أسترالوپيثكس سديبا

(تم التحويل من Australopithecus sediba)
إيهاب عبد الرحيم ونبيل عبد القادر
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

أسترالوپثيكس سـِديبا هو أحد أنواع أسترالوپثيكس، والذي تم اكتشافه في 2010 ويرجع إلى 1.78 1.95 مليون عام مضي في العصر الپلايستوسيني Pleistocene.[2] وأُستدِل على الأحفورة من أجزاء لهيكلين عظميين في موقع أحفورات مالاپه في موقع التراث العالمي مهد البشرية في جنوب أفريقيا، أحدهما لذكر صغير (holotype) والهيكل الثاني لأنثى بالغة.[1] وتم العثور على أكثر من 130 شظية حتى الآن.[1] وتم الكشف عن الهيكليين في صفحتين بمجلة ساينس عن طريق عالم الآثار الجنوب أفريقي لي ر. برگر وزملاؤه كأحد الأسلاف الأوائل للإنسان وتم تسميته أسترالوپثيكس سـِديبا ("سـِديبا" وتعني "النبع الطبيعي" بلغة السوتو).[1]

أسترالُپـِثيكُس سـِديبا
Australopithecus sediba
Temporal range: 1.95–1.78 Ma
Pleistocene
Australopithecus sediba1.jpg
أحفورة أسترالُپـِثيكُس سـِديبا، 200 مليون سنة، جنوب أفريقيا.
التصنيف العلمي
مملكة:
Phylum:
Class:
Order:
Family:
Genus:
Species:
A. sediba
Binomial name
Australopithecus sediba
برگر ورفاقه، 2010[1]
جمجمة A. sediba. الرسم مبني على صورة من دورية ساينس Science

يقول باحثون أن أجزاء من هيكلين عظميين تم اكشافها في أحد الكهوف في جنوب أفريقيا، واللذين يعودان إلى نوع غير مصنّف سابقا من الهومينيدات (الأناسيّ)، يسلّطان الآن ضوءا جديد على تطور نوعنا البشري الخاص، الإنسان العاقل. وهذا النوع الذي تم توثيقه مؤخرا، ويسمّى أوسترالوپيثيكَس سيديبا Australopithecus sediba، كان يسير منتصباً كما كان يتشارك العديد من الخصائص الجسدية مع أقدم أفراد نوع الإنسان المعروفة- وبالتالي فإن إدراجه في سجل الأحافير قد يجيب على بعض الأسئلة الرئيسية حول ما يعنيه أن نكون بشراً.[3]

يتراوح عمر هذه الأحافير ما بين 1.95 و 1.78 مليون سنة، وفي عدد هذا الأسبوع من مجلة "العلم" Science، وهي المجلّة المحكّمة التي تنشرها الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم AAAS، وهي جمعية علمية لا تهدف للربح، يصف تقريران الخصائص الطبيعية لهذا النوع الجديد من جنس أوسترالوپثيكس، بالإضافة إلى البيئة القديمة التي عاش فيها ومات. إنّ الصورة التي تتكشّف أمام ناظرينا هي صورة هومينيد يمتلك بنية عظمية تشبه بنية أقدم أفراد نوع الإنسان، لكنه استخدمها بصورة أقرب شبها بالأوسترالوپيثيكَس، مثلما كانت ستفعل "لوسي" الشهيرة.

وعلى أية حال، فهذه الأحافير الجديدة تمثّل هومينيداً ظهر بعد مليون سنة تقريبا من لوسي، وتشير ملامحها ضمنا إلى أنّ التطوّر من الهومينيدات السابقة إلى جنس الإنسان حدث على مراحل شديدة البطء، حيث ظهرت أولا أنواع مختلفة من أشباه الإنسان.

وقد كتب لي برگر، وهو المؤلف الرئيسي لأحد التقريرين المنشورين في مجلة "العلم" Science: "ليس من الممكن تحديد الموقع الدقيق من حيث تطوّر السلالات لنوع أوسترالوپيثيكَس سيديبا من حيث علاقته بالأنواع المختلفة المخصّصة لنوع الإنسان المبكر. يمكننا أن نستنتج أنّ … هذا النوع الجديد يشترك في عدد من الخصائص المشتقّة مع الإنسان المبكر أكبر مما يفعل مع أيّ نوع آخر معروف من الأوسترالوبيثينات، وبالتالي فهو يمثّل سلفاً مرشّحًا لهذا الجنس، أو أنه يمثل مجموعة شقيقة لسلف قريب عاش لبعض الوقت بعد أول ظهور لنوع الإنسان."

يعتقد العديد من العلماء بأنّ جنس الإنسان البشري تطوّر من الأوسترالوپيثيكَس قبل ما يزيد بقليل عن مليوني سنة- لكن الأصل كان محلا لجدال واسع، حيث يقترح خبراء آخرون حدوث التطور من جنس كينيانثروپس Kenyanthropus. ومن الممكن لهذا النوع الجديد- أوسترالوپيثيكس سيديبا- أن يحلّ غموض هذا الجدال في النهاية، وأن يساعد في الكشف عن أسلافنا البشريين المباشرين.

