معركة مرج عيون

وقعة مرج عيون، استهلت سنة 575 هـ والسلطان صلاح الدين الناصر نازل بجيشه على تل القاضي ببانياس، ثم قصده الفرنج بجمعهم فنهض إليهم فما هو إلا أن التقى الفريقان واصطدم الجندان، فأنزل الله نصره وأعز جنده، فولت ألوية الصلبان ذاهبة وخيل الله لركابهم راكبة، فقتل منهم خلق كثير، وأسر من ملوكهم جماعة، وأنابوا إلى السمع والطاعة، منهم مقدم الداوية ومقدم الاسبتارية وصاحب الرملة وصاحب طبرية وقسطلان يافا وآخرون من ملوكهم، وخلق من شجعانهم وأبطالهم، ومن فرسان القدس جماعة كثيرون تقريبا من ثلاثمائة أسير من أشرافهم، فصاروا يهانون في القيود.

معركة مرج عيون
جزء من الحملة الصليبية الثالثة
التاريخ10 يونيو 1179
الموقع
النتيجة نصر أيوبي
المتحاربون
Armoiries de Jérusalem.svg مملكة بيت المقدس
Cross of the Knights Templar.png فرسان المعبد
Flag of Ayyubid Dynasty.svg الأيوبيون
القادة والزعماء
Armoiries de Jérusalem.svg بلدوين الرابع من بيت المقدس
Armoiries Eudes de Saint-Amand.svg اودو ده سانت أمان #
Armoiries Tripoli.svg ريموند الثالث من طرابلس
Flag of Ayyubid Dynasty.svg صلاح الدين الأيوبي
القوى
20,000 - 30,000 800
الضحايا والخسائر
ثقيلة غير معروفة

قال العماد: فاستعرضهم السلطان في الليل حتى أضاء الفجر، وصلى يومئذ الصبح بوضوء العشاء، وكان جالسا ليلتئذ في نحو العشرين والفرنج كثير، فسلمه الله منهم، ثم أرسلهم إلى دمشق ليعتقلوا بقلعتها، فافتدى ابن البارزاني صاحب الرملة نفسه بمائة ألف وخمسين ألف دينار صورية، وإطلاق ألف أسير من بلاده، فأجيب إلى ذلك، وافتدى جماعة منهم أنفسهم بأموال جزيلة، ومنهم من مات في السجن.

واتفق أنه في اليوم الذي ظفر فيه السلطان بالفرنج بمرج عيون، ظهر أسطول المسلمين على بطشه للفرنج في البحر وأخرى معها فغنموا منها ألف رأس من السبي، وعاد إلى الساحل مؤيدا منصورا، وقد امتدح الشعراء السلطان في هذه الغزوة بمدائح كثيرة، وكتب بذلك إلى بغداد فدقت البشائر بها فرحا وسرورا.

وكان الملك المظفر تقي الدين عمر غائبا عن هذه الوقعة مشتغلا بما هو أعظم منها، وذلك أن ملك الروم قرةأرسلان بعث يطلب حصن رعنان، وزعم أن نور الدين اغتصبه منه، وأن ولده قد عصي، فلم يجبه إلى ذلك السلطان، فبعث صاحب الروم عشرين ألف مقاتل يحاصرونه، فأرسل السلطان تقي الدين عمر في ثمانمائة فارس منهم سيف الدين علي بن أحمد المشطوب، فالتقوا معهم فهزموهم بإذن الله.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التبعات

واستقرت يد صلاح الدين على حصن رعنان، وقد كان مما عوض به ابن المقدم عن بعلبك، وكان تقي الدين عمر يفتخر بهذه الوقعة ويرى أنه قد هزم عشرين ألفا، وقيل: ثلاثين ألفا بثمانمائة، وكان السبب في ذلك أنه بيّتهم وأغار عليهم، فما لبثوا بل فروا منهزمين عن آخرهم، فأكثر فيهم القتل واستحوذ على جميع ما تركوه في خيامهم، ويقال: إنه كسرهم يوم كسر السلطان الفرنج بمرج عيون.

استغل صلاح الدين نصره مباشرة بعد المعركة بهدمه حصن لو شاستليه Le Chastellet، حديث البناء، في معركة غدير يعقوب. وفي السنين التي تلت مرج عيون، أصبح قادة الفرنجة أكثر حذراً ولذلك كانت الحملتان الهامتان التاليتان، معركة قلعة بلڤوار (1182) (كوكب الهواء) ومعركة الفولة (1183) (عفولة) دفاعيتين تماماً في طبيعتهما.


لتعاقب الحملات المتعلقة، انظر:

المصادر

  • ابن كثير: البداية والنهاية.
  • Smail, R. C. Crusading Warfare 1097–1193. New York: Barnes & Noble Books, (1956) 1995. ISBN 1-56619-769-4

الهامش