كلية القيادة والأركان العامة للجيش الأمريكي

(تم التحويل من Command and Staff College)

كلية القيادة والأركان العامة للجيش الأمريكي U.S. Army Command and General Staff College (USAC&GSC) في فورت ليڤن‌ورث، كانزس هي منشأة تابعة للجيش الأمريكي تعمل كمدرسة عليا للقوات المسلحة الأمريكية والزعماء العسكريين الأجانب. وقد أسسها في الأصل عام 1881 كمدرسة للمشاة و الفرسان وليام تكومسه شرمان.[1]

كلية القيادة والأركان العامة للجيش الأمريكي
U.S. Army Command & General Staff College
LeavenworthCrest.jpg
درع USAC&GS
نشطة1881-الحاضر
البلدالولايات المتحدة
الولاءفدرالي
مقر الحاميةفورت ليڤن‌ورث، كانزس
القادة
القائد
الحالي
لت. جنرال وليام كالدويل، الرابع

سار تطوير الكلية بالتوازي مع ازدياد المهنية في الجيش الأمريكي، حتى وصلت شكلها الحالي في أعقاب حرب ڤيتنام.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مهمة الكلية

كلية القيادة والأركان العامة للجيش الأمريكي تعلم وتربي قادة لكامل طيف العمليات المشتركة متعددة الهيئات ومتعددة الجنسيات؛ وتعمل كعامل رائد لبرنامج تطوير القادة في الجيش الأمريكي؛ وتروج لفن وعلم مهنة القتال لدعم متطلبات عمليات الجيش.[2]


العقيدة العسكرية

تعتبر المؤسسة العسكرية الاميركية من أكثر المؤسسات التي تقاوم التغيير، ولكن التغييرات اصبحت جذرية فيها خلال السنوات الماضية مع خوض الولايات المتحدة حربين، الاولى في افغانستان طولها اكثر من 7 اعوام والثانية في العراق طولها اكثر من 5 اعوام، من دون نهاية منظورة. ومنذ حرب فيتنام، التي انتهت عام 1975، جهز الجيش الاميركي نفسه لـ«الحرب الباردة»، التي شهدت مشادات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في دول عدة وتحت تسميات مختلفة. وعلى الرغم من عمليات عسكرية متفرقة، لم يخض الجيش الاميركي حرباً برية طويلة منذ ذلك الحين حتى حرب افغانستان وعلى صعيد اكبر حرب العراق، مما جعل العقيدة العسكرية الاميركية بحاجة الى مراجعة وتطوير لتتناسب مع الواقع الجديد. وتعتبر نظريتان هما حجر الاساس في العقيدة العسكرية الجديدة، الاولى تؤكد عدم خوض الولايات المتحدة حرباً بمفردها من جديد والثانية، والاكثر اثارة، هي اعتبار الجيش الاميركي عملية استقرار منطقة النزاع بنفس اهمية شن الحرب، دفاعية كانت أم هجومية. وأكد قائد «مركز الاسلحة الموحد للجيش الاميركي» الفريق وليام كولدوِل أن الجيش الاميركي «لن يخوض حرباً بمفرده» مرة ثانية، مشيراً الى التزام الجيش الاميركي بخوض الحروب مع «دول حليفة» من جهة ومع اجهزة حكومية اميركية مختلفة من جهة اخرى. ويعمل كولدوِل على ترسيخ تعاون المؤسسات الاميركية الاخرى في عمل الجيش كجزء اساسي من تعديل العقيدة العسكرية وفتحها بشكل اوسع للتنسيق مع جهات مختلفة.[3]

شرح كولدويل تفاصيل تغييرات جذرية في العقيدة العسكرية الاميركية لـ«الشرق الاوسط» في لقاء خاص في منزله وسط معسكر «فورت ليفنورث» الذي يعتبر «المركز الثقافي» للجيش الاميركي والذي تنبعث منه اهم الافكار العسكرية والاستراتيجية التي تحدد الحملات العسكرية التي تخوضها الولايات المتحدة. ويشرف كولدويل الآن على «كلية القيادة والاركان العامة» و17 كلية ومركز تدريب أخرى، وهو المنصب الذي كان يشغله الجنرال ديفيد بترايوس قبل تسلم منصب قيادة القوات المتعددة الجنسية في العراق. ويذكر ان قبل تعيين كولدويل لهذا المنصب، ركز بترايوس على تفعيل عمليات مكافحة التمرد في العراق، وهي المسيرة التي طورها كولدويل بادخال برامج جديدة تعتمد على الوعي الثقافي لمواجهة التمرد المحلي. وإذا كان بترايوس قد اشتهر بسبب تطويره العقيدة العسكرية لتشمل مكافحة التمرد والقتال البري، فستتذكر الاجيال القادمة من العسكريين تطوير كولدويل لنظريتين رئيستين هما ضرورة ادراج المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الاميركية في عمل الدفاع عن الولايات المتحدة وخوض الحروب المستقبلية التي ستعتمد على «عمليات الاستقرار» التي تلحق الحروب. وشرح كولدويل: «مهمة الجيش هي ان تحارب وتكسب حروب وطننا، ونعلم اننا سنربح كل معركة بين جيشين في المستقبل، وهذا أمر نعلمه ولكن نعلم ان بمفردنا لن نربح السلام وعلينا ان نكسب السلام، وهذا ما نحتاج باقي دوائر الحكومة له». وأضاف: «لدينا أفضل جيش في العالم، لديه قابليات تدميرية رهيبة ولكن يجب ان تكون لدينا قابليات اعمارية ايضاً»، موضحاً: «نكسب السلام من خلال عمليات الاستقرار». ونشرت في فبراير (شباط) الماضي أول وثيقة اساسية لوضع اطار للعقيدة العسكرية الاميركية منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. ويشمل الكتيب الذي يحمل اسم «اف ام 3.0» افكاراً عسكريةً بلورها كبار المفكرين في الجيش الاميركي، من بينهم بترايوس وكولدويل. ومن بين التعديلات التي وردت في الكتيب تغييرات حول دور الجيش في «الامن الوطني» للولايات المتحدة بالاضافة الى شرح «دعم العمليات المدنية» في الولايات المتحدة وخارجها. ويركز الكتيب على استخدام المعلومات والاعلام كسلاح في الحروب التي يخوضها الجيش. وتحدث كولدويل بثقة وعزيمة بأن الجيش الاميركي لن يخوض حرباً مرة ثانية من دون حلف قوي من الدول «الصديقة»، موضحاً: «لقد فهمنا ذلك منذ وقت ولكن لم نحتضن هذه الفكرة كلياً حتى اليوم، فنعلم اليوم اننا لن نقوم بعمل بمفردنا، سنعمل على مشاركة حلفائنا دائماً، بغض النظر من سيكونون في ذلك الوقت وفي أية بقعة من الارض». وكانت الولايات المتحدة حريصة على بناء تحالف لخوض حرب الخليج الثانية عام 1991 وبعدها في افغانستان والعراق. وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة تتحمل العبء الاكبر في العمليات العسكرية، فعلى سبيل المثال القوات الاميركية تمثل 93 في المائة من القوات الاجنبية في العراق، إلا ان واشنطن مازالت متمسكة بتحالف «القوات المتعددة الجنسية». ويشرح كولدويل: «التحالف في غاية الاهمية، لا نريد القيام بعمليات عسكرية بمفردنا حول العالم، نأمل ان تكون هناك دول اخرى تشاركنا مصلحة فعل الخير حول العالم». وضرب مثالا على مزايا التحالف، قائلا: «عندما كنت في العراق، زرت اليابانيين الذين لم يريدوا ان يشاركوا في العمليات الحربية، لكنهم قدموا الدعم المالي واللوجتسي وقاموا بعمل ممتاز»، مضيفاً: «يمكن لكل واحد ان يقدم ما هو مختص به، لا نتوقع ان يقوم الكل بما نفعله نحن». ولقد اصبحت عمليات اعادة الاعمار والبناء جزءا من عمل الجنود الاميركيين، بالاضافة الى جنود آخرين من العراق وافغانستان وبريطانيا وغيرهم، تأتي ضمن جهود «عمليات الاستقرار» (كتيب 3.07). وحصلت «الشرق الاوسط» على نسخة من مسودة مقال خاص بـ«عمليات الاستقرار» التي سينشرها كولدويل نهاية هذا الصيف لتوضيح نظريته حول شمل الدوائر الحكومية الاميركية الاخرى بعمل الجيش في المهمات العسكرية للمساعدة في هذه العمليات. ولأول مرة تكشف تفاصيل هذا التطور في العقيدة العسكرية الاميركية التي تستوجب ضرورة مشاركة عناصر مدنية في عمل الجيش، وتحت قيادة الجيش. وقال كولدويل: «كتيب 3.07 يوضح كيف يمكن للجيش الاميركي ان يقوم بعمليات استقرار مع الحكومة الاميركية»، موضحاً: «نجري لقاءات تعاونية مع (ممثلين عن) كل الحكومة، فنريد كل الفاعلين في الحكومة الاميركية ان تكون مشمولة في هذه العمليات، بالاضافة الى ممثلين عن القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية». وأضاف: «لا توجد آلية في بلدنا حالياً تجمع كل الاطراف لكتابة كتيب حول هذه القضية، فقررنا ان نقوم بهذه المهمة»، موضحاً: «18 طرفا يساعدوننا بصياغة هذا الكتيب الذي سيكون شاملا واكثر كتيب نسقنا مع جهات واسعة على انجازه». ويواجه الجيش الاميركي، وخاصة كولدويل، مهمة تدريب القادة العسكريين والمدنيين على فكرة التنسيق المباشر في الحروب والنزاعات المستقبلية. وشرح كولدويل: «لن يعمل الجيش بمفرده من دون كل الحكومة الاميركية في المستقبل»، لكنه اضاف ان التحدي الآن هو «تدريب قيادتنا العسكرية والمدنية للتفكير جدياً بالعمل سوياً». وتجربة الجيش الاميركي في «اعادة الاعمار» او القيام بأعمال مدنية ليست جديدة، فكانت مطلوبة منه في باناما وهايتي والبوسنة والهرسك قبل الحروب ما بعد 11 سبتمبر. وقال كولدويل: «لقد اضطررنا لفعل ذلك منذ سنوات ولكن لم ننجح بوضع التعليمات خطياً أو ادخالها بشكل مؤسساتي في تدريبنا، وهذا ما نفعله في فورت ليفنورث». وتعتبر اخفاقات الولايات المتحدة في العراق بعد حرب 2003 وعدم الاسراع في اعادة الاعمار وكسب الشعب العراقي الى جانبها من اكثر العوامل التي دفعت الجيش الاميركي الى اعادة النظر في طريقة عمله. وشرح الرقيب اول فيليب جوندرو، وهو من المقربين لكولدويل في فورت ليفنورث، انه شارك مع وحدة في تعلم مهارات مثل «تأسيس مصفاة مياه وجمع النفايات. ونريد ان نعرف كيف نقوم بهذه الاعمال»، موضحاً: «هناك الكثير من الجنود الذين لديهم خبرات من حياتهم العامة يمكنهم استخدامها في حياتهم العسكرية، كما يمكنهم استخدام ما يتعلمونه في الجيش في حياتهم اللاحقة». واكد ان هناك «قبولا عاما في الجيش بهذه المهام». واقر بأن هناك «صورة معينة يدخل الجندي الجيش بها عن مهامه، لكن مع تعلم هذه المهارات الجديدة يفهم بأن العمل يشمل جوانب كثيرة الآن قد يكون لا يفهمها».

 
فانوس العِلم العسكري، شعار الكلية العسكرية في فورت ليفنورث

وضمن الاستعدادات لإعطاء عمليات الاستقرار الاولوية، يستعد الجيش الاميركي لتخصيص وحدتين عسكريتين من الحرس الوطني مختصتين بالزراعة. وشرح كولدويل: «سنعمل على استقطاب وتجنيد الذين لديهم خبرة زراعية للوحدتين لتكون مهمة الجنود اعمارية ولبناء القابلية الزراعية لدى المزارعين في العراق أو افغانستان أو أي مكان آخر». وأضاف: «البعض في الجيش قد يقولون اننا انتهجنا هذا النهج منذ الاول، ولكن لم نحتضن هذه الافكار من صلبها». ولا يتأخر القادة العسكريون في الاعتراف بأن التغييرات التي تجري على الجيش الاميركي تأتي من «الدروس» التي تعلمها الجيش من الحرب في العراق. وقال جندرو، الذي خدم في العراق 42 شهراً واطول فترة قضاها أي جندي في العراق منذ حرب 2003: «بالتأكيد انها من الدروس التي تعلمناها»، ليضيف كولدويل: «لا يوجد هناك شك بأننا لم نعمل بشكل جيد بعد انتهاء الهجوم البري» في العراق. وتابع: «الخطط التي رسمناها بعد الغزو كانت مبنية على ان تقوم بها جهة اخرى ويمكن لنا مناقشة ما حدث لفترة كبيرة ولكن كلنا نعلم انه كان من الممكن تزويد عدد اكبر من القوات البرية لتوفير الامن بعد الغزو ولن تكن هناك خطة اقتصادية لمساعدة العراقيين».

ويعمل كالدوِل اليوم على تثبيت مبادئ الانفتاح الخارجي والاحترام الثقافي كعوامل تضمن قوة الولايات المتحدة في العالم ومركزها. ويشرح كولدويل في كتيب «اف ام 3.07» الذي يشرف على كتابته مع العقيد ستيف ليونارد، ان «تحالف وثقة الشعوب ستكون الفاصل النهائي لتحديد النجاح» في الحروب المقبلة، وبناءً على ذلك ستصبح عمليات «الاستقرار»، وما يعرف عادة بـ«اعادة الاعمار»، المفصل الجوهري في كسب تأييد الشعوب. وينتقد كولدويل في مقال ينشره الشهر المقبل في مجلة «العرض العسكري» استراتيجية وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رمسفلد «الصدمة والترويع» عند العراقيين من خلال العمليات العسكرية تدفعهم للاستسلام. ويقول كولدويل: «واجهنا شعبا لن نصدمه بانتصارنا ولن نثير الرهبة لديه بوجودنا»، مضيفاً: «لقد فشلنا بحقهم بطرق مختلفة». ويعد الجيش الاميركي نفسه لمحاربة اعداء مختلفين من حيث المصدر وطريقة الحرب. ويشمل كتيب «اف ام 3.0» صفحات عدة حول الاستعداد لحروب طويلة ولأسباب عدة، منها التغيير المناخي والحاجة للغذاء. وقال كولدويل: «لا يوجد عدو معين يشغلنا، بل هناك تهديدات غير متناسقة وعادة من مجموعات غير حكومية، الذين يهدفون فقط لإحداث الفوضى وخلخلة الدول، هذا هو التهديد الاكبر لنا». وأكد كولدويل: «يجب ان تكون لدينا دائماً القابلية على خوض عمليات عسكرية كبرى ولن نخسر هذه القابلية بل سنتمسك بها، ولكن يجب الا نركز على ذلك فقط». واضاف: «بعد الحرب الفيتنامية كنا افضل جيش في مكافحة التمرد في العالم، ولكن وضعنا كل ما تعلمناه على الرف وركزنا على التهديد السوفيتي لعشرين عاماً»، معتبراً ان «التهديد من عناصر المتمردين سيبقى لفترة طويلة وعلينا كجيش اميركي تعلم كيفية الرد على ذلك، ومساعدة جيوش دول اخرى عندما تطلب مساعدتنا». ولفت الى ان «بعض هذه العناصر ستكون من داخل بلادنا وعلينا الاستعداد لها ايضاً». ويحاول كتيب «اف ام 3.0» رسم الخطط العسكرية الاستراتيجية على مدار الربع قرن المقبل، مما جعله من الضروري الالتفات لقضايا مثل التغيير المناخي ومشاكل الغذاء. وحديث كولدويل عن المستقبل شبيه بحديث ساسة واكاديميين، قائلا: «نخطط لفترة الـ15 الى 25 عاماً المقبل، ولا يوجد شك بأن الفترة المقبلة ستشهد فجوة اكبر بين الاثرياء والفقراء في العالم، كما ستزداد اعداد الدول الضعيفة. الاوضاع ستكون اكثر تحدياً بدل من ان تتحسن». وأضاف: «بعض الدول ستعاني من الفجوة بين الاثرياء والفقراء واذا لم تكن حذرة سيؤثر ذلك على استقرارها»، موضحاً: «سيكون هناك نقض في النفط وبدأنا نرى تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي مع التنافس المتزايد على المصادر بالاضافة الى انفجار النمو السكاني بين الطبقات الاقل ثراء». ولفت الى ان «التغيير المناخي سيؤثر على الناس، مع المزيد من الاعصار والتسونامي، مما يتطلب الحاجة الاكبر للمساعدات الانسانية مثل الهزة الارضية في الصين واعصار نرجس في ميانمار، ستزداد هذه الحالات بدلا من ان تقل».

وحذر كالدويل من مخاطر انعزال الولايات المتحدة، قائلا: «البعض يقول علينا القلق من نظام آخر يتقوى في دولة اخرى، ولكن التهديد الاكبر هو اذا لم نتواصل دولياً، علينا ان نتواصل مع الدول الصديقة حول العالم وحتى هؤلاء الذين لا نعرفهم ايضاً». واضاف: «يمكن لنا ان نبدأ من هنا، بالتعامل مع جيوش اخرى واستضافة ضباطهم هنا ونتعاون معهم على تقوية قابليات الرد على الازمات الدولية». ويذكر أن كولدويل ينحدر من عائلة عسكرية، إذ يفتخر بأن عائلته خدمت في الجيش الاميركي لأكثر من 100 سنة. واكتسب كولدويل الكثير من الخبرة في ما يخص العمليات في العراق بعد عمله نائبا لرئيس التأثيرات الاستراتيجية للقوات المتعددة الجنسية في العراق والناطق الرسمي باسمها. ويعتبر كولدويل شخصية مهمة ستؤثر على الجيش الاميركي ومستقبله. فكل شخص سيتولى منصبا قياديا في الجيش، ملزماً بالتدريب والدراسة «مركز الاسلحة الموحد للجيش الأمريكي» ويخاطب كولدوِل كل مجموعة جديدة تدخل الكلية بالاضافة الى سيطرته على الدروس التي تدرس لهم. ويعتبر الجانب الثقافي اساسياً للجيش الاميركي في عالم تزداد مظاهر العولمة فيه واقتراب المسافات من خلال السفر والتكنولوجيا. وشدد كولدويل على التواصل مع العالمين الاسلامي والعربي، موضحاً: «مازلنا نعمل على التواصل بشكل افضل مع الشرق الاوسط والدول الاسلامية ونكرس الكثير من الوقت على التوعية الثقافية، بل على ضباطنا ان يكونوا اكثر من واعين، عليهم ان يكون لديهم ذكاء ثقافي وتجربة مع هذه الثقافات المختلفة». وأضاف: «نحن نأخذ ضباطنا الآن ونطلب منهم ان يصبحوا خبراء في مناطق معينة، من خلال تعلم لغة المنطقة والقراءة عنها وحتى العيش فيها لمدة شهر أو شهرين»، موضحاً: «نريد ان تكون هذه القضية مؤسساتية في الجيش، بدلا من الحديث عنها فقط». وأصبح واجباً على الضباط ان يتعلموا لغة اخرى وان يطوروها خلال مهنتهم في مراحل مختلفة. وفي اطار التحالفات الواسعة للجيش الاميركي، يتلقى حوالي 110 ضباط من جيوش تابعة لـ87 دولة دورساً وتدريبات في «فورت ليفنورث»، كما اشار كولدويل ان 12 منهم يعملون في مكتبه الخاص. وقال كولدول: «نحن نعلم اهمية ذلك للمستقبل لأننا لن نقوم بأي شيء في العالم مجدداً من دون حلفاء وشركاء»، مضيفاً: «لدينا ضباط من دول قد لا تدخل في تحالف معنا في أي وقت ما، ولكنها طريقة ممتازة لبناء العلاقات بيننا وان نتفهم بعضنا البعض». واعتبر ان مشاركة الضباط الدوليين «تجربة تعليمية فريدة». وعادة ما يكون لكل طالب عسكري من دولة اخرى 3 «رعاة» لمساعدتهم على التأقلم على الحياة في كانزس، الأول من مواطني مدينة كانزس الذين يتبرعون برعاية احد الطلاب الجدد، وعادة ما تشارك 130 عائلة بهذه التجربة سنوياً. والراعي الثاني يكون من منطقة ليفنورث التي عادة ما تتبرع 130 عائلة اخرى برعاية الطالب، بينما الراعي الثالث يكون من معكسر «فورت ليفنورث» من عائلات الجنود المتمركزين هناك. وشرح كولدويل: «العلاقات التي يبنونها تستمر لسنوات طويلة»، مشيراً الى حوادث من علاقات مع ضباط من النمسا واوغندا وغيرها تستمر عبر الاجيال بين اهالي ليفنورث والزائرين لها. وعن اختيار الضباط من الدول الاخرى الذين يدرسون في ليفنورث، قال كولدوِل: «دولهم ترشحهم ونحن نقبلهم، لم اسمع عن أي مرشح للدراسة هنا يرفض»، مضيفاً: «لا نقوم بأية اجراءات امنية حول الطالب هنا في ليفنورث ولكن اعتقد ان هناك جهات تجري التحريات المطلوبة قبل وصوله». وشرح: «نأمل ان من يدرس هنا يعود الى بلده ويصبح قائداً عسكرياً مهماً، وقد حصل ذلك مع عدد من خريجينا». ويذكر ان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي للشؤون العسكرية وقائد القوات المسلحة الباكستانية أشفق كياني من خريجي «كلية القيادة والاركان العامة» في فورت ليفنوورث.

 
الفريق وليام كالدويل وإلى يساره الرقيب أول فيليب جوندرو أمام منزل كالدويل في فورت ليفنورث.

وتحدث كولدويل بثقة وعزيمة بأن الجيش الاميركي لن يخوض حرباً من دون حلف مستقبلاً، موضحاً: «لقد فهمنا ذلك منذ وقت ولكن لم نحتضن هذه الفكرة كلياً حتى اليوم، فنعلم اليوم اننا لن نقوم بعمل بمفردنا، سنعمل على مشاركة حلفائنا دائماً، بغض النظر من سيكونون في ذلك الوقت وفي أية بقعة من الأرض». وكانت الولايات المتحدة قد حرصت على بناء تحالف لخوض حرب الخليج الثانية عام 1991 وبعدها في افغانستان والعراق. وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة تتحمل العبء الاكبر في العمليات العسكرية، ففي العراق 93 في المائة من القوات هي اميركية، إلا ان واشنطن مازالت متمسكة بتحالف «القوات المتعددة الجنسية». ويشرح كولدويل: «التحالف في غاية الاهمية، لا نريد القيام بعمليات عسكرية بمفردنا حول العالم، نأمل ان تكون هناك دول اخرى تشاركنا مصلحة فعل الخير حول العالم». ولفت الى مثال على مزايا التحالف، قائلا: «عندما كنت في العراق، زرت اليابانيين الذين لم يريدوا ان يشاركوا في العمليات الحربية، لكنهم قدموا الدعم المالي واللوجتسي وقاموا بعمل ممتاز»، مضيفاً: «يمكن لكل واحد ان يقدم ما هو مختص به، لا نتوقع ان يقوم الكل بما نفعله نحن». وازداد اهتمام الجيش الاميركي على المسائل الثقافية منذ حرب العراق، ويركز تدريباته الثقافية للجنود في الثقافة العربية والعراقية. وقال جوندرو: «هذه مسألة في غاية الاهمية، عندما ذهبت للعراق لأول مرة عام 2003، لم نكن نعلم هذه الامور وكنا نفعل اموراً لم نقصد بها الاساءة الى (العراقيين) كنا نتصرف بعفوية لنكتشف ان البعض شعروا بالاساءة». وأضاف ان البرامج الجديدة «تساعدنا على ان نكون اكثر استعداداً وفهم الثقافة لنعمل سوياً، فحتى اذا كانت ثقافاتنا مختلفة فالعراقيون يريدون ما نريده نحن، يريدون لأولادهم ان يدخلوا المدارس ويعيشوا حياة كريمة ولديهم افكار رائعة حول المضي قدماً ونريد العمل معهم بقرب اكثر».

وشدد كولدويل على ان فكرة «الوعي الثقافي والذكاء السياسي» يجب ألا تختصر على الجيش فقط، قائلا: «كدولة، على الولايات المتحدة ان تعمل على التوعية الثقافية في نظامنا التعليمي ومدارسنا، فقوتنا كدولة تأتي من تنوع شعبنا الثقافي واحترام ثقافة الآخر وعلينا تعلم ذلك في سن مبكرة».


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أهم الشخصيات

أهم الخريجين

انظر أيضاً:تصنيف:خريجو كلية القيادة وأركان الحرب الأمريكية

بعض أشهر الخريجين الأجانب

تقول الكلية أن 7,000 طالباً أجنبياً يمثلون 155 بلداً قد التحقوا بالكلية منذ عام 1894 وأن أكثر من 50 في المائة من خريجي برنامج الدارسون العسكريون العالميون (IMS) يصلون إلى رتبة جنرال.[4]

انظر أيضاً:تصنيف:خريجون غير أمريكان من كلية القيادة وأركان الحرب

معرض صور

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ http://www-cgsc.army.mil/carl/download/reports/rep1882.pdf
  2. ^ http://usacac.army.mil/cac2/cgsc/about.asp
  3. ^ مينا العريبي (2008-08-18). "الفريق كولدويل: لن نخوض حرباً بمفردنا في المستقبل.. وعملية الاستقرار بنفس أهمية الهجوم". جريدة الشرق الأوسط.
  4. ^ [http://usacac.army.mil/cac2/cgsc/Events/IHOF/index20091001.asp International Hall of Fame Induction Ceremony - usacac.army.mil October 1, 2009

وصلات خارجية

قالب:United States military academies and colleges

قالب:Colleges and universities in Kansas