي بكين التى يسكنها الفقراء حيث أنجز 80 باب من هذه الرواية، ثم فارق الحياة قبل أن يُكملها.

قد ظل الأدب الصيني عموما مجهولا نسبيا بالنسبة للقراء العرب. فبسبب البعد الجغرافي ولكون اللغة الصينية صعبة جدا وغير منتشرة خارج الصين ، لم تُتح الفرصة لترجمة الأدب الصيني ونشره بين القراء العرب، ثم أن الصينيين أنفسهم يتحملون مسئولية عدم معرفة القاريء العربي بآدابهم. ولكن سبب تؤخر الصينيين في التوجه نحو القارىء العربي، مبرر نوعا ما، لأن الصين عموما كانت متخلفة اقتصاديا واجتماعيا ، وكان شغلها الشاغل هو دفع التنمية الاقتصادية في البلاد وانتشال الناس من هوة الفقر المدقع، ولذلك لا عجب أن يبقى الأدب الصيني مجهولا كل هذه الفترة.

يعتبر الصينيون هذه الرواية بالذات مدرسة أدبية واجتماعية، ويستعيرون كلمة "الحمراء" من عنوان الرواية ليطلقوا عليها اسم "المدرسة الحمراء" في التعريف بأحوال وعادات وتقاليد تلك الفترة من تاريخ الصين الطويل جدا. وفعلا، هناك الكثير من العبارات والصور البلاغية والأدبية والفنية المأخوذة من هذه الرواية، في الكتب والمقررات الدراسية في الصين.


الأسلوب الفني

غالبا ما تعكس أحلام القصور الحمراء وقائع الحياة اليومية وتلامس الشخصيات بالرموز والإيماءات، وتعطي هذه الرواية صورة دقيقة للمجتمع الصيني في تلك الفترة من تاريخ هذه الأمة، وهي الفترة المحصورة بين الأعوام 1644- 1911، حيث الصراعات العنيفة الدامية بين أبناء الأسر الملكية للمطالبة بهذا العرش أو تلك المقاطعة ، الأمر الذي أنعكس بصورة أو بأخرى على عموم المجتمع. وهذه الرواية مرآة تعكس العادات والتقاليد والأخلاق، خاصة احترام كبار السن في العائلة، والمعتقدات والتأثيرات الدينية،وأهمية التعليم والثقافة، وأسرار تلك الفترة، وكيف كان الناس يحصلون على الوظائف وألقاب الشرف والتكريم الإمبراطوري، وكيف كان نبلاء القوم يتوارثون مناصبهم وكيف يحافظون عليها أو يفقدونها.

والملاحظ في هذه الرواية أن الكاتب يضع عناوين فصول حكاياته بإسلوب المقطعين الطويلين نسبيا، مثل عنوان الفصل السادس " موهبة أدبية تُختبر بتأليف كلمات لتنقش في حديقة المناظر الرائعة"، وهذا العنوان المكون من جملتين طويلتين غير مألوفتين في العناوين، يجعل الأحداث تتدفق مثل نهر ينساب بهدوء بما يأسر القارىء ويجعله مسحورا بعالم خيالي يموج بين الحلم والحقيقة.

يروي كاتب الرواية الأحداث بشكل شيق جدا ويرسم الشخصيات بواقعية فريدة ووصف تحليلي دقيق ويتخذ من تدهور أسرة نبيل إقطاعي كبيرة خلفية لها، وتدور الأحداث بشكل يجعل القارىء مشدودا إليها ويتابع فصولها دون ملل أو تفكير بتركها ولو لفترة قصيرة. وهذا ما شعرت به فعلا عند قراءتى الأولى لها، حيث أبهرتني العبارات الجميلة والوصف الدقيق للشخصيات والأحداث، وكذلك أسلوب الكاتب الدقيق وطريقة ربطه لمجريات الأحداث ولترابط الفصول.