وفي هذا السياق، قال بيرجر: "قبل هذا الاكتشاف، كان بوسع المرء أن يقوم بصورة تقريبية بإدراج كامل سجل الأحافير لكل المرشّحين كأصل لجنس الإنسان اعتبارا من هذه الفترة الزمنية في قائمة صغيرة. ولكن مع اكتشاف أوسترالوپيثيكَس سيديبا وتلك الثروة من الأحافير التي استخرجناها- ولازلنا نقوم باستخراجها- فقد تغيّر هذا الوضع بصورة دراماتيكية."


أما اسم "سـِديبا" ذاته فيعني"نافورة" أو"ينبوع" بلغة السيسوثو seSotho، التي يتم التحدث بها في جنوب أفريقيا. وفي الحقيقة، يعتقد الباحثون أنّ الأحافير الجديدة ستزوّدنا بثروة من المعلومات حول أصولنا البشرية.

وفي الوقت الحالي، توضح هذه الأحافير الهومينيدية الجديدة أنّ الانتقال التطوّري من أسلاف صغيرة الأجساد، وربما كانت أكثر سكناً للأشجار، إلى كائنات ذات أجساد أكبر حجما، والتي تسير طوال الوقت على قدمين، قد حدث على خطوات تدريجية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاكتشاف

 
The remains of an hominid, قد يكون واحدا من الاكتشافات الأكثر أهمية palaeoanthropological في الآونة الأخيرة ، وكشف النقاب عنها يوم 8 أبريل 2010 خلال مؤتمر صحافي في ماروبينج. قال العلماء ان اثنين من الهياكل العظمية لبعض الأنواع الجديدة لأسلاف الانسان التي يعود تاريخها من مليوني سنة وجدت في جنوب أفريقيا و تم تسليط الضوء على مرحلة غير معروفة من قبل في تطور البشرية ، واليوم. عمد أسترالُپـِثيكُس سـِديبا ، على العينات المتحجرة جزئيا -- أنثى بالغة وعثر على الأحداث من الذكور -- في عام 2008 في كهف على بعد 40 كيلومترا(24 ميلا) منجوهانسبرج
 
South Africa Deputy President كجاليما موتلانثي (ج) والبروفيسور لي برجر من جامعة ويتواترسراند الكشف عن بقايا اسلاف الانسان ، قد يكون واحدا من الاكتشافات الأكثر أهمية palaeoanthropological في الآونة الأخيرة ، في 8 أبريل 2010 خلال مؤتمر صحافي في ماروبينج. اثنين من الهياكل العظمية لبعض الأنواع الجديدة لأسلاف الانسان التي يعود تاريخها لإثنين مليون سنة وقال العلماء تسليط موجودة في جنوب أفريقيا الضوء على مرحلة غير معروفة من قبل في تطور البشرية ، واليوم. عمد أسترالُپـِثيكُس سـِديبا ، على العينات المتحجرة جزئيا -- أنثى بالغة وعثر على الأحداث من الذكور -- في عام 2008 في كهف على بعد 40 كيلومترا (24 ميلا) من جوهانسبرغ.[4]
 
أحد الهياكل العظمية لأسترالوپثيكس سـِديبا بعد تجميعها.

وفي يناير 2008، استهل برجر، من جامعة وتوواترزراند في جنوب أفريقيا، مع بول ديركس من جامعة جيمس كوك في أستراليا، دراسة حول توزيع الترسبات الكهفية في "مهد الجنس البشري"- وهو موقع تراثي عالمي تم عزله نظراً لأهميته الطبيعية والثقافية. وبعد عدة أشهر، اكتشف برجر الهيكلان العظميان الجزئيان في الترسبات الكهفية في موقع مالابا بجنوب أفريقيا، ومن ثم قام بتحليل البقايا، التي تتضمن معظم أجزاء الجمجمة، والحوض، والكاحل لفردين من النوع الجديد مع زملاء من الولايات المتّحدة، وسويسرا، وأستراليا .

وجد فردا الأوسترالوپيثيكَس سيديبا – وهما أنثى بالغة وذكر يافع- على مقربة من بعضهما البعض في جزء من منظومة من الكهوف كانت محميّة من الحيوانات الرمّامة، ولذلك ظلت الأحافير محفوظة بصورة جيدة جداً. يصف الباحثون الملامح الجسدية لهذه الهومينيدات، مع إبراز الخصائص الحوضية الفريدة والأسنان الصغيرة الذي تشترك فيها مع نوع الإنسان المبكّر. وبناء على بنيتها الجسدية، فهم يقترحون أنّ النوع الجديد قد انحدر من أوسترالوپثيكس أفريكانس، وأن مظهر هذه الهومينيدات يدل على بزوغ فجر السير والركض الأكثر فعالية في استهلاك الطاقة.



الشكل والتفسيرات

وفي السياق ذاته، قال بيرجر: "تمنحنا هذه الأحافير نظرة مفصّلة للغاية على فصل جديد من فصول التطور البشري، وتزوّدنا بنافذة على فترة بالغة الأهمية، عندما اتخذت الهومينيدات سبيل التغيير الملتزم من الاعتماد على الحياة على الأشجار إلى الحياة على الأرض. ويبدو أن الأوسترالوپيثيكَس سيديبا يزودنا بفسيفساء من الخصائص التي تثبت كونه حيوانا كان يعيش مرتاحا في كلا العالمين."

وفي تقرير منفصل منشور في مجلة "العلم" Science، يقوم بول ديركس وزملاؤه من أجزاء مختلفة من العالم بتحليل منظومة كهوف مالابا، وتأريخ الترسبات الأحفورية، ووصف البيئة الجيولوجية والإيكولوجية التي لابد وأنّ الأوسترالوپيثيكَس سيديبا كان يعيش فيها منذ زمن بعيد.

وفي هذا الصدد، قال ديركس: "نعتقد أن البيئة التي عاش فيها الأوسترالوپيثيكَس سيديبا كانت، من نواح متعددة، مشابهة للبيئة الموجودة في يومنا هذا : فقد كانت، على سبيل المثال، بيئة تتميز بالدرجة الأولى بوجود سهول معشوشبة، تتقاطع معها وديان مشجّرة أكثر امتلاء بالنباتات. وعلى أية حال، فقد كانت الأنهار تتدفّق في اتجاهات مختلفة، ولم يكن المنظر الطبيعي ساكنا، بل كان دائم التغيّر."

تتسم الكهوف في مالابا بأنها غير موزّعة بشكل عشوائي، فهي تتواجد على طول مناطق الشقوق الأرضية التي تتقاطع مع المنظر الطبيعي. وهي تتكون في معظمها من الكوارتز، والشرت (صخر صوّاني)، والدولوميت، والصخور الطينية الشكل- برغم أن هناك أيضا في الصخور حبوب، وبيضويات، وطين صفحي، وفلسبار (سليكات الألومنيوم) مكسوة بأكاسيد الحديد.


ويستطرد ديركس قائلا: "توجد الأحفورتان معا في حالة شبه مترابطة في البقايا الرسوبية لمنظومة الكهوف المتآكلة بعمق؛ وقد ترسبّتا بفعل تدفق وحيد للحطام، مما يشير إلى أن توقيت وفاتهما كان متقاربا وأنه وقع قبل فترة وجيزة من تدفق الحطام الذي حملهما إلى مدفنهما."

وقد تعرّف الباحثون في الكهف أيضا على أحافير تعود إلى 25 نوعا آخر من الحيوانات على الأقل، بما فيها قطط سيفية الأسنان، وقطّ بري، وضبع أسمر، وكلب بري، وعدد من الظباء، وحصان. وقد أشاروا إلى أنّ عمق كهوف مالابا كان يصل إلى عشرات الأمتار عندما ترسبّت أحفورتا أسترالوپثيكس سديبا - كما اقترحوا أيضا أنّ سُكنى الكهوف ربما عمل كفخّ للحيوانات الباحثة عن الماء.

وفي هذا السياق، يقول ديركس: "من بين التفسيرات المحتملة لدخولهما إلى الكهف هو الاحتياج إلى الماء. ولتفسير تجمّع الأحافير وحالتها المحفوظة جيدا، يمكننا أن نخمّن أنّه ربما في وقت وفاتهما، عانت المنطقة التي عاش فيها فردا الأوسترالوپيثيكَس سيديبا من جفاف شديد … وربما اشتمت الحيوانات رائحة الماء، وخاطرت بالتوغل عميقاً، ومن ثم سقطت في المداخل الخفية للكهوف في الظلمة الحالكة، أو أنها تاهت وماتت."


انظر أيضا

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث Berger, L. R.; de Ruiter, D. J.; Churchill, S. E.; Schmid, P.; Carlson, K. J.; Dirks, P. H. G. M.; Kibii, J. M. (2010), "Australopithecus sediba: A New Species of Homo-Like Australopith from South Africa", Science 328 (5975): 195–204, doi:10.1126/science.1184944 .
  2. ^ Dirks, P. H. G. M.; Kibii, J. M.; Kuhn, B. F.; Steininger, C.; Churchill, S. E.; Kramers, J. D.; Pickering, R.; Farber, D. L.; et al. (2010), "Geological Setting and Age of Australopithecus sediba from Southern Africa", Science 328 (5975): 205–208, doi:10.1126/science.1184950 .
  3. ^ إيهاب عبد الرحيم محمد (2010-04-07). "هومينيد جديد يتشارك بعض الخصائص مع نوع الإنسان: اكتشاف أحفورة يسلّط الضوء على تطوّر الهومينيدات السابقة إلى جنس الإنسان" (PDF). ساينس. Retrieved 2010-04-09.
  4. ^ daylife

وصلات خارجية

توجد في معرفةالفصائل معلومات أكثر حول:
الكلمات الدالة: