معركة عين جوزة

(تم التحويل من Battle of Cresson)

معركة عين جوزة كانت معركة صغيرة نشبت في 1 مايو 1187، عند عين جوزة، بالقرب من الناصرة. وكانت تمهيد للهزيمة الماحقة التي منيت بها مملكة بيت المقدس في معركة حطين بعد شهرين.

معركة عين جوزة
Battle of Cresson
جزء من الحملات الصليبية
Battle of Cresson.jpg
معركة عين جوزة، منمنمة صنعها جان كولوم، ح. 1474
التاريخ1 مايو 1187
الموقع
بالقرب من الناصرة
النتيجة نصر أيوبي تكتيكي
المتحاربون
Flag of Kingdom of Jerusalem.svg مملكة بيت المقدس
Cross of the Knights Templar.svg فرسان الهيكل
Flag of Ayyubid Dynasty.svg الأيوبيون
القادة والزعماء
جرار ده ريدفور
روجيه ده مولان 
الأفضل بن صلاح الدين
القوى
تقريباً 130 فارس (يضمون Grand Masters)
400 مشاة
عدد مجهول من turcopole[1]
7000[2]
الضحايا والخسائر
تقريباً جميعهم، 3 فرسان نجوا
روجيه ده مولان قـُتـِل
خفيفة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأحداث

عندما كان صلاح الدين الأيوبي واخوه الملك العادل يحاصران قلعة الكرك, أمر صلاح الدين إبنه الأفضل أن يوفد قوة عسكرية لتعبر نهر الأردن وتغزو منطقة عكا الصليبية, وكان الهدف من هذه الحملة استنواف قوة العدو العسكرية وإرباكه وتحطيم معنوياته.[3]

تسلم الأفضل أوامر والده فجهز في الحال سبعة آلاف فارس, وأوكل القيادة لإبن عمه تقي الدين عمر, يساعده مظغر الدين بن زين الدين كوكبوري (الذئب الأزرق)، وقيمار النجمي على عسكر دمشق وبدر الدين دلروم على عسكر حلب والديار الشامية.

كان لابد لتلك القوة من إختراق منطقة الجليل للوصول إلى هدفها عكا، وكانت هذه المنطقة تحت نفوذ (ريموند الثالث) ومركزه طبريا، وكان هذا يرتبط في معاهدة سلام مع صلاح الدين الأيوبي, وكان من بنود المعاهدة:" أن لايجوز عبور أراضيه دون إذن مسبق منه".

طلب تقي الدين الإذن بالعبور، فوقع (ريموند) في حيرة، من جهة لا يمكنه رفض طلب تقي الدين، ومن جهة أنه يتخلى عن أبناء جلدته. لكنه أخيراً سمح للقوة الإسلامية بالعبور بشرط:" أن لا تستغرق الغارة أكثر من 12 ساعة، تبدأ مع شروق الشمس وتنتهي مع غروبها، وأن لا تمس أراضيه أو رعاياه بأي ضرر".

عبرت الجيوش الإسلامية جنوب بحيرة طبريا من منطقة الطيرة قرب كلية أوهالو الرياضية وقريبة من المغطس, وإتجهت نحو عكا عن طريق وادي الفجاس، وكانت هذه الغارة الأولى قبل موقعة حطين. وعندما وصلت الأخبار عن الحشد الإسلامي, عقد الملك (بلدوين الرابع) مجلس حرب مع مجلس الكونتات, وتقرر تسوية الخلافات بين (ريموند الثالث) صاحب طبريا من جهة، وبين الصليبيين من جهة أخرى، وتشكل وفد من شخصيات الكيان الصليبي يضم كلاً من: بليان الأبيليني, و رينو الصيداني, و بطريرك صور، وليام ومقدم الداوية جيرار ومقدم الإسبتارية.

غادر الوفد الفولة (فابا لي فڤ Faba le Feve) (مكانها اليوم كيبوتس مرحافيا) وكانت هذه القلعة تابعة للداوية.

ومع وصول الوفد إلى قلعة الفولة, وصل رسول ريموند الثالث يطلب من الجميع أن يلتزموا بيوتهم وقلاعهم عند عبور القوات الإسلامية في طريقها إلى منطقة عكا صباح (1 مايو 1187).

إستشاط مقدم الداوية غيظاً, لسماح ريموند للقوات الإسلامية بالعبور لطعن الصليبيين في الظهر.

استدعى (جيرار) حامية قاقون (قرب جق المثلث) للمساعدة, وجمع معه حامية الفولة, كما إصطحب حامية الناصرة وبلغ عدد قواته 130 فارساً و400 راجل). كانت القوة الإسلامية منتشرة من كفر كناعين جوزة وصفورية (القسطل) وشفا عمرو. وفي طريق عودتها عرجت على نبع كريسون – جوزة لتستريح هناك نظراً لوفرة المياه والموقع الإستراتيجي للمكان.

وهناك هاجمهم جيرار بعد أن اصطحب معه 40 فارساً من حامية الناصرة, وقد تدارك الجيش الإسلامي الوضع وقام بعملية تطويق للمهاجمين وفرقوا قوات جيرار، وأسفرت هذه الحملة الإنتحارية عن مئات الأسرى ومئات القتلى.

ومن سخرية القدر أن بعض أهالي الناصرة تبعوا القوة الصليبية طمعاً بالغنائم التي سيحصلون عليها من جيش المسلمين, فوقعوا طمعاً لسيوفهم, وكانت النتيجة رهيبة ولم ينج من المذبحة إلا مقدم الداوية جيرار ومعه فارسان فقط.

إن هذه المعركة سبقت معركة حطين بشهرين تقريباً. وفي عودة القوات الإسلامية بقيادة تقي الدين عمر، مرت من تحت أسوار طبريا، وقد برت بوعدها وعادت مع غروب الشمس ولم تلحق أي ضرر بأملاك الكونت أو رعاياه.

وصلت البشائر للسلطان صلاح الدين وهو يغزو منطقة مؤاب ويرافقه العماد الأصفهاني فقال:" جائتنا البشرة ونحن بالكرك واعتبرت هذه باكورة البركات". يعود ذكر عيم جوزة (كريسون) مرة أخرى – حيث ذكرها وليام الصوري – تاريخ هرتسل – الملحق الرابع ص (275 – 273) حيث يقول:

"في يوم الجمعة 26 يونيو 1187، خيم جيش صلاح الدين في (خسفين) كسفيم في الجولان، وكان الجيش الصليبي متمركزاً عند عيون صفورية (القسطل), وعندما صدرت الأوامر بالتحرك خرجوا بإتجاهين: أحدهما طريق درب الحوارنةطرعان بإتجاه مسكنه والثاني عن طريق وادي سالم عين جوزة (كريسون)، وخيم هناك للمراقبة.

يقول وليام الصليبي: "على أن لا أغفل عن أخباركم بحادثة رهيبة نزلت برجالات الجيش هناك, على أنها تبدو كأسطورة تصديق أمثالها الإعتقاد بصحتها. عندما إنطلق الجيش من منطقة نبع صفورية (القسطل) وتجاوز الناصرة على مسافة ميلين منها, اجتاز سيرجنتيه الجيش إمرأة مسلمة عجوزاُ ممتطية حماراً، واعتقد السيرجنتيه أنها عبدة آبقة, فألقوا القبض عليها, وتعرف عليها البعض منهم المساندون للجيش وكانوا من الناصرة, وقالوا انها من الناصرة. سألوها عن وجهتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل, ولم تتمكن من تقديم جواب واضح, هددوها, فإعترفت بأنها عبدة لأ أحد السوريين (العرب) من أهالي الناصرة. سألوها عن هدفها؟؟ فقالت أنا ذاهبة لصلاح الدين لتحصل منه على جائزة مقابل خدكة قدمتها له. وعندما سألوها عن نوع الخدمة التي قدمتها, إعترفت بعد عذاب شديد بأنها ساحرة وأنها نفثت سحرها على رجال الجيش الصليبي لمدة ثلاثة أيام متوالة حيث دارت حولهم مراراً وألقت سحرها عليهم بإسم الشيطان, وأعلمتهم بانهم على طريق محفوف بالمخاطر, وأنهم سائرون نحو دمار أنفسهم, وان قلة منهم هي التي ستنجو فقط (وقد حدث ذلك فعلاً). عندها قاموا بجمع كميات من الأشواك والحطب, وأوقدوا ناراً عظيمة وألقوها فيها فقفزت منها مرتين أو ثلاث مرات, وكان قريباً منها واحد من السيرجنتيه وبيده بلطة هولندية (طبر), فضربها ضربة عظيمة شطر بها رأسها إلى شطرين, وعندها ألقيت في النار وإحترقت.

سمع صلاح الدين فيما بعد قصتها, فأسف أشد الأسف لفقدانها وقال:"لو بقيت حية لفديتها بكل شيء".

سنة 1217 أنى أندراوس من المجر ووصل كفركنا – ووصل عين جوزة بهدف الوصول إلى قلعة جبل طابور وإصطدم مع الجيش الأيوبي هناك, وانسحب بعد أن سرق إحدى الجرار التي عمل بها السيد المسيح أعجوبته في قانا الجليل. وفي 29 أغسطس 1218 بدات الحملة الصليبية بقيادة الدوق وجان دي براين, وفد حاولا ضرب الجيش الإسلامي ومنعه من هدم قلعة جبل طابور, وكان يساعدهم بعض رجال قرسان الهيكل بقيادة (جان مطورني).

وعندما شاهدوا فرقة من الجيش الإسلامي تراقبهم طاردوهم, واتجهت الفرقة حيث مركز القيادة العامة التي كانت تعسكر في عين جوزة وإتخذت من الموقع مركز للقيادة العامة, وقد وقع العديد من الجيش الصليبي في الأسر، وقتل البعض الآخر وعادت قلة منهم إلى عكا...[4]


الهامش

  1. ^ David Nicolle pg.59
  2. ^ David Nicolle pg.59
  3. ^ جميل عرفات (2009). "مقدمة حطين: عين جوزة - عين كريسون (كريزون)" (PDF). الأسوار - ذاكرة عكا. pp. 157–161.
  4. ^ عين جوزة – عين كريسون )كريزون(, الأسوار

ببليوجرافيا

  • Thierry Delcourt, Danielle Quérel, Fabrice Masanès (eds.): Sébastien Mamerot, Les Passages d'Outremer. A chronicle of the Crusades. Cologne, Taschen, 2009, p. 145 (ISBN 978-3-8365-0555-0).
  • David Nicolle, Hattin 1187, Saladin's greatest victory Osprey Publishing, Oxford 1993. ISBN 1-85532-284-6.
  • Kenneth Setton, ed., A History of the Crusades. Madison, 1969–1989 (available online).
  • Steven Runciman, A History of the Crusades, vol. II: The Kingdom of Jerusalem. Cambridge University Press, 1952.
  • R. C. Smail, Crusading Warfare, 1097–1193. Cambridge, 1995 (first published 1956)
  • Christopher Marshall, Warfare in the Latin East 1197–1291 Cambridge, 1992
  • De Expugnatione Terrae Sanctae per Saladinum, translated by James A. Brundage, in The Crusades: A Documentary Survey. Marquette University Press, 1962.
  • Chronicle of the Third Crusade, a Translation of Itinerarium Peregrinorum et Gesta Regis Ricardi, translated by Helen J. Nicholson. Ashgate, 1997.
  • Peter W. Edbury, The Conquest of Jerusalem and the Third Crusade: Sources in Translation. Ashgate, 1996. [The Old French Continuation of William of Tyre, with Pope Urban III's letter.]