تركز الرواية على شخصيات اجتماعية عديدة ولكن هناك ثلاث شخصيات حظيت بتركيز أكبر ألا وهى شخصية جيا باو يوى، وهو ابن النبيل الإقطاعي الذي توارث اللقب والمهنة والجاه من أسلافه، ولكن هذا الولد رغم تميزه بالذكاء والفطنة والموهبة، لم يكن يرضي أباه الذي كان غالبا ما يوبخه على أمل أن يتطور للأفضل بما يضمن شرف وسمعة العائلة، ولكن اتجاهات الابن سارت بشكل لم ترق لأبيه. أما الشخصية الثانية فهي الفتاة داي يوى، ابنة خالة الفتى جيا باو يوى ، والمتميزة بالجمال والرقة والأدب والحساسية المفرطة، ولكنها مُعتلة الصحة ويتيمة فقدت أمها وهى صغيرة فتكفلها أبوها بالرعاية والحنان والتربية المميزة التي جعلتها مختلفة عن بقية الفتيات في عمرها. والشخصية الثالثة المحورية في هذه الرواية هي الفتاة باو شاى المتميزة هي الأخرى بالجمال وبحسن الطالع وملائمة برجها مع برج جيا باو يوى.

ينسج كاتب الرواية قصة حب مشبوب بين جيا باو يوى وابنة خالته داى يوى، ومن خلال هذه القصة نلمس موهبة فنية بديعة ومستوى أدبي عال، ونقرأ عبارات غاية في الجمال والدقة والشفافية في وصف المشاعر والشخصيات وخلجات النفس وكذلك الجمال الأنثوي الشرقي المميز، حيث تأخذنا هذه الرواية لنعيش في ذلك الزمن ونحس بعاداته وتقاليده وشخصياته ومشاعرهم حلوها ومرها،ونرى عبر عين كاتب الرواية ذلك الجمال الشرقي وروعة مشاعر الحب غير المقيدة بزمان أو مكان.

ومما لا شك فيه أن هذه الرواية جديرة جدا بالقراءة ، ومن المؤكد أن جمال الوصف ودقة التعابير وروعة الأحلام والوقائع ستجعل القارىء مشدودا أليها.

ملخص الرواية

 
قطعة من سلسلة من اللوحات التي رسمها بفرشاة فنان أسرة تشينگ، سون ون (1818–1904)، وتصور منظراً من الرواية.

تعطي الرواية صورة دقيقة للمجتمع الصيني في تلك الفترة المحصورة بين الأعوام 1644- 1911، حيث الصراعات العنيفة الدامية بين أبناء الأسر الملكية للمطالبة بهذا العرش أو تلك المقاطعة، الأمر الذي انعكس بصورة أو بأخرى على عموم المجتمع. [1]

كما تعكس العادات والتقاليد والأخلاق، خاصة احترام كبار السن في العائلة، والمعتقدات والتأثيرات الدينية،وأهمية التعليم والثقافة، وأسرار تلك الفترة، وكيف كان الناس يحصلون على الوظائف وألقاب الشرف والتكريم الإمبراطوري، وكيف كان نبلاء القوم يتوارثون مناصبهم وكيف يحافظون عليها أو يفقدونها، إلى جانب تشكيلة من الشخصيات المتنوعة من الطبقة الكادحة، كقرويات مسنات الى الخدم وفناني مسرحيين، كما تضمنت وصف دقيق للمراسم والاحتفالات في المجتمع الصينى وممارسات العمل وغرس الأزهار والأشجار للمواطنين العاديين والطب والتنجيم والكثير الكثير من تفاصيل صغيرة الى جانب الحوادث الكبرى فى تاريخ الصين بتلك الفترة الزمنية، كما تصور بدقة ما أصاب المجتمع الصينى من فساد وغيره من امراض اجتماعية ستمهد الارضية للتحولات التى سيمر بها الصين بدأ من الحرب الأهلية والثورة الشيوعية ومراحلها الدموية، كل هذا من خلال استعراض قصة حب رقيقة وساحرة بين (جيا باو يوى وابنة خالته داى يوى) البطلين الرئيسيين في الرواية الطويلة، وقد وصل عدد الشخصيات فى هذه الرواية الطويلة الى اكثر من 400، حيث يظهر(تساو- شيويه -تشين) فهم دقيق وعميق النساء وخاصة الأحوال النفسية وعالم المشاعر المعقدة والحساسة للشابات.

وكشف في الرواية آمالهن في الحياة وخاصة تطلعاتهن للحب وأظهر الأبعاد الإنسانية الوافرة والعميقة وفي نفس الوقت عبر عن تقييد وتأثير البيئة والمجتمع عليهن مما أبدع سلسلة من الصور الفنية.

مقتطفات من الرواية

الصورة الأولى: رباعية شعرية

رباعية شعرية سائدة في تلك الفترة تصف ليلة مقمرة:[2]

"في الليلة الخامسة عشرة يصبح القمر بدرا مكتمل البهاء،

يغمر الدرابزينات اليشمية بنوره الساطع.

وفيما كرته المتألقة تسبح في السماء،

يفتتن أهل الأرض بمنظره الرائع."

الصورة الثانية: وصف جيا باو يوى

" وما كادت الكلمات تخرج من فمها حتى سُمِع وقعُ خطوات في الفناء، ثم دخلت خادمة تعلن عن وصول باو يوى.

كان يلبس إكليلا من الذهب مرصعا بالجواهر، وزينة ذهبية للجبين على شكل تنينين يقتتلان على لؤلؤة. وكانت سترته الحمراء الخاصة بالرمي الموشاة بالفراشات والأزهار الذهبية والفضية مشدودة بحزام حرير ملون من أحزمة القصر ذي شراريب. وفوقها لبس رداء مهدبا فيروزي اللون من الساتان الياباني مع نموذج بارز من الأزهار في ثماني مجموعات. أما حذاؤه العالي الساق والخاص بالبلاط فكان من الساتان الأسود بنعل أبيض.

كان وجهه متألقا كالبدر في عيد منتصف الخريف، تلوح عليه نضرة أزهار الربيع وقد بللها الندى. وكان سالفاه محددين فوق صدغيه كأنما قطعا بسكين. أما حاجباه فكانا أسودين كأنما طليا بالحبر، ووجنتاه حمراوان مثل زهر الدراق، وعيناه تلتمعان كمويجات الخريف. يبدو مبتسما حتى وهو غاضب، وفي نظرته دفء حتى وهو متجهم الوجه.

ولبس في عنقه طوقا ذهبيا بشكل تنين وسلسلة حريرية بخمسة ألوان تدلت منها قطعة جميلة من اليشم.

كان شعره القصير ذو الضفائر الصغيرة المربوطة بشريط من الحرير الأحمر قد شد إلى قمة رأسه، وجدل في ضفيرة واحدة غليظة سوداء لامعة مثل اللك الأسود، ومزينة بأربع لآلئ كبيرة، علقت بها حلى ذهبية مرصعة بثماني مجوهرات نفيسة. أما معطفه ذو الأرضية الحمراء البراقة، ويحمل تشكيلة أزهار متناثرة، فلم يكن جديدا. وكان ما يزال يلبس الطوق على عنقه وقطعة اليشم الثمينة وتميمة على شكل قفل تحمل اسمه البوذي، وتعويذة حظ. وفي الأسفل يمكن أن يلمح سروال من الساتان المزهر، لونه أخضر فاتح، وجورب أسود منقط مزركش الحواشي، وحذاء قماشي بنعل سميك.

وبدا وجهه جميلا كأنه طلي بالمسحوق، وظهرت شفتاه حمراوين كأنما مُسِحتا بأحمر الشفاه. وكانت نظرته مفعمة بالعاطفة، وكلامه تزينه الابتسامات. أما جماله الطبيعي فبدا أكثر ما بدا في حاجبيه، ذلك أن عينيه قد تألقتا بعالم من الأحاسيس والمشاعر. لكن على الرغم من ذلك فإن من الصعب التنبؤ بما يكمن خلف مظهره الفاتن هذا."


الصورة الثانية: وصف لداي يوى

الصورة الثانية: وصف لداي يوى، الشخصية المحورية الثانية في الرواية

" كان حاجباها المقوسان القاتمان معقودين لكنهما غير مقطبين، عيناها الناطقتان قد جمعتا بين المرح والحزن، وفي ضعفها تكمن الفتنة. كانت عيناها تتألقان بالدمع، وكان تنفسها رقيقا ضعيفا. وفي هدوئها كانت كزهرة جميلة قد عكس خيالها في الماء. وفي حركتها بدت وكأنها غصن صفصاف رقيق يتمايل في الريح. لقد كانت أشد إرهافا في أحاسيسها من بى قان(1) وأكثر رقة من شى شى(2)."

الصورة الثالثة: وصف لباو تشاي

" كانت باو تشاى جالسة على سرير الكانغ تخيط. وكان شعرها الأسود اللامع معقودا عند قمة رأسها. وكانت تلبس سترة محشوة عسلية اللون وصدرية وردية اللون مبطنة بفرو السرعون من اللون الأبيض كالثلج وتنورة حريرية صفراء بلون الكراث. ولم تكن ثيابها بالغة الجدة، ولم يكن فيها ما يلفت الأنظار. أما شفتاها فقد اكتستا بحمرة طبيعية، وحاجباها الأسودان القاتمان لم يحتاجا إلى قلم التخطيط ، ووجهها بدا كقرص فضي، وعيناها كلوزتين سابحتين في الماء. قد يعتقد بعض الناس أنها صموتة قليلة الكلام لتخفى بلاهتها. لكنها كانت حذرة مُعتدة بنفسها، مفتخرة ببساطتها."

الصورة الرابعة: وصف لثلاث فتيات

" كانت الأولى ممتلئة الجسم متوسطة الطول. لها وجنتان محمرتان كثمر الليتشى الناضج، وأنف أملس كدهن الإوز. وقد جعلها لطفها واحتشامها مقبولة مستأنسة.

والثانية لها كتفان منزلقان وخصر رقيق. وهي طويلة ممشوقة بوجه بيضاوي وحاجبين دقيقين وعينين جميلتين تفيضان بالحيوية.

وكانت أنيقة حاضرة الذهن، تبدو عليها مظاهر الأبهة. فإذا نظرت إليها لا بد أن تنسى كل ما هو مبتذل.

أما الثالثة فلم تكن قد نضجت بعد، إذ ما يزال وجهها طفوليا.

وثلاثتهن قد لبسن بلوزات وتنانير متشابهة، وتحلين بنفس الأساور وحلى الشعر."

الصورة الخامسة: وصف لمظهر سيدة صينية من تلك الفترة

" كانت عصابة شعرها المزركشة بالذهب مرصعة بالجواهر واللآلئ، ودبابيس شعرها المتخذة شكل خمس عنقاوات تواجه الشمس وتلتقط بمناقيرها سلاسل متدلية من اللآلئ. وكان طوق عنقها المصنوع من الذهب الصافي مصاغا على شكل تنين ملتو، مرصع بالأحجار الكريمة. وكانت تلبس حلية من اليشم تدلت منها على تنورتها شراريب حريرية خضراء.

أما معطفها المصنوع من الأطلس الأحمر الشديد الملاءمة لقوامها الرشيق فكان مطرزا بفراشات وأزهار ذهبية. وكابها الفيروزي المبطن بفرو سنجاب أبيض قد خالطته تصاميم من الحرير الملون. وتنورتها المصنوعة من الكريب الأخضر المائل إلى الزرقة قد اشتملت على أشكال مختلفة من الأزهار.

وكان لها عينان لوزيتان كعيني العنقاء وحاجبان مقوسان طويلان متدليان كأوراق الصفصاف. وكانت هيفاء القد خفيفة الروح مفعمة بالحيوية. أما فتنة الربيع المطلة من وجهها المطلي بالمسحوق فلم تترك أي إشارة إلى ما تنطوي عليه شخصيتها من رعب. وقبل أن تنفرج شفتاها القرمزيتان انطلقت الضحكات من فمها مجلجلة."


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصورة السادسة: وصف رائع جدا لحورية

" بعد أن اجتازت أشجار الصفصاف راحت تخطر بين الأزهار. فجفلت لاقترابها العصافير داخل الفناء، وسرعان ما انعكس ظلها على الرواق. أما اردانها الجنية المرفرفة بها فقد أطلقت عبيرا ذكي الرائحة من عبير المسك ونبات السحلبية. ومع كل حفة في ثنايا ثيابها النيلوفرية ترن حليها اليشمية.

ابتسامتها المصحوبة بغمازة على خدها مثل زهرة الدراق في الربيع. وشعرها المجمر على القفا، والجامع بين الزرقة والسواد، كركام من السحب. أما شفتاها فمثل كرزتين، ونفسها ينبعث عذبا من بين أسنانها الشبيهة بحب الرمان.

تثنى خصرها الرقيق كالثلج المحوم في الريح. لؤلؤها وزمردها يبهران العيون، وكلون فرخ الإوز ذلك الرسم على جبينها.

تدلف بين الأزهار ولا تلبث أن تخرج، مرة مغيظة وأخرى متألقة، وتطلق على سطح البحيرة بخفة كأنها تطير.

حاجباها الشبيهان بالفراشة معقودان، لكن ابتسامة تكمن فيهما، وتنفرج شفتاها للنطق دونما صوت ينبعث منهما. وهي تنزلق بسرعة على قدمين من اللوطس، وتتوقف فتبدو كأنها ترفرف استعدادا للطيران.

مزاجها ناصع كالثلج لا تشوبه شائبة، وناعم كذلك نعومة اليشم. وفاخر لباسها بتصاميم رائعة. وحلو وجهها مفعم بالشذا ومرصع باليشم، وتسلك مثل عنقاء أو تنين في طيرانه.

وماذا عن بياضها؟ إنه كزهر البرقوق في الربيع يومض وسط الثلج. ونقائها؟ مثل نبات السحلبية وقد كساه الصقيع. وهدوئها؟ كشجرة صنوبر في واد معزول. وجمالها؟ كغروب الشمس وقد انعكس في ماء بركة شفاف. ورشاقتها؟ كتنين يتحرك في جدول متعرج. وروحها؟ كنور القمر يلمع فوق نهر متجمد.

ستشعر شى شى لمرآها بالخزي، ويتورد وجه وانغ تشيانغ(1) خجلا. أين هذه الأعجوبة ولدت؟ ومن أين جاءت؟

من المؤكد أنه لا نظير لها في بلاد الجن، ولا نِدّ لها في بلاط السماء الأرجواني.

من يمكن أن تكون هذه الفاتنة؟."

الصورة السابعة: وصف لمكان يهيىء لاحتفال بعيد تقليدي

" ها هو ذا عيد الفوانيس على الأبواب. في اليوم الثامن من الشهر الأول حضر الخصيان من القصر لمعاينة الحديقة والمقاصير التي فيها ستبدل محظية الإمبراطور ثيابها، وتجلس مع أسرتها، وتتلقى فيها مراسم الولاء والطاعة، وتقيم لها المأدبة، وتخلد للراحة. والخصي المسؤول عن الأمن عيّن كثيرا من الخصيان الصغار حراسا عند المداخل ذات الحُجُب والستائر، المفضية إلى حجرات الاستراحة. وقدمت توجيهات مفصلة إلى كافة أفراد الأسرة تحدد الأماكن التي يجب أن ينسحبوا إليها، والمكان الذي يجب أن يركعوا فيه، ويقدموا الطعام، أو يقوموا بالتبليغات- وجميع المراسم الصارمة يجب أن تُراعى. وفي الخارج تولى ضباط من وزارة الأعمال ورئيس حرس العاصمة الإشراف على تنظيف الشوارع وإخلائها من المتسكعين. وأشرف جيا شه على مراقبة الفنانين في صنع فوانيس الزينة والألعاب النارية، وفي اليوم الرابع عشر كان كل شيء جاهزا، لكن لا أحد، كبير الشأن أو صغيره، غمض له جفن في تلك الليلة.

قبل بزوغ فجر اليوم التالي كان جميع أصحاب المراتب الرسمية من السيدة الأرملة إلى من دونها في زيهم الرسمي التام. وفي مختلف أنحاء الحديقة انتشرت الستائر والحجب المزخرفة بتنانين تتراقص وطيور عنقاء تحلق، وأخذت حلى الذهب والفضة تلتمع، والمجوهرات والأحجار الكريمة تتلألأ. وأشعلت عيدان البخور المتعددة الأصناف على الحوامل البرونزية الثلاثية القوائم، وملئت المزهريات بالأزهار النضرة. وساد المكان سكون لم تقطعه همسة هامس."

وهذا مجرد غيض من فيض من صور الوصف الرائعة جدا والجمل الأدبية الثرية ببلاغتها وحسن صياغتها وسبكها، والتي تأخذنا إلى عالم بديع فى ((أحلام القصور الحمراء)).

وإذا أحببت عزيزى القارىء، معرفة المزيد عن عالم القصور الحمراء، بأحلامها وواقعها، فما عليك إلا أن تحصل على نسخة من هذه الرواية التى ستطبعها قريبا (دار النشر باللغات الأجنبية في بكين)، وستجد متعة لا تضاهى وأنت تبحر في عالم بديع في الصين الشرقية الساحرة.



الشخصيات

 
A Qing Dynasty woodcut print depicting a scene from the novel, 1889
 
A scene from the story, painted by Xu Baozhuan


 
Qingwen


الإصدارات والتحديات النصية

نقد وتأثيرات على الأدب حديث

اقتباسات

جرى تحويل هذه الرواية الى عمل مسرحى موسيقى قام بوضع الموسيقى الموسيقار سو كونگ]]، قدم للمرة الأولى عبر فرقة بكين للرقص فى عام 2004 فى باريس خلال الاحتفال الرابع لمسابقة اللوتس للرقص بالصين ونال اشادة الجمهور والخبراء، استغرق انتاج هذا العمل الفنى ثلاث سنوات لفرقة بكين للرقص، ويشارك فيه 90 عارض وعارضة من الفرقة فى أربعة فصول على مدار 90 دقيقة، يمتزج فيها الخط والنسق الدرامى مع فنون السيرك الاستعراضية والأكروبات التى اشتهرت بها الصين ، حيث أعتمد الموسيقار سو كونگ على النمط التقليدى الصينى.


ترجماتها واستقبالها في الغرب

الهوامش

المصادر

عامة وتمهيدية

  • C.T. Hsia, Ch VII, "The Dream of the Red Chamber," in The Classic Chinese Novel: A Critical Introduction (1968; rpr. Ithaca, NY: East Asia Program, Cornell University, Cornell East Asia Series, 1996. ISBN 1885445741), pp. 245–297..
  • Schonebaum, Andrew; Lu, Tina (2012). Approaches to Teaching the Story of the Stone (Dream of the Red Chamber). New York: Modern Language Association of America. ISBN 9781603291101. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Anthony Yu, "Dream of the Red Chamber," in Barbara Stoller Miller, ed., Masterworks of Asian Culture (Armonk, NY: M.E. Sharpe), pp. 285–299.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دراسات نقدية

  • Levy, Dore J. (1999). Ideal and Actual in the Story of the Stone. New York: Columbia University Press. ISBN 0231114060. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Zaifu Liu, Yunzhong Shu, Reflections on Dream of the Red Chamber (Amherst, N.Y.: Cambria Press, 2008).
  • Andrew H. Plaks, Archetype and Allegory in the "Dream of the Red Chamber" (Princeton, NJ Princeton University Press, 1976). Reprinted: (Ann Arbor: U.M.I. Books on Demand, Reprint, 1993).
  • Shih-Ch'ang Wu, On the Red Chamber Dream: A Critical Study of Two Annotated Manuscripts of the 18th Century (Oxford: The Clarendon Press, 1961).
  • Chi Xiao, The Chinese Garden as Lyric Enclave: A Generic Study of the Story of the Stone (Ann Arbor, MI: Center for Chinese Studies Publications, 2001).
  • Yu, Anthony C. (1997). Rereading the Stone: Desire and the Making of Fiction in Dream of the Red Chamber. Princeton, N.J.: Princeton University Press. ISBN 0691015619. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Ruchang Zhou, Edited by Ronald R. Gray, Mark S. Ferrara, Between Noble and Humble: Cao Xueqin and the Dream of the Red Chamber (New York: Peter Lang, 2009). Translated by Liangmei Bao and Kyongsook Park. ISBN 978-1-4331-0407-7 Google Book (link)

وصلات خارجية

Chinese Wikisource has original text related to this article:
Chinese Wikisource has original text related to this article:
الكلمات الدالة: